الحُكم الغيابى
************
أعزائي ، أحبتي في الله
لو أخبرتكم عن محكمةٍ
تتألف من قاضٍ وحيدٍ ...
بلا مستشارين ولا محامين ولا دفاع ولا حضور ولا حتى بعلم المتهم
إنما هو قاضٍ و قفص اتهام يضع فيه من يشاء بصورته ثم يحكم غيابياً
هل ستصدقون بوجود مثل هذه المحكمة ؟؟ وهل تثقون بعدالتها ..؟
بالتأكيد لن يصدق أحد ، ولن يثق بقراراتها ، ولكن المشكلة أن هذه
المحكمة موجودة في كل واحدٍ منّا إلاّ من رحم الله !!
كثيرا ما استدعينا أشخاصا وهم غافلون إلى قفص الإتهام الموجود
في رؤوسنا ، ثم ناقشنا مع مستشارينا الأعزاء الذين لا نستغني عنهم
وعن استشاراتهم كل الأدلة المخترعة والمصنعة خصيصاً على مقاس
الضحية وطبقنا مااشتهت أنفسنا من قوانينها على هذا المسكين وتلك ،
والمستشارون هم كل من ؛
ألسيد : وهم الخيال
ألسيدة : تحليلات أليمة
ألسيدة : ظنون الهواجس !!
ثم وعلى عجالةٍ أصدرنا الحكم الغيابي بحقهم ؛
إما إعداما بالتهم الجزاف
أو حبساً انفرادياً في زنزانة الشكوك
أو نفياً إلى إحدى جزر النسيان
ليشهد الله سبحانه ظلماً اقترفته قلوبنا ثم لاكتهُ ألسنتنا ، ولا زال الضحية
في براءة غيابه لم يسمع مطرقةً من القاضي تأمر حضوراً بالسكوت
ولا كلمة ( حضرات المستغفِلين )
هل تريدون أن أسمي أحد هؤلاء الذين كانوا ينشؤون مثل هذه المحاكم
إنه ( سأذكره في نهاية الموضوع) ... نعم حصل هذا معه كثيراً ، ولطالما
صُدم بخطأ قراراتهِ وبالظلم الذي مارسه ضد الضحية المسكين وليتبين
عكس ما أوحت لهُ نفسه وأنه أطيب وأسمى مما حكم عليه !!! وليكون
ذلك له درساً مهمّاً تعلم منه الكثير الكثير كما اعترف هو بذلك لي .
فما ضرّنا لو تريثنا وأعطينا الفرصة تلو الأخرى ، ثم حملنا تصرفات بعضنا
البعض على الخير ، ثم واجهنا .. حتى إذا حكمنا بعد ذلك أنصفنا وبعدها
قد نكون عفونا .
( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس )
( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم )
تعالوا نهدم هذه المحاكم بمعاول التقوى والعفو والإحسان
ونتحول من قضاةٍ إلى محامين للدفاع عمن اتهمتهم السيدة (ظنون )
بما أن تلكَ السيدة يصعب الخلاص منها عند الكثير منّا
وأخيرا اقترب سأهمس لك بإسم الشخص الذي كان يُنشىء مثل هذه
المحاكم الظالمة
???