اسحب رصيدك !!!!!!!!!!!!

عندما تقوم بعمليات سحب من رصيد بنك الأحاسيس ،
فإننا بحاجة لأن تعتذر ،



وأن نفعل ذلك بصدق فالإيداعات الكبيرة تأتي في الكلمات الصادقة .



" إنني كنت مخطئ"
" لم يكن ذلك لطيف مني "
" إنني لم أظهر لك الاحترام "
" إنني لم أعطك التقدير اللازم، إنني آسف جداً"
" لقد أحرجتك أمام أصدقائك. لم يكن هناك داع لأفعل ذلك،
حتى لو كان هناك ما كنت أريد توضيحه،
ما كان يجب مطلقاً أن أفعل ذلك ، إنني أعتذر" .


إن الأمر يتطلب قدراً كبيراً من قوة الشخصية لكي تقدم الاعتذار


بسرعة ومن القلب بدلاً من الشفقة. يجب على الإنسان امتلاك

زمام نفسه،


وأن يكون لديه إحساس عميق بالأمان والطمأنينة


تجاه المبادئ الأساسية والقيم لكي يعتذر بشكل صادق وغير

زائف.


ولا يستطيع من يملك بداخله قدراً ضئيلاً من الطمأنينة


والأمان أن يقدم اعتذاره، فالاعتذار يجعلهم حساسين وسريعي

التأثر،


وهم يشعرون أن الاعتذار يجعلهم يبدون عاطفيين وضعاف

الشخصية،


ويخشون أن يستغل الآخرون هذا الضعف،


فالأمان عندهم يقوم على آراء الناس الآخرين،


وهم قلقون بشأن ما يفكر فيه الآخرون،


بالإضافة إلى أهم عادة ما يشعرون بالقناعة والرضا لما فعلوه،


وهم يبررون خطأهم بخطأ الشخص الآخر،


وإذا قدموا الاعتذار فإنه يكون اعتذاراً ظاهرياً وليس من القلب.


تقول الحكمة
:" إذا كنت سوف تنحني ، فانحني بخضوع"


لكي تكون إيداعاً يجب أن يكون هناك اعتذاراً صادقاً ،


كنت في حجرة مكتبي بالبيت ذات مساء مشغولاً بالكتابة ،


في كل شيء وفي موضوع الصبر، وبدأت أسمع الأولاد


يجرون في الصالة وهم يحدثوا ضوضاء وجلبة ،


وبدأت أشعر أن صبري بدأ ينفد.


فجأة بدأ ابني حسن القرع على باب الحمام بشدة صارخاً بأعلى

صوته


" أدخلني ، أدخلني " .


اندفعت خارجاً من حجرة مكتبي ، وقلت له بحدة " حسن ،


هل لديك فكرة كم يسبب ذلك لي إزعاجاً ؟ "


هل تعلم كم من الصعب أن تحاول التركيز، وتكتب بإبداع؟


والآن اذهب إلى حجرتك وابق هناك حتى تستطيع أن تكون
مؤدباً،


وقد ذهب وهو متم ومكتئب وأغلق الباب بقوة.


وبينما أنا عائد إلى حجرة مكتبي ، اكتشفت مشكلة أخرى.


كان الأولاد يلعبون كرة القدم يحاول فيها اللاعب إيقاف الخصم


الذي يحمل الكرة وأحدهم أصيب بضربة من المرفق في فمه،


وكان راقداً في الصالة ينزف من فمه،


واكتشفت أن حسن ذهب إلى الحمام إحضار منشفة مبللة بالماء ليوقف النزيف،


إلا أن أخته مريم التي كانت تستحم لم تفتح له الباب فأخذ يقرع

عليها بشدة.


وعندما أدركت أنني أسأت الفهم ، ذهبت لكي أعتذر إلى حسن
.
وعندما فتحت الباب ، أول شيء قاله لي " إنني لن أغفر لك"


فقلت : " حسناً ولما لا يا عزيزي؟


بأمانة لم أدرك أنك كنت تحاول مساعدة أخيك . لماذا لا

تسامحني ؟"


فرد حسن :" لأنك فعلت نفس الشيء الأسبوع الماضي"


وبكلمات أخرى كان يقول " أبي أنك تفرط في السحب من رصيدك،


ولن تستطيع أن تسوي المشكلة بالطريقة التي تصرفت بها".


إن الاعتذارات المخلصة تصنع الإيداعات والاعتذارات المتكررة


تفسّر بأنها غير مخلصة وتؤدي إلى عمليات سحب ، ونوعية

العلاقة ستعكس ذلك.


إنه شيء واحد أن ترتكب خطأ، وشيء آخر هو أن لا تعترف

بهذا الخطأ.


سوف يغفر الناس الأخطاء، لأن الأخطاء والتي عادة ما تأتي


من العقل أخطاء في التقدير والحكم، إلا أن الناس


لن تسامح بسهولة أخطاء القلب، النية السيئة، والنوازع

الفاسدة،


والمتكبر الذي يسوق الأسباب لكي يبرر الخطأ الأول.