اليوم جات لكم بقصه قراتها من زمن بعيد اعجبتنى واردت ان تعرفوه
تلك قصه عن رجل ثرى جدا قد مات وترك خلفه ارثه واربعه ابناء اسمهم كلهم محمد
وكتب فى وصيتها محمد يرث ومحمد يرث ومحمد يرث ومحمد لا يرث
فلم يعرف الابناء ماذا هم فاعلون فاحتكمو الى القاضى
فسال القاضى ما بالكم
فقالو لقد كتب ابنا وصيه كتب فيه محمد يرث ومحمد يرث ومحمد يرث ومحمد لا يرث
ونريد ان نعلم من منا الذى لا يرث
فاندهش القاضى وقال انا لا افتيكم فى امركم هذا ولكن هناك حكيم فى الصحراء اذهبو اليه عله يفتيكم فى امركم هذا
فهبو بالرحيل وهم فى طريقهم قبلهم رجل كبيرا بالسن اوقفهم قالا
لقد ضلت ناقتى الطريق فهل رايتموها
فقال الاول اكنت عرجا
فقال له نعم
فقال الثانى اكنت عورا
فقال له نعم
فقال الثالث اكنت هوجا اى لا تعقل
فقال له نعم
فقال الرابع اكنت زعرا اى مقطوع ذيله
فقال له نعم
فقالو لم نره
فاندهش الرجل وقال انتم تكذبون انتم اخذتم ناقتى هيا بنا نحتكم الى القاضى
فعدو جميعا الى القاضى
فقال القاضى ما بالك يا رجل
فقال لقد قابلت هولا الرجال فى طريقى وسالتهم عن ناقتى التى ضلت الطريق
فوصفوه لى وصف دقيق واعاد اليه ما قالو
فكيف لم يروها وان كانو يخفون امر
فسال القاضى قالا اقبل يا محمد كيف عرفت ان تلك الناقه كانت عرجا
فقال لانى رايت اثار اقدمها قدما تعلو الاخرى فعلمت انها عرجا
فسال الثانى كيف عرفت ان تلك الناقه كانت عوراء
فقال لانى رايت اثار اكلها تاكل من جانب واحد من العشب فعلمت انها عوراء
فقال للثالث كيف عرفت ان تلك الناقه كانت زعراء فقال لانى رايت اثار بعره يتساقط وراها فى خط مستقيم وللناقه ذيل تهش بها بعرها فيتطير يمين وشمالا فعلمت انها زعراء
فسال الاخير كيف عرفت ان تلك الناقه كانت هوجاء
فقال لانى رايت اثار اكلها تاكل من مكان ثم مكان اخر ولو كانت تعقل لمكثت فى مان واحد فاكلت حتى تشبع
فقال القاضى هم صادقون
فسالهم الشيخ ولكن من كنتم تصدون فى الصحراء فقالو شيخ حكيم يفتينا فى امرنا ورو عليه قصتهم
فقال الشيخ انا من تقصدون وانتم ضيوفى الليله فى الصحراء
فذهبو جميعا الى بيت الشيخ الحكيم وجاء اليهم بالطعام
فمد الاول يده على الخبز ثم قال
يبدو ان المراه التى صنعت هذا الخبز كان عليه دما حيض
ومد الثانى يده على العنب وقال
يبدو ان ذلك العنب كان مزرواع فوق قبر
ومد الثالث يده على اللحم وقال
يبدو ان تلك الشاه رضعت من كلبه
ثم قال الرابع يبدو ان ذلك الرجل لا ينتسب لاباه
فسمع الرجل ما قالو
فهم بسوال المره التى اشترى منه الخبز
وقال استحلفك بالله يا امره هل كان عليك دما حيض وانت تصنعين الخبز
فقالت له نعم
فذهب للرجل الذى ابتاع منه العنب وقال
استحلفك بالله يا رجل هل هذا العنب كان مزرواعا فوق قبر
فقال له نعم لقد زرعتها على قبر ابى فاثمرت فابتعت من ثمره
فذهب الى الراجل الذى باعه الشاه
وقال استحلفك بالله يا رجل هل تلك الشاه رضعت من كلبه
فقال له نعم ماتت امه وهى صغيره فرضعت من كلبه
ثم ذهب الى امه وقال استحلفك بالله يا امى هل انا لا انتسب لابى
فقالت هذا امر يعلمه الله نعم لقد قابلت رجل غير ابيك فضجعته فانجبت بعلم ابيك انك ابن له فليغفر لى الله وانظر ما انت فاعلا بى
فعاد اليهم وسال الاوال كيف عرفت ان المراه التى صنع الخبز كان عليها دما حيض
فقال لان المراه المحيض يتساقط شعرها وان رايت ذلك فى الخبز فعرفت ان عليها دما حيض
فسال الثانى كيف علمت هذا العنب مزرواع فوق قبر
فقال له لانى كلما شات ااكل منه تذكرت الموت
فسال الثالث كيف علمت هذاه الشاه رضعت من كلبه
فقال لان الشاه يكون اللحم الابيض فيها يكسو الاحمر والعكس للكلاب وانا رايت ذلك فعلمت انها رضعت من كلبه
فليس من المعقوال ان تذبح لنا كلبه ونحن ضيوفك
فسال الاخير كيف علمت اننى لا انتسب لابى
فقال لان من شيمت الكرم عند العرب ان يجلس المرء مع ضيفه وانت لم تجلس معنا
فقال لهم اذن عودو الى ليلتكم وغدا نتشاور فى امركم الذى جاتم من اجله
وقام فى منتصف الليل وطرق باب احدهم وساله هل كتب اباك الوصيه بيده اليمنى ام اليسرى
فقال بل بايمنى
فقال فاذهب الى قبره فاتنى بيده التى كتب بها
فقال والله لا استطيع وان تعطنى مال الدنيا كله
فطرق الباب الثانى ثم الثالث
ثم طرق الباب الرابع فقال له حسنا انى ذاهب وان اردات ان ائتيك بكامل الجسد فانى فاعل
فقال له الشيخ اذن فلنمضى الليل وغدا نتحدث بالامر
وهمو صباح يتسالون الشيخ
هل وجدت فى امرنا شياء
فقال نعم محمد يرث ومحمد يرث ومحمد يرث ومحمد لا يرث
فقال الاخير ومن منا الذى لا يرث
فقال الشيخ قد علمت انى لا انتسب لابى
وانت ايضا لا تنتسب لاباك