لم تنتبه لصمته الطويل و هي مشغولة بمطبخها ... فقد كان من الطبيعي ان لا يتكلم لساعات
ربما كان ذاك بسبب انشغاله ايضا لكن في افلام الكرتون فهو مدمن عليها ... كان لا يفعل في
نهاره شيئا سوى التبسمر امام شاشته تلك ليرى بطولات سوبر مان ... و براعة سبايدر مان في
القفز من شاهقٍ لشاهق ...
نبهها ذاك الضجيج المتعالي و المقترب .. طرق بابٍ غير طبيعي اسرعت و فتحت ذاك الباب ...
و يالا مفاجأة و ابنها محمول على اكتاف رجلين من سكان عمارتها ...
تعسر عليها رؤية وجهه المضرج بالدماء لكنها سرعان ما تعرفت على ردائه السوبر ماني ...
كان هديتها له في ميلاده الاخير
اصبح ميلاده الاخير على الاطلاق ... لم يتكلم قط بعدها ... و هي علا نحيبها و كتبت على
قصاصة الحياة لكل أم
ياليتني كنتُ المُلِمَّةَ بالرُّؤى
أوَّاه تكوي لن تَعُودَ بفلذتي
رُمْتُ السُّكوتَ لمهجتي لأُرِِِِيحَنِي
فإذا بذات الصَّمت تُشْعِلُ عبرتي
زرعوا بطفلٍ حبَّ شرذمة الدُّنَا
زرعوا به حلماً وضربُ خرافةِ
والأمُّ تلهو خلف غايات المدى
والغرب يعثوا في مصام الفكرةِ
يا أمةٌ سَرَحَتْ بجهلٍ مُسْرِفٍ
يا ليتنا نُحْصِي دروبَ الفتنةِ