موضوع: شكرا شهر الصوم الخميس 10 سبتمبر 2009, 5:00 pm
هل يا ترى تشعر بنعمة الله عليك بأن أكرمك ببلوغ رمضان؟! .. فكم كثير غيرك كان يتمنى أن يبلَّغ رمضان ولكنه رهين القبور الآن .. لم يبلغ شهر العتق من النيران ... لم تفتح له أبواب الجنان.. لم يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر أو يشهد ليلة القدر كي يضاعَف رصيده عند ربه ...
هل تشعر باصطفاء الله لك أن امتن عليك بهذه النعمة التي ما بعدها نعمة؟
فلابد أن تدلل على شكر النعمة بالإجتهاد في العمل .. قال الإمام البيهقي "علامة العبد الشاكر لأنعم الله ألا يدع بابًا من أبواب الخير إلا ويدخل على الله منه" .. وشكر نعمة رمضان هو الدافع لك للاجتهاد فيه .. قال سعيد الجريري " كان يقال إن تعداد النعم من الشكر"
عدد نعم الله عليك في رمضان .. فقد منحك فرصة العتق من النيران .. أغلق كل باب للشر ويسَّر لك كل أبواب الطاعات فإن لم تعمل فالمشكلة منك .. بسط الله عز وجل يده إليك حتى تتوب إليه .. منحك فرصة لمغفرة جميع الذنوب ولتبدَّل سيئاتك إلى حسنات .. فتح لك باب الدعاء، لتدعو بدعوة مستجابة عند كل فِطر .. منحك الله عز وجل فرصة ليتضاعف أجرك ببلوغ ليلة القدر ونيل القرب منه .. منحك فرصة أن تبَلَّغ الفردوس الأعلى ..
أليست كل هذه نِعم تستحق الشكر؟
إذا استشعرت هذه النِّعم العظيمة فلابد أن تحتقر أي عمل تقوم به ... لأنه لا وزن لأي عمل قياسًا بما مَنّ الله به عليك من النعم .. لو استشعرت مدى اصطفاء الله لك، لتجاهدن في الله بكل ما عندك .. قال تعالى {وَجَاهِدوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هوَ اجتَبَاكم ..} [الحج: 78]
فالحذر إخوتاه من أن تأتي نِعم رمضان مثل كل عام وتسلَب منا .. كم قمنا وتركنا؟ .. كم تلونا وهجرنا؟ .. كم صمنا وضيعنا؟ .. كم أطعنا ثم أسرفنا؟
هذه النعم سلِبَت منا، لأننا ما شكرنا نعمة الله علينا فيها .. قال تعالى {وَإِذ تَأَذَّنَ رَبّكم لَئِن شَكَرتم لَأَزِيدَنَّكم وَلَئِن كَفَرتم إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]
وزادك للوصول هو صدق العزم وعلو الهمة .. فهذا زمان العطاء والبذل و الإجتهاد والتشمير للطاعة.
وعليك أن تنظر إلى عمل عمَّال الآخرة في رمضان الذين يشكرون نعمة الله بحق .. فهذا يعينك على أن تجتهد في رمضان ..فقد كان الإمام أحمد يصلي 300 ركعة في اليوم، وكان محدّث وفقية ورجل أمة .. وكان الإمام الشافعي يختم ختمتين في اليوم في نهار رمضان وليله .. وتوجد أمث