استيقظت فى ليل دامس لتجد نفسها بجوار رجل تعرفه حق المعرفه
كانت البيجامه القطن التى ترتديها تعجز ان تمتص العرق المنسال من جسدها النحيل
اتجهت نحو المطبخ واعدت فنجان من القهوه
واتجهت نحو الشرفه التى تطل على الجانب الاخر من النهر
ذلك النهر الذى يحول بينها وبين البيت الذى امضت به سنوات عمرها الاغلى
تذكرت فجاه كيف كانت تبدو قبل ذلك الحين
بعدما كانت كادت ان تنسى كل هذا
نظرت الى الباب وامعنت النظر فى ذلك البوط المخيف الذى ينتعله زوجها كل صباح عندما يذهب الى العمل
لا يبقا لها بعد ذلك الا ان تعد كل ما يتوجب عليها من رعايه الاطفال واعداد البيت والطعام
التفتت مره ثانيه الى النهر
وهامت فى خيال خصب
عندما كانت تاتى كل يوم بعد ان تنتهى من المدرسه
تحضتن النسيم العليل فى طريق عودته وهى تعبر النهر لطريق البيت
تخلع عنها حذائها لتلمس الماء وتشعر به يحدثها انها اجمل فتيات الحى
تعود الى البيت تدخل غرفتها تستند على الباب وهى تمر وتغلقه
وتفرغ الى عالم خاص بها
تظل تكتب ل ساعات قبلما تاتى الام وتقتحم ذلك العالم بصرخه تبتر اوتار الخيال
يا بنت تعالى الان لتعدى الغداء لابيك فانهو على وشك القدوم
تقوم من مجلسها وتعد ما يلزم وتسابق الدقائق علها تعود الى عالمها الخاص جدا
احيانا كانت تحلم بالليل طويلا لا ينتهى حتى لا ياتى واقع النهار
فهذا الليل رفيقا وجليسا ومستمع جيد لكل الامنيات
فجاه ترتعد فقد لمس شياء كتفها
تلتف وتنظر زوجها يطلب منها اعداد الفطور
لاول مره لا تنتبه ان الليل مضى وجاء الصباح سريعا جدا
يدخل الزوج الى الحمام فتتذكر كيف باتت فى هذا المنزل سجينه
بينما مازلت احلامها هناك على الشاطى الاخر من النهر متيقظه تحت الرماد
فى انتظار ان تخمد او يكشف عنها
نعم كانت لها امنيات كثيره ومطالب اكثر من تلك الحياه
والان تلك الحياه الروتينيه الرتيبه هى ما تحيا
لم تتزوج عن حب او حتى عن تفاهم
وانما قوبل اول رجل طرق باب ولدها بالقبول
كان لا يعرف حتى اسمها او كيف تبدو من قريب غير انه راها مره تعبر النهر
كانت فى عالمها تشعر وكانها ملكه متوجه على عرش خاص
برغم فقر الحال الا انه نسج لها من حرير
وتلك الاورق التى تئوب اليها كل مساء
هى بمثابه زورق تبحر به الى عالم الاحلام
تكتب وتكتب فى انتظار ان ياتى يوما احد فيقراء ما تسطر يدها
ويعلم انها كانت لا تكتب الا لعلمها انه سوف يقرء ذلك
تترقص الكلمات فوق السطور فما ابدع ان ما توصف
وتنتظر الكلمات هى الاخرى معجب اخر
تتسال فى غفله من ذلك الخيال وقد نظرت امامه فوجدت القهوه قد سقبت على الموقد فى غفله منها
يا ترى اين تكون تلك الاورق سأئل امى عنها عندما اذهب للزياره قريبا
ولكن تتذكر بان ليس هناك من يقرها
هى تحفظ كل ما فيها عن ظهر قلب
ولكن ليس هناك من احد اخر يقرء ما اردت ان تحكى عن سنوات عمرها عن تلك الامانى والاحلام
عن دفاء المنزل فى الشتاء بينما تمطر بالخارج
عن اسرار كانت تهمس بها لذلك النهر كل مساء وصباح فى رحلتها نحو الدراسه
ليس هناك من يهتم بذلك الان
هى كانت فقد مجرد اورق بالنسبه لكل من حولها حتى هى نفسها نسيت تلك الاورق عندما غدرت البيت يوم زفافها
يعلو صوت الزوج مره اخرى
الم تنتهى بعد من تحضير الافطار
تجيب وليس لديها الا الطاعه نعم ساتى على الفور
اليوم تتمنى الا يعود فى المساء فتظل هى تجالس الليل فى تلك الشرفه وتسرد ما تبقى من ذلك الحديث
الذى فجاه اصبح شغلها الشاغل
كثيرا ما لا يعود الزوج للبيت فانه متزوج من اثنين اخريات
وكانت هى الثالثه تزوجت وهى لم تبلغ العشرين من عمرها
حتى انها لم تكن تعلم فى ذلك الحين كيف تطهو جيدا او ما يعنى كلمه زوج
لا تنكر على نفسها انها فرحت بالفستان الابيض
وليله العرس الجميله
وما لبست فى ذلك الحلم حتى استفقت على كابوس مظلم
تخلت عن الفستان الابيض وتوشحت بالسواد دائما
فهى الان لا يصح ان تردتى غيره عندما تخرج من البيت
تتذكر كم من الالون كانت ترى فى قوز قزح
عندما يلامس شعاع الشمس الطفيف فى الشتاء وجه النهر تحت المطر
كانت تسرع لترى ذلك فربما لا ترى ذلك المشهد الا مره كل عام
تاتى بالفطور ثم يذهب الزوج محقق لها اغلى الامانى قائلا ربما لا ائتى اليوم
تذهب لحجره الاولاد تحصنهم بعمق تتوشح بالسواد تذهب الى السوق الذى على مشارف النهر
يغمرها شعور جامع ان تخلع نعليها وتلمس بقدميها الماء
تذهب وتمسك بالحذاء من اسفل قدميها لتخلعها فتنظر انعكاس صورتها فى الماء موشحه بالسواد
وقد تغيرت كل الاوصاف التى كانت تراها كانها تنظر الى احد اخر لم تره من قبل تترجع
حتى تصدم بحائط البيت تدخل وتغلق الباب من جديد
وتبدء يوم اخر فى حياتها الرتيبه الممله
لكنها ترى الامل فقد فى عيون من تحب