موضوع: تصحيح مفهوم رمضان أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار الخميس 18 أغسطس 2011, 5:35 am
ما صحة حديث رمضان أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار؟ حديث باطلٌ . الشيخ أبي إسحاق الحويني
قرأت اليوم موضوع عن عدم صحة هذا الحديث قال صلى الله عليه وسلم: {أول شهر رمضان رحمه وأوسطه مغفرة وآخرة عتق من النار } حديث منكر لا يصح عن النبي قال الألباني: حديث منكر فهل فعلاً غير صحيح ومنكر أم لا ؟.. أفيدونا أفادكم الله ..
الجواب الحديث المنكَر مِن أقسام الحديث الضعيف . والحديث الوارد في تقسيم رمضان إلى ثلاثة أقسام ، وأن أوله رحمة ،وأوسطه مغفرة ، وآخره عِتق من النار ؛ حديث ضعيف ، كما بينه الشيخ الألباني رحمه الشيخ عبد الرحمن السحيم
ما صحة الحديث المروي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال : { خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال : أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ،جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعاً ، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار ... الحديث } . الجواب: الحمد لله يتبين ضعف إسناد هذا الحديث ومتابعته كلها ضعيفة ، وحكم المحدثين عليه بالنكارة ، إضافة إلى اشتماله على عبارات في ثبوتها نظر ، مثل تقسيم الشهر قسمة ثلاثية : العشر الأولى عشر الرحمة ثم المغفرة ثم العتق من النار وهذه لا دليل عليها ، بل فضل الله واسع ، ورمضان كله رحمة ومغفرة ، ولله عتقاء في كل ليلة ، وعند الفطر كما ثبتت بذلك الأحاديث .
وأيضاً : في الحديث { من تقرب فيه بخصلة من الخير كمن أدى فريضة }
وهذا لا دليل عليه بل النافلة نافلة والفريضة فريضة في رمضان وغيره ، وفي الحديث أيضاً : { من أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه }
وفي هذا التحديد نظر ، إذ الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف في رمضان وغيره ، ولا يخص من ذلك إلا الصيام فإن أجره عظيم دون تحديد بمقدار ،
للحديث القدسي { كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به } متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
فينبغي الحذر من الأحاديث الضعيفة ، والتثبت من درجتها قبل التحديث بها ، والحرص على انتقاء الأحاديث الصحيحة في فضل رمضان ، وفق الله الجميع وتقبل منا الصيام والقيام وسائر الأعمال . والله أعلم فضيلة الشيخ / محمد صالح المنجد
بسم الله، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد: الحديث المسئول عنه هو جزء من حديث طويل، أخرجه الإمام ابن خزيمة في صحيحه ، والبيهقي والطبراني، وضعفه المحدثون. والحديث ضعيف سندا ومتنا.
أما السند، ففيه انقطاع ، لأن سعيد بن المسيب لم يحفظ له رواية عن سلمان الفارسي.
الثاني أن في الحديث علي بن زيد بن جدعان، وضعفه غير واحد من المحدثين ، منهم الحافظ ابن حجر و أحمد وابن معين والنسائي وابن خزيمة والجوزجاني، وحكم عليه آخرون بأنه حديث منكر، كأبي حاتم الرازي والإمام العيني، والشيخ الألباني . ولا يحتج من ناحية السند بإيراد ابن خزيمة له في صحيحه، فإنه لما ساق الحديث قال : إن صح، وهذا يعني عدم القطع بصحته.
أما من ناحية المتن: إن الحديث يحصر الرحمة في عشر، والمغفرة في عشر، والعتق في عشر ، ورحمة الله تعالى ومغفرته لا تنقطع ، وعتقه لعباد له من النار هو موجود على الدوام ,من أول ليلة من ليالي رمضان ، فلا يجوز الأخذ بالحديث ، لأن فيه تضييقا فيما وسعه الله تعالى على عباده ، وحكرا على فضل الله الواسع.
ويجب انتباه الدعاة لضعفه ، وما يشمله من أمور لا يمكن القطع بصحتها، بل الواجب التنبيه على ضعفه وبيان رحمة الله تعالى الواسعة .
وقد جاء في حديث الترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : {إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، وغلقت أبواب النار ، فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادي مناد كل ليلة يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة} رواه الترمذي وبن ماجة
نسأل الله العلي العظيم ان يهدينا لما فيه صلاح الامه وان يتقبل منا واياكم صالح الاعمال آمين يارب العالمين