يتساوى الانسان المصري سواء كان رجلاً أو امرأة عند قوات الأمن، سواء
شرطة عسكرية، فلهم نفس المعزة من أيديهم وأرجلهم وسبابهم وتعريتهم وإظهار
عورتهم أمام الملايين.
الامن لدينا في مصر العزيزة، لا يحب العمل في
الظلام، فمضى عهد العتمة وزوار الفجر، حيث بات التعامل مع المواطن وضربه
وسحله وتعريته بالنهار، كي يرى ويشاهد العالم كله، مدى الشفافية، وارجاع
الانسان الى مراحله الاولى كما ولدته امه.
لم تكن الفتاة الشهيرة
التي سحلتها الشرطة العسكرية العام الماضي في احداث مجلس الوزراء البداية،
ويبدو أنها لن تكون النهاية عندما تم سحل وتعرية مواطن، بدرجة انسان، مصري،
مهما فعل فلا يمكن معاملته كالحيوانات، فهناك اعتقال ثم تحقيق في أي بلد
محترم وأمن يتفهم حقوق الانسان، ويستوعب الدرس من أحداث يناير الاولى.
كشفت
الداخلية عن عورتها، وليست عورة الرجل الذي تم سحله وتعريته، وبانت سوءته
أمام ملايين المشاهدين، كشفت عن قسوتها وعنفها وجبروتها، لم يكن قذف زجاجات
بنزين'' مولوتوف'' داخل الاتحادية عملا ثوريا او سياسيا او عقلانيا، بل
كان جريمة يعاقب عليها القانون، ولابد من ذلك، كما لم يكن سحل مواطن مهما
كان، عملا لتأمين لحماية الرئيس في قصره.
العار يطالنا جميعا، معارضة
بدأت في شروط حوار ليست مخولة له، وذهبت لعشقها الظهور والتواجد أمام
الكاميرات فقط، متخبطة في قراراتها، يتفق على شيء بالنهار، فإذا بالليل تم
عكسه، تدعو للتظاهر ثم تقعد على مائدة حوار عقيم بلا جدوى، وبلا جدول أو
أهداف.
العار طال من يقطعون الجسور والكباري وخطوط المترو وسرق ونهب
المنشآت العامة والخاصة، لم تكن الثورة أبداً بهدف النهب وتخويف الناس
الأمنين، لم تقم الثورة بهدف التخفي وراء أقنعة لبث الرعب في قلوب أناس
انهكهم البحث عن لقمة العيش اذا وجدوها.
العار للتيار الاسلامي بجميع
أحزابه وحركاته، غرتكم نشوة السلطة والنفوذ والاموال من مناصبكم التي جاءت
من غنائم الثورة، استقويتم بجحافل مريديكم واتباعكم على من يخالفكم الراي،
استعليتم على الجميع( وتناسيتم واخفض جناحك)، اعتديتم على القانون
والدولة، فصار اشباه الثوار ومن يتمنون فشل الثورة ابطالا، جعلتم اشخاصا
معدومي العقل والكفاءة والمهنية والنزاهة ابطالا لمهاجمتكم اياهم،.
جعلتم
الدين مطية لخدمة مشاريع وهمية للوصول للكراسي، فخسرتم الدين وجلبتهم سخط
وكره الناس، تناسيتم الحب والرحمة ولين القول، خرج بذيء القول وقساة الفعل،
وتصدروا الصورة، فباتوا ممثلين عن الدين وهو منهم براء.
لم تكلفوا
انفسكم تحسين وتغيير حالة الناس، فالهم كان زواج الصغيرات والمرأة، وصوتها
وصورتها، التكفير صار على لسان كثير منكم، نعرف الدين قبلكم، لسنا في حاجة
لتعليماتكم، بل لتواصيكم بالحق والرحمة والعدل، لكنكم خسرتم الكثير للتكالب
على جمع الغنائم، لم تدركوا أن عقب الجمع والتكالب جاءت الهزيمة( لكم في
أحد عبرة)، لانشغالكم بما هو زائل.
العار للثوار.. أين انتم؟،
تلاشيتم أم تواريتم، أم غرتكم الشهرة والأموال والظهور التليفزيوني، ونسيتم
أن الثورة جذوة نار لا تقبل القسمة على اثنين، أم اختيارها أو تركها، ما
جعل الله لثائر قضيتين في قلبه، اخترتم طريقا أبعد عنكم البسطاء ومن أيدوا
الثورة، وعندما شاهدوا تلونكم وتكالبكم على المغانم كفروا بها وبكم.
العار
لمن تدثر بثوب الثورة من الصحفيين والاعلاميين، وهم من أبواق النظام
السابق، يعتقدون ان الناس تنسى، لكن شعبنا ''يطنش'' لكنه يعلم الكاذب من
الصادق، ومن يريد الخير ممن يلعب على سلالم الجميع ليظل محافظا على مكانته
ورصيده البنكي.