- إن حقيقة الإحترام والتقدير تنبع من النفس ، إذ أن الحياة غالباً لا تأتي بما نريد .. لابد أن يكون التقدير للنفس والاحترام لها نابعاً من النفس وليس من مصدر خارجي.
علاقة التقدير الذاتي بالنجاح :
هناك اتفاق علي وجود علاقة بين تقدير الذات والنجاح ، لكن هناك اختلاف علي طبيعة هذه العلاقة.
هل لا بد لصاحب التقدير العالي لذاته أن يكون ناجحاً متفوقاً في الحياة أم أن التفوق يأتي قبل التقدير العالي؟
والجواب : أنها علاقة تبادليه فقد يأتي الإعتزاز بالنفس والتقدير العالي ويكون سبباً في مجيء النجاح.
وقد يأتي النجاح فيولد في النفس البشرية التقدير والإحترام
ومن هنا قسم العلماء التقدير الذاتي إلي قسمين.
الأول : التقدير الذاتي المكتسب :
هو التقدير الذي يكتسبه الشخص خلال إنجازاته فيحصل الرضا بقدر ما أدرك من نجاح فهنا بناء التقدير الذاتي متوقف علي ما يقدمه من إنجازات
الثاني : التقدير الذاتي الشامل:
وهو الحس العام بالإفتخار بالذات، حتى لو تواترت عليه الإخفاقات في حياته – لا يزال ينعم صاحبه بدفء التقدير العالي لذاته.
وفي كل الأحوال فالنجاح يأتي من الثقة والتقدير الذاتي العالي قد يتولد من النجاح والإنجاز.
صفات نقص التقدير الذاتي :
عندما تعرضت للبحث في هذا الموضوع قابلتني إحصائية غاية في الخطورة وهي أن قرابة 95% من الناس يشكون أو يقللون من قيمة ذاتهم وهم علي ذلك يدفعون ثمناً باهظاً في الحياة العملية هؤلاء دائماً في اعتقاد راسخ أن الآخرين يعملون أفضل منهم وأن الآخرين أكثر ذكاء وأنهم أقرب للنجاح منهم وعلي ذلك تبدأ الذات في التدمير ويصل الأمر بعد قليل إلي الإحباط .. والقلق .. والاكتئاب.
جيمس باتيل (1980م) : كان من أوائل الذين قرروا الترابط الشديد بين (الإحباط والاكتتاب) والازدراء الذاتي فلقد اكتشف أنه في حالة زيادة الاكتئاب والإحباط فإن تقدير الذات يقل والعكس بالعكس.
ولهذا فإن الأشخاص الذين يعانون من الازدراء الذاتي يتعاملون مع تحديات الحياة بأحدي طريقتين.
1- الشعور بالنقص تجاه أنفسهم:
- يشكون في قدراتهم
- يقللون من إنجازاتهم
- يحقرون من أنفسهم
لذلك يبذلون القليل من الجهد في حياتهم ... وغالباً ما يعتمدون علي الآخرين لملاحظة أعمالهم، وغالباً يوجهون اللوم الشديد لأنفسهم عند حدوث خطأ ما ويمنحون الثناء للآخرين عند تحقيق نجاح ما.
2- الشعور بالغضب والرغبة في الثأر والانتقام من العالم :
هم غالباً يعانون من مشاكل في أعمالهم وفي مسكنهم وفي حياتهم الإجتماعية والشخصية .. مما قد يؤدي في النهاية إلي العديد من الأمراض النفسية والعضوية ورغبة في محاولة الانتقام من العالم .. ومن الآخرين ، وتراهم دائماً لا يرون إلا السلبيات والأخطاء.
وحين يشعرون بالسعادة تجدهم سعدو لأخطاء الآخرين وفشل الآخرين.
يمكنك أن تلاحظ نماذج الناس ضعاف التقدير الذاتي :
هذه صفاتهم
1- يستحقرون الذات ولا يجدون سعادة في ثناء الآخرين.
2- الشعور الدائم بالذنب.
3- الاعتذار المستمر حتى عن أخطاء الآخرين.
4- اعتقادهم بعدم الإستحقاق لمكانتهم وعملهم.
5- عدم الشعور بالكفاءة.
6- يسحبون رأيهم سريعاً للخوف من سخرية ورفض الآخرين.
7- منكمشين علي أنفسهم لا يريدون أن يراهم العالم.
كيف تنمي تقديرك الذاتي الإيجابي؟
1- الإدراك التام لوضعك الحالي .
سل نفسك .. هل أنت راض عن وضعك الحالي في تقدير الذات؟
وإلي أي مرحلة أحب أن أتغير؟
وما الذي يعود علي من التغيير؟
2- غير نظرتك السودائيه عن نفسك.
تزود بالعلم لتكون أفضل
تعلم مهارة جديدة لترتقي بنفسك
وغير نظرتك .. في مرآة نفسك الداخلية
3- ضع خطوط زمنية في حياتك
إن وضع محطات زمنية في الحياة تمثل نقاط انتقالية في تطوير حياتك فهي تساعد في تقييم مسيرتك فى الحياة وفي تطوير ذاتك.
4- اقتدي بأصحاب التقدير الذاتي العالي: دائما فى حياة كل منا أناس لديهم تقدير عالى وثقة فى النفس لاحدود لها اجعلهم قدوتك وتملق دائما فى صفاتهم حتى ترقى مثلهم
5- اكتب ما تريد وضع الأهداف واجعل هناك وقت كاف لتحقيق ما دونت من أهداف.
6- احذر من التثبيط واليأس عند الإخفاق واجعل من هذا الإخفاق دافعاً أقوي لتصل إلي النجاح.
7- اكتشف اللحظة الإيجابية
اقض وقتا كافياً مع نفسك تركز فيه علي ما أنجزت من أعمال واعتز بنفسك عندما تكتشف إنجازاً . بالقدر الذي يمنحك المضي قدماً لتحقيق أهدافك.
8- احرص علي استغلال الظروف الإيجابية إن استغلال الأوقات الإيجابية يمنحك طاقة للقضاء علي الأوقات السلبية أو غير المنتجة في حياتك.
9- كن مشاركاً فعالاً : فالنشاط العملي ضروري لبناء الذات والاتصال بالآخرين وهو عامل أساسي لتطوير النفس وإكسابها الثقة.
10- اعمل ما تحب .. وأحب ما تعمل : اكتشف ما تريد عمله ، واعمل ما ترغبه نفسك .. وليس ما يرغبه الآخرون، وثق تماماً عندما تعمل عملاً ليس فيه حب ورغبه – أن هذا العمل لن يكون فيه إبداع .. إن تحقق.
11- كن أنت .. ولا تكن غيرك – لا داعى لتقليد الآخرين
12- تقبل نفسك تماماً .. أنت جميل بصوتك .. بعينيك .. بأنفك بشعرك – بأسنانك – بطولك – بكل ملامحك
فتقبل نفسك كما هي .. وكن أنت وابتعد عن التقليد والتلبس بالغير.
وللحديث بقية
الدكتور محمد السيد
كاتب ومحاضر ف
ي التنمية البشرية