سوء اختيار الشريك سبب من أسباب الطلاق

تشير بيانات وزارة العائلة والشباب الى ان نسبة الطلاق في المانيا ارتفعت بشكل غير عادي، ووصلت عام 2011 في الاقاليم الغربية الى 43،6 في المائة وفي الاقاليم الشرقية الى 37.1 في المائة، ما يعني ان نسبة الطلاق في القسم الغربي من المانيا زاد بشكل كبيروعمر الزواج لدى الكثيرين لم يتعد الثلاثة أعوام كحد متوسط.

من عام 1992 وحتى عام2009 تسارعت وتيرة الطلاق بشكل ملحوظ في ألمانيا،وقفز العدد من 135 الف الى 214 الف حالة. والملفت ان نسبة الطلاق بين المتزوجين منذ اكثر من 13 عاما اخذت تتزايد، لكن مازالت أقل بكثير من زواج الشباب، والسبب فقدان الزوجان القدرة على حل المشاكل حتى البسيطة منها.

وتعتبر انجيلا روهيه خبيرة شؤون العائلة والمرأة الزواج سكن ومودة لطرفي العلاقة الزوجية ومن شأن السكن والمودة ان يتصفا بالديمومة والثبات والاستقرار، لكن مع فقدان الوعي، وارتفاع نسبة الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية يبقى ذلك السكن أملا منشودا، اذ من شأن تلك الضغوط ان تزعزع استقرار الأسرة وتخطف منها نعمة الهدوء.

وتضيف الخبيرة ان المشاكل الزوجية لا تعني بعض الاختلافات في وجهات النظر او اليوميات العادية او حالات عارضة نتيجة ظرف مؤقت او طارئ. فعلى الرغم من ان العلاقات بين الجنسين في ألمانيا تكون قبل الزواج، لكن تظل أمور كثيرة غير واضحة المعالم وتنشأ عن اسباب حقيقية وجوهرية،حتى ولو لم يتم الافصاح عنها مع كونها اصل المشاكل. وحين يتم الحديث عن اصول هذه المشاكل وجذورها يكون الوقت قد تأخر عادة. وتعود هذه المشاكل الى اربعة اسباب رئيسية وهي:

سوء الاختيار، اي اختيار الشريك بعد تفكير قصير ومن دون اللجوء الى العقل بل العاطفة الجارفة او عدم التفاهم في القضايا الاساسية منها امكانية العمل للزوجة وكيفية انفاق المصاريف ومن يرعى شؤون البيت وشكل العلاقة مع عائلتي الزوجين، او اختلاف النشأة الاولى، وهذه الناحية لها علاقة بالخلافات الزوجية، خاصة اذا كان الرجل من وسط بسيط والحب جمعه مع فتاة غنية ترفض عائلتها تزويج ابنتها من وسط غير وسطها الاجتماعي والمادي. ففي حالات كثيرة لا يتمكن الزوج من تلبية رغبات زوجته الغنية بعد سنوات قليلة من الزواج. كما وان عدم فهم الحاجات النفسية والعاطفية الواحد للأخرى تلعب دورا أساسيا في الخلافات والطلاق.

والسبب الاخطر للطلاق هو إقدام بعض الرجال على الزواج لسيطرة الرغبات واستبداد الشهوات بهم وهم غالبا متقدمين في السن وأغنياء ولهم مكانة مرموقة، فيجرفون في تيار جمال الفتاة الفاتن، في هذه الحالة لا تكون وراء الزواج حصانة اخلاقية او اجتماعية. وهذا يعني ان الحياة الزوجية تكون قد بنيت منذ البداية على اساس غير متين وخطأ ثم يحصل الطلاق. كما وان عدم تكافؤ الزوجين يتبلور من حيث الوعي والتعليم والامكانيات والمفاهيم التي تعمق الفجوة، وتضاعف مسافات البعد في الرؤية والفهم.

ومن وجهة نظر الخبيرة الاسرية الالمانية انه كلما كان الزوجان شابان كان احتمال فشل الزواج أكبر، وهناك زواج لا يدوم حتى أشهر عديدة.
في المقابلة تشير إحصائية لمؤسسة المانيا تهتم بشؤون الاسرة الى ان نسبة الرجال اللذين يقيمون علاقة خارج العش الزوجي ارتفعت بشكل ملحوظ في السنوات العشر الماضية، فكل رجل من ثلاثة يقيم صداقة غير بريئة تسبب الطلاق عند واحد من اثنين، بينما تقل النسبة لدى المرأة لتصل إلى اثنين من خمسة وتنتهي كل حالة من ثمان حالات بالطلاق.

لميس

ليلى

سلمى