فتحتُ صندوق أسراري الذي أخبئه بركن بعيد في غرفتي ، نظرتُ إلى آخر شيء لي منكِ
لم يتبقى لي منذ رحيلك سِوى صورتك ، أنظر إليها كل يوم ، اخذتها بين يدي و نظرت إليهـا
كم أشعر بغصه تكـاد تنسيني جميع ما يسعدني في هذه الدنيا حينما أنظر لصورتك
أتأمـلكِ ، يٌخيّل لي أنكِ تبتسمين ، تضحكين ! وتارة أخرى يخيّل لي أنكِ تبكين !
رباهـ !! أيّ جنون أشعر به و أنا أنظر لصورتكِ وأنتِ راحله ؟
أكـاد أجـزم أنني أسمعُ صدى صوتك ، أكـاد أقسم بـ أنني أشمّ رائحة عطرك
أكاد أقسم بـ أنني أشعر بنفس القشعريره التي تنتابني وأنا معكِ ..
لستُ مصابة بالجنون ، بل بهـوس ذكرى الــراحلين !
ضممتُ صورتها إلى صدري ، و شعرتُ بشيء يسيل على خدي ، وأدركتُ أنها دموعي لا أكثر !
و من يجرؤ على لومي حينـمـا تمطر عيوني دموعـاً !
أو حينما تنزف دمـاً ؟!!
هـل تعلمين يا أنتِ ، أنكِ كنتِ لي الأمـان ؟
كنتِ[ الحضن الدافئ و القلب الرحوم ، اللسان الصـادق ، الروح الجميله ] !
أنتِ لستِ كغيرك من سـائر البشر ، أجزم أنكِ منذ أن رحلتي ، لم تذق عيني طعمـاً للنوم !
أتعلمين ما هو الشيء الذي يخنقني ؟ أنني من شدة حبي لكِ ، كل ضحكة تنبع من أعماقي أتذكركِ
و كلمـا نظرتُ إلى الأماكن التي جمعتنا أتذكركِ ، و لا أخفيكِ أن كل دمعه تنزل من عيني أحن إليك
و كـلما أسمع أغنيه سمعناها سويـا أشتاق لكِ أكثر وأكثر !
صدقيني ، يعتصر قلبي ألمـاً لرحيلك ، أنني أختنق !
أكـاد أجنّ من شدة التفكير بكِ و بحالكِ ..كيف أنتِ تحت التـراب ؟ كيف هو حالكِ ؟ نعيم أم عـــذاب ؟ معاذ الله !
آهـ من ذكرياتكِ ، جعلتني معهـا ورحلتِ ببساطة !
هل تذكرين نغم فيروز حينما كنا نسمعها معاً ؟
[ يا طير يا طاير على أطراف الدني لو فيك تحكي للحبايب .. شو بني ]
آهـ يا تلك الطيور ! خذيني لقبرهـا ، دعيني أزور آخر مكان آنتثرت به رائحتها
فإنني أختنق من شوقي لها ، و قلبي يعتصر ألم حنينا لها ،
-وحينما إنتهيت من حديثي لهـا ، إحتضنت صورتهـا و قبّلتها ، تاركة آثار بقايا دموعي على صورتها
أعدتها حيث ما كانت ، حيث لا أريد لأحد غيري أن يراهـا ،
أغلقت الصندوق بحكمة ! طأطأتُ برأسي حزنـاً ، و سمحتُ لما بقي من دموعي بالنزول وهذا حالي كلّ ليله !
رحمكِ الله يامن كنتِ لي وطن ! ♥