الحج لا يجب إلا على من استطاع إليه سبيلاً. حاول جهدك في تعلم المناسك لئلا تعرض نفسك إلى ما يفسد عملك أو ينقص أجرك وأنت لا تدري. حاول جهدك أن تتمسك بسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حسب طاقتك وظروفك. اعلم أخي الحاج أن تقليد المذاهب لا بد منه في الحج لذلك لا تحاول أن تحمل نفسك فوق طاقتها (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها). حاول جهدك أن تتجنب مراقبة الناس وركز على أفعالك وطريقة عبادتك, وذلك لأنك قد ترى أشياء قد تستغرب فعلها من بعض المسلمين وذلك بسبب جهلهم, وتحلَّ بالهدوء والصبر لأن ذلك من عظيم الخلق. تجنب ارتكاب المعاصي وابعد نفسك عن الجدال والشجار. تجنب مزاحمة الناس وإيذاءهم في الطواف
والسعي وسائر العبادات.
تجنب الاصطدام والاحتكاك بالنساء في
الأماكن التي يكون فيها الازدحام شديداً
(كالطواف والسعي وفي عرفات).
لا تسأل نفسك أو غيرك عن سبب عمل بعض
العبادات وحاول أن تسلم نفسك لله تعالى.
عليك بالود واللطف مع أهل الحرمين, وإياك
والشدة والعنف معهم فإن أهل مكة
جيران بيت الله, وأهل المدينة جيران رسول الله
معلومات عامه عن بيت الله (الكعبه المشرفه)
بيت الله الحرام
(الكعبه المشرفه)
حيث يتوافد عليه الحجاج من كل مكان
بمختلف الجنسيات ويعد مكان مهم ليس فقط لنا نحن المسلمين
وانما للعالم اجمع
ولكن هناك امور لا يعرفها البعض وانا اولكم
والحجاج ايضا لا يعرفونها
حيث
اكثر الناس والمسلمين يجهلون بعض المعلومات عن بيت الله
بواسطــه مضخــات كبيره طوال الوقــت حتى يحتفظ الرخام بدرجــه بررودة منــاسبه تمكن الزائرين
من أداء شعــائرهم وهم اكثـر راحـه وخشوعــاً..
والمشروع فــي حــد ذاتــه قد سخــرت له إمـكانـات ماليــه كبيره وتقنيات غيـر مسبوقه
لم يتــم تنفيذهاا من قـبل فــي اي مــوقع آخــر علــى مستوى العـــالم..
يـــجزاهم الله كل خيــر يارب..
الحج في الاسلام
الحج ركن من أركان الاسلام تهفو إليه القلوب المسلمة وتلبي له الأفئدة المؤمنة الموحدة على اختلاف أجناسها وتعدد ألوانها واختلاف قبائلها وأنسابها قائلة: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لم والملك لا شريك لك مستجيبة لذلك النداء الذي أذّن به أبونا ابراهيم عليه السلام فجاءت قوافل المؤمنين من كل فج عميق ليطوفوا بالبيت العتيق (وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26) وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) الحج)
وقد نصّ الرسول صلى الله عليه وسلم على الحج في الحديث الشريف: "بُني الاسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان" صحيح الجامع الصغير.
وللحج معان وفضائل يحسن الوقوف عندها واستشعار عظمتها فبمعرفتها نفارق في الأداء ما اعتاد عليه بعض الناس وألِفوه من أداء أفعال دون النظر في مدلولها ومقصودها أو استشعار عظيم أجرها وعلو منزلتها ليسمو المرء عندها ويتيه فرحاً بما حباه الله من فضله ويقدّر النعمة التي أنعم الله بها عليه وخصّه دون خلقه بها فكان من الملبين لنداء ربه والمتّبعين لأفعال نبيّه صلى الله عليه وسلم.
والحج عبادة عظيمة الأجر والثواب يمحو الله تعالى بها الخطيئات ويهدم ما قبلها من السيئات ويرفع بها الدرجات وما أجلّها من طاعة وفريضة ينبغي أن يحرص المسلم على أدائها بالكيفية التي شرعها الله تعالى (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) البقرة) وكما أدّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: "خذوا عني مناسككم" وبشّر عليه الصلاة والسلام فقال "من حجّ فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه" وقال صلى الله عليه وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"
والحج المبرور هو قصد الكريم وإرادة العظيم وصفاء النية وسلامة الهدف ووضوح الرؤية وإخلاص العمل له جلّ وعلا.
والحج المبرور هو النفقة الحلال والبعد عن الجدال وبذل الحقوق وترك الفسوق والترفع عن العبث وهجر الرفث ولزوم الأدب وحُسن الخلق والتزام النظام وتجنّب الغوغتء.
والحج المبرور هو جمال الاتّباع وروعة القتفاء وتلمّس السُّنة والأخذ عن الحبيب المطصفى صلى الله عليه وسلم والبعد عن المخالفة والحذر من البدعة.
والحج المبرور هو اللهج بالدعاء والإلحاح في الرجاء والكثرة للذكر والتأمل في الوحي والتدبر للقرآن والإقامة للصلاة.
والحج المبرور هو رد المطالم وبذل المكارم وأداء الأمانات.
والحج المبرور هو التوبة من الذنب والندم على المعصية والبكاء على الخطايا والعزم على الاقلاع.
والحج المبرور هو زمّ النفوس عن الهوى وكبح الجوارح عن الخطأ وحفظ اللسان عن الخنا.
والحج المبرور هو تعظيم الشعائر وإجلال المكان واحترام الزمان وصيانة المثل والاحسان إلى الناس.
والحج المبرور هو مرضاة الربّ وغفران الذنب ورفعة للدرجة ومحوٌ للسيئات وطريق إلى الجنة.
وفقّنا الله تعالى وإياكم ويسّر لكم ولنا وتقبّل منا ومنكم لإنه سميع مجيب رحيم رقيب زجعل حجّكم حجاً مبروراً مقبولاً وسعيكم مشكوراً لإنه غفور شكور وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وخاتم المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
فضل الحج
الحمد لله ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) رواه البخاري (1521) ومسلم (1350) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) رواه البخاري (1773) ومسلم (1349) .
فالحج وغيره من صالح الأعمال من أسباب تكفير السيئات ، إذا أداها العبد على وجهها الشرعي ، وقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن الأعمال الصالحة لا تكفر إلا الصغائر ، أما الكبائر فلابد لها من توبة واستدلوا بما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) رواه مسلم (1/209) .
وذهب الإمام ابن المنذر رحمه الله وجماعة من أهل العلم إلى أن الحج المبرور يكفر جميع الذنوب ؛ لظاهر الحديثين المذكورين .
والله اعلم
انواع الحج الثلاثه في عشر خطوات
من المعلوم أن الإحرام بالحج يكون واحدًا من ثلاثة أنواع: (إفراد/ القران/ التَّمَتُّع) والتي يمكن تبسيطها على النحو التالي:
الإفراد: هو أن يحرم بالحج وحده فإذا وصل مكة طاف للقدوم، ثم سعى للحج ولا يحلق ولا يقصر ولا يحل من إحرامه، بل يبقى محرمًا حتى يحل بعد رمي جمرة العقبة يوم العيد، وإن أخَّر سعي الحج إلى ما بعد طواف الحج فلا بأس.
القران: هو أن يحرم بالعمرة والحج جميعًا أو يحرم بالعمرة أولاً، ثم يدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافها، وعمل القارن كعمل المفرد سواء إلا أن القارن عليه هدي والمفرد لا هدي عليه.
التمتع: هو أن يحرم بالعمرة وحدها في أشهر الحج فإذا وصل مكة طاف وسعى للعمرة وحلق أو قصر، فإذا كان يوم التروية وهو يوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج وحده وأتى بجميع أفعاله بعد ذلك.
وقد أجمع أهل العلم على جواز الإحرام بأي الأنساك الثلاثة لقول السيدة عائشة رضي الله عنها: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنا من أَهَلَّ بعمرة، ومنا من أهل بحج وعمرة، ومنا من أهل بالحج).
وهذا مختصر بين يديك يسع أنواع الحج الثلاثة في 10خطوات ليتسنى طبعه أو توزيعه أو الاستفادة به عند أداء المناسك.. ونرجو من الله القبول.
حج الإفراد حج القران حج التمتع
1 الإحرام من الميقات المحدد على أن يقول المفرد عند إحرامه "لبيك اللهم حجًّا". 1 الإحرام من الميقات المحدد على أن يقول القارن عند إحرامه "لبيك عمرة وحجًّا لبيك عمرة وحجًّا". 1 الإحرام لعمرة التمتع من الميقات المحدد على أن يقول المتمتع عند إحرامه "لبيك عمرة متمتعًا بها إلى الحج".
2 طواف القدوم 2 طواف القدوم 2 طواف العمرة
3 السعي بين الصفا والمروة 3 السعي بين الصفا والمروة 3 السعي بين الصفا والمروة، ثم القيام بحلق أو تقصير الشعر ثم يحل الإحرام ويلبس ملابسه العادية وبهذا تنتهي عمرة المتمتع
4 المبيت بمنى في اليوم الثامن 4 المبيت بمنى في اليوم الثامن
4 الإحرام من جديد للحج لكن دون الذهاب للميقات ويكتفي بالإحرام من مكة على أن يقول عند إحرامه: "لبيك اللهم حجًّا"، ثم التوجه إلى منى في اليوم الثامن للمبيت هناك
5 الوقوف في عرفة في اليوم التاسع حتى الليل 5 الوقوف في عرفة في اليوم التاسع حتى الليل 5 الوقوف في عرفة في اليوم التاسع حتى الليل
6 الذهاب إلى مزدلفة بعد غروب شمس يوم عرفة 6 الذهاب إلى مزدلفة بعد غروب شمس يوم عرفة 6 الذهاب إلى مزدلفة بعد غروب شمس يوم عرفة
7 في اليوم العاشر وبعد طلوع الشمس يتم رمي الجمرة الأولى والحلق أو التقصير للرجل، أما المرأة فتقصر بقدر أنملة فقط، بعدها يحق للحاج التحلل ويسمى التحلل الأول
7 في اليوم العاشر وبعد طلوع الشمس يتم رمي الجمرة الأولى وذبح الهدي والحلق أو التقصير للرجل، أما المرأة فتقصر بقدر أنملة فقط، بعدها يحق للحاج التحلل ويسمى التحلل الأول 7 في اليوم العاشر وبعد طلوع الشمس يتم رمي الجمرة الأولى وذبح الهدي والحلق والتقصير للرجل، أما المرأة فتقصر بقدر أنملة فقط، بعدها يحق للحاج التحلل ويسمى التحلل الأول
8 طواف الإفاضة وليس عليه سعي إذا أتى بالسعي عند القدوم وبعده يحق للحاج التحلل الثاني 8 طواف الإفاضة وليس عليه سعي إذا أتى بالسعي عند القدوم وبعده يحق للحاج التحلل الثاني 8 طواف الإفاضة وسعي الحج وبعده يحق للحاج التحلل الثاني
9 رمي الجمرات الثلاث في يوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، ويجوز للحج التعجيل و ترك منى في اليوم الثاني عشر قبل غروب الشمس 9 رمي الجمرات الثلاث في يوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، ويجوز للحج التعجيل وترك منى في اليوم الثاني عشر قبل غروب الشمس 9 رمي الجمرات الثلاث في يوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر، ويجوز للحج التعجيل وترك منى في اليوم الثاني عشر قبل غروب الشمس
التمتع: هو الإحرام بالعمرة في أشهر الحج (شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة) ويفرغ منها الحاج ثم يحرم بالحج من مكة أو قربها يوم التروية في عام عُمرته.
القران: وهو الإحرام بالعمرة والحج معاً ولا يحل منهما الحاج إلا يوم النحر أو يُحرم بالعمرة ثم يدخله عليها قبل الشروع في طوافها.
الإفراد: وهو أن يُحرم بالحج من الميقات أو من مكة إذا كان مقيماً بها أو بمكان آخر دون الميقات ثم يبقى على إحرامه إلى يوم النحر إذا كان معه هديُ فإن لم يكن معه هديُ شُرع له فسخ حجه إلى العمرة فيطوف ويسعى ويقصر ويحل كما أمر به النبي صلّى الله عليه وسلم الذين أحرموا بالحج وليس معهم هدي. وهكذا القارن إذا لم يكن معه هدي يشرع له فسخ قرانه إلى العمرة لما ذكرنا.
وأفضل الأنساك: التمتع لمن لم يسق الهدي لأن النبي صلّى الله عليه وسلم أمر به أصحابه وأكده عليهم
المواقيت
: جمع ميقات، وهو الزمان والمكان المضروب للفعل، أو هو الوقت المعين استعير للمكان المعين. فالتوقيت: التحديد، وبيان مقدار المدة. وأصله أن يجعل للشيء وقت يختص به، ثم اتسع فيه فأطلق على المكان.
وهي في الاصطلاح: موضع العبادة من زمان أو مكان، والمقصود به هنا: ما جعله الشارع للإحرام من زمان أو مكان فعلق الإحرام به بالشروط المعتبرة له شرعا.
فالمواقيت نوعان:
أ زمانية: وهي أشهر الحج شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة، وهي التي يقع فيها التمتع بالعمرة إلى الحج. قال ابن عباس- رضي الله عنهما-: من السنة أن لا يحرم بالحج إلا في أشهر الحج وقال ابن عمر- رضي الله عنهما-: أشهر الحج: شوال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة ب مكانية: وهي الأمكنة التي عينها النبي صلى الله عليه وسلم ، ليحرم منها من أراد الحج أو العمرة وهي خمسة: الأول: ذو الحليفة: ويسمى أبيار علي، وبينه وبين مكة نحو عشر مراحل، وهو ميقات أهل المدينة، ومن مر به من غيرهم. الثاني: الجحفة: وهي قرية قديمة: بينها وبين مكة نحو خمس مراحل، وقد خربت فصار الناس يحرمون بدلها من رابغ ، وهي ميقات أهل الشام، ومن مر بها من غيرهم. الثالث: يلملم: وهو جبل أو مكان بتهامة، بينه وبين مكة نحو مرحلتين، وهو ميقات أهل اليمن، ومن هربه من غيرهم. الرابع: قرن المنازل: ويسمى السيل وبينه وبين مكة نحو مرحلتين، وهو ميقات أهل نجد ومن هربه من غيرهم. الخامس: ذات عرق: ويسمى الضريبة، بينها وبين مكة نحو مرحلتين، وهي ميقات أهل العراق، ومن هربها من غيرهم.
ومن كان أقرب إلى مكة من هذه المواقيت فميقاته مكانه يحرم منه، حتى أهل مكة يحرمون بالحج من مكة، أما للعمرة فمن أدنى الحل. ومن كان طريقه يمينا أو شمالا من هذه المواقيت فإنه يحرم حين يحاذي أقرب هذه المواقيت إليه.
فهذه المواقيت وقتها النبي صلى الله عليه وسلم ، باتفاق أهل العلم، إلا ذات عرق فاختلف فيه، وقد روى النسائي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم وقته لأهل العراق وثبت بتوقيت عمر- رضي الله عنه- ولعله خفي النص فوقته باجتهاده، فوافقه برأيه فإنه- رضي الله عنه- موفق للصواب.
فالصواب أن هذه المواقيت الخمسة منصوصة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، للأحاديث الصحيحة والحسان والجياد، التي يجب العمل بمثلها عند أهل العلم.
روى الشيخان عن عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- قال: وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل نجد قرن المنازل، ولأهل اليمن يلملم، فهن لهن، ولمن أتى عليهن من غير أهلهن، لمن كان يريد الحج والعمرة، فمن كان دونهن فمهله من أهله، وكذلك حتى أهل مكة يهلون منها .
وروى مسلم في صحيحه عن أبي الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما- يسأل عن المهل، فقال: سمعت- أحسبه رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مهل أهل المدينة من ذي الحليفة، والطريق الآخر الجحفة- يعني أهل الشام -، ومهل أهل العراق من ذات عرق، ومهل أهل نجد من قرن، ومهل أهل اليمن من يلملم .
وأما حديث النسائي فروي في سننه بسنده عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: وقت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام ومصر الجحفة، ولأهل العراق ذات عرق، ولأهل نجد قرنا، ولأهل اليمن يلملم .
قال المحققون من أهل العلم عن هذا الحديث: لا شك في صحة سنده ومتنه.
قال الخطابي- رحمه الله-: ومعنى التحديد في هذه المواقيت أن لا تتعدى ولا تتجاوز إلا بإحرام .
قلت: فمن أتى على أحد هذه المواقيت، أو حاذاه- برا أو بحرا أو جوا-، وهو مريد للحج أو العمرة، لزمه الإحرام بما نوى، ولا يحل له مجاوزته بغير إحرام.
وقال غير واحد من أهل العلم: لما كان بيت الله تعالى معظما مشرفا جعل الله له حصنا هو مكة، وحمى وهو الحرم، وللحرم حرما وهو هذه المواقيت حتى لا يجوز لمن دون هذه المواقيت أن يتجاوزها إلا بإحرام، تعظيما لبيت الله الحرام. وقد ورد الشرع بكيفية تعظيمه، وهي الإحرام على هيئة مخصوصة، فإن ذلك من تعظيم حرمات الله وشعائر دينه، وقد قال تعالى: ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه . ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب . وروي عن ابن عباس مرفوعا- وفيه ضعف-: لا يدخل أحد مكة إلا بإحرام وصح من قوله - رضي الله عنه- واختاره الأكثر من أهل العلم، قالوا: لا يحل لمسلم مكلف حر أراد مكة أو الحرم تجاوز الميقات إلا بإحرام، قالوا: لأنه من أهل فرض الحج ولعدم تكرر حاجته .
وأما من أراد النسك من حج أو عمرة فوجوب الإحرام عليه باتفاق أهل العلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ليس لأحد أن يجاوز الميقات- إذا أراد الحج أو العمرة- إلا بإحرام، وإن قصد مكة للتجارة أو الزيارة فينبغي له أن يحرم، وفي الوجوب نزاع، وظاهر مذهب الشافعي ورواية عن أحمد عدم الوجوب. وقال ابن عباس- رضي الله عنهما-: لا يدخل إنسان مكة إلا محرما إلا الحمالين والحطابين وأصحاب منافعها احتج به الإمام أحمد.
قلت: وكذا مكي يتردد على قريته في الحل، ومثله أصحاب التاكسي- اليوم - ، وسائقوا الشاحنات، وذوو الوظائف الذين يترددون عليها يوميا داخلين مكة أو خارجين منها، فكل هؤلاء من ذوي الحاجات المتكررة.
فالحاصل أن من مر على أحد هذه المواقيت أو حاذاه برا أو جوا أو بحرا له ثلاث حالات:
أحدها: أن يكون مريدا للحج أو العمرة، فهذا يجب عليه الإحرام من الميقات الذي أتى عليه أو حاذاه، فإن تجاوزه دون إحرام أثم ولزمته الفدية، إلا أن يرجع فيحرم منه، لحديث ابن عباس- رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم وقت المواقيت ثم قال: هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن كان يريد الحج أو العمرة متفق عليه . الثانية: أن لا يكون مريدا للحج والعمرة وليس ممن يتكرر مجيئه وذلك كمن جاء لزيارة أو حاجة ونحو ذلك، فإنه لا يجب عليه الإحرام، فإن مفهوم حديث ابن عباس السابق أن من لا يريد الحج والعمرة لا يجب عليه الإحرام منها، وإرادة الحج والعمرة غير واجبة على من سبق، وإن أدى فرضه، فإن الحج لا يجب في العمر إلا مرة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : الحج مرة فما زاد فهو تطوع . لكن الأولى أن لا يحرم نفسه التطوع بالنسك- ما دام أن الله يسر له المرور على الميقات، وهو في أمن وعافية- ليحصل له أجر الحج أو العمرة، وثواب تعظيم حرمات الله، فإن ذلك كما قال تعالى: فهو خير له عند ربه وقال فإنها من تقوى القلوب . ولا يدري المرء ما في الغيب هل يفسح له في الأجل، ويمد له في العمر حتى يرجع مرة أخرى إلى هذه البقاع الطاهرة والشعائر المعظمة. وجمع من أهل العلم- كما سبق- يوجبون على من مر بأحد هذه المواقيت أو حاذاها الإحرام، ويؤثمونه على تركه إذا لم تكن حاجته متكررة، ومن هؤلاء ابن عباس- رضي الله عنهما-. الثالثة: أصحاب الحاجات المتكررة، كالحطابين والحمالين والرعاة، ومثلهم- في هذا الزمان- سائقو سيارات النقل كسيارات الأجرة والشاحنات، وكذلك الموظفون الذين يمرون بهذه المواقيت يوميا من أجل الوظائف، فهؤلاء لا يلزمهم الإحرام لما فيه الحرج والمشقة.
الاحرام
اليوم الأول: يوم الثامن من ذي الحجة في صباح يوم التروية أي الثامن من ذي الحجة يحرم الحاج المتمتع من جديد ويصلي ركعتي الإحرام ويقول: (اللهم إني أريد الحج فيسره لي وتقبله مني، نويت الحج وأحرمت به لله تعالى فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني).
ويقول لبيك اللهم لبيك... ثلاث مرات، ويختم بالصلاة على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).
وإن أراد الحاج المتمتع أن يقدم سعي الحج على طواف الإفاضة تخفيفاً على نفسه بعد رجوعه من عرفات
فعليه أن ينشئ طواف نفل، يضطبع ي كل الأشواط ويرمل في الأشواط الثلاثة الأولى ويسعى بعده سعي الحج.
الانطلاق إلى مِنى:
بعد صلاة الفجر في مكة، يخرج الحجاج كلهم إلى مِنى بعد طلوع الشمس وصلاة الضحى فيمكث بها إلى ما بعد شروق شمس يوم عرفة
أي يصلي بمنى خمس صلوات و هي (الظهر – العصر – المغرب – العشاء – وفجر اليوم التالي أي يوم التاسع من ذي الحجة)، وعند التوجه إلى مِنى يقول: اللهم إياك أرجو ولك أدعو فبلغني صالح أملي وأغفر لي وأمنن علي بما مننت به على أهل طاعتك، إنك على كل شيء قدير.
وفي مِنى يكثر الحاج من الأذكار والقول: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار). ويسن المكوث والصلاة في مسجد الخيف
اليوم الثاني: يوم التاسع من ذي الحجة (يوم عرفة)
بعد طلوع الشمس في يوم عرفة يتوجه الحاج من مِنى إلى عرفات ويقول في مسيره: (اللهم إليك توجهت, ووجهَك الكريمَ أردت فاجعل ذنبي مغفوراً وحجي مبرورا,ً وارحمني إنك على كل شيء قدير
</li>
ويكثر الحاج من التلبية وقراءة القرآن ومن قول ربنا آتنا في الدنيا حسنة.....، ويقف في عرفات.
عليه وسلم) عند الصخرات الكبار في أسفل جبل الرحمة. وعرفات كلها موقف, ولكن أفضلها موقف رسول الله (صلى الله
وإذا وقع بصره على جبل الرحمة يسبح الله ويكبره.
جمع تقديم بوقت الظهر بآذان واحد وبإقامتين مع الإمام العام بدون أن يصلي السنن بينهما. ويسن أن يتوجه إلى مسجد نمرة لسماع الخطبة, ويصلي الظهر والعصر
ويحاول جاهداً أن يكون حاضر القلب و يحاول جاهداً البكاء.
ويخفض صوته في الدعاء, ويلح في الدعاء, ويكرره ثلاثاً و يحرص على أن يكون مستقبل الكعبة المشرفة وأن يفتح ويختم دعاءه بالتحميد والتمجيد والتسبيح لله والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم). ويكثر من الدعاء و التهليل وقراءة القرآن قائماً وقاعداً,
يسن للحاج أن يغتسل من أجل مناسك عرفة
الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة:
إذا غربت شمس يوم عرفة
توجه الحاج إلى مزدلفة ملبياً ومكبراً ومهللاً وحامداً ويقول: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد) و يقول: (إليك اللهم أرغب, وإياك أرجو, فتقبل نسكي ووفقني, وارزقني فيه من الخير
يسير الحاج إلى مزدلفة على هينته بالسكينة والوقار دون إسراع لئلا يؤذي أحداً.
وعندما يصل الحاج إلى مزدلفة يحاول النزول قرب مسجد المشعر الحرام (جبل قزح) إن تيسر.
يستحب الإكثار من الدعاء والأذكار والتلبية وقراءة ما تيسر من القرآن.
ثم يصلي المغرب والعشاء بعد دخول وقت العشاء جمعاً بآذان واحد وإقامة واحدة ويؤخر سنة المغرب والعشاء والوتر إلى مابعد فرض العشاء.
من الدعاء المأثور بمزدلفة: (اللهم إني أسألك فواتح الخير وخواتمه وجوامعه وأوله وآخره وظاهره وباطنه والدرجات العلا في الجنة, وأن تصلح لي شأني كله, وأن تصرف عني الشر كله, فإنه لا يفعل ذلك غيرك, ولا يجود به إلا أنت). ويكثر من الاستغفار، ويبيت بمزدلفة حتى منتصف الليل.
ثم يتزود الحاج بالحصيات وعددها 70 حصاة (فوق حجم الحمص و دون البندق) لرمي الجمرات كلها.
إذا طلع الفجر يسن أن يصلي الصبح في أول وقتها، ثم يقول: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر, لا إله إلا الله و الله أكبر, الله أكبر و لله الحمد) ويصلي على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ويدعو رافعاً يديه إلى السماء.
يجب الانتباه إلى أن مزدلفة كلها موقف إلا وادي محسر
اليوم الثالث: (السير إلى مِنى/ يوم النحر)
بعد صلاة الصبح وقبل طلوع الشمس يتوجه الحاج إلى مِنى ويبذل جهده في الإكثار من التلبية، ويستحسن أن يقول في مسيره: (اللهم إليك أفضت، ومن عذابك أشفقت، وإليك توجهت، ومنك رهبت، اللهم تقبل نسكي، وأعظم أجري، وارحم تضرعي، واستجب دعوتي) ويصلي على النبي (صلى الله عليه وسلم).
فإذا بلغ وادي محسر أسرع بقدر رمية حجر ويقول عند وصوله إلى مِنى: (الحمد لله الذي بلغنيها سالماً معافى، اللهم هذه مِنى قد أتيتها وأنا عبدك، وفي قبضتك، أسألك أن تمن علي بما مننت به على أوليائك، اللهم إني أعوذ بك من الحرمان والمصيبة في ديني، يا أرحم الراحمين).
وأعمال مِنى يوم النحر متعددة و هي: رمي جمرة العقبة – الذبح – الحلق – طواف الإفاضة – السعي إذا لم يكن قد سعى من قبل.
1-رمي جمرة العقبة:
يرمي الحاج سبع حصيات ويقول عند كل واحدة : (بسم الله، والله أكبر, رغماً للشيطان وحزبه وإرضاءً للرحمن)
ويقطع الحاج التلبية بأول الرمي.
وقت الرمي من فجر يوم النحر إلى فجر اليوم التالي ولكن السنة أن يكون الرمي ما بين طلوع الشمس إلى الزوال ويجوز الرمي بعد الغروب إلى الفجر لكن مع الكراهة إلا لعذر.
رمي الجمرة بحيث تضرب الحصية في شاخص (عمود) الجمرة أو تقع في الدائرة المحيطة به, ويكون الحاج واقفاً مستقبل الجمرة بحيث يجعل مِنى عن يمينه وطرق مكة عن يساره, أما الرمي من فوق الجسر فمن أي جهة كانت.
2-ذبح الهدي:
وهي واجبة على المتمتع والقارن فقط، وأصبح في مكة مؤسسات تقوم نيابة عن الحاج في شراء الهدي (الشاة) وذبحه وتوزيعه على الفقراء في مختلف أنحاء العالم، فإن لم يجد لزمه الصوم ثلاثة أيام في الحج قبل يوم عرفة و سبعة إذا رجع إلى أهله.
طواف الإفاضة: بعد العودة من منى إلى مكة المكرمة يطوف الحاج سبعة أشواط, ويصلي ركعتي الطواف, ويأتي الملتزم وزمزم, ثم يسعى بين الصفا والمروة إذا لم يكن قد سعى من قبل. بعد طواف الإفاضة يتحلل الحاج التحلل الاكبر أي يحل للحاج بعدها كل شيء. ثم يعود الحاج إلى منى للمبيت فيها من أجل رمي الجمرات الثلاث في الأيام الثلاثة
السعي بين الصفا و المروة
يصعد إلى الصفا بحيث يرى الكعبة (إذا أمكن) من باب الصفا ويقول حين الصعود: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيم).
ثم يقول: (الله أكبر الله أكبر، الله أكبر و لله الحمد، الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أولانا، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، و هزم الأحزاب و حده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم إنك قلت: ادعوني استجب لكم, وإنك لا تخلف الميعاد، وإني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنزعه مني حتى تتوفاني وأنا مسلم) ثلاث مرات.
ثم يصلي على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ويقول عند هبوطه من الصفا في كل شوط: (اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار) يُسن أن يهرول بين الميلين الأخضرين (للرجل فقط). يدعو بين الميلين الأخضرين: (ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، رب اغفر وارحم، واعف وتكرم، وتجاوز عما تعلم, إنك أنت الأعز الأكرم، اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك).
ثم يصل إلى المروة فهذا شوط واحد فيتم سبعة أشواط يبدأ أولها بالصفا وينتهي آخرها بالمروة. عندما يقف عند المروة يقول (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ....) ويقول نفس الأذكار والدعوات التي قالها عند الصفا، (يلبي الحاج في السعي، لا المعتمر).[/color
عدل سابقا من قبل LaMyS في الثلاثاء 25 أكتوبر 2011, 8:56 pm عدل 3 مرات
موضوع: رد: موسوعة شاملة عن الحج وفضائلة ومناسكة!! الثلاثاء 25 أكتوبر 2011, 7:29 pm
اليكم هذه الاسئله والاجوبه المختاره من فتاوى الحج للشيخ الجليل عبد العزيز ابن باز
غفر الله له ولنا اجمعين
ادعو الله ان يجمعنا واياكم فى بيته الحرام وزيارة نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام
اسئلة واجوبة مختار من فتاوى الحج
س: إذا كنت أقيم في منطقة جبلية وأريد أن أحج فأي الكتب تنصحونني بقراءتها كي أحج على بصيرة ؟
ج: ننصح بقراءة الكتب التي بينت أحكام الحج مثل عمدة الحديث للشيخ عبد الغني المقدسي ، ومثل بلوغ المرام ، ومثل المنتقى . هذه موجودة ومهمة ، وهناك مناسك فيها كفاية وبركة إذا قرأتها استفدت منها . منها منسك كتبناه في هذا وسميناه (التحقيق والإيضاح لكثير من أحكام الحج والعمرة والزيارة) وهو جيد ونافع ومفيد وهناك مناسك أخرى لغيرنا من المشايخ والأخوة مثل منسك الشيخ عبد الله بن جاسر وهو جيد ومفيد .
س: ما حكم من أخر الحج بدون عذر وهو قادر عليه ومستطيع ؟
ج: من قدر على الحج ولم يحج الفريضة وأخره لغير عذر ، فقد أتى منكراً عظيماً ومعصية كبيرة ، فالواجب عليه التوبة إلى الله من ذلك والبدار بالحج ؛ لقول الله سبحانه : "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين "، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : "بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحج البيت" متفق على صحته ، ولقوله صلى الله عليه وسلم ، لما سأله جبرائيل عليه السلام عن الإسلام ، قال : "أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً" أخرجه مسلم في صحيحه ، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه . والله ولي التوفيق .
س: حججت حجة فرض ولم أعتمر معها فهل علي شيء ؟ ومن اعتمر مع حجه هل يلزمه الاعتمار مرة أخرى ؟
ج: إذا حج الإنسان ولم يعتمر سابقاً في حياته بعد بلوغه فإنه يعتمر سواء كان قبل الحج أو بعده ، أما إذا حج ولم يعتمر فإنه يعتمر بعد الحج إذا كان لم يعتمر سابقاً ؛ لأن الله جل وعلا أوجب الحج والعمرة ، وقد دل على ذلك عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فالواجب على المؤمن أن يؤديها ، فإن قرن الحج والعمرة فلا بأس ، بأن أحرم بهما جميعاً أو أحرم بالعمرة ثم أدخل عليها الحج فلا بأس ويكفيه ذلك ، أما إن حج مفرداً بأن أحرم بالحج مفرداً من الميقات ثم بقي على إحرامه حتى أكمله ، فإنه يأتي بعمرة بعد ذلك من التنعيم أو من الجعرانة أو غيرها من الحل خارج الحرم ، فيحرم هناك ثم يدخل فيطوف ويسعى ويحلق أو يقصر هذه هي العمرة ، كما فعلت عائشة رضي الله عنها فإنها لما قدمت وهي محرمة بالعمرة أصابها الحيض قرب مكة فلم تتمكن من الطواف بالبيت وتكميل عمرتها ، فأمرها الرسول صلى الله عليه وسلم أن تحرم بالحج وأن تكون قارنة ففعلت ذلك وكملت حجها ثم طلبت من النبي صلى الله عليه وسلم أن تعتمر ؛ لأن صواحباتها قد اعتمرن عمرة مفردة ، فأمر أخاها عبد الرحمن أن يذهب بها إلى التنعيم فتحرم بالعمرة من هناك ليلة أربعة عشر ، فذهبت إلى التنعيم وأحرمت بعمرة ودخلت وطافت وسعت وقصرت ، فهذا دليل على أن من لم يؤد العمرة في حجه يكفيه أن يحرم من التنعيم وأشباهه من الحل ، ولا يلزمه الخروج إلى الميقات ، أما من اعتمر سابقاً وحج سابقاً ثم جاء ويسر الله له الحج فإنه لا تلزمه العمرة ويكتفي بالعمرة السابقة؛ لأن العمرة إنما تجب في العمر مرة كالحج سواء ، فالحج مرة في العمر ، والعمرة كذلك لا يجبان جميعاًَ إلا مرة في العمر ، فإذا كان قد اعتمر سابقاً كفته العمرة السابقة فإذا أحرم بالحج مفرداً واستمر في إحرامه ولم يفسخه إلى عمرة، فإنه يكفيه ، ولا يلزمه عمرة في حجته الأخيرة ، لكن الأفضل له والسنة في حقه إذا جاء محرماً بالحج أن يجعله عمرة بأن يفسخ حجه هذا إلى عمرة فيطوف ويسعى ويقصر ويتحلل ، فإذا جاء وقت الحج أحرم بالحج يوم الثامن، هذا هو الأفضل وهو الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في حجة الوداع لما جاء بعضهم محرماً بالحج وبعضهم محرماً بالحج والعمرة وليس معهم هدي ، أمرهم أن يحلوا ويجعلوها عمرة ، أما من كان معه الهدي فيبقى على إحرامه حتى يكمل حجه إن كان مفرداً ، أو عمرته إن كان معتمراً مع حجه .
س: هل الحج واجب على الفور أم على التراخي ؟
ج: الحج واجب على المكلف على الفور مع القدرة ، إذا استطاع . قال الله عز وجل : "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين "، فالحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام ، وهو واجب مع الاستطاعة ، أما العاجز فلا حج عليه ، لكن لو استطاع ببدنه وماله وجب عليه ، وإذا استطاع بماله ، ولم يستطع ببدنه لكونه هرماً أو مريضاً لا يرجى برؤه فإنه يقيم من ينوب عنه ويحج عنه .
س: ما رأيكم في تكرار الحج مع ما يحصل فيه من الزحام واختلاط الرجال بالنساء فهل الأفضل للمرأة ترك الحج إذا كانت قد قضت فرضها ، وربما تكون قد حجت مرتين أو أكثر ؟
ج: لاشك أن تكرار الحج فيه فضل عظيم للرجال والنساء ، ولكن بالنظر إلى الزحام الكثير في هذه السنين الأخيرة بسبب تيسير المواصلات ، واتساع الدنيا على الناس ، وتوفر الأمن ، واختلاط الرجال بالنساء في الطواف وأماكن العبادة ، وعدم تحرز الكثير منهن عن أسباب الفتنة ، نرى أن عدم تكرارهن الحج أفضل لهن وأسلم لدينهن وأبعد عن المضرة على المجتمع الذي قد يفتن ببعضهن ، وهكذا الرجال إذا أمكن ترك الاستكثار من الحج لقصد التوسعة على الحجاج وتخفيف الزحام عنهم ، فنرجو أن يكون أجره في الترك أعظم من أجره في الحج إذا كان تركه له بسبب هذا القصد الطيب ، ولاسيما إذا كان حجه يترتب عليه حج أتباع له قد يحصل بحجهم ضرر كثير على بعض الحجاج ؛ لجهلهم أو عدم رفقهم وقت الطواف والرمي وغيرهما من العبادات التي يكون فيها ازدحام ، والشريعة الإسلامية الكاملة مبنية على أصلين عظيمين : أحدهما: العناية بتحصيل المصالح الإسلامية وتكميلها ورعايتها حسب الإمكان . والثاني : العناية بدرء المفاسد كلها أو تقليلها ، وأعمال المصلحين والدعاة إلى الحق وعلى رأسهم الرسل عليهم الصلاة والسلام تدور بين هذين الأصلين وعلى حسب علم العبد بشريعة الله سبحانه وأسرارها ومقاصدها وتحريه لما يرضي الله ويقرب لديه ، واجتهاده في ذلك يكون توفيق الله له سبحانه وتسديده إياه في أقواله وأعماله . واسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم وسائر المسلمين لكل ما فيه رضاه وصلاح أمر الدين والدنيا إنه سميع قريب.
س: إذا دخل شهر رمضان المبارك ، ذهب كثير من الناس إلى مكة المكرمة بعوائلهم وسكنوا هناك طوال الشهر الكريم ، وقد سمعت من أحد الأخوة أنكم يا سماحة الشيخ ، ترون أن التصدق بتكاليف العمرة أفضل من أدائها ، فهل هذا صحيح ؟ وإذا كان صحيحاً ، فهل من نصيحة لهؤلاء الذين يذهبون سنوياً إلى هناك حتى أنها أصبحت مجالاً للمفاخرة والمباهاة عند البعض ؟
ج: ليس ما ذكرته صحيحاً ، ولم يصدر ذلك مني ، والصواب أن الحج والعمرة أفضل من الصدقة بنفقتهما لمن أخلص لله القصد ، وأتى بهذا النسك على الوجه المشروع ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما ، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" متفق على صحته ، وقال صلى الله عليه وسلم : "عمرة في رمضان تعدل حجة " ، متفق على صحته أيضاً . والله ولي التوفيق .
س: بالنسبة لمن أدى فريضة الحج وتيسر له أن يحج مرة أخرى هل يجوز له بدلاً من الحج للمرة الثانية تلك أن يتبرع بقيمة نفقات الحج للمجاهدين المسلمين ، حيث أن الحج للمرة الثانية تطوع ، والتبرع للجهاد فرض ؟ أفيدونا جزاكم الله عن المسلمين خير الجزاء ؟
ج: من حج الفريضة فالأفضل له أن يتبرع بنفقة الحج الثاني للمجاهدين في سبيل الله ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل أي العمل أفضل؟ قال "إيمان بالله ورسوله" قال السائل : ثم أي؟ ، قال : "حج مبرور" متفق على صحته . فجعل الحج بعد الجهاد ، والمراد به حج النافلة ؛ لأن الحج المفروض ركن من أركان الإسلام مع الاستطاعة ، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "من جهز غازياً فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا" . ولا شك أن المجاهدين في سبيل الله في أشد الحاجة إلى المساعدة المادية ، والنفقة فيهم أفضل من النفقة في التطوع للحديثين المذكورين وغيرهما.
س: ما حكم من حج وهو تارك للصلاة سواء كان عامداً أو متهاوناً ؟ وهل تجزئه عن حجة الإسلام؟
ج: من حج وهو تارك للصلاة فإن كان عن جحد لوجوبها كفر إجماعاً ولا يصح حجه ، أما إذا كان تركها تساهلاً وتهاوناً فهذا فيه خلاف بين أهل العلم منهم من يرى صحة حجه ، ومنهم من لا يرى صحة حجه ، والصواب أنه لا يصح حجه أيضاً ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر" ( ) ، وقوله صلى الله عليه وسلم : "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " ( ) ، وهذا يعم من جحد وجوبها ، ويعم من تركها تهاوناً ، والله ولي التوفيق .
س: هل حج الصبي الذي لم يبلغ الحلم يغنيه عن حجة الإسلام ؟
ج: لا حرج أن يحج الصبي ، بحيث يعلم ويحج ويكون له ذلك نافلة ، ويؤجر عن حجه ، لكن لا يجزئه عن حجة الإسلام ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال : "أيما صبي حج ثم بلغ الحنث فعليه أن يحج حجة أخرى" ، وقد قالت امرأة للرسول صلى الله عليه وسلم ومعها صبي صغير : يا رسول الله ألهذا حج؟
فقال : "نعم ولك أجر " ، وقال الصحابة كنا نلبي عن الصبيان ونرمي عنهم .
س: هل شرط المحرم للمرأة في الحج للوجوب أم شرط للأداء ؟
ج: لا يجب عليها الحج ولا العمرة إلا عند وجود المحرم ولا يجوز لها السفر إلا بذلك ، وهو شرط للوجوب .
س: إذا جمعوا مجموعة من الخادمات في سيارة واحدة وذهبوا بهن للحج هل يأثمون ؟
ج: الصواب أنهم يأثمون إلا بمحرم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم " ، وهو يعم سفر الحج وغيره . وليس على المرأة حج إذا لم تجد محرماً يسافر معها ، وقد رخص بعض العلماء في ذلك إذا كانت مع جماعة من النساء بصحبة رجال مؤمنين ولكن ليس عليه دليل ، والصواب خلافه للحديث المذكور
. س: هل تعتبر المرأة محرماً للمرأة الأجنبية في السفر والجلوس ونحو ذلك أم لا رواه الإمام أحمد وغيره من حديث عمر رضي الله عنه بإسناد صحيح . متفق على صحته ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : "لا يخلون رجل بامرأة فإن ثالثهما الشيطان"
ج: ليست المرأة محرماً لغيرها ، إنما المحرم هو الرجل الذي تحرم عليه المرأة بنسب كأبيها وأخيها ، أو سبب مباح كالزوج وأبي الزوج وابن الزوج ، وكالأب من الرضاع والأخ من الرضاع ونحوهما . ولا يجوز للرجل أن يخلو بالمرأة الأجنبية ولا أن يسافر بها ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم "
س: ما هو أدنى سن للشاب حتى يكون محرماً للمرأة إذا أرادت السفر ؟
ج: أدنى سن يكون به الرجل محرماً للمرأة هو البلوغ ، وهو إكمال خمسة عشر سنة ، أو إنزال المني بشهوة ، أو إنبات الشعر الخشن حول الفرج ويسمى العانة . ومتى وجدت واحدة من هذه العلامات الثلاث صار الذكر بها مكلفاً ، وجاز له أن يكون محرماً للمرأة ، وهكذا وجود واحدة من الثلاث تكون بها المرأة مكلفة وتزيد المرأة علامة رابعة وهي الحيض ، والله ولي التوفيق .
س: حججت وأنا طالب في الجامعة وأخذت مالاً من والدي لمصاريف الحج وذلك لعدم استطاعتي توفير المال بنفسي ، ولكن والدي كان يعمل آنذاك في أعمال محرمة وأرباح من تلك الأعمال المحرمة ، فهل حجي صحيح أم أعيده؟
ج: الحج صحيح إن شاء الله إذا كنت أديته على الوجه الشرعي ولا يبطله كون المال فيه شبهة أو كسب محرم ؛ لأن أعمال الحج كلها بدنية ، ولكن يجب على المسلم أن يحذر الكسب الحرام ويتوب إلى الله مما سلف ، ومن تاب، تاب الله عليه ، كما قال تعالى : "وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون"
س : أفيدكم أنني شاب أبلغ من العمر حوالي 32 سنة ومتزوج ولي من الأطفال خمسة ، وشاء الله أن أقع في كثير من الديون حتى أنها بلغت ما يقارب خمسين ألف ريال ، وذلك في إتمام الزواج حسب العادات والتقاليد بمنطقة الباحة ، وحيث إن بعض هذا الدين له ما يقارب من 13 سنة حيث إنني أقيم الآن بمدينة الطائف ومستأجر سكن بمدينة الطائف ومن ذوي الدخل المحدود وحيث أن ظروفي والله يا والدي العزيز لم تساعدني حتى الآن في سداد هذه الديون حيث أقوم بسداد مبلغ أرجع أقترض غيره وذلك لقلة دخلي . وحيث أننا مقبلين على موسم الحج هذا العام ولي رغبة في أداء فريضة الحج هذا العام ، فأرجو من الله ثم منك إفادتي هل إذا حججت دون علم الذين لهم عندي دين علي إثم وأنني لا أستطيع الاستئذان منهم حيث إن بعضهم في الباحة والبعض الآخر في مكة المكرمة وجدة ولا أعرف عنوان أغلبهم وكل منهم له ما يقارب من خمسة آلاف ريال . لذا أرغب من سماحتكم إفادتي في هذا الموضوع على العنوان المذكور وذلك قبل الحج لهذا العام على أن أقوم بالحج من عدمه ؟ وفقكم الله وأطال في عمركم .
ج: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد : فإذا كان عندك ما يوفيهم فلا حاجة للاستئذان لكونك قادر على الوفاء ، وإن كان لديك قدرة على الحج والوفاء جميعاً فلا حاجة للاستئذان منهم؛
موضوع: رد: موسوعة شاملة عن الحج وفضائلة ومناسكة!! السبت 29 أكتوبر 2011, 7:44 am
لميس كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ .. وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ .. دائما متميزه راقيه في الانتقاء سلمتى على روعه طرحك نترقب المزيد من جديدك دمتى ودامت لنا روعه مواضيعك