موضوع: اعتبروا من قصة ســــهاا .. الأحد 17 مايو 2009, 10:45 pm
هذه قصة واقعية تحصل في كثير من البيوت .. نسأل الله أن لا يوقعنا فيما وقعت فيه صاحبة القصة فأرجو أخذ العظة والعبرة منها
سها – كباقي النساء – حين يغيب زوجها ، وتبقى وحيدة في البيت ، تشعر بالملل والخوف والقلق ، وخليط من الهواجس المزعجة ، لذلك تلجأ إلى الاشتغال
بأعمال المنزل في هذا الوقت ... كومة الأواني المتسخة تنتظرها في المطبخ ، وتلٌ مرتفع من الملابس يناديها في الغسالة ، وأتربة ومسحات غبار خفيفة تتراءى
لها على التحف والأثاث والبسط .. أما ابنتها فكانت تقضي وقتًا ممتعًا مع ابنة الجيران أمام باب " الشقة " ، تحضّر كل واحدة ألعابها ، وتبدأ السهرة البريئة مع
الدمى والمكعبات الجيران .... إذ بلص حقير ينتهز فرصة غياب رجل البيت وغفلة الجيران ، ويتسلل خفية إلى داخل " الشقة " ، كان لصًا محترفًًا ، إذ استطاع أن يمر من وراء
البنتين ، دون أن يثير انتباههما .. ووجد الباب مفتوحًا ، فدلف بسرعة .. كان يسير بخطوات ثابتة ، لم يحمل معه أي سلاح فهو لن يواجه إلا امرأة ضعيفة ،
بعيدة عن أي نجدة تسعفها ... اتجه مباشرة إلى المطبخ ، حيث تقبع سها مع أوانيها المتسخة ، وصنبور الماء المتدفق ، كانت أثناء عملها تفكر في زوجها –
كعادتها – ، وتتسخط من عمله الذي يخرجه هذه الساعة ، وتصارع في نفسها بعض الخطرات المخيفة التي تطرق مخيلتها ... ماذا لو دخل عليّ أحد هنا ؟! وأنا
مقطوعة عن كل صلة ممكنة ! حتى الهاتف بعيد عني !! وماذا لو حدث لزوجي مكروه – لا سمح الله - ؟ بالطبع سأكون آخر من يعلم ، لأني تعودت تأخره !!
وحانت من المسكينة التفاتة سريعة نحو الباب ، لترى ما حدثه به خاطرها قبل قليل ... كان يقف على عتبة الباب ، غير آبه بأحد ، نظراته الثاقبة تخترق كل ما
أمامه ، وملامحه الكالحة توحي بتمرسه على الجريمة ، وابتسامته الماكرة تخبرعن شيء مما يكنه في قرارة نفسه ، حتى سحنته الداكنة ، لا شك أنها دليل على
سوء قلبه ... هكذا خيّل لها عند اللمحة الأولى ... شرقت بدموعها ، وغصت بريقها ، كانت تريد أن تصرخ ، لكن صوتها اختنق مع حشرجات صدرها المضطرب
، وكلمات الإستغاثة ماتت في شفتيها حين تذكرت أنه لن يسمعها أحد ...
وحش قد نزعت الرحمة من قلبه ، فهو يتجرأ على الضعفاء أمثالها ... آه لو كان زوجي موجودًا ! لأهوى عليه ضربًا حتى يحيله إلا جثة هامدة ... لم ينقطع أملها
في الله ، رغم هذا الخوف الذي انقض عليها دفعة واحدة .. كانت تنظر إلى هذا الوغد بعينين منكسرتين ؛ ملأهما الاستعطاف والتذلل ، لكنه كان يتجاهل هذه
الضراعة ، التي تؤثر حتى في الصخور !... ولم يخيبها ربها ، فقد أرسل إليها المنقذ على غير موعد ، إذ حصلت خصومة مشتعلة الأوار بين الصغيرتين خارج
الشقة ، حين اختلفتا في دمية تدعيها كل واحدة ابنة لها ، وتدور رحى المعركة بينهما ، ويعلو صوتهما ، وتنقلب المسألة إلى شجار لا هوادة فيه ، فتنتزع ابنتها
الدمية وتهرب نحوها ... أسرعت إلى المطبخ لتحتمي بأمها من غريمتها ، لم تكن تعلم أنها ستجد أمها واجمة متصلبة الأطراف ، مرتعدة الفرائص ، تواجه وغدًا
حقيرًا ....
دلفت البنت إلى المطبخ بسرعة ، ودون أن تشعر بالموقف الصعب ، الذي تعانيه أمها ، أنهت حكاية المجرم تحت قدمها ، وتوقفت حين شعرت بشيء لزج مقرف
، يلتصق برجلها ، وقالت بتقزز " يع !! " ، أما أمها فقد أشرقت أساريرها ، لهذا العمل البطولي الذي قامت به صغيرتها .. وبسرعة قامت الأم بتكفين ( الصرصور )
الصريع في منديل أبيض ، وأودعته المقبرة ( الخضراء ) بين ركام النفايات والمهملات!! .