عندها يقول الله تعالى
لمن الملك اليوملن تكون هناك إجابة لهذا السؤال
لأنه لن يكون هناك موجود غير الله سبحانه و تعالى
و يظل الصمت يحلق بلا إجابة
فيقول الله مرة أخرىلمن الملك اليومو يرد سبحانه و تعالى على نفسه
لله الواحد القهارعندما تسمعون هذا الكلام...كيف تفكرون؟؟....أعلم أن قشعريرة تنتابكم عند تخيلكم لهذا و لكم الحق....
خصوصا عندما تسمعون قول الله تعالى
"يوم يفر المرء من أخيه...و أمه وأبيه...و صاحبته و بنيه...لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه"
سيفر منكم من أحببتم...و من صادقتم...و من تزوجتم....و من تملقكم...و من أنجبكم...و من أنجبتم...
هل تتخيلون أنكم ستفرون من والديكم....أية قسوة و أي جحود هذا الذي ستفعلون؟؟؟
والديكم الذان ربياكم ؟؟؟؟ أبناؤكم الذين أنجبتموهم و لم تحبون أكثر منهم؟؟؟
حتى أزواجكم الذين كانوا لكم قرة أعين؟ يا لقسوة قلوبكم!!!...و يالقسوة قلبي أنا أيضا!!!
لكن هم أيضا سيفرون منكم...سيفر الجميع من الجميع....
و لن يدخل الجنة من أحببت...بل سيدخل من هو كفء لها...بعمله و ليس بالواسطة...لن يكون هناك مسئول كبير في السماء على معرفة بكم ليخرجكم من النار...
و لن يكون هناك من يتلاعب في صحفكم...و لن يكون هناك تزوير في عدد الحسنات أو السيئات.
يا من تقولون أنكم تحكمون بالعدل....يا من نصبتم أنفسكم آلهة على عروشكم...لن تجدوا من يصفق لكم عند الحساب....سيفر من ناصركم من وجوهكم....
سيتبرأون منكم و لن يهادنوكم...فقد زال سلطانكم...و كشف أمر عدلكم..
.و لن يكون الكون لكم....ستخرجون عرايا كما ولدتكم أمهاتكم...و لن يحميكم حراسكم الذين كنتم تحتمون خلفهم...لأنهم لن يقدروا على قوة الله تعالى...
و سيكون كل منهم مشغول في نفسه...فمن أنت أيها الحاكم مهما كان شأنك أمام الله سبحانه و تعالى؟؟؟
سوف أبحث عن مخرج للخلاص من ذنوبي....سأعلقها في رقبة الحاكم...سأقول أنه سبب ما فعلت من معاصي...و سوف يستبدل الله سيئاتي حسنات من رصيد من ظلمني...
و لن يجد الحاكم منصة يدافع فيها عن نفسه...
لن يكون هناك قانون وضعي و لا قضاة و لا محامين....فقط هناك عدل إلهي.
أنت ظلمت....سنأخذ من حسناتك و نعطيها لمن ظلمت... لن تستطيع أن تعترض...فقد زال ملكك...و ذهبت عظمتك...
و ستعيش أبد الدهر تتذكر ما فعلت في دنياك....بينما ينعم من ظلمت في جنات النعيم.
عندها ... ستدرك أنت لمن الملك اليوم....
و ستعرف أنك عندما نصبت نفسك إله و ظننت أن الملك لك...فقد ظلمت نفسك.و ستدرك أن الملك أمس و اليوم و الغد هو لله.
الله الواحد القهار