فِي غَابَةِ الأحْزَانِ
هُنَا بَيْنَ أَجْسَادِ الحُرُوفِ والخُوَاء
تَهَاوَتْ ظِلَالُنَا أَشْلَاءً مِنْ بَقَايَانَا
فَوْقَ تَابُوتِ الصَمْتِ المَقِيتِ
حَوْلَ هَامَاتِ الفَنَاء
هُنَا وَعَلَى ضِفَافِ نَهْرِ الدُمُوعِ الجَارِيَاتِ
إشْتَعَلَتْ حَرَائِقُ القُلُوبِ فِي وَضِحِ الأَلمْ
وَدُفِنَتْ أَفْرًحُنَا بِلَا عَزَاء
وَبُزُوغُ عَيْنَيْهَا هَالَاتٌ مِنْ حَمِيم
وَطَرَائِقُ الجَدْوَى فِي رُوحِي تُقِيم
وَخُسُوفُهَا الأَهْدَابُ يَغْفُوهَا الحَمَام
والصَقْرُ هَائِمٌ فِيهَا مَدْ الرِيَاح
اللَيْلُ صَاحْ .. وَالفَجْرُ لَاحْ .. وَالعُمْرُ رَاح
وحَبِيبَتِي بِمَبْسَمِهَا نَقْشُ الجِرَاح
وَعِزَتِي بَيْضَاءَ
وَأَمَلِي مَكْسُورَ الجَنَاح
فِي غَابَةِ الأحْزَانِ .
قابلت قمري بين شطآن المساء
أهديتها قلادة النجوم والضياء
توجتها ملكة أفراح السماء
وكنت أنا الصديقه
رأيت صغيري
يركل الأحلام
في قلب الطريق
ينثر الآمال
يبعثرها بضيق
رأيته يبكي
دمعاته تشكي
يا ليته يحكي
كلمته
لاطفته
قبلت وجنة الأحزان بين عينيه
وجمعت آماله المنثوره بين يدي
فقال : صديقي يا أنا
حسبنا
وكفى الله جراحنا
أم أننا ..
ألم نكتفي من غدرهم وجحودهم ؟
هل أثقلت الأحلام على قلوبهم ؟؟
أم أنهم زيفو الاحساس
ولونو بمكرهم كل الحواس
ثم رحل في كبرياء
وآلامه تسابقالعناء
ولسانه يهذي بصمت خافت الأصداء
هل هذا هو الوفاء ؟؟
هل هذا هو الوفاء ؟؟؟
فِي غَابَةِ الأحْزَانِ
بَيْنَ فَرَاغِ القَلْبِ وَضُلُوعِ الخِذْلَان
تَجَمْهَرَ الشُعُورُ فِي أَقْفَاصِ الحَنِين
تَقُودُهُ أَشْوَاقٌ مَبْتُورَةُ الأَطْرَافِ
مَشْلُولَةُ المَلَامِحِ وَاليَقِين
تَعَالَتْ أَصْوَاتُ الشَتَاتِ فِيهَا
تَدْعُوا مِنِي البَقَايَا
لَنَخْبٍ مِنْ ذِكْرَيَاتِ السِنِين
مَمْزُوجٍ بِأَنْفَاسِ الفُرَاقِ المُشِين
فَاحْتَسَيْتُ الكَأسَ كُلَهُ وَحْدِي
فَإِذَا بِهَ كَأْسٌ لَعِين
جُرُوحُ هَفَوَاتِهِ نَزْفٌ
وَنِيرَانٌ لَا تَسْتَكِين
يَا لَهُ مِنْ كَأْسٍ دُهَاقُ مُتَمَرْمِرٌ
يُسَابِقُ قَطَرَاتَ الأَنِين
وَيَجُوبُ فِي أَوْرِدَةِ الأَمَانِي
يَغُوصُ فِي أَحْشَائِهَا كالعَلْقَمِ السَقِيم
كَأَنَهُ زِلْزَالٌ جَلِيلٌ أَطْلَقَهُ مَوْتٌ زُلًال
وَفِي كُلِ إِتِجَاهٍ شَقَ دَوَاخِلَ الأَفْرَاح
حَرَثَ الرُوحَ ليَزْرَعَ بُذُورَ الأَوْجَاع
وَسَفِينَةُ الأَوْهَامِ بَيْنَ أَمْوَاجِ الظَلَام
تُشْرقُ آثامُهَا فِي أُفُقِ الرِوَاية
لِتَزْفُرَ بَعْضَ طُقُوسِ الغِوَايَة
يَقُودُ دَفَتَهَا مَارِدٌ عِرْبِيدَةٌ نَظَرَاتُهُ
تَحْمِلُهُ سِيقَانُ الغُرُورِ للنِهَاية ..