إذا تعاظمت الأمور واشغلت قلوب السائرين
وغلقت الأبواب بوجه الطالبين
فإن قول المصطفين إنما أشكو بثي وحزني
إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون
فإذا امتلئت الصدور بالهموم فبكت العيون
وأطلقت الأحزان وسلطت على العابدين
صاروا كطير يترنم لله مع المترنمين
فأنا العبد الفقير أشكو إلى العلي الكبير
فيأتي كلام الأنيس الخبير أن أعتصم بالله
فهو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير
فما زلت أدعو حتى تقول نفسي مالي
وللهموم الزائلة ونفس تبلدت وكانت لوامة
أم حسبت نفس أن الضر والبئس قد حُجب
عن المؤمنين في الدنيا وفي الديانة
فإن سمعتني أقول متى نصر الله
فلا تظن أن هذا قنوط من رب الرسالة
لكنه يقين بنصر وإن كان على لسان الزكاية
لقد أشتكى أيوب وهو من النبيين
إني مسني الشيطان بنصب وعذاب ونادى
ربه بعد العذاب المبين إني مسني الضر
وأنت أرحم الراحمين فما كان جزاء الشكاية
إلا مثلاً للمتقين واستجبنا له وكشفنا ما به من ضر
وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا
وذكرى للعابدين فانكشف الضر والمصاب
برحمة من رب الأرباب أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب
فها نحن بين يديك يا ربنا نقدم أعذاراًَ بما قال نوح
في الأولين استغفروا ربكم إنه كان غفاراً
لتكن خاتمة الأحزان يرسل السماء عليكم مدراراً
ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً
وقد مضى خبر ذي النون حين ذهب مغاضباً بعد تكذيب المكذبين
فنادى في ظلمات الحوت أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
فما كان منك إلا الإجابة لخير العابدين فاستجبنا له ونجيناه من الغم
وكذلك ننجي المؤمنين وها نحن بين يديك من الصابرين
نرجو رضاك يا أرحم الراحمين فنجنا من الغم واجعلنا من المؤمنين
وذاك زكريا حين نادى باستحياء يطلب المعين
ربي لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين
وزوجه من خلف الباب خجلى فُبشرت بالمنى
وأصلحنا له زوجه فكان العزاء ووهبنا له يحي
لأنهم يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين
فهذا حال المرسلين قد مضى حالهم وقد كانوا من الداعين
فويل لنفس مقصرة إن لم يرحمها ربي بالتوبة والمغفرة
فما أنا إلا عبد ذليل يرجو إجابة من رب العالمين
لكي لا يهلك مع من هلك من الأولين فامنن يا إلهي على الطائعين
بعفو وصفح ينفع في الدنيا وينفع يوم الدين
آمين آمين يا رب العالمين