همسات ام فى ليلة زفاف ابنتها

همســــــــــــــــات أم في ليــلة زفــــاف ابنــــــتها

إليكِ ابنتي الغالية أهمس بكلمــاتي....هناك من الكلمات التي طالما رددتها على مسامعك...وكــلمات انتظرت قدوم المناسبة حتى أهمس لكِ بــها.....

أذكر اليوم الأول الذي حملتك فيه بين ذراعي،كانت فرحتي لاتوصف فقد وهبتني بفضل الرحــمان لقب الأم الذي لطالما تمنيته، وماساعتني الدنيا بما رحبت من كثر سعادتي بوجودك محبوبتي في حياتي،

،زادت فرحتي يوم نطقتِ بكلمة "مـــامـــا" فما كان لي إلا ان أسجد شاكرة للرحمـــان....كنت امضي معظم أوقاتي في تأملك، ومنذ أن خطوتِ خطوتكِ الولى وأنا أخاف عليكِ من السقوط في أية لحظة....

أذكر أيام أصبحتِ في السن الخامسة كنتِ تعشقين سماع القصص.كنت أجلسك في حجري فأحكي لكِ حكايات وقصص خيالية فيها الكثير من الدروس والعبر.....
وبعدما بدأتي تكبرين أصبحت أروي لك من قصص الحياة،وأقص عليكِ روايات الماضي علك تتعلمين وتستفيدين من أخطاءه وتكتسبين تجارب تكون شراعك في هذه الحياة لترسي بكِ في بر الأمان....

أذكر جيدا يوم علمتك الصلاة في سنك السابعة، وأذكر بسمتي كلما رأيتكِ تصلين، وأذكر ضحكي عليكِ حينما تسلمين بعد كل ركعة وليس بعدما تفرغين من الصلاة....ولا أنسى فرحتي يوم تحجبتي في سنك الثالتة عشر، كنت حينها جالسة في شرفة المنزل فأتيتِ إلي لتفاجئيني بحجابك الجميل، صدقا رأيتك مثل الملاك الطاهر....كان فخري بكِ يزيد يزما بعد يوم في كل شيء تقومين به، خاصة لما تستشيرينني في كل امورك.لطالما أحببت فيكِ الثقة والرزانة في اتخادكِ للقرارات، دوما رفعتِ رأسي أمام كل الناس، فكل معارفكِ كانو يشكوروكي لي ويمدحونك دوما، مما زادني فخرا واعتزازا...
لم أنسى اول نصيحتي لكِ يوم كنتِ غاضبة بسبب مايدور في العالم من حروب ودمار فنظرت في عينكِ قائلة:"طفلتي الصغيرة غن الله يوم خلق هذا الكون خلق فيه الخير والشر فهما خلق من خلق الله، غير أن ربكِ لا يحب سوى الخير كذلك الإنسان في فطرته محب للخير،لكنه يكتسب الشر مع الحياة بمحاكاته مع الناس والطبيعة، ولأسباب عديدة يكتسب اللإنسان الشر ربما تكون لعدم قناعته والرضى فالإنسان معروف بالطمع وعدم القناعة.....

صغيرتي إن الله خلق القضاء والقدر وأمرنا ان نحب القضاء بخيره وشره فنكون مؤمنون بالقدر. فلا نحب خير القضاء ونقنط من شره ولا نصبر عليه.فكل مايصيب الإنسان هو خير له والله لا يحب الشر لأحد من عباده...
إذا عدتِ لكتاب الله وفتحتِ سورة الكهف وقرأتِ قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الخضر حينما أغرق هذا الأخير السفينة ظن سيدنا موسى أنه ظالم وأن ما فعله بأهل السفينة هو شر لهم لكنه في الحقيقة خيرا لهم، لأنه كان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصباً. كذلك الفتى الذي قتله وقد ظن سيدنا موسى عليه السلام أنه يرتكب جرماً لكنه كان أمرا من الله حتى يعوض والديه بخير منه لنه كان عاصيا وماكان إلا ليرهقهما طغيانا وكفراً....وغيرها من القصص كثيرة فلو جلسنا العمر كله لنعدها لن يكفينا العمر،
والأهم أن تتذكري دوما أن كل مايصيب الإنسان من سواء خيراً أو شراً هو في الحقيقة خير له.فعسى ان تحب شيئا وهو شر لك وعسى أن تكره شيئا وهو خير لك وارضي دوما بما قسمه الرحمان لكِ...."

فابتسمت لها وأجابت إن شاء الله دوما سأتذكر ذلك والحمد لله على كل شيء