اعمل الخير تلاقي الخير

قصة بقلم
محمد مدكور
في يوم من أيام فصل الشتاء كانت السماء ملبدة بالغيوم والبريق يضيء سماء القرية مصحوب برعد عالي الصوت وهبت رياح عاصفة مصحوبة بأمطار غزيرة
كان الحج عبد الله يمر بشوارع القرية عائد إلى بيته
وإذ يرى ألواح من الصفيح تتطايرن فوق البيت
وأولاد صغار يخرجون من ذلك البيت يبكون وأمهم تهدئ من روعهم
أسرع الحج عبد الله نحوهم مقدم لهم المساعدة من الشتاء وأخذهم إلى بيته
رأت زوجته إلام وأولادها فحزنت وأشفقت عليهم
وأحضرت لهم الملابس والغطاء
وأسكنوهم في البيت معززين مكرمين
إلى أن أصلحت البلدية بيتهم
وعادوا إلى البيت فرحين
وشكروا الحج عبد الله وزوجته على حسن الضيافة وعملهم الإنساني
إلام وأولادها لم تقاطع بيت الحج عبد الله بل تواصلوا لهم بالزيارات
ويوصيهم الحج بالدراسة لعلها تكون فيه منفعة وتكون مصدر رزق لهم
تعلم الأولاد وحصل الأخ الكبير على منحة دراسية وتفوق في دراسته وحصل على دكتورا في علم الاجتماع
وبعد فترة حصل على عمل
واخذ يصرف على العائلة
بعد مدة من الزمن اشترى قطعة ارض وبنا عليها بيت العائلة وسكنوا بيتهم الجديد شاكرين الله على نعمة
ساءت الأحوال السياسية وبدأت طائرات العدو تحوم في سماء القرية وإذ هي تغير وتقصف البيوت عشوائيا
انتهت الغارة بداء الناس يتفقدون حالهم وجيرانهم
ذهب الأخ الكبير إلى بيت الحج عبد الله ليطمئن عليهم وليطمئنهم على أمه وأخوته
عندما اقترب من البيت رأى دمار في المكان والعم الحج عبد الله يلملم أمتعته في خيمة نصبها وزوجة العجوز مصابة في يدها وكانوا في السبعينيات من العمر
نظر إليهم وإذ تمر بذهنه يوم تعرضوا إلى العاصفة والعمل النبيل الذي قام به العم الحج عبد الله بداء يبكي والدموع تنهمر من عينيه فقال هيا نعالجك ونعود إلى بيتنا
احضر سيارة واخذ الحجة إلى المستشفى وعالجها ورجع واخذ العم عبد الله وحاجيتهم إلى البيت
رأت الأم وأولادها الحج عبد الله وزوجته سلموا عليهم ورحبوا بهم
الابن شرح لامه ولأخوته ما جرى لعائلة الحج عبد الله
قالت الأم أنت يا حج عبد الله وزوجتك الحاجة أخوتي في عهد الله وأولادي مثل أولادكم وبيتي بيتكم
تأثر الحج بما قالت لهم وقال لزوجته يا حجه نعم اعملي الخير تلاقي الخير