(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) (هود:40) وهذا إبراهيم عليه السلام يخبرنا عنه الله سبحانه وتعالى بأنه نظر للنجوم قال تعالى
( فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُوم * فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ِ) (الصافات: 88 - 89) وفي آيات أخر يخبرنا جل وعلا عن بحث إبراهيم عليه السلام عن الحقيقة والهدى وكيف أنه اتجه للسماء أولاً قال تعالى :
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ * وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ * فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِين َ * فَلَمَّا رَأى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام: 74-75- 76-77-78- 79).. ولكن هنا ملاحظة لابد من الإشارة لها وهي أن إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ليس منجماً كما يزعم كثير من الجهلة وإن نظره كان طلباً للعلم وليس تنجيماً ولمزيد المعلومات حول هذا الموضوع ينصح بكتاب التنجيم والمنجمون ففيه الكفاية إن شاء الله .
وهذه بلقيس عليها السلام ملكة سباء باليمن كانت تعبد الشمس والقمر لما عرفت لها من أهمية وذلك قبل أن يصل إليها الهدهد ثم يبلغها دعوة سليمان بن داوود عليهما السلام وتأتي بعد ذلك لتسلم قال تعالى:
ثم يخبر الله سبحانه عن اسلامها قال تعالى : (َ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(النمل: من الآية44)
بل ويؤكد سبحانه وتعالى توالي الأمم والقرون وإنزال الأمطار وإنبات النبات قال تعالى :
(أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَاراً وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ) (الأنعام:6) ثم يبين سبحانه أن من أسباب توالي النعم الإيمان بالله قال تعالى :
( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (لأعراف:96) ويبين سبحانه كيفية صعود الجن للفضاء وأن من إرهاصات نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم منعهم من ذلك
هذه بعض الأخبار والآيات التي اخبرنا بها الله سبحانه وتعالى في كتابه عن القرون السابقة ومعرفته بالأفلاك ودورها في حياتهم
الفلك في عصر المصريين القدماء والبابليين
كان للمصريين القدماء حضارة كبيرة جداً استفاد منها من جاء بعدهم ولازال العلماء والباحثين يكتشفون يوماً بعد يوم من آثارهم الخالدة وخير برهان وشاهد عيان الأهرامات والتي تعتبر من عجائب الدنيا السبع والتي قاومت حتى بقيت إلى يومنا هذا شاهدة على تاريخ عريق ومجد تليد وسوف نتحدث وبإيجاز عن دورهم في علم الفلك وما قدموا من انجازات في سلسلة الحضارة البشرية
ودور المصريين القدماء في علم الفلك لايقارن بدورهم في علمي الهندسة والطب حيث اقتصر بحثهم في الفلك على حساب الزمن من أجل معرفة فيضان نهر النيل وانحساره ومعتقداتهم الدينية كسير الشمس وكسوفها ونحوه
وقد لاحظوا توزيع النجوم غير المنتظم في السماء وعرفوا الأبراج وبدأوا حساباتهم بمنازل القمر ولكن اكتشفوا أن فيضان النيل مرتبط بالتقويم الشمسي لذا قاموا بحساباتهم بالتقويم الشمسي ووجدوه سهلا وقسموا السنة عندهم اثنا عشر شهراً كل شهر ثلاثون يوماً وزادوا خمسة أيام في السنة واعتبروها أعياد
وراقبوا نجم الشعرى اليمانية لفيضان النيل مع طلوعها وقسموا دائرة الأفق إلى 36 قسماً كل منها عشر درجات
وتشير بعض الكتابات القديمة إلى معرفة المصريين القدماء للمزاول أي الساعات الشمسية وكذلك القواطع
وبهذا يكونوا قد مهدوا الطريق لمن اتى بعدهم في هذا العلم مع العلم أن هناك أحد الأسر الفرعونية تسمي ملوك الشمس لتعلقهم بها والله اعلم .
الفلك عند البابليين
من الصعوبة بمكان معرفة دور واكتشافات البابليين في علم وغيره من العلوم لقلة المصادر التي وصلت عنهم ولكن المعروف عنهم التفوق في الرياضيات وخاصة علم الجبر وربطهم بين الفلك والمسائل الحسابية مما جعل دراساتهم الفلكية متقدمة لإرتباط الرياضيات بالفلك .
وقد خالفوا المصريين القدماء فاستخدموا السنة القمرية والمصريين استخدموا السنة الشمسية واستعملوا شهور تسعة وعشرين وثلاثين يوماً واعتبروا السنة اثناعشر شهراً وكانت السنة عندهم 354يوماً واضافوا شهراً زائداً كل ثمان سنوات للموافقة بين السنتين الشمسية والقمرية واستخدموا النظام السداسي فقسموا اليوم إلى اربعة وعشرين يوما والساعة إلى ستين دقيقة والدقيقة إلى ستين ثانية وقسموا الدائرة إلى 360 درجة وجعلوا الأسبوع سبعة أيام تمثل الكواكب السبعة السيارة المعروفة عندهم ووضعوا الأشهر البابلية والمستخدمة إلى يومنا هذا وعرفوا الساعات الشمسية والمائية وحسبوا دوران القمر وقاموا بارصاد لمعرفة الطقس وحددوا البروج الوهمية ورصدوا الكثير من النجوم والكواكب لعبادتهم لبعضها واستخدموا النظريات العلمية والرياضية في اثبات دوران القمر وكانت لهم معرفة بالنسب المثلثية وحددوا كذلك دورة الزهرة وعطارد ومن أعظم الآثار التي تركوا حدائق بابل المعلقة والتي تعتبر من عجائب الدنيا السبع القديمة
الفلك في عصر اليونانيين
لا احد يمكنه أن ينكر دور الحضارة اليونانية في مسيرة البشرية وفي مجالات شتى ومن أهم هذه المجالات علم الفلك
وسنقوم بعرض ملخص عن دورهم في هذا العلم وبالله التوفيق
من المعروف أن الحضارات الإنسانية تتراكم أي كل حضارة تنبي على ما قبلها فقد أخذ اليونانيون ممن سبقهم من قدماء المصريين والبابليين وعملوا على الأكتشاف والتنقيب والبحث والرصد فكان نتاجهم كما يلي |
أولاً عرفوا البروج التي تسير فيها الشمس والكواكب والقمر وقسموها بالتساوي إلى اثنى عشر برجاً وهم أول من استعمل كلمة برج وذلك عن طريق العالم الكبير كليوستراتوس
ثانياً صنعوا المزولة وذلك عن طريق العالم أناكسمندروس
ثالثاً قرروا ان الأرض أسطوانة تدور في الفضاء ، وعرفوا أن الأجرام السماوية ذات حركات منتظمة وأن الكون منتظم
رابعاً خسبوا السنة 365 يوم و5 ساعات و55 دقيقة و12 ثانية واليوم 24 ساعة وميل السمت 24 درجة والسنة العضمى 59 عام
خامساً انشاؤا المراصد العلمية للرصد واثبات ما عندهم من ارصاد ورثوها عمن سبقهم ومن أهم هذه المراصد مرصد العالم الكبير يودكسوس الذى بناه في منطقة بين هليوبوليس وكركيسورا وكذلك بنى مرصد في كنيدوس وقان بأرصاد جديدة ووصف الرض
سادساً وضعوا جداول أوتار القواس وكنت قريبة من جداول الجيوب
سابعاً قام العالم الكبير بطليموس بوضع كتاب علمي كبير اسماه المجسطي أي الترتيب وهو أعظم كتاب فلكي في التاريخ اليوناني القديم وفيه قرر أن الأرض هي مركز الكون ,ان جميع الأجرام تطلع حول الشمس في وقت ثابت وسمى الكواكب التي لم يستطع رصدها بالمتحيرة وكذلك له نظرية مشهورة في الشكل الرباعي الدائري حاصل ضرب القطرين يساوي مجموع حاصل ضرب كل ضلع في الضلع المقابل
ابعاً اهتموا بالهندسة والتي تعتبر جزء لا يتجزء من علم الفلك وعلى رأس هؤلاء العالم الكبير أقليدس الذي ألف كتاب أصول الهندسة وكذلك العالم الكبير ارخميدس .
ثامناً عملوا خارطة للقبة الزرقاء وخارطة للأرض المسكونة وقام بطليموس بعمل أول زيج في التاريخ معروف
تاسعاً أول حاولة طيران في الجو كانت من قبل أيكاروس اليوناني الذي صنع لنفسه أجنحة من ريش الطيور كأول من حاول ارتياد الفضاء
عاشراً العالم الفلكي اليوناني ارسطرخس أوإريستارخس الساموسي من مدرسة الأسكندرية في القرن الميلادي الثالث يعتبر أول من وضع نظرية دوران الأرض حول الشمس ودورانها حول محور مائل على مستوى دائرة البروج مما يسبب فصول السنة والليل والنهار وله عدة مؤلفات ولكن لم يبقى منها سوى كتاب أحجام وأبعاد الشمس والقمر.
ليونانيون والإسطرلاب
أول بداية للإسطرلاب كانت عند اليونانيين القدماء وبالتحديد في عصر أبولونيوس عام 225 قبل الميلاد ولكن الاستعمال العلمي الحقيقي المبني على النظرية العلمية فكانت من هيبارخوس اليوناني المولود في نيكا في آسيا الصغرى _ الآن ازنيك في تركيا _في عام 180 قبل الميلاد وكان يدرس في مدرسة في جزيرة رودز واكتشف تقدم الأعتدالين وكان مؤثراً في علم المثلثات ويعتبر هو المؤسس الأول للإسطرلاب مع أن دوره المهم هو نفي التقدير كنظرية لحل المسائل الفلكية وعدلها .
واتي العالم الكبير بطليموس 150 ميلادي واستخدم الإسطرلاب في ارصاده وذكر ذلك في كتابه المجسطي .
مم تجدر الإشارة به أن العلماء المسلمين استفادوا من الحضارة اليونانية استفادة كبيرة في بناء حضارتهم العظيمة التي ابهرت العالم فيما بعد وكذلك قدم المسلمون خدمة كبيرة للحضارة اليونانية حيث حفظوها من الضياع والإندثار وطوروها وترجموها إلى لغتهم العربية ومن ثمّ إلى جميع لغات العالم .
الفلك في عصر الهنود الأوائل
للعلماء الهنود الأوائل دور كبير في تطور علم الفلك وما قدموه في هذا العلم ترجمه المسلمون ونقلوه للعالم بعد تصحيحه وتنقيحه والهنود من نظرياتهم تطبيق الأفكار الحسابية على العلوم الفلكية على النقيض من اليونانيين حيث يطبقوا افكارهم الحسابية دون التطبيق الهندسي
كانت فترة الازدهار الفكري والعلمي عند الهنود ما بين القرنين الخامس والثامن الميلادي ومن افكارهم الجيب والمقصود بها نصف وتر ضعف الزاوية ( مأخوذة من كلمة جيفا الهندية )
من اعظم انتاج الهند العلمي في الفلك كتاب السند هند وهو كتاب كبير يتكلم عن البروج والتقاويم وحركات النجوم والكسوف والخسوف ومنه اخذ المسلمون طريقة عمل الأزياج وهو كتاب مجهول المؤلف حيث ألف في القرن الخامس وترجمه المسلمون ترجمات كثيرة وأول من أمر بترجمته الخليفة أبو جعفر المنصور رحمه الله واختصره الخوارزمي .
موضوع: رد: تاريخ الفلك من قديم الاذ ل الجمعة 30 يوليو 2010, 10:26 pm
مجهود اكثر من رائع تسلم الايادى الى رفعتو والانامل الى كتبتو مقدرش اقول غير مجهود مميز من عضو مميز وفى انتظار مواضيعك القادمة وفى تقدم مستمر ان شاء الله تقبل مرورى ***الصـLEGENDARYـاعـق***