حَمَاتِىْ وَ الْمَشَاكِلِ
جَلَسَتْ حَمَاتِىْ فَوْقَ سَطْحِهَا بِخَيَالِهَا الْــــــــوَاسِعُ
تَفَكَّرَ فِىْ الْمَشَاكِلِ تَفْكِيْرِ بِارِعٌ بَلْ أَكثَرّمْــــِنْ رَائِعٌ
وَعِنْدَمَا تَكْتَمِلُ الْفِكْرَةِ لَا تَعَجَّبَهَا فَعَنْهُـــــَا تِتْرَاجَعْ
وَ أَخِيِرَا وَجَدَتْ ضَالْتْهَا عِنَدَمّا نَــــــــــادَّى الْبَائِعِ
فِىْ يَوْمٍ مَــــــــــــــــنَ الْأَيَّامِ مُرّ رَجُلٌ مِنْ الْشَّارِعِ
مُنَادِيا بُـــــــــــــــصَوْتْ عَالٍ وَعَلَىَ كُلِّ بَابٍ قَارِعٌ
أَنَا بِيَـــــــــــــــــاعُ الْمَشَاكِلِ فَهَلْ هُنَاكَ مِنْ طَامِعٍ
أَسْرَعَتْ حَمَاتِىْ وَ أَبْيَضُ وَجْهِهَا كَالْقَمَرِ الْسَّاطِعِ
مُسْرِعَةً ومُهَرْوْلّةً مِثْلَ لَاعٌـــبٌ الْمَارَّاثُونَ الْبَارِعُ
شَارِيْـــــــــــــــــــةِ أَنَا بِالْمَـــَالِ وَبِالأَلّمَاسِ اللّامِعِ
وَبِكُلِّ مْـــــــــــــــــــــــــا امْــــلِكُ وَمِنْ دُوْنِ تُراجعُ
فَرَدَّ الْرَّجُـــــــــــــــــــــــــــــلُ وَأَنَا يَـا سَيِّدَتِى بِائِعُ
كَمْ مْــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنَ الْمَشَاكِلِ تُرِيْدِيْنَ
فَرَدَّتْ حَــــــــــــــــــــمَاتِىٍّ أَتَحْسِبَنّىْ مِنْ الَطَّامِعِيْنَ
جُزْءٌ مِمَّـــــــــــــــــــــا مَعَكَ لِأَكُوْنَنَّ مِنَ المُسَدّدِينَ
قَـــــالّ فِىْ أَىِّ شَـأْنٍّ يَا سَيِّدَتِى لِلْمَشَاكِلِ تَحْتَاجِيْنَ
فَقَـــــالْتَ إِنَّهُ زَوْجُ أَبَنَتَّىْ لِأَكُوْنَنَّ لَهُ مِنْ المَعكِنِينَ
فَضَحِكَ الْرَّجُلُ وَقَالَ كُلُّ مَا مَعِىَ أَقْوَىْ مِنْ حَدِّ الْسَّكَّيْنِ
فَقَــــالْتَ أُعَـطَنَى كُلِّ مَا مَعَكَ وَبَاقِىَ الْحِسَابِ بَعْدَ حِيْنٍ
وَ بِـــــاعُ لَهَا الْرَّجُلُ وَقَالَ يَا لَهُ مِنْ عَالَمٍ مَجَانِيْنَ
هِـــــلِ مَا زَالَ يُوْجَدُ مَنْ هُمْ عَنْ الْمَشَاكِلِ بَاحِثِيْنَ
هِــلِ مَازَالَ يُوْجَدُ مَنْ هُمْ لِبُيُوتِ أَوْلَادُهُمْ هَدَامِينَ
نَــــــعَمَّ يَا بَائِعِ الْمَشَاكِلِ إِنَّهَا حَمَاتِىْ جُدَّةَ اوْلَادِىْ
تَـــــــــــــــــصَحْوٌ كُلِّ صَبَاحٍ عَلَىَ الْمَشَاكِلِ تَنَادَىْ
لَسْتُ أَدْرِىٓ كَمْ مِنَ الْمَشَاكِلِ وَكَمْ مِنَ الْنَّاسِ تَعَادَىْ
مِنْ الْأَهْلِ وَالْجِيَرَانَ وَ الْأَنْسَابَ حَتَّىَ الْأَوْلَادِ
شَكَتْ أَبِيْهَا فِىْ إِرْثِهَا وَكَانَتْ لَهُ الْجَلادِ وَالْقَاضِىَ
حَمَاتِىْ أَكْبَرُ الْمَشَاكِلِ عِنْدَهَا شَىْءٍ عَادَىْ
نَدَمٍ الْبَائِعُ وَقَالَ أَنَا لِفَنِّ الْمَشَاكِلِ عِنْدَهَا شَارِىْ
وَدَافِعْ لَهَا فِىْ تَعْلِيْمِى الْمَشَاكِلِ الْثَمِيْنَ وَالْغَالَىْ