فلتحذرو من هذا اليومالحلقه الاخيرة من سلسلة اليوم المعلوم
من نعم الله على الصادقين فى إيمانهم قلوبهم...إنهاجواهر عظيمه تقبع بين جنوبهم ينيرها الصبر ،وتثقلها ألحكمه ويحميها ألورع،ويزينها ألأخلاص،لاتشغلها ألدنيا،ولاينفذ إلى مشتهياتها ألطمع ،تميل إلى ألسكون وألتواضع ،يرويها ألحلم وتقتنع بالتفانى فى حب الخير ،لايضيرها ألدنيا إن أقبلت أو أدبرت ،ترضى بالقليل ،وتعمل بالتنزيل،وتستعد ليوم ألرحيل ،شاغلها ألأكبر رضاء الله وطاعة رسوله وبما أنزل على كافة ألرسل ،ليس لها فى الدنيا مأوى ولا متاع،لاتصادق إلا من دلها على طريق ألخير وأبعدها عن طريق ألضلالة وألجشع وألطمع وألكبرياء،نهارها وليلها هو ذكر الله وتعلم مافى كتاب الله،صُمَّت آذان أصحابها عن قول يباعدبينها وبين ألحق ، وطوى الله الارض تحت أقدام أصحابها وذوى عن عيونهم وقلوبهم ألدنيا فكانت أمام سرائرهم مثل فأر ميت لاتساوى شيئا ،لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم إن ذكر الدنيا كان يقول (أخوف ماأخاف عليكم أن تفتح عليكم الدنيا من بعدى فينكر بعضكم بعضا وتنكركم أهل ألسموات والارض) لقد صارت الارض جحيما وصار ألهول عظيما ونفرت قلوب ألمنافقين لتعلن عن نفسها ولتكشِّر عن أنيابها فى تحد خسيس ليس لنصرة الدين ولا التشبع بلذة اليقين إنما لاهواء تتحدى فى الكفر أهواء الذين كانو يعبدون أصناما وصاحب الحق قد أرهقه ان يدمل الصراع فيما بينهم ،فقد غاب وعيهم وظهر على الملأ جهلهم وجشعهم وأصبحوا كالأداة ألتى يصنعها الانسان يتلاعب بأهوائها ألشيطان ونفسه الرديئه،العابده للشهوات وحب التعالى وليس حب التعلم وحب الناس، وابتعدوا عما أنزله الله فقد إستطاعت ألدنيا وألشيطان طمس أبصار عيونهم وقلوبهم ،إن ألإسلام دين محبة وإخوه وقدوه ودماثة خلق،فكيف تدعوا للحق بين قلوب قد التهب سعيرها على أهواء ألدنيا فأصبحت تتقاذف بأنفسها فى عمل أعمال أهل ألجحيم ،هذا هو صراع اهل ألزمن ألذى نحن نعيش فيه أما ألزمن نفسه فهوقابع ينتظر ما ذا تعملون فيه من خير أو شر ؟ ،والله ناظر إلينا ،ونحن إليه راجعون لنحاسب فعن حذيفه بن اليمان رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم:إن ألمؤمن إذا لقى ألمؤمن فسلّم عليه وأخذ بيده فصافحه تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر)رواه الطبرانى وقال صلى الله عليه وسلم (مامن نبى بعثه الله فى أمة قبلى إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)رواه مسلم فالله قد خلق الأرض ولم يجعل بينها فواصل ولاحدود وألاسلام من أقصاها إلى أدناها فهو امة واحده وقلب واحد ولا فرق بي عربى ولا أعجمى إلا بالتقوى وصدور المؤمنين مفتوحة دائما بالحب والتقوى ودماثة الخلق ،فهذه المناظر ،ولدت مع كثير من الناس منذ أن قتل قابيل اخيه هابيل وهكذا دارت أيام ألشر فى أكثر النفوس وألقيامة على ألأبواب ترتجف منها الأرض والسماء وألحجر والمدر وكل شيىء تظن أنه صامت يسبح الله ولكن لانفقه تسبيحهم وينتظر أمر الله ولكن الخليفه يغط فى متاهات الحقد الاعمى وملذات خاويه وخربه وعقول تتحدى الجهل نفسه ولم يستنط لقول الله تعالى(وإذا ألأرض مدت * وألقت مافيها وتخَّلت* وأذنت لربها وحُقَّت *) سورة الانشقاق ايه 3-5 وعن ابى سعيد رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:فى قوله تعالى(سأرهقه صعودا)قال:جبل من نار يكلَّف أن يصعده،فإذا وضع يده عليه ذابت،فإذا رفعها عادت،وإذا وضع رجله عليه ذابت، فإذا رفعها عادت، يصعد سبعين خريفا،ثم يهوى كذلك)ررواه احمد والحاكم وقال صحيح ألإسناد،فنحن ياأخى يجب علينا أن نتماسك فى الحق وأن نجتنب حيل الشيطان فى الوقيعه ونبذ الدين والإيمان ألأجوف ألخالى من ألخشوع وحب ألإخلاص فى القول والعمل فأمامنا رعب الموت وسؤال الملكين وشواهد أحداث القيامه ورعب شديد ينتظرنا ولابد من الهروب منه بالإخلاص فى اقوالنا وأعمالنا وما الدنيا وأهوائها إلا سراب واعمل بنصيحة ألرسول صلى الله عليه وسلم(لايحق لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث يعرض هذا ويعرض هذا وخيرهم من يبدأ ألسلام)نعود الى آخرأحداث القيامه فبعد سجود المؤمنين ووقوع المنافقين على قفاهم ،حينئذ يرى المنافقين أنهم ليس لهم نور يضىء لهم اويمشون به فيقولو للمؤمنين وقد إمتلأت جباههم واجسادهم وأرجلهم نور أشد من نور الشمس:(يومَ يَقُولُ ألمنافقون وَاْلْمنافقات للذين ءامنوا اْنظرونا نقتبس من نوركم؟)يرد عليهم المؤمنون(قيل إرجعوا ورآءكم فالتمسوا نورا )أى إرجعوا إلى ألوراء لتلتمسوا نورا وهذا طبعا هيهات ثم هيهات(فضُرب بينهم بسور له بابُ باطنه فيه الرحمه وظاهره من قبله العذاب) اى ان الجهة التى نحو المؤمنين فيها رحمة يشمون رائحة الجنه والناحية التى بها المنافقون يشمون رائحة من سبقوهم الى النار وجلودهم المحترقه والعفن والصديد وحر جهنم حينئذ ينادى المنافقون المؤمنون فيقولون لهم:ألم نكن معكم ؟ أى على ألطاعه نصلى ونصوم ونفعل كما تفعلون ؟ قالوا:بلى اى نعم ولكنكم 1-فتنتم أنفسكم أى كنتم تلهثون وراء شهواتكم ونبذتم الإخلاص لله فى اعمالكم 2-وتربصتم أى ,اخذتم تكيدون لإخوانكم السوء 3- وأرتبتم أى كنتم فى شك وإرتياب فى دينكم4- وغَّرتكم ألأمانى أى غركم الامل والطمع فى المكوث فى الدنيا 5-حتى جاء امر الله أى حتى جاءتكم لحظه الموت وانتم على سوء اعمالكم6- وغركم بالله الغرور اى غركم الشيطان وظل يدعوكم للسوء ويقول لكم إن الله غفور رحيم فظللتم تؤجلون فى التوبه حتى صرعكم الموت وانتم على السوء،ومن هنا احبائى فى الله يعقد بالصراط على شفير جهنم فمنهم من هو ناج ومنهم من هو مخدوش فياهول المنظر وهول الصراخ والنحيب وسعادة الناجين ودخولهم الجنه بعد إجتياز الصراط فيدخل كل رجل منهم على ثنتين وسبعين زوجه كماينشئهن الله وثنتين آدميتين لهما فضل على من شاء الله ، بعبادتهما الله فى الدنيا يدخل على الاولى منهما فى غرفة من ياقوتة علىسرير من ذهب مكلل باللؤلؤ له سبعون درجة من سندس واستبرق ويضع يده بين كتفيها ، ثم ينظر من صدرها ماوراء ثيابها من جلدها ولحمها وإنه لينظر إلىلحم ساقها كماينظر احدكم الىالسلك فى قصبه الياقوته كبده لها مرآه وكبدهاله مرآه فبينما هو عندها لايملها ولا تمله إذنودىإنا قد عرفنا إنك لاتمل ولا تمل إلا أن لك أزواجا غيرها فيخرج فيأتيهن واحده واحده كلما جاء واحده قالت والله مافى الجنة أحسن منك ومافى الجنة شىء احب الى منك ،وإذا وقع اهل النار فى الناروقع فيها خلق كثير لسوء اعمالهم فمنهم من تأخذه إلى قدميه لايتجاوز ذلك منهم ، ومنهم من تأخذه إلى حقويه ، ومنهم من تأخذه الى جسده كله ، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم يارب شفعنى فيمن وقع فى النار من امتى ؟ فيقول المولى عز وجل: اخرجوا من عرفتم ، فيخرج اولئك حتى لايبقى منهم أحد ، ثم يأذن الله فى الشفاعة فلايبقى نبى ولاشهيد إلا شفع فيقول الله عز وجل أخرجوا من وجدتم فى قلبه زنة دينار إيمانا فيخرج حتى لايبقى منهم أحد ثم يشفع الله فيقول أخرجوامن وجدتم فى قلبه ثلثلى دينار إيمانا ثم يقول وثلث دينار ثم يقول قيراطا ثم يقول حبه من خردل فيخرج أولئك جميعا حتى لايبقى منهم احد وحتى لايبقى فى النار من عمل لله خيرا قط وحتى لايبقى أحد له شفاعه إلا شفع حتى إبليس ليتطاول لما يرى من رحمة الله رجاء أن يشفعله ثم يقول الله بقيت أنا وأنا أرحم الراحمين فيدخل يده عز وجل فى النارفيخرج منها مالا يحصيه غيره كأنهم حب فيبثهم الله على نهر يقال له نهر الحيوان فينبتون كما تنبت الحبه فى حميل السيل مما يلى الشمس اخضر وممايلى الظل منها اصفر فينبتون حتى يكونوا امثال الدر مكتوبا فى رقابهم الجهنميون عتقاء الرحمن عزوجل يعرفهم اهل الجنه بذلك الكتاب ماعملوا لله خيرا قط فيبقون فى الجنه،اماتستحى يامن تسعى الى الحقد والضغينه حينما تدنوا من رحمة الله ؟ أما تستحى من كرم الطاء لخالقك فتكون فى الدنيا عبيرا فى ذكراك وفى معاملتك وفى سرك وجهرك ؟إن الله لاتخفى عليه خافية فى الارض ولا فى السماء ألم ترعبك ايته التى يقول فيها (يوم تبلى السرائر*فماله من قوة ولا ناصر)سورة الطارق إنك راجع الى الله فلعل هذه المشاهد العظيمه ترفع عنك ذل الدنيا ،لقد اثبتت الابحاث العلميه ان النبات يحب ويتألم وله ذاكره تشعر وتعبر فقد اخترعوا آلة دقيقه تسجل ماحولها من إهتزازاتتسمى اجهزة البوليجراف ولقد استطاعت ابحاثه فى معمله ان نبات الصبار يستطيع ان يعد الارقام من 1-20 ويكشف الصبارعن قدرته هذه بواسطة الرسوم الخاصه التى يعطيها جهاز البو ليجراف المثبت اليه وان النبات يخاف ويفرح ويكتشف جرائم الذين يعبثون فيه ابتغاء الفساد كما اكدت ذلك الابحاث ،فلا تستهون يااخى بماهو حولك فكل شىء له مكانته مثلك عند الله وكل مافى الكون يشهد لله وبكمال الله عز وجل وويلك ثم ويلك إن لم تتعظ ولن تتعظ حتى تترك اهواء النفس والشياطين وتتجه بقلبك الى الله بإخلاص قال تعالى(مَا يَفعَلُ الله بِعَذَابكم إن شَكَرْتُم وآمَنْتُم وكَانَ الله شَاكِرا عَلِيمَا )سورة النساء آية 147 ،فأى مصير قد إخترته لنفسك أيها الانسان فما كتبت لايتعدى الربع من مشاهد او اقل ولعلك الان قد عرفت فلا عزر لك ان تجاهلت او التزمت الصمت ولن يكون لك استقرارا فى الارض ولابد ان لك يوما
سوف تشاهد راى العين هذه الاهوال ولن تنجوا الا اذا استعددت ليوم
الرحيل ،فهذا يوم لاينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب
سليم وهذه هى اخر حلقة من مشاهد اهوال يوم
القيامه عسى الله ان يرحمنا ويكفر عنا
سيئاتنا اللهم آمين
ساديكو