هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أهمية هذا القسم

اذهب الى الأسفل 
+3
عيون القلب
MOURAD
الأب الروحي
7 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
الأب الروحي
أهمية هذا القسم - صفحة 2 Vip
الأب الروحي


ذكر
ســآعـتي :
التسجيل : 18/06/2008
المساهمات : 11243
عدد النقاط : 31079
المزاج : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Qatary14
المهنة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Profes10
الهوايه : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Writin10
الدولة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Male_e10
الأوسمة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 3h510
التميز : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Domain10

أهمية هذا القسم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: أهمية هذا القسم   أهمية هذا القسم - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 05 نوفمبر 2010, 7:25 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

أهمية هذا القسم - صفحة 2 68762
أهمية هذا القسم - صفحة 2 338902



لما كانت الدعوة إلى الله هي المهمة التي كلف الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم

قال تعالى: {يا أيها المدثر* قم فأنذر}
وكلف الله بها هذه الأمة كما قال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}.
فأنني أحببت أن أجمع رسالة قصيرة توضح لكل مسلم مكلف بالدعوة أصول هذه الدعوة، وكيف يدعو إلى الله؟
وذلك حتى تكون دعوته على بصيرة
كما قال تعالى: {قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}.
واني لأسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بهذه الرسالة،
ويكتب لها القبول،
وأن يقوم المسلمون جميعاً بواجب الدعوة إلى الله على بصيرة ليشرق نور الله في الأرض كلها،
ويعلو دين الله على كل الأرض، إنه هو السميع البصير والعلي العظيم.
لذا فقد اقترحت هذه الفكره علي الاخ الفاضل مدير الموقع الدكتور مراد

وها هو قد قام بما وعد به
وخصص لنا هذا القسم لموضوع هام جداً
وهو خطبة الجمعة وما يتعلق بها من أهداف تعود بالفائده علي كل مسلم

والآن سوف اقوم بوضع خطبه كل أسبوع بموضوع مختلف
لكي يكون بين أيدينا
باقه كاملة من الخطب المفيدة لتحقق الرساله
والله الموفق

[/b][/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
الأب الروحي
أهمية هذا القسم - صفحة 2 Vip
الأب الروحي


ذكر
ســآعـتي :
التسجيل : 18/06/2008
المساهمات : 11243
عدد النقاط : 31079
المزاج : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Qatary14
المهنة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Profes10
الهوايه : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Writin10
الدولة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Male_e10
الأوسمة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 3h510
التميز : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Domain10

أهمية هذا القسم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية هذا القسم   أهمية هذا القسم - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 14 يناير 2011, 8:01 pm

أهمية هذا القسم - صفحة 2 68762
أهمية هذا القسم - صفحة 2 338902
" التحذير من مهاوي الضلالة وصفات السوء "


" آيات من سورة الإسراء : 30- 39 "



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } ، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} .

أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .



روي البخاري عن ابن عمر قال : أخذ رسول الله بمنكبي فقال: " كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل " . وكان ابن عمر يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك " .

الله تعالي جعل الدنيا ميدان تحصيل الصفات الإيمانية ، فليست ميدانا لإشباع الشهوات والسعي خلف أهواء النفس ، فالمسلم عليه قبل أن يرحل من الدنيا بالتحلية والتخلية ، يتخلى عن صفات السوء ويتحلى بصفات الخير .

وحول الإنسان أعداء غيبية يرونه ولا يراهم ، وهم لا يريدون له النجاة وإنما مرادهم أن يفتحوا عليه أبواب المعاصي علي مصراعيها حتى يغفل عن ربه فيأتيه الموت وهو مفرط ومضيع لحق الله .

ولا عاصم من الفتنة إلا بنور الإيمان ، فكل أعمى عن الحق مطموس البصيرة تراه منقادا إلي الحرام والمعصية فاعلم أن النور قد انطفأ في قلبه ، وجَفَّت فيه مشاعر الحب لربه وانقطعت صلته بالله ، لأن الإيمان كمال الحب مع تمام الذُلّ والخشية لله رب العالمين .

وأكثر ما يخيف ابن آدم ويشغل فكره هو هَمُّ الرزق ، وكانوا في الجاهلية يئدون البنات خشية العار ، ويقتلون أولادهم خوفا من الفقر ، وجاء الإسلام ليعلم البشر أنه لا يوجد مخلوق يخلق مخلوقا ، ولا إنسان يرزق إنسانا ، فمن ذا الذي خلق جميع المخلوقين ؟ ومن يرزق جميع الناس في المشارق والمغارب ؟ إن كل مولود يولد وقد كتب الله له كل رزقه حتى عدد أنفاسه في الدنيا وعدد قطرات الماء التي ستدخل جوفه ، كل ذلك قد أحصاه الله في كتاب مبين .

لهذا نرى في سورة الإسراء يحذر الله تعالي أهل الإيمان من الوقوع في الشباك التي ينصبها لهم الشيطان وهم ماضون في طريقهم إلي رضوان الله :



* " إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا . وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا " ، الله تعالي أرحم بالعباد من الوالد بولده ، فهذا الوالد الذي يريد قتل ولده خشية الفقر قد غفل عن من بيده الرزق ولا ينسى من عباده أحدا ، فالخالق لا يريد أن يقتل أحد أولاده ولا أن يبيعهم ثقة بالذي خلقهم ورزقهم إياه ، فقد ردَّ الله قضية أرزاقهم وطعامهم إليه سبحانه فقال : " نحن نرزقهم وإياكم " .

أيها الوالد . أيها الأب . أنت لا ترزق أولادك وإنما أنت مرزوق بسببهم ، فلا تَمُنَّ علي أولادك بما تعطيهم من أرزاق ، فربما لولاهم ما رُزقت شيئا ، وإنما أنت تحمل إليهم ما قدَّر الله لهم ، ولو ظللت تمن عليهم بما تعطيهم لأبغضوك وكرهوك ، أما لو ذكرتهم أن هذا الرزق جاءهم من عند الله وحده ، وأنه ما هو إلا حامل لهذا الرزق لهم ، فسيزدادون حبا لربهم ، ومن حبهم لله سيحبونك ويحترمونك ويطيعوا أمرك ويخدمونك بعيونهم .

ردوا الفضل إلي صاحب الفضل ، ردوا النعمة إلي صاحب النعمة ، لا تنسبوا الأرزاق لذكائكم ولا حسن تدبيركم ولا كثرة سعيكم ، فكم من إنسان يسعى وأرزاقه محدودة ؟ وكم من إنسان سعيه ضعيف وأرزاقه بلا حدود ؟ فمن الذي قسَّم هذه الأرزاق كلها ؟ أءله مع الله ؟؟!!!

أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله قال: سألت النبي : أي الذنب أعظم عند الله ؟ قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك " . قلت : إن ذلك لعظيم ، قلت : ثم أي ؟ قال : " وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك " . قلت : ثم أي ؟ قال : " أن تزاني حليلة جارك " .



* " وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً " لم يقل : ولا تزنوا ، ولكنه قال : ولا تقربوا الزنا ، وفي هذا نهي عن مقدمات الزنا من النظرة الحرام والخطرة والفكرة والخلوة ، فالعيون الزانية كيف ستنظر إلي وجه الله الكريم يوم القيامة ؟ العينان تزنيان وزناهما النظر ، والنظرة سهم مسموم من سهام إبليس من اتقاها من مخافة الله أبدله الله بإيمان يجد حلاوته في قلبه .

والجزاء من جنس العمل ، فكلما زادت الفواحش وأعلن القوم بها كلما ازدادت الأمراض والأسقام ، روي الحاكم وابن ماجه عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله : " يا معشر المهاجرين خصال خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم فأخذوا بعض ما كان في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عز وجل ويتحروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم " .

هناك من جنود الله التي لا تراها العيون جيوشا من الفيروسات والكائنات الدقيقة ما لو سلطها الله علي البشر لحصدتهم حصدا ، ولا يقف في وجوهها أسباب البشر الهزيلة ، " وما يعلم جنود ربك إلا هو " .

أيها المؤمن الطاهر لا تخاف ، واستمسك بدينك ، واعلم أن ربك علي كل شئ قدير ، كبير فوق كل كبير ، لا يُهزم أبدا ، فإذا عظَّمت ربك في قلبك ، صَّغَّر الله جميع الكائنات في عينك .

وجاء الزنا بين قتلين ، لأن فيه حقيقة القتل ، فهو إهدار لماء الحياة في غير موضعه ، ثم يفكر الزاني في التخلص من آثاره بقتل الجنين قبل أن يولد أو بعد ولادته ، وأيما امرأة أجهضت نفسها إلا جاء جنينها يوم القيامة له صوت كصوت الرعد يقول : يارب سل هذه لم قتلتني ؟



* وصيانة لحرمة الدماء نهي الله عن قتل النفس بغير حق : " وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا " ، روي الترمذي والنسائي عن ابن عمرو قال: قال رسول الله : " لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم " .

ولي الدم له سلطة علي القاتل : إما بالعفو والدية ، وإما بالعفو بغير دية ، وإما بالقصاص ، وقد كانوا في الجاهلية يقتلون بالرجل الواحد جماعة من أهل القاتل زيادة في التشفي والانتقام ، وأحيانا يقتلون غير القاتل أخذا بالثأر ، وهذه عادات جاهلية حرمها الإسلام ، وجعل هناك حرمة للدماء حتى دماء غير المسلمين ما دام لهم عهدا وذمة .



* "وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً " من يأكل مال اليتيم كأنما يأكل في بطنه نارا ، والعهد عهدان :

· عهد مع الله بالطاعة والاستقامة علي أمره .

· وعهد مع الناس يبرمه بعضهم مع بعض في سائر المعاملات .

وهذه لفتة إلي الميزان : " وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً " ، وإذا ضاع الميزان من حياة الأمة تفشت الخيانة والغش والتدليس في السلع ، وهذه تؤدي إلي كساد التجارة وبوار السلع وتعطل المعاش ونزع البركة والثقة من قلوب الناس .



* " وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً " ، لا ترمي الناس بما ليس فيهم ، ولا تسيء الظن بمسلم ، ولا تأخذ الغيرة قلبك لتنهش لحمه أو تتقول عليه ما ليس فيه ، أو تحاول إنقاص قدره بين الناس أو تشمت في مصيبته أو تتمنى له البلاء ، فالنتيجة هي أن الله سيعافيه وينجيه ويرفع قدره في قلوب الخلق ، بينما سيبتليك ويجعلك حقيرا صغيرا ملفوظا من قلوب الجميع .

من بيده القلوب يا عباد الله ؟ من يحرك العواطف بالحب أو البغض ؟ من بيده الخلق والأمر ؟ إنه الله وحده لا إله غيره ولا رب سواه . وأحقر الناس من يهين العلماء والصالحين ويزدريهم ولا يحفظ الأدب معهم ، فهذا يغضب الله عليه لغضب أوليائه وعباده الصالحين ، فاحذر أن تؤذي عالما أو صالحا بسخرية أو بكلمة أو بلمزة أو بهمزة ، فالله يغضب لغضبه ، وربما سلَّط عليك من يُذلَّك ويهينك ، والجزاء من جنس العمل .

هناك مساءلة عن كل كلمة ونظرة وهمسة ، فلا تقل رأيت ولم تر ، ولا تقل سمعت ولم تسمع ، ولا تقل علمت ولم تعلم ، فالله سائلك عن هذا كله ، وأشده هو سوء الظن ، " يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم " ، روي البخاري ومسلم والترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا، ولا تنافسوا ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا " .



* " وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً " . الذي يتبختر في مشيته ويتخايل بأي شئ من دنياه فينظر إلي الناس باحتقار ظنا أنه بدنياه يتحصل علي العزة والمكانة أو الكرامة ، يتخايل ببيته الأنيق وسيارته الفخمة ، وأمواله المكدسة وثيابه البراقة ، أين سيذهب بهذا كله إذا وضعوه في التراب ؟ يا عباد الله هل تحت التراب إلا التراب ؟ " وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور " ، روي البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : " بينما رجل يمشي في حُلَّة تعجبه نفسه مُرجِّل جُمَّته إذ خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة " .

الذي يمشي متعاليا علي خلق الله ، يُصعِّر خدَّه ويأنف من البشر وهو مثلهم من تراب ، فهذا لن يخرق الأرض بخطواته ، ومهما تعالى فلن يبلغ الجبال طولا ، بل إذا شعر الناس أنه يتعزز بما لديه من دنياه فسيحتقرونه ولا يزداد في عيونهم إلا صَغَارا وبغضا ، يقول عمر : إن الله أعزنا بالإسلام ، ولو ابتغينا العزة في غيره لأذلنا الله .

" كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا " ، لا يحبه ربك ، ويريدك أن تتخلى عن هذه الصفات المذمومة وتتحلي بضدها من الصفات المحبوبة صفات الخير والتقوى والصلاح .



* " ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا " ، فالإيمان هو العاصم من كل فتنة ، وهو الأساس الذي تبني عليه الفضائل كلها ، فالإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل .

إن الله يربي هذه الأمة علي خير العمل ليثمر فيها أفضل الخلق ، فالأخلاق الطيبة هي التي تفضي إلي هداية الناس ، وهي أصدق دليل وأوضح برهان علي ربانية هذه الشريعة وعظمتها وشمولها وصلاحها لكل زمان ومكان . الحمد لله علي نعمة الإسلام .



الخطبة الثانية


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي سيد المرسلين ، سيدنا ومولانا محمد ، وعلي آله وأصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم .



" من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها " ، من أراد أن يعفو الله عنه فليعف عن الناس ، ومن أراد أن يغفر الله له فليغفر للناس زلاتهم ويستر عليهم عوراتهم ، فأحب عباد الله إلي الله أرحمهم بعباده " الراحمون يرحمهم الرحمن " .

روي أحمد بسند جيد عن أبي أمامة : أن شابا قال : يا نبي الله ائذن لي في الزنا ؟ فصاح الناس به ، فقال النبي : " قربوه ، أُدْن " فدنا حتى جلس بين يديه ، فقال النبي : " أتحبه لأمك ؟ " فقال : لا، جعلني الله فداك! قال : " كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم . أتحبه لابنتك ؟ " قال: لا، جعلني الله فداك! قال : " كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم . أتحبه لأختك ؟ " وزاد ابن عوف : حتى ذكر العمة والخالة وهو يقول في كل واحد : لا، جعلني الله فداك! وهو يقول : " كذلك الناس لا يحبونه" وقالا جميعا في حديثهما، أعني ابن عوف والراوي الآخر، فوضع رسول الله يده على صدره وقال : " اللهم طهر قلبه واغفر ذنبه وحصن فرجه " فلم يكن شيء أبغض إليه منه ، يعني الزنا . تطهر قلب الشاب بالدعوة والدعاء ، وهكذا جميع الأمراض القلبية هذا هو دواؤها وشفاؤها نتعلمه من النبي الكريم المربي الإمام القدوة لهذه الأمة .

لا يصلح أحوال الناس إلا الدين ، فالإيمان في القلوب هو الدافع لكل خير والعاصم عن كل شر ، ومن ضعف إيمانه فلا قوة له علي طاعة ، ولا قدرة له علي كبج جماح نفسه عن المعصية ، لهذا من أهمِّ وصايا الأنبياء والصالحين لأبنائهم عند الاحتضار هي الوصية بالدين : " أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون " . ما أوصى بالأموال والتجارة ، ولا بالصحة والمناصب ، وإنما أوصى بالدين والإيمان .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأب الروحي
أهمية هذا القسم - صفحة 2 Vip
الأب الروحي


ذكر
ســآعـتي :
التسجيل : 18/06/2008
المساهمات : 11243
عدد النقاط : 31079
المزاج : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Qatary14
المهنة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Profes10
الهوايه : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Writin10
الدولة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Male_e10
الأوسمة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 3h510
التميز : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Domain10

أهمية هذا القسم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية هذا القسم   أهمية هذا القسم - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 14 يناير 2011, 8:05 pm

أهمية هذا القسم - صفحة 2 68762
أهمية هذا القسم - صفحة 2 338902
" الداء والدواء "




إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } ، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} .

أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .



روي أبو داود عن ثوبان قال : قال رسول الله : " يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها " . فقال قائل : ومن قِلّةٍ نحن يومئذٍ ؟ قال : " بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيل ، ولينزعنَّ الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوهن" . فقال قائل : يا رسول اللّه ، وما الوهن ؟ قال : " حبُّ الدنيا وكراهية الموت " .

لا كرامة لعبد عند الله إلا إذا لبس ثوب الطاعة ، فإذا أشرق القلب بنور الإيمان ورسخ فيه اليقين ، أصبح للإنسان قدر وقيمة وعزة وكرامة ، فالميزان الذي يزن أقدار العباد عند الله ليس هو الجاه والسلطان ، ولا الثروة والمال ، ولا المناصب والأحساب ، إنما الميزان هو الإيمان والتقوى والعمل الصالح .

إذا من أين يأتي الهوان ؟ ولماذا تسقط الأمة من عين الله ؟ ولماذا يجترئ عليها كلاب الأرض فينهشونها من كل جانب ؟ وكيف يتسلط عليها الكفار والملاحدة فيسومونها سوء العذاب ؟ وأين نصرة الله وتأييده لعباده المؤمنين ؟ ولماذا وقعت الأمة في الكرب والضيق والمعيشة الضنك ؟ أسئلة كثيرة يحار فيها عقل اللبيب وهو يرى ما أصاب المسلمين من مصائب وكوارث ومحن تشيب لها الرؤوس .

إذا كان هذا هو الداء فهل له من دواء ؟ والحقيقة أن كتاب الله هو كتاب هذه الأمة الذي يشفي أمراضها ، يصف لها الداء والعلة ثم يضع لها العلاج حتى تبرأ بإذن الله .



* لا يصيب الأمة الذل والهوان ولا تتجرع كؤوس الخزي والعار إلا إذا قطعت الحبال التي بينها وبين ربها ، فحينئذ تصبح في الميدان وحيدة بلا حارس أو حفيظ ، مهما كان عددها وكانت أموالها وثروتها ، فالمؤمنون لا يُنصرون بعدد ولا عدة ، إنما ينصرون بمعية الله لهم وصلتهم بربهم .



* والقرآن يشخص الداء والعلة في أربع آيات جاءت في مواضع متفرقة :

1- قوله تعالي : " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون " ( سورة الروم / 41 ) ، علو الفساد وانتشاره ليس مصادفة أو عبثا ، إنما هو قَدَر من أقدار الله نتيجة لأعمال العباد ، ففساد الأحوال مرجعه فساد الأعمال ، وفساد الأعمال مرجعه إلي فساد القلوب .

روي ابن ماجه والحاكم عن ابن عمر أن رسول الله قال : " يا معشر المهاجرين خصال خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم فأخذوا بعض ما كان في أيديهم ، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عز وجل ويتحروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم " . هذا الحديث يؤكد تمام الصلة بين الأعمال والأحوال ، فشؤم المعاصي يؤثر في الزرع والضرع والهواء والماء ، وينزع البركة من كل شئ ويمنع الرحمة وينزل غضب الله وسخطه ، وهذه الأحوال الشديدة بسبب ما كسبته أيدي الناس من المعاصي ، وهناك أحاديث أخري تؤكد الصلة بين بعض الكبائر وبين ما يصيب الناس من كوارث كالزلازل والخسوف والدمار منها ما رواه أحمد عن ابن مسعود أن رسول الله قال : " ما ظهر في قوم الربا والزنا إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله " ، وأخرج أحمد والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي أمامة عن النبي قال : " يبيت قوم من هذه الأمة على طعم وشرب ولهو ولعب ، فيصبحوا وقد مسخوا قردة وخنازير، وليصيبنهم خسف وقذف حتى يصبح الناس، فيقولون: قد خسف الليلة ببني فلان، وخسف الليلة بدار فلان ، وليرسلن عليهم حاصبا من السماء كما أرسلت على قوم لوط على قبائل فيها وعلى دور ، وليرسلن عليهم الريح العقيم التي أهلكت عادا على قبائل فيها ، وعلى دور بشربهم الخمر ، ولبسهم الحرير ، واتخاذهم القينات ، وأكلهم الربا ، وقطيعتهم الرحم " .



2- قوله تعالي : " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى . قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا . قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى " ( سورة طه / 124- 126 ) . والإعراض هو الغفلة والإهمال والنسيان والتضييع والتفريط في دين الله وشرعه ، من ضيَّع الصلاة وهجر القرآن وأمسك ماله أن ينفقه في سبيل الله ماذا ينتظر إلا الهم والغم والنكد الذي يملأ طرقات الحياة ؟ فهناك علاقة بين العمل الصالح وطيب الحياة ، وبين المعاصي ونكد الحياة .

وقيل إن المعيشة الضنك هي عذاب القبر الذي يستقبله قبل العرض الأكبر أمام الله يوم القيامة ، أخرج البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي عن أنس قال : قال رسول الله : " إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه: إنه ليسمع قرع نعالهم، يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ قال: فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله. فيقال له: انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة. قال النبي : فيراهما جميعا ، وأما المنافق والكافر، فيقال له : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري كنت أقول كما يقول الناس . فيقال له لا دريت ولا تليت. ويضرب بمطراق من حديد ضربة ، فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين " .



3- قوله تعالي : "وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون " ( سورة النحل / 112 ) ، كفران النعمة هو استعمالها في غير ما خلقت له ، فالنعم تعيننا علي طاعة الله وشكره وحسن عبادته وهذا أيضا من شكر النعمة أن تستعمل في مرضاة الله ، السمع نعمة فهل أدينا شكرها ؟ واللسان نعمة والوقت نعمة والصحة والعافية والمال هذه كلها نعم فأين شكرها ؟ إذا رأيت الأغنياء بخلاء حتى ضاع الفقراء ، وإذا رأيت المساجد خاوية ودور اللهو عامرة ، وإذا لهج اللسان بذكر المخلوق وغفل عن ذكر الخالق فالثمرة المرة النكدة هي السقوط من عين الله ورحمته إلي درك الذل والهوان .



4- قوله تعالي : " فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون . فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين " ( سورة الأعراف / 44- 45 ) وروى أحمد والطبراني وابن حبان عن عقبة بن عامر أن النبي قال: " إذا رأيتم الله تعالى يعطي العباد ما يشاؤون على معاصيهم فإنما ذلك استدراج منه لهم " ثم تلا : " فلما نسوا ما ذكروا به " الآية كلها . وقال الحسن : والله ما أحد من الناس بسط الله له في الدنيا فلم يخف أن يكون قد مُكر له فيها إلا كان قد نقص عمله، وعجز رأيه ، وما أمسكها الله عن عبد فلم يظن أنه خير له فيها إلا كان قد نقص عمله ، وعجز رأيه . وقال علي : كم من مستدرج بالإحسان وكم من مفتون بحسن القول فيه. وكم من مغرور بالستر عليه . وفي حكم ابن عطاء الله : خف من وجود إحسانه إليك ودوام إساءتك معه أن يكون ذلك استدراجاً . والاستدراج الأخذ بالتدريج لا مباغتة . والمراد هنا تقريب الله العبد إلى العقوبة شيئاً فشيئاً ، واستدراجه تعالى للعبد أنه كلما جدَّد ذنباً جدّّد الله له نعمة وأنساه الاستغفار فيزداد أشراً وبطراً فيندرج في المعاصي بسبب تواتر النعم عليه ظاناً أن تواترها تقريب من الله ، وإنما هو خذلان وتبعيد . نسيان أوامر الله وتضييع الدين اغترارا بتواصل النعم هو داء الاستدراج الذي هلكت بسببه كثير من الأمم .

وما هو المخرج والدواء لهذه العلل الأربعة ؟ القرآن فيه شفاء وهدى ورحمة ، وفيه الدواء لكل داء يظهر في الأمة إلي يوم القيامة ... وهذا هو الدواء في أربع آيات أخري جاءت متفرقة في مواضع من القرآن الكريم :

1- قوله تعالي : " ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون " ( سورة الأعراف / 96 ) ، بركات في الثمار والأموال والصحة والأولاد والأوقات ، تتفتح بركات من كل جانب ، والشرط هو : آمنوا واتقوا ، إيمان القلب يصدقه عمل الجوارح ، وتقوى الله تحجزه عن محارم الله في السر والعلن .

البركة تختلف عن الكثرة ، فقد يوجد الكثير ولكنه منزوع البركة فلا يكفي لشيء ، وقد يوجد القليل ولكن يبارك الله فيه فيكفي ويفيض .

روي مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا : كنا مع النبي في غزوة تبوك فأصاب الناس مجاعة وقالوا : يا رسول الله، لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا. فقال رسول الله : " افعلوا " فجاء عمر وقال : يا رسول الله إن فعلوا قلَّ الظَهْر ولكن ادعهم بفضل أزوادهم فادع الله عليها بالبركة لعل الله أن يجعل في ذلك البركة. قال: " نعم " ثم دعا بنطع فبسط ثم دعا بفضل الأزواد فجعل الرجل يجيء بكف ذرة ويجيء الآخر بكف تمر ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير. قال أبو هريرة : فحزرته فإذا هو قدر ربضة العنز فدعا رسول الله بالبركة. ثم قال : " خذوا في أوعيتكم " فأخذوا في أوعيتهم حتى - والذي لا إله إلا هو - ما بقي في العسكر وعاء إلا ملؤوه ، وأكل القوم حتى شبعوا وفضلت فضلة . فقال النبي :

" أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، لا يلقى الله بهما عبد شاك فيهما فيحجب عن الجنة " .



2- قوله تعالي : " وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون " ( سورة هود / 117 ) ، صلاح العباد فقط لا يكفي لرفع البلاء عن العباد حتى يكون معه الإصلاح ، فلا يدرأ الهلاك والعذاب النازل من السماء بسبب ظلم العباد إلا تغيير المنكر وزهوق الباطل وإظهار الغيرة علي دين الله . روى أبو داود والترمذي وغيرهما عن قيس قال: خطبنا أبو بكر الصديق فقال: إنكم تقرؤون هذه الآية وتتأولونها على غير تأويلها "يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم" وإني سمعت رسول الله يقول : " إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده " ، وأخرج الترمذي والبيهقي عن حذيفة أن رسول الله قال : " والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه، ثم تدعونه فلا يستجيب لكم " .

روي البخاري ومسلم عن زينب بنت جحش زوج النبي قالت : خرج رسول الله يوما فزعا محمرا وجهه يقول : " لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب ، فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه " وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها. قالت : فقلت يا رسول الله : أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : " نعم إذا كثر الخبث " .



3- قوله تعالى : " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " ( سورة الأنفال / 33 ) ، فقال ابن عباس : كان فيهم أمانان : نبي الله والاستغفار، قال: فذهب النبي وبقي الاستغفار . إقرار العباد بالتقصير في حق الله والندم والاستغفار من أبواب دفع البلاء وإزالة الكرب ، حيث تلهج الألسنة بذكر الله وليس بذكر أحد سواه ، روي أبو داود وابن ماجه والحاكم عن ابن عباس قال: قال رسول الله : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب " .



4- قوله تعالي : " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ( سورة الرعد / 11 ) ، فالتغيير له سنة لا تتبدل ولا تتغير ، ويبدأ التغيير من داخل الإنسان ، فيتغير قلبه وفكره وهمه ، ثم يتغير سلوكه وأخلاقه ، ثم يغير الله أحواله إلي أحسن حال ، وكان السلف الصالح يتواصون بهذه الكلمات الثلاث : من أصلح آخرته أصلح الله دنياه ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس .

سُنَّة الله إلي يوم القيامة أن المسلمين إذا فرَّطوا في جنب الله وضاع الدين من حياتهم إلا تكالبت عليهم الأمم كما تتداعى الأكلة إلي قصعتها ، فإذا ضاع الدين ضاعت الأرض ونُهبت الأموال واستُبيحت الأعراض وهان المسلون علي الله ، ولا مخرج إلا أن نعيش هذا الدين حقيقة لا صورة ، وأن نعمر المساجد ونتعلم ديننا حتى لا يُعَمِّيه علينا أحد ، وحينئذ لو اجتمعت قوى الأرض جميعا علي أن تنال من مُوَّحد قلبه ينبض بحقيقة أن لا إله إلا الله ، لأهلكهم الله تعالي كما أهلك قوم نوح وقوم عاد وثمود ، ونسأل الله ألا نكون حلقة في مسلسل القصاص والعقاب ، وأن نتوب إلي الله تعالي من قريب .

فاللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين ، واحفظنا وجميع المسلمين من شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن .











الخطبة الثانية


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي سيد المرسلين ، سيدنا ومولانا محمد ، وعلي آله وأصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم .



يقول ربنا سبحانه : " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " ( سورة الشورى / 30 ) ، ويقول : " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك علي الله يسير " ( سورة الحديد / 22 ) .

وقيل لعمر : أتوشك أن تهلك القرى وهي عامرة ؟ قال : نعم إذا علا فجارها أبرارها . وروى الإمام أحمد رحمه الله بسنده عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال: لما فتحت قبرص فُرق بين أهلها، فبكى بعضهم إلى بعض ، فرأيت أبا الدرداء جالساً وحده يبكي ، فقلت: يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله ؟ فقال: ويحك يا جبير ما أهون الخلق على الله إذا أضاعوا أمره ، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك ، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى .

هكذا كان فهم الصحابة لشؤم المعاصي وآثارها المدمرة علي الأمم وما يصيبهم بسببها من ذل وهوان . روي الطبراني والحاكم عن ابن مسعود قال : قال رسول الله : " استحوا من الله حق الحياء ، قالوا : يا رسول الله إنا لنستحيي والحمد لله ، قال : ليس ذلك ولكن من استحيى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما حوى ، والبطن وما وعى ، وليذكر الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ، فمن فعل ذلك فقد استحيى من الله حق الحياء " .

ومن أهم صور الحياء من الله هو مراقبته في السر والعلانية ، وإن زلَّت القدم في معصية فليتب من قريب ليكون أرجى للقبول ، ولا يجاهر بالمعاصي جرأة علي الله أو ليجرئ غيره من الضعاف علي معصية الله ، روي مسلم عن أبي هريرة عن النبي قال : " كل أمتي معافى إلا المجاهرون، وإن من المجاهرة أن يعمل العبد بالليل عملاً ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يا فلان، قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، فيصبح يكشف ستر الله عليه " .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأب الروحي
أهمية هذا القسم - صفحة 2 Vip
الأب الروحي


ذكر
ســآعـتي :
التسجيل : 18/06/2008
المساهمات : 11243
عدد النقاط : 31079
المزاج : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Qatary14
المهنة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Profes10
الهوايه : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Writin10
الدولة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Male_e10
الأوسمة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 3h510
التميز : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Domain10

أهمية هذا القسم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية هذا القسم   أهمية هذا القسم - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 14 يناير 2011, 8:10 pm

أهمية هذا القسم - صفحة 2 68762
أهمية هذا القسم - صفحة 2 338902
" العجلة والتأني "




إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } ، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} .

أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .



أخرج البيهقي في الأسماء والصفات عن الأوزاعي قال : " أتى النبي يهودي فسأله عن المشيئة قال: المشيئة لله ، قال: فإني أشاء أن أقوم ، قال: قد شاء الله أن تقوم، قال: فإني أشاء أن أقعد، قال: فقد شاء الله أن تقعد، قال: فإني أشاء أن أقطع هذه النخلة، قال: فقد شاء الله أن تقطعها، قال: فإني أشاء أن أتركها، قال: فقد شاء الله أن تتركها، قال: فأتاه جبريل فقال : قد لُقِّنت حجتك كما لُقِّنها إبراهيم ، قال: ونزل القرآن {ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين}.

جعل الله للإنسان مشيئة وإرادة ، ولكن أي مشيئة هي النافذة ؟ وأي إرادة هي الواقعة ؟ " وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين " .

الكل يريد ، وإرادة الله وحده هي النافذة ، " ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين " . طبيعة الإنسان العجلة ، فهو عجول ، أي شيء يريده ويتمناه يريد وقوعه في التو واللحظة ، يرفع يديه بالدعاء وقبل أن يفرغ من دعائه ويخفض يديه يريد أن يري الإجابة ، وينسي أنه عبد ، وأن الأمور يجري بمشيئة الله لا بمشيئة العباد . والقرآن يؤكد علي هذه الطبيعة وهي العجلة ، وأنها فطرة فينا : " خلق الإنسان من عجل " ، " وكان الإنسان عجولا " .



* ومن هنا حذرنا النبي من العجلة وأمرنا بالتروي والتأني والصبر والحلم فقال : " العجلة من الشيطان والتأني من الله "رواه الترمذي بسند حسن عن سهل بن سعد ، لأن العجلة والاستعجال لن يقدم ولن يؤخر من قضاء الله شيء ، فلله سنن في الحياة لا تتبدل ولا تتغير ، البذور لها دورتها في الإنبات والحصاد ، والقمر ينتقل في منازله خلال شهر ، والجنين في بطن أمه تسعة أشهر ، كما لله سنن في النصر والتمكين لعباده المؤمنين إذا لم تتحقق فلا نصر ولا تمكين ، كالذي له أرض صالحة للإنبات لم يلق فيها بذرة واحدة وهطل عليها المطر وهو ينتظر الحصاد ، فهل سيجني ثمرة واحدة حتي لو نزل المطر ؟ أين الذي زرعه حتي يحصده ويجنيه ؟ من سنن النصر :

· ألفة القلوب واتحاد الكلمة .

· الصبر والاستقامة .

· التقوى والتوكل .

روي الطبراني في الكبير عن خباب قال أتينا رسول الله وهو متوسد برداء له في ظل الكعبة فقلنا يا رسول الله : ألا تدعو الله لنا ألا تستنصر لنا ، فجلس محمرا وجهه غضبانا ثم قال : لقد كان من قبلكم وإن أحدهم لتحفر له الحفرة ثم يوضع فيها ثم يوضع المنشار على رأسه ثم يمشط بأمشاط الحديد ما دون عظمه فما يصرفه ذلك عن دينه ولكنكم تستعجلون ، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه " .

وقبل هذا كان يمر علي آل ياسر وهم يعذبون فيقول صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة .



* فالعجلة قبل استكمال شروط القبول والإجابة من أكبر المفاسد علي الفرد والأمة ، كمن أنزل الجنين قبل أوانه أو استعجل قطف الثمرة قبل نضوجها ، فنزول الجنين قبل أوانه لا يكتب له حياة ولا بقاء ، والثمرة قبل أوانها تحمل معها المرض والآفات : لما اشتدت وطأة عذاب فرعون علي بني إسرائيل وقالوا لموسى : أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا ، فقال لهم موسى : عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون ، ثم دعا ربه وكان هارون يؤمن علي دعائه :

" ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم " ، فكيف كانت الإجابة ؟ " قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون " . بين الدعاء والإجابة أربعون عاما من الاستقامة والصبر والتقوى . نصر الله قريب ولكن لم يأت أهله ، فإذا جاء أهله تحقق وعد الله والله لا يخلف الميعاد .

القرآن يعلمنا الطريق : من أين نبدأ ؟ وكيف نبدأ ؟ الإجابة مع الدعاء ما لم يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة ، وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله قال : " يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول : دعوت فلم يُستجب لي " .

فعن جابر بن عبد الله : عن النبي قال : " يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقفه بين يديه فيقول: عبدي إني أمرتك أن تدعوني ووعدتك أن أستجبت لك فهل كنت تدعوني ؟ فيقول : نعم يا رب ، فيقول : أما أنك لم تدعني بدعوة إلا استُجيب لك فهل ليس دعوتني يوم كذا و كذا لغم نزل بك أن أفرج عنك ففرجت عنك ؟ فيقول: نعم يا رب ، فيقول : فإني عجلتها لك في الدنيا ، و دعوتني يوم كذا و كذا لغم نزل بك أن أفرج عنك فلم تر فرجا ؟ قال : نعم يا رب ، فيقول : إني ادخرت لك بها في الجنة كذا و كذا ، قال رسول الله : " فلا يدع الله دعوة دعا بها عبده المؤمن إلا بَيَّن له إما أن يكون عجَّل له في الدنيا و إما أن يكون ادخر له في الآخرة ، قال : فيقول المؤمن في ذلك المقام : يا ليته لم يكن عجَّل له في شيء من دعائه " . أخرجه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان .



* والعجلة والتأني ضدان لا يجتمعان ، ولكن هناك مواطن أمرنا الله فيها بالمسارعة ، وأخرى أمرنا فيها بالصبر والتأني ، قال بعض العلماء : العجلة مذمومة إلا في ستة مواضع :

· أداء الصلاة إذا وجبت ، فخير الفريضة ما وافق وقتها .

· تزويج البكر إذا بلغت ، " أيسرهن مؤمنة أكثرهن بركة " .

· دفن الميت إذا حضره أجله .

· إطعام الضيف إذا نزل ، فالضيف يأتي برزقه ويرحل بذنوب القوم .

· قضاء الدَيْن إذا حَلَّ موعده .

· والتوبة من الذنب .

فالمسارعة والمبادرة والسبق يكون إلي المغفرة والطاعات ، " فاستبقوا الخيرات " ، " وسارعوا إلي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين" ،" وفي ذلك فليتنافس المتنافسون "

وفي أول ليلة في القبر تستقبل الأرض ابنها الذي نبت منها وعاد إلي جوفها ، فإن كان مؤمنا تقيا صالحا تقول له : قد كنت تمشي علي ظهري سريعا في طاعة الله بطيئا عن معصية الله فاليوم تري صنيعي بك فتضمه كضمة الأم الحانية ، وإن كان كافرا فاجرا تقول له : قد كنت تمشي علي ظهري سريعا في معصية الله بطيئا عن طاعة الله فاليوم تري صنيعي بك ، قال : فتنضم عليه حتي تختلف أضلاعه .



* والتأني يتأكد في مواضع : منها الحكم علي الناس ، فلا ينبغي المسارعة إلي سوء الظن ، وأي إنسان يبلغك عن أخيك شرا فاعلم أنه شيطان ، ولا تظنن بأخيك السوء وأنت تجد لكلمته في الخير محملا ، والنبي مع سعة صدره كان لا يحب أن يسمع شيئا عن أحد من أصحابه فقال : " لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئا فإن أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر " رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن ابن مسعود .

عن قتادة أن النبي بعث الوليد بن عقبة مصدقا إلى بني المصطلق ، فلما أبصروه أقبلوا نحوه فهابهم - في رواية: لإحنة كانت بينه وبينهم - ، فرجع إلى النبي فأخبره أنهم قد ارتدوا عن الإسلام . فبعث نبي الله خالد بن الوليد وأمره أن يتثبت ولا يعجل ، فانطلق خالد حتى أتاهم ليلا ، فبعث عيونه فلما جاؤوا أخبروا خالدا أنهم متمسكون بالإسلام ، وسمعوا أذانهم وصلاتهم ، فلما أصبحوا أتاهم خالد ورأى صحة ما ذكروه ، فعاد إلى نبي الله فأخبره ، فنزلت هذه الآية ، فكان يقول نبي الله : " التأني من الله والعجلة من الشيطان " . وفي رواية : أن النبي بعثه إلى بني المصطلق بعد إسلامهم ، فلما سمعوا به ركبوا إليه ، فلما سمع بهم خافهم ، فرجع إلى رسول الله فأخبره أن القوم قد هموا بقتله ، ومنعوا صدقاتهم . فهَمَّ رسول الله بغزوهم ، فبينما هم كذلك إذ قدم وفدهم على رسول الله فقالوا : يا رسول الله ، سمعنا برسولك فخرجنا إليه لنكرمه ، ونؤدي إليه ما قِبَلنا من الصدقة ، فاستمر راجعا ، وبلغنا أنه يزعم لرسول الله أنا خرجنا لنقاتله ، والله ما خرجنا لذلك ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .

إياك والعجلة والتسرع في الحكم قبل التثبت والتأني . وأما في شأن الأرزاق فيكفينا قوله سبحانه : " فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور " . ما كان لك فسوف يأتيك ولو كان بين جبلين ، وما لم يكن لك فلن يأتيك ولو كان بين الفكين . فالسعي للمكتوب المقدور واجب مطلوب ، ولكن دون الهلع والخوف والقلق ، أخرج ابن أبي شيبه والحاكم عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : " أيها الناس إنه ليس من شيء يقربكم من الجنة ويبعدكم من النار إلا قد أمرتكم به ، وإنه ليس شيء يقربكم من النار ويبعدكم من الجنة إلا قد نهيتكم عنه ، وإن الروح الأمين نفث في روعي أنه ليس من نفس تموت حتى تستوفي رزقها وأجلها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعاصي الله ، فإنه لا ينال ما عند الله إلا بطاعته " . وروي أحمد والنسائي وابن ماجة وابن حبان والحاكم في المستدرك عن ثوبان عن النبي قال : " إن الرجل ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه ، ولا يرد القدر إلا الدعاء ، ولا يزيد العمر إلا البر " .



* لذلك عصمنا الله تعالي من أمرين أن نقع فيهما : الخيبة والندامة وذلك بما شرعه لنا من : الاستشارة والاستخارة . في أي أمر مباح إذا أردت أن تتزوج أو تزوج ولدك أو ابنتك ابدأ بالاستخارة ، إذا أردت سفرا للتجارة أو سفرا مباحا للراحة والاستجمام فابدأ بالاستخارة ، فلا تدري أيكون في هذا السفر سرور وراحة أم غم وهمّ وتعب ومشقة ، إذا أردت صفقة للتجارة أو أردت الانتقال من عمل إلي عمل فابدأ بالاستخارة ، ولعظم الاستخارة قال جابر فيما يرويه البخاري في صحيحه : كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ، يقول : " إذا هَمَّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، وعاجل أمري وآجله، فاقدره لي، ويسره لي. وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي، وعاقبة أمري، وعاجل أمري وآجله، فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به . قال : ويسمى حاجته باسمها " .

ذكر البيهقي عن محمد بن كعب القرظي رحمه الله تعالى قال : قال موسى : يارب أي خلقك أكرم عليك ؟ قال : الذي لايزال لسانه رطبا بذكري ، قال : يارب فأي خلقك أعلم ؟ قال : الذي يلتمس إلى عمله علم غيره ، قال : يارب أي خلقك أعدل ؟ قال : الذي يقضي على نفسه كما يقضي على الناس ، قال : يارب أي خلقك أعظم ذنبا ؟ قال : الذي يتهمني ، قال : يارب وهل يتهمك أحد؟ قال : الذي يستخيرني ولا يرضى بقضائي " .







الخطبة الثانية


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي سيد المرسلين ، سيدنا ومولانا محمد ، وعلي آله وأصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم .



إذا أردت أن تعرف نبض الإيمان في هذه الأمة فقد أعطانا النبي المقياس لهذا الأمر حيث روي الطبراني عن أبي أمامة أن النبي قال : " إن لهذا الدين إقبالا وإدبارا ، ألا وإن من إقبال هذا الدين أن تفقه القبيلة بأسرها حتى لا يبقى إلا الفاسق والفاسقان ذليلان فيها ، إن تكلما قهرا واضطهدا ، وإن من إدبار هذا الدين أن تجفو القبيلة بأسرها فلا يبقى إلا الفقيه والفقيهان ، فهما ذليلان إن تكلما قهرا واضطهدا " .

فإذا تأخر النصر وظهر الباطل فانظر ما الذي تجتمع عليه الأمة ؟ هل تجتمع علي شهوات الغي في بطونها وفروجها أم تجتمع علي الحق تتعلمه لتفهمه وتعمل به ؟ هذه هي أسباب الرحمة وأسباب رفع البلاء ودفع العذاب جاء ذكرها في هذا الحديث : روي البيهقي في شعب الإيمان عن أنس عن النبي قال : " إن الله تعالى يقول: إني لأهم بأهل الأرض عذابا فإذا نظرت إلى عمار بيوتي والمتحابين فيَّ والمستغفرين بالأسحار صرفت عذابي عنهم " .

يسأل سائل : ما الذي عليَّ عمله ؟ ابدأ بنفسك وبأهل بيتك وأقاربك ومعارفك فأصلح نفسك وادع غيرك يأتي الخير علي يديك ويكون لك عذر عند السؤال بين يدي الديان يوم القيامة ، روى الطبراني في الكبير عن أبي قرصافة عن النبي قال : " من أحب قوما حشره الله في زمرتهم " .

فكن ممن يُكَثِّر سواد قوم مؤمنين ، وعليك بالجليس الصالح فهو كحامل المسك ، وإياك وجليس السوء فهو كنافخ الكير ، والصاحب ساحب إما للخير وإما للشر .









الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Celina
أهمية هذا القسم - صفحة 2 15751613
Celina


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 21/12/2009
المساهمات : 12379
عدد النقاط : 18808
المزاج : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Qatary32
المهنة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Collec10
الهوايه : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Sports10
الدولة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Female31
الأوسمة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 3h510
التميز : أهمية هذا القسم - صفحة 2 1510
أوسمة المسابقات : أهمية هذا القسم - صفحة 2 AVvoI

أهمية هذا القسم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية هذا القسم   أهمية هذا القسم - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد 13 فبراير 2011, 1:06 pm

رووووووووعة

مرسي جدا عالموضوع القيم

جعله الله في ميزااااااااااان حسناتك

تحياتي
CeLiNa

أهمية هذا القسم - صفحة 2 Erz97737
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*الصـLEGENDـاعق*
أهمية هذا القسم - صفحة 2 Cd228a10
*الصـLEGENDـاعق*


ذكر
ســآعـتي :
التسجيل : 21/04/2010
المساهمات : 14033
عدد النقاط : 54051
المزاج : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Qatary28
المهنة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Unknow10
الهوايه : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Chess10
الدولة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Male_e10
الأوسمة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 3h510
التميز : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Swr211

أهمية هذا القسم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية هذا القسم   أهمية هذا القسم - صفحة 2 I_icon_minitimeالثلاثاء 22 فبراير 2011, 12:22 pm

أهمية هذا القسم - صفحة 2 155445 ماشاء الله مجهود اكثر من رائع ومميزمن عضو أهمية هذا القسم - صفحة 2 155445
مميزفى تقدم مستمر دائما وننتظر منك كل جديد





أهمية هذا القسم - صفحة 2 P-yemen1%20%28131%29

تقبل مرورى
أهمية هذا القسم - صفحة 2 979762 ***الصـLEGENDARYـاعـق*** أهمية هذا القسم - صفحة 2 979762
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دموع حائرة
أهمية هذا القسم - صفحة 2 Copy_o10
دموع حائرة


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/03/2011
المساهمات : 14462
عدد النقاط : 24857
المزاج : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Qatary24
المهنة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Profes10
الهوايه : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Unknow11
الدولة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Female31
الأوسمة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 3h510
التميز : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Ss610
أوسمة المسابقات : أهمية هذا القسم - صفحة 2 WnNnl

أهمية هذا القسم - صفحة 2 Y4Oan

أهمية هذا القسم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية هذا القسم   أهمية هذا القسم - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس 28 أبريل 2011, 8:27 pm

أهمية هذا القسم - صفحة 2 49134006923942165963
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رجل قتله الحب

عضو شغــــا ل
عضو شغــــا ل
رجل قتله الحب


ذكر
ســآعـتي :
التسجيل : 11/08/2011
المساهمات : 110
عدد النقاط : 131
المزاج : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Qatary24
المهنة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Studen10
الهوايه : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Swimmi10
الدولة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Male_p11
الأوسمة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Member10
التميز : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Images11

أهمية هذا القسم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية هذا القسم   أهمية هذا القسم - صفحة 2 I_icon_minitimeالجمعة 12 أغسطس 2011, 10:00 pm

يسلموو علي الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://bsm7a.own0.com/
زائر
زائر
Anonymous



أهمية هذا القسم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية هذا القسم   أهمية هذا القسم - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء 16 نوفمبر 2011, 12:49 pm

thnxxxxxxxxxxxxxxxxxxx
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دموع حائرة
أهمية هذا القسم - صفحة 2 Copy_o10
دموع حائرة


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/03/2011
المساهمات : 14462
عدد النقاط : 24857
المزاج : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Qatary24
المهنة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Profes10
الهوايه : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Unknow11
الدولة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Female31
الأوسمة : أهمية هذا القسم - صفحة 2 3h510
التميز : أهمية هذا القسم - صفحة 2 Ss610
أوسمة المسابقات : أهمية هذا القسم - صفحة 2 WnNnl

أهمية هذا القسم - صفحة 2 Y4Oan

أهمية هذا القسم - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية هذا القسم   أهمية هذا القسم - صفحة 2 I_icon_minitimeالثلاثاء 13 ديسمبر 2011, 10:02 pm

أهمية هذا القسم - صفحة 2 Amiraa656811c6e8
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أهمية هذا القسم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» ** القسم الاسلامي **
» قوانين القسم
» أهمية بيت المقدس
» الشوكولا لا يقل أهمية عن ممارسة الرياضة
» أهمية الصلاة في وقتها على جسم الانسان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتـــــدي الإسـ ـــ ــــلامــــــي :: القسم العام-
انتقل الى: