موضوع: اهمية العلم بنسبة للطفل الإثنين 14 مايو 2012, 4:00 am
مقدمة :
للمدرسة دور كبير في تثقيف الطفل وتربيته ، ويزداد هذا الدور أهمية في المجتمعات النامية ، إذ أن المهمة التي تُلقى على عاتق المدرسة تكون أشد حيوية ، فهي مؤسسة نظامية تستطيع أن تسد العجز في ضآلة الثقافة التي قد تعاني منها الأسرة في ظلال المعرفة المحدودة لديها في عصر تدفق المعلومات ، أو في ضحالة ما تقدمه للطفل من معرفة وثقافة ، نتيجة انشغالها عنه لأسباب عدة ، ومن هنا يتضاعف الدور الذي يُلقى على عاتق المدرسة ، إذ عليها أن تسد هذا العجز بما تقدمه من معارف وخبرات منوعة ومنظمة ، كل ذلك يكون وفق فلسفة محدودة تتمشى مع فلسفة الدولة وأهدافها ، ومع متطلبات العصر الحديث ، وأن تلبي المناهج الدراسية حاجات الطفل المعرفية والثقافية .
وتكمن أهمية المدرسة أيضاً في كونها الحلقة الوسط بين الطفولة المبكرة التي يقضيها الطفل في منزله ، وبين مرحلة اكتمال نموه التي يتهيأ فيها الطفل للقيام بدوره داخل المجتمع ، ولهذا يجب أن يكون هناك اتصال وثيق بين الحلقات الثلاث المنزل والمدرسة والمجتمع .
ولا يقتصر دور المدرسة على التلقين النظري فقط ، وإنما ينبغي أن تتكامل المعرفة والانفعال والممارسة ، لأن الاقتصار على الجانب النظري يؤدي في كثير من الأحيان إلى الانفصام ما بين القول والعمل أو تسبب له قصور تربوي في مستقبل حياته فأصبح من الضروري الآن حق الطفل في تربية تناسب عصره وثقافة تؤهله للعيش والتعايش مع مستوى العالم الجديد الذي أصبح قرية صغيرة .
ولكي تؤدي المدرسة دورها المنوط بها على الوجه الأكمل ، لابد أن تتوافر لها أركان أساسية ، تلك التي تتمثل في المعلم ، والمادة المقدمة للطفل ، وطريقة توصيلها له ، وأنماط السلوك المتوافرة في البيئة المدرسية ، ومتابعة ومواجهة مشكلات التلاميذ ، والتعليم الموازي .
إن نجاح العملية التعليمية مرتبط بوضوح الهدف وتحديده وإعداد الخطط والبرامج لتحقيق ذلك الهدف. الركن الأول : المعلم (المربي) .
الواقع إن المعلم كما أوضحت دراسات وبحوث عديدة هو الركن الأساسي للمدرسة الفعّالة ، فهو المصدر الذي يعتبره الأطفال نموذجاً يستمدون منه النواحي الثقافية والخلقية ، التي تساعدهم على أن يسلكوا سلوكاً سوياً ، مما يكون له بالغ الأثر في نجاحهم لتلقي العلم بجهد أقل ووقت أوفر ، وبالتالي يتضح لنا جلياً أن المعلم هو جلُّ العملية التعليمية ، ومن هنا تكمن أهمية إعداد المعلم إعداداً تربوياً ونفسياً فيكون على دراية ومعرفة كاملة بخصائص النمو ومدرك لسلوك التلاميذ في كل مرحلة من مراحل النمو بحيث يميز ما بين – السلوك الطبيعي وغير الطبيعي للمتعلمين – فيقدم لهم المعرفة بطريقة تتناسب مع قدراتهم واستعداداتهم وميولهم ، متفطناً إلى ضرورة إثارة الدافعية والتنافس بين التلاميذ ، ويقدم المعلومة بطريقة مثيرة ومشوقة ، وذلك يتطلب منه معرفة ودراية بطرق التدريس الخاصة والعامة ونظريات التعلم، فإذا كان المعلم بهذه الصفات يكتسب ثقة التلاميذ وحبهم له ، فيسهل عليهم التأثر به ، وتقبُل سما يقوله ويفعله بل قد يتخذونه قدوة يقتدون بها في التصرفات والسلوك وهذا قد لا يتحقق إلاّ بتأهيل مستمر للمعلم حتى يستطيع متابعة التغيرات السريعة . الركن الثاني : المادة المقدمة للطفل ..
أما الركن الثاني والأساسي في العملية التعليمية يكمن في المادة المقدمة للطفل (المقررات الدراسية) إذ يستطيع الطفل أن يستفيد من المادة المقدمة له ، إذا كانت تشبع حاجاته وفي مستوى نضجه العقلي والعكس بالعكس ، كما أن الأطفال يستطيعون أن يتعلموا بطريقة أكثر سهولة ، إذا كانت المادة المقدمة لهم تقع في مجال اهتماماتهم ، وإذا قدمت لهم في الوقت المناسب ، حتى لا تشكل عائقاً أمامهم ويصعب عليهم فهمها ، ومعنى ذلك أن يكون تقديم الخبرات للطفل مستنداً إلى تحديد علمي دقيق للوقت المناسب ، أو كما يُطلق عليها (اللحظات المواتية للتعلم) ، وهذا يتطلب من واضعي المناهج والمقررات الدراسية معرفة كاملة باستعدادات الطفل وتهيئته للتعلم ومعرفة ظروف البيئة التي يعيش فيها وأفضل الطرق التي يمكن استخدامها لتعليمه وتثقيفه .
كما يتطلب من واضعي المناهج مراعاة السلاسة في المقررات الدراسية وانتقالاً تدريجياً وترابط بين المواضيع ، وأن يراعى تسلسل السلم التعليمية وسلاسة التدرج فيه حتى لا يكون هناك إقلاع مفاجئ للمقررات الدراسية ، كما هو الحال في مقررات السنة الرابعة من التعليم الأساسي في ليبيا فيكون هم الطفل منصباً على محاولته لفهم هذه المفردات التي لا تتناسب مع نضجه ويضطر إلى أن يهمل الأنشطة المدرسية الأخرى التي تساهم بشكل كبير في نمو ثقافته. أما من حيث الشكل ، فيجب أن يحمل المضمون الجيد لغة تتناسب والمرحلة العمرية للطفل من حيث الألفاظ والتراكيب والأسلوب ، وأن تُكتب الكتب بخط واضح يساعده على القراءة الجيدة ، وأن تكون الكلمات مضبوطة بالشكل ، وأن تكون نوعية الورق مريحة للنظر، وأن تكون مزودة بالرسوم التوضيحية التي تخدم المحتوى . الركن الثالث : الطريقة التي تقدم بها المعلومات للتلاميذ ..
إن أهم ركن من أركان المدرسة الفعّالة يكمن في الطريقة التي تقدم بها المعلومات (طريقة التدريس) وهي الأسلوب الذي يتبعه المعلم في توصيل المعلومة للتلاميذ، واستخدامه الجيد للوسائل التعليمية المختلفة، فيجب أن تعتمد طريقة التدريس على أنشطة مختلفة تثير الطفل وتنمي ثقافته والابتعاد عن الرتابة التي تدعوه إلى الملل والسرحان ، كما يجب على المعلم أن يهيئ الأذهان لما يريد أن يقدم من معلومات ، لأن عملية التعلم مشروطة بالاستعداد للتعلم مع بيان الهدف من كل درس محاولاً ربط المعلومات النظرية بواقع حياة الطفل قدر الإمكان ، كما يجب أن ينمي المعلم ثقة الطفل بنفسه ، وإيمانه بذكائه ومقدرته على التعلم، وتنمية ثقة التلميذ في نفسه من أهم عناصر العملية التعليمية وحقوقه التربوية ، لأن الإنسان بطبيعته مبنياً على مجموعة من المعنويات ، إذا رُفعت زادت إنتاجيته وقدرته على التعلم والعطاء ، وعن طريق غرس الثقة في النفس تقوى لديه الشجاعة الأدبية التي نفتقدها في أغلب أطفالنا .
ومن الأسباب التي تجعل طريقة التدريس ناجحة هو مدى ارتباطها باستخدام التقنيات التربوية سواء السمعية منها أو البصرية التي تُخرج الأطفال من جو الفصل التقليدي والرتابة المملة ، إلى جو المشاركة الحقيقية الممتعة ، وفي أثناء كل ذلك على المعلم أن يضع في اعتباره أن هؤلاء الأطفال مختلفون في استعداداتهم وقدراتهم وميولهم العقلية وظروفهم النفسية (الفروق الفردية) لأن كل طفل له فرديته في التعلم فلا يتوقع منهم نفس الاستجابة ، بل عليه أن يفهم كل فرد منهم فهماً مستقلاً ، وأن يقوم بعملية تشخيص وعلاج ، فعليه أن يُشخص الضعف ، وأن يضع له العلاج المناسب ، ومن الخطأ أن يكلفهم بواجبات منزلية متساوية من حيث النوع ، بل عليه أن يطلب من كل تلميذ العمل الذي يخدمه ويطوره ، فمثلاً أحد تلاميذ الصف الأول لديه إشكالية في كتابة حرف العين ، فعلى المعلم أن يكلفه بواجب يطلب منه كتابة حرف العين ، حتى يستطيع أن يتدارك الطفل القصور الذي يعاني منه ، وهكذا يطلب العمل الذي يحتاج إليه الطفل حقاً ويطوره ، ويجعله يواكب الدروس ، هذا إضافة إلى الواجبات الجماعية ، حتى تكون العملية التعليمية وخاصة في الحلقة الأولى من التعليم الأساسي عملية تشخيص وعلاج حتى نساعده على التمكن من القراءة والكتابة مما يساعدنا في تطوير ثقافته ، وعلى العموم إن احترام الفروق الفردية مبدأ إنساني أخلاقي يُخرج الطفل من مجرد رقم في سجل المدرسة إلى كيان إنساني له استقلاليته وكرامته .
ولست هنا في مجال التفصيل في أساسيات طرق التدريس ، بل اقتصر في التوضيح على أهم ما يتعلق بالأجواء التي تهيئ التلميذ للتعلم والحصول على ثقافة أفضل وهو إفساح المجال لحرية الرأي لأن ذلك حق من حقوقه المشروعة ، وتقبل وجهة نظر الآخرين ، فهذه البذرة ( الطفل ) علينا أن ننميها ونطورها من خلال جو مدرسي مشبع بالفهم واللعب والتقبل ، فربما لم يتيسر هذا الجو للطفل في المنزل فيعوض ذلك في المدرسة .
وفي تقديري أنه لا يوجد طالب فاشل في حالة سلامته من العيوب مثل : التخلف العقلي والأمراض النفسية وعدم اكتمال النضج ، وإذا ما وجد فعلى المعلم أن يعلم أنه هو الذي فشل في التواصل مع التلميذ ، وأنه لم يستطع إيصال المعلومة بطريقة تتناسب مع قدراته وإمكانياته واستعداداته وانتهك حق من حقوقه في أن يتلقى المعرفة والثقافة بطريقة تناسبه ، وهذا خطأ تربوي كبير يؤثر في اتزان شخصية الطفل وثقافته.
إن من يقول إن هذا التلميذ فاشل إنما هي شمّاعة يضع عليها فشله هو ، بدليل عندما نشاهد السرك نجد أن الحيوانات تقوم بحركات وأعمال غريبة يصفق لها الجمهور ، إذاً الحيوان يتعلم إذا ما وُجد المُعلم المناسب الذي يستطيع أن يتواصل معه ويقدم له المعلومة التي تناسبه ، ويستطيع أن يتفاعل معها . الركن الرابع : أنماط السلوك المتوافرة في البيئة المدرسية ..
نعرف أن الطفل يقضي ساعات ليست بقليلة من يومه على مدى سنوات ليست بالقصيرة ، يتغذى بأساليب متنوعة من التعامل وتغرس في نفسه قيماً ومفاهيماً تتعلق بالسلوك الإنساني والعلاقات الاجتماعية المختلفة. عليه يجب أن تُدرك المدرسة خطر ذلك وصداه في عقول ونفوس التلاميذ فهناك علاقات مختلفة بين الإدارة والتلاميذ وبينها وبين المعلمين وأولياء الأمور والموجهين وجميع من يتردد على المدرسة، فإذا كانت إدارة المدرسة متسلطة وصارمة مع التلاميذ ، وتحولت إلى معسكر تصدر الأوامر وما على التلميذ إلاّ التنفيذ ، فيشعر الطالب بفقدانه لحريته ولمرونته في الحركة ، ويشعر بعدم استقلاليته وبالتالي يمثل الدور المطلوب منه بالمواصفات المطلوبة من إدارة المدرسة التسلطية إن استطاع بل قد يشعر بفقده لكرامته إذا تعرض لعقاب مهين ، فقد يفشل المعلم غير المؤهل في معالجة بعض المشاكل ، فيجد المنفذ الوحيد هو الإدارة المدرسية ، والتي بدورها قد توقع العقاب على الطفل ، وقد يكون مهيناً له فيرسخ في ذهن الطفل أن الإدارة هي لغرض السلطة ، وأن المدير هو آمر المعسكر الصارم ، وهذا أسلوب غير تربوي لأن العقاب القاسي والصارم قد يجعل من الطفل مطيعاً لنا اليوم ولكنه سوف يكون مطيعاً وجباناً وتابعاً لغيرنا في المستقبل ، فيرسخ في ذهنه أن الإدارة المدرسية هي لغرض السلطة والسيطرة ، بينما يجب أن يكون مدير المدرسة هو الذي يوجه العملية التعليمية بروح من الود والتفاهم والمحبة ، وأن يعالج الأمور بطريقة تربوية ، وأن يتخذ الحوار والإقناع أسلوباً له في حل بعض مشاكسات الأطفال لأن ذلك حق من حقوقهم . الركن الخامس : متابعة ومواجهة مشكلات التلاميذ ..
الركن الخامس في المدرسة الحديثة الفعالة يكمن في الاهتمام بمشكلات التلاميذ وتسعى إلى حلها بأساليب تربوية عن طريق الأخصائي الاجتماعي أو النفسي ، فقد يعاني التلميذ من مشكلات ناجمة عن عدم إشباع حاجته النفسية ، والتي تتخذ صوراً عدة مثل عدم القدرة على التكيف والكذب والسرقة واللامبالاة أو الغش ... الخ .
وكل ذلك ينتج عنه أسباب دفاعية أو تعويضية ، فتسعى المدرسة الفعّالة بما تملك من إمكانيات إلى مواجهة هذه المشكلات بمعرفة الأسباب المؤدية إلى ذلك ، ومحاولة وضع حلول بما يتوافر للمدرسة من مشرفين اجتماعيين وأخصائيين نفسيين ، لأن القليل من الاهتمام بالطفل اليوم يكفينا شر متاعب كثيرة في المستقبل ، وذلك لسبب بسيط وهو رعاية الطفل اليوم دائماً أسهل من إصلاح انحرافه في المستقبل ، ونجاح الطفل غداً مرهون بما نقدمه له اليوم ، والتعليم دائماً أقل تكلفة من الجهل . الركن السادس : التعليم الموازي ..
على المدرسة أن تقدم للطفل خبرات وأنشطة مختلفة وأن تقدم المعرفة من خلال المتعة ، إذ بالإمكان تهيئة خبرات جديدة للطفل ومحببة لنفسه في مجالات عديدة ، وهو ما يطلق عليه ( التعليم الموازي ) ، إن الاهتمام بالنشاط المدرسي والتربية المساندة مثل التربية المسرحية لإكساب الشجاعة الأدبية والتربية الموسيقية لتنمية الذوق والتربية الفنية لتنمية الإحساس بالشكل واللون والجمال وأن يهتم بالأنشطة والمسابقات والرحلات الترفيهية والتربوية والتعامل مع الحاسوب وشبكة المعلومات ، واكتشاف المواهب في المجالات المختلفة والاهتمام بها وتشجيعها ، حتى لا تخلق شخصية ذات قطب واحد أكاديمي فقط ، ونهمل القطب الأخر ، وبالتالي من الممكن أن نخلق إنساناً متخصصاً في علم من العلوم ، ولكنه ضعيف في جوانب أخرى من شخصيته ، إذ نجده أحياناً يجهل حتى أبجديات التعامل .
والتعليم الموازي الذي يتمثل في الأنشطة المختلفة لا ينال اهتماماً كبيراً في مدارسنا للأسف. وإن كل العملية التعليمية تتم داخل الفصل رغم أن المناهج الحديثة الفعّالة لا تعتمد على التعليم داخل الفصل وإنما خرجت إلى أكثر من ذلك لأن تكون المدرسة كلها مصادر يتعلم من خلالها الطفل .
ومن هنا أدعو المؤسسات التربوية المسؤولة عن تنفيذ هذه البرامج إلى تفعيل هذه الأنشطة ، التي من خلالها نستطيع اكتشاف مواردنا البشرية الثمينة من رسامين وكتّاب وفنانين ورياضيين ، ونعرف جميعاً أن نجوم العالم سواءً كانوا في الرياضة أو الفن بأنواعه المختلفة كانت بداياتهم من خلال أنشطة ومسابقات مدرسية ، واليت أتاحت لهم الفرصة لاكتشاف ذواتهم وتطويرها ، وأصبحوا يرفعون أعلام بلادهم في كثير من المحافل الدولية .
ومن هنا علينا أن نوفر الجو الملائم في مدارسنا للقيام بهذه الأنشطة من نشاط مسرحي وأماكن ووسائل لممارسة الرياضة ، ومكتبة ومرسم مدرسي ونشاط موسيقي وحاسوب وشبكة معلومات ومجلات حائطية ونادي مراسلة صغير لكل المدرسة .
فالمسرح المدرسي يحقق كثيراً من الأغراض التربوية ، فضلاً عن اكتشاف المواهب ، فالأطفال يميلون إلى التقليد والتمثيل والمحاكاة ، ويمكن أن نوظف هذه الميول لخدمة الكثير من الجوانب التربوية ، فالمسرح المدرسي يستطيع أن يكون عاملاً أساسياً في إثراء لغة الطفل ، كما يتعود الطفل على الشجاعة الأدبية ، التي يعاني منها كثيرٌ من الأطفال ، كما أن المسرح يعتبر متنفساً لانفعالات ومخاوف الطفل لكي لا تحدث في أنفسهم تراكمات تظهر على شكل أمراض نفسية في المستقبل. ويستطيع المسرح أيضاً أن يزود الطفل بالمعلومات المختلفة ، سواء من الناحية الدينية أو الاجتماعية أو التاريخية ، وغير ذلك. ولنا أن نتخيل ماذا يستفيد الطفل من مسرحية تاريخية مثلاً ، فهو يكتسب إلى جانب الثروة اللغوية معلومات تاريخية عن عصر من العصور ، فالمسرح المدرسي يستطيع أن يغذي روح التعامل والعمل ضمن فريق ، فيعرف الطفل أنه لا يتكامل العمل الناجح إلاّ بالتعاون والمساندة ، ومن خلال المسرح يمكن أن نعالج بعض التلاميذ الذين يشكون من الخجل ، ولكل هذه الاعتبارات يوصي بعض التربويين بضرورة العمل على (مسرحة المناهج الدراسية) ، كما أن توفير وسائل وأماكن لممارسة الرياضة ، لها دور كبير في اكتشاف الميول الرياضية للتلاميذ وتفريغ الطاقة الزائدة للأطفال، وتنمية روح التنافس بينهم ، كما أن الاهتمام بالمكتبة المدرسية وتوفير كتب تتناسب ومستوى التلميذ تنمي عادة القراءة لديه ، ويتعود على تذوق الكلمة ، وتتاح له أفاق معرفية مختلفة ، إلى جانب الاهتمام بالنشاط الفني ، فنجد في المدارس الحديثة مرسماً يرتاده الأطفال ليس في الأوقات المخصصة للرسم في الجدول فقط. بل في أوقات النشاط وخارج أوقات الدوام الرسمي وخاصة هؤلاء الذين يظهرون تميزاً في هذا الجانب .
ولكي ننمي الحس والذوق الفني عند الناشئة ، لابد من توافر صالة للموسيقى تضم أجهزة مختلفة تستعملها المدرسة في دروس الأناشيد التي تحتوي بدورها على مضامين تربوية جيدة ، كما أنها تكون فرصة للأخذ بيد الطفل لتعلم العزف على آلة ما أو أكثر ، وخاصة التلاميذ الموهوبين في هذا المجال الذين لهم ميول موسيقية ، وبذلك نساهم في صقل موهبته وإثراء ثقافته ، ومن الأمور التي علينا أن ننتبه لها والتي تؤثر في تعلمه وثقافته هي الاستعداد لعملية التعلم ، فلا يحدث التعلم دون الاستعداد له فمثلاً عدم النوم مبكراً ( السهر ) مضر بالطفل ، فينتج عن ذلك عدم قدرته على الانتباه وبالتالي لا يستطيع أن يستوعب الدرس وينتج عن ذلك أيضاً كراهيته للمدرسة التي تتطلب منه الاستيقاظ مبكراً قبل أن يأخذ كفايته من النوم ، وبذلك تكون المدرسة مصدر إزعاج وكره .
والطفل في المدرسة محروم من معرفة حقوقه رغم أنه على دراية كاملة بواجباته فعلينا أن نعرّفه ما هي حقوقه وأن نعمل على احترامها وتطويرها لأن تهميش الطفل ومعاملته على أنه قاصر في جميع الأمور وعليه أن ينفذ ما يمليه عليه الكبار يؤكد فشل الطفل مبكراً أكثر مما تؤكد نجاحه ، ومن خلال استطلاع للرأي قام به الباحث لبعض مدراء المدارس عن حقوق الطفل داخل المدرسة فأوضحوا أن الطفل مخير في جوانب ومجبر في جوانب أخرى :
موضوع: رد: اهمية العلم بنسبة للطفل الإثنين 14 مايو 2012, 8:12 am
شكرا كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ .. وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ .. دائما متميزه راقيه في الانتقاء سلمتى على روعه طرحك نترقب المزيد من جديدك دمتى ودامت لنا روعه مواضيعك