كتب احمد الليثي
فيما يبدو انها إرهاصات حملة دعاية مبكرة لجمال مبارك، كتب الصحفي كرم جبر رئيس مجلس إدراة مؤسسة روز اليوسف، مقالة جديدة، اورد فيها مآثر الامين العام المساعد وامين لجنة السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي.
واستعرض جبر - المعروف بولائه الشديد ودفاعه عن النظام الحاكم - في مقاله الادوار المتعددة التي يقوم بها جمال في تطوير الحزب الوطني، واعادة تنظيم صفوفه، ومحاربة اليأس، وبث الامل في روح الشباب.
واشار الى ان جمال تبنى سياسات رشيدة، ورسخ معالم الإصلاح، ونقل الحزب الوطني من سياسة الوعود، إلي برامج اصلاح واضحة لها جداول تنفيذية محددة ومعلنة.
واكد جبر أن سياسات جمال مبارك الرشيدة، مكنت مصر من مواجهات مشكلات عالمية صعبة، ولم يشعر المواطن المصري بتداعياتها، وآثارهما، رغم أنهم أثروا كثيراً في دول غنية ومتقدمة مثل إيطاليا واليونان وإسبانيا.
وفيما يلي نص مقال كرم جبر، لماذا جمال مبارك؟:
وفى عموده اليومي الذي ينشره تحت اسمه "انتباه، جاءت مقالته اليوم بعنوان لماذا جمال مبارك؟ الهجوم والتشكيك لم يزده إلا صبرا وإصرار قال الكاتب كرم جبر رئيس مجلس ادارة صحيفة روزاليوسف سألتنى "رشا نبيل مذيعة قناة العربية المشاغبة "من هو في رأيك نجم عام 2010.." فقلت: أمين السياسات جمال مبارك، وهذا الاختيار يرجع لعدة أسباب:
أولاً: لأن جمال هو الذي قاد عملية إحياء الأمل في الحزب الوطني، وكانت الشرارة في عام 2000.. عام سقوط الكوادر والرموز أو مذبحة قيادات الحزب الوطني، الذين سقطوا في الانتخابات البرلمانية .
- كان سقوطا مروعا وبأعداد كبيرة وأسماء شهيرة تربعوا علي مقاعدهم البرلمانية لسنوات طويلة، وحبسوا القيادات الشابة في أقفاص التجميد واليأس والإحباط فأسقطهم الناخبون في احتجاج ديمقراطي .
- في هذا التوقيت كان جمال مبارك يتجول في مؤتمرات الحزب الوطني في مختلف أنحاء البلاد، واستمع بنفسه للصراخ المكتوم في أعماق الشباب الذين يبحثون عن فرصة عادلة في العمل الحزبي.
- لم يناوروا ولم ينافقوا وتحدثوا لغة صادقة حول أسباب السقوط المروع، ولماذا فقد الحزب الوطني قرون الاستشعار التي تجعل الحزب يتفاعل مع مشاكل الناس ويتجاوب مع طموحهم.
- التقط جمال الإشارة وأحس بفداحة الكابوس الثقيل الذي يجثم علي أنفاس الحزب الوطني، والتفت حوله الأجيال الشابة لأنه واحد منهم يتحدث لغتهم ويفكر مثلهم.
ثانيا: الهدوء والإصرار والعزيمة.. حيث لم تكن عملية تطوير وتحديث الحزب الوطني سهلة أو ميسورة، ولكنها كانت شاقة وصعبة، ووضع البعض في طريقها العراقيل والمتاريس.
- كانت الجملة التي يكررها جمال للشباب هي لن نيأس ولن يعرف الإحباط طريقه إلينا وتولد لدي الأجيال الشابة شعور بالثقة والطمأنينة بأن المستقبل يحمل البشري.
- وبدأت شرارة التغيير عام 2002 بتعليمات رئاسية صارمة بإتاحة فرص المشاركة السياسية العادلة لأجيال الشباب، وتفعيل التواصل بين القديم والجديد، وإحلال سياسة التفاهم والانسجام.
ثالثاً: التخطيط العلمي وانتهاء العشوائية: ألغي الحزب الوطني من قاموسه السياسي عمليات الارتجالية والعشوائية والحشد والشعبية الزائفة والعضوية الورقية، وقادت أمانة السياسات إعادة الهيكلة، بأساليب تضارع أرقي الأحزاب في العالم.
- ضمت أمانة السياسات في عضويتها مجموعة منتقاة من خيرة العقول التي تمثل مختلف الأجيال، وقدمت أفكاراً تسبق العصر وأسقطت تابوهات قديمة كانت مثل الأبقار المقدسة.
ويضيف كرم جبر أن أمانة السياسات أعتمدت علي أسلوب التشخيص العلمي السليم، ورسمت خططا واستراتيجيات لمواجهة مختلف المشاكل والتحديات، أحدثت نقلة نوعية في البنية المؤسسية والمنهجية للحزب الوطني.
رابعا- ترسيخ معالم الإصلاح..انتقل الحزب الوطني من سياسة الوعود إلي برامج الإصلاح.. وابتعد تماما عن الشعارات والخطب ومداعبة أحلام الجماهير بوعود لا تتحقق.
- لأول مرة يتبني الحزب برامج واضحة ولها جداول تنفيذية محددة ومعلنة وتعهدت الحكومة بالانتهاء منها في المواعيد المقررة، وأصبحت الحكومة هي حكومة الحزب وليس العكس.
- مكنت هذه السياسات الرشيدة من مواجهة مشكلتين عالميتين من أعتي المشاكل، ولم يشعر المواطن المصري بتداعياتهما وآثارهما، رغم أنهما أثرتا كثيراً في دول غنية ومتقدمة مثل إيطاليا واليونان وإسبانيا.
خامسا: تحديث وتطوير الحزب الوطني.. وفي عام 2010 أصبح الشباب يمثلون 60% من القيادات، وثلاثة أرباع أعضاء الحزب من القيادات الجديدة التي كانت تتوق للمستقبل.
- أساتذة جامعات ومهندسون وأطباء ومحامون وحرفيون وعمال وفلاحون، وتركيبة حزبية تمثل كل شرائح وطوائف المجتمع، اندمجت جميعاً في عمل حزبي مؤسسي منظم.
- وجدت المرأة طريقها إلي الحزب وقطفت الثمار سواء في قانون الجنسية للمصريات المتزوجات من أجانب أو في الكوتة التي أتاحت لها 64 مقعدا في مجلس الشعب.
سادسا: العمل بروح الفريق.. وأصبح الأداء الجماعي هو النجم لا جديد ولا قديم، ولا صراع بين جيلين كما تصورت المعارضة، وإنما تواصل وتلاحم بين مختلف الأجيال والخبرات.
- أصبح مستقبل الحزب هو الشغل الشاغل لكل قياداته واقتحم المشاكل المزمنة بجرأة وشجاعة، مثل مشكلة الفقر التي تتم محاصرتها بحزمة من السياسات والقوانين للتخلص من هذا الشبح المخيف.
واختتم الكاتب مقاله قائلا: جمال لم يكن وحده ولكن سر نجاحه هو التواضع الشديد، والتفاعل العاقل مع دوامات هائلة من الصعاب والتحديات وأيضاً الهجوم والتشكيك، لم يزده إلا صبرا وإصرارا.