القُمْري طائر مشهور كنيته أبو ذكرى وأبو طلحة وهو حسن الصوت والأنثى قُمرية والذكر ساق حر والجمع قَمارِي غير مصروف. قال صاحب المجمل القمري طائر منسوب إلى قمرة وهي بلدة بمصر. وقال ابن سيده القمري طائر صغير من الحمام والأنثى قمرية وجمعها قمارى وقمر. قال القزويني: إذا ماتت ذكور القمارى لم يتزاوج إناثها بعدها وتنوح عليها إلى أن تموت ومن العجب أن بيض القمارى تجعل تحت الفواخت وبيض الفواخت تحت القماري. وذكر أن الهوام تهرب من صوت القماري. وهذا باطل لا أصل له في العلم الحديث. قال أبو سعيد بن المبارك النحوي: أرى الفضل مناح التأخر أهله وجهل الفتى يسعى له في التقدم كذاك أرى الخفاش ينجيه قبحه ويحتبس القمري حسن الترنم قيل كان الإمام الشافعي في درس أستاذه الإمام مالك بن أنس فجاءه رجل فقال لمالك: إني رجل أبيع القماري وإني بعت في يومي هذا قمريا فرده على المشتري وقال قمريك لا يصيح فحلفت له بالطلاق أنه لا يهدأ من الصياح. فقال له الإمام مالك طلقت زوجتك ولا سبيل لك عليها. فقال الشافعي للرجل أيما أكثر صياح قمريك أم سكوته؟ فقال لا بل صياحه فقال له الشافعي لا طلاق عليك. فعلم بذلك الإمام مالك. فقال للشافعي من أين لك هذا؟ فقال لأنك حدثتني عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة أن فاطمة بنت قيس قالت يا رسول اللّه إن أبا جهم ومعاوية خطباني. فقال أما معاوية فصعلوك لا مال له. وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه. وقد علم رسول اللّه أن أبا جهم كان يأكل وينام ويستريح وقد قال لا يضع عصاه على المجاز والعرب تجعل أغلب الفعلين كمداومته، ولما كان صياح قمري هذا أكثر من سكوته جعله كصياحه دائما. قيل فتعجب الإمام من احتجاجه وأذن له أن يفتي الناس من ذلك اليوم. من الخرافات التي تنسب للقمري وتعتبر من خواصه ما ذكره القاضي ابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان وابن الأثير في تاريخه من أن بعض الملوك بقلاع الهند أهدى للسلطان محمود بن سبكتكين هدايا كثيرة من جملتها طائر على هيئة القمري من خاصيته إذا حضر الطعام فيه سم دمعت عيناه وجرى منهما ماء وتحجر فإذا حك ووضع على الجراحات الواسعة يختمها (كذا).