قصة واقعية

موضوع: قصة واقعية الخميس 22 مارس 2012, 9:49 am

قصة واقعية

شاب في أواخر العشرينات من السعودية ,يقول:
تعودت كل ليلة أن أمشي قليلا ، فأخرج لمدة نصف ساعة ثم أعود..
وفي خط سيري يوميا كنت أشاهد طفلة لم تتجاوز السابعة من العمر... كانت تلاحق فراشا اجتمع حول إحدى أنوار الإضاءة المعلقة في سور أحد المنازل ...
لفت انتباهي شكلها وملابسها الرثة، وقدميها الحافيتين..
كان شعرها طويلا وعيناها خضراوين ...
في البداية لا تلحظ مروري ....

ولكن مع الأيام ..أصبحت تنظر إليَّ ثم تبتسم ..
في أحد الأيام استوقفتها وسألتها عن اسمها فأجابت: أسماء ..
فسألتها: أين منزلكم ؟
فأشارت إلى غرفة خشبية بجانب سور أحد المنازل ...وقالت: هذا هو بيتنا أعيش فيه مع أمي وأخي خالد..
وسألتها عن أبيها ..فقالت: أبى كان يعمل سائقا في إحدى الشركات الكبيرة ..وتوفي في حادث مروري .. ثم انطلقت تجري لما شاهدت أخاها خالد يخرج راكضا إلى الشارع ...
فمضيت في حال سبيلي ..
ويوما بعد يوم ..كنت كلما مررت استوقفتها لأجاذبها أطراف الحديث ...
سألتها : ماذا تتمنين ؟
قالت: كل صباح أخرج إلى نهاية الشارع لأشاهد دلا إله إلا الله محمد رسول الله الطالبات إلى المدرسة هناك...أشاهدهم يدخلون إلى هذا العالم الصغير ..من باب صغير.. يرتدون زيا موحدا ...ولا اعلم ماذا يفعلون خلف هذا السور ...أمنيتي أن أصحو كل صباح .. لألبس مثلهم..وأذهب وأدخل مع هذا الباب لأعيش معهم وأتعلم القراءة والكتابة .
لا أعلم ما الذي جذبني إلى هذه الطفلة الصغيرة ..قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبة..
وقد تكون عيناها .. لا أعلم حتى الآن السبب ..
كنت كلما مررت في هذا الشارع ..أحضر لها شيئا معي.. حذاء .. ملابس .. ألعاب .. أكل ..
أخبرتني في إحدى المرات ..بأن خادمة تعمل في أحد البيوت القريبة منهم علمتها الحياكة والخياطة والتطريز ...
وطلبت مني أن أحضر لها قماشا وأدوات خياطة ..فأحضرت لها ما طلبت ..
وطلبت مني في أحد الأيام طلبا غريبا ...
قالت لي : أريدك أن تعلمني كيف أكتب كلمة أحبك.. ؟ مباشرة جلست أنا وهي على الأرض ..
وبدأت أخط لها على الرمل كلمة أحبك على ضوء عمود الإنارة في الشارع ..كانت تراقبني وتبتسم ..
وهكذا كل ليلة كنت أكتب لها كلمة أحبك ..حتى أجادت كتابتها بشكل رائع ..
وفي ليلة غاب قمرها ... حضرت إليها ...
وبعد أن تجاذبنا أطراف الحديث ...
قالت لي أغمض عينيك ..ولا أعلم لماذا أصرت على ذلك ..
فأغمضت عيني ...وفوجئت بها تقبلني ثم تجري راكضة ...وتختفي داخل الغرفة الخشبية ..
وفي الغد حصل لي ظرف طارئ استوجب سفري خارج المدينة لأسبوعين متواصلين ..لم أستطع أن أودعها ..فرحلت وكنت أعلم إنها تنتظرني كل ليلة .. وعند عودتي ...
لم أشتق لشيء في مدينتي قدر شوقي لأسماء ..
في تلك الليلة خرجت مسرعا وقبل الموعد وصلت المكان وكان عمود الإنارة الذي نجلس تحته لا يضيء..
كان الشارع هادئا ..أحسست بشي غريب ..
انتظرت كثيرا فلم تحضر ..
فعدت أدراجي ...وهكذا لمدة خمسة أيام ..كنت أحضر كل ليلة فلا أجدها .. عندها صممت على زيارة أمها لسؤالها عنها ..فقد تكون مريضة ..استجمعت قواي وذهبت إلى الغرفة الخشبية ... طرقت الباب على استحياء.. فخرج أخوها خالد ..ثم خرجت أمه من بعده ..وقالت عندما شاهدتني ..يا إلهي .. لقد حضر ..وقد وصفتك كما أنت تماما ..ثم أجهشت في البكاء ..علمت حينها أن شيئا قد حصل ..ولكني لا أعلم ما هو ؟! عندما هدأت الأم سألتها ماذا حصل؟؟ أجيبيني أرجوك .. قالت لي : لقد ماتت أسماء ..
وقبل وفاتها ...قالت لي: سيحضر أحدهم للسؤال عني فأعطيه هذا وعندما سألتها من يكون ..قالت أعلم أنه سيأتي .. سيأتي لا محالة ليسأل عني؟؟ أعطيه هذه القطعة ..
فسالت أمها: كيف حصل ذلك؟؟ قالت: في إحدى الليالي أحست ابنتي بحرارة وإعياء شديدين .. فخرجت بها إلى أحد المستوصفات الخاصة القريبة ..فطلبوا مني مبلغا ماليا كبيرا مقابل الكشف والعلاج لا أملكه .. فتركتهم وذهبت إلى أحد المستشفيات العامة ..وكانت حالتها تزداد سوءا ... فرفضوا إدخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى ..
فعدت إلى المنزل ..لكي أضع لها الكمادات ..ولكنها كانت تحتضر .. بين يدي ..ثم أجهشت في بكاء مرير ..لقد ماتت .. ماتت أسماء ..لا اعلم لماذا خانتني دموعي ..نعم لقد خانتني ..لأني لم استطع البكاء ..لم أستطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها ..لا أعلم كيف أصف شعوري ..لا أستطيع وصفه لا أستطيع ..خرجت مسرعا ولا أعلم لماذا لم أعد إلى مسكني ...بل أخذت اذرع الشارع ..فجأة تذكرت الشيء الذي أعطتني إياه أم أسماء ..
فتحته ... فوجدت قطعة قماش صغيرة مربعة ..
وقد نقش عليها بشكل رائع كلمة أحبك ...وامتزجت بقطرات دم متخثرة ... يا إلهي ...
لقد عرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمة ...
وعرفت الآن لماذا كانت تخفي يديها في آخر لقاء ..
كانت أصابعها تعاني من وخز الإبرة التي كانت تستعملها للخياطة والتطريز ..
كانت أصدق كلمة حب في حياتي ..
لقد كتبتها بدمها .. بجروحها .. بألمها ...
كانت تلك الليلة هي آخر ليلة لي في ذلك الشارع

..انتهت القصة

أخي القاريء:
* عندما تشاهد طفلة تلعب لوحدها أمام منزلها، تذكر هذه القصة فقد تكون الطفلة ... أسماء.

* عندما تكون موظفا أو ممرضا أو طبيبا في قسم الطوارئ بأحد المستوصفات؛ فلا ترد أما تحمل طفلتها المحمومة ، فقد تكون الطفلة ... أسماء.

* إذا كنت في منزل وبالقرب منك كوخ خشبي تسكن فيه أسرة مكونة من أم وابن وطفلة، فاسأل عن حالهم وحاول أن تساعدهم ، فقد تكون الطفلة ... أسماء.

* إذا كنت مديرة مدرسة ... فاستقطعي من وقتك نصف ساعة بالسيارة ، وانظري لعلك تجدين طفلة تتمنى ما تمنته ... أسماء.

* إذا تأثرت بهذه القصة فالتفت يمن ويسرة في الحي الذي تسكن فيه علك تجد طفلة تشبه ... أسماء.

منقول

موضوع: رد: قصة واقعية الخميس 22 مارس 2012, 1:51 pm

عاشق

القصة مؤثرة جدا
وجميلة ايضا
راقت لي كثيرا
بارك الله فيك

موضوع: رد: قصة واقعية الجمعة 23 مارس 2012, 1:26 am

عاشق الرحيل

القصه جميله اوووووي وموثره جدا

ياربي فعلا اصدق مشاعر هي مشاعر الاطفال

ياربي لو بايدي اسعد كل اطفال العالم

تسلم ايدك عاشق احسنت الاختيار

دومت بخير

موضوع: رد: قصة واقعية الجمعة 23 مارس 2012, 11:18 pm

انا هعيط بقى ...
بجد مؤثرة جداا ومليانه احساس اوى ...
مشكور عاشق لموضوعك الحساس الى لامس قلبى ...
ليلى المسلمه

موضوع: رد: قصة واقعية السبت 31 مارس 2012, 2:53 am

اخي وحبيبي عاشــــــق

رغم قراءتي للقصة عدة مرات إلا أنها توجع قلبي في كل مره

قصة رائعه جداً رغم ثوب الحزن الذي يعتريهـــــــا ...

ما أصعب انّ تحب شخص وفجأة تفقده فكيف اذا كان هذا الشخص

طفل تغمره البراءه فلا أجمل ولا أروع من براءة وأحاسيس ومشاعر

الأطفال فهم زينة الحياة الدنيا ...

اشكرك يا غالي على إنتقائك الجميل
تقبل مروري البسيط

موضوع: رد: قصة واقعية الثلاثاء 15 مايو 2012, 7:07 pm

» حكاية عبود قصة واقعية
» قصة واقعية..
» قصة واقعية
» قصة واقعية " بر الوالدين"
» قصة واقعية جميلة