موضوع: جامع الأزهر الشريف ....فرادة وعرافة الإثنين 18 أغسطس 2008, 2:50 am
الجامع الأزهر..عمارة تحكي تاريخ أكثر من ألف عام..
الجامع الأزهر ... فرادة وعراقة
الجامع الأزهر ..يكاد أن يكون الجامع الأول في العالم الذي لعب أدواراً دينية وتعليمية وثقافية وسياسية ومعمارية، إذ يبرز دوره الديني في أداء الصلاة والعبادات ودوره التعليمي يتمثل في دراسة الفقه، كما لعب دوراً ثقافياً وفكرياً وسياسيا من مناقشات ومداولات، وإلقاء الخطب. أما دوره المعماري فيبدو واضحا في التطورات المعمارية في عصور الولاة والسلاطين والملوك والرؤساء. لذا ظل الأزهر منارة دينية وتعليمية وثقافية وقبلة للمسلمين. تسمية الجامع الأزهر اختلفت حولها الآراء وإن كان أبرزها أن الفاطميين أطلقوا عليه اسم الأزهر تيمناً ونسبة إلى فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد (ص) كما أطلقوا على قصورهم القصور الزاهرة.. وسمي الجامع الأزهر لأنه يكبر الجوامع الأخرى حجماً.. والبعض قال إن تسميته جاءت تفاؤلاً بما سيكون عليه من شأن وازدهار العلوم فيه.
يقع جامع الأزهر في مواجهة مسجد الإمام الحسين ومن خلفه تبدو العديد من المساجد والبيوت الأثرية.. ويعد خير مآثر لمعالم المدينة الفاطمية في أوائل القرن العاشر الميلادي وحكمت شمال أفريقيا. فقد بدأ تشييد الأزهر عام 359هـ ( 970م) للدراسة.
مآذن الجامع الأزهر الشريف الطراز المعماري للجامع الأزهر مميز بمساحته التي تحتل 12 ألف متر مربع وهندسة البناء، يقول مدير الآثار الإسلامية بمنطقة الأزهر والحسين مجدي سليمان: للجامع ثمانية أبواب، الجانب الغربي المطل على ميدان الأزهر باب المزينين والباب العباسي (نسبة إلى الخديوي عباس حلمي الثاني) وفي الجانب الجنوبي توجد أبواب المغاربة والشوام والصعايدة.. أما الجانب الشمالي فتوجد الجوهرية والشرقي باب الحرمين والشورية.. وله من المآذن خمس، ثلاث منها داخل باب المزينين منهما مئذنة الأقبغاوية ومئذنة قنصوة الغوري، كما توجد مئذنة رابعة بجانب باب الصعايدة ومئذنة خامسة بباب الشورية. ينقسم الأزهر إلى رواقين، الرواق الكبير القديم ويلي الصحن ليمتد من باب الشوام إلى رواق الشراقوة.. أما الرواق الجديد والذي أنشأه عبدالرحمن كتخدا فيظهر بعد الرواق القديم ويرتفع عنه نصف ذراع.. كان للجامع عشرة محاريب تبقّى منها ستة ومنبر واحد. وبالمسجد أكثر من 380 عمودًا من الرخام الجميل جلبت تيجانها من المعابد المصرية القديمة وترتكز بعض «البكيات» على أعمدة رخامية بيضاء وعلى أكتاف وعقود. تجديدات وترميمات بدأت هذه الترميمات عام 1996منذ إنشاء الأمير علاء الدين طيبرس المدرسة الطيبرسية (709هـ) ليتبعه الأمير أقبغا علاء الدين بمدرسة متصلة بها (740هـ) وأنشأ جوهر القنقبائي المدرسة الجوهرية تجاه زاوية العميان (844هـ) واستمرت أعمال التجديدات والترميمات في عصور الأمراء ،إذ أقام السلطان الغوري مئذنة ذات رأسين (906هـ )، أما أكثر الإنشاءات والزيادات فتلك التي قام بها الأمير عبدالرحمن كتخدا (1167هـ) حيث أنشأ المقصورة بالجامع لتشمل على 50 عموداً من الرخام وبنى محراباً جديداً ومنبراً يعرف بالدوداري المعروف بباب الصعايدة وبنى أعلاه مكتباً له قناطر معقودة على أعمدة لتعليم الأيتام وجعل بداخله رحبة متسعة وصهريجاً للشرب وعمل لنفسه مدفناً بالرحبة تعلوه قبة معقودة وتركيبة رخامية بديعة الصنع وبالرحبة رواق المجاورين من الصعيد والمنقطعين لطلب العلم إلى جانب مرافق أخرى. إضافات هندسية شيد بعض الأثرياء الأتراك والمغاربة أروقة المسجد وقاموا بفرشها وأصبحت مساكن للطلاب ليلحقوا بها محال للغسيل والوضوء والطبخ، وزاد عدد الأروقة على 12 رواقاً، منها رواق لفاقدي البصر وأروقة لأبناء الدول وكان يلحق بالأروقة حارات تشبه الرواق ولكن ليس بها محال للنوم. الجامع الأزهر ..المزار والأثر المتميز بعمارته، يقع بين مكانين يزخران بالآثار الإسلامية، الدرب الأحمر والجمالية، من الآثار القريبة منه التي يمكن زيارتها المشهد الحسيني ومسجد محمد أبي الذهب ووكالة بزارعة ووكالة الغوري وحوض قايتباي ومدرسة العيني ومنزل زينب خاتون ومسجد عبدا لرحمن كتخدا وبيت الهراوي ومنزل ووقف الست وسيلة وسبيل أبي الإقبال وزاوية أحمد شعبان ووكالة الصناديقية لترى عراقة العمارة القديمة.
الجامع من الداخل
إنه الأزهر الذي تغني به أمير الشعراء أحمد شوقي قائلاً: قم في فم الدنيا وحيي الأزهرا ........ وانثر على سمع الزمان الجوهرا.