أيزيدُكَ التَّبْجِيلُ وَالتَّكْرِيمُ | شَرَفاً وَأَنْتَ عَلِيُّ إبْرَاهِيمُ
|
شَأْنُ التَّفَوُّقِ شَأْنُهُ وَوَرَاءهُ | مَا يُحْدِثُ التَّضخِيمُ وَالتَّفْخِيمُ
|
لَيْسَ العَظِيمُ هُوَ العَظِيمَ إضافَةً | إنَّ العَظِيمَ بِنَفْسِهِ لَعَظِيمُ
|
مُلِيءَ الزَّمَانُ بِعَبْقَرِيَّتِكَ الَّتِي | يَعْفُو الزَّمَانُ وَمَا بَنَتْ سَيُقِيمُ
|
شَهِدَ العِظَامُ مِنَ الأُسَاةِ بِفَضْلِها | إذْ قَدَّمُوا مَنْ حَقُّهُ التَّقْدِيمُ
|
وَتَعَدَّدَتْ آياتُهَا حَتَّى غَدَت | وَبِهَا لِكُلِّ مُكَابِرٍ تَسْلِيمُ
|
أنتَ الطَّبيبُ الفَرْدُ غَيْرُ مَنَازَعٍ | فِيمَا اخْتَصَصْتَ بِهِ وَأَنْتَ حَكِيمُ
|
تَشْفِي بإِذْنِ اللهِ إلاَّ حَيْثُمَا | يَأْبَى التَّمَهُّلَ أمْرُهُ المَحْتُومُ
|
وَدُعِيتَ بِالجَرَّاحِ هَلْ يُدْعَى بِهِ | مَنْ نَصْلُهُ عَفُّ الشَّباةِ رَحِيمُ
|
يَأْسُو وَقَدْ يَقْسُو فَإنْ يَكُ ظَالِماً | فَالدَّاءُ عَنْ ثِقَةٍ هُوَ المَظْلُومُ
|
ولَقَدْ تَكُونُ بِحُسْنِ رَأْيِكَ مُبْرِئاً | مَنْ رُوحُهُ لا جِسْمُهُ المَكْلُومُ
|
أسْمَى فِعَالِكَ آسِياً وَمُدَاوِياً | تَصْحِيحُ رَأْيِ الشَّرْقِ وَهْوَ سَقِيمُ
|
تُرِكَ التَّطبُّبُ لِلأَجَانِبِ حِقْبَةً | فَكَأَنَّهُ وَهْوَ الأصيلُ زَنِيمُ
|
لَوْلاهُ فِي أُولَى اللَّيَالي لمْ تَكُنْ | لَهُمُ فُنُونٌ جُدِّدَتْ وَعُلُومُ
|
لَكِنَّ رُوحَكَ فيهِ أوْرَدَتْ مَا خَبِا | مِنْ شُعْلَةٍ فَذَكَتْ وَسَوْفَ تَدُومُ
|
مِنْهَا اسْتَمَدَّتْ مِصْرُ مَجْداً يَلْتَقِي | فِيهِ جَدِيدٌ بَاهِرٌ وَقَدِيمُ
|
فَالغَرْبُ قَبْلَ اليَوْمِ فِيهِ نُجُومُهُ | وَالشَّرْقُ بِعْدَ اليَوْمِ نُجُومُ
|
لَمْ تَدَّخِرْ لِرُقيِّ قَوْمِكَ هِمَّةً | وَذَرِيعَتَاكَ العِلْمُ وَالتَّعْلِيمُ
|
صَرَّفْتُ تَنْشِئَةَ الشَّبَابِ بِحِكْمَةٍ | وَهْدَىً كَأَحْسَنِ مَا أَسامَ مُسِيمُ
|
فَتَبَيَّنُوا أَنَّ الحياة حَقَائِقٌ | لاَ نَضْرَةٌ مَوْهُومَةٌ وَنَعِيمُ
|
مَنْ لَيسَ يَقْدُرُهَا فَإِنَّ خَلاقَهُ | مِنْهَا الطَّفِيفُ وَحَقُّهُ مَهْضُومُ
|
وَضَمِنْتَ إنْجَاحَ الجَمَاعَاتِ الَّتِي | تْرْعَى وَمِثْلُكَ بِالنَّجَاحِ زَعِيمُ
|
فَتَعَدَّدَتْ وَالبِرُّ مِنْ أغْرَاضِهَا | وَالنُّصْحُ وَالتَّثْقِيفُ وَالتَّقْوِيمُ
|
أَلْعُمْرُ أعمارٌ اسْتَثْمَرْتَهُ | وَيَزِيدُ غَلَّةَ وَقْتِهِ التَّقْسِيمُ
|
وَالوَقْتُ تَمْلِكُهُ فَأَنْتَ بِفَضْلِهِ | مُثْرٍ وَتَتْرُكُهُ فَأَنْتَ عَدِيمُ
|
اللهَ فِي هِمَمِ الرِّجَالِ فَإِنَّهَا | تَلِدُ العَجَائِبَ وَالجُمُودُ عَقِيمُ
|
هَذَا عَلِيٌّ لَمْ يُثَبِّطْهُ وَقَدْ | بَعُدَتْ مُنَاهُ مَا النَّجَاحُ يَسُومُ
|
وَهَبَ المآثِرَ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ | خَذِلاً وَهُنَّ مَتَاعِبٌ وَهُمُومُ
|
فِي كُلِّ حِينٍ فِكْرُهُ مُتَيَقِّظٌ | لِلنَّافِعَاتِ وَنَوْمُهُ تَهْويمُ
|
حتَّى أوَانُ اللَّهْوِ يَشْغَلُهُ بِمَا | فِيهِ لأَشْرَفِ خُطَّةٍ تَتْمِيمُ
|
فِي صَرْحِهِ مِنْ كُلِّ ذُخْرٍ فَاخِرٍ | تَحُفٌ لَهَا تَارِيخُهَا وَرُسُومُ
|
مِمَّا يُريكَ الشَّرْقُ فِيهِ سِرَّهُ | وَصَنِيعُهُ بِبَدِيعِهِ مَوْسُومُ
|
تُحَفٌ رُدِدْنَ إلَى الحَيَاةِ وَإِنَّمَا | بُعِثَتْ بِهُنَّ قَرَائِحٌ وَحُلُومُ
|
إنْ يُرضِ أسْمَى جَانِبٍ مِنْ نَفْسِهِ | لَمْ يَثْنِهِ أنَّ الطَّرِيقَ ألِيمُ
|
الفَوْزُ بَعْدَ الفَوْزِ يَشْحَذُ عَزْمَهُ | أتَرَاهُ يَسْتَصفِي الفَخَارَ عَزُومُ
|
وَنَعَمْ يَرُومُ مِنَ الفَخَارِ أجَلَّهُ | وَأَعَّزهُ لَكِنْ لِمِصْرَ يَرُومُ
|
هَذِي الوِزارَةُ لَمْ تَكُنْ لِتَزِيدَهُ | خَطَراً وَزِيدَ العِبءُ فَهْوَ جَسيمُ
|
لَكِنْ دَعَتْهُ بِلادُهُ فَأجَابَهَا | كَيْفَ الكَرِيمُ وَقَدْ دَعَاهُ كَرِيمُ
|
أَتُعَلُّ صِحَّتُهَا وَعَنْ كَثَبٍ لَهَا | مِنْهُ خَبِيرٌ بِالشِّفَاءِ عَلِيمُ
|
لِعَلِيٍّ مِنْ شِيَمِ البُطُولَةِ جَانِبٌ | فِي نَفْسِهِ هُوَ لِلنُّبُوغِ قَسِيمُ
|
الأسْمَرُ الحَالِي بِأَسْمَحِ مَا جَلاَ | لِلْعَيْنِ مِنْ شَمْسِ البِلاَدِ أدِيمُ
|
هُوَ كَالقَنَاةِ عَدَالةً فِي خَلْقِهِ | وَبِخُلْقِهِ هُوَ كَالقَنَاةِ قَوِيمُ
|
وَيَهُزُّهُ هَزَّ القَنَاةِ لِنَصْرِهِ | مُسْتَصْرِخٌ مِنْ قَوْمِهِ وَمَضِيمُ
|
شَتَّى فَضَائِلُهُ فَإنْ وُصِفَتْ فَهَلْ | يَقْضِي نَثِيرٌ حَقَّهَا وَنَظِيمُ
|
غُرَرٌ إذَا مَا اللُّطْفُ كَانَ حِجَابَهَا | فَهُنَاكَ سِرُّ المَجْدِ وَهْوَ صَمِيمُ
|
لَمْ يُلْفَ يَوْماً مَنْ يَفِي كَوَفَائِهِ | فِيمَا بَلاهُ مِنَ الحَمِيمِ حَمِيمُ
|
يُخْفِي مَنَاقِبَهُ وَمِنْ شَرَفِ النَّدَى | أَنْ لَيْسَ يُفْشَى سِرًُّهَا المَكْتُومُ
|
كَمْ مِنْ يَدٍ عَرَفَ السُّرُورُ بِهَاشَجٍ | وَبِهَا تَغَنَّى عَائِدٌ وَيَتِيمُ
|
رَدَّتْ عَلَى النِّقَابِ نِقَابَهَا | وَسَلاَ بِها حِرْمَانَهُ المحْرُومُ
|
أَمَّا شَمَائِلُهُ فَقُلْ فِي نَفْحَةٍ | لِلرَّوْضِ مَرَّ بِهِ الغَدَاةَ نَسِيمُ
|
لِلنَّفْسِ مِنْهَا نَشْوَةٌ غيْرُ الَّتي | فِي الحِسِّ يُحْدِثُهَا طِلاً وَنَدِيمُ
|
يَا مَنْ أرَانِي عَاجِزاً عَنْ وَصْفِهِ | هَلْ مَنْ يُقَدِّمُ مَا اسْتَطَاعَ مُلِيمُ
|
تَمْثَالُكَ المَرْفُوعُ أَبْلَغُ شَاهِدٍ | بِوَفَاءِ مِصْرَ وَذَاكَ فِيها خِيمُ
|
وَالتَّكْرِماتُ الحَاشِدَاتُ مَظَاهِرٌ | لِشُعُورِهَا الفَيَّاضِ وَهْوَ عَمِيمُ
|
عِشْ أَطْوَلَ الأَعْمَارِ تَخْتَارُ المَنَى | وَتَصِيبُ أعْلاَهَا وَأَنْتَ سَلِيمُ
|
بِرِعايَةِ المَلِكِ ازْدَهَى عِيدٌ لَهُ | فِي المَشْرِقَيْنِ القَدْرُ وَالتَّقْوِيمُ
|
وَإذَا النَّوَابِعُ عُظِّمُوا فِي عَصْرِهِ | فَإلَى المَلِيكِ يُوَجَّهُ التَّعْظِيمُ
|
فَارُوقُ يُسْعِدُ شَعْبَهُ فَيُطِيعُهُ | عَنْ رَغْبَةٍ فِي حُكْمِهِ المَحْكُومُ
|
أَيُّ الكِفَاحِ لِعِزِّ مِصْرَ كِفَاحُهُ | وَبَأَيِّ عِبْءٍ لِلنَّجَاحِ يَقُومُ
|
لِيَصُنْهُ مَنْ وَلاَّهُ وَلْيَكُ عَهْدُهُ | مِنْهُ الحَمِيدُ وَلَيْسَ فِيهِ ذَمِيمُ |