سور: العاديات.القارعة.التكاثر.العصر.الهمزة .. مع الفسير

سورة العاديات

تفسير الايات

أقسم الله سبحانه بالخيل حين تعدو بأصحابها للغزو في سبيل الله، فتصبح أجوافها إذا عدت، وتورى النار بحوافرها إذا اصطكت بالحجارة من شدة العدو، وتغير صباحا بأصحابها فتثير الغبار وتتوسط بهم وسط جمع العدو. ولله أن يقسم بما شاء من مخلوقاته أما المخلوق فلا يجوز له أن يقسم بغير الله. أقسم سبحانه بكل ذلك أن الإنسان لنعم ربه لجحود، وأن الله على كفر الإنسان لنعم ربه لشهيد. وأن الإنسان لشديد الحرص على المال بخيل به لشـدة حبه له. أفلا يعلم هذا الإنسان الكنود لنعم الله الشديد الحرص والحب للمال أن القبور سوف تبعثر يوم القيامة ويخرج فيما فيها من الأموات ليوم البعث؟! وسوف يبرز ما يكون مكنونا فـي الصـدور مستـورا في النفوس، فيحاسب الله العباد ويجازيهم عليه يوم الجزاء، فهو عليم بهم فـي ذلك اليوم ولا يخفى عليه منهم خافية. وكل الآيات التي وردت بعد ذلك القسم جواب له.

سورة القـــارعه

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير الايات

القارعة من أسماء القيامة سميت بذلـك لأنها تقرع القلوب بالفزع، {ما القارعة} استفهام عن القارعة معناه: أي شيء هي القارعة؟ وأعاد سبحانه الاستفهام في الآية الثـالثة تعظيما لشأن القارعة و تهويلا لأمرها {وما أدراك ما القارعة} ثم فسر ذلك بقوله: {يوم يكون الناس كالفراش المبثوث} شبه الناس عند البعث بالفرش في انتشارهم وتفرقهم وذهابهم ومجيئهم وحيرتهم مما هم فيه، ثم شبه الجبال بالصوف المنفـوش في خفة سيرها حتى تستوي مـع الأرض، ثم ذكر الله مـا يكون بعـد ذلك من وزن الأعمال، فمن ثقلت موازين أعماله ورجحت حـسناته على سيئاته فهو في عيش مرضي يرضاه صاحبه في الجنة. وعلى عكسه من خفت موازين أعماله ورجحت سيئاته على حسناته فسكنه النار، يسمى المسكن أمَّا لأن الأصل في السكون يكون إلى الأمهات، سميت الهاوية بذلك لأنه يهوى فيها إلى أسفلها. ثم استفهم سبحانه عن الهاوية لتهويل أمرها وفسرها بقوله: {نار حامية} شديدة الحـرارة قوية اللهب.

سورة التكاثر

بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير الايات

يقول الله تعالى شغلتكم المكاثرة والمباهاة بكثرة المال والعدد عن طاعة الله وما ينجيكم من عذابه وتماديتم في ذلك حتى جاءكم الموت ودفنتم في المقابر، ثم أخذ سبحانـه يتوعـد المتكاثرين بقوله {كلا سوف تعلمون} ليزجروا عن هذا التكاثر، وكرر هذا الوعيد مبالغة في الزجر، ومعناه: سوف تعلمون عاقبة تكاثركم وتفاخركم بالمـال والولد واشتغالكم بذلك عن الآخرة إذا نزل بكم الموت، و كرر الزجر في الآية التالية بقوله {كلا} ثم قال بعدها: لو تعملون علما يقينا عاقبة أمركم بعد الموت، لشغلكم ذلك عن التكاثر والتفاخر، ثم توعد سبحانه عباده برؤية النار في الآخرة بأبصارهم، ثم أكد هذا الوعيد بـتكراره معطوفا بثم تغليظا في التهديد و الوعيد قائلا: لترونها رؤية هي اليقين نفسه، ولسوف تسألون في يوم الجزاء عن كل ما أنعم الله به عليهم في الدنيا من النعـم على اختلاف ألوانها.

سورة العصر

بسم الله الرحمن الرحيم

وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)

تفسير الايات

أقسم الله بالدهر على أن بني آدم لفي هلكة ونقصان. ولا يجوز للعبد أن يقسم إلا بالله, فإن القسم بغير الله شركإلا الذين آمنوا بالله وعملوا عملا صالحًا, وأوصى بعضهم بعضًا بالاستمساك بالحق, والعمل بطاعة الله, والصبر على ذلك.

سورة الهمزه

بسم الله الرحمن الرحيم

وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ (2)يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)كَلا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7)إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)

تفسير الايات

شر وهلاك لكل مغتاب للناس, طعان فيهم.الذي كان همُّه جمع المال وتعداده.

يظن أنه ضَمِنَ لنفسه بهذا المال الذي جمعه, الخلود في الدنيا والإفلات من الحسابليس الأمر كما ظن, ليُطرحنَّ في النار التي تهشم كل ما يُلْقى فيها.

وما أدراك -أيها الرسول- ما حقيقة النار؟

إنها نار الله الموقدة التي من شدتها تنفُذ من الأجسام إلى القلوب.

إنها عليهم مطبَقة في سلاسل وأغلال مطوَّلة؛ لئلا يخرجوا منها.