كالبركان
كالبركان
تود أن تصرخ بأعلى صوتك .. في الفضاء .. تود سماع صدى لصوتك عله يريحك بعض الشئ .. تود أن تبكي وتبكي وتبكي .. حتى تجف بحور الدموع في مقلتيك .. حتى تتعب .. وتنهك قواك .. لعلك تنام من كثرة الإعياء
كالطفل
يبحث في أرجاء الدنيا عن أمان .. بعض أمان .. ربما يجده في حضن أمه أو في سريره الصغير وعلبة طعامة .. فلأنك لست طفلاً لا تجده في الدنيا .. لا تجده في شوارعنا المليئة بالعبث ، والغضب .. لا تجده في التلفاز بين الجثث والأشلاء .. لا تجده في الجرائد بين الكذب والنفاق والتدليس .. لا تجده عند حكامك الذين أسماهم الله ولاة أمرك تعظيماُ لواجبهم .. لأنك تجد الخوف والرهبة من مجرد الإعتراض .. أو الضياع والتشرد إذا فعلت
الأمان .. كلمة سرقوها منا .. مع الغاز المصدر لليهود .. مع النفط المسروق من العراق .. مع دمائنا التي جفت في العروق .
كالعصفور
الحبيس في قفصه .. يتذكر عندما كان طيراً حراً طليقاً .. يطير في سماء الله ويرى الكون الرائع حوله .. لا يخشى الموت ولا الجوع ولا الفقر .. لأن رزقه بيد الله .. يتأمل كلمة غابت عنه .. كلمة من أربع حروف .. كان لها معنى جميل بداخله ، معنى يبعث فيه الراحة والسعادة والإنطلاق .. يحاول أن يتذكر الكلمة فلا يعرفها .. أو المعنى فلا يجده بداخله
وأنت تحلم بالحرية مثل هذا العصفور .. تريد التحرر من خوفك والضغط القائم عليك .. لكنك لا تستطيع .. ربما تكون يوماً من شهداء البحث عن الحرية .
كالمسكين
تجلس أمام الحاسوب .. تكتب تلك الكلمات أو غيرها .. أو تقرأها
تفرغ طاقتك في .. كلمات
تكتبها في جريدة أو مدونة
أو قصيدة شعرية
أو تصرخ بها في مظاهرة
تسمعها أو تقولها في برنامج حواري عظيم
أو تشتريها في كتاب
في النهاية كلها كلمات
فلتفعل .. كما كانت تفعل القطارات البخارية .. كانت تصدر أصواتاً هائلة من احتراق الوقود .. لتفرغ الطاقة المكبوتة داخلها
أو لتكبتها داخلك .. إذا أردت
******
جئتُ طفلاً يابلادي
مدِ كفك واحمليني
إني أُحاول أن أُضيف على تُرابك بصمتي
لا تهزميني
لا تقتُلي الأمل الذي عشت لأجله
و تقتليني
يابلدي .. هل رأيتي يوماً ؟
طفلاً بين يدي أمه خوفاً يرتجف
أو قلب أم عن صغاره ينصرف
تلك الحقيقة .. اعذريني
وشعرت يوماً بالحنان يحيطني
لقد شعرت .. صدقيني
وغزلته شعراُ ونثراً
والآن أكتب - لا لحبك - هل نرى بعد الليل فجراً؟
سامحي حزني علينا - بل عليك - سامحيني