ان قول عائشة رضي الله عنها : ( فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي ) يدل على ان الفعل الذي صدر منه صلى الله عليه وسلم ، وهو مجرد " اللهد "، الذي هو الدفع في الصدر ، وهو لا يرقى أن يكون في درجة الضرب الحقيقي [/size]
، فغاية ما في هذا الحديث أن عائشة رضي الله عنها قالت : ( فَلَهَدَنِي فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي )، ومن يريد الضرب والإهانة لا يقتصر على " اللهد " في الصدر ، وإنما يفرغ قوته في جوانب الجسم ، ويترك أثرا مهينا في نفس المضروب ،
هذا الحديث دليل على كمال خلق النبي ، حيث لم يعنف ولم يضرب ولم يوبخ ، وإنما عاتب عتابا لطيفا أراد به تعليم عائشة رضي الله عنها والأمة من بعدها ، أن الله عز وجل ورسوله عليه الصلاة والسلام لا يظلمان أحدا ، وأنه لا يجوز لأحد أن يسيء الظن بالله ورسوله
مما يدل على أن هذه " اللهدة " لم تكن على سبيل الضرب والإيجاع : استكمال الحوار بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين عائشة رضي الله عنه ، فقد كان حوارا نافعا هادئا تجلت فيه رحمة المعلم المربي عليه الصلاة والسلام