كتب - أدهم عطية :
دعا فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، جموع الشعب المصري للتوحد والوقوف أمام ما أطلق عليه'' الارهاب الأسود''، وقال:'' أرى أن المخرج الوحيد، في أن يتوحد الهلال والصليب مرة أخرى مثلما فعلوا أيام ثورة 1919 أمام الاحتلال الانجليزي" وأضاف:'' هذا هو المخرج الوحيد، لكي يعيش لأقباط والمسلمين بسلام على أرض مصر، فهذه هي بلدنا جميعاً''، وانتقد الطيب ما أسماهم بـ ''الخبثاء'' الذين يجلبون قصص ومسائل فقيهة كانت تمارس في إطار سياسي وتاريخي معين للاستشهاد وبث الوقيعة بين المصريين.
وتحدى شيخ الازهر أن يكون هناك أي نص من القرآن أو السُنة، يقول أن المسلم لا يأخذ بدم ''أهل الذمة''، كما أدعى البعض، وعلى أساس هذا الزعم تم الربط مع البطيء في الحكم في قضية ''نجع حمادي''، وقال:'' المسلم، يتقل في الذمي، ويقطع يده إذا سرق''، وقال:'' أنا من الصعيد، وأعرف جيدا خلفيات قضايا الشرف مثلما حدث العام الماضي في نجع حمادي، بما يعنى أنها ليست قضية تطرف''، مضيفا:'' كان من المفروض أن يتم الحكم في هذه القضية بشكل أسرع من ذلك''.
وتطرق الدكتور الطيب، خلال حديثه للإعلامية منى الشاذلي ببرنامج العاشرة مساء - الثلاثاء، لمسألة الاحتقان الطائفي في مصر وأسبابه، وضرب مثلاً، بتعمد بناء الجوامع بجوار الكنائس، وقال:'' من العبث أن يتعمد البعض بناء جامع بجوار أي كنيسة، فهذا يمثل استهانة بدور العبادة، وتضييق علي الأقباط كما أنه يمثل نوعاً من الآذى، وبالمثل إذا حدث وتم بناء كنيسة بشكل متعمد أمام جامع''، وتعجب قائلاً:'' أرض الله واسعة، فلماذا نضيق على أنفسنا؟''.
وبسؤاله عن بعض الفتاوى، التي تصدر مما وصفته منى الشاذلي بشيوخ ''الزوايا'' والتي تتعلق بمعاملة المسلمين والمسيحين، مثل عدم التهنئة في الأعياد قال:'' اتفق معك في أن هناك بعض القصور، ونعمل حاليا على أن نصل برسالة الاسلام الصحيح لكل الناس''، وأضاف:'' الاسلام أحل للمسلم أن يتزوج مسيحية، فكيف يعقل أن يحرم التهنئة، وهى مسألة أبسط وأقل تعقيداً من الزواج''.
وقال:'' الاسلام لا يعرف التطرف والارهاب، ولكن يجب أن نسئل أنفسنا.. لماذا هذا يحدث؟، وهو سؤال نطرحه كثيرا في مؤتمرات خارجية، ولكن يرفضون أن نناقشه، ويريدون أن نناقش النتائج''، مضيفا بقوله:'' أنا أقدر نموذج الحرية الذي يتعامل به المجتمع الغربي، ولكنه نموذج للاستخدام الداخلي، ولكن مع الخارج الأمر مختلف، فمناطق العنق والتوتو لا توجد إلا عندنا، ومصانع الأسلحة وآلة الحرب الجهنمية صناعة غربية''.
وعندما سُئل عن رد فعله، إزاء تهجم بعض الشباب الثائر عليه، أثناء زيارته لكنيسة العباسية، لتقديم واجب العزاء للبابا شنودة، قال:''كنت مقدرا للظروف التي يمرون بها، واعتبرت، وأنا مخلص في قولي هذا.. أنهم أخوة وأبناءاً لي''.
وعلق مجددا، على تصريحات بابا الفاتيكان، والتي طالب فيها بحماية أقباط مصر، فقال:'' مازلت أرى انه لا يجب أن يتدخل أي شخص في شان مصري داخلي''، وأشار إلي أن بابا الفاتيكان يتعمد دائما إثارة قضايا، ولم نراه يوماً مدافعا عن قضايا المسلمين، وعن الآلاف الذين يموتون كل عام نتيجة للظلم، وقال:'' ما أفهمه أن بابا الفاتيكان، رجل سلام عالمي، ودوره هو نشر السلام''.
وتحدث شيخ الأزهر عن مبادرة جديدة تحت اسم ''بيت العيلة'' تجمع بين كافة الطوائف الدينية في مصر في لجنة واحدة للتحاور والتشاور، وقال:'' هذه اللجنة بدأنا في تأسيسها قبل أحداث كنيسة القديسين، وجمعنا بالفعل ممثلين لكافة الكنائس المصرية، وأرسلنا للبابا شنودة، تصور كامل، وننتظر موافقته وإرسال شخص يمثل الكنيسة الارذوكسية القبطية''.
واضاف:" سأكون عضواً عاديا في هذه اللجنة، وسيرأسها الدكتور حمدى زقزوق وزير الأوقاف، وسنجتمع بصفة دورية، لمناقشة كافة القضايا والمسائل العالقة، لإزالة كافة أسباب الاحتقان والتوتر، ثم نرفعها للمسئولين ليتخذوا ما يرونه مناسباً''.