دمعة في عيد الأضحى / الحاج لطفي الياسيني
--------------------------------------------------------
عتبوا علي وما عتبت زماني
والشعب أهلي والبيان بياني
قالوا كتبت عن المناسبة التي :
حملت جراح الشعب من أزمان
فاكتب عن الأضحى فهذا عيدنا
عيد الأضاحي شاعر الوجدان
ماذا سأكتب والحراب على فمي
والقمع الجم شفتي ولساني
مات الكلام على حروف قصائدي
والاحتلال .. قطيع استيطان
سلبوا مباهج فرحتي من أخوتي
والضفة الأخرى... بلا عنوان
والقدس تبكي كل عيد قادم
والمسجد الأقصى بلا أذان
وكنيستي أجراسها في صمتها
مثل الشهيد تلف بالأكفان
هدموا بيوت الله منذ استوطنوا :
حرقوا مزارع يافتي و بيساني
قتلوا الصغار وشردوا أهلا.. لنا
من نكبتي الأولى إلى لبنان
والبروة الكانات عزيزة مجدها
تبكي مواضيها مع السكان
مجد الكروم ورامتي مع نحفها
والبعنة الأغلى على كنعان
مع دير حنا ثم سخنين التي
صدت قوافل طامع عدواني
عرابة البطوف من شهدائها
زفت أسيل لجنة الرضوان
من ارض أم الفحم لبى زاهر
يوم الوقيعة افتدي بجناني
من ارض ناصرة المسيح تعانقت
روح المسيح واحمد العدناني
من كفر كنا موكب المجد ابتدآ
قانا الجليل رسالة الأديان
صنع المسيح من المياه خمورها
تعدادها ...هي ستة الأجران
حيث التخفي فوق تلة قفزة
هربا من الأشرار والشيطان
أدعو المسيح فليته يأتي هنا
ليرى المذابح في أديم هوان
حيث الجنائز في ربوع بلادنا
نابلس تشهد والجليل يعاني :
جنين أمست مسرحا لفلولهم
اسري وجرحى رهن محض ثوان
رام الله تصحو في الصباح وأرضها
ملئت طوابيرا من الزعران
من بيت جالا شيعوا شهداءنا
وببيت لحم شهيدنا نصراني
وببيت ساحور الكنيسة حوصرت
ومساجد تبكي على الأطيان
ارض الدهيشة حاصروا أركانها
أسلاك شائكة مع الجدران
والخضر عانت من عدو ظالم
قطعوا مياه الشرب عن خلاني
ارض الخليل كرومها وجبالها
والأهل رهن القيد والسجان
وأريحا سدوا بالجدار حدودها
منعوا الهواء ... تلاوة القران :
فبأي عيد احتفي بربوعنا
والعيد مات ولف في الجثمان
عذرا رفاق الشعر أني عاجز
في عيد أضحانا أزف تهاني
العيد ولى وانقضى مذ نكبتي
لا عيد.. لا.. افراح.... للاسيان
كل الشموع بعيدنا قد أطفئت
والشمعدان خبا ..بلا وهجان
العيد ما معناه الا ...عودة
للسور في عكا مع الشطان
العيد يوم تعود حيفا والحما
والكرمل الغالي الى سبلان
العيد يوم تعود لي حريتي
وترف أجنحتي على الأغصان
العيد يوم تعود لي كوفيتي :
وعقال جدي منزلي ...كوشاني
العيد يوم يفك اسري ههنا
وأجدد الدبكات في حوسان
العيد يوم المسجد الأقصى به
يعلو الأذان ..بدون استئذان
العيد عيدي عندما أزلامهم
تنأى عن الشطان والأوطان
العيد يحلو عندما أطيارنا
يوما تحلق بارتفاع عنان
والقيد يكسر والعنادل تنتشي
يوم التحرر.. عيدنا أنساني
العيد سوف يكون لي وكرامتي
في ارض أجدادي ومهد كياني
ولدير ياسين... أعود لمنزلي
استنشق الإزهار مع ريحاني
العيد يوم جدار محتل هنا
ينهار يا برلين بت أعاني
سبعون عاما من حياتي قد مضى
لا طعم للأعياد عبر جناني
لا بد هذا العيد يأتي بعدما
تجلو فلول الوغد والخصيان
--------------------------------
الحاج لطفي الياسيني