لقد غاب حبيب طويلاً في منارات السكون التي يزخرف حيطانها الضجر وبحثت طويلاً عنه فلم أجد سوى رماد سجائره على شرفة الآهات يمزج دمعه بصوته ويجرع الآه تلو الآه حتى سكرت معه النوافذ كلها والجدران كذلك التي راحت تبحث عن ذاتها في كل اتجاه سكارى ........
تمنيت أن أحاكي القمر عسى ان أرتقي وأتحول إلى ألماس نتيجة الحرارة والضغط الهائلين الذين تعرضت لهما أثناء صناعة القرار واتخاذه ... ولكن ماذا ساصنع بادئ ذي بدء.....؟؟!!!!
أريد أن أكون على تماس مباشر مع الحقيقة وليكن ان شاء القدر أن اخالف كل قوانين الحقيقة والوجود .... وهكذا أكون على مسافة واحدة من الحقيقة مع القمر ..... فكلانا على بعد واحد الذي هو التشابه في التفكير ...... سوف أرقبه بدقة وأغتنم كل لحظة فيه لأستمتع بالحياة تماماً ... اللـــــــــه ..... النور يملأ قلبي وعيوني .......
ومن فترات أخذت أرقب القمر البدر المكتمل في صبابة وهناء كأنني أرشف الرحيق من وردة بيضاء في فرحة غامرة , ولكن دوام الحال من المحال ........... تغير الواقع وتغيرت طبيعة الأمور و........
كم خفت أن أكون قد تغيرت صورتي من دون أن ادري بعد فترة طويلة من العذاب والشقاء حتى النهاية ... لقد كان خيراً لي أن أكون ... أو لا أكون ......
وتذكرت قول الشاعر : يا أقحوان القنوط كن أملي ليعرف النحل خيبة العسل
وأنا الآن لا أرى أكثر مما كنت أرى ولا أعمى أكثر مما كنت أعمى .... وهذه هي الحقيقة وهذا هو النور .... وعلى كل حال أحمد الله تعالى وأشكره على حالتي والخطأ مرة واحدة أفضل .................