في صباح مشرقٍ وعلى أصوات تغريد العصافير استيقظت مبكراً وخرجتُ الى شرفتي....تأملت السماء الزرقاء الصافية يتوسطها لون أصفر قوي شمس تبث ضياءاً وترسل أشعةً تبعث الامل والدفء في قلب الناظر... اقتربت مني نسمةً من الهواء العليل لاطفتني وداعبتني كانت تحمل في طياتها وبين أحضانها كلماتٌ مبعثرة أسرعتُ فإنتزعتُ قلمي وكراستي الصغيرة وبدأت بالكتابة..... كلمات صالت وجالت في خاطري وفي نهاية المطاف إستقرت على كراستي الصغيرة...كلمات اهديها الى كل شخص قد فقد الامل....أهديها الى كل شخص قد يئس من حياته...الى كل شخص قد سقط أرضاً معلناً استسلامه للحياة...فأقول له لا تفقد الأمل فما دام الأمل بالله فان الأمل موجود... هو خيط باهت اللون لا يمسك بهِ إلا من يؤمنُ بربهِ ويصبرُ على مصائبه....لا تحزن على غدر صديق.... وظلم قريب...وفراق حبيب.. أُرسم البسمة على شفتيك دائما فأنت تتوسط أهلك ومحبيك...تعيش في بيت ياويك... ورب يحميك... وأمٌ قد ضحت حتى تربيك... وأبٌ في وقت ضيقك يواسيك.... واخوةٌ تداعبك وتسليك.... لا تخطو الى الوراء فتكون في أعين الناس ضعيفاً.... اخطو الى الأمام حتى تكون شخصاً قوياً.... إياك أن تستسلم لحزنك فالحياة لن تقف عند أحزانك بل ستستمر... الساعة لا تتوقف الا بانتهاء البطارية وهكذا هي الحياة لا تتوقف عند شخص الا عندما يتوقف نبض قلبه...ثم انتهاء أجله.... انهض ولا تستسلم للحياة وأحزانها فهي ماضية دون توقف.... كنت اكتب وأصوات العصافير تغرد كما لو أنها تغني معزوفة ولحنا جميلا... ارتسمت ابتسامة بريئة على شفتاي... نعم لقد ابتسمت في وجه الحياة رغم قسوتها ورغم آلامها وجراحها لي... ابتسمت لاني طفل لا يعرف الكلل والملل.... لا أعرف الحزن والألم.... لا أهتم سوى لبراءة طفولتي.... لقد انحنت الحياة لي من جبروت ابتسامتي....
الحياة كالقاضي ونحن نقبع في قفص الاتهام تصدر أحكامها بكل قسوة وبلا رحمة....فاحكامها القاسية جعلتني افقد الكثير ولكني أيضا تعلمت الكثير... تعلمت أن أبتسم دوما في وجه الجميع رغم كل آلامي التي أزرعها في قلبي...و لا يعلم بها سوى ربي.... فعيشوا حياتكم والبسمة تلازم شفاهكم دوما فلا شيء يستحق العناء.... هنا استقرت هذه الكلمات التي حملتها نسمة الهواء.... ونظرتُ الى السماء مجدداً فاذا بالغيوم ترسم لي بألوان الطيف ابتسامة جميلة وحكمة تقول :
لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس