هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 روائــــــع من قصص رسولنا الكريم

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالخميس 20 أكتوبر 2011, 1:42 am


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 01868437664502980630

روائــــــع من قصص الرسول صلى الله عليه وسلم



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد :-

إن المواقف ذات العبرة لكثيرة في القصص النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم

فكم للقصة من أثر بالغ في نفس القارئ والسامع .. تهفو له النفوس .. وتطمئن له القلوب .. وتسمو به الأرواح ..

لا سيما وأن القصص النبوي هداية للمهتدين ..

وهذه السيرة الشريفة مليئة بالذخائر والكنوز واللآلئ والدرر ، ولابد من الغوص وراء أصدافها الحافظة لها ،

واستخراج دررها الفريدة من داخلها .. ،

فهذه القصص أفضل النماذج التي يحتذى بها ..



الهدف من هذه القصص


قصص تربوبية ودينية رائعة تحمل في معانيها دروساً نستفيد منها في حياتنا اليومية .

وعبرة لأولي الالباب ..فبكل قصة بل كل آية من قصصها عبره.


والقصص ضرب من ضروب الأدب، يصغي إليه السمع، وترسخ عبره في النفوس،

هذه الموسوعه تتضمن العديد والعديد من القصص نبدئها بقصص منوعه وهى :



القصة الأولى (الذئب الناطق -سبحان الله-)

القصة الثانية (التعالي على الناس)

القصة الثالثة(تلك إذاً قسمة " صحيحة )

القصه الرابعه (العمل الصالح يُنجي صاحبه)

القصة الخامسة (الملك الزاهد في ملكه)

القصه السادسه (الغلام والساحر)

القصه السابعه (" التائب")

القصة الثامنة (عاقبة السرقة)

القصة التاسعه (التكبر والتواضع)

القصة العاشرة (_ثواب العمل الصالح _)

القصة الحادية عشرة (- إنه شفيعُنا: صلى الله عليه وسلم –)

القصة الثانية عشر (" العبد الصالح جُرَيج ")

القصة الثالثة عشرة (السرابُ الخادع)

القصة الرابعة عشرة (رب رحيم)

القصة الخامسة عشر (الأسى لا يُنسى)

القصة السادسة عشرة ( إنه يتصدّق)

القصة السابعة عشرة ( النبي الرؤوف)

القصة الثامنة عشرة ( صدقك وهو كذوب )

القصة التاسعة عشرة (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)

القصة العشرون (ماشطة ابنة فرعون)


قصص هي لنا قدوة من خير البشر عليه أفضل الصلوات والتسليم

ونحتاجها في حياتنا ..

بالاضافه الى روائــــــــع من اخلاق الرسول

واروع قصه حب للنبى صلى الله عليه وسلم

الشجــــــــر يحــــــــــن


اتمنى أن تنال على إعجابكم ورضاكم ::

أنتظرونى مع أولى القصص


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 80746912047440657786




عدل سابقا من قبل موناليزا في السبت 22 أكتوبر 2011, 5:08 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالخميس 20 أكتوبر 2011, 1:48 am

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 64894460271355348548

القصة الأولى :


الذئب الناطق -سبحان الله-



إنك تنظر أحياناً إلى الحيوان في حدائقه التي أنشأها الإنسان له لتتمتع وتتعرف عليه عن كثب فتجد

بعضه ينظر إليك بعينين فيهما تعبيرات كثيرة عن أحاسيس يشعر بها ، فتتجاوب معه ، ويتقدم إليك بغريزته ،

ويُصدر بعض الحركات ، فيها معان تكاد تنطق مترجمة ما بنفسه ... هذا في الأحوال العادية ... فكيف إذا كانت

معجزات أرادها الله سبحانه وتعالى تهز قلوب الناس وعقولهم وأحاسيسهم ؟


ألم يسمع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسبيح الحصا في يده الشريفة ؟ ألم يسمعوا أنين جذع الشجرة ،

ويرَوا ميله إليه عليه الصلاة والسلام حين أنشأ المسلمون له منبراً يخطب عليه ؟


وقد كان يستند إلى الجذع وهو يخطب فعاد إليه ، ومسح عليه ، وقال له : ألا ترضى أن تكون من أشجار الجنة ؟

فسكت ..

إذا كان الجماد والطير صافات تسبح وتتكلم ، ولكن لا نفقه تسبيحها أفليس الأقرب إلى المعقول أن يتكلم الحيوان ؟

...
اشتكى بعير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ظلمَ صاحبه إياه ، وكلّم الهدهدُ سليمانَ عليه السلام ،

وسمع صوت النملة تحذّر جنسها من جيش سليمان العظيم أن يَحْطِمها ، والله سبحانه وتعالى – أولاً وأخيراً-

قادر على كل شيء ، والرسول صلى الله عليه وسلم صادق فيما يخبرنا ، ويحدثنا .


في صباح أحد الأيام بعد صلاة الفجر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه ، ولم يكن فيهم صاحباه

العظيمان – الصديقُ أبو بكر والفاروق عمر – رضي الله عنهما ، فلعلهما كانا في سريّة أو تجارة ... فقال :


بينما راع يرعى أغنامه ، ويحوطها برعايته إذْ بذئب يعدو على شاة ، فيمسكها من رقبتها ، ويسوقها أمامه مسرعاً ،

فالضعيف من الحيوان طعام القويّ منها – سنة الله في مسير هذه الحياة – وتسرع الشاة إلى حتفها معه دون وعي أو

إدراك ، فقد دفعها الخوف والاستسلام إلى متابعته ، وهي لا تدري ما تفعل . ويلحق الراعي بهما – وكان جَلْداً قويّاً

– يحمل هراوته يطارد ذلك المعتدي مصمماً على استخلاصها منه ... ويصل إليهما ، يكاد يقصم ظهر الذئب .

إلا أن الذئب الذي لم يسعفه الحظ بالابتعاد بفريسته عن سلطان الراعي ، وخاف أن ينقلب صيداً له ترك الشاة

وانطلق مبتعداً مقهوراً ، ثم أقعى ونظر إلى الراعي فقال :


ها أنت قد استنقذتها مني ، وسلبتني إياها ، فمن لها يومَ السبُع؟ !! يومَ السبُع ؟!! وما أدراك ما يومُ السبُع ِ؟!!

إنه يوم في علم الغيب ، في مستقبل الزمان حيث تقع الفتن ، ويترك الناس أنعامهم ومواشيهم ، يهتمون بأنفسهم

ليوم جلل ، ويهملونها ، فتعيث السباع فيها فساداً ، لا يمنعها منها أحد . .. ويكثر الهرج والمرج ، ويستحر القتل

في البشر ، وهذا من علائم الساعة .

قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متعجبين من هذه القصة ، ومِن حديث الذئب عن أحداث تقع في آخر

الزمان ، ومن فصاحته ، هذا العجب بعيد عن التكذيب ، وحاشاهم أن يُكذّبوا رسولهم !! فهو الصادق المصدوق ،

لكنهم فوجئوا بما لم يتوقعوا ، فكان هذا الاستفهام والتعجّبُ وليدَ المفاجأة لأمر غير متوقّع :


إنك يا سيدنا وحبيبنا صادق فيما تخبرنا ، إلا أن الخبر ألجم أفكارنا ، وبهتَنا فكان منا العجب .


فيؤكد رسولً الله صلى الله عليه وسلم حديثَ الذئب قائلاً :


أنا أومن بهذا ... هذا أمر عاديّ ،فالإنسانُ حين يسوق خبراً فقد تأكد منه ، أما حين يكون نبياَ فإن دائرة التصديق

تتسع لتشمل المصدر الذي استقى منه الرسول الكريمُ هذه القصة ، إنه الله أصدق القائلين سبحانه جلّ شأنُه .


ويا لجَدَّ الصديق والفاروق ، ويا لَعظمة مكانتهما عند الله ورسوله ، إن الإنسان حين يحتاج إلى من يؤيدُه في دعواه

يستشهد بمن حضر الموقعة ، ويعضّد صدقَ خبره بتأييده ومساندته وهو حاضر معه . لكنّ رسول الله صلى الله

عليه وسلم المؤمن بعِظَم يقين الرجلين العظيمين ، وشدّة تصديق الوزيرين الجليلين أبي بكر وعمر له يُجملهما

معه في الإيمان بما يقول ، ولِمَ لا فقد كشف الله لهما الحُجُبَ ، فعمَر الإيمانُ قلبيهما وجوانحهما ، فهما يعيشان

في ضياء الحق ونور الإيمان . فكانا نعم الصاحبان ، ونعم الأخوان ، ونعم الصديقان لحبيبهما رسول الله صلى

الله عليه وسلم ، يريان ما يرى ، ويؤمنان بما يقول عن علم ويقين ، لا عن تقليد واتباع سلبيّ.


فأبو بكر خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صدّقه حين كذّبه الناسُ ، وواساه بنفسه وماله ،

ويدخل الجنة من أي أبوابها شاء دون حساب ، وفضلُه لا يدانيه فضلٌ .


والفاروق وزيره الثاني ، ولو كان بعد الرسول صلى الله عليه وسلم نبيٌّ لكان عمر . أعزّ اللهُ بإسلامه دينه ،

ولا يسلك فجاً إلا سلك الشيطان فجّاً غيره .


كانا ملازمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم . وكثيراً ما كان عليه الصلاة والسلام يقول :


ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر .


فطوبى لكما يا سيّديّ ثقةَ رسول الله بكما ، وحبَّه لكما ، حشرنا الله معكما تحت لواء سيد المرسلين وخاتم النبيين .

وأتـْبَعَ الرسولُ الكريمُ صلى الله عليه وسلم قصةَ الراعي والذئب بقصة البقرة وصاحبها ، فقال :


وبينما رجل يسوق بقرة – والبقر للحَلْب والحرْث وخدمة الزرع – امتطى ظهرها كما يفعل بالخيل والبغال والحمير ،

فتباطأَتْ في سيرها ، فضربها ، فالتفتَتْ إليه ، فكلّمَتْه ، فقالت: إني لم أُخلقْ للركوب ، إنما خلقني الله للحرث ،

ولا يجوز لك أن تستعملني فيما لم أُخلقْ له .


تعجّب الرجل من بيانها وقوّة حجتها ، ونزل عن ظهرها ...


وتعجب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا: سبحان الله ، بقرةٌ تتكلم ؟!


قالوا هذا ولمّا تزل المفاجأة الأولى في نفوسهم ، لم يتخلّصوا منها ... فأكد القصة َ رسول ُ الله صلى الله عليه وسلم

حين أعلن أنه يؤمن بما يوحى إليه ، وأن الصدّيق والفاروقَ كليهما – الغائبَين جسماً الحاضرَين روحاً وقلباً

وفكراً يؤمنان بذلك .

رضي الله عنكما أيها الطودان الشامخان ، وهنيئاً لكما حبّ ُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لكما وحبُّكما إياه .


اللهمّ إننا نحب رسول الله وأبا بكر وعمر ، فارزقنا صحبة رسول الله وأبي بكر وعمر ، يا رب العالمين ....

البخاري مجلد –
2
جزء –
4
كتاب بدء الخلق ، باب فضائل الصديق وعمر


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 64894460271355348548
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالخميس 20 أكتوبر 2011, 1:57 am

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 64894460271355348548

القصة الثانية


التعالي على الناس



- قال الأب : سمعتك يا بني أمسِ تقول لوالدتك : أنا خير من سعيد ، حفظ الآيات المطلوب حفظها

في ثلاثة أيام ، وحفظتها في يوم واحد ، فأنا أكثر ذكاءٍ منه .


- قال الولد : نعم يا أبي ، لقد قلت هذا .. فهل تراني أخطات ، ولم أتعدّ الحقيقة ؟


- قال الأب : وقلتَ مرة : إن والدك مدرّس قدير ، ينظر الناس إليه باحترام وتقدير ، أما خالد فوالده عامل

في متجر جدك ... أليس كذلك ؟.


- قال الولد : بلى ، لا أنكر ذلك ..فهل من مأخذ عليّ ؟.


- قال الأب : إن قلتَ هذا من قبيل الفخر بنفسك ، والتعالي على الآخرين قاصداً الحطّ من الناس والترفـّع عليهم

فقد أقحمتَ نفسَك في النار – لا سمح الله - دون أن تدري ، فإنّ أحدنا يتلفّظ بالكلمة لا يلقي لها بالاً تقذفه في

جهنّم سبعين خريفاً .

- قال الولد : أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، وأستغفر الله أن أقول ما يغضبه .

- قال الأب : إنّ الإعجاب بالنفس والأهل وكثرة المال وجمال الثياب وبهاء المظهر ، والتفاخر بكثرة العبادة يهلك

الإنسان .. والعُجْب يا بنيّ محبط للأعمال ، مبعد عن الجنّة ونعيمها ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبْر ..." ووضح معنى الكبر فقال : " الكبْر بطر الحق ،

وغمط الناس " والغمط الاحتقار والازدراء . وقال عليه الصلاة والسلام " ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عُتـُلٍ

جوّاظ مستكبر " (والعتل : الفظ الغليظ ، والجواظ : الجَموعُ المنوعُ : وقيل المختال في مشيته .) وكان الأولى بك

- يا بنيّ – أن تحمد الله أنْ يسّر لك حفظ الآيات القرآنية ، وأن تشكره بالتواضع ... فإن كان أبوك في نظرك

ونظر الناس خيراً من غيره فقد يكون في ميزان الله – نسأل الله العافية – أقلَّ بكثير ممن رأيته خيراً منهم ..

وقد مدح قومٌ الصدّيقَ رضي الله عنه فقال قولتَه المشهورة : " اللهم اجعلني خيراً مما يظنون ،

واغفر لي ما لا يعلمون " .


- قال الولد : جزاك الله خيراً يا والدي ومعلّمي ، والله ما كان يخطر ببالي أنني أُغضب الحقّ تبارك وتعالى ،

وأعاهدك أنْ لا أعود إلى ذلك أبداً .


- قال الأب : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قصّ على الصحابة الكرام عاقبةَ مَن يُعجب بنفسه ، فيوردها موارد

الهلاك ... وسأذكر لك ثلاثاً منها ، عساها تكون إشاراتٍ حمراء تمنع صاحبها أن يقع في شرّ ما يفكر به ويعمله .


فقصة رجل رأى نفسه فوق الآخرين مالاً وجمالاً وحلّةً ... مشى بين أقرانه مختالاً بثوبه النفيس ، وشبابه الدافق

حيويّة ، وجيبه المليء المنتفخ مالاً ، تفوح نرجسيّتُه وحبُّ ذاته في الطريقة التي يمشيها ، فهو يمدّ صدره للأمام ،

ويفتح ما بين إبطيه ، لا يكاد الطريق يسعُه ، يميل بوجهه إلى اليمين مرّة ، وإلى اليسار أُخرى متعجّباً من جِدّة ثوبه

، وغلاء ثمنه ، يجر رداءَه خيَلاءَ ، يظن نفسه خيرَ مَن وطِئ الثرى ، يكادُ لا يلمس الأرض من خفّته ، يحسب

أن العَظَمة إنما تكون بالمادّة والمظهر ، ونسي أنها لا تكون إلا بحسن الأخلاق ونفاسة المخبَر ، وغفَل

عن قوله تعالى : " ولا تمْشِ في الأرض مَرَحاً ، إنك لن تخرِق الأرضَ ولن تبلُغ الجبالَ طولاً " وتناسى

أنه مخلوق ضعيف ، أصلُه من طين ، ومن سُلالة من ماء مَهين . تناسى أنّ أوّله نطفة مَذِرَةٌ ، وآخرَه جيفةٌ قذرةٌ

، وهو بينهما يحمل العَذَرةَ ... وتناسى أنّه حين صعّر خدّه للناس غضب الله عليه ، لأنه شارك الله في صفتين لا

يرضاهما لغيره ، حين قال تعالى " العَظَمةُ إزاري ، والكبرياءُ ردائي ، فمن نازعني فيهما قصمت ظهره ولا

أُبالي " بل تناسى كذلك أنه سيصير إلى قبره ، حيث يأكله الدود في دار الوَحشة والطُّلمة ، لا أنيس فيها سوى

التقوى والتواضع . وغفَل أيضاً عن مصير الجبّارين المتغطرسين قبله . وقصّة قارون الذي خسف الله تعالى به

الأرض قرآن يُتلى .


وقد أخبرنا الرسول الكريم أن هذا الرجل المتكبر خسف الله به الأرض ، فهو يغوصُ في مجاهلها من شِقٍّ إلى شقّ

، ومن مَهوىً ضيّق غلى حفرة أعمقَ منها ، ينزل فيها مضطرباً مندفعاً ، تصدُر عن حركته أصواتٌ متتابعةٌ إلى

يوم القيامة جزاءَ تعاظمه وتكبّره ... ثم قال الرسول عليه الصلاة والسلام " إنّ الله أوحى إليّ أنْ تَواضعوا ،

حتى لا يبغيَ أحدٌ على أحدٍ ، ولا يفخرَ أحدٌ على أحدٍ . "


الحديث في صحيح البخاري

مجلد 4 جـ 7 باب من جر ثوبه خيلاء



فقد ذكر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن رجلين من بني إسرائيل كانا متآخيين إلا أنهما يختلفان في العبادة ،

فالأول مجتهد فيها ، يصلُ قيام الليل بصيام النهار ، لا يألو في الاستزادة منها .. يرى صاحبه مقصّراً ،

بل مذنباً مصرّاً على المعاصي ، فيأمره بالعبادة ، وينهاه عن المعصية ، ولربّما وجده يوماً يشرب الخمر أو

يرتكب معصية ، فنهاه عنها ، وهذا أمر يتصف به المسلم ، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ،

وهكذا الدعاة دائماً " كنتم خير أمة أُخرجتْ للناس ، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ... "

ولْتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ، ويامرون بالمعروف ، وينهَوْنَ عن المنكر " إلا أن الإنسان حين يتجاوز حدّه

ويتألّى على الله فقد أساء إلى الذات الإلهيّة ، ووقع في غضب الله دون أن يدري ، فكانت عاقبته خسراً .


إن العاصي حين أمره العابد أن يفعل الخير ، ونهاه عن المنكر قال له : " خَلّني وربي .. أبُعِثْتَ عليّ رقيباً ؟! "

... هنا نلحظ أمرين اثنين :

1- فقد كان المذنب مصراً على الذنب ، عاكفاً عليه ، متبرّماً من متابعة العابد له بالنصح والمتابعة .


2- وكان أسلوب العابد في النصح فظاً غليظاً أدّى إلى تحدّي العاصي له . والداعية الناجحُ هيّن ليّن ، رفيق بالمذنبين ،

يعاملهم معاملة الطبيب الحاني مرضاه ، فيمسح عنهم تعبهم ، ويخفف عنهم آلامهم ، فيدخل إلى قلوبهم ، وينتزع منهم

أوصابهم .....

احتدّ العابد من إصرار العاصي على ذنبه ، فاندفع يُقسم : أنّ الله لن يغفر له ، ولن يرحمه ، ولن يُدخله الجنّةَ ....

فيقبض الله روحيهما ، فاجتمعا عند رب العالمين ، ،، ويا خسارة من يغضب الله عليه ، إن العابد نزع عن الله صفة

الرحمة ، وصفة الغفران ، حين أقسم أن الله لن يغفر للعاصي ...


قال الله لهذا المجتهد : أكنتَ بي عالماً ؟ أو كنت على ما في يدي قادراً ؟ لأُخيّبَنّ ظنّك ، فأنا أفعل ما أشاء ...

وقال للمذنب اذهب فادخل الجنّة برحمتي ... إن الناس جميعاً ، صالحَهم وطالحَهم ، عابدهم وعاصيهم ، لن يوفـّوا

الله نعمه ، وحين يدخلون الجنّة يدخلونها برحمته . .. قالها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا له :

حتى أنت يا رسول الله ؟ قال : " حتى أنا إلاّ أن يتغمدَنيَ اللهُ برحمته "


وقال الله تعالى للآخر(للعابد) المتألّي على الله : اذهبوا به إلى النار ... لقد لفظ كلمة أهلكته فدخل النار ولم تنفعه

عبادته .
رياض الصالحين باب تحقير المسلمين الحديث/ 1210 /



فهي رديف المعنى في القصة الثانية ، إذ افتخر رجل أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل ، فقال :

أنا ابن فلان ، فمن أنت؟ لا أمّ لك . فردّه المعلّم الأول صلى الله عليه وسلّم إلى الصواب بطريقة غير مباشرة ،

إذ روى الحبيب المصطفى قصة مشابهة لقصتهما حدثت أما النبي موسى عليه السلام بين رجلين . فقد فَخَر

الرجل الأول بآبائه فقال : أنا ابن فلان بن فلان .. حتى عدّ تسعة آباء ، لهم بين يدَيِ الناس في حياتهم المكانةُ

الساميةُ غنىً ونسباً ومكانةً .. فمن أنت حتى تطاولني وتكون لي نَدّاً ؟! .


لو انتبه إلى مصير أبائه وأجداده لم يفخر بهم ، إنهم كانوا كفـّاراً يعبدون الأصنام ويتخذونها آلهة. والله تعالى يقول

لأمثال هؤلاء: " إنكم وما تعبدون من دون الله حصَبُ جهنّم ، أنتم لها واردون " .. لم يدخل الإيمان قلبَه فدعا

بدعوى الجاهلية ، وفضّل أهلَ النار – ولو كانوا أجدادَه – على أخيه المسلم ، فكان مصيرُه مصيرَهم إذ أوحى

الله إلى نبيّه موسى أن يقول له : أما أنت أيها المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم ،لأن المرء يُحشر

مع من أحبّ . وقال الثاني : أنا فلان بن فلان بن الإسلام .. فخر بأبيه الذي رباه على الإسلام ، وقطع نسبه

قبل أبيه ، فلم يفخر بجده الكافر ، ولم يعترف به ، فلا جامع يجمعه به .


أبي الإسلامُ لا أبَ لي سواه *** إذا افتخروا بقيس أو تميم

هل يلتقي الكفر بالإيمان والظلام بالضياء في قلب واحد؟! شتّان شتّان ، فلن يعلوَ الإنسانُ بنسبه ، ويوم القيامة لا ينفعه

سوى عمله " فإذا نُفخ في الصور فلا أنسابَ بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون " وقال تعالى كذلك

" إن أكرمكم عند الله أتقاكم " وهل ينفع نوحٌ ابنَه ؟ وإبراهيمُ أباهُ ، ورسولُ الله عمَّه أبا لهب ؟ ..


فأوحى الله إلى نبيّه موسى أن يهنئه بالفوز والنجاح حين قال : أما أنت أيها المنتسب إلى والدك المسلم ودينك

العظيم فأنت من أهل الجنّة . تعصّبتَ إلى دينك ، وتشرفتَ بالانتساب إليه فأنت منه ، وهو منك .


مسند الإمام أحمد جزء 5 ص 128


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 64894460271355348548

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالخميس 20 أكتوبر 2011, 9:18 pm

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 20290420350285793653

القصه الثالثه


تلك إذاً قسمة " صحيحة



دخلت حسناء البيت مسرعة ، فوجدت أمها ترتب الطعام على المائدة ، فبعد قليل يأتي والدها من

العمل متعباً ، فيأكل ثم يصلي ليرتاح قليلاً قبل زيارة الجدة ، فشرعت في مساعدة أمها ، وأخبرتها أن معلمتها ذكرت

لها قصة الحلاّبة وابنتها، فأعجبت بالبنت ونزاهتها وحسن إيمانها ، ورغبت أن تكون مثلها في التزامها آداب هذا

الدين العظيم والتمسّك بأهدابه .... ولم تنتظر أن تطلب أمها أن تقص عليها قصتها ، فبدأت تقول :

إن الفاروق عمر رضي الله عنه خليفة المسلمين انطلق وخادمُه يعُسّ طرقات المدينة ، ويتفقد أمور المسلمين ،

فسمع امرأة تقول لابنتها : يا بنيّة امزقي ( اخلطي وامزجي )اللبن بالماء – كي يكثر فيزداد الربح- فقالت البنت

لأمها : أم تعلمي أن أمير المؤمنين حذرنا من الغش، ومنع مزج الحليب بالماء ؟! قالت لها أمها : وأين منا أمير

المؤمنين ؟ ... ردت البنت قائلة : إن كان أمير المؤمنين لا يرانا فربه سبحانه يرانا !...


أُعجب الفاروق بدين الفتاة وكريم خُلُقها ، وأمر صاحبه أن يضع علامة على البيت ، وقال له : ايتني بخب

ر أهل الدار ...

وفي الصباح قال خادمه : إنها امرأة تبيع الحليب وابنتها . فسأل الخليفة ابنه عاصماً : هل لك في زوجة

صالحة ؟ قال : نعم . فزوجه منها . فكانت هذه الزوجة الصالحةُ جدةََ الخليفة الأموي العادل عمر بن

عبد العزيز.

فرحت الأم بابنتها ، وقبّلتها ، وقالت: إنّ السُّحت يا ابنتي لا بركة فيه ، ويُردي صاحبه في النار ،

والحلال يرفع شأن صاحبه في الدنيا ، ويهديه إلى الجنة .


إن رسول الله صلى الله عليه وسلم روى لأصحابه قصة مشابهة لما رويتِ ، سأقصها عليك الآن ونحن نرتب

الطعام على المائدة قبل أن يصل والدك .


تعلمين يا حسناء أن الخمر لم يكن محرّماً في أول الإسلام ، ثم بدأت الدائرة تضيق على تناوله حتى حرّمه

الله تعالى في قوله سبحانه " يا أيها الذين آمنوا ، إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل


الشيطان ، فاجتنبوه لعلكم تفلحون ، إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ،

ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ؟ " قالوا : انتهينا ، يا رب ، انتهينا .

ولعله كان في الأمم السابقة غير محرّم كذلك



فقد انطلق رجل بسفينته في النهر ، يقف على هذه القرية وتلك القرية ، وهذا الحي وذاك ، يبيع الخمر للناس

. وكان غشّاشاً ، يخلط الخمر بالماء ليزداد بيعه ، فيزداد ربحه . وكثير من الناس في أيامنا هذه يفعل مثله

ظنّاً منهم – وهذا قلة في الدين ، وضعف في اليقين – أنهم يسرعون في الثراء ، فيَشـُوبون الجيد بالرديء

، او يمزجون المتقاربين في النوع ليجنوا المال الكثير بالطرق غير المشروعة ، فيخسرونه وأضعافه بطرق

لا يشعرون بها ، فقد تكون المرضَ ، أو السرقةَ أو الضياعَ أو الإسرافَ أو النكدَ في الحياة الذي يطغى

على كثرة المال ، فيفقدُ الإنسانُ الراحة وطعم السعادة .. وهذا كلُّه لا يساوي شيئاً أمام عذاب الله تعالى

وغضبه ... فما نبت من سحت فالنار أولى به .

باع الرجل " الخمر المائيّ" ، ووضع الدنانير في كيسه ، وانطلق بسفينته عائداً إلى بيته ، والسعادة تملأ نفسه

، والأمل في جمع ثروة كبيرة يراوده . وبينما هو في أحلامه ، وقردُه إلى جانبه يقفز هنا وهناك اختطف

القردُ الكيسَ ، وصعِد به إلى سارية السفينة . فانخلع قلب التاجر لمصير الكيس ، فقد يطيح به القرد في

الماء ، فيخسر تجارته وأحلامه الوردية التي خامرَتْه . وقد يفتحه ، فتتساقط بعض الدنانير في الماء ،

ويغيب بعضها في ثنايا الألواح ....

أيها القرد ؛ أيها القرد؛ بالله عليك انزل . فلما لم ينزل ناداه : ارم الكيس إليّ بهدوء ، ولا تفجعني في مالي ...

لم يفهم القرد توسّلَه ، بل تمكّن من جلسته أعلى السارية ، وحلَّ رباطَ الكيس ...؛ نظر في داخله ...؛ مدّ يده

إلى الدنانير الذهبيّة ، فأخرج ديناراً ، وقلّبَه بيده كأنه يروزه ( يختبره ويتعرّفه) ثم ألقاه أسفل منه ،

فسقط في السفينة ، فابتدره التاجر ... ورفع رأسه إلى حيث يجلس القرد ... كان التاجر متوثّباً مشدودَ

الأعصاب .. لقد مدّ القرد يدَه إلى الكيس ، وأخرج ديناراً قلّبه بيده ، فاستعدّ التاجر لتلقّيه .. ليس في

الأمر حيلة سوى ذلك ، لقد ترك دفّة السفينة ليتفرّغ للالتقاط الدنانير .... يا ويح التاجر ، لقد رمى

القرد الدينار في الماء بين الأمواج ، ورمى التاجر رأسه على عمود السارية من الغيظ والقهر ..

وعاد ينظر بتوسّل ظاهر إلى القرد ، ولكنْ هذه المرة دون أن يناديه ، إذ انعقد لسانه .. فرمى القرد

إليه ديناراً ، فأسرع إلى التقاطه ، ورمى الدينار الرابع إلى الماء ... يا ويحه ، ما عادت رجلاه تحملانه

.. سقط على الأرض ، وعيناه متعلقتان بالقرد وصنيعه ...

ازدادت سرعة يد القرد ، واستمر التوزيع العادل في القسمة .. دينارٌ يٌرمى على السفينة ، وآخر يُلقى إلى الماء

.... وفرغ الكيس ، ونزل القردُ ... أخذ التاجر نصيبَه من ثمن الخمر ، وأخذ النهر نصيبه من ثمن الماء

الممزوج بالخمر ...

أليست القسمة صحيحة ، والقردُ قاضياً عادلاً ، وحكَماً نزيهاً ؟! !

وقد نال التاجر نصيبه من الحزن والألم في الدنيا . وسينال جزاءَه في الآخرة ناراً تلَظّى ، لا يصلاها

إلا الأشقى .. هذا إذا لم يتق الله تعالى ، ويتـُب ، ويعفُ الكريمُ عنه.


مسند الإمام أحمد ج2ص 306


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 20290420350285793653

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالجمعة 21 أكتوبر 2011, 9:02 pm

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 58588642848142775972

القصه الرابعه


العمل الصالح يُنجي صاحبه




قاربت الشمس على المغيب ، وبدأ الظلام يرسل أول خيط له مازج الضوء الباهت الذي آذن بالرحيل

، وبدأت الأنسام الباردة تخترق ثياب هؤلاء النفرالثلاثة الجادّين في السير ، يريدون أن يصلوا إلى أقرب مأوى

يقضون فيه ليلتهم هذه ، ثم يتابعون رحلتهم إلى هدفهم .

كانوا بعيدين عن القرى مسافات كبيرة ، قدّروا أنهم لن يستطيعوا الوصولَ إلى أوّلها إلا بعد ساعات من مسي

ر ليليّ غير محمود العواقب ، فقد يقعون في حفرة ، أو يدعمهم سيل جارف ، أو يَفجؤهم مطر منهمر ،

أو وحوش كاسرة .... والليل لا عيون له ، والنهار آمَنُ وآنَسُ. فليبحثوا إذاً عن أقرب مكان يلوذون به ...


ولم يطل بهم البحث ، فعلى مدىً يسير منهم ظهرت فجوة ترتفع عما حولها قليلاً ... فجدّوا السير إليها ،

وكانت مناسبة لهم ، ما إن دخلوها حتى شعروا بالدفء يسري في أوصالهم ، والهدوءِ يَحوطهم ،

والعتَمة تزحف عليهم ، فاستسلموا لنوم لذيذ . وما ألذّ النوم بعد التعب ، والسكونَ بعد الحركة ...

وغرقوا في أحلام وردية ، وتخيّلوا أنفسهم في مرابعهم ، وبين أهليهم ، ولم يشعروا بما كان خارج كهفهم

من ريح اشتدّت حاملةً السحاب الماطر الذي أغرق المكان حولهم ، وحفر تحت صخرة كبيرة كانت أعلى

الكهف ، فتدحرجت بكلكلها ، لتستقر على باب الكهف ، فتوقعَهم في مأزق لا خلاص منه إلا أن يشاء الله .


بدأت الشمس ترسل أشعتها إلى الكهف من خلال فجَوات صغيرة تدغدغ النائمين ، وتوقظهم برفق ولطف ،

وكأنها تقول لهم : يكفيكم ما أنتم عليه من غفلة ، قوموا لتبحثوا عن خلاص من هذه المصيبة التي حلّت ،

لا تدرون ما الله فاعل بكم إذا ثبتَتْ في مكانها ... هيا انهضوا فادفعوها ، واسألوا الله العون ، والتمسوا رحمته .


إنهم يتحركون ، لقد شرَعت الحياة تدب فيهم ، فتمددت أوصالهم هنا وهناك يمنة ويسْرة ، فحمد أولهم ربّه أن

أحياه بعد ما أماته – ولمّا يقم – وشكر الثاني ربّه على نعمة الأمن والأمان – ولمّا يفتحْ عينيه – وصلى

الثالث على موسى وهارون اللذَين هداه الله بهما بعد أن ذكر الله ونهض ... ولكن أين النور المنبثق ؟

أين الضياء يملأ المكان؟ .. كلها تساؤلات فرضتْها اللحظة التي رأى جوّ الكهف فيها خانقاً ...

هيّا يا صاحبيّ ، أنا عاجز عن فهم ما جرى ... نطقها سريعاً ، فقفزا فوراً كأنهما في سباق ، يستكشفان

ما حلّ بهم ، ويتعرّفان الموقف ، ففوجئا بما فوجئ به صاحبهما آنفاً .


اندفع أحدهما نحو الصخرة ليبعدها عن الباب ، فارتدّ خائباً ... عاود الأمرَ فانتكس ، جرّب صاحباه ،

فلم يُفلحا ، وأنّى لمخلوق ضعيف أن يزحزح وتداً عظيماً من أوتاد الأرض ؟!


تكاتف الثلاثة وأجمعوا قوّتهم ، وهاجموا الصخرة بعنف ارتدّوا عنها بمثله ، أو أشدّ . فلما يئسوا من زحزحتها

، ورأوا الموت المرعب يُطِلّ عليهم من بين فروضها عادوا إلى أنفسهم يفكّرون ، وعن مخرج مما هم فيه يبحثون .


وشاء الله الرحيم بعباده أن ينجّيَهم ، فألهمهم الدعاء له ، والالتجاء إليه . أليس سبحانه هو القائل :

" وقال ربكم ادعوني أستجِبْ لكم "؟ ! .. بلى والله .. يا من يجيب المضطر إذا دعاه ، ويكشف السوء ؛

نجِّنا برحمتك يا أرحم الراحمين .


وبدا الثلاثة يجأرون بالدعاء ، وكانوا صالحين ، فهداهم الله أن يسألوه بأفضل أعمالهم الخالصة لوجهه الكريم ،

التي ليس فيها مُراءاة ، ولايبغون بها سوى رضا الله وجنّته .

قال رجل منهم : كنت بارّاً بوالديّ ، أكرمهما ، وأفضّلهما على أولادي وزوجتي ، وأجتهد في خدمتهما . وعرف

أهلي فيّ ذلك فساعدوني . وكان من عادتي أن أسقيهما الحليب عِشاءً قبل الجميع ، فتأخّرت مرة في حقلي ،

أقلّم الأشجار وأعتني بالزرع ، ثم رُحت أحلب غبوقهما ، وانطلقتُ أسقيهما ، فوجدتهما نائمَين ، فكرهت ان

اوقظهما ، وان أغبق قبلهما أحداً من الأهل والرقيق ، والقدح في يدي أنتظر استيقاظهما حتى بزغ الفجر ،

والصبية حولي يتضاغَون من الجوع ، ويصيحون عند قدمي ، وهم فلذة كبدي ، فتشاغلتُ عنهم حتى

استيقظا فشربا غبوقهما ، ثم سقيت أهلي وخدمي .... اللهم إن كنتُ فعلتُ هذا ابتغاء وجهك الكريم ففرّج عنا

ما نحن فيه من هذه الصخرة .. فانفرجت الصخرة شيئاً لا يستطيعون الخروج منه .


وقال الثاني : أما أنا فقد كنت ميسور الحال ، أحيا رغداً من العيش ، وليَ ابنة عمّ جميلة المُحيّا ، بهيّة الطلعة ،

أحبها ، وأرغب فيها ، فراودْتها عن نفسها ، فأبَتْ ، وبذلتُ لها المال ، فتمنّعتْ ، أغريتها بشتّى الوسائل ،

فلم أنل منها ما أبتغي . فحبست ألمي وحسرتي في نفسي ، لا أنفرج إلا إذا نلتُها . ثم واتت الفرصة إذ

جاءتني في سنة جديبة تطلب المساعدة من ابن عمّها على فقرها ، فراودتني نفسي على إغوائها ، واغتنمت

حاجتَها وبؤسَها ، فأعطيتها مئة وعشرين ديناراً على أن تخلّيَ بيني وبين نفسها ، ففعَلَتْ ... يا لهف نفسي ،

ويا سعادتي ، إنني قاب قوسين أو أدنى إلى اجتناء ثمرة صبري ... هاهي بين يدَيّ ، بل إنني منها مقام الزوج

مكان العفة من زوجته ، والشهوة تنتفض في كل ذرّة من جسمي ... قالت والدمع يملأ مآقيها ، والحزن يتملّكها

: اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقّه . فالاتصال الزوجي قمة السعادة ، والحلال مَراحُ النفس وأُنسُ الروح ،

أما الزنا فلذّة اللحظة ، وندم الحياة ، وذلّ الآخرة . .. دقّ قلبي رافضاً ، وختلجت أوصالي آبية الوقوع في الإثم

، ورأيتُ بعينَيْ قلبي غضب ربي ، فقمت عنها منصرفاً ، وتركت لها المال راغباً في عفو الله ومرضاته . ..

اللهم ؛ إن كنتُ فعلت ذلك ابتغاء وجهك الكريم فافرُج عنا ما نحن فيه .... فانفرجت الصخرة ، غير أنهم ل

ا يستطيعون الخروجَ منها .


وتقدّم الثالث ، فقال : اشتغل عندي عدد من الأُجراء ، وأعطيتُهم أجرَهم غير واحدٍ ترك أجره وذهب . فقلت :

في نفسي : قد ترك الأجير حقه ، فانا أولى به . وقال لي الشيطان : ليس له عندك شيء .. وتحرك الإيمان في

قلبي ، فأمرني أن أحتفظ بأجره ليأخذه إن عاد ... ارتحت لهذا القرار ، فأمرني إيماني ثانية حين رأى تجاوبي

للخير : بل ثمّر له أجره . .. فأشركتُه في عملي حتى كثرت الأموال والإبل والبقر والغنم والرقيقُ ، وملأ المكانَ

. فجاءني بعد حين فقال : يا عبد الله ؛ أدِّ إليّ أجري . فقلت : كلّ ما ترى في هذا الوادي لك ، فخذه . فقال الأجي

ر : أتهزأ بي ؟! أهذا جزائي منك حين انشغلتُ ابتداءً فلم آخذ حقي ؟! فقلت له : إني لا أستهزئ بك ...

وأخبرتُه أنني جادٌّ في قولي ، فقد ثمّرتُ أجره . فلما وثقَ صدقَ حديثي أخذ ماله وانطلق ، فاستاقه ،

ولم يترك منه شيئاً . .. اللهم إن كنت فعلت هذا ابتغاء وجهك ، فافرج عنا ما نحن فيه .. فانفرجت الصخرة ،

فخرجوا يمشون .

متفق عليه رياض الصالحين ، باب التوبة


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 58588642848142775972

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالجمعة 21 أكتوبر 2011, 9:11 pm

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 58588642848142775972

القصة الخامسة

الملك الزاهد في ملكه




قال التلميذ لشيخه ، وقد جلس بين يديه صباح يوم صيفي جميل ، بعد أن انتهى الناس من صلاة الفجر

: يا مولاي لمَ تقوم الشعوب في كثير من الأحيان بثورات على حكامهم ؟

قال الشيخ :

قد يظلمون رعيتهم ، فيُحمّلونهم ما لا يُطيقون ،

وقد تكون أحكامهم جائرة ،

وقد يتهاونون في تحمل مسؤولياتهم ،

وقد يفشلون في اتخاذ الأسباب التي تحفظ كرامة الأمة ،

وقد يتعاونون مع العدو لضعف يشعرون به أمامه ولا يعملون على الاستعداد له ،

أو يتعاملون مع العدو الذي صنعهم ليخدموه ، وليكونوا أداة القمع والإذلال لشعوبهم ... وهناك عوامل كثيرة

– يا بني – تدفع الأمم إلى هذه الثورات .

قال التلميذ :

ولكنّ الشعوب هي التي تختار حكامها ، وكان أولى بها أن تختار من هو أهل لذلك .

قال الشيخ :

صدقت – يا بني – فالاختيار الجيد طريقة سليمة في الوصول إلى سُدّة الحكم ، فاختيار الحاكم يعتمد على أسس سليمة

مثل الفهم الواسع ، والأهلية التي يتسم بها مثل : حسن الأخلاق والسيرة والسلوك الطيب ، وعلى رأس ذلك التزامُه

بدينه وغَيرتُه عليه ، والعملُ بشريعة الله ، والعدلُ بين الرعية ...

ولكنْ هناك من يَغصب الحكم غصباً ، وهناك من يرثه وليس أهلاً له ، فيستغلون ملكهم ومناصبهم لمآربهم الشخصية

معرضين عن مصلحة الوطن والأمة .. وحين تتحرك الجماهير رافضة أمثال هؤلاء معبرة عن غضبها يتشبثون

بكراسيّهم وعروشهم بالنار والحديد ، فإذا هَوت العروش من تحتهم ، ومادت الأرض بهم استعانوا بالأعداء

ليتمكنوا ، فلا تجد الشعوب بداً من اقتلاعهم ، فتثور عليهم .


قال التلميذ :


أكثر الحكام هذه الأيام من هذا الصنف المخزي - يا سيّدي – ما إنْ يمسكون بمقاليد الأمور حتى يعتقدوا أن الشعوب

إنما وُجدت لتخدمهم لا ليخدموها ، فيجمعون الأموال ويتخذون وسائل الراحة لهم ولحاشيتهم وأتباعهم ،

ويعتمدون الإذلال والإرهاب سبيلاً لتمكنهم ، واستتباب الأمر لهم ، وينسَون أنهم مسؤولون ، وعلى الله معروضون ،

وأمامه محاسبون .


قال الشيخ :


هذا صحيح ... ولكنّ تاريخنا يحفل أيضاً بالخلفاء الراشدين ، والولاة العادلين ، والحكام الناصحين ، والملوك الزاهدين .


قال التلميذ :

أهناك ملوك زاهدون ؟ .


قال الشيخ :


نعم ؛ وما أكثرَهم . بعضهم كان يأكل من عمل يده وكدّ يمينه ، ويتخذ بطانة صالحة تعينه في أمور رعيّته ، ويتابع

عن كثب مصالح مملكته ، فيستعمل العاملين المخلصين ، ويعاقب المفسدين ، ويُثْبت في الخدمة النابهين المحسنين

، ويعزل اللاهين العابثين ، ويعاقب الفاسدين .


وهناك من هاب مسؤوليّة الحكم ، ورأى ضعفه عن الاضطلاع بمسؤوليّته ، فتخلّى عنه ، وتنازل عنه لغيره

طواعية مخافة الله أن يسأله : لمَ ضيّعْتَ المسلمين ؟.


قال التلميذ :


أفي تاريخنا من فعل ذلك ؟! إني أراهم هذه الأيامَ لا يتركونه إلا إلى القبر أو إلى السجن الطويل .


قال الشيخ:


من أمثالهم خالد بن يزيد بن معاوية الأموي ، وإبراهيم بن أدهم الزاهد اللذان تخليا عن الحكم ورفضاه ...

وليس هذا حكراً على المسلمين ، فقد حدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه عن أحد ملوك بني

إسرائيل هرب منهم حين أحسّ أنه ليس أهلاً لما اختاروه له .

قال التلميذ :

شوقتني – يا سيدي – أفلا تقص عليّ قصّته ؟!.

قال الشيخ :

حبّاً وكرامة – يا بني – فلا يبلغ العالم الفضل إلا عندما يبذل علمه لمستحقيه .

فقد ذكر ابن مسعود رضي الله عنه أنه سمع من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن بني إسرائيل استخلفوا خليفة

عليهم بعد النبي موسى عليه السلام ، فكان هذا الملك رجلاً صالحاً يعمل جهده نهاراً في خدمة رعيّته ، ويقوم الليلَ

تعبّداً لله سبحانه وتعالى . فقام مرة يصلي فوق بيت المقدس في ليلة مقمرة ، صفت فيها السماء ، وسبَحتْ فيها

أشعّة البدر الفضّية ، وتلألأت النجوم في كبدها ، فازدادت بهاءً وجمالاً ، وبدأ يحاسب نفسه ، ويعرض عليها

ما فعل في خدمة دينه و أبناء ملته ، ويقارن بين ما فعله ، وما يستطيع فعله ، وما يجب أن يفعله ، فوجد نفسه

مقصّراً في واجباته نحوهم ، ولم يجد الجرأة أن يقول لهم : اختاروا غيري ، فأنا لا أصلح لكم ، فلربّما حسبوا

ذلك منه صلاحاً ، فأبَوا عليه رغبته ، وازدادوا به تمسّكاً ، وقد يعتزل في بيته ، فلا يقبلون منه ذلك ،

ويصرّون على عودته ، ولا يُفرّطون به ، وقد يخرج عنهم إلى إحدى القرى متعبّداً منعزلاً ، فيتبعونه ،

ولا يُقيلونه . .. ماذا يفعل ؟ .. فكّر ، وقلّب الأمور ، فهداه تفكيره إلى الهروب بعيداً حيث لا يعرفه أحد ..

ولكنّ الجنود يحيطون به ويحمونه ؛. فإذا خرج خرجوا معه ، وإذا أصرّ أن يمشي وحده تبعوه من بُعد خوفاً عليه

، فلا مجال للهرب من الباب ... نظر حوله ، فرأى حبلاً ، ربطه في سقف المسجد ، وتدلّى على الأرض ،

وانطلق دون أن يشعر به أحد .. ولم يكتشف حرسه ما فعل إلا صباحاً حين استأخروه ، فصعدوا سقف المسجد

فوجدوا الحبل ، ولم يجدوه ....


أسرع متخفـّياً إلى أن وصل إلى بلدة على شاطئ البحر ، فوجد بعض أهلها يضربون في الرمل لـَبْناً ، فإذا جفّ صار

قطعاً صلبة يبنى الناس بها بيوتهم ، فقال لهم : علّموني صنعتكم ، فأعملَ معكم ، فأنا غريب . قالوا :

على الرحب والسَّعة ، وصار يعمل معهم ، ويأكل من كسب يده . ..


وأنس الناس به ، إلا أنهم رأوا منه عجباً ، فقد كان إذا حضرت الصلاة قام يصلي ... ماذا يفعل الرجل ؟ ! إنه يقوم

بحركات لا يعرفونها ، ويتلو مالا يفهمون ! ..

لم يكن الملك الزاهد يتخفّى حين يصلي ويعبد الله تعالى ، ولم يكن يخجل وهو في بلاد الغربة أن يخالف الناس فيما

يعتقدون ! إنه ما ترك المُلْك وهرب منه إلا ليعبد الله عز وجل دون أن يتحمّل – على ضعفه – مسؤولية غيره ،

لكنه قويّ في الجهر بعقيدته ودينه ! لا يخاف من أحد .. هو على حق ، وصاحب الحق داعية في خلقه

وفي عبادته ، يجهر بها ، ويدعو إليها . لا يخشى مغبّة أمره ، والداعية كتاب مفتوح يقرؤه الجميع ،

فيرون فيه الفضيلة والأسوة الحسنة والصواب ، فيتبعونه .


رفع العمال إلى كبيرهم حاكمِ البلدة ما رأوه وما يرونه من هذا الغريب الزاهد المتعبّد ، يصفون له ما يفعله ذلك

الرجل الكريم الخُلُق . فأرسل إليه أن يأتيه ، فأبى أن يجيب . طلبه إلى مقابلته مرات ثلاثاً ، فأعرض عن إجابته .


كان عليه - وهو الداعية - أن يلبي طلبه ويعرض عليه دينه ، فعسى أن يدخل فيه ، وكان عليه أن يقابله ويجيب

عن أسئلته ، ويوضح له ما استغلق عليه وعلى عمّاله . لكنّ نقطة الضعف فيه ، هذه التي جعلته يهرب من بلده ،

وينسلّ مبتعداً عن رعيّته تاركاً واجبه تجاههم بعد أن وثقوا به ، وسنّموه مسؤوليتهم هي التي جعلته يخطئ مرة

ثانية فيأبى الذهاب إلى حاكم البلدة .


فماذا يفعل حاكم البلدة العاقل ؟ .. جاء بنفسه .. جاء تحمله دابّته .. فلما رآه الرجل فرّ ، فاتّبعه ، فأسرع هارباً ،

فلما سبقه ناداه الحاكم : يا هذا ، انتظر ولا تخف . لا أريد بك سوءاً .. دعني أكلمك ! ..


فلمّا رأى الرجل أنه لا بد من الإجابة توقف حتى كلّمه ، وقصّ عليه خبره ز ولم يُخفِ عنه أنه كان ملكاً ،

وأنه فرّ من الله إلى الله خوفاً أن يحمل تـَبـِعَة الحكم الثقيلة ، فهو ليس أهلاً لذلك ، فقد يخطئ ويظلم ، والظلم

ظُلُمات يوم القيامة .

وقر في قلب الرجل الآخر ما قاله الأول ، وقال له : إني لأظنني لاحقاً بك ، سائراً على منوالك ،أنا مثلك يا أخي ،

شغلتني الدنيا والعمل لها عن عبادة ربي ، فانقطعت لها ، وكدت أنساه ، ما أنت بأحوج إلى ما صنعتَ منّي . ...

خذني معك ، فأنا منك وأنت منّي .. لسنا من أهل هذه الدنيا الفانية ، والعاقل يعمل للحياة الباقية .. هناك عند من

لا يُخيّب سائله ، ولا يًضَيّع للعبد وسائله ، في كنف الله الكريم ..


نزل الرجل عن دابّته ، تركها لمن يريدُها ، ثم تبع صاحبه الذي رأى فيه الإخلاص لله تعالى ، والحب العميق لما

عند الله .. تآخَيا في الله .. والحب في الله .. والتآخي فيه ذروة الإنسانيّة ، وقمّة السموّ ، إن السبب الذي يربطهما

خالد أبديّ ، ليس لهوى النفس فيه مكان ... تنقطع جميع الأسباب الدنيَويّة ، ويبقى الحب في الله والأخُوّةُ فيه

قوية متصلةً ، دائمة النماء ، يرويها النبع الثـّرّ على مرّ مدى الأيام ..


انطلقا يعبدان الله تعالى ، فعرفا طعم العبوديّة الرائق ، وعاشا في رحابها ما شاء الله لهما أن يعيشا ،

وسألا الله تعالى أن يميتهما متجاورَين أخوين في الدنيا والآخرة .

قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : ماتا برُمَيْلة مصر ، لو كنت هناك لأريتُكم قبرَيْهما ... فقد وصفهما

رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكأنني أراهما رأْيَ العين .

رواه الطبراني في المعجم الكبير
ج 1- ص/216 والأوسط ج2ص/ 112


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 58588642848142775972

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالجمعة 21 أكتوبر 2011, 9:19 pm

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 58588642848142775972

القصه السادسه

الغلام والساحر



قال الساحر للملك : يا مولاي كبرت سني ، وقلت حركتي ، وضعفت همتي ، وبت أشعر أنني غير

قادر على خدمتك تلك الخدمة التي أرضى عنها ، فابعث غلاماً أعلمه السحر ، وأدرّبه عليه، فيكون في خدمتك .


فاختار الملك غلاماً ذكياً يعلمه الساحر علوم السحر وأفانينه .


كان الغلام يذهب إليه كل يوم يأخذ فنون السحر بشغف ، حتى وثق به الساحر ، وجدّ في تعليمه . ومضت الأيام

والغلام منهمك في عمله الجديد ، والملك يسأل الساحر عن تلميذه . فيمدحه هذا : إنه ذكيّ نجيب . إنْ يثابر على

همّته وطموحه يكن له شأن عجيب .


حين انطلق الغلام كعادته ذات يوم إلى الساحر ، وكان في الوقت متّسع عرّج على القصر من طريق آخر يسلكه

القليل من الناس ، يشرف على وادٍ ذي رياض عامرة ... ما أجمل هذا المكان ؟! ليتني أرتفع إلى الجبل قليلاً

فأشرفَ على منظر أجمل وأبهى .. وارتفع ، فصدق حدسُه . إن المكان يبدو أكثر تناسقاً ، وأوضح منظراً ..

جال ببصره هنا وهناك ، فرأى كوخاً في زاوية الطريق الملتوي الصاعد إلى القمّة، فحدّثتـْه نفسُه أن يأتيه مستكشفاً

.. فماذا يفعل أصحابه بعيداً عن الناس إلا إذا كانوا يحبون العزلة، ويفضّلون الهدوء ! لما وصله رأى فيه رجلاً

تبدو عليه سيما الوقار والجلال ، يشخص ببصره إلى السماء يدعو ويبتهل . فدنا منه يصغي إلى دعائه .

فسمع قولاً يدل على حبّ وودّ، وذل وخضوع يوجّهه الرجل إلى محبوب لا يراه الغلام ، إنما يأنس إل يه

ويشعر بوجوده . ..


وحين أنهى الرجل دعاءه التفت إلى الفتى مبتسماً يقول :

أهلاً بك يا بني ، وهداك الله إلى الحق والإيمان .

قال الفتى : أي حقّ وأي إيمان تعنيه يا عمّاه ؟! .

قال الرجل : الإيمان بخالق السموات والأرض ومن فيهنّ ، بارئ النسمة وفالق الحبّة .

قال الفتى : أتقصد الملك ، يا عمّاه ؟.

قال الرجل : حاشاه أن يكون كذلك ، إنه مخلوق ضعيف ، ممن خلقه الله ، لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً .

قال الفتى : إن الساحر أخبرني أن الملك إلهنا وخالقنا ، والساحر يعلمني السحر كي اكون في خدمة الملك .

قال الرجل : وهل يحتاج الخالق إلى مخلوقه يا بنيّ ؟! وكيف يكون إلهاً وهو يأكل ويشرب ، وينام ويستيقظ

؟ إنه مثلك ، يا بنيّ . بل أنت أفضل منه ، لأنه يحتاجك ، ولا تحتاجه ، وتخدمه ، ولا يقدّم لك شيئاً .

نزل هذا الكلام في قلب الغلام منزلاً حسناً ، فهو يخاطب الفطرة ويمازج العقل والقلب ، فقال له :

علمني يا سيدي مما علمك الله .

فبدأ الراهب العابد يعلمه العقيدة الصحيحة ، ويعرّفه بالله خالق الكون ومدبّر الأمر سبحانه .


وكثر تردد الفتى على الراهب في طريقه إلى الساحر ، فكان إذا تاخر عليه ضربه . فشكا إلى الراهب

ما يفعله الساحر به . فقال له : إذا خشيت الساحر فقل : أخّرني أهلي ، وإذا خشيت أهلك فقل : أخّرني الساحر . ..


فبينما الفتى على ذلك إذْ مرّ في طريقه على أناس وقفوا على الطريق لا يتجاوزونه خوفاً من دابّة عظيمة

قطعت الطريق ، وحبست الناس . فقال في نفسه : اليوم أعرف آلساحر أفضل أم الراهب أفضل ؟.

فأخذ حجراً ، وقال : اللهم ، إن كان أمر الراهب أحبّ إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابّة حتى يمضي

الناس ؟ فرماها ، فقتلها . ومضى الناس ، فأتى الراهبَ ، فأخبره بما فعل .


قال له الراهب : أي بني ؛ أنت اليوم أفضل مني . فإن كنتَ قد استجاب الله دعاءك فقد قبلك ، وسيبتليك ،

ويختبر إيمانك . فإن ابتليتَ فلا تدُلّ عليّ .

وعرف الناس فضل الغلام ، فصاروا يقصدونه ، فيشفي الله على يديه الأكمَهَ والأبرصَ ، ويداوي الناسَ

من سائر الأدواء حتى انتشر صيتُه ، وذاع أمرُه بين الناس . فسمع جليسٌ للملك كان قد عميَ بما يفعل الفتى

، فأتاه بهدايا كثيرة ، وقال له :


كلُّ ما بين يديّ من الأموال والهدايا لك ، إنْ شفيتـَني .


قال الغلام : أنا لا أشفي أحداً ، إنما اللهُ الشافي ، فإن آمنْتَ بالله تعالى دعوتُ الله فشفاك ... وهكذا يكون الداعيةُ

إلى الله تعالى ، صادقاً مخلصاً لمولاه ، ينسب الخير إليه ، ويدعو العباد إلى الإيمان بربهم ، ويصلهم به .

فآمن الرجل بالله ، ودعا الغلام له بالشفاء ، فشفاه الله تعالى لإيمانه به . فجاء الملكَ يجلس إليه كما كان يجلس .


فقال الملك : من ردّ عليكَ بصرَك ؟ ولو كان إلهاً ما سأله هذا السؤال ...


قال الجليس : إنه ربي .


قال الملك المتجبر الضالّ : أَوَلك ربّ غيري ؟!.


قال الرجل بلهجة المؤمن التقيّ : ربّي وربّك الله .


ثارت ثائرة الملك ، إذ كيف يتّخذ الرجلُ ربّاً سواه ؟ بل كيف ينكر ألوهيّة الملك ويقرنه به عبداً لله؟! ..

فأخذه ، فلم يزل يعذّبه حتى دلّ على الفتى .


فلمّا مثـُل الفتى بين يدي الملك قال له الملك متعجّباً : أيْ بنيّ قد بلغ من سحرك ما تبرئ به المرضى ،

وتفعل العجائب ، وتقدر على مالا يقدر عليه غيرك ؟!


قال الفتى بلهجة الوائق بالله ، المؤمن بربه ، الذي لا يخاف أحداً : إنني لا أشفي أحداً ، إنما يشفي اللهُ تعالى

خالق الكون ومدبرُ أمره ، الذي يعلم السرّ وأخفى ، وهو على كل شيء قدير .


غضب الملك ، وهدّده بالعذاب الأليم إنْ لم يرجعْ إلى ما كان عليه ... إلى الضلال بعد الهدى ،

والظلام بعد النور ، والسفاهة بعد الحكمة .. فبدأ زبانيته يعذبون الفتى ، علّهم يعرفون من علّمه هذا ،

وجرّأه على الملك . فصبر وتحمّل ، فزادوا في تعذيبه حتى انهار ، فدلّ على الراهب ، فجيء به ،

وعُذّب ليعود عن دينه ، فأبى . فدعا الملك بالمنشار ، فوضعه في مفرق رأسه ، فشقّه حتى وقع شِقّاه .

ثمّ جيء بجليس الملك ، فقيل له : ارجع عن دينك ، فأبى ، فوُضع المنشار في مفرق رأسه ، فشقّه به

حتى وقع شِقّاه . ... وطارت روحاهما إلى بارئهما مؤمنتين طاهرتين .

إن المؤمن حين يلامس الإيمانُ شَغاف قلبه لا يأبهُ بالمغريات ، ولا يخاف العذاب ، إنما يبقى ثابتاً ثبات الجبال

الرواسي ، صامداً لا يعرف الهلعُ من الموت طريقاً إليه .


وأمر الملك زبانيته أن يجرّوا إليه الغلام مكبّلاً ، ففعلوا . فأمره أن يعود عن دينه إلى عبادته ، فأبى .

فهدّده بالويل والثبور وعظائم الأمور ، فازداد إيماناً بربّه وتمسّكاً بدينه .

فلم يأمر بقتله لأنه بحاجة إليه ، فهو الذي يهيئه على يد الساحر ليكون الأداة التي يسحر بها قلوب الأمة ،

فيسلب إرادتها ، وتخر له ساجدة تسبح بحمده وتقدس له . . فصمّم على إرهابه وتخويفه ، فقال لبعض

جنوده على مسمعٍ من الفتى :

اذهبوا به إلى أعلى جبل في مملكتي ، فاصعدوا به الجبل ، فإذا بلغتم ذروتَه فمروه أن يرجع إلى صوابه! ،

فإن أصرّ على عناده فاطرحوه في الوادي السحيق ليكون مزقاً تأكله حشرات الأرض . .. فذهبوا به ، فصعدوا

الجبل ، وراودوه عن دينه ، فالتجأ إلى الله تعالى أن يدفع عنه كيدهم . فكانت المفاجأة ُ العجيبة ُ .. لقد لبى

الله القادر على كل شيء نداءَه ، فرجف الجبل بهم ، فسقطوا في الهاوية التي خوّفوه بها .. وسلّمه الله ..

فجاء يمشي إلى الملك يخبره بنجاته وهلاكهم ، علّه يرعوي عن غيّه ، ويسلّم بالحقيقة ... وأنّى للأعمى

أن يُبصر طريقاً ، وللأصمّ أن يسمع حديثاً ؟! .. لقد ركبه الشيطانُ وأقسم ليوردنّه موارد الهلاك ، فدفعه

إلى بعض جنوده قائلاً :


لئنْ سلمْتَ من اليابسة إنك لن تسلم من الماء .

وأمرهم أن يأخذوه إلى عرض البحر ، ويراودوه عن دينه ، فإن أبى فلْيطرحوه في الماء مقروناً إلى قطع الحديد

تغوص به إلى القاع ، فيكون طعاماً لحيتانه .

ففعلوا . فلمّا توسّطوا البحر خوّفوه ، ورغّبوه ، فلم يُفلحوا معه ، فلمّا همّوا أن يُلقوه في الماء قال : يارب ؛

ليس لي سواك ، فنجّني في الثانية كما نجّيتني في الأولى . .. ويا لروعة النداء! ويا لسرعة الاستجابة !

لقد انكفأت بهم السفينة ، فغرقوا جميعاً إلا الذي أراد الله سبحانه له النجاة .


فجاء يمشي إلى الملك يتحدّاه .


فقال له الملك : أين أصحابك ؟! .


قال الفتى : كفانيهم الله تعالى ، أيها الملك ؛ ما زال في الوقت متّسع ، ورحمة الله قريب من المحسنين ،

فكن من المؤمنين ، فما يفيدك جبروتك شيئاً ..


قال الملك : لأقتلنّك أو تعودَ إلى عبادتي .


فلما عرف الفتى أن الملك قد ران الكفر على قلبه ، وملك جوانحه أراد أن يعلّم الناس أن الملك ضعيف مهما تجبر ،

وأنه مَهين لا يملك من القوّة الحقيقية شيئاً ، فلجأ إلى طريقة تعرّي الملك ، وتظهره على حقيقته أمام الناس

جميعاً في صعيد واحد .

قال : أيها الملك ؛ إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به .

قال الملك : ماهو ؟ .

قال الفتى : تجمع الناس في متسع من الأرض رحبٍ ، وتصلبني على جذع شجرة ، ثم تأخذ سهماً من كنانتي ،

ثم تضع السهم وسط القوس ، ثم تصيح بصوت عال يسمعه الجميع : باسم رب هذا الغلام... ثم ارمني ، فإنّك

إن فعلْتَ ذلك قتلتَني .


لم ينتبه الملك إلى قصد الفتى من جمع الناس ، إنما كان همّـه قتل الفتى والتخلّص منه .


فجمع الناس يوهمهم أنه قادر على قتل الغلام أمامهم ، وإثباتِ ألوهيّته المهزوزة أمامهم . فقد كثر حديثُهم

ولغَـَطُهم ...

وفعل ما أمر به الفتى ، وصاح بأعلى صوته : باسم ربّ الغلام . ثم رماه ، فوقع السهم في صدغه ،

فمات الفتى شهيداً ، تصعد روحه إلى السموات العلا .


صاح الناس صيحة واحدة ملأت الآفاق : آمنّا بربّ الغلام . . ودخل الناس في دين الله أفواجاً .


ما هذا ؟! نكون في أمر فتىً واحدٍ ، فيصبح الناسُ كلهم على دينه ؟! .. حسبت أنني تخلصت منه ، فإذا الناس

جميعاً يؤمنون بما آمن به ؟ ... احتال عليّ ، فأظهر ضعفي أمامهم ، ووضع من هيبتي في قلوبهم ؟!...

لأذيقنّهم الموتَ أهوالاً .. أنا الذي أميت واحيي ... أنا من يأمر فيُطاع... وينهى ، فيُنتهى عما نهى .


وجمع جنودَه ، فأمرهم أن يحفروا الخنادق ،فحفروا . وأن يجمعوا الحطب ، فجمعوا . وأن يوقدوا فيها النيران ،

فاوقدوا . فلمّا تأجّجتْ أمر الناس أن يعودوا إلى دينهم ، فأبَوا ... وهل يعود إلى الكفر من ذاق طعم الإيمان ؟!

وهل يرجع إلى السفاهة من أوتي الحكمة ؟! لا وألف لا ... إذاً أقحموهم النارَ .. فبدأ الجنودُ يدفعون المؤمنين

إليها ... منظر رهيب عجيب .. إن نار الدنيا لأهون من نار الآخرة .. إن لقاء الله خير من الدنيا وما عليها ....

جموع المؤمنين تصلى النار غير هيّابة ولا وجلة ، يكبّرون ، ويهللون ، ويقتحمون النار .


وكان فيهم امرأة تحمل وليدها .. يا رب أرمي بنفسي ؟ ...أنا راضية بذلك . ولكن كيف أرمي بولدي ؟! أنا راضية

باحتراقي ، ولكنْ ولدي.. وفلذةُ كبدي ! ما أفعل به ؛ يا ربّ ؟ أأرميه في هذا الأتون ؟! .. فأنطق الله وليدها ،

فسمعته يقول : يا أماه ؛ اصبري ، فإنك على الحق ... فرمت به ، ورمت بنفسها ، فكانت من الخالدين.

رواه مسلم
رياض الصالحين ، باب النصر


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 58588642848142775972
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالجمعة 21 أكتوبر 2011, 9:25 pm

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 58588642848142775972

القصه السابعه


" التائب"




يا رب ؛ هل من توبة فأتوبَ ؟ هل من عفو فأتعلقَ به ؟ إن ذنبي كبير ، ووزري خطير ، وإثمي جثم على قلبي ،

ما من فاحشة إلا ارتكبت ، ولا ظلم إلا فعلت ، ولا كبيرة إلا اجترحت ، وها أنذا أشعر كأن الجبال الرواسي

تحطم صدري ، والبحار تفجّر فؤادي ، والندم يأكل قلبي ....


هل من توبة فأتوب ؟ هل من أوبة فأثوب ؟ يا غفار قد لجأت إليك ، وعوّلت عليك ، فلا تردني كسيراً ... أعلم أنني

أسأت إلى نفسي وإلى عبادك ، وهل أكبر جرماً من معتد قتل تسعة وتسعين نفساً ؟!. إلا أن رحمتك أكبر ،

وعفوك أوسع ، وغفرانك أرحب ، اللهم لا تردني خائباً .. اللهم لا تردني خائباً ...


وانطلق عمّن يبثه سريرة نفسه ، ويعلن التوبة والإنابة إلى الله على يديه . فدلّوه على راهب انقطع إلى صخرة

يتبتل في فيئها ، ويعبد الله في ظلها . فباح له بمكنونات نفسه ، واعترف له بما فعل .. لم يكن الراهب سوى

عابد جاهل لم يعرف الله حق المعرفة . جهل أن الإنسان إذا جاء بقراب الأرض خطايا نادماً تائباً قبله الله تعالى

بملئها عفواً ومغفرة . فقال الراهب للرجل مستعظماً ما فعله بملء فيه : لا توبة لك ، لا توبة لك . ...


واسودت الدنيا بعيني الرجل ، وشعر بالإحباط يشله . ثم حرّكه شيطانه ، فوثب على الراهب فقتله فأكمل به المئة

... ثم ثاب إلى رشده يقول : إنّ من يقتل مئة كمن يقتل تسعة وتسعين ، والتوبة لا تقف عند حد . ..


هل من رجل يتوب على يديه ؟ هل من عالم يروي ظمأه ؟ إنه يبحث عن أعلم أهل الأرض كي يرتاح بمساعدته

من وَعثاء الطريق المظلم ، وينتشله من وهدة المفاسد ... فدلوه على رجل عالم آنس منه أذناً صاغية ووجهاً مشرقاً

، وذهناً وقّاداً ، وبصيرة نافذة . ففضفض له عما في نفسه ، وقال له : هل من توبة؟ أيغفر الله لي أفعالي

وجرائر أعمالي ؟ أجابه العالم إجابة الواثق مما يقول : نعم ؛ ومن يحول بينك وبين التوبة ؟ .

قال التائب : يا سيدي إني فعلتُ وفعلتُ .

قال له العالم : إنه سبحانه يفرح بتوبة عبده أشدّ مما يفرح العبد بتوبته .


قال التائب : ولكنني أسرفت في الفساد ، وروّعت العباد ، ولم أترك مَوبقاً إلا أتيته !.


قال العالم : يقول الله تعالى مخاطباً أمثالك " قل : يا عباديَ الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ،

إنه يغفر الذنوب جميعاً ، إنه هو الغفور الرحيم " لا شيء يحول بينك ، وبين التوبة يا أخي ... أسرعْ إلى الله

يسرع إليك . ، واستغفره يغفرْ لك .


لم يتمالك الرجل أن بكى من الفرح . وأي فرح أعظمُ من الرجوع إلى حظيرة التقوى وروضة الإيمان ؟

هنالك حيث تتخلص الأرواح من أدرانها ، وتعيش في طهر الملائك السابحين في ملكوت الله ..


ولكنْ يا أخي – قال العالم للرجل – أنت بحاجة إلى من يشدّ أزرك ، ويأخذ بيدك إلى الخير ، ويدلك على طريقه

، وتلك الأرض التي كنت فيها أرض فساد وشر ، فلا تعُد إليها ، وانطلق إلى أرض كذا وكذا ، فهي عامرة

بالحب والتقوى ، وفيها أناس يعبدون الله تعالى ، فاعبد الله معهم ، فمن خالط السعيد سعِد، ومن عاشر المؤمن

استقى منه ، إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية . فابحث عن المجتمع المؤمن الطاهر تكن طاهراً ،

وابتعد عن المجتمع الفاسد تنجُ منه وتتّقِ شرّه .

انطلق الرجل التائب إلى تلك الأرض بنفس غير التي كانت له ، وروح غير الروح التي كان يحملها ، انطلق بإيمانه

الجديد ونفسه الطموح ، وروحه الوثـّابة إلى عالم الأمن والامان ، إلى مجتمع الفضيلة والرشاد ،

يسأل الله العون والسداد ، يلهج لسانُه بذكر الله ، وتتحرك جوانحه شوقاً إلى إخوانه في العقيدة .


وانتصف الطريق أو كاد ، ولم يبلغِ الأمل المنشود . كانت نيتُه صحيحة ، ورغبته في الهدى صادقة ، إلا أن

الأجل وافاه ، وملك الموت قبض روحه ، ولكل أجل كتاب .


تنازعت ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فيه ، كل فريق يريد أخذه .

قالت ملائكة الرحمة : نحن أحق به ، فقد جاء إلى الله تائباً ، مقبلاً بقلبه ، عازماً على فعل الخير ، مصمماً

على نسيان ماضيه ، والبدءِ من جديد إنساناً مؤمناً تقيّاً .

قالت ملائكة العذاب : بل نحن أحقّ به ، إنه لم يعمل خيراً قطُّ .


واختصمت فيه ، كل فريق يُدلي بحجته ، ويسعى لأخذه .

وأراد الله عز وجل أن يعلّم ملائكته أولاً ، والناسَ ثانياً إن التوبة إنْ صحّتْ ، والإنابة إن تأكّدَتْ فالعمل تبَعٌ لها ،

وكأيّنْ من أناس دخلوا الجنّة ، ولمّا يصلّوا لله ركعة واحدة إذ وافتهم مناياهم ، وقد خضعت قلوبهم لذكر الله ،

فآمنوا به ، وأسلموا له .

أراد الله برحمته أن يعرّف عباده أن اللجوء إليه نجاة ٌمن النار ، ويالها من نجاة ! وفوزٌ بالجنه ، وياله من فوز!

، فأرسل ملَكاً في صورة آدميّ - تنويهاً ببني آدم ، وتنبيهاً إلى أنّ منهم من يصلح لأن يفصل بين الملائكة

إذا تنازعوا – فحكّموه بينهم ، فقال لهم :


قيسوا ما بين الأرضَين ، فإلى أيتهما كان أقربَ فهو له .


فأوحى الله إلى أرض السوء أن تباعدي . وإلى أرض الخير أن تقرّبي .


فقاسوا ما بينهما ، فوجدوا الرجل التائب أقرب إلى الأرض التي قصدها بشبرواحد! ياسبحان الله ، ويارحمة الله !

... صدَق اللهَ ، فصَدَقه الله ُ ... صار أقربَ إلى أرض النور والإيمان بفضل الواحد الديّان ...

فقبضتْه ملائكة الرحمة .


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 58588642848142775972

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالجمعة 21 أكتوبر 2011, 9:29 pm

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 58588642848142775972


القصة الثامنة

عاقبة السرقة



يوشع بن نون نبي من أنبياء بني إسرائيل ،من نسل يوسف ، كان مرافقاً لموسى عليهم جميعاً الصلاة

والسلام ، وهو الفتى الذي صحب موسى لملاقاة الرجل الصالح الذي ذكرت قصتـُه في سورة الكهف " وإذ قال

موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقـُباً " .. هذا النبي الكريم خَلَفَ موسى في حمل الأمانة

وتبليغ الرسالة .
انطلق هذا النبي الكريم لفتح القدس ، وأراد أن يكون جنودُه من الذين خلّفوا الدنيا وراءهم ، ورغبوا في إرضاء

الله تعالى والجهاد في سبيله ، لا يَشغَلُهم عن ذلك شاغل . فمنع عدّة أصناف من بني إسرائيل أن يقاتلوا معه

لانشغالهم بالدنيا وزخرفها ..


1- منهم الرجال الذين عقدوا على نساء ، ولم يدخلوا بهنّ . فهؤلاء ينتظرون الفرصة التي يعودون فيها إل

ى نسائهم . . فقتالهم سيكون إذاً قتالَ مَن يرجو الدنيا ، ويسعى إليها .


2- ومنهم من بنى داراً ، ولمـّا تكتملْ ، فهؤلاء قلوبهم معلّقة بها ، يتمنّون العودة إليها ، يبنون جدرانها ، ويرفعون

سقوفها .
3- ومنهم من يمتلك أغناماً ونوقاً حان وقت ولادتها كي تكثـُر وتنمو ، فهم يرصدون الزمن الذين يعودون بعده إلى

أموالهم .
هؤلاء الأصنافُ الثلاثةُ لن يبذلوا جهدهم في لقاء العدو وجهادهم إياه . أضعَفَه انشغالُهم بالدنيا ... فليكن الجيشُ

- إذاً - جيشاً ربّانياً يبذل النفس رخيصة لله تعالى .


كانت القدس من أحصن المدائن أسواراً ، وأعلاها قصوراً ، وأكثرها أهلاً . فحاصرها ستة أشهر . ثم إنهم أحاطوا

بها يوماً إحاطة السوار بالمعصم ، وضربوا الأبواب ، وكبّروا تكبيرة رجل واحد ، فتفسخ سورُها ، وسقط وجبة

واحدة ، فدخلوها ، وأخذوا ما وجدوا فيها من الغنائم ، وقتلوا اثني عشر ألفاً من الرجال ، وحاربوا ملوكاً كثيرة ،

وظهروا على واحد وثلاثين ملكاً من ملوك الشام . وذكروا أنه – يوشع بن نون عليه السلام – انتهى محاصرتـَه

لها إلى يوم الجمعة بعد العصر . فلما غربت الشمس أو كادتْ تغرب ، ويدخل عليهم السبت - حيث شُرع لهم أن

لا يقاتلوا فيه – قال النبي يوشع للشمس : إنّك مأمورة ، وأنا مأمور ؛ اللهم احبسها عليّ . فحبسها الله عليه حتى

تمكن من فتح المدينة ، وأمر القمر فوقف عن الطلوع .... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الشمس

لم تُحبس لبشر إلا ليوشع ليالي سار إلى بيت المقدس " رواه أحمد .

وجمع يوشع الغنائم كلّها ، فالغنائم – قبل الإسلام – لم تكن تحِلّ للمقاتلين ، بل كان القائد يحرقها كي لا تتعلّق أفئدةٌ

المجاهدين بلـَعاع الدنيا وزينتها ، وليكون جهادُهم خالصاً لوجه الله الكريم سبحانه .... وقدّمها للنيران ،

فلم تأكلها . فعلم أنّ بعض المقاتلين سرق منها شيئاً ...


فكيف يتوصل النبي الكريم إلى معرفة السارقين ، ونوع المسروق ؟ !


جمع رؤساء القبائل ، وأمرهم بمبايعته على الصدق في الجهاد . فمدوا أيديهم إليه يصافحونه ويبايعون . فلزِقتْ

يد رجل بيده ، فقال بلهجة الواثق : فيكم السارق . فيكم أيها الرجل .


فقال الرجل – زعيم قبيلته – ما نفعل يا نبيّ الله ؟


قال : اجمع رجال قبيلتك يبايعونني .


فجمعهم ، وهم لا يدرون سبب تخصيصهم بالمبايعة ... فلما طفِقوا يبايعونه لزِقتْ أيدي رجلين أو ثلاثة بيده ،

فقال : أنتم السارقون . هيا أعيدوا ما أخذتموه ... فأخرجوا كميّة من الذهب في صُرّة ، فبدت كأنها رأس

بقرة في حجمها .


فوضعوها على المال المجموع ، فأقبلت النار على الغنائم فأحرقتها .


متفق عليه / رياض الصالحين


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 58588642848142775972
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالجمعة 21 أكتوبر 2011, 9:35 pm

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 58588642848142775972


القصة التاسعة والعاشرة


التكبر والتواضع _ثواب العمل الصالح _




المشهد الأول :

انتصف النهار ، واشتدّت حرارة الشمس ، كان الهواء ساكناً سكوناً عجيباً غابت فيه النسمة ، فازدادت مشقة الطريق

، كان وحده يمشي ، يتقاطر جبينه عرقاً ، وينبثق من مسام جلده ، فتمتصه ثيابه حتى بدت مبللة تكاد تُعصر...


شعر بالعطش الشديد ، ولكن أين الماء ؟ لم يبق معه منه شيء... حرّك قِربته ، فلم يسمع ارتطام الماء فيها ،

وضع فوّهتها على فيه فلم تبِضّ بقطرة ... بدا لعابه يقِل ، وفمه يجف ، وشفتاه تتشققان ...


بحث حوله فهُيّئ له أن رأى ماءً ... فلما قصده لقيه سراباً .. بدأت عيناه تريه كل شيء أمامه أنهاراً سَرعان

ما تتبخر حين يُسرع إليها ... سأل الله حُسْن الختام ... وحين كاد يسقط على الأرض رأى على مدىً قصير

منه حافة بئر ... يا ألله ؛ أحقاً ما يراه أم هو يتخيّل ؟


شد عزمه ، وبادر بخطاً ثقيلة نحوه ... وصله وأطلّ عليه فرأى صورته . ورمى فيه حجراً فأسمعه صوت

ارتطامه بالماء ... نزل وشعر بالبرودة تدغدغ جسمه ... لقد وصل إلى الماء ... ووضع فمه على صفحته

، وعبّ منه كثيراً حتى ارتوى ...


لم يشعر بعد ذلك بشيء ... أمَرّ عليه وقتٌ طويل وهو نائم ؟ إنه لا يدري ... لكنه أحسّ بالعافية تسري في بدنه

، لقد عادت إليه الحياة " وجعلنا من الماء كل شيء حيّ " .. وقبل أن يخرج من البئر شرب كثيراً حتى كاد

الماء يخرج من عينيه وأذنيه وأصابع يديه !! لكنه كان قد رمى قربته في الطريق فأضاع فائدة كبيرة


لم يبتعد عن البئر كثيراً حين رأى كلباً يلهث ، يأكل الثرى من العطش ، إنه قرب الماء ، لكنْ لا يستطيع النزول إلى

البئر . .. لقد بلغ العطشُ بالكلب مثل الذي كان بلغ منه ، فأخذته الرأفة ، وهمّ أن يسقيه ، فماذا يفعل ؟!

إن الكلب لا يستطيع النزول إلى الماء ، وليس معه قربته أو إداوته ، ليس معه شيء يحمل فيه الماء

ليسقي الكلب العطشان . يجب أن يسقيه ، فماذا يفعل ؟


هداه تفكيره بل هداه الله تعالى حين رأى رحمته بالحيوان إلى أن ينزل البئر ، فيخلع حذاءه ويملأه ماءً ويحمله بفمه ،

ويصعد، فيسقي الكلب . ... أعاد ذلك مرات ، حتى رأى ذلك الحيوانَ الأعجم ينصرف عنه مبتعداً وينظر إليه نظرات

ملؤها الاعتراف بالجميل والفضل والشكر الجزيل ... فقد أنقذه من الموت .


حمد الرجل ربه لنفسه ، وحمِده لهذا الحيوان ، ... ولم يكن الله سبحانه غافلاً عما فعله الرجل ، فأكرمه غاية

الإكرام ، ورحمه واسع الرحمة ..


أتدرون كيف رحمه وكافأه؟ لقد أخبرنا الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن الله غفر له كل ذنوبه ،

وأدخله الجنة دون حساب .

يا ألله ، يا ألله ، يا ألله ؛ أنت الرحمن الرحيم .. اغفر لنا ذنوبنا ، وعافنا واعف عنا . يـــارب .


متفق عليه
رياض الصالحين / باب في بيان كثرة طرق الخير



المشهد الثاني:



إنه مسلم يحب الخير لإخوانه في العقيدة ، ويرجو لهم السلامة ، ويسأل الله من كل قلبه أن يحيا المسلمون في أمن وأمان

، لا يعكر صفوَهم كدرٌ ، ولا يَشوب حياتهم شائبةٌ ، فالمجتمع المسلم حين يكون متحابّاً متآلفاً ولُحمة واحدةً يكون

قوياً متماسكاً ...


لقد رآه الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة ، ولمّا يعملْ بعدُ العملَ الذي يؤهلُه أن يكون هناك في رَبَضِها ،

وفي رحمة الله وفضله ، ينعم فيها بما لا عين رأت ، ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلب بشر .


بلى إن الله تعالى يُدخل المسلم الجنة على عمله الخالص ولو كان قليلاً ، بل إنه يدخله الجنة على نيّتة

الخالصة الصادقة ، ولمّا يعملْ بها .


وكانت نيّة هذا المسلم صادقة خالصة لوجه الله الكريم ، وكان عملُه يدل على ذلك . وهل أفضل من أن يكون

المسلم في خدمة إخوانه يهتم بأمنهم وسلامتهم؟!


لقد مرّ بغصن شجرة على ظهر طريق ، أشواكُه تؤذي المسلمين ، يمر أحدهم دون أن ينتبه ، فيخمشه الغصن ،

أو تلسعه أشواكُه ، أو تمزّق ثيابه ، أو ينتبه له ، فيتنحّى إلى زاوية ضيقة ، ولعلّ وراء الغصن حشرة سامّةٌ ،

أو فوقه تغتنم دُنُوّه منها ، فتلسعه .


فكّر في كل هذا ، فعمد إلى الغصن ، فقطعه ، وحمله بعيداً عن الطريق ِ طريق ِ المسلمين . فاستحق بذلك

رحمة الله تعالى ، ورضوانه وجنّةَ الخلد ونعيمها .

رواه مسلم


رياض الصالحين / باب في بيان كثرة طرق الخير


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 58588642848142775972
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالجمعة 21 أكتوبر 2011, 9:45 pm

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 58588642848142775972


القصة الحادية عشرة

- إنه شفيعُنا: صلى الله عليه وسلم –



قال التلميذ لأستاذه : ما يفعل الله بالناس يوم الحشر؟


قال الأستاذ :


يجمع الله تعالى الناس ومعهم الجن والحيوان والطير ، وتحيط بهم الملائكة ،

وتقترب الشمس منهم قدْر ميل .


قال التلميذ : وهل يتحملون ذلك الحرّ يا أستاذ ؟!


قال الأستاذ :

الناس هنالك على قدر إيمانهم وأعمالهم . فمنهم من يصل عَرَقـُه إلى كعبيه ، ومنهم إلى

ركبتيه ، ومنهم من يصل العرق إلى صرته ، ومنهم إلى أثدائهم ، ويصل العرق ببعضهم

إلى فمه ، يكاد يُغرقـُه .


قال التلميذ : أهنالك يحاسبهم الله على أعمالهم ؟


قال الأستاذ :


لا ؛ إن يوم القيامة مواقف ، والحشر انتظار يطول على الكافر والعاصي ، أما المؤمن

فإن الله يُظله تحت ظله ، يوم لا ظلّ إلا ظلُه .


قال التلميذ : ماذا يفعل الناس بهذا الموقف ؟


قال الأستاذ :

يشتدّ على الكافرين ما هم عليه ، ويحسبون أنه العذاب الشديد . فيدعون ربّهم أن يخلصهم منه

ولو إلى جهنّم .

قال التلميذ : وهل العذاب في جهنّم أقل سوءاً؟! .

قال الأستاذ :

بل أشد بكثير ، إنما طول الموقف وشدّتُه عليهم يدفعهم إلى التعوّذ منه والتخلّص من بلواه ،

ولو إلى ما هو أشدّ منه .

قال التلميذ : ما يفعل المؤمنون في ذلك اليوم العصيب؟.


قال الأستاذ :

إنهم أيضاً يرجون الخلاص منه حين يقربهم الله تعالى إلى الجنة فيرونها ويرجونها مشتاقين

إليها .


قال التلميذ : فماذا يفعلون إذاً ؟ .


قال الأستاذ : يذهبون إلى أبيهم آدم يستشفعون به عند ربهم ، ليفتح لهم الجنّة .


قال التلميذ : فهل يفعل آدم ذلك ؟


قال الأستاذ :


يقول آدم : أتريدون دخول الجنة بشفاعة أبيكم ، وهو الذي أخرجكم منها حين عصى أمر

ربه فأكل من الشجرة ؟! .. لست صاحب التشريف بهذا المقام المنيف ، اذهبوا إلى ابني

إبراهيم خليل الله ، فلعله يشفع لكم عند ربكم .

قال التلميذ : فهل يذهبون إلى إبراهيم ، فيجيبهم ويشفع لهم ؟

قال الأستاذ :

يذهبون إليه حقاً ، ويقولون : يا خليل الله استفتح لنا الجنة ، فيقول : معتذراً لست صاحب

تلك الدرجة الرفيعة التي تؤهلني لما تطلبون . .. يقولون : ولكنّك خليل الله ؛ ألم يرفع

ربك مقامك حين قال : " واتخذ الله إبراهيم خليلاً " ؟! .. فيقول : بلى : كنت لله خليلاً ،

ولكنه سبحانه لم يكلمني ولم أره . إنما كان ذلك عن طريق سفيره جبريل .


يقولون : فماذا نفعل ، وإلى من نذهبُ؟ .. فيقول إبراهيم الخليل : اعمدوا إلى موسى ،

فقد كلمه الله تكليماً دون وساطة ، واصطفاه على الناس برسالاته وبكلامه ، فأنا وراءه

في المنزلة ، ووراءَ منْ وراءه .


قال التلميذ : وهل يذهبون إلى موسى ، ويسألونه أن يشفع لهم بدخول الجنّة ؟ .


قال الأستاذ : لقد ذهبوا ، وسألوه الشفاعة ، وذكّروه بمكانه من الله تعالى .

قال التلميذ : فبم أجابهم ؟ هل شفع فيهم عند الله تعالى ؟

قال الأستاذ :

أجابهم بما أجابهم به من قبلُ آدمُ وإبراهيمُ : لست بذلك المقام الذي يؤهلني لما طلبتم ،

فاذهبوا إلى عيسى بن مريم ، فإن كان الله قد كلّمني فهو كلمته ألقاها إلى مريم ،

وروح منه.

قال التلميذ : فما تقصد - يا أستاذ – من قول موسى : إن عيسى كلمة الله وروح منه؟

.
قال الأستاذ :

أما كلمته فقد أوجده دون أب بكلمة " كن " وهذا أمر بديع عجيب . خالف فيه سبحانه سنّتَه

ليكون عيسى حجة الله على عباده ، كما جعله يتكلم وليداً .


وأما روحُه فقد جعله ذا روح وحياة دون ماء يجري في رحم أمه ، وأحيا به الموتى

فكلموا الناس .

قال التلميذ : فهل يتوسط لهم ، ويسأل الله تعالى أن يفتح لهم الجنّة ، وينقذهم من شدّة

الموقف؟

قال الأستاذ : لا ؛ إنما يجيبهم بما قاله لهم آدم وإبراهيم وموسى : لست أهلاً لتلك

الدرجة الرفيعة ، إنها ليست لي .


قال الأستاذ :

وهل هناك غير رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ؟ لقد دلّهم عليه عيسى عليه

السلام قائلاً : إنه الشفيع المشفـّع ، صاحب لواء الحمد والمكانة السامية التي لا يرقى

إليها أحد . إنه من كلم الله في السموات العلا حين عرج إليها ، ورأى نوره سبحانه ،

فأين الأنبياء منه ، وإن عَلَوا ، والمرسلون ، وإن سَمَوا ؟!


قال التلميذ :

فماذا يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يذهبون إليه ، يستشفعون به ، ويستفتحونه ؟

.
قال الأستاذ : يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا لها ، أنا لها .

وينطلق إلى مقدمة العرش ، ويسجد لله سبحانه ، ويفتح الله تعالى عليه بمحامد يحمد بها الله

تعالى ، لم يفتح عليه بها من قبل . يقول سبحانه وتعالى : قم ؛ يا محمد ؛ واشفع تُشَفع ،

وسل تعطه ، واطلب يُستجب لك .


قال التلميذ : يا أستاذي الكريم ؛ لِمَ لمْ يدلهم الأنبياء عليه ابتداءً ؟.


قال الأستاذ :


أحسنت يا بني ، إنك لبيب أريب ، سألتَ سؤالاً يدل على ذكاء وبُعد نظر ، إن تعليل ذلك

من جوانب عِدّة ، منها :


أولاً : أن الموقف عظيم ، وأنهم – وإن كانوا أنبياء ورسلاً عظاماً – فلكل درجته ومقامه

الذي يقف عنده لا يتعدّاه .


ثانياً : أن كل واحد منهم حين يقدّم غيره إنما يُظهر فضله وعلوّ مكانته بما اختصّه الله به .


ثالثاً : أن الحكمة في إلهام الناس سؤالَ آدم والبدء به ، ثم الانتقال إلى مَن بعدَه ، واعتذار

كل منهم بأنه ليس أهلاً لذلك إظهارُ كمال شرفه صلى الله عليه وسلم على سائر الرسل

. إذ لو جاء الناس إليه أوّلاً ، وأجابهم ، وشفع فيهم ، لم يظهر كمال التمييز . إذ كان

احتمال أن هذا الأمر له ولغيره من الرسل . فلما تأخر كلٌّ عن ذلك ، وتقدم هو له

عُلم أنه السيّد المقدَّم صلى الله عليه وسلم .

رابعاً : ويُحتمل أنهم علموا أن صاحب الشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ، فتكون

إحالة كل واحد منهم على الآخر على سبيل التدريج إليه ، وإظهار فضله .


خامساً : أن الأخير وإن كان أفضل فمن الخير تقديم الأجداد والآباء على الأبناء.


سادساً : لإظهار أهمية الموقف وفضل الشفاعة ، فإن الناس لو نالوها مباشرة لم تظهر

أهميتُها وعظيمُ أثرها .

قال التلميذ : إيهِ يا أستاذي الكريم ؛ إني لمتشوق لمعرفة ما يحصل بعد ذلك .


قال الأستاذ : حينئذ يرفع الرسول الكريم رأسه ويسأل الله تعالى أن يجوز الناس

الصراط إلى الجنة.

قال التلميذ : وما الصراط يا استاذي ، وما أهمية ذلك ؟

قال الأستاذ :

إنه الجسر الذي ينصب فوق جهنم يقطعه الناس إلى الجنة ، فأما من ثقلت موازينه فقد أفلح ،

وأما من خفت موازينه فقد سقط في جهنم ، والعياذ بالله .

قال التلميذ : فكيف يجوزه الناس يا أستاذ ؟


قال الأستاذ : حين يُنصب الصراط تقف الأمانة عن يمينه ؛ والرحم عن يساره – لعظم

أمرهما وكبير أثرهما – يُصَوّران شخصين على الصفة التي يريدها الله تعالى ... فمن

أدّى الأمانة إلى أهلها ، وكان عفّ اللسان ، طاهر القلب ، نقيّ السريرة ، يؤدي فرائضه ،

ويعمل بما أمر الله تعالى ، وينتهي عن نواهيه ، يعين على نوائب الحق ،

ويساعد المحتاجين ، ويكف أذاه عن الناس . ومن كان يصل رحمه فبرّ أباه وأمه ،

وأحسن إلى إخوته وأهله وعشيرته ، وعفا عمّن ظلمه ، ووصل حبال من قطعه جاز

الصراط ، ووصل إلى الجنّة . ومن كان خلاف ذلك هوى في نار جهنم .. نسأل الله العافية .


قال التلميذ : فكيف يمرّ الناس على الصراط؟

قال الأستاذ :

أحسنتَ يا بني في سؤالك هذا ... يمر الناس على الصراط حسب أعمالهم ، فمن كان

وليا لله ، مقيماً لشعائر دينه ، مجاهداً في سبيل الله ، باع الدنيا ، واشترى الآخرة جاز

الصراط كالبرق – طرفة عين – وهؤلاء هم الصفوة المختارة الذين يمرون دون أن

يشعروا أنهم مروا لسرعتهم . فما أكرمهم على الله ؟!.. ثم تأتي الفرقة الثانية ،

فيمرون على الصراط سرعةَ الريح ... ثم تأتي الفرقة الثالثة ، فيمرون على الصراط

سرعةَ الطير ... ثم تقل المراتب والأعمال ، فيكون المرور على الصراط مناسباً

لأعمالهم .


قال التلميذ : وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذاك ؟


قال الأستاذ : إنه عليه الصلاة والسلام قائم على الصراط يدعو الله النجاة لأمته قائلاً :

ربِّ سلّمْ سلّمْ ، والأنبياء تقول مثل هذا همساً . لهول الموقف وشدّة وطأته . حتى

تعجز أعمال العباد .


قال التلميذ : فماذا بعدُ يا أستاذُ ، أرجو أن توضح أكثر .


قال الأستاذ : لا يبقى سوى العاصين ، وعلى جانبي الصراط كلاليب من حديد معقوفة

الرأس ، فمن كان قليل العصيان سار سيراً حثيثاً ، ولربما أصيب بأذىً ، فخدشته

الكلاليب ، لكنه ينجو من النار ولهيبها . ومنهم من يكون بطيئاً في سيره ،

وبعضهم لكثرة ذنوبه لا يستطيع السير إلا زحفاً والكلاليب تأكل من جسمه

وتزعزع أركانه، لكنّ الله ينجيه ، فهي لا تعلق إلا بمن أُمرت به ، فتلقيه في أتون

جهنم .


أما الجبابرة والمتغطرسون من أمة الإسلام فتلقي بهم الكلاليب في قعر جهنم والعياذ بالله ..

أتدري متى يصل الذي تعلق به الكلاليب فتكردسه إلى قعرها ؟! بعد سبعين سنة من

سنواتنا هذه ، نسأل الله العافية .


أما الكفار فيُؤخذون مكبلين إلى جهنم ليخلدوا فيها أبد الآبدين ....


قال الأستاذ والتلميذ :


اللهم إنا نسألك الجنة ، وما قرّب إليها من قول أو عمل ،

ونعوذ بك من النار ، وما قرّب إليها من قول أو عمل .

اللهم ارحمنا ، فإنك بنا راحم ، ولا تعذبنا ، فإنك علينا قادر .

رواه مسلم
رياض الصالحين / باب الأمر بأداء الأمانة


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 58588642848142775972
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالجمعة 21 أكتوبر 2011, 9:56 pm

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 58588642848142775972


القصة الثانية عشر

" العبد الصالح جُرَيج "


روى هذه القصة أبو هريرة رضي الله عنه إذ سمعها من النبي صلى الله عليه

وسلم . فمن جريج هذا

أنصت الرجال المتحلقون حول حبيبهم المصطفى عليه الصلاة والسلام ، وأرهفوا السمع ، وحبسوا أنفاسهم ،

حين بدأ يحدثهم عن جريج العابد هذا ، فقال :


إن جريجاً كان رجلاً راهباً في صومعة له يعبد الله ، ويتبتل إليه ، انقطع عن الدنيا ، وأخلص وقته ونفسه لله تعالى

، وكانت صومعته على صخرة عالية في الجبل ، وتحتها كهف يأوي إليه أحد رعاة البقر ، فيَقيل ، ويُمسي .


جاءت أم جريج مرة وهو يصلي ، فدعته ، وكان عليه أن يجيب دعاءَها ، فقال في نفسه : أيهما أفضل يا ترى ؟

الاستمرارُ في الصلاة وأنت واقف بين يدي الله تعالى أم قطع الصلاة وإجابةُ دعوة الأم؟!! لم يكن يدري ما يفعل

... إلا أنه آثر إتمام الصلاة رغبة في تمام الثواب ... وسوف يفرغ لأمه يبرُّها ... نعم لن يضيع الصلاة ؛..

وإرضاء الوالدة بعد ذلك أمر يسير ، وهو بذلك ينال أجرين ! هكذا فكر جُرَيْج ..


وعادت الأم تنادي : يا جريجُ؛ رُدّ عليّ يا بني ؛ أنا أمك أناديك ، فهلمّ إليّ .. إجابتي خير لك في الدنيا والأخرة ...


لم يكن جريج يدري أن ترك النوافل والمبادرة إلى إجابة والدته أفضل القرُبات عند الله ، فعزم أن يستمر في الصلاة

.. ولا شك أن الله يعلم أن جريجاً يحب والدتَه ، ويودّ بـِرّها ، ولكنّه في الصلاة ! - والصلاة وقوف بين يدي الله

– وهل أفضل من الوقوف بين يدي الله سبحانه ؟!


إنه ليس عاقـّاً ، وسيجيب والدته حين يفرغ من صلاته ... هكذا اجتهد للمرة الثانية . وحين نادته مرة ثالثة وأخيرة

فلم يردّ وآثر الاستمرار في الصلاة ، فأبطا عليها ، بل لم يجبها قالت حزينةً دامعة العينين متأثرة بصدّه -المؤقت لها

– وفي سَورة غضبها : لا أماتك الله يا جُرَيجُ حتى تنظر في وجه العاهرات.


وجه العاهره ليس فيه طهر ولا نقاء ! دنس الزنا يُذهب رُواءَه ، ويُطفئ نورَه ، ويترك عليه مسحة من سواد تنفر

منه النفوسُ الصافية والقلوبُ المؤمنة ، وتستعيذ منه الأرواحُ الشفافة والأفئدةُ الطاهرة.... وأين يرى المومساتِ

وهو لا يدري بما يجري حوله ؟ ! إنه لا يخرج من صومعته إلا لِماماً .


لم تكن الأمّ تريد أن يُصيبَ ولدَها مكروهٌ ، ولكنْ سبق السيفُ العَذَلَ ، وسبق لسانُها إلى الدعاء . وكأن دعاءها قد

وجد أذناً من الله سميعة ... انصرفت الأم بعد أن دعتْ ... ونسيتْ .. ولكنّ الله لا ينسى ، ولم يكن لينسى دعاء الأم ،

فلا بد أن يعاقَبَ العاقّ جزاءً وفاقاً ... ولكنْ كيف؟!


تذاكر بنو إسرائيل جُريجاً ، وعجبوا من كثرة عبادته وشدّتها ، وقَصَده الناسُ من كل حَدَب وصوب، فذاع صيتُه ،

وتدافعوا إلى صومعته يلتمسون بركتَه ، ويسألونه أن يدعوَ لهم .


وكانت امرأة بغيّ يُتمثّل بحسنها ، قالتْ : إن شئتم لأفتِنَنّه !.


قالوا لها : لا تستطيعين ، إنه لا يلتفت إلى النساء .


قالت متحدّية : ومنذا يقف أمام جمالي وإغرائي ؟!


قالوا : إن كنت واثقة بنفسك فافعلي .


تزينت له ،وحملها الشيطان على جناح الفتنة إلى صومعة جُريج ، وجهدتْ في التعرّض له ، فتمنّع عليها ،

وجدّتْ في إغوائه ، فاستعاذ بالله منها ، حاولت بكل فتنتها ومكائدها أن يسقط في مصائدها فارتدّت خائبة ، فلما

شربت من كأس اليأس وسقطت في تحديها - فليس كل الناس سواء = نزلت إلى راعي البقر في كهفه أسفل

الصومعة ، فمكّنته منها . .. أسلمت راعي البقر نفسها وهو الذي لايأبه له أحد ، ولا يملأ عينَ من يراه ،

وهي الجميلة الفاتنة التي يخطب الكبراء ودّها ويركعون تحت قدميها ، ويبذلون أموالهم كي ترضى عنهم فيظفروا

بها ! إن تمنّع الراهب أحبطها وجرح كبرياءها ، فارتمت عند أول لاقط لها حنقاً من الراهب وشعوراً أن هناك

من يريدها ، ويسارع إليها ..

إن العاهره حين زنا بها الراعي حملت منه ، ثم ولدت صبياً يجهل الناس أباه ، فمن أبوه يا ترى ؟ لم تذكر المرأة

اسم الراعي ، فهو أبو ابنها الذي تحبه وأباه ، ولا ترضى العقاب للراعي الذي ارتبطت به ، فأثمر هذا الارتباط

الخاطئ ولداً . إنها تريد إبعاد التهمة عنه لتوقع بمن مرّغ كبرياءها ، ولم يلتفت إلى إغرائها وفتنة جمالها . ..

ووجدت الفرصة سانحة ، فقالت أمام الملك : إنه جُريج ؛ ذلك الذي يلبس مسوح الرهبان ، ويتستر وراء سياج

العفاف ! !..


وأبلس القوم ... جريجٌ يفعل هذا ؟! أمن المعقول أن يكون ظاهره غير باطنه؟! وهل يمكن لهذا الرجل الصالح

أن يقع في الزنا ؟! ... ويتهامس القوم غير مصدّقين .

قال الملك مستغرباً : أصاحبُ الصومعة؟!

قالت : نعم ؛ ألم يرني أحدكم تلك الأيام أختلف إلى صومعته؟

لا شك أن بعضهم رآها تقصد الصومعة في أوقات مختلفة .. لا بل تقصد مما تحت الصومعة إلى الراعي ...

وأنّى لهم أن يعرفوا الحقيقة ؟

ثار الناس وتصايحوا .. وغضب الملك ، وازداد غضبه .. لماذا ؟ لأنه فوجئ بمن يزني وهو متزيّ بزيّ الصالحين

. ..
وفي سورة غضبه أمر أتباعه بهدم الصومعة ، وجر جريج مهيناً إلى مجلس الملك . ففعلوا ، وربطوا يديه بحبل

إلى عنقه كما يُفعل بالمجرمين ، وضربوه وأهانوه ...


ومرّ في طريقه على العاهرات ، فرآهنّ يبتسمن وهنّ ينظرن إليه في الناس . وصدقتْ دعوةُ أمه فيه ، فقد رآهنّ

يشمتن به ، ويهزأن منه ، وكأنّهنّ يقلن في أنفسهنّ : تدّعي الصلاح جهراً ، وترتكب الموبقات سرّاً ؟ فنحن إذن

أطهر منك ،،،، سرُّنا كعلانيتنا .


قال جريج متمتماً : حسبي الله ، ونعم الوكيل ... اللهم أنقذني مما أنا فيه ، وأعنّي على برّ أمي .


قال الملك : أعرفتَ ما تزعم هذه المرأة ؟

قال : وما تزعم ؟

قال الملك : تزعم أن ولدها منك .

قال جريج : أنتِ تزعمين ذلك ؟!

قالت : نعم ؛ .. يا ويلها إنها تكذب ، وتصر على الكذب ، وتودّ في سبيل الراعي ونفث حقدها أن ترمي به في

المهالك .
قال جريج : أين الصغير ؟


قالوا : هو ذا في حُجرها .

قال : دعوني حتى أصلّي ، فما أقرب الإنسان إلى الله وهو ساجد يسترحمُه ، ويستنقذُه ، ويسكب العبرات في حضرته

، ويبتهل إليه سبحانه ، فهو كاشف الضر ، ومنجي الصالحين .


إن الله تعالى بعد أن أخذ بحق أمه وأجاب دعاءَها لم ينسَ عبادةَ جريج ولا صلاحه . وهو سبحانه يعلم مقدار

حب جريج أمَّه .. وأنه اجتهد ، فاخطأ . ولعلّ في هذا درساً وعبرة أيما عِبرة . فشاء – سبحانه –

إنقاذ جريج ورفع منزلته ، فليس الظلم من صفاته سبحانه جلّ وعلا .

أقبل جريج بعد أن فرغ من صلاته حتى وقف على الطفل ، وطعنه بإصبعه في بطنه ، وسأله على مسمع من الملك

وأركان ملكه واثقاً من نصر الله له ورحمته به : من أبوك ؟

وهنا كانت المفاجأة التي وجفت لها القلوب ، وتسمرت لها الأقدام ... لقد أنطق الله الطفل ابن الأيام ، فقال :

إنه الراعي ... راعي البقر الذي استغل المكان الطاهر في آثامه ونزَواته ، وخلا بأمه ، فكان الطفل ثمرة الزنا .


وانقلب الأسير حراً ، والمهينُ عزيزاً .


أسف الملك لسوء ظنه بالراهب الطاهر ، وندم على إهانته إياه ، ورغب معبراً عن ندمه هذا أن يعيد بناء

الصومعة من ذهب .... صومعة من ذهب؟! .. إن بريق الذهب يُذهب بريق القلوب .


قال : لالا ، لا أريدها من ذهب .


قال الملك : من فضة إذاً .


قال : لالا ، إن لمعان الفضة يحجب الحقيقة عن القلوب .


قال الملك : ممَّ نجعلها إذاً ؟

.
قال جُريج : ردّوها كما كانت ، فهذا أدعى إلى السكينة والصفاء .


إن بهرجة الدنيا تشغَل القلوب ، وتُثقل الأرواح ، وتقيّد النفوس .

ثمّ تبسّم جُريج ... وعجب الحاضرون إذْ تبسّم . لا بدّ أن أمراً ما استدعى الابتسام ...


نعم ، لقد أدرك جُريْج أن الذي أدّى إلى هذا الموقف العصيب الذي كاد يعصف به لولا أن تداركته رحمة ربه

دعوةُ الأمّ أن يرى وجوه العاهرات .... ولم يكن بدّ ٌ أن يراها .


فدعوة الأم أحقّ أن تُجاب .

متفق عليه

رياض الصالحين ، باب فضل ضعفة المسلمين ، والفقراء الخاملين .

الأدب المفرد للبخاري ص20 الحديث 32


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 58588642848142775972
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالجمعة 21 أكتوبر 2011, 10:03 pm

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 58588642848142775972


القصة الثالثة عشرة

السرابُ الخادع


حملت الأم رضيعها ، ودلفت من الباب مسرعة إلى دار والدها ، ففي مثل هذه الساعة

من يوم الأربعاء كل أسبوع يلتقي الإخوةُ هناك سويعاتٍ يُعيدون ما انقطع من ذكرياتهم قبل

أن يتزوجوا ، ويُضفون على والدَيهم السرور والسعادة حين يجتمعون إليهما ، وهم

حريصون على برّهما والإحسان إليهما .

بكى رضيعها بكاء مرّاً ، فهدهدَتـْه وهي مسرعةٌ ، فلم يتوقف عن البكاء ، ناغته ،

فارتفع صوتـُه . قالت : فلعلّه جائع ...

انزوتْ ركناً من الطريق ، وجلستْ على حجر رأتْه هناك ، وألقمتْه ثديَها . لقد كان

جائعاً وطمآن حقاً ، فلقد سكت ، وانشغل بالرضاع .... نظرت إليه نِظرة الحنان

والحب . وهل هناك أشدّ رأفة من الأم على وليدها ؟.... ودعت الله أن يجعله رجلاً

صالحاً مهيباً ، يملأ العين ..


قبّلتْه ومسحت على رأسه ، ثم أقبلتْ على الطريق ترصد المارين ، وتسلي نفسها إلى أن

يشبع ولدها .

وفجأة رأت فرساً فارهة ، أقبلتْ تخُبّ بصوت رتيب موسيقيّ ، جسمها متين ، كأنه قطعة

من حديد ، ضخمة كأنه جدار عال ، يمتطيها رجل بدَتْ عليه أماراتُ الصحة والعافية ،

وسيم الطلعة ، نضر الوجه ، يلبس ثياباً جديدة تزيده بهاءً وجمالاً .


قالت وهي تنظر إليه ، وقد بهرها ما رأتْ : اللهم اجعل ابني مثل هذا .

يا للعجب ؛

لقد ترك الرضيع ثديَ أمه ، وكأنه فهم ما قالت، ونظر إلى الرجل يتفحّصُه ، ويُدير فيه

عينيه ، ثم نطق قائلاً : اللهم ، لا تجعلني مثله ... ثم أقبل على ثدي أمّه ، فجعل يرضع .

تعجّبت الأم حين سمعت ابنها يتكلم ، إنه لم ينطق بغير هذه الكلمات . ثم داخَلها الشكُّ :

أحقاً ما سمعته أم إنها حالمة ؟! وهل ينطق ابن أشهر بكلمات الكبار ، ويفصح عمّا

يريد ؟ ...إنه لأمر عجاب !.

وعادَتْ تنظر إلى الناس ، وقد نسيت أو تناست ما سمعت . فرأت رجالاً يضربون فتاة

، ويقولون : زنَيْتِ ، سرقـْتِ . والناس مجتمعون حولها ، لا يرأفون بها .. ومن يرأف

بفتاة زانية سارقة؟... وكانت الفتاة حزينة ، باكية ، كاسفة البال ، تشكو إلى الله ظلم

العباد ، وتقول : حسبي الله ، ونعم الوكيل .


قالت الأم وهي تنظر متقزّزة ؛ تستنكر أن تزني المرأة الحرّة وتسرق : اللهم لا تجعل

ابني مثلها .- وهذا الدعاء من أم تود الخير لولدها فطْريٌ في كل امرأة ... يا سبحان الله

؛ إن الطفل يترك الرضاع ، وينظر إلى الفتاة يتفحّصها ... ثم يقول : اللهم اجعلني مثلها

.... ثم يعود إلى التقام ثدي أمه .


أما الأم الآن فقد تيقـّنَتْ أن ابنها الصغير يتكلم ، وأنه هو الذي دعا الله أن لا يكون مث

ل ذلك الرجل صاحب الفرس فسألتْه : يا بنيّ لِمَ رفضْتـَه ، ورضيت أن تكون كهذه الفتاة ؟ !.

وهنا علّل الرضيع بأوضح كلام ، وأفصح بيان :


يا أماه ؛ أما الرجل فهو جبّار متكبر ، يرى الناس دونه ، ومن كان هكذا فالنار مأواه .

فهل تريدين أن أكون مثله ، وانتهي إلى ما سينتهي إليه ؟!!


وأما الفتاة فطاهرة اليد عفـّة النفس ، ليست بزانية ولا سارقة ، اتهمها الناس بذاك زوراً

وبهتاناً ، فهي تنفي عن نفسها ما يَشينُها ، وهل تفعل الحرّة المؤمنة ما يُسيء إليها ؟!!

لا ينبغي – يا أماه – لذي العين البصيرة والعقل الواعي أن يُؤخذ بالمظاهر الكاذبة ، وأن

يخضع للادّعاءات الضالّة ، إنما عليه أن يتحرّى الصدق كي يكون على هدىً مستقيم .

متفق عليه

رياض الصالحين ، باب ضعفة المسلمين والفقراء الخاملين


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 58588642848142775972
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالجمعة 21 أكتوبر 2011, 11:02 pm

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 40211182724519653204

القصة الرابعة عشرة

رب رحيم




بعض الناس يعيشون دون وازع من دين يردعهم عن الوقوع في المعاصي ، هؤلاء عشعش الشيطان في قلوبهم ،

فلا يستطيعون الخروج من مستنقع الفساد ، ولا يريدون الخروج منه .



فليست قصتنا عن هؤلاء ، فإن انتقل بعضهم إلى معسكر الإيمان فهم قليل .


أما هذه القصة فعن المؤمن الذي يحب الله ويخافه ، ويبذل جهده لإرضائه ، يأتمر بأمره ، وينتهي عن نواهيه ،

فإن زلّ وأذنب ، فالتوبة تمحو ذنبه ، وتغسله من درنه ، فيلحق بركب الصالحين .


فقد ذكر الرسول الكريم محمد صلوات الله عليه وسلامه أن رجلاً مؤمناً وقع في إثم ، فأحس بالضيق ، وندم

على ما فعل ، وأسف على ما فرّط في جنب الله ،فماذا يفعل؟

إن المسلم حين يكبو به فرس إيمانه ، فيقع في حفرة لم ينتبه إليها ندّت عن درب الإيمان سرعان ما يلملم نفسه ،

ويستعين الله ، ويتوب إليه من ذنبه ، سرعان ما يتجه إلى خالقه يذرِف دموع الندم ، ويعاهد الله أن لا يقع مرة

أخرى فيما يغضب الله تعالى ، ويسأله الصفح والغفران ، ويرجوه طيّ تلك الخطيئة ، بل التجاوزَ عنها ، بل

محوَها من سجلـّه كي يعود نظيفاً ، وأن يبعد عنه وسائل الغواية ، ويهديَه سبيل الرشاد ، يلتجئ إليه وحده ،

فهو غفـّار الذنوب ، ستـّار العيوب .

يا رب اغفر ذنبي ، واستر عيبي ، وارحم ضعفي بقوتك ، وتجاوز عن ذنبي بحلمك وعفوك ، أنت ربي تباركت ، وتعاليت .


ويرتفع الدعاء مصحوباً بالندم والاستغفار ، مخترقاً الحجُب إلى عالِم الغيب والشهادة ليقف أمام السيّد المطلق

يعلن توبة َصاحبه وإنابتـَه .


ويفرح الله تعالى بتوبة عبده ، ولَفـَرحُه – سبحانه – أشد من فرح الرجل الذي عادت إليه ناقتـُه - في صحراء مترامية

الأطراف ، فأيقن بالهلاك – فعادت إليه الحياة .

فقال تبارك وتعالى " أذنب عبدي ذنباً ، فعلم أن له رباً يغفر الذنْب ، ويأخذ بالذنب ، فغفر له "

وعاد الرجل المؤمن ، فضعف أمام مُغرِيات الحياة ، وزلت قدمه في حفرة الخطأ ... سقط وهو يعلم أنه نكث العهد

الذي قدّمه أمام توبته .. لم ييئس أمام ضعفه وضغط الماديات والمغريات حوله ، فأحس بالندم الحقيق ، وتمسّك

بالعُروة الإيمانيّة الوثقى ثانية ، وبكى ، ولجأ إلى الركن الركين والملاذ الحصين ، يسأله العفو والغفران وستر

العيوب والنقصان .

وارتفع الدعاء إلى الطبقات العلا يستمطر الرحَمات ممن بيد النواصي ، يعلن توبة صاحبه وإنابتَه .

فيقول الله تعالى – سبحانه من رب رؤوف رحيم عطوف : أذنب عبدي ذنباً ، فعلم أن له رباً يغفر الذنـْب ، ويأخذ

بالذنـْب ... فغفر له " .


الضعيف إن فتر عن المتابعة – وهذا دأْبه –

عاد إلى الخطأ . فإن وقع فيه نبّهَتْه فطرتُه الإيمانيّة التي فطره الله عليها ، فعاد إلى الصواب يستغفر الله ويرجو

عفوَه ، فهو – الإنسان – دائم العودة والإنابة ، ينزع إلى خالقه يحتمي بحِماه ، ويرجو فضله ، فيجيبه الله تعالى

بحنوٍّ وعطف وحنان : " أذنب عبدي ذنباً ، فعلم أن له رباً يغفر الذنب ،ويأخذ بالذنب ، أقـْبـَلـُه إن عاد ،

وأدعوه إن بَعـُد ، أغفر زلاتِه ، وأجيبُه إن دعاني ، قد غفرتُ لعبدي ، فليفعلْ ما يشاء

متفق عليه / رياض الصالحين / باب الرجاء


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 40211182724519653204
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالجمعة 21 أكتوبر 2011, 11:35 pm

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 77099365325923109115

القصه الخامسة عشر

الأسى لا يُنسى




حين ازداد طغيان فرعون وأذاه على بني إسرائيل وبالغ موسى وهارون عليهما السلام في النصح

والتذكير لآل فرعون وأظهار المعجزات الباهرات التي تحمل العاقل على تصديقهما والإيمان بدعوتهما ، ثم وجدا

القوم مصرين على الجحود والإنكار أخذ موسى يدعو عليهم ، وهارون معه يُؤمّن على دعائه .


ومِن حق من يدعو على الآخرين أن يذكر أولاً سبب الدعاء عليهم لئلا يتوهم السامع أن الدعاء دون سبب ولا ذنب ،

ولهذا قدّم موسى عليه السلام السبب والجناية التي استحق فرعون وقومه والملأ منهم دعوة نبيّهم بالهلاك "

وقال موسى : ربَّنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالاً في الحياة الدنيا ، ربنا ليضلوا عن سبيلك ، ربنا اطمسْ

على أموالهم ، واشدُدْ على قلوبهم ، فلا يُؤمنوا حتى يَرَوُا العذاب الأليمَ " فجاءهما الجواب السريع " قد أُجيبتْ

دعوتُكما ، فاستقيما ، ولا تتّبعانِّ سبيل الذين لا يعلمون " وهنا ينبهنا الله تعالى أن العبد المستقيم على طاعة ربه

مستجاب الدعوة . فلا يفرّطْ في التزام شرع ربه ، ولا يتبعْ طرق الغواية والضلال .


تفتّحت – إذاً- أبواب الدعاء ، فأوحى الله إلى نبيه موسى أن يخرج ببني إسرائيل من مصر ليلاً ، وأن يعبر بهم البحر

، ويذهب بهم إلى أرض فلسطين . فتجهّز موسى وأخوه ومن معهما من المؤمنين وبقية الإسرائيليين دون أن يعلم

بهم الأقباط وعيونُ فرعون ، وساروا متجهين إلى البحر الأحمر – بحر القلزم – وأخذوا يجدون السير مخافة أن

يدركهم فرعونُ وجنوده . فلما كان الصباح نظر الأقباط ، فوجدوا ديار بني إسرائيل قد خلت منهم ، فلم يبقَ فيها

ساكن ، فأخبروا فرعون ، فجهز جيشاً جرّاراً ، وخرج على عقِبهم ، وصمم على استئصال بني إسرائيل ،

فأدركهم في اليوم الثاني مع طلوع الشمس .


وكان بنو إسرائيل قد نظروا خلفهم فارتاعوا إذ رأوا فرعون بجيشه العرمرم يسرع نحوهم ، فأيقنوا بالخطر والهلاك

، وضجّوا بالصياح والعويل ، وقالوا : يا موسى " إنا لمُدرَكون " فأجابهم إجابة الوائق بربه المعتمد عليه " كلاّ ؛

إن معي ربي ، سيهدين "
هنالك أوحى الله تعالى إلى نبيه موسى أن يضرب البحر ، فضربه بعصاه ، فانشقَّ عن طريق يابسة بقدرة الله

تعالى ، وارتفع الماء على جانبيه ارتفاع الجبل العظيم ، وكأنهما جداران مبنيان من الزجاج القوي يمنعان الماء

من ورائهما ! " فكان كل فرق كالطود العظيم " .


ورأى بنو إسرائيل هذه الآية العظمى فجاوزوه على انني عشر ممراً – فهم اثنا عشر فخذاً . وكان موسى وأخوه

عليهما السلام وراء قومهما يشجعانهم على الإسراع في العبور – وهذا دأب القائد الرحيم ، الذي يحافظ على قومه

، ويهتم بأمرهم ، ويسعى لحمايتهم والتأكد من نجاتهم .


كان فرعون قد وصل بجنوده إلى شاطئ البحر فأسرع إلى الممر يتبع بني إسرائيل . وأراد موسى أن يضرب

البحر بعصاه ليعود كما كان ماءً يمنع الجيش الزاحف أن يصل إليهم . وأراد الله تعالى أمراً آخر ، أراد سبحانه

أن يُغرق فرعون وجنوده ليكونوا عبرة لمن يعتبر . فأوحى الحق سبحانه إلى نبيه موسى أن يترك البحر

على حاله " واترك البحر رهواً - أي ساكناً – إنهم جندٌ مُغرقون "


قال تعالى " وجاوزنا ببني إسرائيل البحر ،


فأتبعهم فرعونُ وجنودُه بَغياً وعَدْواً ،


حتى إذا أدركه الغرقُ قال :

(آمنت أنّه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل ،

وأنا من المسلمين ) " .

قال جبريل عليه السلام مخاطباً رسول الله صلى الله عليه وسلم :


يا رسول الله ، لو رأيتني حين سمعت فرعون يقول ما قال ، وأنا آخذ من وحل البحر ، فأدُسّه في فمه مخافة

أن تدركه رحمة الله !!!


وما فعل جبريل ذلك إلا كُرهاً للطاغية المتجبر ، وحنقاً عليه ، فقد أذاق المؤمنين ويلاتٍ ، وويلات ، قتل ذكورهم ،

واستحيا نساءهم ، وسخّرهم لخدمته وخدمة أعوانه ، وعاملهم معاملة العبيد ، فتن المسلمين وحاربهم ، ونشر

الكفر والفساد ، واّدعى الألوهيّة ، فخاف جبريل أن يقبل الله إيمانه دون أن ينال عقابه .

وهنا سؤال لا بد من طرحه :

إن فرعون تاب ثلاث مرات في هذا الموقف : إحداها قولُه " أمنتُ "

وثانيها قولُه " لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل "

وثالثها قوله " وأنا من المسلمين "

فما السبب في عدم قبول التوبة والإنابة إلى الله ؟

والجواب : سبق السيف العذل ! فقد جاء إيمانُه وهو يُغَرغِر حين صار في حكم الميت أو كادَ ، فهذه توبة اليائس ،

وهذا الإيمان إيمان المضطر المكره على الإيمان ، وفي هذه الحال لا تكون التوبة صادقة ، ولا الإيمان مقبولاً ،

لأنه إيمان المُكره اليائس من الحياة الذي عاين عذاب الله . " فلم يك ينفعهم إيمانُهم لما رأوا بأسنا " وهذا كمن صدر

عليه الحكم بالإعدام ، لا ينفعه الندم ولا الاعتذار .

كما أن التوبة كانت ليُتوصل بها إلى دفع البليّة الحاضرة ، والمحنة النازلة ، ولم يكن فيها إخلاص ، إنما هي

ضرب من النفاق ، ولهذا جاء الجواب بالتوبيخ " آلآن !؟ وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ؟ " وهلاّ تبت

قبل هذا ، ورجعت إلى ربك قبل أن يحيط بك الهلاك ، وهلاّ آمنت قبل هذا الزمان .

1- رواه الترمذي في كتاب التفسير /باب من سورة يونس
ج/ 4. ص / 287
2- صحيح سنن الترمذي ج/ 3 ص/


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 77099365325923109115









الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالجمعة 21 أكتوبر 2011, 11:42 pm

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 77099365325923109115

القصه السادسة عشر

إنه يتصدّق



قال التلميذ لشيخه:

ما المقصود – يا سيدي – بقوله صلى الله عليه وسلم : " ما نقص مالُ عبدٍ من صدقة " ؟ أليس يخرج من يديه

؟ فكيف لا ينقص؟!

قال الشيخ :

لأن الله سبحانه وتعالى يبارك له في أصل رزقه ، ويوسّع عليه ، وقد يحفظه من مصيبة كاد يقع فيها فيَصرِف

للخلاص منها أكثر مما تصدّق به بكثير .ألم تقرأ قوله صلى الله عليه وسلم :" ما مِن يوم يصبح العبادُ فيه

إلاّ ملَكان ينزلان ، فيقول أحدُهما : اللهم أعط منفقاً خلَفاً ، ويقول اللآخر : اللهم أعط ممسكاً تَلَفاً . ؟

قال التلميذ : وممّ يقبل الله تعالى الزكاةَ والصدقةَ؟

قال الشيخ : إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ، من كسْبٍ حلال ومالٍ حلالٍ .

قال التلميذ : أوضح لي- يا سيدي- أكثر . كيف يُرْبي اللهُ الصدقات ؟

قال الشيخ :

لقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم إنماء الصدقة وزيادتَها للعبد كرَجلٍ ولدتْ له فرسُه مُهراً ، فهو يعتني به ،

يغذوه وينظفه ، حتى يصير ضخماً مثل الجبل ، ويرزقه الله تعالى من حيث لا يحتسب .

قال التلميذ :

فكيف يثيب الله تعالى من تصدّق بنصيبٍ من حصاد أرضه – مثلاً - ؟

قال الشيخ : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوضح ذلك في قصة المزارع الكريم .

قال التلميذ : وما قصة المزارع الكريم يا شيخي ؟

قال الشيخ :

بينما رجل يمشي في أرض لا ماء فيها ولا زرع إذ سمع صوتاً ، فاتجه يميناً وشمالاً ، يبحث عن مصدره ، فلم يجد

أحداً ، ثم عجب حين اتضح له أن الصوت إنما يسمعه من فوقه ، وليس أعلاه سوى السماء بغيومها التي تسوقها

الرياح. فأرسل بصره ناحية السماء ، فلم يجد أحداً ،،، لا طيراً ولا بشراً ! بل هو يسمع صوتاً يفهمه ..

إنه يقول : اسق حديقة عبد الله ، الرجل الصالح ... يا سبحان الله ؛ إن الإنسان لا يطير ، وإن الطير لا يتكلم بلسان

بشري مبين ! إذاً فهو ملَك من ملائكة السماء ،،، فماذا يفعل ؟!

أحدّ بصرَه وتابع مسيرة السحاب ، فرأى سحابة تنفصل عن جمعها ، وتنطلق إلى مكانٍ ما ، فتبعها الرجل . ثم انهمر

المطر منها فاجتمع إلى أرض ملساء ، ذات حجارة سوداء صمّ ، لا ينفد الماء إلى باطنها ، تميل إلى منخفض

بدأ الماء يسيل نحوه ، ثم ينطلق فيه إلى أرض إلى جانبها أسفلَ منها ، فتتبّع الماءَ ، فإذا هي حديقة غنّاء مملوءةٌ

خضرةً وفاكهةً ، ورجلٌ يحوّل الماء هنا وهناك ، ويسقي أرضه .

قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


ردّ صاحب الأرض : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .


قال الرجل العابر : ما اسمك يا أخا الإيمان ؟


قال صاحب الأرض : أنا عبد الله ... وذكر له الاسم الذي سمعه الرجل العابر في السحاب .. ولكن لِمَ تسألني

عن اسمي ؟!

قال له عابر السبيل : لقد سمعت عجباً ورأيت عجباً .

قال صاحب الأرض : ما الذي سمعتَه عجباً ، ورأيتَه عجباً ؟

قال عابر السبيل : إني سمعت صوتاً في السحاب الذي هذا ماؤه يقول لمن معه : اسق حديقة عبد الله الرجل

الصالح ، فبالله عليك ؛ ما الذي تصنعه حتى أرضيت ربّ السماء؟!.

قال صاحب الأرض : أمَا وقد اطّلعْتَ على فضل الله عليّ فاعلم – يا أخي – أنني حين أقطف ثمار الأشجار ،

أو أحصد زرع الأرض ، فإنني أقسم ما يخرج منها ثلاثة أقسام :


أتصدق بثلثه ، وآكل أنا وعيالي الثلث الثاني ، وأردّ في الأرض ثلثه الأخير .


قال عابر السبيل : بهذا حُقّ لك التكريم في الدارين ... فطوبى لك يا أخي ، وبارك الله لك فيما صرفْتـَه

في دنياك ، وما ادّخرتهُ لآخرتك

رواه مسلم
رياض الصالحين / باب الكرم والجود والإنفاق في وجوه الخير .


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 77099365325923109115
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالجمعة 21 أكتوبر 2011, 11:51 pm

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 77099365325923109115

القصه السابعة عشر

النبى الرءوف


من أعظم النعم على الرجل " المرأة الصالحة" ، تُعينُه على نوائب الحق ، وتخفف عنه متاعب الحياة ، وتجلو

عنه أحزانه ، وتهتم براحته ، وتشد أزره .


أما إذا كانت المرأة غير ذلك فهي عبء ثقيل يزداد إلى أعباء الحياة .


هذه السيدة عائشة رضي الله عنها تجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله :


كان وقع معركة أحد شديداً عليك وعلى المسلمين ، قُتل فيها عدد كبير من أصحابك الكرام ، وعلى رأسهم عمك

الحمزة رضي الله عنه ، وكُسرت رباعيتُك ، وشُجّ رأسك ، فما الذي أهمك فيها أيضاً ؟


قال صلى الله عليه وسلم : عدم امتثال رماة المسلمين أمري ، فغادروا أماكنهم على الجبل ، فانكشفت ظهور

المسلمين ، وانقلب النصر هزيمة ، وانتفخت أوداج أبي سفيان بن حرب – وكان مشركاً- فنادى بأعلى صوته :

اعلُ هُبَل، اعلُ هُبل ..... لنا عُزّى ولا عُزّى لكم .


قالت : فماذا كان ردُّك يا رسول الله ؟.


قال : أمرت عمر بن الخطّاب أن يُجيبه على الوتيرة نفسها ، فقال : وماذا أقول له يا رسول الله ؟


قلت له مواسياً جراحَ المسلمين أبُثّ فيهم روح التفاؤل : نادِ بأعلى صوتك : الله أعلى وأجل ... الله مولانا ولا

مولى لكم .


قالت عائشة : فهل مرّ بك يا رسول الله يومُ أشدّ من يوم أحُد؟


قال صلى الله عليه وسلم : نعم ؛ إن أشد الآلام يحس بها الإنسانُ حين يكون أهلُه وأحبابُه ، وعشيرتُه وأقرباؤه –

الذين ينبغي أن يكونوا سنَدَه ونصيرَه – أعداءً يُؤذونه ، ويؤلبون عليه الناس .


قالت عائشة : أوَ فعلوا ذلك يا رسول الله ؟


قال : نعم ، ولا أنسى ما فعلوه يوم العقبة ، قبل أن ألتقيَ الأنصار رحمهم الله ، وكتبهم في عليين . لقد كنت أدعو

الناس ، فهذا يُكذّبني ، وذاك يستمع إليّ ، ثم يُعرض كأنه لم يسمع ، وذاك يُجيبني مشترطاً أن يكون له الأمر

من بعدي ... وكنت أتنقل بين جميع المشركين ، ومن ورائي عمي - أبو لهب – وغيره يقولون : لا تسمعوا

لهذا الصابئ ، فإنه يُفرّق بين الأب وابنه ، والأخ وأخيه ، وأحياناً كثيرة ينعتونني بالجنون ، وأحايين بالسحر

، ومرة بالكهانة ، وأخرى بالشعر .

قالت عائشة : لك الله يا رسول الله ، كم عانيت في سبيل الله .!


قال : وأشد من هذا فعله إخوة( عبد يا ليل ) وهم من سادة ثقيف حين عرضت نفسي – في الطائف – عليهم ،

فقال الأول ساخراً : لئن كان الله قد أرسلك إلينا لأمزقنّ أستار الكعبة .


وقال الثاني مستهزئاً : أما وجد اللهُ من يرسله غيرك ؟!


وقال الثالث مدّعياً العَجَب من إرسال محمد صلى الله عليه وسلم إليهم : والله


لا أكلمك أبداً ، لئن كنت رسولاً – كما تقول – لاأنت أعظم مكانة أن أردّ عليك،


ولئن كنت تكذب على الله فما ينبغي لي أن أكلمك !!


قالت عائشة : فما فعلْتَ يا رسول الله ؟ لعمري ؛ لقد خسروا أنفسهم وأهليهم .


قال : طلبت إليهم أن يكتموا الأمر ، لا يصل إلى قريش ، فيشمتوا بي . فلم يفعلوا ، وأغرَوا بي سفهاءَهم وعبيدهم

وصبيانهم . يسبونني ، ويصيحون بي ، ويرجمونني .


قالت : أبَلَغ بهم سَفَهُهُم أن أن يحرّضوا عليك السفهاء والصبيان والعبيد ؟


قال : وأشد من هذا ، فقد ألجأوني إلى بستان لعتبة وشيبة ابني ربيعة ... وهناك دعَوْت ربي قائلاً :


" اللهم إليك أشكو ضعف قوّتي ، وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ؛ أنت ربّ المستضعفين ، وأنت ربي ،

إلى من تَكِلُني ؟! إلى بعيد يتجهّمني أم إلى عدوّ ملّكتَه أمري ؟ إن لم يكن بك غضب عليّ فلا أبالي ، ولكنّ عافيتك

أوسع لي . أعوذ بنور وجهك الذي أشرقَتْ له الظلماتُ ، وصَلُح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تُنزل بي غَضَبَك ،

أو تُحِلّ علي سَخَطَك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك .


قالتْ: بأبي أنت وأمي ؛ يارسول الله ، لقد آذوك فتحمّلت ، وأساءوا ، فتجمّلْتَ ، وإلى ربك رغبت ، وما خاب مَن

إلى ربه لجأ ، وبكنَفه عاذ ... ثم ماذا يا رسول الله ؟.


قال الرسول الكريم صلوات الله عليه وسلامه : هِمتُ على وجهي ممتلئاً همّاً وغمّاً ، فلم أدرِ إلا وأنا قريب من مكة

– من قرن الثعالب – فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة أظلتني ، فنظرتُ ، فإذا فيها جبريل عليه السلام . فناداني

، وقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردّوا عليك . وقد بعث لك ملَكَ الجبال لتأمره بما شئت فيهم .


ثم ناداني ملك الجبال ، فسلّم عليّ ، ثم قال : يا محمد : قد بعثني الله لأفعل بقومك ما تشاء ، إن شئتَ أطبقتُ

عليهم الأخشبين – جبال مكة - .


قالت عائشة : فلِمَ لم تأمره بذلك يا رسول الله ، فتستريحَ منهم ومن كفرهم وضلالهم ؟.

قال صلى الله عليه وسلم : ويحك يا عائشة ، إنما بعثت رحمة للعالمين ، لا منتقماً . فأي فضل لي إذا عاملتُهم بمثل

ما عاملوني به ؟ ... بل أدعو لهم بالهداية ، وأرجو أن يُخرج الله من أصلابهم مَن يعبد اللهَ وحده ، لا يشرك به

شيئاً.
وقص عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قصة نبي من أنبياء الله صلوات الله عليهم وسلامه ، ضربه قومُه

فأدمَوه ، وهو يمسح عن وجهه الدم ، ويقول : اللهم اغفر لقومي ، فإنهم لا يعلمون .

متفق عليه
رياض الصالحين / باب في العفو والإعراض عن الجاهلين


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 77099365325923109115
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالجمعة 21 أكتوبر 2011, 11:56 pm

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 77099365325923109115

القصه الثامنة عشر

صدقك وهو كذوب


جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام أصحابه بعد أداء الفريضة يسبح الله ويحمده ويكبّرُه ،

والمسلمون بين يديه يفعلون فعله ، فإذا انتهى أحدهم استأذن ، وانطلق إلى مقصِده


أما أبو هريرة رضي الله عنه فقد كان من فقراء أهل الصفـّة لا عمل له سوى التعلم من رسول الله صلى الله

عليه وسلم وخدمته

فلما انتهى المسلمون من صلاتهم وذكرِهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

يا أبا هِرّ ٍ

قال : لبيك وسعديك يا رسول الله

قال : ادن منّي

قال : سمعاً وطاعة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدقاتُ المسلمين في رمضان كثـُرَتْ بين يديّ ، واحتاجت إلى من يحفظها

ويسهر عليها حتى يحين وقت توزيعها على فقراء المسلمين ، ورأيت أن أكلفك بذلك


قال أبو هريرة : أرجو أن أكون عند حسن ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم بي

وجُمع كل شيء يأتي به الناس في مكان يُشرف عليه أبو هريرة

فلما جنّ الليل رأى رجلاً يأخذ من الطعام ،

فأمسك به أبو هريرة قائلاً : كيف تُسَوّل لك نفسك سرقة المسلمين ؟

قال الرجل : إني محتاج ، وعليّ عيالٌ ، وبي حاجة شديدة

قال أبو هريرة : كان عليك استئذان رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال الرجل : أنا فقير ذو فاقة فاعف عنّي

قال أبو هريرة : إن عُدْت إلى مثلها أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال الرجل : لا أعود إلى مثلها

فأطلقه أبو هريرة على أن لايعود إلى السرقة

فلما أصبح أبو هريرة انطلق إلى المسجد يؤدي الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما انتهت قال له

رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما فعل أسيرك البارحة ؟

قال أبو هريرة : شكا إليّ حاجةً وعيالاً ، فرحمته فخلّيت سبيله ؛ يا رسول الله

قال صلى الله عليه وسلم : أما إنّه قد كذَبَك ، وسيعود

قال أبو هريرة يخاطب نفسه : لأرصُدَنّه ، ولأنتبهنّ إليه ، فما ينطق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا صدقاً

وفي مثل وقت أمسِ جاء الرجل متلصّصاً يأخذ من الطعام ، فأمسك به أبو هريرة متلبساً ، وقال له : لأرفعَنّك

إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد أخلفت وعدك

قال : دعني يا أبا هريرة ، فما دعاني إلى المجيء إلا شدّةُ فقري ، وكثرةُ عيالي ، وأنت رحيم ، فالطُف بي ،

واطلقني

قال أبو هريرة : عِدني أن تَصْدُقني ، فلا تعود

قال : لك عليّ ألآ أعود مرّة أخرى ، فقد احسنتَ إليّ

فأطلقه أبو هريرة على أن يلتزم عهده ، فلا يعود إلى السرقة

فلما أصبح الصباح انطلق إلى المسجد يؤدي الصلاة – كعادته – مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،

فلما انتهت الصلاة قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما فعل أسيرك البارحة ؟

قال له أبو هريرة : رق قلبي له يا رسول الله حين تباكى ، وزعم أنه ذو حاجة وعيال ، فخلّيت سبيله على أن

لا يعود

قال صلى الله عليه وسلم : إنّه قد كذَبك، وسيعود

قال أبو هريرة يخاطب نفسه : صدَقتَ يا رسول الله ، فما تقول إلا الحق ، ولئن قلْتَ إنه سيعود ليعودَنّ .

فانتبه ؛ يا أبا هريرة وتيقّظْ

وفي الوقت الذي جاء فيه ذلك الرجل في اليومين السابقين رآه أبو هريرة يحثو من الطعام ، فقبض عليه بشدة

وقال :

هذه آخر ثلاث مرات تسرق ، فأضبطك ، فتزعم أنك ذو عيال وحاجة شديدة ، وأنك لن تعود ، ثم تعود

قال الرجل : ماذا تودّ أن تفعل بي يا أبا هريرة ؟

قال : لأرفعنّك غداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال الرجل : أفتتركني إن علّمتك كلمات تقولهنّ إذا أويتَ إلى فراشك ، ينفعك الله بها ؟

قال أبو هريرة : نعم ؛ فما هنّ ؟

قال الرجل : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي ، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ . ولا يقربُك الشيطان حتى

تصبح

قال أبو هريرة مخاطباً نفسه : أقرأ آية الكرسي ، فأُفيد بها مرّتين : الأولى يحفظني الله بها من السارقين ،

والأخرى يحفظني الله بها من الشيطان . ..لأعفوَنّ عنه

أيها الرجل : اذهب لا تثريب عليك

وعندما أُذّن لصلاة الفجر انطلق أبو هريرة كعادته إلى المسجد ليصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم

في جماعة ، فما أعظم صلاةَ الجماعة ، وما أروعها من صلاة حين يكون الرسول الكريم إمامَها

وحين انتهت الصلاة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا هر ، ماذا فعل صاحبك بالأمس ؟

قال : زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها ، فخلّيتُ سبيله

قال صلى الله عليه وسلم : ما هي يأبا هرِّ ؟

قال : أمرني حين آوي إلى فراشي أن أقرأ آية الكرسي ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم )

قال النبي صلى الله عليه وسلم : أما إنّه صَدَقك ، وهو كذوب . .. أتعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة ؟

قلت : لا يا رسول الله

قال النبي صلى الله علسيه وسلم : ذاك شيطان

رواه البخاري

من رياض الصالحين



روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 77099365325923109115
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالسبت 22 أكتوبر 2011, 12:02 am


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 77099365325923109115


القصة التاسعة عشر

(ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)




قال الولد لأبيه : ألا ترى إلى جارنا قد قلّ ماله ، وكاد يخسر كل تجارته.

قال الوالد : نسأل الله أن يحفظه ومالَه ، فمن علائم الإيمان – يا بني – أن تدعو لأخيك

المؤمن ما ترغبه لنفسك .

قال الابن : ليس هذا ما أردتُ يا أبي ، وإن كنت أدعو له بالرزق الوافر.

قال الأب : وما الذي أردتـَه يا بني من ذلك؟

قال الابن : أردتُ أن انبهك إلى أنني طالبتُه بدين لنا عليه ، فسكتَ والألم باد في وجهه

، ثم طلب أن نؤجله قليلاً .

قال الأب : كان عليك – وقد عرفتَ حاجته – أن تـُنظره، لا أن تحرجه .

قال الابن : إن انتظارنا فترة أخرى قد يجعلنا نخسر مالنا حين يفتقر تماماً ، فرغبت

استنجازه قبل أن يضيع كل شيء .

قال الأب : إنك بهذا تزيد الطين بلة ، وتؤذيه .

قال الابن : ولكنه حقنا ؛ با أبي .

قال الأب : أين أنت من وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بالجار " حتى كاد أن يورّثه "

وأين حُسنُ العِشرة؟!... إن الله يسأل عن صحبة ساعة ... أين أنت كذلك من قول الله

تعالى " وإن كان ذو عُسرة فنَظِرَةٌ إلى ميسرة "؟

- الابن ساكت –

أردف الأب قائلاً : أتحب – لوكنت مكانه – أن يطالبك بمثل ما تُطالبه ؟!

- ظل الابن ساكتاً –

واستمر الأب قائلاً بصيغة السؤال : أتدري جزاء من يتجاوز عن المُعسر ؟

قال الابن متسائلاً في حياء : وما جزاؤه يا أبَتِ ، حفظك الله مربياً ومعلماً ؟

قال الأب : جزاؤه الجنة ، وقبل ذلك غفران الله وعفوه اللذان يكونان سبباً في دخول الجنة .

قال الابن : كيف ذلك يا والدي ، وضح جزاك الله الخير والجنة .

قال الأب : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه المعتاد في الروضة

المشرفة بعد الصلاة يعلم الناس ، ويعظهم أن يكونوا يداً واحدة ، ومجتمعاً متكافلاً فقال

:
حوسب رجلٌ ممن كان قبلكم ، كان غنياً موسراً ، آتاه الله مالاً وافراً ، فلما وقف بين

يدي الله تعالى قال الله سبحانه له – وهو أعلم بما فعل - : ماذا عملت في الدنيا فيما

آتيتك من مال ؛ يا عبدي ؟

قال : هل أستطيع أن اكتمك- يا رب - حديثاً ، وأنت علام الغيوب ؟ .. تعلم ما كان وما

يكون ، وما لا يكون لو كان كيف كان يكون . !! كنت – يا رب – حين آتيتني مالاً

أبايع الناس ، وأنت نُصب عيني ، فأعاملهم معاملة هينة لينة ، أتجاوز عن هفَواتهم ،

وأتيسّر على الموسر ، وأُنظرُ المعسر .


قال تعالى : فهل مَن يشهد على ذلك ؟

قال الرجل : كنت أقول لفتاي : إذا أتـَيتَ معسراً فتجاوز عنه ، لعل الله أن يتجاوز عنا .

قال تعالى : فلم كنت تفعل هذا يا عبدي ؟

قال الرجل : ليس لي من عمل الخير إلا القليل ، فقلتُ : أُيَسّر على عباد الله ، فيُيَسّرَ

الله عليّ .

قال تعالى : أنا عند حسن ظن عبدي بي ، وأنا أحق بذا منه ... تجاوزوا عن عبدي ...

فأدخلتْه الملائكة الجنّة معزّزاً مكرّما .

قال الابن : فاز الرجل إذ ِاشترى الآخرة بالدنيا .

قال الأب : أفلا تقتفي أثَره ، ونسير على خُطاه ، يا ولدي ؟

قال الابن : بلى يا والدي ، جزاك الله عني كل خير ، وأدخلني وإياك في زمرة عباده

الصالحين ، وأظلّنا يوم القيامة تحت عرشه ، يوم لا ظلّ إلا ظلُّه .

من رواية البخاري ومسلم والترمذي

رياض الصالحين /باب فضل السماحة في البيع والشراء


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 77099365325923109115
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالسبت 22 أكتوبر 2011, 12:09 am

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 77099365325923109115

القصة العشرون

ماشطة ابنة فرعون



يتجلى في هذه القصة إيمان المرأة الداعية – شقيقة الرجل ونصفه اللطيف – القوي الذي

يجعل منها في الحق لبؤة قوية ، ثابتة العقيدة كالجبال الرواسي ، قوية النفس كالعاصف

الدويّ، لا تبيع دينها بمنصب ولا مال ولا دنيا مهما كانت الدنيا مقبلة غويّة .


فهي ماشطة ابنة فرعون ، تعيش وأسرتها في بحبوحة ويسر ، ورغد وهناءة ، قريبة

إلى قلب فرعون البلاد ، استأمنها على بناته ونسائه ، فكانت عند حسن ظنه في أداء

عملها ....


لكن هذه النعمة التي يحسدها عليه كثير من النساء ، وهذه الحظوة التي نالتها عند مليك

البلاد لم تضعف دينها – وهي تعيش بين عتاولة الكفر وسدنة الضلال – بل جعلتها تشكر

نعمة ربها أنْ هيّأ لها هذه النعمة ، وبوّأها تلك المكانة ... فجاء الابتلاء والاختبار على

قدْر الإيمان ، وكانت جديرة أن يخلدها التاريخ في دنيانا ، وأن يكون الفردوس الأعلى

مثواها ومأواها ..


فما قصة ماشطة ابنة فرعون يا ترى ؟!


فقد ذكر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه ليلة أسريَ به إلى بيت المقدس

وجد رائحة طيبة ملأت صدره الطاهر وآنسته في مسراه ، فالتفت إلى رفيق سفره

وأمين الله في رسالاته إلى الأنبياء الكرام يسأله عن سر هذه النسمة المباركة فقال :


يا أخي جبريل ؛ ماهذا العبق الآخّاذ الذي ملأ المكان .


قال جبريل : هذه رائحة قير ماشطة ابنة فرعون وزوجها وابنهما .


قال الرسول صلى الله عليه وسلم : كأن فرعون قتلهم ؛ أليس كذلك يا أخي جبريل ؟


قا جبريل : بلى يا محمد ؛ أصبت كبد الحقيقة .


قال : هذا دأب الظالمين ، قد خبـِرت الكثير من أمثال فرعون في مكة وغيرها .


قال جبريل : هم كذلك في كل زمان ومكان ، نسخة واحدة تتكرر في البطش والتنكيل

، وظلم البشر ، والتجبر عليهم .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : فما قصتهم يا أخي جبريل ؟.

قال : كان الرجل وزوجته من المؤمنين الأتقياء - إن الطيور على أشكالها تقع – رزقا

طفلاً أرضعاه لبن الإيمان والتقوى ، وكانا يكتمان إيمانهما في هذا السيل من الكف

ر الطامي ، وكلما وجدا في إنسان بذرة خير واطمأنا إليه دعَواه إلى الإيمان بالله

الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد .

ويظل الداعية آمناً في حياته إذا لزم جانب الحذر ، وعرف كيف يظهر إيمانه ومتى؟

لكنّ الحذر لا ينجي من القدَر . والدنيا دار ابتلاء يسعد فيه من نجح في الامتحان ،

ويهوي فيه من نكص على عقبيه . وباع باقياً بزائل .


قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : فكيف كُشف أمرُهما ؟


قال جبريل عليه السلام : بينما كانت المرأة تمشّط شعر بنت فرعون وقع المشط من يدها ،

فانحنت تتناوله قائلة باسم الله . .. فانتبهت ابنة فرعون إلى قولها ، وكأنها استحسنته .

فابتسمت بوجه المرأة تشكرها على إيمانها القوي بالمتألّه المتكبر فرعون . ثم قالت

لها متلطفة ومتأكدة بآن واحد : تقصدين أبي - الإله العظيم – أليس كذلك ؟.


لو أرادت المرأة أن تستدرك ما قالته لأجابت إجابة مبهمة ملمّحة ليست واضحة ،

كأن تبتسم بوجه الفتاة ، وتغبطها على حبها لأبيها ، أو تتمتم بألفاظ غير مفهومة توحي

بالاعتذار ، أو تشاغلها بحديث آخر يبعدها عن الجواب ..


ولعل امتعاضها من هذا السؤال غير المتوقع كشف خبيئتها ، وفضح مستورها ...

ولعلها ظنت بالفتاة خيراً ، ورأت الوقت مناسباً للمصارحة بالحقيقة والدعوة إلى الله

.. ولم لا؟ فامرأة فرعون نفسها آمنت بالله رباً واحداً لا شريك له ، وبموسى عليه

السلام نبياً ، وكفرت بزوجها الدعيّ المتجبّر ، وسألت الله تعالى أن ينجيها من فرعون

وعمله ، وأن يبني لها بيتاً في الجنة ، فلم لا تكون ابنتها مثلها ؟!


قال المرأة : بل باسم الله خالق السموات والأرض ، رب العالمين .


قالت الفتاة : أنت تقصدين والدي بالطبع .


قالت المرأة بل أقصد الله ربي وربـَّك وربَّ أبيك .


قالت الفتاة محتدّة : ماذا تقولين يا مرأة ؟


قالت الماشطة بهدوء واتزان : إن أباك بشر مثلي ومثلك يا ابنتي ، لا حول له ، ولا قوة

، وما فرعون إلا رجل كبقية الرجال يأكل ويشرب ، وينام ويستيقظ ، ويمرض ويصح

... إنه مخلوق يا ابنتي ، فلا تغرّنّك المظاهر الكاذبة الخادعة .


قالت الفتاة الغرّيرة مستاءة ممن حطّم آمالها الطفولية بأبيها – وكل فتاة بأبيها معجبة –

لأشكونّك إلى أبي ما لم تعودي عن قولك هذا .


قالت الماشطة : بل تعس أبوك من متكبر لا يؤمن بيوم الحساب .


وصل الخبر إلى فرعون ، فامتلأ غضباً وتاه كِبراً ، أفي قصره من يكفر به ؟ أوَصَلَ أتباع

موسى إلى مأمنه ومكمنه ؟ يا للفضيحة ! .. وأسرع يستجلي الخبر ليئده في مكانه قبل أن

يستفحل خطره في القصر ، ثم بين المقربين ... قد انتشر بين العامّة فلا ينبغي أن يصل

إلى عرين فرعون .


قال فرعون : أصحيح ما قالته الفتاة ؛ أيتها الماشطة؟!

قالت : نعم أيها الملك ، فلا إله إلا الله وحده ، لا شريك له .

قال مهدداً متوعّداً : ألك رب غيري ؟.

قالت المرأة : ربي وربك الله الذي في السماء ؛ أيها الفرعون .

قال لأقتلنّك إن فعلتِ .

قالت : لكل أجل كتاب ، وإلى الله المصير .

قال فرعون : أزوجك صابئ مثلك ؟ لأقتلنكما معاً .

وجيء بالزوج ، فأعلن شهادة الحق المدوية في أذن التاريخ أنْ لاإله إلا الله ، وحده لا

شريك له .

والفراعنة في كل زمان ومكان لا يحبون أن يسمعوا قولة الحق ، ولا يقرون بها ، ويعذبون

أصحابها ويقتلونهم ... لكنْ أن يٌقتل الأطفال بجريرة غيرهم أمرٌ في غاية الهمجية

والوضاعة ؟! هذا دأب الجبابرة العتاة والشياطين المردة .


وكما فعل أصحاب الأخدود بالمؤمنين فعل فرعون بهذه الأسرة الصغيرة المؤمنة ،

فأوقدت النار في نقرة كبيرة من نحاس عميق ،


فلما اشتد أوارها قالا له : إن لنا إليك حاجة .

قال فرعون : ماهي ؟

قالا: أن تجعل رفاتنا في ثوب واحد ، فتدفنه في حفرة واحدة .

قال : ذلك لكم لِما لكما علينا من حق خدمتكما لنا .

وألقي الرجل فيها أولاً ، فكان رابط الجأش ، نديّ اللسان بذكر الله عز وجل .

وكما نطق رضيع في قصة الأخدود يحث أمه على الدخول في الأخدود دون خوف

ولا نكوص فرمت به وبنفسها فكانت من الخالدين نطق الرضيع هنا قائلاً لأمه :

اصبري يا أماه فإنك على الحق ، واقتحمي النار ، فإن عذاب الدنيا أهون من

عذاب الآخرة .. فاقتحمتها لتفوز الأسرة بالنعيم المقيم في جوار رب محب رحيم .


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 77099365325923109115
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالسبت 22 أكتوبر 2011, 3:13 am

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 33630675081317948499

أخــــــــــلاق الرسول مع النســـــــــاء


حسن خلقه - صلى الله عليه وسلم- مع النساء:

1.

يقول ابن كثير –رحمه الله تعالى- في تفسير قوله تعالى: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}. النساء: 19

وعاشروهن بالمعروف: أي طيبوا أقوالكم لهنَّ وحسنوا أفعالكم وهيآتكم بحسب قدرتكم كما تحب ذلك منها فافعل أنت

بها مثله كما قال –تعالى-: {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} البقرة: 128 وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

(خيُركم خيُركم لأهله وأنا خيرُكم لأهلي) رواه ابن حبان –باب ذكر البيان بأن من خيار الناس من كان خيرا لامرأته

(9/484)، وكان من أخلاقه -صلى الله عليه وسلم- أنه جميل العشرة، دائم البشر، يداعب أهله، ويتلطف بهم،

ويوسعهم نفقة، ويضاحك نساءه، حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها-، يتودد إليها بذلك، قالت

سابقني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسبقته وذلك قبل أن أحمل اللحم، ثم سابقته بعد ما حملت اللحم فسبقني

فقال: (هذه بتلك)، ويجتمع نساؤه كل ليلة في بيت التي يبيت عندها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيأكل معهن


العشاء في بعض الأحيان، ثم تنصرف كل واحدة إلى منزلها، وكان ينام مع المرأة من نسائه في شعار واحد،

يضع عن كتفيه الرداء، وينام بالإزار، وكان إذا صلى العشاء يدخل منزله يسمر مع أهله قليلاً قبل أن ينام يؤانسهم

بذلك -صلى الله عليه وسلم- وقد قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ

الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} الأحزاب: 21 تفسير ابن كثير (1/467).

روى الإمام أحمد وأبو داود عن كلثوم قالت: (كانت زينب تُفلي رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وعنده امرأة

عثمان بن مظعون ونساء من المهاجرات، يشكون منازلهن أنهن يخرجن منه ويضيق عليهن فيه، فتكلمت زينب

وتركت رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:

(إنك لست تكلمين بعينك، تكلمي واعملي عملك). رواه أحمد، المسند (6/363)، وروى أبو داود نحوه دون الجزء

الأخير كتاب الخراج والإمارة والفيء باب في إحياء الموات، وقال الألباني: صحيح، انظر صحيح أبي داود

رقم (2644). وروى النسائي وأبو بكر الشافعي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: زارتنا سودة يوماً، فجلس

رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بيني وبينها، إحدى رجليه في حجري والأخرى في حجرها، فعملت له حريرة –

أو قال خزيرة- فقلت: كلي، فأبت فقلت: لتأكلين أو لألطخنَّ وجهك، فأبت، فأخذتُ من القصعة شيئاً، فلطخت به

وجهها، فرفع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- رجله من حجرها تستقيد مني، فأخذت من القصعة شيئاً فلطخت

به وجهي، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم- يضحك... الحديث). سنن النسائي الكبرى كتاب عشرة النساء

(5/291)، مجمع الزوائد (4/315) وتحفة الأشراف (12/361).



وفي رواية عنها –رضي الله عنه- قالت: (أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بخزيرة قد طبختها له، فقلت

لسودة والنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بيني وبينها: كلي، فأبت، فقلت: لتأكلن أو لألطخن وجهك، فأبت.

فوضعت يدي في الخزيرة فطليت وجهها، فضحك النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فوضع بيده لها و

قال لها: (ألطخي وجهها)، فضحك النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم– لها، فمر عمر فقال: يا عبد الله، يا

عبد الله، فظن أنه سيدخل فقال: (قوما فاغسلا وجوهكما)، فقالت عائشة: فما زلت أهاب عمر لهيبة رسول الله -

صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أخرجه أبو يعلى (7/449)، وقال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي-رحمه الله-:

هذا حديث حسن، انظر الصحيح المسند رقم (1580). وروى النسائي عن النعمان بن بشير- رضي الله تعالى

عنه- قال: (استأذن أبو بكر -رصي الله عنه-، على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسمع صوت عائشة -رضي الله

عنها- عالياً، فلما دخل تناولها ليلطمها، وقال: لا أراك ترفعين صوتك على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-!

فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يحجزه، وخرج أبو بكر مغضباً، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- حين

خرج أبو بكر: (كيف رأيتيني أنقذتك من الرجل!)، قال: فمكث أبو بكر أياماً، ثم استأذن، فوجدهما قد اصطلحا،

فقال لهما: أدخلاني في سلمكما كما أدخلتماني في حربكما! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -:

(قد فعلنا، قد فعلنا). رواه أبو داود كتاب الأدب باب ما جاء في المزاح (4/300) رقم (4999)،

والنسائي في السنن الكبرى كتاب عشرة النساء (5/365)، وأحمد نحوه (4/271-272) ومشكاة

المصابيح (4817)، والصحيح المسند رقم (1172).


الرفق بالأرامل والإماء:

الأرامل: جمع (أرمل)، (وهو من افتقر وفني زاده) وهو يقع على الرجال والنساء. أساس البلاغة، للزمخشري،

ص: (179). يقال رجل أرمل، وامرأة أرملة. ولا يقال ذلك إلا مع الحاجة، والغالب أنه لا يقال ذلك إلا للنساء.

امرأة أرملة: محتاجة، أو مسكينه. القاموس المحيط للفيروز آبادي فصل الراء ص: (907) وهي المرأة التي ل

ا زوج لها ينفق عليها. وأما الإماء: جمع (أمة)، وهي ضدُّ الحُرَّة. مختار الصحاح للرازي، باب الهمزة، ص:

(51)، وهي المرأة الحقيرة الشأن، وقليلة القدر، وهي المرأة الضعيفة. كان النبي (صلى الله عليه وسلم) من

رعايته ورفقه بهما نجده يوليهما اهتماماً خاصاً، وعناية كسائل الضعَفة من المسلمين، بل أكثر، لما يترتب

على ذلك من عظيم الأجر، كم دل على ذلك من أقواله وأفعاله (صلى الله عليه وسلم)، وذلك في أمور كثير

من أهمها:



‌عدم التكبر عليهم:

لقد أولاهم -صلى الله عليه وسلم- كامل رحمته ورفقه، والسماع لشكواهم، فكان (صلى الله عليه وسلم) لا يتكبر

على الأرملة ولا يأنف منها. فقد جاء في الحديث: ((... فكان لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين

فيقضي له جاجته)) النسائي –كتاب الجمعة-باب: ما يستحب من تقصير الخطبة برقم: (1414)، وهو

(عليه الصلاة والسلام) يرى أنهم فئة محتاجة ولا عائل لهم بعد الله إلا هو (صلى الله عليه وسلم)، فلذلك

أهتمَّ بأمر الأرامل، وأولاهنَّ العناية الخاصة المناسبة لهن، حيث يتقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- بقضاء

حاجة المحتاجين، وهم من رعيته، ويُسأل عنهم يوم القيامة. وهو يضع ويوضح الطريق الصحيح والمبدأ

التربوي للأمة بهذا التعامل والأسلوب العملي التطبيقي، لكي يقتدي به من يأتي من بعده، ويلي أمراً من

أمور المسلمين.



‌القيام بحاجة الأرامل والإماء:

فقد شاهد ذلك من النبي (صلى الله عليه وسلم) صحابتُه الكرام في مواقف عدة، وتناقلوها بعدة روايات، وتأثروا بها،

وطبقوها في حياتهم. فقال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله

(صلى الله عليه وسلم) فتنطلق به حيث شاءت) البخاري-كتاب الأدب، باب: الكبر، حديث برقم (5724)،

وهذا من تواضع النبي (صلى الله عليه وسلم) ولطفه بالأمه المملوكة التي تحتاج المساعدة والرعاية منه،

والرفق، حيث لا تجد من يعولها غيره (صلى الله عليه وسلم) فكسرت حاجز الهيبة بينها وبينه والخوف منه،

لما تعرف من خلقه الرفيع، والتعامل الحسن.

والمقصود من الأخذ (باليد) لازمه، وهو الرفق والانقياد، وقد اشتمل على أنواع من المبالغة في التواضع،

لذكره المرأة دون الرجل.

وقال في موضع آخر: والأخذ باليد إشارة إلى غاية التصرف، حتى لو كانت حاجتها خارج المدينة، والتمست

منه مساعدتها في تلك الحاجة، لساعد على ذلك. فتح الباري، ابن حجر العسقلاني(10/490). وبالإضافة إلى

فعله وتطبيقه: الرفق والشفقة بالأرامل، فهو يحث الأمة، ويأمر المسلمين بكفالتهم ويرغب فيه، كما في هذا الموقف.



‌السعي على الأرملة والقيام بمصالحها:

عن أبي هريرة (رضي الله عنها) قال: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد

في سبيل الله، أو القائم الليل، الصائم النهار) البخاري-كتاب النفقات-باب فل النفقة على الأهل برقم: (5308).

والساعي هو الذي يذهب ويجيء ويتردد في تحصيل ما ينفع الأرملة والمسكين.

إن السعي على الأرامل والمساكين سبب لرحمة الله، ذلك أن الله تعالى جعل ثوابه كثواب المجاهدين في سبيل الله،

الذين خرجوا بأموالهم وأنفسهم، وقد لا يرجعون بشيء منها، وأن للمجاهدين أجراً عظيماً، وهو دخول الجنة، فشبه

الرسول (صلى الله عليه وسلم) الساعي على مصالح الأرامل والمساكين بثواب المجاهدين كما سبق. إن السعي

على مصالحهم فيه أجر كبير، وفيه توطين النفس وتربية للأمة بالتواصي بالحق وعمل الخير، ومساعدة المحتاجين،

والرفق بهم، لكي تقوى أواصر المحبة، والأخوة الإيمانية، وصد حاجة المعوزين بامتثال هذا الأمر، وتلمساً

للأجر العظيم، وتظهر أواصر التكافل الاجتماعي، مع احتساب الجزاء من الله -سبحانه وتعالى- بأن جعله

مساوياً للجهاد، والصيام والقيام في الليل، ومع ذلك فلا جزاء له إلا الجنة. راجع: "مبدأ الرفق في التعامل

مع المتعلمين" / صالح بن سليمان المطلق ص: (119-122).



ملاطفته - صلى الله عليه وسلم - مع أزواجه:

عن عائشة -رضي الله تعالى- عنها أنها كانت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سفر فقال:

(تعالي حتى أسابقك)، فسابقتُه فسبقتُه. فلما حملتُ من اللحم سابقني فسبقني، فقال: (يا عائشة هذه بتلك)

المسند (6/264) وأبو داود في الجهاد باب في السبق على الرجل، وصححه الألباني في صحيح أبي داود

برقم (2248).

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- جالساً، فسمعنا لغطاً وصوت

صبيان – في رواية ضوضاء النساء والصبيان- فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فإذا الحبشة تزفن –

تلعب- في لفظ: يلعبون بحرابهم في المسجد والصبيان حولها – فقال: (يا عائشة تعالي فانظري)، فجئت،

فوضعت لحيي على منكب رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فجعلت أنظر إليها ما بين المنكب إلى رأسه.

فقال لي: (أما شبعت! أما شبعت!) قالت فجعلت أقول: لا، لأنظر منزلتي عنده. رواه الترمذي كتاب المناقب

عن رسول الله باب مناقب عمر بن الخطاب رقم (3691) وصححه الألباني في صحيح الترمذي رقم (2914).



استشارة النبي - صلى الله عليه وسلم - زوجته أم سلمة:

روى الإمام أحمد والبخاري عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم -رضي الله عنهما- قالا:

(إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صالح أهل مكة، وكتب كتاب الصلح بينه وبينهم، فلما فرغ قال للناس:

(قوموا فانحروا، ثم احلقوا). قالا: فوالله ما قام منهم رجل حتى قالها ثلاثاً، فلما لم يقم أحد منهم، ولا تكلم أحد

منهم، دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟! اخرج ثم لا تكلم

أحداً منهم كلمة حتى تنحر بُدْنَكَ وتدعوَ حالقك فيحلقك. فخرج ففعل ذلك، فما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل

بعضهم يحلق بعضاً حتى يكاد بعضهم يقتل بعضاً. المسند (4/323-326)، والبخاري كتاب الشروط باب

الشروط في الجهاد والمصالحة في الحرب رقم (2724).



رفقه- صلى الله عليه وسلم- بالنساء:

عن صفية - رضي الله عنه - قالت: حج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنسائه فلما كان ببعض الطريق برك جملي

وكنت من أحسرهن - أعياهن- ظهراً فبكيت، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم- وجعل يمسح دموعي بردائه وبيده

وجعلت لا أزيد إلا بكاءً وهو - صلى الله عليه وسلم- ينهاني فلما أكثرت زبرني). المسند 6/337-338.

ومن روائع مواقف الرسول - صلى الله عليه وسلم- مع ابنته فاطمة أنها كانت تعيش مع زوجها علي بن أبي

طالب -رضي الله عنه- حياة شاقة، فجرت بالرحى حتى أثرت في يدها، واستقت بالقربة حتى أثرت في نحرها،

وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها، وكان زوجها من الفقر بحيث لم يستطع أن يستأجر لها خادماً تعينها في عملها

الشاق، ولم يكن يهون عليه أن يراها كادحة مجهدة فكان يساعدها في بعض الأعمال ما أمكن ذلك. وانتهز علي

-رضي الله عنه- فرصة مواتية فقال لها ذات يوم، وقد عرف أن أباها النبي - صلى الله عليه وسلم- قد عاد من

إحدى غزواته الظافرة بغنائم وسبايا: لقد سنوت يا فاطمة حتى أشتكيت صدري، وقد جاء الله أباك بسبي، فاذهبي

فاستخدميه، فقالت: وأنا والله قد طحنت حتى مجلت يداي، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: (ما جاء بك

أي بنية؟) قالت: جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأله ورجعت، فأتياه جميعاً فذكر له عليُّ حالها. فقال الرسول -

صلى الله عليه وسلم-: (لا والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوَ بطونهم، لا أجد ما أنفق عليهم، ولكن أبيع وأنفق

عليهم أثمانهم). رواه أحمد ضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب رقم (984). وعادت سيدة نساء أهل

الجنة وابنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ولم تظفر بشيء مما عند أبيها، فأتاهما – أي رسول الله - صلى

الله عليه وسلم- وقد دخلا في قطيفتهم- إذا غطيا رؤوسهما بدت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامهما انكشفت رؤوسهما.

فثارا للقاء النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: (مكانكما!.. ألا أخبركم بخير ما سألتماني؟) فقالا: بلى، فقال:

(كلمات علمنيهن جبريل تسبحان في دبر كل صلاة عشراً وتحمدان عشراً، وتكبران عشراً، وإذ أويتما إلى

فراشكما تسبحان ثلاثاً وثلاثين وتحمدان ثلاثاً وثلاثين وتكبران أربعاً وثلاثين. فهو خير لكما من خادم)،

فقال علي -رضي الله عنه-: فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن، فسأله رجل من أصحابه ولا ليلة صفين؟ فقال:

ولا ليلة صفين. الإصابة (8/159) وأصل الحديث في صحيح مسلم وبألفاظ متفاوتة في كتاب الذكر والدعاء

باب التسبيح أول النهار عند النوم برقم (2727، 2728).



رحمته – صلى الله عليه وسلم - بالنساء:

لما مرض الرسول - صلى الله عليه وسلم- جاءت إليه ابنته فاطمة فلما رآها هش للقائها قائلاً: مرحباً يا بنيتي

ثم قبلها وأجلسها على يمينه أو عن شماله، ثم سارها فبكت بكاءً شديداً، فلما رأى جزعها سارّها الثانية فضحكت.

فقالت لها عائشة: خصك رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من بين سائر نسائه بالسِّرار ثم أنت تبكين؟ فلما قام

رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سألتها: ما قال لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-؟ قالت: ما كنت لأفشى

على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- سره. قالت: فلما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قلت: عزمتُ

عليك بما لي عليك من الحق، لما حدثتني ما قال لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، قالت: أما الآن فنعم.

أما حين سارَّني في المرة الأولى فأخبرني: (أن جبريل كان يعارضه القرآن كل سنة مرة، وأنه عارضه الآن

مرتين وإني لا أرى الأجل إلا وقد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإنه نعم السلف أنا لكِ) قالت: فبكيت بكائي الذي

رأيت. فلما رأى جزعي سارَّني الثانية فقال: (يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة؟) فضحكت

لذلك. البخاري كتاب المناقب باب علامات النبوة في الأسلام (6/726) رقم (3624) ومسلم كتاب فضائل الصحابة

باب فضائل فاطمة بنت النبي (4/1904-1906) رقم (2450). وفي رواية لمسلم: (وأنك أول أهلي لحوقاً بي)

مسلم كتاب الفضائل باب فضائل فاطمة بنت النبي (4/1905) رقم (2450).



سؤال النبيَّ – صلى الله عليه وسلم - عن أمور الدين من قِبَل النساء:

أسماء بنت يزيد بن السكن خطيبة النساء:

كانت -رضي الله عنها- تنوب عن النساء المسلمين في مخاطبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما يتعلق بهن، وقد

أتته ذات مرة فقالت له: يا سول الله إني رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين كلهم، يقلن بقولي وهن على

مثل رأيي.. إن الله تعالى بعثك إلى الرجال والنساء، فآمنا بك، واتبعناك، ونحن معاشر النساء مقصورات مخدرات،

قواعد بيوت، ومواضع شهوات الرجال، وحاملات أولادهم، وإن الرجال فضلوا بالجمعات وشهود الجنائز، والجهاد،

وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم وربينا أولادهم، أفنشاركهم في الأجر يا رسول الله؟ فالتفت رسول الله -

صلى الله عليه وسلم- إلى أصحابه فقال: (هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالاً عن دينها من هذه؟) فقالوا: بلى

يا رسول الله. فقال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: (انصرفي يا أسماء وأعلمي من وراءك من النساء أن

حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته، يعدل كل ما ذكرت للرجال) فانصرفت أسماء

وهي تهلل وتكبر استبشاراً لما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. انظر الاستيعاب لابن عبد البر على هامش الإصابة (4/223).



مزاحه - صلى الله عليه وسلم - مع النساء:

أم أيمن مولاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وحاضنته:

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلاطفها ويمازحها وكأنها أمه، وقد جاءته ذات مرة فقالت له: يا رسول الله:

احملني فقال -عليه الصلاة والسلام-: (أحملك على ولد الناقة) فقالت: يا رسول الله، إنه لا يطيقني ولا أريده، فقال:

(لا أحملك إلا على ولد الناقة). يعني أنه كان يمازحها - صلى الله عليه وسلم-، وكان رسول الله يمزح ولا يقول

إلا حقاً، والإبل كلها، ولد النوق. طبقات ابن سعد (8/224).



استفتاء النساء لنبي الله - صلى الله عليه وسلم-:

خولة بنت ثعلبة: عندما ظاهر منها زوجها جاءت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجلست بين يديه، فذكرت له ما

لقيت من زوجها، وهي بذلك تريد أن تستفتيه، وتجادله في الأمر ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:

(ما أمرنا في أمرك بشيء… ما أعلمك إلا قد حرمت عليه) والمرأة المؤمنة تعيد الكلام عليه، وتبين لرسول الله -

صلى الله عليه وسلم- ما قد يُصيبها وأبناءها إذا افترقت عن زوجها، وفي كل مرة يقول لها رسول الله -

صلى الله عليه وسلم-: (ما أعلمك إلا قد حرمت عليه) ودعت ربها وما كادت أن تفرغ من دعائها حتى

نزل قوله -تعالى-: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها.. إلى قوله تعالى: وللكافرين عذابٌ أليم}.

(المجادلة: 1-4) رواه أحمد في المسند (1/46)، والحاكم وقال الذهبي: صحيح، المستدرك (2/481).


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 33630675081317948499


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالسبت 22 أكتوبر 2011, 3:31 am

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 33630675081317948499

روائــــــــــــع من أخلاق الرسول

صلى الله عليه وسلم



كرمه -صلى الله عليه وسلم-:



إن كرمه - صلى الله عليه وسلم- كان مضرب الأمثال، وقد كان - صلى الله عليه وسلم- لا يرد سائلاً وهو واجد

ما يعطيه، فقد سأله رجل حلةً كان يلبسها، فدخل بيته فخلعها ثم خرج بها في يده وأعطاه إياها.

وفي صحيح البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-قال: ما سُئل رسول الله - صلى الله عليه

وسلم- شيئاً على الإسلام إلا أعطاه، سأله رجل فأعطاه غنماً بين جبلين فأتى الرجل قومه، فقال لهم:

(يا قوم أسلموا فإن محمداً يُعطي عطاء من لا يخشى الفاقة ) مسلم كتاب الفضائل باب ما سئل رسول

الله شيئا قط فقال لا وكثرة عطائه (4/1806) رقم (2312)1، وكان الرجل ليجيء إلى رسول الله -

صلى الله عليه وسلم- ما يريد إلا الدنيا فما يمسي حتى يكون دينه أحب إليه وأعز من الدنيا وما فيها،

أخرج البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، وقد سئل عن جود الرسول وكرمه، فقال: (كان رسول الله -

صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان حين يلقاه جبريل بالوحي فيدارسه القرآن،

فرسول الله أجود بالخير من الريح المرسلة)‏. البخاري - الفتح- كتاب المناقب, باب صفة النبي -صلى الله عليه وسلم-

(6/653) رقم (3554)، بمعنى أن إعطائه دائماً لا ينقطع بيسر وسهولة، وها هي ذي أمثلة لجوده وكرمه

- صلى الله عليه وسلم-.

- وحملت إليه تسعون ألف درهم فوضعت على حصير، ثم قام إليها يقسمها فما رد سائلاً حتى فرغ منها.

- أعطى العباس - رضي الله عنه- من الذهب ما لم يطق حمله.

(هذا الحبيب يا محب (525- 526).


حلمه - صلى الله عليه وسلم -:

الحلم: هو ضبط النفس حتى لا يظهر منها ما يكره قولاً كان أو فعلاً عند الغضب، وما يثيره هيجانه من قول سيء

أو فعل غير محمود. هذا الحلم كان فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم- مضرب المثل، والأحداث التي وقعت

له - صلى الله عليه وسلم- شاهدة على ذلك.

- في غزوة أحد شُجت وجنتاه, وكُسرت رباعيته, ودخلت حلقات من المغفر في وجهه - صلى الله عليه وسلم-

فقال: (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) البخاري، الفتح كتاب الأنبياء, باب حديث الغار (6/593)

رقم (3477) والجامع الصحيح (3477)، وهذا منتهى الحلم والصفح والصبر منه - صلى الله عليه وسلم-.

- والرسول-صلى الله عليه وسلم-يقسم الغنائم فقال له: ذو الخويصرة اعدل يا محمد فإن هذه قسمة

ما أريد بها وجه الله!! فقال له الرسول - صلى الله عليه وسلم-: (ويلك فمن يعدل إن لم أعدل) صحيح

مسلم, كتاب الزكاة, باب ذكر الخوارج وصفاتهم (2/755) رقم (1064)، وحلم عليه ولم ينتقم منه.

- عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم- أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه جبذة شديدة حتى نظر إلى صفحة

عنق رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وقد أثرت فيه حاشية الرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من

مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فضحك وأمر له بعطاء. البخاري الفتح، كتاب

الأدب, باب التبسم والضحك (10/519) رقم (6088), ومسلم, كتاب الزكاة, باب إعطاء من سأل بفحش

وغلظه (2/730-731) رقم (1057).

- وعن أبي هريرة أن أعرابياً جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- يستعينه في شيء فأعطاه ثم قال:

(أحسنت إليك؟) قال الأعرابي: لا، ولا أجملت، قال: فغضب المسلمون وقاموا إليه فأشار إليهم أن كفوا،

قال عكرمة: قال أبو هريرة: ثم قام النبي - صلى الله عليه وسلم- فدخل منزله ثم أرسل إلى الأعرابي فدعاه

إلى البيت فقال: (إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك، فقلت ما قلت)، فزاده رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً،

ثم قال: (أحسنت إليك)، قال الأعرابي: نعم، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيراً. فقال النبي - صلى الله عليه

وسلم-: (إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك، وقلت ما قلت، وفي أنفس أصحابي شيء من ذلك، فإن أحببت فقل بين

أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب من صدورهم ما فيها عليك)، قال: نعم. قال أبو هريرة: فلما كان الغد أو

العشي جاء فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: (إن صاحبكم هذا كان جاء فسألنا فأعطيناه، وقال ما قال:

وأنا دعوناه إلى البيت فأعطيناه فزعم أنه قد رضي أكذلك؟) قال الأعرابي: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة

خيراً. قال أبو هريرة: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (ألا إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت

له ناقة، فشردت عليه، فاتبعها الناس، فلم يزيدوها إلا نفوراً، فناداهم صاحب الناقة: خلوا بيني وبين ناقتي فأنا

أرفق بها وأعلم، فتوجه لها صاحب الناقة بين يديها فأخذ لها من قمام الأرض فردها هوناً هوناً حتى جاءت

واستناخت، وشد عليها رحلها، واستوى عليها، وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال، فقتلتموه دخل النار)

رواه البزار في مسنده وقال: لا نعلمه يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إلا من هذ الوجه.

كشف الأستار (3/159-160).

- وجاءه زيد بن سعنة أحد أحبار اليهود بالمدينة، جاء يتقاضاه ديناً له على النبي - صلى الله عليه وسلم-

فجذب ثوبه عن منكبه وأخذ بمجامع ثيابه وقال مغلظاً القول: (إنكم يا بني عبد المطلب مُطلٌ) فانتهره عمر

وشدد له في القول، والنبي - صلى الله عليه وسلم- يبتسم، وقال - صلى الله عليه وسلم-: (أنا وهو كنا إلى غير

هذا أحوج منك يا عمر، تأمرني بحسن القضاء وتأمره بحسن التقاضي)، ثم قال: (لقد بقي من أجله ثلاث)،

وأمر عمر أن يقضيه ماله، ويزيده عشرين صاعاً لما روّعه، فكان هذا سبب إسلامه فأسلم، وكان قبل ذلك يقول:

ما بقي من علامات النبوة إلا عرفته في محمد - صلى الله عليه وسلم- إلا اثنتين لم أخبرهما، يسبق حلمه جهله،

ولا تزيده شد الجهل إلا حلماً، فاختبره بهذه الحادثة فوجده كما وصف. رواه أبو نعيم في دلائل النبوة

(1/108-112), والحاكم في المستدرك وصححه وأقره الذهبي (3/604-605), والهيثمي في

مجمع الزوائد (8/239-240).

هذا شيء يسير من حلمه - صلى الله عليه وسلم-.



عفوه - صلى الله عليه وسلم-:

العفو: هو ترك المؤاخذة عند القدرة على الأخذ من المسيء المبطل، وهو من خلال الكمال، وصفات الجمال الخلقي.

قالت عائشة-رضي الله عنها-: ما خُيِّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن

إثماً، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لنفسه إلا أن تُنتهك حرمة

الله تعالى فينتقم لله بها. البخاري - الفتح- كتاب المناقب باب صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- (6/654) رقم (3560).

عن جابر بن عبد الله قال: قاتل رسول الله محارب بن خصفة، قال: فرأوا من المسلمين غرّه فجاء رجل حتى قام

على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بالسيف فقال: من يمنعك مني، قال: (الله)، فسقط السيف من يده فأخذ

رسول الله - صلى الله عليه وسلم- السيف فقال: (من يمنعك مني؟) قال: (كن خير آخذ قدر)، قال:

(أتشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله)، قال: (لا، غير أني لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك). فخلى سبيله.

فجاء أصحابه فقال: (جئتكم من عند خير الناس). (المسند (3/365)، والبخاري بنحوه كتاب المغازي, باب

غزوة ذات الرقاع (7/491) رقم (4136), ومسلم بنحوه, كتاب صلاة المسافرين وقصرها – باب صلاة

الخوف (1/576) رقم (843).

وعن أسامة بن زيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ركب على حمار، فقال: (أي سعد ألم تسمع ما قال

أبو الحباب) يريد عبد الله بن أبيّ قال: كذا وكذا، فقال سعد بن عبادة: اعف عنه واصفح، فعفا عنه رسول الله -

صلى الله عليه وسلم-. (البخاري، الفتح, كتاب تفسير القرآن, باب قوله تعالى: ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب

من قبلكم ومن الذين أشركوا أذىً كثيراً، (8/78) رقم (4566), ومسلم بنحوه, كتاب الجهاد والسير, باب

دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم- وصبره على أذى المنافقين (3/1422-1423) رقم (1798).

- لما دخل المسجد الحرام صبيحة الفتح ووجد رجالات قريش جالسين مطأطئين الرؤوس ينتظرون حكم رسول الله

- صلى الله عليه وسلم- فيهم، فقال: (يا معشر قريش ما تظنون أني فاعل بكم؟) قالوا: أخ كريم، وابن أخٍ كريم!،

قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء!) قال الألباني: لم أقف له على إسناد ثابت وهو عند ابن هشام معضل

(انظر كتابه "دفاع عن الحديث النبوي" ص: 32) فعفا عنهم بعدما ارتكبوا من الجرائم ضده وضد أصحابه ما

لا يُقادر قدره ولا يحصى عده، ومع هذا فقد عفا عنهم، ولم يعنف، ولم يضرب، ولم يقتل، فصلى الله عليه وسلم.

- وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه-: أن يهودية أتت النبي - صلى الله عليه وسلم- بشاة مسمومة ليأكل منها

فجيء بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فسألها عن ذلك، فقالت: (أردت قتلك)، فقال النبي - صلى الله عليه

وسلم-: (ما كان الله ليسلطك على ذلك)، أو قال: (على كل مسلم)، قالوا: أفلا نقتلها؟ قال: لا. صحيح مسلم,

كتاب السلام، باب السم (4/1721) رقم (2190)، البخاري- الفتح, كتاب الهبة وفضلها, باب قبول الهدية

من المشركين (5/272) رقم (2617).


شجاعته - صلى الله عليه وسلم -:

إن الشجاعة خلق فاضل، ووصف كريم، وخلة شريفة، لا سيما إذا كانت في العقل كما هي في القلوب، وكان النبي

- صلى الله عليه وسلم- أشجع الناس على الإطلاق، فمن الأدلة على شجاعته ما يلي:

- شهادة الشجعان الأبطال له بذلك، فقد قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه-، وكان من أبطال الرجال

وشجعانهم، قال: "كنا إذا حمي البأس واحمرت الحدق نتقي برسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فما يكون

أحد أقرب إلى العدو منه". رواه أحمد في مسنده (1/156)، والبغوي (13/257).

وعن البراء قال: "كنا والله إذا احمر البأس نتقي به – يعني النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن الشجاع منا الذي

يحاذى به". مسلم كتاب الجهاد والسير , باب غزوة حنين (3/1401).

- وعن أنس بن مالك قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من أجمل الناس وأجود الناس وأشجع الناس،

ولقد فزع أهل المدينة مرة فركب فرساً لأبي طلحة عرياناً, ثم رجع وهو يقول: (لن تراعوا لن تراعوا) ثم قال:

(إنا وجدناه بحراً) البخاري- الفتح، كتاب الأدب, باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل(10/470)،

ومسلم كتاب الفضائل, باب في شجاعة النبي- عليه السلام- وتقدمه في الحرب (4/1802-1803) رقم (2307).

- مواقفه البطولية الخارقة للعادة في المعارك، ومنها ما كان في حنين حيث انهزم أصحابه وفر رجاله لصعوبة

مواجهة العدو من جراء الكمائن التي نصبها وأوقعهم فيها وهم لا يدرون، فبقى وحده - صلى الله عليه وسلم-

في الميدان يجول ويصول وهو على بغلته يقول:


أنا النبي لا كذب
*** أنا ابن عبد المطلب


عن البراء: قال لما غشيه المشركون نزل فجعل يقول: (أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب)، فما رُؤي في الناس

يومئذ أحد كان أشد من النبي - صلى الله عليه وسلم-. البخاري-الفتح، كتاب الجهاد والسير, باب من قال خذها

وأنا ابن فلان (6/190) رقم (3042), ومسلم كتاب الجهاد والسير, باب في غزوة حنين (3/1401).

وما زال في المعركة وهو يقول: (إلي عباد الله!!) حتى فاء أصحابه إليه وعاودوا الكرة على العدو فهزموه في الساعة.

كانت تلك الشواهد على شجاعته -صلى الله عليه وسلم- وما هي إلا غيض من فيض، ومواقفه - صلى الله عليه

وسلم- كلها تدل على ما كان عليه من الشجاعة, ولقد قال أنس بن مالك: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم-

أحسن الناس وأجود الناس وأشجع الناس". (البخاري كتاب الأدب, باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من

البخل (10/470)، ومسلم كتاب الفضائل, باب في شجاعته - صلى الله عليه وسلم- وتقدمه للحرب (4/1802) رقم (2307)).



1 - وأخرجه البخاري بلفظ: ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قط فقال: لا. كتاب الأدب باب

حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل. (10/470) رقم (6034).


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 33630675081317948499

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary28
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Painti10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم E0449b11
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم W110

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالسبت 22 أكتوبر 2011, 4:15 am

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 33630675081317948499

ونختتم روائـــــــــــع القصص

بقصه من أروع قصص حب النبى صلى الله عليه وسلم

الشجــــــــــر يحــــــــــــن


فالشجر و الحجر و والجبل و السهل و الحيوان و الطير يحن الى رسولنا فى حب , و الحديث عن حب البشر

له فشيء آخر و حديث آخر ما بالكم بحب أعين اكتحلت بالنظر إلى وجهه الكريم و آذان تلذذت بسماح حديثه

ما بالكم بحب من جالسه و عاشره صلى الله عليه و سلم لا شك أنه حبٌ لم يُشهد مثله على وجه البسيطة.

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : ( كان المسجد مسقوفا على جذوع من نخل فكان النبي صلى الله عليه

وسلم إذا خطب يقوم إلى جذع منها فلما صنع له المنبر وكان عليه فسمعنا لذلك الجذع صوتا كصوت العشار

حتى جاء النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده عليها فسكنت ) رواه البخاري


عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة

فقالت امرأة من الأنصار أو رجل يا رسول الله ألا نجعل لك منبرا قال إن شئتم فجعلوا له منبرا فلما كان يوم الجمعة

دفع إلى المنبر فصاحت النخلة صياح الصبي ثم نزل النبي صلى الله عليه وسلم فضمها إليه تئن أنين الصبي الذي

يسكن قال كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها ) رواه البخاري




كان الحسن رحمه الله يقول : يا معشر المسلمين الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شوقاً إلى

لقائه فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه .

عن عمرو بن سواد عن الشافعي رحمه الله : ما أعطى الله نبياً ما أعطى محمداً فقلت : أعطى عيسى إحياء الموتى .

قال: أعطي محمداً حنين الجذع حتى سمع صوته فهذا أكبر من ذلك .


يحن الجذع من شوق إليك **** و يذرف دمعه حزناً عليك
و يجهش بالبكاء و بالنحيب **** لفقد حديثكم و كذا يديك
فمالي لا يحن إليك قلبي **** و حلمي أن أقبل مقلتيك
و أن ألقاك في يوم المعاد **** و ينعم ناظري من وجنتيك
فداك قرابتي و جميع مالي **** و أبذل مهجتي دوماً فداك
تدوم سعادتي و نعيم روحي **** إذا بذلت حياتي في رضاك
حبيب القلب عذر لا تلمني **** فحبي لا يحق في سماك
ذنوبي أقعدتني عن علو **** و أطمح أن أُقرب من علاك
لعل محبتي تسمو بروحي **** فتجبر ما تصدع من هواك

والله تعالى اعلى وأعلم

اللهم تجاوز عما تعلم ولا نعلم وما عملناه فان صفتك العفو والعفران

اللهم ارحمنا برحمتك التى وسعت كل شئ

ولا تكلنا الى أنفسنا طرفة عين

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 25765473865490912226
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 42245877417200457703


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 33630675081317948499

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Celina
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 15751613
Celina


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 21/12/2009
المساهمات : 12379
عدد النقاط : 18808
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary32
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Collec10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Sports10
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 3h510
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 1510
أوسمة المسابقات : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم AVvoI

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالسبت 22 أكتوبر 2011, 11:58 am

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Get-11-2007-v5i9fr0r

أتمنـــى لكـ من القلب .. إبداعـــاً يصل بكـ إلــى النجوم

سطرت لنا أجمل معاني الكلمات
بتلك
المواضيع الشيقة التي تأخذنا
إلى أعماق البحار دون
خوف
بل بلذةغريبة ورائعة
دمت لنا ودام
قلمك
ودي~


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 11_8_3

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 47000yhk5r35f7a

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دموع حائرة
روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Copy_o10
دموع حائرة


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/03/2011
المساهمات : 14462
عدد النقاط : 24857
المزاج : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Qatary24
المهنة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Profes10
الهوايه : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Unknow11
الدولة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Female31
الأوسمة : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 3h510
التميز : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Ss610
أوسمة المسابقات : روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم WnNnl

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Y4Oan

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم Empty
مُساهمةموضوع: رد: روائــــــع من قصص رسولنا الكريم   روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم I_icon_minitimeالسبت 22 أكتوبر 2011, 11:20 pm

روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 16hw8

شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز

واصل تالقك معنا في المنتدى

بارك الله فيك

ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة

لك منـــــــ اجمل تحية ــــــــــي


روائــــــع  من قصص رسولنا الكريم 2143823172573363875
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
روائــــــع من قصص رسولنا الكريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» هكذا كان رسولنا الكريم
» معلوماااات هامه من رسولنا الكريم
» الحب كما علمنا رسولنا الكريم
» عظمة رسولنا الكريم مع أطفال غير المسلمين!!!!
» هكذا كان رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتـــــدي الإسـ ـــ ــــلامــــــي :: خاص بالانبياء والرسل-
انتقل الى: