مازال به نفس العطر "... قصة قصيرة

منذ مدة قليلة كنت في اسكندرية و بالتحديد فى قرية أسمها المهندسين وهي فى أول الساحل الشمالي ، تلبية لدعوة من زملائي في العمل . ومرت الأيام الثلاث الأولي يملأهم المرح
وفى اليوم الرابع ، طلبت منهم أن يأتوا معي إلى الشاطىء لرؤية منظر الغروب لكنهم رفضوا ، فذهبت إلى الشاطىء وحدي ، وللعلم أحنا كنا في وقت القرية كلها خالية من الناس إلا من عدد قليل جدا
من الناس مع وجود رجال الأمن الذين يملان المكان وكان الشاطىء شبه فاضي
إلا من أثنين من الصيادين الهواة فقط لا غير وقررت السير على الشاطىء حتى وصلت إلى أحد الصيادين ودار بيننا حوار عن هواية الصيد وبأنها هواية جميلة ولكن شاقة ، ولم يقطع حوارنا سوى سماع صوت نحيب جاء من مكان قريب وحينما نظرنا إلى مصدره وجدنا فتاة في بداية العشرينات من عمرها تبكى بشدة فترددنا قليلا للذهاب إليها ولكن لا مفر ذهبنا إليها لنسألها هل هي فقدت شيء تبكى عليه ؟ وتقدمنا نحوها ببطء فإذا تفوح منها رائحة عطرية جميلة ولكني وأنا أقترب منها كنت أحاول أن أتبين ملامحها وهى تخفى وجها بيديها ولا يظهر منها إلا خصلات من شعرها الطويل شديد السواد المسترسل فوق جبينها وبين راحتيها فما كان منها إلا أن تركتنا ومضيت بعيد عنا ومازلت تبكى وهى لا تزال تخفى وجهها
فما كان منا إلا أن عدنا وإذا بالصياد يجمع أشيائه استعدادا للرحيل لأنه من مكان بعيد وبعد أن مضى الرجل قررت العودة وأنا يشغلني ما حدث فإذا بها أمامي لكنى تجاهلتها ، ومضيت في طريقي وبعد لحظات قليلة سمعت صوتها يكلمني فنظرت إليها وقد أشرق وجها كالبدر في ليل شديد الظلام ملامحها تعجز كلماتي عن وصفها وكأنها حورية أتت من الجنة ، فإذا بها تعتذر عما حدث
ودار بيننا حوار قصير
سألتها عن سبب بكائها ؟
فقالت بأنه في العام الماضي كانت هنا على هذا الشاطىء مع أهلها وخطبيها وهو ليس غريبا فهو أبن عمها وكانوا في استعداد لإتمام الزفاف بعد شهور قليلة بدأت عينيها تغرغر بالدموع من جديد
وإذا بي أخرج من جيبي منديل وأنا يشغلني أن استمع إلى باقي الأحداث واستمرت قائلة :
وحينما نزلت البحر أغرتي السباحة أن أدخل إلى العمق فقد كنت أشعر بمتعة في الابتعاد عن الشط وبعدت كثيرا ولم أسمع الأصوات التي تناديني وفجأة شعرت بألم في قدمي ولم أستطيع السباحة وأيقنت بأنها نهايتي ولكني لم أيأس فحاولت ولكن نفس الألم في قدمي ، وأستسلمت لقدري ودعوت الله وكلى رجاء إلا تكون هذه نهايتي ، ولم أشعر بشيء إلا وأنا في سيارة الإسعاف وحينما أفقت وليتني ما أفقت خبروني بأنه كان خلفي يحاول أن ينقذني وفعلا ساعد في إ نقاذى ولكن لم يعود ... .... وصمتت لحظة تجفف دموعها ثم أسرعت تقول
بل عاد ، لكنه عاد جثة هامدة إلى الشاطىء......
لم أحتمل الموقف ، فارتجف جسدي كله وإذا بعيني تنظر إلى الأرض فلست أدرى ماذا أقول؟
وفجأة سمعت من يناديني فألتفت خلفي
إلى الصوت فكانا مصطفى وأحمد قد شعر بالقلق لغيابي واندهشت لان أحدهم سألني
بتعمل عندك ايه لوحدك ؟
وحينما أعدت النظر إليها لم أجدها قد تبخرت نظرت حولي يمينا و يسارا لم أجدها شعرت برجفة أهتز جسدي كله، وفى قمة الاندهاش ولا تفسير عندي لما رأيت ونظرت إلى الأرض فإذا بالمنديل الذي كان بين يديها وبه عطرها وأيضا دموعها ووسط نداء صديقاى الذى لم أتبينه
وسط ما أنا به من حالة الذهول التي إنتابتنى إلى أن اقتربا منى يسألاني في إيه؟
وإيه اللي أخرني ؟ وأنا بعمل هنا إيه؟ وكأنني فقدت النطق وسرت في جسدي قشعريرة
ومازلت ألتفت يمينا ويسارا في ذهول صديقاى لما أفعل حتى رجني أحدهما واستجمعت قوتي
وأفقت ولم أنطق بكلمة حتى وصلت إلى الشاليه ، واستلقيت على أول مقعد بلا حراك
وكأن ما مر بي سوى خيال أو وهم ، فأنظر ما بيدي فإذا بالمنديل ما زال مبتل
ومازال به نفس[strike] العطر ولم أنم تلك الليلة ولم أستطيع أن أخبر أحد بما رأيت
وسمعت فهل سيصدقونى لم يراها سوى الصياد وحتى لو عاد مرة أخرى هل سيصدق أني تحدث معها ، ثم اختفت ولم أجد أي حل سوى الصمت وقد اعتذرت لأصدقائي بأني كنت مرهق وجائع ، وجلست طول الليل أفكر وأنظر من النافذة حتى الصباح ، وحينما آتى استسلمت لنوم عميق ، وكأني كنت في حلم ، ومضى الوقت فاستيقظت قرب آذان العصر ومر اليوم كئيبا ولم تعرف شفتاي الابتسام طول اليوم حتى آتى المساء وقد قررت السفر غدا في الصباح
وفى جلستنا الأخيرة مع زميلنا إبراهيم ، كنا نتحدث عن البحر فقص علينا قصة غريبة عن حادثة حدثت في الصيف الماضي وأخذ يروى نفس القصة التي سمعتها منها ،وأنا عيني على شفتيه مع كل كلمة مع كل حرف حتى أكمل القصة كلها مع بعض التعليقات من الجالسين ولكن اختلفت القصة في شىء واحدة فقط وهى
بأن الذي مات هي وليست هو........
صدقوني أو لا ، فهذا ما حدث ولو كنت سمعت هذا القصة من أحد ما صدقتها
ولولا المنديل الذي معي حتى الآن ما كنت صدقت بأن ما حدث كان حقيقة.
وحتى الآن مازال الموضوع لغز كبير رغم بأن التاريخ على مر العصور
معي فقد حدثت قصص أغرب من تلك القصة




القصه ديه جذبتني من عنوانها لحد اخر سطر فيها
بعد ما خلصت قراءه حسيت بقشعره في جسمي حقيقي
بحب اوي النوع ده من القصص بس يا تري هي حقيقه ام خيال الله اعلم
بيقول اللي بيحكي القصه انها حقيقه وعجبتني المفاجاه جدا
بس بيكفي اني استمتعت بيها جدا
وحبيت انكم تستمتعوه بيها معايه يارب تعجبكم

الغريق شهيد ...
وهو شافها فى صورة حلوة ...
يمكن بتيجى روحها تزور المكان كل فترة او كدا ...
ربنا يرحم جميع موتانا ويحفظنا ويحمينا امين ...
ربنا يجازيكى خير سلمى ...
ليلى المسلمه