هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ***@( علوم القرآن )@****

اذهب الى الأسفل 
+12
موناليزا
♥BABE MOON♥
بنوته مصريه
*الصـLEGENDـاعق*
عيون القلب
M.£.Ģ.a
بسمة امل
MOURAD
Ģ.£.m.Ў
زيزى
عاشقة ترب مصر
Lady of the Sky
16 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Lady of the Sky
عضـــــو عبقــــــري عضـــــو عبقــــــري
Lady of the Sky


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 08/02/2010
المساهمات : 1381
عدد النقاط : 3697
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary28
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Collec10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Painti10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Female31
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** E0449b11
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** 7710

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالثلاثاء 06 يوليو 2010, 8:00 pm






***@( علوم القرآن )@**** Amiraaf85dd7a0b9



تــــــعريـــفــــــــــات:



1. اسماء القرآن و أوصافة



أولا: أسماؤه

1- القرآن:إشارة إلى حفظه في الصدر: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء: 9].

2- الكتاب: إشارة إلى كتابته في السطور: (الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ) [البقرة: 1، 2].

3- الذكر: في قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9].

4- الفرقان: إشارة إلى أنه يفرق بين الحق والباطل: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) [الفرقان: 1].


ثانيا: أوصافه:

1- هدى: في قوله تعالى: (هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ) [لقمان: 3].

2- نور: في قوله تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا) [النساء: 174].

3- شفاء: في قوله تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ) [الإسراء: 82].

4- حكمة: في قوله تعالى: (حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ) [القمر : 5].

5- موعظة: في قوله تعالى: (قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) [يونس: 57].

6- وحي: في قوله تعالى: (إِنَّمَا أُنذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ) [الأنبياء: 45].

وهناك خمس وخمسون اسماً للقرآن راجع: البرهان في علوم القرآن؛ للزركشي.



2. ماتكرر نزوله



صرح جماعة من المتقدمين والمتأخرين بأن من القرآن ما تكرر نزوله‏، وقال ابن الحصار‏:‏ قد يتكرر نزول الآية تذكيراً وموعظة وذكر من ذلك خواتيم سورة النحر، وأول سورة الروم‏، وذكر ابن كثير منه آية الروح‏: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85] وذكر قوم منه الفاتحة‏.‏

وذكر بعضهم منه قوله: ‏‏(مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ...) الآية [التوبة: 113] وقال الزركشي في البرهان‏:‏ قد ينزل الشيء مرتين تعظيماً لشأنه وتذكيراً عند حدوث سببه وخوف نسيانه‏ ثم ذكر منه آية الروح‏.‏

وقوله: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ...‏) الآية [هود: 114] قال‏:‏ فإن سورة الإسراء وهود مكيتان وسبب نزولهما يدل على أنهما نزلتا بالمدينة ولهذا أشكل ذلك على بعضهم ولا إشكال لأنها نزلت مرة بعد مرة‏.‏

قال‏:‏ وكذلك ما ورد في سورة الإخلاص من أنها جواب للمشركين بمكة وجواب لأهل الكتاب بالمدينة‏.‏

تنبيه: قد يجعل من ذلك الأحرف التي تقرأ على وجهين فأكثر ويدل له ما أخرجه مسلم من حديث أبيّ: "إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف فرددت إليه أن هوّن على أمتي فأرسل إليّ أن أقرأه على حرفين فرددت إليه أن هوّن على أمتي فأرسل إليّ أقرأه على سبعة أحرف" فهذا الحديث يدل على أن القرآن لم ينزل من أول وهلة بل مرة بعد أخرى‏.‏

وفي جمال القراء للسخاوي بعد أن حكى القول بنزول الفاتحة مرتين‏:‏ فإن قيل ما فائدة نزولها مرة ثانية قلت‏:‏ يجوز أن تكون نزلت أول مرة على حرف واحد ونزلت الثانية ببقية وجوهها نحو‏:‏ ملك ومالك والسراط والصراط ونحو ذلك أهـ‏.‏

تنبيه: أنكر بعضهم كون شيء من القرآن تكرر نزوله كذا رأيته في كتاب الكفيل بمعاني التنزيل‏، وعلله بأن تحصيل ما هو حاصل لا فائدة فيه وهو مردود مما تقدم من فوائده وبأنه يلزم منه أن يكون كل ما نزل بمكة نزل بالمدينة مرة أخرى فإن جبريل كان يعارضه القرآن كل سنة‏.‏

ورد بمنع الملازمة بأنه لا معنى للإنزال إلا أن جبريل كان ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقرآن لم يكن نزل به من قبل فيقرئه إياه‏.‏

ورد بمنع اشتراط قوله "لم يكن نزل به من قبل" ثم قال‏:‏ ولعلهم يعنون بنزولها مرتين أن جبريل نزل حين حولت القبلة فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن الفاتحة ركن في الصلاة كما كانت بمكة فظن ذلك نزولاً لها مرة أخرى أو أقرأه فيها قراءة أخرى لم يقرئها له بمكة فظن ذلك إنزالاً أهـ‏.‏




3. اسماء السور





قال العتبي‏:‏ السورة تهمز ولا تهمز فمن همزها جعلها من أسأت‏:‏ أي أفضلت، من السؤر وهو ما بقي من الشراب في الإناء كأنها قطعة من القرآن‏، ومن لم يهمزها جعلها من المعنى المتقدم وسهل همزها‏.‏

ومنهم من يشبهها بسورة البناء‏:‏ أي القطعة منه‏ أي: منزلة بعد منزلة‏.‏

وقيل من سور المدينة لإحاطتها بآياتها واجتماعها كاجتماع البيوت بالسور ومنه السوار لإحاطته بالساعد‏، وقيل: لارتفاعها لأنها كلام الله والسورة المنزلة الرفيعة‏.‏

قال النابغة‏:‏
ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك حولها بتذبذب

وقيل: لتركيب بعضها على بعض من التسور بمعنى التصاعد والتركيب ومنه (إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ) [ص: 21] وقال الجعبري‏:‏ حد السورة قرآن يشتمل على آي ذي فاتحة وخاتمة وأقلها ثلاث آيات‏.‏

وقال غيره‏:‏ السورة الطائفة المترجمة توفيقاً‏‏ أي: المسماة باسم خاص بتوقيف النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار ولولا خشية الإطالة لبينت ذلك‏.‏

ومما يدل لذلك ما أخرجه ابن أبي حاتم عن عكرمة قال‏:‏ كان المشركون يقولون سورة البقرة وسورة العنكبوت يستهزئون بها فنزل ‏(‏إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) [الحجر: 95].‏

وقد كره بعضهم أن يقال سورة كذا لما رواه الطبراني والبيهقي عن أنس مرفوعاً: "لا تقولوا سورة البقرة ولا سورة آل عمران ولا سورة النساء وكذا القرآن كله ولكن قولوا السورة التي تذكر فيها البقرة والتي يذكر فيها آل عمران وكذا القرآن كله" وإسناده ضعيف به ادعى ابن الجوزي أنه موضوع‏.‏

وقال البيهقي‏:‏ إنما يعرف موقوفاً على ابن عمر ثم أخرجه عنه بسند صحيح وقد صح إطلاق سورة البقرة وغيرها عنه صلى الله عليه وسلم‏، وفي الصحيح عن ابن مسعود أنه قال‏:‏ هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة ومن ثم لم يكرهه الجمهور‏.‏

وقد يكون للسورة اسم واحد وهو كثير وقد يكون لهما اسمان فأكثر:

سورة الفاتحة:

وقفت لها على نيف وعشرين اسماً وذلك يدل على شرفها فإن كثرة الأسماء دالة على شرف المسمى:

أحدها‏:‏ فاتحة الكتاب‏.‏

أخرج ابن جرير من طريق ابن أبي ذئب المقبري عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هي أم القرآن وهي فاتحة الكتاب وهي السبع المثاني" وسميت بذلك لأنه يفتتح بها في المصاحف وفي التعليم وفي القراءة في الصلاة وقيل: لأنها أول سورة أنزلت وقيل بأنها أول سورة كتبت في اللوح المحفوظ؛ حكاه المرسي وقال‏:‏ إنه يحتاج إلى نقل‏.‏

وقيل: لأن الحمد فاتحة كل كلام وقيل لأنها فاتحة كل كتاب حكاه المرسي‏، ورده بأن الذي افتتح به كل كتاب هو الحمد فقط لا جميع السورة وبأن الظاهر أن المراد بالكتاب القرآن لا جنس الكتاب‏، قال‏:‏ لأنه قد روى من أسمائها فاتحة القرآن فيكون المراد بالكتاب والقرآن واحداً‏.‏

ثانيها‏:‏ فاتحة القرآن كما أشار إليه المرسي‏.‏

وثالثها ورابعها‏:‏ أم الكتاب وأم القرآن.

وقد كره ابن سيرين أن تسمى أم الكتاب وكره الحسن أن تسمى أم القرآن ووافقهما تقي الدين بن مخلد لأن أم الكتاب هو اللوح المحفوظ قال تعالى: (وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) [الرعد: 39] وقال: (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ) [الزخرف: 4] وآيات الحلال والحرام قال تعالى: (آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ) [آل عمران: 7] قال المرسي‏:‏ وقد روى حديث لا يصح لا يقولن أحدكم أم الكتاب وليقل فاتحة الكتاب‏.‏

قلت‏:‏ هذا لا أصل له في شيء من كتب الحديث وإنما أخرجه ابن الضريس بهذا اللفظ عن ابن سيرين فالتبس على المرسي وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة تسميتها بذلك‏.‏

فأخرج الدارقطني وصححه من حديث أبي هريرة مرفوعاً إذا قرأتم الحمد فاقرءوا بسم الله الرحمن الرحيم إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني‏.‏

واختلف لما سميت بذلك فقيل لأنها يبدأ بكتابتها في المصاحف وبقراءتها في الصلاة قبل السورة‏، قال أبو عبيدة في إعجازه‏:‏ وجزم به البخاري في صحيحه واستشكل بأن ذلك يناسب تسميتها فاتحة الكتاب لا أم الكتاب‏، وأجيب بأن ذلك بالنظر بأن الأم مبدأ الولد‏.‏

قال الماوردي‏:‏ سميت بذلك لتقدمها وتأخر ما سواها تبعاً لها لأنها أمته‏:‏ أي تقدمته ولهذا يقال لراية الحرب أم لتقدمها وأتباع الجيش لها ويقال لما مضى من سني إنسان أم لتقدمها ولمكة أم القرى على سائر القرى‏.‏

وقيل: أم الشيء أصله وهي أصل القرآن لانطوائها على جميع أغراض القرآن وما فيه من العلوم والحكم.

وقيل: سميت بذلك لأنها أفضل السور كما يقال لرئيس القوم أم القوم‏، وقيل: لأن حرمتها كحرمة القرآن كله‏، وقيل: لأن مفزع أهل الإيمان إليها كما يقال للراية أم لأن مفزع العسكر إليها‏، وقيل: لأنها محكمة والمحكمات أم الكتاب‏.

خامسها‏:‏ القرآن العظيم روى أحمد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم القرآن: "هي أم القرآن وهي السبع المثاني وهي القرآن العظيم" وسميت بذلك لاشتمالها على المعاني التي في القرآن‏.‏

سادسها‏:‏ السبع المثاني.

ورد تسميتها بذلك في الحديث المذكور وأحاديث كثيرة أما تسميتها سبعاً فلأنها سبع آيات‏، أخرج الدارقطني ذلك عن عليّ‏، وقيل فيها سبعة آداب في كل آية أدب وفيه بعد‏، وقيل: لأنها خلت من سبعة أحرف الثاء والجيم والخاء والزاي والشين والفاء‏.‏

قال المرسي‏:‏ وهذا أضعف مما قبله لأن الشيء إنما يسمى بشيء وجد فيه لا بشيء فقد منه‏.‏

وأما المثاني‏:‏ فيحتمل أن يكون مشتقاً من الثناء لنا فيها ومن الثناء على الله تعالى، ويحتمل أن يكون من الثنيا لأن الله استثناها لهذه الأمة، ويحتمل أن يكون من التثنية قيل: لأنها تثني في كل ركعة ويقويه ما أخرجه ابن جرير بسند حسن عن عمر قال‏:‏ السبع المثاني فاتحة الكتاب تثنى في كل ركعة‏.‏

وقيل: لأنها تثنى بصورة أخرى‏، وقيل: لأنها نزلت مرتين‏، وقيل: لأنها نزلت على قسمين ثناء ودعاء‏، وقيل: لأنها كلما قرأ العبد منها آية الله بالإخبار عن فعله كما في الحديث، وقيل لأنها اجتمع فيها فصاحة المباني وبالغة المعاني‏، وقيل: غير ذلك‏.‏

سابعها‏:‏ الوافية.

كان سفيان بن عينية يسميها به لأنها وافية بما في القرآن من المعاني؛ قاله في الكشاف‏، وقال الثعلبي‏:‏ لأنها لا تقبل التصنيف فإن كل سورة من القرآن لوقرئ نصفها في ركعة والنصف الثاني في أخرى لجاز بخلافهما‏.

ثامنها‏:‏ الكافية لأنها تكفي في الصلاة عن غيرها ولا يكفي غيرها عنها‏.‏

تاسعها‏:‏ الأساس لأنها أصل القرآن وأول سورة فيه‏.‏

عاشرها‏:‏ النور‏.‏

حادي عشرها‏:‏

ثاني عشرها‏:‏ سورة الحمد وسورة الشكر‏.‏

ثالث عشرها،‏ ورابع عشرها‏:‏ سورة الحمد الأولى وسورة الحمد القصرى‏.‏

خامس عشرها، وسادس عشرها وسابع عشرها‏:‏ الراقية والشفاء والشافية.

ثامن عشرها‏:‏ سورة الصلاة لتوقف الصلاة عليها‏.‏

وقيل: إن من أسمائها الصلاة أيضاً لحديث قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين أي السورة‏، قال المرسي‏:‏ لأنها من لوازمها فهو من باب تسمية الشيء باسم لازمه وهذا الاسم العشرون‏.‏

تاسع عشرها:‏ سورة الدعاء لاشتمالها عليه في قوله: (اهْدِنَا).‏

الحادي والعشرون‏:‏ سورة السؤال لذلك ذكره الإمام فخر الدين‏.‏

الثاني والعشرون‏:‏ سورة تعليم المسألة‏، قال المرسي‏:‏ لأن فيها آداب السؤال لأنها بدئت بالثناء قبله‏.‏

الثالث والعشرون‏:‏ سورة المناجاة لأن العبد يناجي فيها ربه بقوله: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).‏

الرابع والعشرون‏:‏ سورة التفويض لاشتمالها عليه في قوله: (‏وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فهذا ما وقفت عليه من أسمائها ولم تجتمع في كتاب قبل هذا‏.‏

ومن ذلك سورة البقرة: كان خالد بن معدان يسميها فسطاط القرآن‏، وورد في حديث مرفوع في مسند الفردوس‏:‏ وذلك لعظمها ولما جمع فيها من الأحكام التي لم تذكر في غيرها‏.‏

وفي حديث «المستدرك» تسميتها سنام القرآن وسنام كل شيء أعلاه‏.‏

وآل عمران: روى سعيد بن منصور في سننه عن أبي عطاف قال‏:‏ اسم آل عمران في التوراة طيبة، وفي «صحيح مسلم» تسميتها والبقرة: الزهراوين‏.‏

والمائدة: تسمى أيضاً العقود والمنقذة‏، قال ابن الغرس‏:‏ لأنها تنقذ صاحبها من ملائكة العذاب‏.‏

والأنفال: أخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال‏:‏ قلت لابن عباس‏:‏ سورة الأنفال قال‏:‏ تلك سورة بدر‏.‏

وبراءة: تسمى أيضاً التوبة لقوله فيها: (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ)‏ الآية‏، وقوله: (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) والفاضحة: أخرج البخاري عن سعيد بن جبير قال‏:‏ قلت لابن عباس‏:‏ سورة التوبة قال‏:‏ التوبة بل هي الفاضحة ما زالت تنزل ومنهم ومنهم حتى ظننا أن لا يبقى أحد منا إلا ذكر فيها‏.‏

وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة قال‏:‏ قال عمر‏:‏ ما فرغ من تنزيل براءة حتى ظننا أنه لم يبق منا أحد إلا سينزل فيه وكانت تسمى الفاضحة وسورة العذاب‏، وأخرج الحاكم في «المستدرك» عن حذيفة قال‏:‏ التي تسمون سورة التوبة هي سورة العذاب‏، وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير قال‏:‏ كان عمر بن الخطاب إذا ذكر له سورة براءة فقيل: سورة التوبة قال‏:‏ هي إلى العذاب أقرب ما كادت تقلع عن الناس حتى ما كادت تبقي منهم أحداً.

والمقشقشة: أخرج أبو الشيخ عن زيد بن أسلم أن رجلاً قال لابن عمر‏:‏ سورة التوبة فقال‏:‏ وأيتهن سورة التوبة فقال‏:‏ براءة فقال‏:‏ وهل فعل بالناس الأفاعيل إلا هي ما كنا ندعوها إلا المقشقشة‏:‏ أي المبرئة من النفاق والمنقرة‏.‏

أخرج أبو الشيخ عن عبيد بن عمير قال‏:‏ كانت تسمى براءة المنقرة نقرت عما في قلوب المشركين والبحوث بفتح الباء‏، وأخرج الحاكم عن المقداد أنه قيل له‏:‏ لوقعدت العام عن الغزو قال‏:‏ أتت علينا البحوث‏:‏ يعني براءة الحديث‏، والحافرة ذكره ابن الغرس لأنها حفرت على المنافقين وكان يقال لها المثيرة أنبأت بمثالبهم وعوراتهم‏، وحكى ابن الغرس‏:‏ من أسمائها المبعثرة وأظنه تصحيف المنقرة فإن صح كملت الأسماء العشرة ثم رأيته كذلك المبعثرة بخط السخاوي في جمال القراء وقال‏:‏ لأنها بعثرت عن أسرار المنافقين، وذكر فيه أيضاً من أسمائها المخزية والمتكلة والمشردة والمدمدمة‏.‏

النحل: قال قتادة‏:‏ تسمى سورة النعم أخرجه ابن أبي حاتم‏، قال ابن الغرس‏:‏ لما عدد الله فيها من النعم على عباده‏.‏

الإسراء: تسمى أيضاً سورة سبحان وسورة بني إسرائيل.

الكهف: ويقال لها سورة أصحاب الكهف كذا في حديث أخرجه ابن مردويه‏.

وروى البيهقي من حديث ابن عباس مرفوعاً أنها تدعى في التوراة الماثلة تحول بين قارئها وبين النار‏، وقال‏:‏ إنه منكر‏.

طه: تسمى أيضاً سورة الكليم‏، ذكره السخاوي في جمال القراء‏.‏

الشعراء: وقع في تفسير الإمام مالك تسميتها بسورة الجامعة‏.‏

النمل: تسمى أيضاً سورة سليمان‏.

السجدة: تسمى أيضاً المضاجع‏.‏

فاطر: تسمى سورة الملائكة‏.‏

يس: سماها صلى الله عليه وسلم قلب القرآن أخرجه الترمذي من حديث أنس‏، وأخرج البيهقي من حديث أبي بكر مرفوعاً‏:‏ سورة يس تدعى في التوراة المعمة تعم صاحبها بخيري الدنيا والآخرة‏، وتدعى المدافعة والقاضية‏:‏ تدفع عن صاحبها كل سوء وتقضي له كل حاجة‏، وقال: إنه حديث منكر.

الزمر: تسمى سورة الغرف‏.

غافر: تسمى سورة الطول، والمؤمن لقوله تعالى فيها: (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ).‏

فصلت: تسمى السجدة وسورة المصابيح‏.‏

الجاثية: تسمى الشريعة وسورة الدهر حكاه الكرماني في العجائب‏.‏

سورة محمد صلى الله عليه وسلم: تسمى القتال‏.‏

ق: تسمى سورة الباسقات‏.‏

اقتربت: تسمى القمر‏، وأخرج البيهقي عن ابن عباس أنها تدعى في التوراة المبيضة تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه‏، وقال‏:‏ إنه منكر‏.‏

الرحمن: سميت في حديث عروس القرآن أخرجه البيهقي عن عليّ مرفوعاً‏.‏

المجادلة: سميت في مصحف أبي الظهار‏.‏

الحشر: أخرج البخاري عن سعيد بن جبير قال‏:‏ قلت لابن عباس‏:‏ سورة الحشر قال‏:‏ قل سورة بني النضير‏.‏

قال ابن حجر‏: كأنه كره تسميتها بالحشر لئلا يظن أن المراد يوم القيامة وإنما المراد به ها هنا إخراج بني النضير‏.‏

الممتحنة: قال ابن حجر‏:‏ المشهور في هذه التسمية أنها بفتح الهاء وقد تكسر، فعلى الأول هي صفة المرأة التي نزلت السورة بسببها، وعلى الثاني هي صفة السورة كما قيل لبراءة الفاضحة‏، وفي «جمال القراء»‏‏ تسمى أيضاً سورة الامتحان وسورة المرأة‏.‏

الصف: تسمى أيضاً سورة الحواريين‏.

الطلاق: تسمى سورة النساء القصرى وكذا سماها ابن مسعود أخرجه البخاري وغيره وقد أنكره الداودي فقال‏:‏ لا أرى قوله القصرى محفوظاً ولا يقال في سورة من القرآن قصرى ولا صغرى‏.‏

قال ابن حجر‏:‏ وهو رد للأخبار الثابتة بال مستند والقصر والطول أمر نسبي‏، وقد أخرج البخاري عن زيد بن ثابت أنه قال‏:‏ طولي الطوليين وأراد بذلك سورة الأعراف‏.‏

التحريم: يقال لها سورة المتحرم وسورة لم تحرم‏.

تبارك: تسمى سورة الملك‏، وأخرج الحاكم وغيره عن ابن مسعود قال‏:‏ هي في التوراة سورة الملك، وهي المانعة تمنع من عذاب القبر‏، وأخرج الترمذي من حديث ابن عباس مرفوعاً‏:‏ هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر، وفي مسند عبيد من حديث أنها المنجية والمجادلة تجادل يوم القيامة عند ربها لقارئها‏.‏

وفي «تاريخ ابن عساكر» من حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها المنجية، وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال‏:‏ كنا نسميها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم المانعة‏، وفي جمال القراء‏:‏ تسمى أيضاً الواقية والمانعة.

سأل: تسمى المعارج والواقع‏.‏

عم: يقال لها النبأ والتساؤل والمعصرات.

سورة لم يكن: تسمى سورة أهل الكتاب وكذلك سميت في مصحف أبيّ، وسورة البينة وسورة القيامة وسورة البرية وسورة الإنفكاك؛ ذكر ذلك في «جمال القراء».

أرأيت: تسمى سورة الدين، وسورة الماعون.

الكافرون: تسمى المقشقشة أخرجه ابن أبي حاتم عن زرارة بن أوفى‏، قال في «جمال القراء»‏:‏ وتسمى أيضاً سورة العباد‏.‏

سورة النصر: تسمى سورة التوديع لما فيها من الإيماء إلى وفاته صلى الله عليه وسلم‏.‏

سورة تبت: تسمى سورة المسد.

سورة الإخلاص: تسمى الأساس لاشتمالها على توحيد الله وهو أساس الدين.

والفلق والناس: يقال لهما: المعوذتان بكسر الواو المشقشقتان من قولهم خطيب مشقشق‏.‏

تنبيه قال الزركشي في «البرهان‏»:‏ ينبغي البحث عن تعداد الأسامي هل هو توقيفي أو بما يظهر من المناسبات فإن كان الثاني فلم يعدم الفطن أن يستخرج من كل سورة معاني كثيرة تقتضي اشتقاق أسماء لها وهو بعيد‏.‏

قال: وينبغي النظر في اختصاص كل سورة بما سميت به ولا شك أن العرب تراعي في كثير من المسميات أخذ أسمائها من نادر أو مستغرب يكون في الشيء من خلق أو صفة تخصه أو تكون معه أحكم أو أكثر أو أسبق لإدراك الرائي للمسمى، ويسمون الجملة من الكلام والقصيدة الطويلة بما هو أشهر فيها وعلى ذلك جرت أسماء سور القرآن كتسمية سورة البقرة بهذا الاسم لقرينة قصة البقرة المذكورة فيها وعجيب الحكمة فيها.

وسميت سورة النساء بهذا الاسم لما تردد فيها شيء كثير من أحكام النساء، وتسمية سورة الأنعام لما ورد فيها من تفصيل أحوالها وإن كان ورد لفظ الأنعام في غيرها إلا أن التفصيل الوارد في قوله تعالى: (وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا)ً إلى: (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ...) الآية لم يرد في غيرها كما ورد ذكر النساء في سور إلا أن ما تكرر وبسط من أحكامهن لم يرد في غير سورة النساء‏.‏

وكذا سورة المائدة لم يرد ذكر المائدة في غيرها فسميت بما يخصها‏.‏

قال‏:‏ فإن قيل قد ورد في سورة هود ذكر نوح وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب وموسى فلم خصت باسم هود وحده مع أن قصة نوح فيها أوعب وأطول قيل تكررت هذه القصص في سورة الأعراف وسورة هود والشعراء بأوعب مما وردت في غيرها ولم يتكرر في واحدة من هذه السور الثلاث اسم هود كتكرره في سورته فإنه تكرر فيها أربعة مواضع والتكرار من أقوى الأسباب التي ذكرنا‏.‏

قال‏:‏ فإن قيل‏:‏ فقد تكرر اسم نوح فيها في ستة مواضع قيل‏:‏ لما أفردت لذكر نوح وقصته مع قومه سورة برأسها فلم يقع فيها غير ذلك كانت أولى بأن تسمى باسمه من سورة تضمنت قصته وقصة غيره أه‏ـ.‏

قلت‏:‏ ولك أن تسأل فتقول قد سميت سور جرت فيها قصص أنبياء بأسمائهم كسورة نوح وسورة هود وسورة إبراهيم وسورة يونس وسورة آل عمران وسورة طس سليمان وسورة يوسف وسورة محمد صلى الله عليه وسلم وسورة مريم وسورة لقمان وسورة المؤمن وقصة أقوام كذلك سورة بني إسرائيل وسورة أصحاب الكهف وسورة الحجر وسورة سبأ وسورة الملائكة وسورة الجن وسورة المنافقين وسورة المطففين.

ومع هذا كله لم يفرد لموسى سورة تسمى به مع كثرة ذكره في القرآن حتى قال بعضهم‏:‏ كاد القرآن أن يكون كله لموسى وكان أولى سورة أن تسمى به سورة طه أو سورة القصص أو الأعراف لبسط قصته في الثلاثة ما لم يبسط في غيرها، وكذلك قصة آدم ذكرت في عدة سور ولم تسم به سورة كأنه اكتفاء بسورة الإنسان، وكذلك قصة الذبيح من بدائع القصص ولم تسم به سورة الصافات، وقصة داود ذكرت في ص ولم تسم به فانظر في حكمة ذلك على أني رأيت بعد ذلك في جمال القراء للسخاوي أن سورة طه تسمى سورة الكليم وسماها الهذلي في «كامله» سورة موسى وأن سورة ص تسمى سورة داود ورأيت في كلام الجعبري أن سورة الصافات تسمى سورة الذبيح وذلك يحتاج إلى مستند.

وكما سميت السورة الواحدة بأسماء سميت سور باسم واحد كالسور المسماة بأول الآي على القول بأن فواتح السور أسماء لها‏.‏

فائدة في إعراب أسماء السور قال أبو حيان في شرح التسهيل‏:‏ ما سمي منها بجملة تحكى نحو: (قُلْ أُوحِيَ)‏ و‏ (‏أتى أمر الله‏) أو بفعل لا ضمير فيه أعرب إعراب ما لا ينصرف إلا ما في أوله همزة وصل فتقطع ألفه وتقلب تاؤه هاء في الوقف وتكتب هاء على سورة الوقف فتقول قرأت (اقتربت) وفي الوقف اقتربه‏.‏
أما الأعراب فلأنها صارت اسماً والأسماء معربة إلا لموجب بناء‏.‏
وأما قطع همزة الوصل فلأنها لا تكون في الأسماء إلا في ألفاظ محفوظة لا يقاس عليها‏.‏
وأما قلب تائها هاء فلأن ذك حكم تاء التأنيث التي في الأسماء‏.‏
وأما كتبها هاء فلأن الخط تابع للوقف غالباً‏.‏
وما سمي منها باسم فإن كان من حروف الهجاء وهوحرف واحد وأضفت إليه سورة فعند ابن عصفور أنه موقوف لا إعراب فيه وعند الشلوبين يجوز فيه وجهان‏:‏ الوقف والإعراب‏.‏
وأما الأول ويعبر عنه بالحكاية فلأنها حروف مقطعة تحكى كما هي‏.‏
وأما الثاني فعلى جعله أسماء لحروف الهجاء وعلى هذا يجوز صرفه بناء على تذكير الحرف ومنعه بناء على تأنيثه فإن لم تضف إليه سورة لا لفظاً ولا تقديراً فلك الوقف والإعراب مصروفاً وممنوعاً وإن كان أكثر من حرف فإن وازن الأسماء الأعجمية كطس وحم وأضيفت إليه سورة أم لا فلك الحكاية والإعراب ممنوعاً لموازنة قابيل وهابيل وإن يوازن فإن أمكن فيه التركيب كطسم وأضيفت غليه سورة فلك الحكاية والإعراب إما مركباً مفتوح النون كحضرموت أومعرب النون مضافاً لما بعده ومصروفاً وممنزعاً على اعتقاد التذكير والتأنيث وإن لم تضف إليه سورة فالوقف على الحكاية والبناء كخمسة عشر والإعراب ممنوعاً وإن لم يكن التركيب فالوقف ليس إلا أضفت إليه سورة أم لا نحو كهيعص وحم عسق ولا يجوز إعرابه لأنه لا نظير له في الأسماء المعربة ولا تركيبه مزجاً لأنه لا يركب كذلك أسماء كثيرة‏.‏
وجوز يونس إعرابه ممنوعاً وما سمي منها باسم غير حرف هجاء فإن كان فيه اللام انجر نحوالأنفال والأعراب والأنعام وإلا منع الصرف إن لم تضف إليه سورة نحوهذه هود ونوح وقرأت هوداً ونوحاً وإن أضيفت بقي على ما كان عليه قبل فإن كان فيه ما يوجب المنع منع نحوقرأت سورة يونس وإلا صرف نحوسورة نوح وسورة هود انتهى ملخصاً‏.‏
خاتمة قسم القرآن إلى أربعة أقسام وجعل لكل قسم منه اسم‏.‏
أخرج أحمد وغيره من حديث واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعطيت مكان التوراة السبع الطوال وأعطيت مكان الزبور المئين وأعطيت مكان الإنجيل المثاني وفضلت بالمفصل وسيأتي مزيد كلام في النوع الذي يلي هذا إن شاء الله تعالى‏.‏
وفي جمال القراء‏:‏ قال بعض السلف‏:‏ في القرآن ميادين وبساتين ومقاصير وعرائس وديابيج ورياض فميادينه ما افتتح بالم وبساتينه ما افتتح بالمر ومقاصيره الحامدات وعرائسه المسبحات وديابيجه آل عمران ورياضة المفصل وقالوا الطواسم والطواسين وآل حم والحواميم‏.‏
قلت‏:‏ وأخرج الحاكم عن ابن مسعود قال‏:‏ الحواميم ديباج القرآن‏.‏
قال السخاوي‏:‏ وقوارع القرآن الآيات التي يتعوذ بها ويتحصن سميت بذلك لأنها تفزع الشيطان وتدفعه وتقمعه كآية الكرسي والمعوذتين ونحوها‏.‏
قلت‏:‏ وفي مسند أحمد من حديث معاذ بن أنس مرفوعاً آية العز {الحمد لله الذي لم يتخذ ولداً}‏الآية‏.‏



4. الجزء





يَتَكَوَّنُ الجُزْءُ مِنْ حِزْبـَيْنِ مِنْ أَحْزَابِ المُصْحَفِ ، وَلـَهُ عَلاَمَةٌ مَعْرُوفـَةٌ في الرَّسْمِ الخَاصِّ بالمُصْحَفِ يـُعْرَفُ بـِهـَا . (ثلاثون جزءاً وستون حزباً) .




5. الحزب




يـَتَكـَوَّنُ الحِزْبُ مِنْ أَرْبـَعَةِ أَرْبـَاعٍ ، وَلـَهُ عَلاَمَةٌ تـُمَيـِّزُهُ في المُصْحَفِ .





6. الربع




يـُعْتـَبـَرُ الرُّبـْعُ مِنَ التـَّقْسِيمَاتِ الَّتِي تـَمَّ الاصْطِلاَحُ عَلَيْهَا في القُرآنِ ، وَلِذَلِكَ فَالقُرآنُ مُكَوَّنٌ مِنْ( مائـَتـَيْنِ وَأَرْبـَعـِيْنَ رُبـْعـَاً) .



7. البسملة



كَلِمَةٌ مَنْحُوتَةٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالى {بِـِسْمِ اللهِ الرَّحْمَن الرَّحِيمِ } كَمَا تُعْرَفُ البَسْمَلَةُ " بالتَّسْمِيَةِ " وهِيَ جُزْءٌ مِنْ آيَةٍ وَرَدَتْ في سُورَةِ النَّمْلِ . وَتَرِدُ البَسْمَلَةُ في المُصْحَفِ في مُفْتَتَحِ كُلِّ سُورَةٍ باسْتِثنَاءِ سُورَةِ التَّوْبَةِ ، ويَتَّفِقُ عُلَمَاءُ القِرَاءَاتِ على وُجُوبِ قِرَاءةِ البَسْمَلَةِ في ابتِدَاءِ كُلِّ سُورَةٍ ، مَا عَدَا سُورَةِ بَرَاءةٍ ، فإذا ابْتَدَأْتَ مِن أَجْزَاءِ السُّورةِ فَلَكَ قِرَاءةُ البَسْمَلَةِ ، ولَكَ تَرْكُهَا . ويَكُونُ الإِسْرارُ بالبَسْمَلَةِ عندَ قِرَاءَةِ القُرآنِ في الصَّلاةِ ، ثُمَّ تَذْكُرُ التَّسْمِيَةَ في أَوَّلِ الطَّعَامِ وعلى الذَّبِيحَةِ ، وعلى الصَّيْدِ ، وعندَ النَّوْمِ ، وغَيرِ ذلكَ . وَوَرَدَتْ البَسْمَلَةُ بنَصِّهَا في سُورَةِ النَّمْلِ الآية ثَلاثُون ( 30)




8. المفصل



هِىَ السِّوَرِ التى تلي المثَانِي منْ قِصَارِ السِّوَرِ وَأوَّلَهَا سُورَةُ (ق) إلى سُورَةِ النَّاسِ .وسُمَّيت بالمُفَصلِ لكثرة الفُصُولِ التى بين السور بـ (بسم الله الرحمن الرحيم ) .



9. السبع الطول :



سُمْيَّت بالطَّوال او الطَّوَل لطولها وهى: ( البقرة ،آل عمران ، النساء ، المائدة ، الأنعام ، الأعراف ، )




10. المنين




ما وليَ الطَّوَال :( سورةُ الأنفال ، وبراءة ، يونس ، هود ، يوسف ،النحل ، الاسراء ، الكهف ، طه ، الانبياء ، المؤمنون ، الشعراء ) وسُمْيَّت بالمِئِين ِلأن كل سورةَ منْهَا تَزِيدُ عَنْ مَائَةِ آيَةٍ .



11. المثانى




: هِىَ السِّوَرِ التى تلي المِئِينَ وَدُونَ المُفَصَّلِ . ( اى ما بعد سورةِ الشعراءِ إلى ما قبل سورة )(ق) وسُمْيَّت بالمَثَانى لأن الأنباءَ والقصص تُثَنَى أي تتكررُ فيها .


12. المثل القرآنى



المثل لغة : قال ابن فارس : " الميم ، والثاء ، واللام ، أصل صحيح يدل على مناظرة الشيء للشيء .

وقال الفيروزابادي : المثَل ، والمِثْل ، والمثيل ، كالشبه ، والشبه ، والشبيه لفظا ومعنى .

اصطلاحا : عرفه الأدباء بأنه : قول في شيء يشبه قولا في شيء آخر بينهما مشابهة ، ليبين أحدهما الآخر ويصوره .

وعرفه علماء البيان بأنه : استعارة تمثيلية شاع استعمالها مذكرا أو مؤنثا من غير تغيير في العبارة الواردة .

ولكن المثل القرآني لا يخضع لتعريف اللغويين ، أو الأدباء ، أو البلاغيين ، و إنما هو أعم في مفهومه منها جميعا .

فالمثل القرآني : هو تمثيل حال أمر بحال أمر آخر ، سواء ورد هذا التمثيل بطريق الاستعارة ، أم بطريق التشبيه ، أم بطريق الكناية ، فأمثال القرآن لا يستقيم حملها على أصل المعنى اللغوي الذي هو الشبيه والنظير ، ولا يستقيم حملها على ما يذكر في كتب الأدب من تشبيه المضرب بالمورد ، ولا يشترط أن يكون فيها غرابة أو طرافة ، لكنها صور مختلفة لمعاني ترد للعبرة و الاتعاظ ، وتقريب ما يستعصي على العقول فهمه من الأمور الغيبية ، كصفة الجنة ، وكيفية زوال الدنيا ، وغير ذلك ، سواء صرح فيه بلفظ المثل أم لم يصرح به ، بأن أرسل إرسالا فاتخذه الناس مثلا يحتجون به ، ويعتبرون بما فيه .



13. المشترك اللفظى




المشترك اللفظي : لفظ وضع لمعنيين أو أكثر بأوضاع متعددة .

مثال : لفظ ( قرء ) وضع لمعنيين ، وهما الحيض والطهر .

ولفظ ( عين ) وضع لعدة معان ، منها : العين الباصرة ، عين الماء ، الجاسوس ، السلعة .


14. المبين



هو ما يفرق بين الشيء وما يشاكله .


15. المجمل




المجمل : هو ما أفاد شيئا ممن جملة أشياء هو متعين في نفسه ، واللفظ لا يعينه .

مثال : قوله تعالى : " أقيموا الصلاة " لفظ ( أقيموا ) يفيد وجوب فعل متعين في نفسه غير متعين بحسب اللفظ ؛ فاحتاج إلى مبين يبينه .

وعلى ذلك فيمكن تعريف المجمل بأنه : المبهم الذي لا يتضح المراد منه إلا بقرينة شرعية تزيل إبهامه وتوضح المراد منه .


16. المقيد


يطلق باعتبارين :

الأول : ما كان من الألفاظ الدالة على مدلول معين ، كزيد وعمرو ، وهذا الرجل ، ونحو ذلك .

الثاني : ما كان من الألفاظ دالا على وصف مدلوله المطلق بصفة زائدة عليه ، كقولنا : ( دينار مصري ) ، فهذا النوع من المقيد و إن كان مطلقا في جنسه من حيث هو دينار مصري ، إلا أنه مقيد بالنسبة إلى مطلق الدينار ؛ فهو مطلق من وجه مقيد من وجه آخر .



17. المطلق


هو ما دل على الحقيقة بلا قيد .

18. الخاص


هو ما يقابل العام ، فهو ما لا يستغرق الصالح له من غير حصر .


19. العام




العام : هو اللفظ المستغرق لجميع ما يصلح له بحسب وضع واحد .

مثال : قولنا ( الرجال ) هذا اللفظ يستغرق جميع ما يصلح له .




20. رسم المصحف



هو الخط الذي كتب به المصحف في عهد عثمان – رضي الله عنه – وهو خط متميز يختلف بعض الشيء عن القواعد الإملائية التي وضعها علماء اللغة بعد كتابة هذه المصاحف العثمانية بحقبة من الزمن .




21. السورة




لغة : قيل : مشتقة من سور المدينة ، وذلك لإحاطها بآياتها واجتماعها كاجتماع البيوت بالسور .

وقيل : مشتقة من التسور ، بمعنى التصاعد والتركيب ، لعلو شأنها وشأن قارئها .

وتطلق كذلك على المنزلة الرفيعة .

اصطلاحا : طائفة من الآيات القرآنية ، لها بدء ونهاية .




22. الاية



لغة : تطلق على المعجزة ، والعلامة ، والدلالة ، والعبرة ، والأمر العجيب .

اصطلاحا : طائفة من القرآن لها مبدأ ومقطع مندرجة في سورة .



23. المعرب


المعرب : ما وقع في القرآن من ألفاظ استعملتها العرب من لغات غيرهم .



24. المناسبة




علم تعرف منه علل ترتيب آي القرآن الكريم وسوره ، وارتباط بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة متسقة المعاني منتظمة المباني .


25. فواتح السور



فواتح السور : يعني به أنواع الكلام التي افتتحت بها سور القرآن الكريم .

والمتتبع لسور القرآن الكريم يجد أنها قد افتتحت بعشرة أنواع من الكلام ، لا يخرج شيء من السور عنها‏.‏

الأول‏:‏ الحمد والثناء ، و ‏ التسبيح ‏
الثاني‏: حروف التهجي في تسع وعشرين سورة .
الثالث‏:‏ النداء في عشر سور.
الرابع:‏ الجمل الخبرية ، في ثلاث وعشرين سورة‏.‏
الخامس:‏ القسم في خمس عشرة سورة ‏.‏
السادس‏ الشرط في سبع سور‏ ‏.‏
السابع‏: الأمر في ست سور‏.‏
الثامن:‏ الاستفهام في ست ‏.‏
التاسع:‏ الدعاء في ثلاث ‏.‏
العاشر‏:‏ التعليل في سورة قريش.‏



26. المحكم والمتشابه




المحكم : ما عرف المراد منه إما بالظهور وإما بالتأويل‏.‏

المتشابه : ما استأثر الله – تعالى - بعلمه كالحروف المقطعة في أوائل السور‏.‏


27. سبب النزول


سبب النزول : هو ما نزلت الآية أو الآيات متحدثة عنه أو مبينة لحكمه أيام وقوعه .



28. الارضى والسمائى




السمائي : ما نزل في السماء .

قال ابن العربي‏:‏ إن من القرآن سمائياً وأرضياً وما نزل بين السماء والأرض وما نزل تحت الأرض في الغار‏.

قال أبو بكر الفهري‏:‏ أنبأنا التميمي أنبأنا هبة الله المفسر قال‏:‏ نزل القرآن بين مكة والمدينة إلا ست آيات نزلت لا في الأرض ولا في السماء‏:‏ ثلاث في سورة الصافات: (‏وما منا إلا له مقام معلوم....)‏ الآيات الثلاث‏، وواحدة في الزخرف: (‏واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا...)‏ الآية‏، والآيتان من آخر سورة البقرة نزلتا ليلة المعراج‏.

قال ابن العربي‏:‏ ولعله أراد في الفضاء بين السماء والأرض‏.

الأرضي : ما نزل في الأرض .

وجل القرآن نزل في الأرض ؛ بمكة أو المدينة.

وأما ما نزل تحت الأرض في الغار فسورة المرسلات كما في الصحيح عن ابن مسعود‏.‏

قلت‏:‏ أما الآيات المتقدمة فلم أقف على مستند لما ذكر فيها إلا آخر البقرة فيمكن أن يستدل بما أخرجه مسلم عن ابن مسعود: "لما أسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إلى سدرة المنتهى..." الحديث، وفيه "فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ثلاثاً‏:‏ أعطى الصلوات الخمس، وأعطى خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لا يشرك من أمته بالله شيئاً المقحمات‏".‏


29. الفراشى والنومى



الفراشي‏: ما نزل من القرآن والنبي - صلى الله عليه وسلم - في فراشه .

ومن أمثلة ذلك: آية الثلاثة الذين خلفوا ففي الصحيح أنها نزلت وقد بقي من الليل ثلثه وهو صلى الله عليه وسلم عند أم سلمة، واستشكل الجمع بين هذا وقوله صلى الله عليه وسلم في حق عائشة: "ما نزل عليّ الوحي في فراش امرأة غيرها".

قال القاضي جلال الدين‏:‏ ولعل هذا كان قبل القصة التي نزل الوحي فيها في فراش أم سلمة‏.‏

قلت‏:‏ ظفرت بما يؤخذ منه جواب أحسن من هذا فروى أبو يعلى في مسنده عن عائشة قالت: (أعطيت تسعاً .... الحديث) وفيه (وإن كان الوحي لينزل عليه وهو في أهله فينصرفون عنه وإن كان لينزل عليه وأنا معه في لحافه) وعلى هذا لا معارضة بين الحديثين كما لا يخفى‏.

ومن أمثلة ذلك أيضا قوله تعالى: (‏والله يعصمك من الناس‏)‏. ‏

النومي‏: الأولى أن يقال ‏:‏ أن القرآن كله نزل في اليقظة ، وإن كانت رؤيا الأنبياء وحي.

ما رواه مسلم عن أنس قال ‏:‏ بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا إذ غفا إغفاءة ثم رفع رأسه متبسماً فقلنا‏:‏ ما أضحك رسول الله؟ فقال‏:‏ أنزل علي آنفاً سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ‏(إنا أعطيناك الكوثر * فصلّ لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر)‏ فذلك يحمل على أنه خطر له في النوم سورة الكوثر المنزلة في اليقظة، أو عرض عليه الكوثر الذي وردت فيه السورة، فقرأها عليهم وفسرها لهم‏.‏

وورد في بعض الروايات أنه أغمي عليه وقد يحمل ذلك على الحالة التي كانت تعتريه عند نزول الوحي، ويقال لها برجاء الوحي‏.‏

والتأويل الأخير أصح من الأول لأن قوله: "أنزل على آنفاً يدفع كونها نزلت قبل ذلك" بل نقول: نزلت في تلك الحالة وليس الإغفاء إغفاء نوم بل هي الحالة التي كانت تعتريه عند الوحي، فقد ذكر العلماء أنه كان يؤخذ عن الدنيا‏.‏‏



30. الشتائى والصيفى



‏الشتائي: ما نزل شتاء .

ومن أمثلته: قوله تعالى: (إن الذين جاءوا بالإفك) إلى قوله‏: (ورزق كريم) ‏ففي الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها - أنها نزلت في يوم شات.

وكذا الآيات التي في غزوة الخندق من سورة الأحزاب فقد كانت في البرد، ففي حديث حذيفة تفرق الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب إلا اثني عشر رجلاً فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ "قم فانطلق إلى عسكر الأحزاب" قلت‏:‏ يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما قمت لك إلا حياء من البرد .... الحديث وفيه‏:‏ فأنزل الله: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود ...)‏ إلى آخرها أخرجه البيهقي في الدلائل‏.‏

الصيفي: ما نزل صيفا .

ومن أمثلته : الآيات النازلة في غزوة تبوك فقد كانت في شدة الحر .

أخرج البيهقي في الدلائل من طريق إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر بن حزم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يخرج في وجه من مغازيه إلا أظهر أنه يريد غيره غير أنه في غزوة تبوك قال‏:‏ "يا أيها الناس إني أريد الروم" فأعلمهم وذلك في زمان البأس وشدة الحر وجدب البلاد فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في جهازه إذ قال للجد بن قيس‏:‏ "هل لك في بنات بني الأصفر" قال‏:‏ يا رسول الله لقد علم قومي أنه ليس أحداً أشد عجباً بالنساء مني وإني أخاف إن رأيت نساء بني الأصفر أن يفتنني فأذن لي فأنزل الله ‏(ومنهم من يقول ائذن لي...)‏ الآية، وقال رجل من المنافقين‏:‏ لا تنفروا في الحر فأنزل الله :(‏قل نار جهنم أشد حراً)‏.

وفي صحيح مسلم عن عمر ما راجعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء ما راجعته في الكلالة وما أغلظ في شيء ما أغلظ لي فيه حتى طعن بأصبعه في صدري وقال‏:‏ "يا عمر ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء".

وفي المستدرك عن أبي هريرة أن رجلاً قال‏:‏ يا رسول الله ما الكلالة؟ قال‏:‏ أما سمعت الآية التي نزلت في الصيف: (‏يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة)‏ وكان ذلك في سفر حجة الوداع فيعد من الصيفي ما نزل فيها كأول المائدة‏، وقوله: (‏اليوم أكملت لكم دينكم)، ‏‏‏(واتقوا يوماً ترجعون)‏ وآية الدين، وسورة النصر‏.‏
===================



31. النهارى والليلى




النهاري: ما نزل نهارا.

وأمثلة النهاري كثيرة، قال ابن حبيب‏:‏ نزل أكثر القرآن نهاراً‏.‏

الليلي: ما نزل ليلا، وله أمثلة منها:

آية تحويل القبلة ففي الصحيحين من حديث ابن عمر بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ أتاهم آت فقال‏:‏ إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل القبلة‏.‏

وروى مسلم عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي نحو بيت المقدس فنزلت )‏قد نرى تقلب وجهك في السماء...)‏ الآية فمر رجل من بني سلمة وهم ركوع في صلاة الفجر وقد صلوا ركعة فنادى‏:‏ ألا إن القبلة قد حولت، فمالوا كلهم نحو القبلة.

ولكن في الصحيحين عن البراء: أن النبي صلى الله عليه وسلم استقبل بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهراً وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت وإن أول صلاة صلاها العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن صلى معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال‏:‏ أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الكعبة فداروا كما هم قبل البيت‏، فهذا يقضي أنها نزلت نهاراً بين الظهر والعصر‏.‏

قال القاضي جلال الدين‏:‏ والأرجح بمقتضى الاستدلال نزولها بالليل لأن قضية أهل قباء كانت في الصبح، وقال ابن حجر‏:‏ الأقوى أن نزولها كان نهاراً‏.‏

والجواب عن حديث ابن عمر: أن الخبر وصل وقت العصر إلى من هو داخل المدينة، وهم بنو حارثة ووصل وقت الصبح إلى من هو خارج المدينة وهم بنو عمر وبنو عوف أهل قباء، وقوله: قد أنزل عليه الليلة مجاز من إطلاق الليلة على بعض اليوم الماضي والذي يليه‏.‏

قلت‏:‏ ويؤيد هذا ما أخرجه النسائي عن أبي سعيد بن المعلي قال‏:‏ مررنا يوماً ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد على المنبر فقلت: لقد حدث أمر فجلست، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية (‏قد نرى تقلب وجهك في السماء...‏) حتى فرغ منها ثم نزل فصلى الظهر‏.‏

ومن أمثلة ما نزل ليلا:‏ أواخر آل عمران‏، أخرج ابن حبان في صحيحه وابن المنذر وابن مردويه وابن أبي الدنيا في كتاب التفكر عن عائشة أن بلالاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم يؤذنه لصلاة الصبح فوجده يبكي، فقال‏:‏ يا رسول الله ما يبكيك؟ قال‏:‏ وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل عليّ هذه الليلة: ‏(‏إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب....) ثم قال‏:‏ ويل لمن قرأها ولم يتفكر‏.‏

ومنها: (والله يعصمك من الناس‏...)‏ أخرج الترمذي والحاكم عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت فأخرج رأسه من القبة فقال‏:‏ "أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله"، وأخرج الطبراني عن عصمة بن مالك الخطمي قال‏:‏ كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل حتى نزلت فترك الحراس‏.‏

ومنها‏:‏ سورة الأنعام‏، أخرج الطبراني وأبو عبيد في فضائله عن ابن عباس قال‏:‏ نزلت سورة الأنعام بمكة ليلاً جملة حولها سبعون ألف ملك يجأرون بالتسبيح‏.‏

ومنها‏:‏ آية الثلاثة الذين خلفوا ففي الصحيحين من حديث كعب: فأنزل الله توبتنا حتى بقي الثلث الأخير من الليل‏.‏

ومنها‏:‏ سورة مريم‏، روى الطبراني عن أبي مريم الغساني قال‏:‏ أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ ولدت لي الليلة جارية فقال‏:‏ والليلة نزلت عليّ سورة مريم سمها مريم‏.‏

ومنها‏:‏ أول الحج ذكره بن حبيب ومحمد بن بركات السعدي في كتابه الناسخ والمنسوخ وجزم به السخاوي في جمال القراء وقد يستدل له بما أخرجه ابن مردويه عن عمران بن حصين: أنها نزلت والنبي صلى الله عليه وسلم وقد نعس بعض القوم وتفرق بعضهم فرفع بها صوته الحديث‏.‏

ومنها‏:‏ آية الإذن في خروج النسوة في الأحزاب‏، قال القاضي جلال الدين‏:‏ والظاهر أنها )‏يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك‏....) الآية.

ففي البخاري عن عائشة خرجت سودة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها فرآها عمر، فقال‏:‏ يا سودة أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين، قالت‏:‏ فانكفأت راجعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنه ليتعشى وفي يده عرق، فقلت‏:‏ يا رسول الله خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر: كذا وكذا فأوحى الله إليه وإن العرق في يده ما وضعه، فقال‏:‏ إنه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن، قال القاضي جلال الدين‏:‏ وإنما قلنا إن ذلك كان ليلاً لأنهن إنما كن يخرجن للحاجة ليلاً كما في الصحيح عن عائشة في حديث الإفك‏.‏

ومنها‏:‏ أول الفتح ففي البخاري من حديث عمر لقد نزلت عليّ الليلة سورة هي أحب إلى مما طلعت عليه الشمس فقرأ: (‏إنا فتحنا لك فتح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Lady of the Sky
عضـــــو عبقــــــري عضـــــو عبقــــــري
Lady of the Sky


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 08/02/2010
المساهمات : 1381
عدد النقاط : 3697
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary28
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Collec10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Painti10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Female31
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** E0449b11
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** 7710

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالثلاثاء 06 يوليو 2010, 8:28 pm






***@( علوم القرآن )@**** 919acb3a97wm2



القـــــــــــراءات القــــــــــــرآنية


1. تعريف القراءات




القراءات : جمع قراءة .

وهى فى اللغة : مصدر سماعى لقرأ .

وفى الإصطلاح : مذهب يذهب إليه إمام من أئمة القراء مخالفاً به غيره فى النطق بالقرآن الكريم ، مع اتفاق الروايات والطرق عنه ، سواء أكان هذه المخالفة فى نطق الحروف أم فى نطق هيئاتها.

قال السيوطى عند كلامه على تقسيم الإسناد إلى عالٍ ونازل ما نصه : ومما يشبه هذا التقسيم الذى لأهل الحديث .. تقسيم القراء أحوال الإسناد إلى قراءة ورواية وطرق ووجه.

فالخلاف :

إن كان لأحد الأئمة السبعة أو العشرة أو نحوهم ؛ واتفقت عليه الروايات والطرق عنه : فهو قراءة .

وإن كان للراوى عنه : فرواية .

أو لمن بعده فنازلا : فطريق .

أولا على هذه الصفة مما هو راجع إلى تخيير القارئ فيه: فوجه.ـ .

وفى منجد المقرئين لابن الجزرى ما نصه :

" القراءات : علم بكيفيات أداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة .

والمقرئ : العالم بها رواها مشافهة ، فلو حفظ التيسير مثلا ليس له أن يقرئ بما فيه إن لم يشافهه من شوفه به مسلسلا ؛ لأن فى القراءات أشياء لا تحكم إلا بالسماع والمشافهة.

والقارئ المبتدئ : من شرع فى الإفراد إلى أن يفرد ثلاثاً من القراءات.

القاريءالمنتهى : من نقل من القراءات أكثرها وأشهرها" .


2. تراجم القراء السبعة (رواتهم - أصول قراآتهم )


الإمام الكسائي


اسْمُهُ وَنَسَبُهُ


هو علي بن حمزة بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي مولاهم وهو من أولاد الفرس من سواد العراق كذا قال أبو بكر بن أبي داود السجستاني، أبو الحسن الكسائي الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الاقراء بالكوفة بعد حمزة الزيات...

قال الإمام ابن الجزري: واختلف في تسميته بالكسائي فالذي رويناه عنه أنه سئل عن ذلك فقال لأني أحرمت في كساء وقيل غير ذلك...

قال الشاطبي رحمه الله:
وَأَمَّا عَلِيٌّ فَالْكِسَائِيُّ نَعْتُهُ لِمَا كانَ في الْإِحْرَامِ فِيهِ تَسَرْبَلاَ

مَوْلِدُهُ


119 هـ، 737 م.

البَلَدُ التي وُلِدَ فِيهَا


وُلد في إحدى قرى الكوفة.

شُيُوخُهُ


أخذ القراءة عرضاً عن حمزة أربع مرات وعليه اعتماده وعن محمد بن أبي ليلة وعيسى بن عمر الهمداني وروى الحروف عن أبي بكر بن عياش وإسماعيل ويعقوب ابني جعفر عن نافع ولا يصح قراءته على نافع كما ذكره الهذلي بل ولا رآه وعن عبد الرحمن بن أبي حماد وعن أبي حيوة شريح بن يزيد في قول وقيل بل شريح...

تَلَامِيذُهُ


روى عنه القراءات أبو عمر الدوري وأبو الحارث الليث بن خالد ونصير بن يوسف وقتيبة بن مهران وأحمد بن سريج وأبو عبيد ويحيى الفراء وخلف بن هشام وغيرهم.

وأما راوياه فهما الليث وحفص الدوري:
قال الشاطبي رحمه الله بعد أن ذكر الكسائي:
رَوَى لَيْثُهُمْ عَنْهُ أَبُو الْحَارِثِ الرِّضاَ وَحَفْصٌ هُوَ الدُّورِيُّ وَفيِ الذِّكْرِ قَدْ خَلاَ

قال الشارح:
ليثهم مثل ورشهم هو أبو الحارث الليث بن خالد، مات سنة أربعين ومائتين، والرضى أي المرضى أو على تقدير ذي الرضى وحفص هو الدوري الراوي عن اليزيدي ولهذا قال في الذكر قد خلا أي سبق ذكره فيما ذكرناه من النظم.

مُؤَلَفَاتُهُ


للكسائي مؤلفات كثيرة منها:
كتاب اختلاف العدد.
كتاب قصص الأنبياء.
كتاب كتاب الحروف.
كتاب العدد.
كتاب القراءات.
كتاب المصادر.
كتاب النوادر الأصغر.
كتاب النوادر الأكبر.
كتاب النوادر الأوسط.
كتاب الهجاء.
مختصر في النحو.
معاني القرآن.
مقطوع القرآن وموصوله.
كتاب الحروف. وغير ذلك من المؤلفات...

ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيهِ


أثنى عليه الشافعي في النحو وقال ابن الأنباري كان أعلم الناس بالنحو والعربية والقراءات وكانوا يكثرون عليه في القراءات فجمعهم وجلس على كرسي وتلى القرآن من أوله إلى آخره وهم يستمعون ويضبطون عنه حتى الوقف والابتداء.

وقال إسحاق بن ابراهيم سمعته يقرأ القرآن مرتين وقال خلف بن هشام كنت احضر قراءته والناس ينقطعون مصاحفهم على قراءته...

قال أبو عبيد في كتاب القراءات: كان الكسائي يتخير القراءات فأخذ من قراءة حمزة ببعض وترك بعض. وليس هناك أضبط للقراءة ولا أقوم بها من الكسائي.

وقال ابن مجاهد: اختار الكسائي من قراءة حمزة ومن قراءة غيره متوسطة غير خارجة عن آثار من تقدم من الأئمة وكان إمام الناس في القراءة في عصره.

وقال إسماعيل جعفر المدني وهو من كبار أصحاب نافع: ما رأيت أقرأ لكتاب الله تعالى من الكسائي.

قال أبو بكر بن الأنباري: اجتمعت في الكسائي أمور كان أعلم الناس بالنحو، وأوحدهم في الغريب، وأوحد الناس في القرآن، فكانوا يكثرون عنده فيجمعهم ويجلس على كرسي ويتلو القرآن من أوله إلى آخره وهم يسمعون ويضبطون عنه حتى المقاطع والمبادئ.

وقال يحيى بن معين: ما رأيت بعينى هاتين أصدق لهجة من الكسائي.

وَفَاتُهُ


عاش الكسائي 70 سنة وتوفي بالري - جنوب شرقي طهران - سنة 189 هـ - 805م.

من مراجع البحث


غاية النهاية في طبقات القراء.......................... ابن الجزري
هدية العارفين............................................ الباباني
إبراز المعاني من حرز الأماني......................... أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل
تهذيب التهذيب.......................................... ابن حجر
ما نسب للشيخ عبد الفتاح القاضي من موقع طريق القرآن


أشهـر مـن روى عـن الكسـائـي


1- الليث. 2- حفص الدورى.

1- الليث


هو الليث بن خالد المروزي البغدادي وكنيته أبو الحارث.

عرض القراءة على الكسائي وهو من أجل أصحابه.

وروى الحروف عن حمزة بن القاسم الأحول وعن اليزيدي.

وهو ثقة حاذق ضابط القراءة، محقق لها، قال أبو عمرو الداني كان الليث من جلة أصحاب الكسائي.

وروى عنه القراءة عرضاً وسماعاً سلمة بن عاصم صاحب الفراء، ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير، والفضيل بن شاذان، وغيرهم.

وتوفى سنة أربعين ومائتين [ معرفة القراء الكبار( 1/173 ) ] .

2 - حفص الدورى


فقد تقدم الكلام عليه في ترجمة أبي عمرو بن العلاء البصري، لأنه روى عنه وعن الكسائي، فلنكتف بذكره هناك عن ذكره هنا والله تعالى أعلم.

منهـج الكسـائـي فـي القـراءة


1. يبسمل بين كل سورتين إلا بين ( الأنفال والتوبة ) فيقف أو يسكت أو يصلى.

2. يوسط المدين المتصل و المنفصل بمقدار أربع حركات.

3. يدغم ذال إذ فيما عدا الجيم، ويدغم دال وتاء التأنيث ولام هل وبل في حروف كل منها، ويدغم الباء المجزومة في الفاء نحو ﴿ قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ ﴾، ويدغم الفاء المجزومة في الباء في ﴿ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ ﴾ في سبأ. ودغم من رواية الليث اللام المجزومة في الذال ( في يفعل ذلك )، حيث وقع هذا اللفظ ويدغم الذال في التاء في ﴿ عذتُ ﴾، ﴿ فنبذته ﴾، ﴿ اتخذتم ﴾، ﴿ أخذتم ﴾ ويدغم الثاء في التاء في ( أورثتموها، لبثت، لبثتم ).

4. يميل ما يميله حمزة من الألفات ويزيد عليه إمالة بعض الألفاظ كما وضح في كتب القراءات.

5. يميل ما قبل هاء التأنيث عند الوقف نحو رحمة، الملائكة بشروط مخصومة.

6. يقف على التاءات المفتوحة نحو ( شجرت، بقيت، جنت بالهاء ) .

7. يسكن ياء الإضافة في ﴿ قل لعبادي الذين آمنو ﴾ بإبراهيم، ﴿ يا عبادي الذين ﴾، بالعنكبوت والزمر

8. يثبت الياء الزائدة في ﴿ يوم يأت ﴾ في هود، ﴿ وما كنا نبغ ﴾ في الكهف، في حال الوصل.





الإمام حمزة (80 هـ، 700 م - 156 هـ، 773 م)



اسْمُهُ وَنَسَبُهُ


هو الإمام الحبر القدوة، شيخ القراءة، أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل أبو عمارة الكوفي التيمي مولاهم وقيل من صميمهم، الزيات، أحد القراء السبعة، وإنما قيل له " الزيات " لأنه كان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان - وهي مدينة في أواخر سواد العراق مما يلي بلاد الجبل- ويجلب من حلوان الجبن والجوز إلى الكوفة، فعرف به.

مَوْلِدُهُ


ولد بالكوفة سنة 80 هـ، 700 م ، وأدرك الصحابة بالسن فيحتمل أن يكون رأى بعضهم.

أَهَمُّ مَلَامِح شَخْصِيتِهِ وَأَخْلَاقِهِ


إمامته في علم القراءات

كان الإمام حمزة رحمه الله أحد الأئمة الكبار في القراءات، وقد أخذ عنه الإمام الكسائي، قال أسود بن سالم: سألت الكسائي عن الهمز والادغام، ألكم فيه؟ قال: نعم، حمزة كان يهمز ويكسر، وهو إمام، لو رأيته لقرت عينك من نسكه. وانعقد الإجماع على تلقي قراءته بالقبول...

قال حمزة: نظرت في المصحف حتى خشيت أن يذهب بصري.

وعن شعيب بن حرب قال أم حمزة الناس سنة مئة قال ودرس سفيان الثوري على حمزة القرآن أربع درسات، وقال أبو عمر الدوري حدثنا أبو المنذر يحيى بن عقيل قال كان الأعمش إذا رأى حمزة قد أقبل قال هذا حبر القرآن... .

علمه بعمله وطلبه للأخرة

لم يكن الإمام حمزة رحمه الله يأخذ على تعليم الناس القرآن أجرًا وإنما كان يحتسب ذلك عند الله عز وجل، قال أحمد بن عبدالله العجلي حدثنا أبي قال: حمزة سنة يكون بالكوفة وسنة بحلوان فختم عليه رجل من أهل حلوان من مشاهيرهم فبعث إليه بألف درهم فقال لابنه: قد كنت أظن لك عقلا أنا آخذ على القرآن أجرًا؟!! أرجو على هذا الفردوس.

وقال حسين الجعفي ربما عطش حمزة فلا يستقي كراهية أن يصادف من قرأ عليه، وذكر جرير بن عبد الحميد قال مر بي فطلب ماء فأتيته به فلم يشرب مني لكوني أحضر القراءة عنده، وقال عنه الحافظ الذهبي: وكان من الائمة العاملين.

وقال عبيد الله بن موسى: كان حمزة يقري القرآن حتى يتفرق الناس ثم ينهض فيصلي أربع ركعات ثم يصلي مابين الظهر إلى العصر وما بين المغرب والعشاء.

شُيُوخُهُ


أخذ القراءة عرضا عن سليمان الأعمش وحمران بن أعين وأبي إسحاق السبيعي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وطلحة بن مصرف ومغيرة بن مقسم ومنصور وليث بن أبي شليم وجعفر بن محمد الصادق وقيل بل قرأ الحروف على الأعمش ولم يقرأ عليه جميع القرآن قالوا استفتح حمزة القرآن من حران وعرض على الأعمش وأبي إسحاق وابن أبي ليلى وكان الأعمش يجود حرف ابن مسعود وكان ابن أبي ليلى يجود حرف علي وكان أبو إسحاق يقرأ من هذا الحرف ومن هذا الحرف وكان حمران يقرأ قراءة ابن مسعود ولا يخالف مصحف عثمان يعتبر حروف معاني عبد الله ولا يخرج من موافقة مصحف عثمان وهذا كان اختيار حمزة...

تَلَامِيذُهُ


وأخذ عنه القرآن عدد كثير: كسليم بن عيسى، والكسائي، وعابد بن أبي عابد، والحسن بن عطية، وعبد الله بن صالح العجلي...

وحدث عنه: الثوري، وشريك، وجرير، وابن فضيل، ويحيى بن آدم، وبكر بن بكار، وحسين الجعفي، وقبيصة، وخلق...

قال الشارح:
اعتمد في هذا الإطلاق على معرفة ذلك واشتهاره بين أهله وهو أن سليما قرأ على حمزة وأن خلفا وخلادا أخذا قراءة حمزة عن سليم عنه وظاهر نظمه لا يفهم منه هذا فإنه لا يلزم من كونهما رويا الذي رواه سليم أن يكون أخذهما عن سليم لاحتمال أن يكون سليم رفيقا لهما ومتقنا ومحصلا حالان من الهاء في رواه أو من الذي وكلاهما واحد ، وسليم هذا هو سليم بن عيسى مولى بني حنيفة ، مات سنة ثمان أو تسع وثمانين ومائة وقيل سنة مائتين ، وأما خلف فهو صاحب الاختيار وهو أبو محمد خلف بن هشام البزار آخره راء ، مات ببغداد سنة إحدى أو ثمان أو تسع وعشرين ومائتين ، وأما خلاد فهو أبو عيسى ويقال أبو عبد الله خلاد بن خالد الأحول الصيرفي الكوفي ويقال خلاد ابن خليد ويقال ابن عيسى ، توفي سنة عشرين أو ثلاثين ومائتين...

مُؤَلَفَاتُهُ


له من المؤلفات كتاب الفرائض وكتاب القراءة.

ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيهِ


قال عنه الإمام الشاطبي في مقدمة متن الشاطبية:
وَحَمْزَةُ مَا أَزْكاهُ مِنْ مُتَوَرِّعٍ إِمَاماً صَبُوراً لِلقُرانِ مُرَتِّلاَ

وقال عنه الصفدي: كان عديم النَّظير في وقته علماً وعملاً، وكان رأساً في الورع.

وقال عنه الثوري: ما قرأ حمزة حرفا إلا بأثر.

وقال عنه الإمام ابن الجزري: كان إماما حجة ثقة ثبتا رضي قيما بكتاب الله بصيرا بالفرائض عارفا بالعربية حافظا للحديث عابدا خاشعا زاهدا ورعا قانتا لله...

وعن أبي المنذر يحيى بن عقيل قال: كان الأعمش إذا رأى حمزة قد أقبل قال: هذا حبر القرآن.

وعن مندل قال: إذا ذُكّر القرّاء فحسبك بحمزة في القراءة والفرائض.

وقال أبو حنيفة لحمزة: شيآن غلبتنا عليهما لسنا ننازعك فيهما القرآن والفرائض.

وقال يحيى بن معين: حمزة ثقة، وقال أيضًا: سمعت محمد بن فضيل يقول: ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة.

وقال سفيان الثوري: غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض.

وقال عبدالله بن موسى: ما رأيت أحدًا أقرأ من حمزة.

وَفَاتُهُ


عاش الإمام حمزة 76 سنة ومات بحلوان في العراق سنة 156 هـ، 773 م، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته .

من مراجع البحث


غاية النهاية في طبقات القراء................. ابن الجزري
معرفة القرّاء الكبار......................... ابن الجزري
إبراز المعاني من حرز الأماني................. أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل
سير أعلام النبلاء........................... الذهبي
وفيات الأعيان............................. ابن خلّكان
هدية العارفين............................. الباباني
ما نسب للشيخ عبد الفتاح القاضي من موقع طريق القرآن


أشهـر مـن روى قـراءتـه


1- خلف. 2- خلاد.

1- خلف


(150 – 229ه،)

هو خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف بن ثعلب بن هشيم بن ثعلب بن داود بن مقسم بن غالب الأسدى البغدادي البزار ، ويقال خلف بن هشام وابن أبي طالب بن غراب ، وكنيته أبو محمد وهو أحد الرواة عن سليم عن حمزة . وأختار لنفسه قراءة فكان أحد القراء العشرة.

ولد سنة خمسين ومائة وحفظ القرآن وهو ابن عشر سنين ، وابتدأ في طلب العلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة.

أخذ القراءة عرضاً عن سليم بن عيسى وعبد الرحمن بن أبي حماد عن حمزة ، ويعقوب بن خليفة الأعشى ، وأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري عن المفضل الضبى.

وروى الحروف عن إسحاق المسيبى وإسماعيل بن جعفر وعبد الوهاب بن عطاء ويحيى بن آدم، وسمع من الكسائى الحروف ولم يقرأ عليه القرآن . قال أبو علي الأهوازي في مفردة الكسائي قال الفضل بن شاذان عن خلف أنه قرأ على الكسائي والمشهود عند أهل النقل لهذا الشأن أنه لم يقرأ عليه وإنما سأله عنها وسمعه يقرأ القرآن إلى خاتمته وضبط ذلك عنه بقراءته عليهم وكذا قال الحافظ أبو العلا وهو صحيح والله أعلم.

وكان ثقةً كبيراً زاهداً عالماً عابداً روى عنه أنه قال : أشكل على باب في النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حفظته ووعيته.

وروى القراءة عنه عرضاً وسماعاً أحمد بن إبراهيم ، ورافة ، وأخوه إسحاق بن إبراهيم ، وإبراهيم بن على القصار ، وأحمد بن يزيد الحلواني ، وإدريس بن عبد الكريم الحداد ، ومحمد بن إسحاق شيخ ابن شنبود وغيرهم .

قال ابن أشتة : كان خلف يأخذ بمذهب حمزة لأنه خالفه في مائة وعشرين حرفاً في إختياره ، وقد تتبع ابن الجزري اختياره فلم يره يخرج عن قراءة حمزة والكسائي وشعبة إلا في قوله تعالى " وحرام على قرية " بالأنبياء فقرأه كحفص.

وتوفي خلف في جمادة الآخرة سنة تسع وعشرين ومائتين ببغداد [غاية النهاية (1/273) تاريخ بغداد (8/322) الأعلام (2/360)].

2- خلاد


(130 – 220هـ)

هو خلاد بن خالد الشيبانى الصيرفي الكوفي وكنيته أبو عيسى وقيل أبو عبد الله ، ولد في نصف رجب سنة تسع عشرة ـ وقيل سنة ثلاثين ـ ومائة. أيام هشام أو مروان

أخذ القراءة عرضاً عن سليم وهو من أضبط أصحابه وأجلهم.

وروى القراءة عن حسين بن على الجعفي عن أبي بكر ، وعن أبي بكر نفسه عن عاصم ، وعن أبي جعفر محمد بن الحسن الرواسي.

وخلاد إمام القراءة ثقة عارف محقق أستاذ مجود ضابط متقن ، وروى عنه للقراءة عرضاً أحمد بن يزيد الحلواني وإبراهيم بن على القصار ، وعلى بن الحسين الطبرى وإبراهيم بن نصر الرازي ، والقاسم بن يزيد الوزان وهو أنبل أصحابه ، ومحمد بن الفضل ، ومحمد بن سعيد البزازي ، ومحمد بن الهيثم قاضي بكر وهو من أجل أصحابه.

وتوفي خلاد سنة عشرين ومائتين [ النشر لابن الجزرى( 1/165 ) الإعلام ( 2/356 ) ] رحمه الله وأثابه.

منهـج حمـزة فـي القـراءة


1- يصل آخر كل سورة بأول تاليتها من غير بسملة بينهما.

2- يضم الهاء وصلاً ووقفاً في الألفاظ الثلاثة : ( عليهم ، إليهم ، لديهم ) .

3- يقرأ بالإشباع في المدين المتصل والمنفصل بمقدار ست حركات.

4- يسكن الهاء في : يؤده إليك ، وقوله ( ما تولى ونصله جهنم ) نؤته منها ، فألقه إليهم.

5- يقرأ بالسكت على أل وشيء ويقرأ من رواية خلف بالسكت على المفصول نحو ﴿ عذاب أليم ﴾.

6- يغير الهمز عند الوقف سواء كان في وسط الكلمة نحو يؤمنون ، أم في آخرها نحو ينشئ على تفصيل في ذلك.

7- يدغم من رواية خلف ذال إذ في الدال والتاء ، ومن رواية خلاد في جميع حروفها ما عدا الجحيم ، ويدغم من الروايتين دال قد في جميع حروفها ، وتاء التأنيث في جميع حروفها ، ويدغم لام هل الثاء ﴿ هل ثوب الكفار ﴾ في المطففين ، ولام بل في السين في ﴿ بل سولت لكم ﴾ بيوسف وفي التاء نحو ﴿ بل تأتيهم ﴾ ويدغم الباء المجزومة في الفاء نحو وإن تعجب فعجب ، وهذا من رواية خلاد ، ويدغم الذال في التاء في ( عذت ، واتخذتم ، فنبذته ) والثاء في التاء في ﴿ أورثتموها ﴾، وفي لبث كيف وقع.

8- يميل الألفات من ذوات الياء والألفات المرسومة ياء في المصاحف نحو ( الهدى ، اشترى ، النصارى ) ، ويميل الألفات في ( خاب ، خافوا ، طاب ، ضاقت ، وحاق ، زاع ، جاء ، شاء ، وزاد ) ، ويقلل الألفات الواقعة بين راءين ثانيهما متطرفة مكسورة نحو ( إن كتاب الأبرار ، من الأشرار ) .

9- يسكن ياءات الإضافة في ﴿ قل لعبادي الذين آمنوا بإبراهيم ﴾، ﴿ يا عبادي الذين أسرفو ﴾، بالزمر ونحو ذلك وقد حصرها العلماء.

10- يثبت الياء الزائدة في ﴿ اتمدونن بمال ﴾ في النمل، ﴿ ربنا وتقبل دعاء ﴾ بإبراهيم



الإمام عاصم (ت 127 هـ، 745 م )



اسْمُهُ وَنَسَبُهُ


هو أبو بكر عاصم بن بهدلة أبي النَّجُود الأسدي مولاهم الكوفي شيخ الإقراء بالكوفة وأحد القراء السبعة، ويقال أبو النجود اسم أبيه لا يعرف له اسم غير ذلك وبهدلة اسم أمّه وقيل اسم أبي النَّجُود عبد الله...

مَوْلِدُهُ


لم يتعرض أحد ممن روى تاريخ الإمام عاصم الكوفي لسنة مولده.

البَلَدُ التي وُلِدَ فِيهَا


من الواضح أن الإمام عاصم قد ولد ونشأ وتوفي بالكوفة،وقد أشار الإمام الشاطبي إلى أن الإمام عاصم كان يقيم بالكوفة،

فقال في مقدمة الشاطبية:

وَبِالْكُوفَةِ الْغَرَّاءِ مِنْهُمْ ثَلاَتَةٌ أَذَاعُوا فَقَدْ ضَاعَتْ شَذاً وَقَرَ نْفُلاَ
فَأَمَّـا أَبُو بَكْرٍ وَعَاصِـمٌ اسْمُهُ فَشُعْبَةُ رَاوِيهِ المُبَرِّزُ أَفْضَـلاَ

قال الشارح:

الغرّاء يعني المشهورة البيضاء المنيرة بكثرة العلماء بها ، منهم يعني من السبعة ثلاثة هم عاصم وحمزة والكسائي أذاعوا أي أفشوا العلم بها وشهروه ونشروه والضمير في ضاعت للكوفة أو للقراءة أي فاحت رائحة العلم بها والشذا كسر العود والقرنفل معروف...

وهذا هو البدر الخامس أبو بكر عاصم بن أبي النجود أحد السادة من أئمة القراءة والحديث ... أثنى الشيخ الشاطبي على عاصم بأن من جملة الرواة عنه شعبة الذي برز في الفضل وهو باب من أبواب المدح معروف فكم من تابع قد زان متبوعه وكم من فرع قد شرف أصله...

شُيُوخُهُ


روى حماد بن زيد عن عاصم قال: كنا نأتي أبا عبد الرحمن أي السلمي ونحن غلمة أيفاع.

وقال أبو بكر بن عياش قال لي عاصم: ما أقرأني أحد حرفا إلا أبو عبد الرحمن وكان أبو عبد الرحمن قد قرأ على علي رضي الله عنه فكنت أرجع من عنده فأعرض على زرّ وكان زر قد قرأ على عبدالله رضي الله عنه فقلت لعاصم لقد استوثقت رواها يحيى بن آدم عنه. وروى جماعة عن عمرو بن الصباح عن حفص الغاضري عن عاصم عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه بالقراءة.

وذكر عاصم أنه لم يخالف أبا عبد الرحمن - أي السلمي - في شيء من قراءته وأن أبا عبد الرحمن لم يخالف عليا في شيء من قراءته. وروى أحمد بن يونس عن أبي بكر بن عياش قال كل قراءة عاصم قراءة أبي عبد الرحمن إلا حرفا.

قال الذهبي:
وقرأ القرآن على أبي عبدالرحمن السلمي، وزرّ بن حبيش الاسدي، وحدث عنهما، وعن أبي وائل، ومصعب بن سعد، وطائفة من كبار التابعين، وروى فيما قيل عن الحارث بن حسان البكري، ورفاعة بن يثربي التميمي، أو التيمي، ولهما صحبة، وهو معدود في صغار التابعين.

تَلَامِيذُهُ


أشهر تلاميذ الإمام عَاصِم الكُوفِيّ:

1 - أبو بكر ( شعبة ) وقد ولد سنة 95 هـ، 714 م وتوفي في جمادى الأولى سنة 193 هـ، 809 م وكان إماماً علماً كبيراً عالماً عاملا حجة من كبار أئمة السنة ولما حضرته الوفاة بكت أخته، فقال لها ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها ثمان عشرة ألف ختمة.

2 - الروي الثاني لعاصم هو حفص وقد ولد سنة 90 هـ، 709 م وتوفي سنة 180هـ، 796 م، وكان أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم، وكان ربيب عاصم ابن زوجته، قال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رويت من قراءة عاصم رواية حفص وقال ابن المنادى: كان الأولون يعدونه في الحفظ فوق ابن عياش ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم أقرا الناس دهراً وقال الحافظ الذهبي: أما في القراءة فثقة ثبت ضابط بخلاف حاله في الحديث.

وقد أشار إليهما الإمام الشاطبي بقوله:
وَذَاكَ ابْنُ عَيَّاشٍ أَبُو بَكْرٍ الرِّضَا وَحَفْصٌ وَبِاْلإتْقَانِ كانَ مُفضَّلاَ

قال حفص: قال لي عاصم: ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي، وما كان من القراءة التي أقرأتها أبا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر ابن حبيش عن ابن مسعود...

وقال الذهبي:
حدّث عنه عطاء بن أبي رباح، وأبو صالح السمان، وهما من شيوخه، وسليمان التيمي، وأبو عمرو بن العلاء، وشعبة، والثوري، وحماد بن سلمة، وشيبان النحوي، وأبان بن يزيد، وأبو عوانة، وأبو بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة وعدد كثير.

وتصدر للاقراء مدة بالكوفة، فتلا عليه أبو بكر أي شعبة، وحفص بن سليمان...

ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيهِ


قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سألت أبي عن عاصم فقال: رجل صالح ثقة خير

وقال عنه الإمام ابن الجزري: هو الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد أبي عبد الرحمن السلمي في موضعه جمع بين الفصاحة والاتقان والتحرير والتجويد وكان أحسن الناس صوتاً بالقرآن...

وقال أبو بكر بن عياش: لا أحصي ما سمعت أبا إسحاق السبيعي يقول ما رأيت أحداً أقرأ للقرآن من عاصم بن أبي النجود.

وقال يحيى بن آدم عن حسن بن صالح: ما رأيت أحداً قط كان أفصح من عاصم...

وقال ابن عياش: قال لي عاصم: مرضت سنتين فلما قمت قرأت القرآن فما أخطأت حرفاً.

وقال حماد بن سلمة: رأيت حبيب بن الشهيد يعقد الآي في الصلاة ورأيت عاصم بن بهدلة يعقد ويصنع مثل صنيع عبد الله بن حبيب.

وروى حماد بن سلمى وأبان العطار عن عاصم أن أبا وائل ما قدم عليه إلا قبَّل كفه.

وقال حفص: كان عاصم إذا قرىء عليه أخرج يده فعد.

وروى أبو بكر بن عياش عنه أنه كان يبدأ بأهل السوق في القراءة.

وقال أبو حاتم: محله الصدق

من كلماته

من لم يحسن من العربية إلا وجهًا واحدًا لم يحسن شيئًا.

وَفَاتُهُ


قال ابن عياش دخلت على عاصم وقد احتضر فجعل يردد هذه الآية يحققها حتى كأنه في الصلاة: ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق.

وقد توفي الإمام عاصم سنة 127 هـ، 745 م رحمه الله رحمةً واسعة.


أشهر الرواة عن عاصم


1 -شعبة. 2- حفص.

1- شعبة


(95 – 193هـ)

هو شعبة بن عياش بن سالم الحناط النهشلي الكوفي وكنيته أبو بكر ولد سنة خمس وتسعين من الهجرة.
عرض القرآن على عاصم أكثر من مرة وعلى عطاء بن السائب ، وأسلم المنقري.

وعمر دهراً طويلاً إلا أنه قطع الإقراء قبل موته بسبع سنين.

وكان إماماً كبيراً عالما حجة من كبار أهل السنة وكان يقول : من زعم أن القرآن مخلوق فهو عندنا كافر زنديق عدو الله لا نجالسه ولا نكلمه.

وعرض عليه القرآن أبو يوسف يعقوب بن خليفة الأعشى ، وعبد الرحمن بن أبي حماد ويحيى بن محمد العليمي وعروة بن محمد الأسدى ، وسهل بن شعيب وغيرهم.

وروى عنه الحروف سماعاً من غير عرض إسحاق بن عيسى ، وإسحاق بن يوسف الأزرق وأحمد بن جبر ، وعبد الجبار بن محمد العطاردي وعلى بن حمزة الكسائي ويحيى بن آدم وغيرهم ولما حضرته الوفاة بكت أخته فقال لها ما يبكيك ، أنظرى إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها القرآن ثمان عشر ألف ختمة.

توفى في جمادى الأولى سنة ثلاث وتسعين ومائة وقيل سنة أربع وتسعين ومائة رضي الله عنه [أنظر النشر (1/56/1) الأعلام (242)].

2- حفص


( 90 – 180هـ)

هو حفص بن سليمان بن المغيرة بن أبي داود الأسدي الكوفي الغاضري البزاز ـ نسبة لبيع البز أي الثياب ـ وكنيته : أبو عمر، ولد سنة تسعين. ويعرف بحفيص.

أخذ القراءة عرضاً وتلقيناً عن عاصم ، وكان ربيبه ـ ابن زوجته ـ.

قال الداني : وهو الذي أخذ قراءة عاصم على الناس تلاوة ، ونزل بغداد فأقرأ بها ، وجاور بمكة فأقرأ بها ، قال يحيى بن معين : الرواية الصحيحة التي رويت عن قراءة عاصم هي رواية أبي عمر حفص بن سليمان.

وقال أبو هشام الرفاعي : كان حفص أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم فكان مرجحاً على شعبة بضبط الحروف ، وقال الذهبى : هو في القراءة ثقة ثبت ضابط ، وقال ابن المنادي : قرأ على عاصم مراراً ، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر بن عياش . ويصفونه بضبط الحروف التي قرأها على عاصم ، وقرأ الناس بها دهراً طويلاً وكانت التي أخذها عن عاصم ترتفع إلى على رضي الله عنه.

روى عن حفص أنه قال : قلت لعاصم إن أبا بكر شعبة يخالفني في القراءة ، فقال أقرأتك بما أقرأني به أبو عبد الرحمن السلمي عن على رضي الله عنه ، وأقرأت أبا بكر بما أقرأني به زربن حبيش عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

قال الإمام ابن مجاهد : بين حفص وابي بكر من الخلاف في الحروف خمسمائة وعشرون حرفاً في المشهور عنهما وذكر حفص أنه لم يخالف عاصماً في شيء من قراءته إلا في قوله تعالى في سورة الروم ﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْف ﴾ .. الآية.

قرأ حفص لفظي ضعف ولفظ ضعفاً في الأية بضم الضاد.

وقرأ عاصم بالفتح وروى عنه عرضاً وسماعاً أناس كثيرون ، منهم حسين ابن محمد المروزي ، وعمرو بن الصباح ؛ وعبيد بن الصباح ، والفضل بن يحيى الأنباري وأبو شعيب القواس.

وتوفى سنة ثمانين ومائة هجرية على الصحيح [النشر(1/156) غاية النهاية (1/254) الأعلام(2/291)].

منهـج عـاصـم فـي القـراءة


1- يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة فله السكت والوصل.

2- يقرأ المدين المتصل والمنفصل بالتوسط بمقدار أربع حركات.

3- يميل شعبة عنه ألف " رمى " في ولكن الله رمى " بالأنفال " وألف أعمى في موضعي الإسراء " ومن كان في هذا أعمى فهو في الآخرة أعمى " وألف نآى في " ونآي بجانبه " في الإسراء ، وألف ران في "كلا بل ران" في المطففين وألف في " شفا جرف هار " في التوبة ، ويميل حفص عنه الألف بعد الراء في " مجريها ".

4- يفتح من رواية شعبة ياء الإضافة في " من بعدي اسمه أحمد "في الصف ويسكنها من رواية شعبة أيضاً في "أومى إلهين" في المائدة و"أجرى إلا" في جميع المواضع، و"وجهي لله" في آل عمران والإنعام.
و "بيتى" في "ولمن دخل بيتي" بنوح ، "ولى دين" في الكافرون.

5- يحذف الياء الزائدة وصلاً ووقفاً من رواية شعبة في "فما آتان الله خير" في النمل.

6- يقرأ من رواية شعبة "من لدنه" بالكهف بإسكان الدال مع إشمامها ، ومع كسر النون والهاء وإشباع حركتها.







***@( علوم القرآن )@**** Amiraad0535414bf


يــــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــع






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Lady of the Sky
عضـــــو عبقــــــري عضـــــو عبقــــــري
Lady of the Sky


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 08/02/2010
المساهمات : 1381
عدد النقاط : 3697
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary28
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Collec10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Painti10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Female31
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** E0449b11
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** 7710

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالثلاثاء 06 يوليو 2010, 8:30 pm







الإمام عبد الله بن عامر (8 هـ، 629 م - 118 هـ، 736 م )




اسْمُهُ وَنَسَبُهُ


هو الإمام عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة أبو عمران على الأصح وقيل أبو عامر وقيل أبو نعيم...

مَوْلِدُهُ


8 هـ، 629 م

البَلَدُ التي وُلِدَ فِيهَا


قال خالد بن يزيد: سمعت عبد الله بن عامر اليحصبي يقول: ولدت سنة ثمان من الهجرة في البلقا بضيعة يقال لها رحاب وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي سنتان وذلك قبل فتح دمشق وانقطعت إلى دمشق بعد فتحها ولي تسع سنين.

وقد أشار الإمام الشاطبي في مقدمة الشاطبية إلى أن عبد الله بن عامر قد سكن الشام وقد طابت به فقال:
وَأَمَّا دِمَشْقُ الشَّامِ دَارُ ابْنُ عَامِرٍ فَتْلِكَ بِعَبْدِ اللهِ طَابَتْ مُحَلَّلاَ

وصفه الناظم بأن دمشق طابت به محللًا أي طاب الحلول فيها من أجله أي قصدها طلاب العلم للرواية عنه والقراءة عليه.

شُيُوخُهُ


ثبت سماعه من جماعة من الصحابة منهم معاوية بن أبي سفيان والنعمان بن بشير وواثلة بن الأسقع وفضالة بن عبيد...

تَلَامِيذُهُ


روى القراءة عنه عرضاً يحيى بن عامر وربيعة بن يزيد وجعفر بن ربيعة وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر وسعيد بن عبد العزيز وخلاد بن يزيد بن صبيح المري ويزيد بن أبي مالك..

وأشهر تلاميذ الإمام ابن عامر هما:

هشام وذكوان وقد أشار الإمام الشاطبي إليهما بقوله:

هِشَامٌ وَعَبْدُ اللهِ وَهْوَ انْتِسَابُهُ لِذَكْوَانَ بِالإِسْنَادِ عَنْهُ تَنَقَّلاَ

قال الشارح:
هذان راويات أخذت عنهما قراءة ابن عامر اشتهر بذلك وكل واحد منهما بينه وبين ابن عامر اثنان فهذا معنى قوله بالإسناد عنه تنقلا أي نقلا القراءة عنه بالإسناد شيئا بعد شيء فتنقل من باب تفهم وتبصر ، أما هشام فهو أبو الوليد هشام بن عمار بن نصير السلمي خطيب دمشق أحد المكثرين الثقات ، مات سنة خمس أو ست وأربعين ومائتين ، قرأ على أيوب بن تميم التميمي وعراك بن خالد المري ، وقرأ على يحيى بن الحارث الذماري ، وقرأ يحيى على بن عامر ، وأما ابن ذكوان فهو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي الفهري ، قرأ على أيوب بن تميم أيضا وكان يصلي إماما بجامع دمشق سوى الجمعة ومات سنة اثنتين وأربعين ومائتين أي هشام وعبد الله تنقلا عن ابن عامر القراءة بالإسناد...

ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيهِ


قال أبو علي الأهوازي: كان عبد الله بن عامر إماماً عالماً ثقة فيما أتاه حافظاً لما رواه متقنا لما وعاه عارفاً فهما قيما فيما جاء به صادقاً فيما نقله من أفاضل المسلمين وخيار التابعين وأجله الراوين لا يتهتم في دينه ولا يشك في يقينه ولا يرتاب في أمانته ولا يطعن عليه في روايته صحيح نقله فصيح قوله عاليا في قدره مصيباً في أمره مشهوراً في علمه مرجوعاً إلى فهمه ولم يتعد فيما ذهب إليه الأثر ولم يقل قولا يخالف فيه الخبر...

وَفَاتُهُ


عاش الإمام عبد الله بن عامر الدمشقي مائة وعشر سنوات وتوفي بدمشق سنة 118 هـ، 736 م رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

من مراجع البحث


غاية النهاية في طبقات القراء................ ابن الجرزي
معرفة القراء الكبار........................ الذهبي
إبراز المعاني من حرز الأماني................ أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل
ما نسب للشيخ عبد الفتاح القاضي من مـوقـع طريق القرآن



من اشتهر بالرواية عن الإمام عبد الله بن عامر


1- هشام. 2 - ابن ذكوان.

1- هشام


(153 – 245هـ)

هو هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة السلمي وقيل الظفري الدمشقي .

وكنيته أبو وليد ، ولد سنة ثلاث وخمسين ومائة أيام المنصور ، وقيل يوم عاشوراء سنة مائة وثلاث وسبعون.

قرأ على عراك المُرِّي وأيوب بن تميم وغيرهما عن يحيى الذماري عن عبد الله بن عامر بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وروى الحروف عن عتبة بن حماد وعن أبي دحية معلى بن دحية عن نافع .

وروى عن مالك بن أنس وسفيان بن عيينة ومسلم بن خالد الزنجي وغيرهم .

وهو إمام أهل دمشق وخطيبهم ومقرئهم ومحدثهم ومفتيهم مع الثقة والضبط والعدالة .

وكان فصيحاً علامة واسع العلم والرواية والدراية قال عبدان الأهوازي سمعته يقول : ما أعددت خطبة منذ عشرين سنة .

وقال أبو على أحمد بن محمد الأصبهاني لما توفى أيوب بن تميم كانت الإمامة في القراءة إلى رجلين هشام وابن ذكوان

وقال أيضا الأصبهاني رزق هشام كبر السن وصحة العقل والرأي فأرتحل الناس إليه في القراءات والحديث.

قال وكان هشام مشهورا بالنقل والقصاصة والعلم والرواية والدراية رزق كبر السن وصحة العقل والرأي فارتحل الناس إليه في القراءات والحديث وقال أبو زرعة من فاته هشام بن عمار يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث وقال أحمد بن أبي الحواري إذا حدثت في بلد فيها مثل أبي الوليد هشام بن عمار فيجب للحيتي أن تحلق .

وروى عنه بعض أهل الحديث ببغداد أنه قال : سألت ربي عز وجل سبع حوائج فقضى لي ستة منها ، ولا أدرى ما هو صانع في السابعة ، سألته أن يجعلني مصدقاً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل ، سألته ( يرزقنى الحج ففعل . وسألته أن يعمرني مائة سنة ففعل ، وسألته أن يرزقنى ألف دينار حلالاً ففعل ، وسألته أن يجعل الناس يفدون إلى في طلب العلم ففعل ، سألته أن اخطب على منبر دمشق ففعل ، وأما السابعة التي لا أدرى ما هو صانع فيها أن يغفر لى ولوالدي ).

وروى القراءة عنه أبو عبيد القاسم بن سلام قبل وفاته بنحو أربعين سنة وأحمد بن يزيد الحلواني ، وموسى بن جمهور ، والعباس بن الفضل . وأحمد بن النضر ، وهارون بن موسى الأخفش.

وروى عنه الحديث البخاري في صحيحه وأبو داود والنسائي وابن ماجة في سننهم وحدث عنه الترمذي وجعفر الغرياني وأبو زرعة الدمشقي قال يحيى بن معين ثقة ، وقال الدارقطني صدوق كبير المحل.

وتوفي هشام سنة خمس وأربعين ومائتين وقيل سنة أربع وأربعين ومائتين . [معرفة القراء الكبار جـ1 ص160 ط القاهرة ، النشر (1/142)].

2- ابن ذكوان


(173 – 242 هـ)

هو عبد الله بن أحمد بن بشر ـ ويقال بشير ـ ابن ذكوان بن عمرو ابن حسان بن داود بن حسنون بن سعد بن غالب ابن فهر بن مالك ابن النضر ، وكنيته أبو محمد وقيل أبو عمرو القرشي الفهري الدمشقي. الإمام الأستاذ الشهير الراوي الثقة الضابط المقري شيخ الإقراء بالشام وإمام جامع دمشق انتهت إليه مشيخة الإقراء بعد أيوب بن تميم.

ولد يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين ومائة.

أخذ القراءة عرضاً عن أيوب بن تميم ، وهو الذي خلفه في القيام بالقراءة ، قال أبو عمرو الحافظ وقرأ على الكسائي حين قدم الشام ، يقول ابن ذكوان : أقمت عند الكسائي سبعة أشهر وقرأت عليه القرآن غير مرة.

وروى الحروف سماعاً عن إسحاق بن المسيبي عن نافع.

وهو إمام شهير ثقة شيخ الإقراء بالشام وإمام جامع دمشق ، أنتهت إليه مشيخة الإقراء بدمشق بعد هشام ، قال أبو زرعة الدمشقي : لم يكن بالعراق ولا بالشام ولا بالحجاز ولا بمصر ولا بخرسان في زمن ابن ذكوان أقرأ عندي منه وألف كتاب " أقسام القرآن وجوابها " وكتاب " ما يجب على قارئ القرآن عند حركة لسانه ".

روى عنه القراءة ابنه أحمد وأحمد بن أنس وإسحاق بن داود.

وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، وعبد الله بن عيسى الأصبهاني ومحمد ابن إسماعيل الترمذي ومحمد بن موسى الصورى وهارون بن موسى الأخفش وآخرون.

وتوفي يوم الإثنين لليلتين بقيتا من شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين رحمه الله وأثابه [غاية النهاية (1/404) الإعلام (4/188)].

منهـج بن عـامـر فـي القـراءة


1- له ما بين كل سورتين ما لأبي عمرو.

2- له التوسط في المدين المتصل والمنفصل.

3- له الهمزة الثانية من الهمزتين الملتقيتين في كلمة (التسهيل والتحقيق) مع الإدخال إذا كانت مفتوحة ، وله التحقيق مع الإدخال إذا كانت مكسورة أو مضمومة . وهذا كله لهشام أما ذكوان فيقرأ كحفص.

4- يغير الهمزة المتطرفة عند الوقف على تفصيل في ذلك يعلم من محله وهذا لهشام وحده.

5- يدغم من رواية هشام ذال إذ في بعض الحروف نحو (إذ تبرأ الذين أتُّبعُوا) ويدغم من الروايتين الدال في الثاء نحو (ومن يرد ثواب) ، والثاء في التاء (لبثت ولبثتم) ، حيث وقعا ، والذال في التاء في (أخذتم وأخذت واتخذتم كيف وقعت).

6- ويميل من رواية هشام ألف إناه في (غير ناظرين إناه) في الأحزاب ، وألف (ومشارب) في يس ، وألف (عابدون وعابد) في الكافرون وألف آنية في (تسقى من عين آنية في الغاشية).

7- يقرأ من رواية هشام لفظ (إبراهيم) في بعض المواضع بفتح الهاء وألف بعدها.

8- يميل من رواية ابن ذكوان الألف في الألفاظ الآتية : (جاء شاء ، زاد حيث وقعت وكيف وردت ، حمارك ، المحراب ، إكراههن ، كمثل الحمار ، والأكرام ، عمران).

9- يقرأ من رواية ابن ذكوان (وإن إلياس) في الصافات بوصل الهمزة.





الإمام أبو عمرو البصري (68 هأ- 154 هـ، 771 م)




اسْمُهُ وَنَسَبُهُ


هو زبان بن العلاء بن عمار بن عبد الله بن الحصين بن الحارث ينتهي إلى معد بن عدنان التميمي المازني المقرئ النحوي أحد القراء السبعة وقيل اسمه العريان وقيل غير ذلك، وقد اختلف في اسمه على عشرين قولاً...

مَوْلِدُهُ


اختلف في سنة مولده فقيل: سنة ثمان وستين وقيل سنة سبعين وقيل سنة خمس وستين وقيل سنة خمس وخمسين.

البَلَدُ التي وُلِدَ فِيهَا


ولد ابو عمرو البصري بمكة ونشأ بالبصرة، وتوجه مع أبيه لما هرب من الحجاج فقرأ بمكة والمدينة ، وقرأ بالكوفة و البصرة على جماعات كثيرة...

شُيُوخُهُ


ليس في القرّاء السبعة أكثر شيوخاً منه، وقد حدّث باليسير عن أنس بن مالك رضي الله عنه، ويحيى بن يعمر، ومجاهد، وأبي صالح السمان، وأبي رجاء العطاردي، ونافع العمري، وعطاء بن أبي رباح، وابن شهاب، وقرأ القرآن على سعيد بن جبير، ومجاهد، ويحيى بن يعمر، وعكرمة، وابن كثير، وطائفة، وورد أنه تلا على أبي العالية الرياحي، وقد كان معه بالبصرة.

تَلَامِيذُهُ


العباس بن الفضل، وعبد الوارث بن سعيد، وشجاع البلخي، وحسين الجعفي، ومعاذ بن معاذ، ويونس بن حبيب النحوي، وسهل بن يوسف، وأبو زيد الانصاري سعيد بن أوس، وسلام الطويل وعدة.

وحدث عنه: شعبة، وحماد بن زيد، وأبو أسامة، والاصمعي، وشبابة بن سوار، ويعلى بن عبيد، وأبو عبيدة اللغوي، وآخرون.

وأما أشهر تلاميذه فقد أشار إليهم الإمام الشاطبي بعد أن ذكر شيخَهم أبا عمرو فقال:

أَفَاضَ عَلَى يَحْيَى الْيَزيدِيِّ سَيْبَهُ فَأَصْبَحَ بِالْعَذْبِ الْفُرَاتِ مُعَلَّلاَ

هو أبو محمد يحيى بن المبارك العدوي التميمي وعرف باليزيدي لأنه كان منقطعا إلى يزيد بن منصور خال المهدي يؤدب ولده فنسب إليه ثم اتصل بالرشيد فجعل المأمون في حجره يؤدبه ومات في أيامه سنة اثنتين ومائتين ، ومعنى أفاض أفرغ والسيب العطاء والعذب الماء الطيب والفرات هو العذب ووجه الجمع بينهما التأكيد أراد به صدق العذوية وكمالها.

ثم ذكر الراوي الآخر فقال:
أَبُو عُمَرَ الدُّورِي وَصَالِحُهُمْ أَبُو شُعَيْبٍ هُوَ السُّوسِيُّ عَنْهُ تَقَبَّلاَ

ذكر اثنين ممن قرأ على اليزيدي ، أحدهما أبو عمر حفص بن عمر الأزدي الدوري الضرير نسبة إلى الدور موضع ببغداد بالجانب الشرقي مات سنة ست وأربعين ومائتين ، والثاني أبو شعيب صالح بن زياد السوسي نسب إلى السوس موضع بالأهواز ومات بالرقة سنة إحدى وستين ومائتين في المحرم.

مُؤَلَفَاتُهُ


قيل: كانت دفاتره ملء بيت إلى السقف، ثم تنسّك فأحرقها.

ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيهِ


قال عنه الإمام الشاطبي في مقدمة متن الشاطبية: وَأَمَّا الإْمَامُ المَازِنِيُّ صَرِيحُهُمْ أَبُو عَمْرٍو الْبَصْرِي فَوَالِدُهُ الْعَلاَ

قال أي: وهذا البدر الثالث أبو عمرو بن العلا البصري المازني من بني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن مر ، والصريح هو الخالص النسب وليس في السبعة من أجمع على صراحة نسبه غيره.

وقال عنه ابن معين: ثقة.

وقال أبو حاتم: ليس به بأس.

وقال الشيخ شمس الدين: أبو عمرو قليل الرواية للحديث وهو صدوق حجة في القراءة.

وقال أبو عبيدة: أبو عمرو أعلم الناس بالقراءات والعربية والشعر وأيام العرب.

وقال الأصمعي: كان لأبي عمرو كل يوم فلسان فلس يشتري به ريحاناً وفلس يشتري به كوزاً فيشم الريحان يومه ويشرب في الكوز يوومه فإذا أمسى تصدق بالكوز وأمر الجارية أن تجفف الريحان وتدقه في الأشنان ثم يستجد غير ذلك في كل يوم.

وقال عنه الذهبي: برز في الحروف - أي القراءات - وفي النحو، وتصدر للافادة مدة، واشتهر بالفصاحة والصدق وسعة العلم.

وقال أبو عمرو الشيباني: ما رأيت مثل أبي عمرو.

وأورد الإمام الجزري عن الأخفش قال: مرّ الحسن بأبي عمرو وحلقته متوافرة والناس عكوف فقال من هذا فقالوا أبو عمرو فقال لا إله إلا الله كادت العلماء أن تكون أرباباً كل عز لم يؤكد بعلم فإلى ذل يؤول.

من كراماته


عن الإمام عبد الوارث: قال حججت سنة من السنين مع أبي عمرو بن العلاء وكان رفيقي فمررنا ببعض المنازل فقال قم بنا فمشيت معه فأقعدني عند ميل وقال لي لا تبرح حتى أجيك وكان منزل قفر لا ماء فيه فاحتبس عليّ ساعة فاغتممت قفمت أقفيه الأثر فإذا هو في مكان لا ماء فيه فإذا عين وهو يتوضأ للصلاة فنظر إليّ فقال يا عبد الوارث أكتم علي ولا تحدث بما رأيت أحداً فقلت نعم يا سيد القراء قال عبد الوارث فو الله ما حدثت به أحداً حتى مات.

وعن سفيان بن عيينة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت يا رسول الله قد اختلفت على القراءات فبقراءة من تأمرني أن أقرأ؟ فقال: اقرأ بقراءة أبي عمرو بن العلاء.

وعن أبي عبيد القاسم بن سلام قال: حدثني شجاع بن أبي نصر وكان صدوقاً قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعرضت عليه أشياء من قراءة أبي عمرو فما رد علي إلا حرفين...

مَنْهَجُهُ فِي القِرَاءَةِ


يقول الشيخ عبد الفتاح القاضي عن منهج الإمام أبي عمرو البصري في القراءة:

1 - له بين كل سورتين البسملة ، السكت ، الوصل ، سوى الأنفال وبراءة فله القطع ، السكت ، الوصل ، وكل منها بلا بسملة .

2 - له من رواية السوسي إدغام المتماثلين نحو الرحيم ملك ، والمتقاربين نحو وشهد شاهد ، والمتجانسين نحو ربكم أعلم بكم بشروط خاصة.

3 - له في المد المتصل التوسط من الروايتين ، وله في المد المنفصل القصر والتوسط من رواية الدوري ، والقصر فقط من رواية السوسي.

4 - يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين الواقعتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما.

5 - يسقط الهمزة الأولى من الهمزتين الواقعتين في كلمتين المتفقتين في الحركة وبغير الهمزة الثانية من المختلفتين كما يغيرها ابن كثير.

6 - يبدل الهمزة الساكنة من رواية السوسي نحو {المؤمنون}، {الذنب}، {اطمأنتم}، سوى ما استثناه له أهل الأداء.

7 - يدغم ذال إذ في حروف مخصوصة نحو {إذ دخلوا} ، ودال في حروف معينة نحو {فقد ظلم}، وتاء التأنيث في بعض الحروف نحو {كذبت ثمود} ، ولام هل في {هل ترى من فطور بالملك}،{هل ترى لهم من باقية بالحاقة } ويدغم بعض الحروف الساكنة في بعض الحروف القريبة منها في المخرج نحو {نبذتها} ، {عذت} ، {ومن يرد ثواب}.

8 - يقلل الألفات من ذوات الياء إذا كانت الكلمة التي فيها الألف على وزن فعلى بفتح الفاء نحو {السلوى} ، أو كسرها نحو {سيماهم} ، أوضحها نحو {المثلى} ، ويميل الألفات من ذوات الياء إذا وقعت بعدراء نحو {اشترى} ، {الذكرى}، {النصارى} ويميل الألفات التي وقع بعدها راء مكسورة متطرفة نحو {على أبصارهم} ، {من ديارهم} . ويميل الألف التي وقعت بين راءين الثانية منهما متطرفة مكسورة نحو {إن كتاب الأبرار} {من الأشرار}. ويميل ألف لفظ الناس المجرور من رواية الدوري.

9 - يقف على التاءات التي رسمت في المصاحف تاء بالهاء نحو {بقيت الله خير لكم} {إن شجرة الزقوم}.

10 - بفتح ياءات الإضافة التي بعدها همزة قطع مفتوحة نحو إني أعلم أو مكسورة نحو فإنه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده ، والتي بعدها همزة وصل مقرونة بلام التعريف نحو {لا ينال عهدي الظالمين}، والتي بعدها همزة وصل مجردة عن لام التعريف نحو {هارون أخي أشدد} . على تفصيل يعلم من كتب الفن.

11 - يثبت بعض ياءات الزوائد وصلاً نحو {أجيب دعوة الداع إذا دعان} {ومن آياته الجوار في البحر مالأعلام}.

مِنْ كَلِمَاتِهِ الخَالِدَةِ


كن على حذر من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم إذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الاحمق إذا مازحته، ومن الفاجر إذا عاشرته.

ليس من الادب أن تجيب من لا يسألك، أو تسأل من لا يجيبك، أو تحدث من لا ينصت لك.

وَفَاتُهُ


عاش الإمام أبو عمرو البصري حوالي 85 سنة وتوفي بمكة سنة 154 هـ، 771 م.

قال أبو عمرو الأسدي: لما أتى نعي أبي عمر أتيت أولاده فعزيتهم عنه فأني لعندهم إذ أقبل يونس بن حبيب فقال نعزيكم وأنفسنا بمن لا نرى شبها له آخر الزمان والله لو قسم علم أبي عمرو وزهده على مائة إنسان لكانوا كلهم علماء زهاداً والله لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لسره ما هو عليه. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

من مراجع البحث


غاية النهاية في طبقات القراء..................... ابن الجزري
سير أعلام النبلاء............................... الذهبي
الوافي بالوفيات................................. الصفدي
إبراز المعاني من حرز الأماني..................... أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل
ما نسب للشيخ عبد الفتاح القاضي من مـوقـع طريق القرآن


من اشتهر بالرواية عن الإمام أبي عمرو


1- حفـص الــدورى 2- الســوســيي .

1- حفص الدورى


(150 – 246هـ)

هو ( أبو عمر) حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صُهبان بن عدى بن صهبان ( ويقال صهيب ) الدورى (نسبة إلى دور موضع ببغداد بالعراق ومحله بالجانب الشرقي ولد بها فهو الدوري ) الأزدى البغدادي ، النحوى المقرئ الضرير ( نزيل سامراء ) راوي الإمامين : أبي عمرو ، والكسائي.

ولد سنة خمسين ومائة في الدور في أيام المنصور . وقرأ على إسماعيل بن جعفر عن نافع ، وقرأ على نافع أيضاً ، وقرأ على يعقوب بن جعفر عن ابن جماز عن أبي جعفر.

وقرأ على سليم عن حمزة وعلى محمد بن سعدان عن حمزة وقرأ على الكسائي.
وعلى يحيى بن المبارك اليزيدي .

وهو ثقة ثبت كبير ضابط ، وكان إمام القراء في عصره ، وشيخ الناس خصوصاً أهل العراق في زمانه ، وهو أول من جمع القراءات وصنف فيها .

قال الأهوازي : إنه رحل في طلب القراءات ، وقرأ بسائر الحروف متواترها وصحيحها وشاذها وسمع من ذلك شيئاً كثيراً وقصده الناس من الآفاق لعلو سنده وسعة علمه ومن مصنفاته : ما اتفقت ألفاظه ومعانيه من القرآن، أحكام القرآن والسنن ، فضائل القرآن، أجزاء القرآن .

وروى القراءة عنه أناس كثيرون منهم أحمد بن حرب شيخ المطوعى ، وأبو جعفر أحمد بن ( فرح بالحاء المهملة أبو جعفر المفسر المشهور ) ، وأحمد بن يزيد الحلواني . والحسن بن على بن بشار العلاف . ( والحسن بن الحسين الصواف، والحسن بن عبد الوهاب، والحسن الحداد ، والخضر بن الهيثم السطوسي ) وأبو عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير ، وعمر بن محمد بن برزة الأصبهاني . ومحمد بن أحمد (بن أبي واصل ) البرمكى ، ومحمد بن حمدون القطيعي ، وأبو عبد الله الحداد .

( قال أبو داود : ورأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري . وقال أحمد ابن فرح المفسر: سألت الدوري ما يقول في القرآن . قال : كلام الله غير مخلوق )

وروى عنه بعض الأحاديث ابن ماجه في سننه ، أبو حاتم وقال : صدوق .

قال أبو داود رأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري وطال عمره في القراءة والأقراء ، والأخذ و التلقين . وانتفع الناس بعلمه في سائر الآفاق حتى توفي في شوال سنة ست وأربعين ومائتين على الصحيح في عهد المتوكل ويليه أخوه في الأخذ عن أبي عمرو وهو السوسي [النشر (1/134) ، الأعلام (2/291)] .

2- الســوســي


( ت 561هـ)

هو أبو شعيب صالح بن زياد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود بن مسرح الرستبي السوسي [ نسبة إلى سوس مدينة بالأهواز] الرقي [ قال في القاموس الرقة بفتح الراء بلد على الفرات واسطة ديار ربيعة ، وآخر غربي بغداد وجهه أسفل منها بفرسخ انتهى فلعل السوسي نسب إلى شيء من هذا ] وكنيته أبو شعيب ، مقرئ ضابط ، محرر ، ثقة ، اخذ القراءة عرضاً وسماعاً على أبي محمد يحيى بن المبارك اليزيدي ، وهو من أجل الصحابة وأكبرهم .

وروى عنه القراءة ابنه محمد ، وموسى بن جرير النحوي ، وأبو الحارث محمد بن أحمد الطرسوسى الرقي ، ومحمد بن سعيد الحراني ، وعلى بن محمد السعدي ، ومحمد بن إسماعيل القرشي ؛ وموسى بن جمهور ، وأحمد بن شعيب النسائي الحافظ وآخرون .

وتوفي بالرقة أول سنة إحدى وستين ومائتين وقد قارب التسعين [النشر(1/134)، الأعلام(31/276)] كما في النشر لابن الجزري .

ولم أجد من كتب عن مولده ولكن عرف مولده بتاريخ وفاته تقريبا فقيل أنه توفي أول سنة إحدى وستين ومائتين وقد قارب السبعين . قال في النشر وقد قارب التسعين فرضي الله عنه ورحمه الله رحمة واسعة وأسكنه هو وأخواته من المقرئين أعلى الجنان .

منهــج أبي عمــرو فـي القــراءة


1- له بين كل سورتين البسملة ، السكت ، الوصل ، سوى الأنفال وبراءة فله القطع ، السكت ، الوصل ، وكل منها بلا بسملة .

2- له من رواية السوسي إدغام المتماثلين نحو الرحيم ملك ، والمتقاربين نحو وشهد شاهد ، والمتجانسين نحو ربكم أعلم بكم بشروط خاصة.

3- له في المد المتصل التوسط من الروايتين ، وله في المد المنفصل القصر والتوسط من رواية الدوري ، والقصر فقط من رواية السوسي.

4- يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين الواقعتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما.

5- يسقط الهمزة الأولى من الهمزتين الواقعتين في كلمتين المتفقتين في الحركة وبغير الهمزة الثانية من المختلفتين كما يغيرها ابن كثير .

6- يبدل الهمزة الساكنة من رواية السوسي نحو {المؤمنون}، {الذنب}، {اطمأنتم}، سوى ما استثناه له أهل الأداء.

7- يدغم ذال إذ في حروف مخصوصة نحو {إذ دخلوا} ، ودال في حروف معينة نحو {فقد ظلم}، وتاء التأنيث في بعض الحروف نحو {كذبت ثمود} ، ولام هل في {هل ترى من فطور بالملك}،{هل ترى لهم من باقية بالحاقة } ويدغم بعض الحروف الساكنة في بعض الحروف القريبة منها في المخرج نحو {نبذتها} ، {عذت} ، {ومن يرد ثواب}.

8- يقلل الألفات من ذوات الياء إذا كانت الكلمة التي فيها الألف على وزن فعلى بفتح الفاء نحو {السلوى} ، أو كسرها نحو {سيماهم} ، أوضحها نحو {المثلى} ، ويميل الألفات من ذوات الياء إذا وقعت بعدراء نحو {اشترى} ، {الذكرى}، {النصارى} ويميل الألفات التي وقع بعدها راء مكسورة متطرفة نحو {على أبصارهم} ، {من ديارهم} . ويميل الألف التي وقعت بين راءين الثانية منهما متطرفة مكسورة نحو {إن كتاب الأبرار} {من الأشرار}. ويميل ألف لفظ الناس المجرور من رواية الدوري .

9- يقف على التاءات التي رسمت في المصاحف تاء بالهاء نحو {بقيت الله خير لكم} {إن شجرة الزقوم}.

10- بفتح ياءات الإضافة التي بعدها همزة قطع مفتوحة نحو إني أعلم أو مكسورة نحو فإنه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده ، والتي بعدها همزة وصل مقرونة بلام التعريف نحو {لا ينال عهدي الظالمين}، والتي بعدها همزة وصل مجردة عن لام التعريف نحو {هارون أخي أشدد} . على تفصيل يعلم من كتب الفن.

11- يثبت بعض ياءات الزوائد وصلاً نحو {أجيب دعوة الداع إذا دعان} ومن آياته {الجوار في البحر مالأعلام}.




الإمام ابن كثير المقرئ (45 هـ ، 665 م - 120 هـ ، 738 م.)




اسْمُهُ وَنَسَبُهُ


هو أبو معبد عبد الله بن كثير الطائي مولاهم، الفارسي الأَصل، الداري العطّار، مولى عمرو بن علقمة الكناني، ويقال له الداري العطار، نسبة إلى دارين، وقال البخاري: هو قرشي من بني عبد الدار، وقال أبو بكر بن داود: الدار بطنٌ من لخمٍ منهم تميم الداري.

مَوْلِدُهُ


45هـ ، 665 م

البَلَدُ التي وُلِدَ فِيهَا


مكة، قال الإمام الشاطبي في مقدمة متن الشاطبية: وَمَكَّةُ عَبْدُ اللهِ فِيهَا مُقَامُهُ هُوَ اُبْنُ كَثِيرٍ كاثِرُ الْقَوْمِ مُعْتَلاَ

شُيُوخُهُ


لقي الإمام ابن كثير بمكة عبد الله ابن الزبير وأبا أيوب الأنصاري وأنس بن مالك ومجاهد بن جبر ودرباس مولى عبد الله بن عباس وروى عنهم، وأخذ القراءة عرضاً عن عبد الله بن السائب فيما قطع به الحافظ أبو عمرو الداني وغيره وضعف الحافظ أبو العلاء الهمذاني هذا القول وقال إنه ليس بمشهور عندنا قلت - أي الإمام الجزري - : وليس ذلك ببعيد فإنه قد أدرك غير واحد من الصحابة وروى عنهم.

وقد روى ابن مجاهد من طريق الشافعي رحمه الله النص على قراءته عليه، وعرض أيضاً على مجاهد ابن جببر....

تَلَامِيذُهُ


أشهر تلاميذه راوياه: قنبل؛ وهو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن جرجة المكي المخزومي، توفي سنة 291 هـ، 904 م وله ست وتسعون سنة.

وراويه الآخر البزّي، وهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة بشار الفارسي، كنيته أبو الحسن، توفي سنة 270 هـ، 883 م وله ثمانون سنة.

وقد أشار إلى ذلك الإمام الشاطبي بعدما ذكر ابن كثير في مقدمة الشاطبية فقال: رَوى أَحْمَدُ الْبَزِّي لَهُ وَمُحَمَّدٌ عَلَى سَنَدٍ وَهْوَ المُلَقَّبُ قُنْبُلاَ

وروى القراءة عنه أيضًا إسماعيل بن عبد الله القسط وإسماعيل بن مسلم وجرر بن حازم والحارث بن قدامة و حماد بن سلمة وحماد بن زيد وخالد بن القاسم والخليل بن أحمد وسليمان بن المغيرة و شبل بن عباد و ابنه صدقة بن عبد الله وطلحة بن عمرو وعبد الله بن زيد بن يزيد وعبد الملك بن جريج وعلي بن الحكم وعيسى بن عمر الثقفي والقاسم بن عبد الواحد وقزعة بن سويد وقرة بن خالد و مسلم بن خالد ومطرف بن معقل ومعروف بن مشكان وهارون بن موسى ووهب بن زمعة ويعلي بن حكمي وابن أبي فديك وابن أبي مليكة وسفيان بن عيينة....

ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيهِ


قال عنه الإمام الجزري: وكان فصيحاً بليغاً مفوها أبيض اللحية طويلاً جسيما أسمر أشهل العينين يخضب بالحناء عليه السكينة والوقار.

وقال الأصمعي: قلت لأبي عمرو: قرأت على ابن كثير؟ قال: نعم ختمت على ابن كثير بعدما ختمت على مجاهد، وكان ابن كثير أعلم بالعربية من مجاهد.

وقال ابن مجاهد: ولم يزل عبد الله - أي ابن كثير - هو الإمام المجتمع عليه في القراءة بمكة حتى مات.

وَفَاتُهُ


عاش الإمام ابن كثير 75 سنة وتوفي في مكة سنة 120 هـ ، 738 م.
قال سفيان بن عيينة: حضرت جنازة ابن كثير الداري سنة عشرين ومائة.

من مراجع البحث


العبر في خبر من غبر............................... الذهبي
الوافي بالوفيات.................................... الصفدي
وفيات الأعيان.................................... ابن خلّكان
غاية النهاية في طبقات القرّاء....................... ابن الجزري


من اشتهر بالرواية عن الإمام ابن كثير


- البـزى. 2- قنبــل.

1- البَزى


هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة، فهو منسوب إلى جده الأعلى أبي بزة، واسم أبي بَزة بشار، فارس من أهل همذان ، أسلم على يد السائب بن أبي السائب المخزومي . والبزة الشدة ، وكنية البزي أبو الحسن .

ولد سنة سبعين ومائة بمكة ، وهو أكبر من روى قراءة ابن كثير . رواها عن عكرمة بن سليمان عن إسماعيل بن عبد الله القسط ، وعن شبل بن عباد عن ابن كثير ، ولم ينفرد البزى برواية قراءة ابن كثير بل رواها معه جمع يستحيل تواطؤهم على الكذب ، لكنه كان أشهر الرواة وأميزهم وأعدلهم . وهو أستاذ محقق ضابط متقن للقراءة ثقة ، انتهت إليه مشيخة الإقراء بمكة ، وكان مؤذن المسجد الحرام وإمامه أربعين سنة، وقرأ عليه كثيرون منهم الحسن بن الحباب ، وأبو ربيعة ، وأحمد بن فَرْح ، ومحمد بن هارون ، ومحمد بن عبد الرحمن الشهير بقنبل، وهو الراوي الثاني لقراءة ابن كثير ، وستأتي ترجمته قريباً.
توفي البزى بمكة سنة خمس ومائتين عن ثمانين سنة رحمه الله .

2- قنبل


هو محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن محمد بن سعيد المخزومي المكي، وكنيته أبو عمرو ، ولقبه قنبل، واختلف في سبب تلقبه بهذا اللقب، فقيل لأنه من بيت بمكة يقال لهم القنابلة ، وقيل لاستعماله دواءاً يقال له قُنْبيل معروف عند الصيادلة لداء كان به، فلما أكثر منه عرف به وحذفت الياء تخفيفاً.

ولد بمكة سنة خمس وتسعين ومائة ، وأخذ القراءة عرضاً عن أحمد بن محمد بن عون النبّال المعروف بالقواس ، وأحمد البزى المتقدم ذكره ، وقرأ القواس على أبي الإخريط وهب بن واضح ، وقرأ أبو الإخريط على إسماعيل بن عبد الله القسط ومعروف بن مشكان عن ابن كثير.

وروى القراءة عنه عرضاً أناس كثيرون ، منهم أبو ربيعة محمد بن إسحاق وهو من أجلِّ أصحابه ، ومحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن الصباح ، وأحمد بن موسى بن مجاهد مؤلف كتاب " السبعة " ومحمد بن شنبوذ وعبد الله بن جبير وهو من أقرانه .

قيل إنه لما طعن في السن قطع الإقراء قبل موته بسبع سنين، وقيل بعشر سنين، وتوفى سنة إحدى وتسعين ومائتين عن ست وتسعين سنة بمكة رحمه الله . [النشر(1/120)،والأعلام(7/62)]..

منهــج ابـن كثيــر فــي القـــراءة


1. يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال والتوبة فكقالون .

2. يضم ميم الجمع ويصلها بواو إن كان بعدها متحرك بلا خلف عنه.

3. يصل هاء الضمير بواو إن كانت مضمومة وقبلها حرف ساكن وبعدها حرف متحرك نحو {منه آيات} ويصلها بياء إن كانت مكسورة وقبلها ساكن وبعدها متحرك نحو {فيه هدى} .

4. يقرأ بقصر المنفصل وتوسط المتصل قولاً واحداً.

5. يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين من كلمة من غير إدخال ألف بينهما .

6. يختلف راوياه في الهمزتين من كلمتين إذا كانتا متفقتي الحركة فالبزى يقرأ كقالون، أعني بإسقاط الأولى إن كانتا مفتوحتين، وبتسهيلها إن كانتا مكسورتين أو مضمومتين، وقنبل يقرأ بتسهيل الثانية وإبدالها حرف مد كـ [ورش] أما مختلفتا الحركة فابن كثير من روايتيه يغير الثانية منهما كما يغيرها قالون وورش.

7. يفتح ياءات الإضافة إذا كان بعدها همزة قطع مفتوحة أو همزة وصل مقرونة بلام التعريف أو مجردة منها على تفصيل يعلم من المؤلفات.

8. يثبت بعض الياءات الزائدة وصلاً ووقفاً، وقد تكفل علماء القراءات ببيانها، وينبغي أن يعلم أن الخلاف بين راويي ابن كثير [ البزى وقنبل ] إنما هو في كلمات قليلة مبينة في كتب القراءات منثورها ومنظومها.

9. يقف على التاءات المرسومة في المصاحف تاء ـ الهاء نحو {رحمت الله وبركاته} ، { وجنت نعيم}.








يـــــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــع





***@( علوم القرآن )@**** Amiraaa4aba2f18e




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Lady of the Sky
عضـــــو عبقــــــري عضـــــو عبقــــــري
Lady of the Sky


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 08/02/2010
المساهمات : 1381
عدد النقاط : 3697
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary28
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Collec10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Painti10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Female31
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** E0449b11
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** 7710

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالثلاثاء 06 يوليو 2010, 8:34 pm






الإمام نافع المدني ترجمته – أشهر رواته – منهجه في القراءة





اسمه ونسبه


هو أبو رويم نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، مولى جَعْوَنة بن شَعُوب الشِجْعي، المقرئ المدني أحد القراء السبعة.

مولده


ولد في حدود سنة 70 من الهجرة، 690 م في أصبهان، قال الأصمعي، قال لي نافع: أصلي من أصبهان. وقد أشار الإمام الشاطبي رحمه الله إلى أن الإمام نافع كان يسكن المدينة المنورة في قوله في مقدمة متن الشاطبية:
فَأَمّا الكَرِيمُ السِّرِّ فِي الطِّيبِ نَافِعٌ فَذَاكَ الذّي اختَارَ المَدِينَةَ مَنْزِلًا

شخصيته و أخلاقه


قال قالون كان نافع من أطهر الناس خلقاً ومن أحسن الناس قراءة وكان زاهداً جواداً صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة...

وذكر الإمام الجزري عن الشيباني قال: قال رجل ممن قرأ على نافع أن نافعاً كان إذا تكلم يشمّ من فِيهِ رائحة المسك فقلت له يا أبا عبد الله أو يا أبا رويم تتطيب كلما قعدت تقرئ الناس قال ما أمس طيباً ولا أقرب طيباً ولكني رأيت فيما يرى النائم النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يقرأ في فيّ فمن ذلك الوقت أشمّ من فيّ هذه الرائحة، وهذا ما أشار إليه الإمام الشاطبي في البيت المذكور آنفًا،

وقال المسيبي قيل لنافع ما أصبح وجهك وأحسن خلقك قال فكيف لا أكون كذلك وقد صافحني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعليه قرأت القرآن يعني في النوم،

شيوخه


كان رحمه الله متتبعا آثار شيوخ بلده الماضين، أخذ القراءة عن سبعين من التابعين منهم:

عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبي هريرة وابن عباس

أبو جعفر يزيد بن القعقاع عن ابن عباس وأبي هريرة، وعن هشام بن أبي ربيعة عن أبي بن كعب.

وشيبة بن نصاح مولى أم سلمة زوج النبي –صلى الله عليه وسلم-

يزيد بن رومان عن عبد الله بن عياش عرضا .

ومسلم بن جندب عن عبد الله بن عباس سماعا

ومنهم صالح بن خوات والأصبغ بن عبد العزيز النحوي وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق والزهري، قال أبو قرة موسى بن طارق سمعته يقول قرأت على سبعين من التابعين قلت - أي الإمام الجزري -: وقد تواتر عندنا عنه أنه قرأ على الخمسة الأول...

تلاميذه


ظل الإمام نافع - رحمه الله - إمامًا للقراءة مدة طويلة، فكان تلاميذه الذين تلقوا عنه القراءة من الكثرة بمكان.

فممن روى القراءة عنه عرضاً وسماعاً من أهل المدينة:
عيسى بن مينا قالون وهو الراوي المشهور صاحب الرواية المعروفة، وإسماعيل بن جعفر وعيسى بن وردان وسليمان بن مسلم بن جماز ومالك بن أنس وهم من أقرانه، وإسحاق بن محمد وأبو بكر وإسماعيل ابنا أبي أويس ويعقوب بن جعفر أخو إسماعيل وعبد الرحمن ابن أبي الزناد وغيرهم...

وممن روى عنه من أهل مصر:
عثمان بن سعيد ورش وهو صاحب الرواية المشهورة - رواية ورش عن نافع - وموسى ابن طارق أبو قرة اليماني عبد الملك بن قريب الأصمعي وخالد بن مخلد القطواني وأبو عمرو بن العلاء وأبو الربيع الزهراني روى عنه حرفين وخارجة بن مصعب الخراساني وخلف بن نزار الأسلمي الليث بن سعد وأشهب بن عبد العزيز وحميد بن سلامة وغيرهم...

وممن روى عنه من أهل الشام:
عتبة بن حماد الشامي وأبو مسهر الدمشقي والوليد بن مسلم روى عنه حرفاً واحداً وأرجلكم بالرفع وقيل جميع القرآن وعراك بن خالد وخويلد بن معدان...
كما روى عنه الكثير غير من ذُكر...

وقد أشار الإمام الشاطبي - رحمه الله - إلى قالون وورش اللذين رويا عن نافع في قوله بعد ان ذكر نافعًا:
وَقَالُونُ عِيسى ثُمَّ عُثْمَانَ وَرْشُهُم بِصُحْبَتِهِ الْمَجْدَ الرَّفِيعَ تَأَثّلَا

نافع بين العلماء


قال الأعشى: كان نافع يسهل القرآن لمن قرأ عليه إلا أن يقول له إنسان أريد قراءتك.

وقال الأصمعي: قال لي نافع تركت من قراءة أبي جعفر سبعين حرفاً.

وقال مالك لما سُئِل عن البسملة: سلوا عن كل علم أهله ونافع إمام الناس في القراءة.

وقال يحيى بن معين: ثقة.

وقال النسائي: لا بأس به.

وقال أبو حاتم: صدوق.

وقال فيه ابن مجاهد: كان عالما بوجوه القراءات متبعًا لآثار الأئمة الماضين ببلده.

وقال أحمد: كانت تؤخذ عنه القراءة وليس بشئ في الحديث.

وقال الذهبي: وثقه غير واحد، وليس له رواية في الكتب الستة.

وقال عنه الإمام ابن كثير: انتهت إليه رئاسة القراءة في المدينة، أقرأ الناس دهرا طويلًا، وكان أسود اللون حالكا صبيح الوجه حسن الخلق.

وقال عنه ابن خلّكان: كان إمام أهل المدينة والذي صاروا إلى قراءته ورجعوا إلى اختياره، وهو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة، رضوان الله عليهم، وكان محتسباً فيه دعابة.

الوفاة


كانت وفاته سنة 169 هـ ، 785 م، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن المسلمين خير.

عن محمد بن إسحاق قال: لما حضرت نافعاً الوفاة قال له أبناؤه: أوصنا قال: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين،


من اشتهر بالرواية عن الإمام نافع


1- قـالـون 2- ورش

1- قالون


هو عيسى بن مينا بن وردان بن عبد الصمد بن عمر بن عبد الله الزرقى مولى بنى زهرة، ويكنى " أبا موسى " ويلقب بقالون، وهو قارئ المدينة ونحويها . يقال إنه ربيب نافع ـ ابن زوجته ـ وقد لازم نافعاً كثيراً، وهو الذي لقبه بقالون، لجودة قراءته، فإن قالون بلغة الرومية جيد، وكان جد جده عبد الله من سبى الروم في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، فقدم به من أسره إلى عمر بالمدينة، وباعه فاشتراه بعض الأنصار، فهو مولى محمد بن فيروز من الأنصار.

ولد قالون سنة عشرين ومائة في أيام هشام بن عبد الملك، وقرأ على نافع سنة خمسين ومائة في أيام المنصور . قال : قرأت على نافع قراءته غير مرة ، قيل له : كم قرأت على نافع ؟ قال مالا أحصيه كثرة إلا أني جالسته بعد الفراغ عشرين سنة وقال : قال لي نافع : كم تقرأ علىَّ، اجلس إلى اصطوانة حتى أرسل لك من يقرأ عليك .

وروى القراءة عنه أناس كثيرون، سردهم واحداً واحداً الإمام ابن الجزرى في طبقات القراء .

قال أبو محمد البغدادي : كان قالون أصم شديد الصمم لا يسمع البوق .

فإذا قرئ عليه القرآن سمعه ، وكان يقرئ القراء ، ويفهم خطأهم ولحنهم بالشقة ويردهم إلى الصواب .

توفي سنة عشرين ومائتين في عهد الخليفة المأمون [النجوم الزاهرة (2/235) الأعلام للزركلى (5/297) وترتيب هؤلاء الأئمة على هذا النسق إنما هو اتباع لبعض علماء القراءات كالإمام الشاطبي ، ولعل وهذا الترتيب كان على حسب البلاد التي كانوا فيها فبدؤا بنافع لأنه كان قارئ المدينة وهي العاصمة ، ثم مكة وهكذا].

2- ورش


هـو عثمان بن سعيد بن عبد الله بن عمرو بن سليمان بن إبراهيم ، مولى لآل الزبير بن العوام ، وكنيته أبو سعيد، ولقبه ورش.

ولد سنة عشر ومائة بقفط، بلد من بلاد صعيد مصر ، وأصله من القيروان ، ورحل إلى الإمام نافع بالمدينة ، فعرض عليه القرآن عدة ختمات سنة خمس وخمسين ومائة ، وكان أشقر ، أزرق العينين أبيض اللون قصيراً وكان إلى السمن أقرب منه إلى النحافة .

قيل إن نافعاً لقبه بالورشان (بفتح الواو والراء طائر يشبه الحمامة) لخفة حركته وكان على قصره يلبس ثيابا قصارا ، فإذا مشى بدت رجلاه .

وكان يقول هات يا ورشان ، اقرأ يا ورشان ، أين الورشان ؟ ثم خفف فقيل ورش ، وقيل إن الورش شيء يصنع من اللبن ، لقب به لبياضه.

وهذا اللقب لزمه حتى صار لا يعرف إلا به ، ولم يكن شيء أحب إليه منه . فيقول : أستاذي سماني به .

انتهت إليه رياسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه، لا ينازعه فيها منازع مع براعته في العربية ، ومعرفته بالتجويد ، وكان حسن الصوت جيد القراءة ، لا يمله سامعه.

يقال أنه قرأ على نافع أربع ختمات في شهر ثم رجع إلى بلده ، وله اختيار خالف فيه شيخه نافعاً .

وتوفي ورش بمصر في أيام المأمون سنة سبع وتسعين ومائة عن سبع وثمانين سنة [غاية النهاية (1/502) الأعلام (4/366)].

منهــج نـافــع فـي القــراءة


قراءته متواترة في جميع الطبقات. ولا يقال: إنها أحادية بالنسبة للصحابة؛ لأنه ليس معنى نسبة القراءة إلى شخص معين أن هذا الشخص لا يعرف غير هذه القراءة، ولا أن هذه القراءة لم ترو عن غيره، بل المراد من إسناد القراءة إلى شخص ما أنه كان أضبط الناس لها، وأكثرهم قراءة وإقراء بها، وهذا لا يمنع أنه يعرف غيرها، وأنها رويت عن غيره.

فقراءة نافع رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير من الصحابة ـ وإن أسندت لبعض الأفراد منهم لما تقدم ـ ورواها عن الصحابة كثير من التابعين، ثم روتها أممٌ إلى أن وصلت إلينا، وهذا التقرير يقال في جميع قراءات الأئمة العشرة.... هـ

ولنافع في القراءة اختياران ، أو منهجان ، أقرأ قالون بأحدهما وورشاً بالآخر.

منهــج قــالــون


1. إثبات البسملة بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة فله ثلاثة أوجه ، ( القطع، السكت، الوصل ) . والثلاثة من غير بسملة .

2. ضم ميم الجمع مع صلتها بواو إن كان بعدها حرف متحرك سواء كان همزة أم غيرها نحو { وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ }[يس:10] وله القراءة بسكون الميم أيضاً فله في هذه الميم وجهان الصلة والسكون.

3. قصر المد المنفصل وتوسطه نحو { يا أيها ، وفي أنفسكم ، وقوا أنفسكم } ، ومقدار القصر حركتان والتوسط أربع حركات .

4. تسهيل الهمزة الثانية من الهمزتين المجتمعتين في كلمة مع إدخال ألف بينهما بمقدار حركتين ـ سواء كانت الهمزة الثانية مفتوحة نحو { ءأنتم} ، أم مكسورة نحو { أئنكم}. أم مضمونة نحو { أؤنبئكم}.

5. إسقاط الهمزة الأولى من الهمزتين المجتمعتين في كلمتين بأن تكون الهمزة الأولى آخر الكلمة الأولى والهمزة الثانية أول الكلمة الثانية، وهذا إذا كانت الهمزتان متفقتي الحركة مفتوحتين نحو { ثم إذا شاء أنشره } فإذا كانتا متفقتي الحركة مكسورتين نحو { هؤلاء إن كنت } أم مضمومتين وذلك في قوله تعالى : { وليس له من دونه أولياء أولئك } فإنه يسهل الهمزة الأولى وليس له في الهمزة الثانية في الأحوال الثلاث إلا التحقيق .

أما إذا كانت الهمزتان مختلفتي الحركة فإنه يسهل الثانية منهما بين إذا كانت مكسورة والأولى مفتوحة نحو { وجاء إخوة يوسف} . أو كانت مضمومة والأولى مفتوحة وذلك في { كلما جاء أمة رسولها } ويبدلها ياء خالصة إذا كانت مفتوحة والأولى مكسورة نحو { من السماء آية } ويبدلها واوا خالصة إذا كانت مفتوحة والأولى مضمومة نحو { لو نشاء أصبناهم} ويسهلها بين أو يبدلها واواً إذا كانت مكسورة والأولى مضمومة نحو { يهدي من يشاء } وليس له في الأولى من المختلفتين في الأنواع المذكورة إلا التحقيق.

6. إدغام الذال في التاء في إتخذتم ، لاخذت ، أخذت ونحو ذلك .

7. تقليل ألف لفظ التوراة بخلف عنه في جميع القرآن الكريم. إمالة ألف لفظ "هار" في { شَفَا جُرُفٍ هَار }[التوبة:109] ولا إماله له إلا في هذه الكلمة .

8. فتح ياء الإضافة إذا كان بعدها همزة مفتوحة نحو { إني أعلم } ، أو مكسورة نحو { فتقبل منى إنك } ، أو مضمومة نحو { إني أريد} ، أو كان بعدها أداة التعريف نحو { لا ينال عهدى الظالمين } على تفصيل في ذلك يعلم من كتب الفن .

9. إثبات بعض الياءات الزائدة ـ في الوصل نحو { يوم يأت } في هود ، { ذلك ما كنا نبغ < كتب مثبت الياءات هذه وحصر الكهف>}

منهــج ورش فـي القـراءة



1. له بين كل سورتين ثلاثة أوجه ، (البسملة ، والسكت ، الوصل والوجهان بلا بسملة) وله بين الأنفال وبراءة ما لقالون..

2. له في المدين المتصل والمنفصل الإشباع بقدر ست حركات ، وله في مد البدل نحو { آمنوا، إِيماناً، أوتوا} ثلاثة أوجه : القصر بمقدار حركتين، والتوسط بمقدار أربع حركات، والمد بمقدار ست حركات ، وله في حرف اللين الواقع قبل الهمزة نحو ( شيئاً ) ، التوسط والمد ، وليس في القراءة من يقرأ بالتوسط والمد في البدل واللين غيره .

3. يقرأ الهمزتين المجتمعتين في كلمة بتسهيل الثانية منهما بين من غير إدخال وبإبدالها حرف مد ألفاً إذا كانت مفتوحة . أما إذا كانت مكسورة أو مضمومة فليس له فيها إلا التسهيل.

4. يسهل الهمزة الثانية من الهمزتين المجتمعتين في كلمتين، المتفقتين في الحركة، وله إبدالها حرف مد، أما الهمزتان المجتمعتان في كلمتين المختلفتان في الحركة فيقرأ الثانية منهما كقالون .

5. يبدل الهمزة الساكنة حرف مد إذا كانت فاء للكلمة نحو { يؤمن } إلا ما استثني، ويبدل الهمزة المفتوحة بعد ضم واواً إذا كانت فاء للكلمة نحو { مؤجلاً}.

6. يضم ميم الجمع ويصلها بواو إذا كان بعدها همزة قطع نحو { ومنهم أميون}.

7. يدغم دال قد في الضاد نحو { فقد ضل}، وفي الظاء نحو { فقد ظلم} ، ويدغم تاء التأنيث في الظاء نحو { كانت ظالمة } ، ويدغم الذال في التاء في { أخذتم} ونحوه.

8. يقرأ بتقليل الألفات من ذوات الياء بخلف عنه نحو { الهدى ـ الهوى} ويقللها قولا واحداً إذا وقعت بعد راء نحو { اشترى، النصارى} ، ويقلل الألفات الواقعة قبل راء مكسورة متطرفة نحو { الأبرار، الأشرار، أبصارهم ديارهم}.

9. يرفق الراء المفتوحة نحواً { خيراً } ، والمضمومة نحو { خير} بشروط دونها العلماء في الكتب.

10. يغلظ اللامات المفتوحة إذا وقعت بعد الصاد المفتوحة نحو { الصلاة } ، أو الساكنة نحو { يصلي} ، أو وقعت بعد الطاء المفتوحة نحو { وبَطَلَ } ، أو الساكنة نحو { مَطْلَعِ} . أو وقعت بعد الظاء المفتوحة نحو { ظلم} ، أو الساكنة نحو { ولا يظلمون} . وليس من القراء من يرقق الراءات ويغلظ اللامات غيره .

11. يشترك مع قالون في ياءات الإضافة فيفتح ما يفتحه قالون منها، ويسكن ما يسكنه منها، وهناك ياءات يفترقان فيها قد بينها العلماء في المصنفات.




3. الفرق بين القراءات والأحرف السبعة



اختلف أهل العلم فى هذه المسألة على النحو التالي:

قال أبو جعفر:

فأما ما كان من اختلاف القراءة، في رفع حرف وجرّه ونصبه، وتسكين حرف وتحريكه ونقل حرف الى آخر، مع اتفاق الصورة، فمن معنى قول النبي صلى اللّه عليه وسلم: (اُمِرْتُ أنْ أقْرَأ القُرآنَ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ بِمَعْزِلٍ) لأنه معلوم أنه لاحرف من حروف القرآن، مما اختلفت القراءة في قراءته بهذا المعنى، يوجب المراء به كفر الممارى به في قول أحد من علماء الأمة.

وقال الدكتور محمد الحبش فى كتاب القراءات المتواترة

في: الباب الأول: علم القراءات. الفصل الأول: معنى القراءات وغاياتها. المبحث السادس: القراءات والأحرف السبعة.

يقترن اسم القراءات بالأحرف السبعة، ويتبادر إلى الأذهان أن القراءات هي الأحرف، وبخاصة بعد أن اشتهرت القراءات السبع في الأمصار وأصبح الناس يتحدثون عن قراءات سبع وأحرف سبعة.

والأحرف السبعة هي التي جاء الحديث الصحيح بالإشارة إليها في قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا منه ما تيسر".

ويميل جمهور العلماء إلى أن المصاحف العثمانية اشتملت على ما يحتمله رسمها من الأحرف السبعة.



واختار القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني هذا الرأي وقال: الصحيح أن هذه الأحرف السبعة ظهرت واستفاضت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضبطها عنه الأئمة، وأثبتها عثمان والصحابة في المصحف وأخبروا بصحتها، وإنما حذفوا منها ما لم يثبت متواتراً

وعبارة "الأحرف" وهي جمع حرف ـ الوارد في الحديث تقع على معانٍ مختلفة، فقد تكون بمعنى القراءة كقول ابن الجزري: "كانت الشام تقرأ بحرف ابن عامر"وقد تفيد المعنى والجهة كما يقول أبو جعفر محمد بن سعدان النحوي.

وحكي عن الخليل بن أحمد الفراهيدي شيخ العربية أن القراءات هي الأحرف، ولن تجد كتاباً تعرض لهذه المسألة إلا أشار لهذا القول بالتوهين والتضعيف.

وأحب هنا أن أوضح رأي العلامة الجليل الخليل بن أحمد الفراهيدي ، فهو بلا ريـب إمـام العـربيـة وحجـة النحـاة، ولاشـك أن انفـراده بالـرأي هنـا لـم ينتـج من قلة إحاطة أو تدبر، ومثله لا يقول الرأي بلا استبصار، وانفراد مثله برأي لا يلزم منه وصف الرأي بالشذوذ أو الوهن!

وغير غائب عن البال أن الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي توفي عام 170 هـ لم يدرك عصر تسبيع القراءات، حيث لم تشتهر عبارة القراءات السبع إلا أيام ابن مجاهد، وهو الذي توفي عام 324 هـ.

ولم يكن الخليل بن أحمد يعني بالطبع هذه القراءات السبع التي تظاهر العلماء على اعتمادها وإقرارها بدءاً من القرن الرابع الهجري، ولكنه كان يريد أن ثمة سبع قراءات قرأ بها النبي - صلى الله عليه وسلم - وتلقاها عنه أصحابه، ومن بعدهم أئمة السلف، وهي تنتمي إلى أمهات قواعدية لم يتيسر من يجمعها بعد ـ أي في زمن الخليل ـ وأنها لدى جمعها وضبطها ترتد إلى سبعة مناهج، وفق حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف".

وهذا الفهم لرأي الخليل هو اللائق بمكانته ومنزلته العلمية، وهو المتصور في ثقافته ومعارفه زماناً ومكاناً، وبه تدرك أنه لم يكن يجهل أن عصر الأئمة متأخر عن عصر التنزيل وهو أمر لا يجهله أحد.

وكذلك أشير هنا إلى رأي شيخ المفسرين الإمام الطبري(31) الذي كان يرى أن الأحرف السبعة منهج في الإقراء أذن به النبي - صلى الله عليه وسلم - زمناً ثم نسخه قبل أن يلقاه الأجل، وهكذا فقد مات النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس بين الناس إلا حرف واحد، وأن هذه القراءات المتواترة اليوم مهما بلغت كثرة إنما تدور ضمن هذا الحرف الواحد الذي أذن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإقراء والرواية به(32).

ومن أدلته على نسخ الأحرف السبعة أنها لو كانت قرآناً باقياً لم تكن لتخفى عن الأمة بعد أن تعهد الله سبحانه بحفظ كتابه العظيم في قوله: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، وكذلك حصول الاختلاف في فهمها، وتحديد المراد بها، وقد قال الله سبحانه: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}.

ومن أدلته على ذلك أن المروي عن السلف في الأحرف السبعة لا يتفق والرسم القرآني، فلم يكن ثمة مندوحة من القول بنسخ ذلك، وقد نقل مكي بن طالب القيسي في الإبانة رأي الطبري فقال: "يذهب الطبري إلى أن الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن إنما هي تبديل كلمة في موضع كلمة، يختلف الخط بهما، ونقص كلمة، وزيادة أخرى، فمنع خط المصحف المجمع عليه مـما زاد على حرف واحد لأن الاختلاف [عنده] لا يقع إلا بتغيير الخط في رأي العين.

فالقراءات التي في أيدي الناس اليوم كلها عنده حرف واحد من الأحرف السبعة التي نص عليها النبي - صلى الله عليه وسلم -، والستة الأحرف الباقية قد سقطت، وبطل العمل بها بالإجماع على خط المصحف المكتوب على حرف واحد".

وقد لخص الطبري مذهبه بقوله: "فلا قراءة اليوم للمسلمين إلا بالحرف الواحد الذي اختاره لهم إمامهم الشفيق الناصح دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية"(34).

والخلاصة أن اختيار الطبري متجه إلى أن الأحرف السبعة رفعت من القرآن الكريم، وأنها كانت إذناً من الله عز وجل يتضمن التخفيف عن الأمة حتى إذا هدمت حواجز كثيرة كانت تحول بين قبائل العرب، ردهم الله عز وجل إلى حرف واحد، ولكنه أذن أن يقرأ هذا الحرف بلهجات مختلفة هي القراءات التي ثبتت إلى المعصوم - صلى الله عليه وسلم - تواتراً وأداءً.

وبعد تفصيل رأي الفراهيدي واختيار الطبري أضع بين يديك اختيار الجمهور فقد رأى جمهور المفسرين أن الأحرف السبعة باقية في التنزيل وقد استوعبتها المصاحف العثمانية، وما هي إلا تحديد لوجهة الاختلاف في أداء الكلمة القرآنية، وفق ما أذن به النبي - صلى الله عليه وسلم .





























4. القراء الثلاثة : المكملين للقراء العشرة

[/color]



الإمام خلف بن هشام (150 هـ 767 م = 229 هـ 844 م)




اسْمُهُ وَنَسَبُهُ


هو الإمام العلم أبو محمد خلف بن هشام بن ثعلب بن خلف الأسدي ويقال خلف بن هشام ابن طالب بن غراب البزار بالراء البغدادي، أصله من فم الصِلح بكسر الصاد - على بعد سبعة فراسخ من مدينة واسط العراقية - وهو أحد القراء العشرة وأحد الرواة عن سليم عن حمزة....

مَوْلِدُهُ


150 هـ، 767 م

البَلَدُ التي وُلِدَ فِيهَا


ولد في فم الصِلح - بكسر الصاد - على بعد سبعة فراسخ من مدينة واسط العراقية.

أَهَمُّ مَلَامِح شَخْصِيتِهِ وَأَخْلَاقِهِ


حرصه على العلم منذ صغره وبراعته في القراءة:

قال عنه الإمام ابن الجزري: حفظ القرآن وهو ابن عشر سنين وابتدأ في الطلب وهو ابن ثلاث عشرة وكان ثقة كبيراً زاهداً عابداً عالما، روينا عنه أنه قال أشكل عليَّ باب من النحو فأنفقت ثمانين ألف درهم حتى حفظته أو قال عرفته وروينا عنه أيضاً أنه كان يكره أن يقال له البزار ويقال ادعوني المقري...

وقال الإمام خلف: أتيت سليم بن عيسى لأقرأ عليه، وكان بين يديه قوم وأظنهم سبقوني، فلما جلست قال: بلغني أنك تريد الترفع في القراءة فلست آخذ عليك شيئاً، قال: فكنت أحضر المجلس أسمع ولا يأخذ علي شيئاً، فبكرت يوماً في الغلس، وخرج فقال: من ها هنا يتقدم ويقرأ، فتقدمت واستفتحت بسورة يوسف وهي من أشد القرآن إعراباً، فقال لي: من أنت فما سمعت أقرأ منك فقلت: خلف، فقال لي: فعلتها ما يحل لي أن أمنعك، فكنت أقرأ عليه حتى بلغت يوماً "حم المؤمن" - سورة غافر - فلما بلغت إلى قوله تعالى: (ويستغفرون للذين آمنوا). بكى بكاءً شديداً ثم قال لي: يا خلف ألا ترى ما أعظم حق المؤمن تراه نائماً على فراشه والملائكة يستغفرون له.

شُيُوخُهُ


له اختيار أقرأ به وخالف فيه حمزة، قرأ على سليم عن حمزة وسمع مالكًا وأبا عوانة وحمّاد بن زيد وأبا شهاب عبد ربه الحناط وأبا الأحوص وشريكًا وحماد بن يحيى الأربح وطائفة، وقرأ أيضًا على أبي يوسف الأعمش لعاصم وأخذ حرف نافع عن إسحاق المسيبي وقراءة أبي بكر عن يحيى بن آدم قرأ عليه أحمد بن يزيد الحلواني وأحمد بن إبراهيم وراقة ومحمد بن يحيى الكسائي الصغير وإدريس بن عبد الكريم الحداد ومحمد بن الجهم وسلمة بن عاصم وخلق سواهم وحدث عنه مسلم في صحيحة وأبو داود في سننه وأحمد بن حنبل وأبو زرعة الرازي وأحمد بن أبي خيثمة ومحمد بن إبراهيم بن أبان السراج وأبو يعلى الموصلي وأبو القاسم البغوي وعدد كثير...

تَلَامِيذُهُ


وروى القراءة عنه عرضاً وسماعاً أحمد بن إبراهيم وراقه وأخوه إسحاق بن إبراهيم وإبراهيم بن علي القصار وأحمد بن يزيد الحلواني وإدريس بن عبد الكريم الحداد وأحمد بن زهير وأحمد بن محمد البراثي وسلمة بن عاصم وعبد الله بن عاصم شيخ الغضايري وعلي بن الحسين بن سليم ومحمد بن إسحاق شيخ ابن شنبوذ ومحمد بن الجهم ومحمد بن مخلد الأنصاري ومحمد بن عيسى و الفضل بن أحمد الزبيدي وعلي بن محمد بن نازك وإبراهيم بن إسحاق ومحمد بن إبراهيم ومحمد بن سعيد ابن عطاء وموسى بن عيسى وأبو الوليد عبد الملك بن القاسم وعمر بن فايد فيما ذكره الهذلي، قال ابن أشتة كان خلف يأخذ بمذهب حمزة إلا أنه خالفه في مائة وعشرين حرفاً قلت - أي ابن الجزري - : يعني في اختياره...

وأشهر تلاميذ الإمام خلف

إسحاق وإدريس
1 - إسحاق بن إبراهيم بن عثمان بن عبد الله بن المروزي ثم البغدادي الوراق وكنيته أبو يعقوب وهو راوى خلف في إختياره. قرأ على خلف اختياره ، وقام به بعده.
وتوفي 280 هـ، 893 م

2 - إدريس
هو إدريس بن عبد الكريم الحداد البغدادي وكنيته أبو الحسن.
قرأ على خلف البزار روايته واختياره ، وعلى محمد بن حبيب الشموني وهو إمام متقن ، سئل عنه الدارقطنى فقال : هو ثقة وفوق الثقة بدرجة، وتوفي 292 هـ، 905 م

مَنْهَجُهُ فِي القِرَاءَةِ


يقول الشيخ عبد الفتاح القاضي عن منهج الإمام خلف بن هشام في القراءة:
1 - يصل آخر السورة بأول التالية من غير بسملة كحمزة.

2 - يقرأ بتوسط المدين المتصل والمنفصل

3 - يقرأ بنقل حركة الهمزة إلى السين قبلها مع حذف الهمزة في لفظ فعل الأمر من السؤال حيث وقع وكيف ورد إذا كان قبل السين واو نحو ﴿ وسألوا الله من فضله ﴾ أو فاء نحو ﴿ فاسألوا أهل الذكر ﴾.
وعلى جملة قراءته لا تخرج عن قراءة حمزة الكسائي في جميع القرآن إلا في قوله تعالى : ﴿وحرام على قرية ﴾ في الأنبياء فإنه قرأ وحرام كحفص. أ. هـ

قال ابن الجزري في متن الدرّة مشيرًا إلى أن القرّاء الثلاثة يتبع كل منهم واحدًا من القرّاء السبعة:
أبو جعفر عنه ابن وردان ناقـل كذاك ابن جماز سـليمان ذو العلا
ويعقوب قل عنه رويس وروحهم وإسحاق مع إدريس عن خلف تلا
لثان أبـو عمرو والاول نافـع وثالثـهم مـع أصلـه قد تأصـلا

ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيهِ


وثّقة ابن معين والنسائي وقال الدارقطني: كان عابدا فاضلا وقال الحسين بن فهم: ما رأيت أنبل من خلف بن هشام كان يبدأ بأهل القرآن ثم يأذن للمحدثين وكان يقرأ علينا من حديث أبي عوانة خمسين حديثا وورد أن خلفا كان يصوم الدهر...

وقال عنه الزركلي صاحب الأعلام: كان عالما عابدا ثقة.

وَفَاتُهُ


عاش الإمام خلف بن هشام 79 سنة وتوفي سنة 229 هـ، 844 م، قال يحيى الفحام: رأيت خلف بن هشام في المنام فقلت: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي.




يعقوب الحضرمي








اسْمُهُ وَنَسَبُهُ


هو الإمام عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة أبو عمران على الأصح وقيل أبو عامر وقيل أبو نعيم...

مَوْلِدُهُ


8 هـ، 629 م

البَلَدُ التي وُلِدَ فِيهَا


قال خالد بن يزيد: سمعت عبد الله بن عامر اليحصبي يقول: ولدت سنة ثمان من الهجرة في البلقا بضيعة يقال لها رحاب وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي سنتان وذلك قبل فتح دمشق وانقطعت إلى دمشق بعد فتحها ولي تسع سنين.

وقد أشار الإمام الشاطبي في مقدمة الشاطبية إلى أن عبد الله بن عامر قد سكن الشام وقد طابت به فقال:
وَأَمَّا دِمَشْقُ الشَّامِ دَارُ ابْنُ عَامِرٍ فَتْلِكَ بِعَبْدِ اللهِ طَابَتْ مُحَلَّلاَ

وصفه الناظم بأن دمشق طابت به محللًا أي طاب الحلول فيها من أجله أي قصدها طلاب العلم للرواية عنه والقراءة عليه.

شُيُوخُهُ


ثبت سماعه من جماعة من الصحابة منهم معاوية بن أبي سفيان والنعمان بن بشير وواثلة بن الأسقع وفضالة بن عبيد...

تَلَامِيذُهُ


روى القراءة عنه عرضاً يحيى بن عامر وربيعة بن يزيد وجعفر بن ربيعة وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر وسعيد بن عبد العزيز وخلاد بن يزيد بن صبيح المري ويزيد بن أبي مالك..

وأشهر تلاميذ الإمام ابن عامر هما:

هشام وذكوان وقد أشار الإمام الشاطبي إليهما بقوله: هِشَامٌ وَعَبْدُ اللهِ وَهْوَ انْتِسَابُهُ لِذَكْوَانَ بِالإِسْنَادِ عَنْهُ تَنَقَّلاَ

قال الشارح:

هذان راويات أخذت عنهما قراءة ابن عامر اشتهر بذلك وكل واحد منهما بينه وبين ابن عامر اثنان فهذا معنى قوله بالإسناد عنه تنقلا أي نقلا القراءة عنه بالإسناد شيئا بعد شيء فتنقل من باب تفهم وتبصر ، أما هشام فهو أبو الوليد هشام بن عمار بن نصير السلمي خطيب دمشق أحد المكثرين الثقات ، مات سنة خمس أو ست وأربعين ومائتين ، قرأ على أيوب بن تميم التميمي وعراك بن خالد المري ، وقرأ على يحيى بن الحارث الذماري ، وقرأ يحيى على بن عامر ، وأما ابن ذكوان فهو عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان القرشي الفهري ، قرأ على أيوب بن تميم أيضا وكان يصلي إماما بجامع دمشق سوى الجمعة ومات سنة اثنتين وأربعين ومائتين أي هشام وعبد الله تنقلا عن ابن عامر القراءة بالإسناد...

مَنْهَجُهُ فِي القِرَاءَةِ


يقول الشيخ عبد الفتاح القاضي عن منهج الإمام ابن عامر في القراءة:

1 - له ما بين كل سورتين ما لأبي عمرو.

2 - له التوسط في المدين المتصل والمنفصل.

3 - له الهمزة الثانية من الهمزتين الملتقيتين في كلمة (التسهيل والتحقيق) مع الإدخال إذا كانت مفتوحة ، وله التحقيق مع الإدخال إذا كانت مكسورة أو مضمومة . وهذا كله لهشام أما ذكوان فيقرأ كحفص.

4- يغير الهمزة المتطرفة عند الوقف على تفصيل في ذلك يعلم من محله وهذا لهشام وحده.

5 - يدغم من رواية هشام ذال إذ في بعض الحروف نحو (إذ تبرأ الذين أتُّبعُوا) ويدغم من الروايتين الدال في الثاء نحو (ومن يرد ثواب) ، والثاء في التاء (لبثت ولبثتم) ، حيث وقعا ، والذال في التاء في (أخذتم وأخذت واتخذتم كيف وقعت).

6 - ويميل من رواية هشام ألف إناه في (غير ناظرين إناه) في الأحزاب ، وألف (ومشارب) في يس ، وألف (عابدون وعابد) في الكافرون وألف آنية في (تسقى من عين آنية في الغاشية).

7 - يقرأ من رواية هشام لفظ (إبراهيم) في بعض المواضع بفتح الهاء وألف بعدها.

8 - يميل من رواية ابن ذكوان الألف في الألفاظ الآتية : (جاء شاء ، زاد حيث وقعت وكيف وردت ، حمارك ، المحراب ، إكراههن ، كمثل الحمار ، والأكرام ، عمران).

9 - يقرأ من رواية ابن ذكوان (وإن إلياس) في الصافات بوصل الهمزة.

ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيهِ


قال أبو علي الأهوازي: كان عبد الله بن عامر إماماً عالماً ثقة فيما أتاه حافظاً لما رواه متقنا لما وعاه عارفاً فهما قيما فيما جاء به صادقاً فيما نقله من أفاضل المسلمين وخيار التابعين وأجله الراوين لا يتهتم في دينه ولا يشك في يقينه ولا يرتاب في أمانته ولا يطعن عليه في روايته صحيح نقله فصيح قوله عاليا في قدره مصيباً في أمره مشهوراً في علمه مرجوعاً إلى فهمه ولم يتعد فيما ذهب إليه الأثر ولم يقل قولا يخالف فيه الخبر...

وَفَاتُهُ


عاش الإمام عبد الله بن عامر الدمشقي مائة وعشر سنوات وتوفي بدمشق سنة 118 هـ، 736 م رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.




أبو جعفر (35 هـ 655م = 130 هـ 748 م)






اسْمُهُ وَنَسَبُهُ


هو يزيد بن القعقاع الإمام أبو جعفر المخزومي المدني القارئ، أحد القرّاءة العشرة تابعي مشهور كبير القدر، ويقال اسمه جندب بن فيروز وقيل فيروز...

مَوْلِدُهُ


35 هـ ، 655 م

البَلَدُ التي وُلِدَ فِيهَا


المدينة

شُيُوخُهُ


روى عن مولاه وأبي هريرة وابن عمر وابن عباس وجابر وزيد بن أسلم وهو من أقرانه ودخل على أم سلمة وهو صغير فمسحت على رأسه.

تَلَامِيذُهُ


روى القراءة عنه نافع بن أبي نعيم وسليمان بن مسلم بن جماز وعيسى بن وردان وأبو عمرو وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وإسماعيل ويعقوب ابناه وميمونة بنته، وحدّث عنه الإمام مالك...

أشهر تلاميذ أبي جعفر:

أبو الحارث عيسى بن وردان المدني القارئ ( ت160هـ، 777 م ) وقد قرأ على أبي جعفر القارئ وشيبة بن نصاح، ثم عرض على نافع بن أبي نعيم. وروى عنه القراءة عرضاً إسماعيل بن جعفر المدني وغيره...

ابن جمّاز :

هو أبو الربيع سليمان بن مسلم بن جماز المدني ت 170هـن 786 م.

قال ابن الجزري في متن الدرّة: أبو جعفر عنه ابن وردان ناقل كذاك ابن جماز سليمان ذو العلا

ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيهِ


قال يحيى بن معين: كان إمام أهل المدينة في القراءة فسمي القارئ بذلك وكان ثقة قليل الحديث.

وقال ابن حاتم: سألت أبي عنه فقال صالح الحديث.

وقال يعقوب بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري: كان إمام الناس بالمدينة أبو جعفر.

وقال ابن مجاهد حدثوني عن الأصمعي عن أبي الزناد قال: لم يكن أحد اقرأ للسنة من أبي جعفر وكان يقدم في زمانه على عبد الرحمن ابن هرمز الأعرج.

وقال مالك: كان أبو جعفر رجلاً صالحاً يقرئ الناس بالمدينة.

وقال سبط الخياط: وروى ابن جماز عنه أنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً وهو صوم داود عليه السلام واستمر على ذلك مدة من الزمان فقال له بعض أصحابه في ذلك فقال إنما فعلت ذلك أروّض به نفسي لعبادة الله تعالى.

قال أبو عبد الرحمن النائي: يزيد بن القعقاع ثقة.

وقال محمد بن القاسم المالكي: أبو جعفر يزيد بن القعقاع مولى أم سلمة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

وَفَاتُهُ


قال سليمان بن مسلم: شهدت أبا جعفر وقد حضرته الوفاة جاءه أبو حازم الأعرج في مشيخة من جلسائه فأكبوا عليه يصرخون به فلم يجيبهم، فقال شيبه وكان ختنه على ابنة أبي جعفر: ألا أريكم عجباً قالوا بلى، فكشف عن صدره فإذا دوارة بيضاء مثل اللبن فقال أبو حازم وأصحابه: هذا والله نور القرآن.

عاش الإمام أبو جعفر رحمه الله ما يزيد على التسعين سنة وتوفي سنة 130 هـ 748 م رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
=======================


5. مقالات منوعة في علم القراءات




فوائد تعدد القراءات القرآنية



لم يلق كتاب في تاريخ الإنسانية ما لقيه القرآن الكريم من عناية واهتمام. ولا غرو في ذلك، فهو كتاب رب العالمين، الخالد إلى يوم الدين، وهو إلى الناس أجمعين. إنه كتاب البشرية جمعاء على مر العصور والدهور، واختلاف الأماكن والبقاع.

وكان للمسلمين شرف الاهتمام بهذا الكتاب والعناية به، تلاوة وحفظاً، وشرحاً وتفسيراً، وتعلماً وتعليماً. وكان الاهتمام بالقراءات القرآنية جانباً من الجوانب التي شدت انتباه العلماء، ودفعت بعضهم للانقطاع وتلقي تلك القراءات وجمعها، وتعليمها وتدوينها، حتى نشأ ما أطلق عليه (علم القراءات).

وقد بحث العلماء تحت هذا العلم العديد من المسائل المتعلقة بالقراءات القرآنية، كعددها، وأنواعها، وأهميتها العلمية، ونحن في مقالنا التالي نحاول الوقوف على أهم الفوائد التي ذكرها العلماء لتعدد القراءات القرآنية.

فمن تلك الفوائد التخفيف على هذه الأمة والتيسير عليها، يدل على هذا الأمر تواتر قراءة القرآن إلينا بأكثر من وجه؛ وتلقي الأمة ذلك بالقبول سلفًا وخلفًا من غير نكير. وقد نبه إلى هذه الفائدة أئمة هذا الشأن من أمثال ابن قتيبة ، و ابن الجزري ، وغيرهما .

ومن فوائد ذلك إظهار نهاية البلاغة، وكمال الإعجاز، وغاية الاختصار، وجمال الإيجاز. وبيان ذلك أن كل قراءة بمنزلة الآية، وتنوع اللفظ بكلمة واحدة تقوم مقام عدة آيات، فلو كان كل لفظٍ آية لكان في ذلك تطويلاً وخروجاً عن سَنَن البلاغة العربية ونهجها.

ثم إن تعدد القراءات القرآنية كان من الأدلة التي اعتمدها العلماء في بيان صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به، ووجه ذلك أنه على الرغم من تعدد القراءات وكثرتها، لم يتطرق إلى القرآن أي تضاد أو تناقض أو تخالف، بل كله يصدق بعضه بعضاً، ويؤيد أوله آخره، وآخره أوله، تصديقاً لقوله تعالى: ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء:82].

وقالوا أيضاً: إن تعدد القراءات فيه دلالة على إعجاز هذا الكتاب، وأنه من عند رب العالمين، وبيانه أن كل قراءة من القراءات تحمل وجهاً من وجوه الإعجاز ليس في غيرها، وبعبارة أخرى، إن القرآن معجز إذا قُرئ بهذه القراءة مثلاً، ومعجز كذلك إذا قُرئ بقراءة ثانية وثالثة وهكذا، ومن هنا تعددت معجزاته بتعدد قراءاته.

ومن فوائد تعدد القراءات - علاوة على ما تقدم - سهولة حفظ القرآن الكريم، وتيسير نقله على هذه الأمة جيلاً بعد جيل، يدل على هذا المعنى، أن حفظ كلمة منه بأكثر من قراءة، يكون أسهل في تعلمه وتعليمه، وأوفق لطبيعة لسان العرب، الذي نزل القرآن على وفق أساليب لغتهم، وتعدد لهجاتهم .

ومن ذلك أيضًا إعظام أجور هذه الأمة، من جهة أنهم يبذلون أقصى جهدهم في تتبع معاني ألفاظه، واستنباط حِكَمِهِ وأحكامه، فضلاً على ما في تلاوته - بقراءاته المختلفة - من مزيد الثواب وجزيل الفضل، تحقيقاً وتصديقاً لما أخبر به الصادق المصدوق، بقوله: ( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة ) رواه الترمذي ، وقال: حديث حسن صحيح .

وكان من فوائد تعدد القراءات، ظهور سر الله تعالى في توليه حفظ كتابه العزيز، وصيانة كلامه المنـزَّل، بأوفى بيان وأوضح بلاغ، يرشد لهذا المعنى، أن الله سبحانه لم يُخلِ عصراً من العصور، من إمام حجة قائم على نقل كتابه وإيصاله إلى عباده، مع إتقان حروفه ورواياته، وبيان وجوهه وقراءاته، وفي ذلك تصديق لقوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر:9] .

وبعد: فهذه بعض فوائد تعدد القراءات القرآنية، عرضناها لك - أخي الكريم - بشيء من الإيجاز، لتعلم وتتبين أهمية معرفة وجوه القراءات، وخاصة لطالب العلم الشرعي، نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا .



حقيقة القراءات القرآنية



روى البخاري و مسلم عن عمر رضي الله عنه أنه قال: ( سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة "الفرقان" في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستمعت لقراءته، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يُقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكدت أُساوره - أي أثب عليه - في الصلاة، فصبرت حتى سلم، فَلَبَّبْتُه بردائه - أي أمسك بردائه من موضع عنقه - فقلت: من أقرأك هذه السورة ؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: كذبت، فانطلقتُ به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرأ فيها، فقال: أرسله - أي اتركه - اقرأ يا هشام، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال: كذلك أنزلت، ثم قال: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال: كذلك أنزلت ( إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه ) .

وقد أجمع أهل العلم على أن القرآن الكريم نُقل إلينا عن النبي صلى الله عليه وسلم بروايات متعددة متواترة، ووضع العلماء لذلك علماً أسموه علم "القراءات القرآنية" بينوا فيه المقصود من هذا العلم، وأقسام تلك القراءات وأنواعها، وأهم القراء الذين رووا تلك القراءات، إضافة لأهم المؤلفات التي دوَّنت في هذا المجال .

والقراءات لغة، جمع قراءة، وهي في الأصل مصدر الفعل "قرأ"، أما المقصود من علم القراءات في اصطلاح العلماء، فهو العلم بكيفية أداء كلمات القرآن واختلافها، منسوبة لناقلها .

وقد قسَّم أهل العلم القراءات القرآنية إلى قسمين رئيسين هما: القراءة الصحيحة، والقراءة الشاذة .

أما القراءة الصحيحة فهي القراءة التي توافرت فيها ثلاثة أركان هي:

أولاً : أن توافق وجهاً صحيحاً من وجوه اللغة العربية .

ثانياً : أن توافق القراءة رسم مصحف عثمان رضي الله عنه .

ثالثاً : أن تُنقل إلينا نقلاً متواتراً، أو بسند صحيح مشهور .

فكل قراءة استوفت تلك الأركان الثلاثة، كانت قراءة قرآنية، تصح القراءة بها في الصلاة، ويُتعبَّد بتلاوتها. وهذا هو قول عامة أهل العلم .

أما القراءة الشاذة فهي كل قراءة خالفت الرسم العثماني على المعتمد من الأقوال؛ وعلى قول: إنها القراءة التي اختل فيها ركن من الأركان الثلاثة المتقدمة. ويدخل تحت باب القراءات الشاذة ما يسمى بـ " القراءات التفسيرية " وهي القراءة التي صح سندها، ووافقت العربية، إلا أنها خالفت الرسم العثماني، كقراءة سعد بن أبي وقاص قوله تعالى: (وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ) [النساء: 176] فقد قرأها ( وله أخت من أم ) وقراءة ابن عباس قوله تعالى: ( وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ ) [الكهف:79-80] حيث قرأها: ( وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة غضباً * وأما الغلام فكان كافراً ) .

قال العلماء: المقصد من القراءة الشاذة تفسير القراءة المشهورة وتبيين معانيها؛ كقراءة عائشة و حفصة رضي الله عنهما، قوله تعالى:(حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى) [البقرة:238] قرأتا الآية: ( والصلاة الوسطى صلاة العصر ) وقراءة جابر قوله تعالى: (فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [ النور:23 ] قرأها: ( من بعد إكراههن لهن غفور رحيم ). فهذه الحروف - القراءات - وما شابهها صارت مفسِّرة للقرآن .

وقد اتفقت كلمة أهل العلم على أن ما وراء القراءات العشر التي جمعها القراء، شاذ غير متواتر، لا يجوز اعتقاد قرآنيته، ولا تصح الصلاة به، والتعبد بتلاوته، إلا أنهم قالوا: يجوز تعلمها وتعليمها وتدوينها، وبيان وجهها من جهة اللغة والإعراب . والقراءات التي وصلت إلينا بطريق متواتر عشر قراءات، نقلها إلينا مجموعة من القراء، امتازوا بدقة الرواية، وسلامة الضبط، وجودة الإتقان.

وهاك أسماء أصحاب تلك القراءات، وأشهر رواتهم:

- قراءة نافع المدني، وأشهر من روى عنه، قالون و ورش .

- قراءة ابن كثير المكي، وأشهر من روى عنه البزي و قنبل .

- قراءة أبي عمرو البصري، وأشهر من روى عنه الدوري و السوسي .

- قراءة ابن عامر الشامي، وأشهر من روى عنه هشام و ابن ذكوان .

- قراءة عاصم الكوفي، وأشهر من روى عنه شعبة و حفص .

- قراءة حمزة الكوفي، وأشهر من روى عنه خلف و خلاد .

- قراءة الكسائي الكوفي، وأشهر من روى عنه أبو الحارث و حفص الدوري .

- قراءة أبي جعفر المدني، وأشهر من روى عنه عيسى بن وردان و ابن جماز .

- قراءة يعقوب المصري، وأشهر من روى عنه رويس و روح .

- قراءة خلف بن هشام البزار البغدادي، وأشهر من روى عنه إسحاق بن إبراهيم و إدريس بن عبد الكريم .

ثم إن كل ما نُسب لإمام من هؤلاء الأئمة العشرة، يسمى ( رواية ) فنقول مثلاً: قراءة عاصم برواية حفص وقراءة نافع برواية ورش ، وهكذا .

هذا، وإن ابن عاشور ذكر في تفسيره " التحرير والنتوير " أن القراءات التي يقرأ بها اليوم في بلاد الإسلام هي: قراءة نافع برواية ورش في بعض القطر التونسي، وبعض القطر المصري، وفي جميع القطر الجزائر، وجميع المغرب الأقصى، وما يتبعه من البلاد والسودان. وقراءة عاصم برواية حفص عنه في جميع المشرق، وغالب البلاد المصرية، والهند، وباكستان، وتركيا، والأفغان، قال - والكلام - لـ ابن عاشور - وبلغني أن قراءة أبي عمرو البصري يقرأ بها في السودان المجاور لمصر .

وقد ألف العلماء في علم القراءات تآليف عدة، وكان أبو عبيد القاسم بن سلام من أوائل من قام بالتأليف في هذا العلم، حيث ألف كتاب القراءات جمع فيه خمسة وعشرين قارئًا، واقتصر ابن مجاهد على جمع القراء السبع فقط. وكتب مكي بن أبي طالب كتاب " التذكرة " ومن الكتب المهمة في هذا العلم كتاب " حرز الأماني ووجه التهاني" لـ القاسم بن فيرة ، وهو عبارة عن نظم شعري لكل ما يتعلق بالقراء والقراءات، ويعرف هذا النظم بـ" الشاطبية " وقد وصفها الإمام الذهبي بقوله: " قد سارت الركبان بقصيدته، وحفظها خلق كثير، فلقد أبدع وأوجز وسهل الصعب " .

ومن الكتب المعتمدة في علم القراءات كتاب "النشر في القراءات العشر " للإمام ابن الجزري وهو من أجمع ما كُتب في هذا الموضوع، وقد وضعت عليه شروح كثيرة، وله نظم شعري بعنوان "طيبة النشر" .

ونختم هذا المقال بالقول: إن نسبة القراءات السبع إلى القراء السبعة إنما هي نسبة اختيار وشهرة، لا رأي وشهوة، بل اتباع للنقل والأثر، وإن القراءات مبنيَّة على التلقي والرواية، لا على الرأي والاجتهاد، وإن جميع القراءات التي وصلت إلينا بطريق صحيح، متواتر أو مشهور، منزَّلة من عند الله تعالى، وموحي بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك وجدنا أهل العلم يحذرون من أخذ القرآن من غير طريق التلقي والسماع والمشافهة .



مصطلحات في القراءات القرآنية



نخصص مقالنا هذا للوقوف على أهم المصطلحات المتعلقة بعلم القراءات القرآنية، وذلك لما للعلم بهذه المصطلحات من أهمية في معرفة حقيقة هذا العلم الشريف، وما يتعلق به من مسائل ومباحث.

ونبدأ حديثنا بتعريف " القرآن " الكريم، خير كتابٍ أرسل للناس أجمعين، وهو المعجزة الباقية إلى يوم الدين .

تعريف القرآن الكريم

القرآن في الأصل: مصدر قرأ يقرأ، تقول: قرأ قراءة وقرآنًا، قال تعالى: ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ ) [القيامة:17-18] أي قراءته .

وهو في الاصطلاح: كلام الله تعالى، المعجز، المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل عليه السلام، المكتوب في المصاحف، المنقول إلينا بالتواتر، المتعبد بتلاوته، المبدوء بسورة الفاتحة، المختوم بسورة الناس .

تعريف القراءات

القراءات جمع قراءة، وهي في الأصل مصدر قرأ، يقال: قرأ فلان يقرأ قراءة.

وفي الإصطلاح: علم بكيفية أداء كلمات القرآن، واختلافها، منسوبة لناقلها .

ومن المصطلحات المتعلقة بهذا المصطلح، إطلاقهم كلمة ( قراءة ) على ما يُنسب إلى إمام من أئمة القراءات، وكلمة ( رواية ) على ما ينسب إلى الآخذ عن هذا الإمام، وكلمة ( طريق ) على ما ينسب للآخذ عن الراوي، وكلمة ( اختيار ) على ما يختاره القارئ لنفسه من القراءات، يؤثرها على غيرها، ويداوم عليها، ويلتزم الإقراء بها، ويُشتهر الأخذ بها عنه، فيُعرف بها، وتُعرف به .

تعريف الحرف القرآني

الحرف في الأصل اللغوي: طرف الشي وحده الذي ينتهي إليه، ومنه قيل لأعلى الجبل: حرف. ومنه قوله تعالى: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ )
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشقة ترب مصر

عضو نشيط
عضو نشيط
عاشقة ترب مصر


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 07/06/2010
المساهمات : 470
عدد النقاط : 1600
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary25
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Unknow10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Sports10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Female31
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** Tmqn310
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** 1l928210

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالأربعاء 07 يوليو 2010, 4:02 pm

***@( علوم القرآن )@**** Amiraacc037e29c1


***@( علوم القرآن )@**** Amiraa6b29d197a3

***@( علوم القرآن )@**** Amiraa491c07b143
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زيزى
مشرف منتدي المطبخ مشرف منتدي المطبخ
زيزى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 10/01/2010
المساهمات : 4424
عدد النقاط : 15321
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary24
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Unknow10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Travel10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Female31
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** E0449b13
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** 7710

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالخميس 08 يوليو 2010, 5:43 pm

***@( علوم القرآن )@**** 865398




***@( علوم القرآن )@**** 68626 ***@( علوم القرآن )@**** 68626

***@( علوم القرآن )@**** Amiraa1f757a7590
***@( علوم القرآن )@**** Walix-good



عدل سابقا من قبل زيزى في الثلاثاء 27 يوليو 2010, 12:04 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ģ.£.m.Ў
***@( علوم القرآن )@**** Copy_o10
Ģ.£.m.Ў


ذكر
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 27078
عدد النقاط : 69309
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary24
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Collec10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Sports10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Male_e10
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** Ooooo10
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** Ss610

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالجمعة 09 يوليو 2010, 12:44 am

تسلم الايادى

جزااك الله كل خير

***@( علوم القرآن )@**** 1_510
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/romanceslovegemy?ref=tn_tnmn
MOURAD
***@( علوم القرآن )@**** Copy_o10
MOURAD


ذكر
ســآعـتي :
التسجيل : 12/06/2008
المساهمات : 23392
عدد النقاط : 69617
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary28
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Collec10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Sports10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Male_e10
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** 3h110
رقم العضوية : 1
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** Ss610

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالجمعة 09 يوليو 2010, 8:30 am


موضوع مميز جدااااااااااااا

تسلم الايادي

جزاك الله عنه كل خير

جعله الله في ميزان حساناتك


***@( علوم القرآن )@**** 05122z10


***@( علوم القرآن )@**** 0jb0i210
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mouradfawzy.yoo7.com
Lady of the Sky
عضـــــو عبقــــــري عضـــــو عبقــــــري
Lady of the Sky


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 08/02/2010
المساهمات : 1381
عدد النقاط : 3697
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary28
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Collec10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Painti10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Female31
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** E0449b11
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** 7710

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالأربعاء 21 يوليو 2010, 3:16 am

hjdfasdf
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بسمة امل
عضـــــو لــــؤلــــؤي عضـــــو لــــؤلــــؤي
بسمة امل


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 24/02/2009
المساهمات : 5495
عدد النقاط : 14076
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary28
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Sailor10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Writin10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Female31
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** 3h210
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** F18c8c10

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالأربعاء 21 يوليو 2010, 6:42 am

***@( علوم القرآن )@**** 562144

تسلم اديكى يجميل

منتظرين جديدك دومااا

تحياتى من كل قلبى

***@( علوم القرآن )@**** 810694
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
M.£.Ģ.a
عضـــــو محـــــــترف عضـــــو محـــــــترف
M.£.Ģ.a


ذكر
ســآعـتي :
التسجيل : 05/04/2009
المساهمات : 3032
عدد النقاط : 8350
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary29
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Studen10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Huntin10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Male_e10
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** E0449b11
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** Tmf10

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالخميس 22 يوليو 2010, 9:14 am

تســلم الايادى

رااااااااااااااائع جداااااااااا

ثاااااااااااااااااااانكس

***@( علوم القرآن )@**** 2chul410
***@( علوم القرآن )@**** 30283_10
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://hoba2day.yoo7.com
عيون القلب
***@( علوم القرآن )@**** Vip
عيون القلب


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 31/07/2008
المساهمات : 7898
عدد النقاط : 20302
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary21
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Office10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Travel10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Female12
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** 3h210
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** Xxtt710

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالأحد 25 يوليو 2010, 10:04 am


سـ
لـمـت هـل الأيـادي

***@( علوم القرآن )@**** 0811162003599eQk
***@( علوم القرآن )@**** 9ower.com-e6e3512a1b
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*الصـLEGENDـاعق*
***@( علوم القرآن )@**** Cd228a10
*الصـLEGENDـاعق*


ذكر
ســآعـتي :
التسجيل : 21/04/2010
المساهمات : 14033
عدد النقاط : 54051
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary28
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Unknow10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Chess10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Male_e10
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** 3h510
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** Swr211

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالإثنين 26 يوليو 2010, 9:39 am

***@( علوم القرآن )@**** 68762
مجهود اكثر من رائع
ومميز من عضو مميز
فى تقدم مستمر
ان شاء الله
تقبل مرورى
***@( علوم القرآن )@**** Eniie110***الصــALSA3Kـــاعــق******@( علوم القرآن )@**** Eniie110

***@( علوم القرآن )@**** 521823 ***@( علوم القرآن )@**** 521823
***@( علوم القرآن )@**** 168510
***@( علوم القرآن )@**** 521823 ***@( علوم القرآن )@**** 521823





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ģ.£.m.Ў
***@( علوم القرآن )@**** Copy_o10
Ģ.£.m.Ў


ذكر
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 27078
عدد النقاط : 69309
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary24
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Collec10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Sports10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Male_e10
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** Ooooo10
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** Ss610

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالإثنين 26 يوليو 2010, 9:52 pm

***@( علوم القرآن )@**** 11988410

تسلم الايادى برنسيس

موضوع جميل اوى

جزااكى الله كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.facebook.com/romanceslovegemy?ref=tn_tnmn
بنوته مصريه
مشرف منتدي البيت بيتك مشرف منتدي البيت بيتك
بنوته مصريه


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 05/06/2009
المساهمات : 6114
عدد النقاط : 10611
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary32
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Studen10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Writin10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Female31
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** 3h210
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** 43wa1i10

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالثلاثاء 27 يوليو 2010, 5:55 pm


تسلم ايدك يا احلى برنسيس

موضوعك كتير مميز

يسلمووو حبيبتى

***@( علوم القرآن )@**** Amiraac2707411b2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنوته مصريه
مشرف منتدي البيت بيتك مشرف منتدي البيت بيتك
بنوته مصريه


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 05/06/2009
المساهمات : 6114
عدد النقاط : 10611
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary32
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Studen10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Writin10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Female31
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** 3h210
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** 43wa1i10

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالثلاثاء 27 يوليو 2010, 6:17 pm


تسلم ايدك يا احلى برنسيس

موضوعك كتير حلووو

يسلمووو حبيبتى

***@( علوم القرآن )@**** 810694
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
♥BABE MOON♥

بيـــبي
بيـــبي
♥BABE MOON♥


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 30/07/2010
المساهمات : 75
عدد النقاط : 120
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary23
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Collec10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Unknow11
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Female31
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** Member10
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** Images11

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالجمعة 30 يوليو 2010, 3:47 pm

sdfgsdfgsdfgsd sdfgsdfgsdfgsd sdfgsdfgsdfgsd
Idea
Arrow Arrow
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
موناليزا
***@( علوم القرآن )@**** Vip
موناليزا


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 13/06/2008
المساهمات : 2643
عدد النقاط : 9890
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary28
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Collec10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Painti10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Female31
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** E0449b11
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** W110

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالسبت 31 يوليو 2010, 5:24 am

***@( علوم القرآن )@**** 71316740288776691911

برنسيـــــــــس

***@( علوم القرآن )@**** 69410598004942633608
***@( علوم القرآن )@**** 40356776954507518928

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأب الروحي
***@( علوم القرآن )@**** Vip
الأب الروحي


ذكر
ســآعـتي :
التسجيل : 18/06/2008
المساهمات : 11243
عدد النقاط : 31079
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary14
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Profes10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Writin10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Male_e10
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** 3h510
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** Domain10

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالإثنين 02 أغسطس 2010, 9:45 pm

***@( علوم القرآن )@**** 3GY52627
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الأب الروحي
***@( علوم القرآن )@**** Vip
الأب الروحي


ذكر
ســآعـتي :
التسجيل : 18/06/2008
المساهمات : 11243
عدد النقاط : 31079
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary14
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Profes10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Writin10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Male_e10
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** 3h510
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** Domain10

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالإثنين 02 أغسطس 2010, 9:46 pm

***@( علوم القرآن )@**** 3GY52627
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كروان الفجر
عضـــــو لــــؤلــــؤي عضـــــو لــــؤلــــؤي
كروان الفجر


ذكر
ســآعـتي :
التسجيل : 07/06/2010
المساهمات : 7623
عدد النقاط : 16126
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** 2610
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Office10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Chess10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Male_e10
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** 3h210
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** 4hbg0g10

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالأربعاء 04 أغسطس 2010, 12:14 am

موضوع مميز جدااااااااااااا

تسلم الايادي

جزاك الله عنه كل خير

جعله الله في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://xat.com/lisabahebak
Lady of the Sky
عضـــــو عبقــــــري عضـــــو عبقــــــري
Lady of the Sky


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 08/02/2010
المساهمات : 1381
عدد النقاط : 3697
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary28
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Collec10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Painti10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Female31
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** E0449b11
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** 7710

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالأحد 06 مارس 2011, 8:39 pm

***@( علوم القرآن )@**** Images?q=tbn:ANd9GcQurGdqhGbg2oC9YhvVW5_0QeZrRLLRwkWUAHe6Y-Bx_iQUhhvDWg
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
**هزيم الرعد**
مشرف منتدي الصحة والعافية مشرف منتدي الصحة والعافية
**هزيم الرعد**


ذكر
ســآعـتي :
التسجيل : 29/10/2010
المساهمات : 5616
عدد النقاط : 11674
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary28
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Accoun10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Chess10
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Male_e10
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** 3h210
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** 43wa1i10

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالخميس 17 مارس 2011, 7:55 pm

DFASDFE


سالسيبلاسبابسابسلاقف سالسيبلاسبابسابسلاقف سالسيبلاسبابسابسلاقف سالسيبلاسبابسابسلاقف

تسلم الايادي تسلم الايادي تسلم الايادي تسلم الايادي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
دموع حائرة
***@( علوم القرآن )@**** Copy_o10
دموع حائرة


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/03/2011
المساهمات : 14462
عدد النقاط : 24857
المزاج : ***@( علوم القرآن )@**** Qatary24
المهنة : ***@( علوم القرآن )@**** Profes10
الهوايه : ***@( علوم القرآن )@**** Unknow11
الدولة : ***@( علوم القرآن )@**** Female31
الأوسمة : ***@( علوم القرآن )@**** 3h510
التميز : ***@( علوم القرآن )@**** Ss610
أوسمة المسابقات : ***@( علوم القرآن )@**** WnNnl

***@( علوم القرآن )@**** Y4Oan

***@( علوم القرآن )@**** Empty
مُساهمةموضوع: رد: ***@( علوم القرآن )@****   ***@( علوم القرآن )@**** I_icon_minitimeالإثنين 25 أبريل 2011, 1:54 pm

***@( علوم القرآن )@**** AdN45268
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
***@( علوم القرآن )@****
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» @!!**((سيدة القرآن ))**!!@
» كُن من أهل القرآن .. ؟؟
» حفظ القرآن يقي من الأمراض
» ***أمثال من القرآن***
» كم مره ذُكر في القرآن.....؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتـــــدي الإسـ ـــ ــــلامــــــي :: القسم العام-
انتقل الى: