قال الإمام الشافي طالب العفو من الله
إليك إلـه الخلـق أرفــع رغبتــــي ... وإن كنتُ يا ذا المن والجود مجرمـا
ولما قسـا قلبي وضـاقت مذاهبــي ... جعلت الرجـا مني لعفوك سلمــــــا
تعاظمنـي ذنبـي فلمـا قرنتــــــــــه ... بعفوك ربي كان عـفوك أعظمــــــا
فما زلتَ ذا عفو عن الذنب لم تزل ... تـجـود وتعـفو منة وتكرمــــــــــــا
فلولاك لـم يصمـد لإبلـيس عابــــد ... فكيف وقد أغوى صفيك آدمـــــــــا
فياليت شعــري هل أصير لجنــــة ... أهنـــا؟ وأمـا للسعير فأندمـــــــــــا
فلله در العـــارف الـنـدب إنــــــه ... تفيض لفرط الوجد أجفانه دمــــــــا
يقيـم إذا مـا الليل مد ظلامـــــــــه ... على نفسه من شدة الخوف مأتمـــــا
فصيحا إذا ما كـان في ذكـر ربــه ... وفيما سواه في الورى كان أعجمـــا
ويذكر أيامـا مضـت من شبابـــــه ... وما كان فيها بالجهـالة أجرمــــــــــا
فصار قرين الهم طول نهـــــــاره ... أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلمـا
يقول: حبيبي أنـت سؤلي وبغيتـي ... كفى بك للراجـيـن سؤلا ومغنمـــــــا
ألـست الذي غذيتني وهــديتنــــي ... ولا زلت منـانـا عليّ ومنعـمـــــــــــا
عسى من لـه الإحسان يغفر زلتي ... ويستر أوزاري ومـا قـد تقدمـــــــــا
تعاظمني ذنبـي فأقبلت خاشعــــــا ... ولولا الرضـا ما كنت يارب منعمـــا
فإن تعف عني تعف عـن متمـــرد ... ظلوم غشــوم لا يـزايـل مأتمــــــــــا
فإن تنتـقـم مني فلست بآيــــــــس ... ولو أدخلوا نفسي بجــرم جهنمـــــــا
فجرمي عظيم من قديم وحــــادث ... وعفوك يأتي العبد أعلى وأجسمـــــا
حوالي َّ فضل الله من كل جانـــب ... ونور من الرحمن يفترش السمــــــا
وفي القلب إشراق المحب بوصله ... إذا قارب البـشرى وجاز إلى الحمى
حوالي إينــاس من الله وحــــــــده ... يطالعني في ظلـمـة القبرأنجمــــــــا
أصون ودادي أن يدنسـه الهــــوى ... وأحفظ عـهد الـحب أن يتثلمــــــــــا
ففي يقظتي شوق وفي غفوتــــــي ... منى تلاحـق خـطوى نـشوة وترنمــا
ومن يعتصم بالله يسلم من الــورى ... ومن يرجه هـيهات أن يتندمـــــــــــا