رايك فى الظلم

الظلم

الظلم – في اللغة – وضع الشيء في غير موضعه. ومنه الظلام، باعتبار أنّ الأصل هو النور، فيكون حجبه خلافاً للأصل، فهو في غير موضعه.
وعلى أساس من أنّ الله سبحانه قد خلق الكون ووضع له نظاماً، وخلق الإنسان مختاراً في أفعاله ووضع له نظاماً أيضاً، يكون تغيير الإنسان للنظامين وضعاً للشيء في غير موضعه، فيكون ظلماً.
وعلى أساس من أنّ الله – عزّوجل – مالك الملك بما فيه الإنسان، فتصرف الإنسان في ملك ربه دون إذن منه هو ظلم وعدوان أيضاً، بل حتى تصرف الإنسان بنفسه – باعتباره ملكاً لمولاه تعالى – بدون إذنه يكون كذلك.
ومن جهة أخرى، إنّ الله سبحانه خلق الإنسان لغرض، وهو عبادته، وأفضل أنواعها معرفته، فأيّ فعل منه يحجبه عن هذا الغرض هو ظلم أيضاً.
وإنّ الله – سبحانه – جعل لنفسه حقاً على عباده، وجعل للمخلوقات – بعضها على البعض، حقوقاً، فكلّما حصل تقصير ممّن جعل عليه الحق في أدائه كان هذا التقصير ظلماً، بما في ذلك التقصير بحق نفس المكلف بأداء الحق لنفسه.