«بريكينغ ذو سايلنس».. كتاب يفضح خبايا الجيش الإسرائيلي
ضابط إسرائيلي يفجر «قنابل مدوية» تكشف همجية الجنود الإسرائيليين
[img]
[/img]
قريبا سيصدر ضابط سابق في الجيش الإسرائيلي كتابا بعنوان «بريكينغ ذو سايلنس»، الذي أقل ما يمكن وصفه به أنه «قنبلة مدوية»، لما يضمه من شهادات حية لجنود
وضباط إسرائيليين عانَوْا من التعسف والاضطهاد، الذي كانوا يمارسونه في الأراضي الفلسطينية المحتلة: «كان دورنا هو التهديد والتحرش ونزع الممتلكات وزرع الرعب في النفوس لا غير!»... ويضم هذا الكتاب أكثر من 180 شهادة، رغم أن عدد الأعضاء المنتمين إلى هذه الجمعية يفوق 700 شخص، كلهم جنود في الثلاثينات من عمرهم، عانَوا الأمرّين من غطرسة سياستهم الحربية ووجدوا متنفَّساً في هذه الجمعية ليكسروا ذلك الصمت الذي يخيم على ثكنات الجيش الإسرائيلي.
«بريكينغ ذو سايلنس» جمعية أسسها يهودا شول، الرقيب السابق في الجيش الإسرائيلي، ليوصل صوت هذا الجيل الذي أصبح يقول لا للخضوع الأعمى ولكسر الصمت الذي يسود داخل أسوار الجيش الإسرائيلي. سيصدر هذا الضابط السابق في الجيش الإسرائيلي، البالغ من العمر 28 سنة، قريبا كتابا بعنوان «بريكينغ ذو سايلنس»، الذي أقل ما يمكن وصفه به أنه «قنبلة مدوية»، لما يضمه من شهادات حية لجنود وضباط إسرائيليين عانَوْا من التعسف والاضطهاد، الذي كانوا يمارسونه في الأراضي الفلسطينية المحتلة: «كان دورنا هو التهديد والتحرش ونزع الممتلكات وزرع الرعب في النفوس لا غير!»... ويضم هذا الكتاب أكثر من 180 شهادة، رغم أن عدد الأعضاء المنتمين إلى هذه الجمعية يفوق700 شخص، كلهم جنود في الثلاثينات من عمرهم، عانَوا الأمرّين من غطرسة سياستهم الحربية ووجدوا متنفَّساً في هذه الجمعية ليكسروا ذلك الصمت الذي يخيم على ثكنات الجيش الإسرائيلي. ويقول يهودا شول، مؤسس هذه الجمعية، إن الغرض من وراء هذه الخطوة هو فتح نقاش واضح وصريح في إسرائيل.
شهد شاهد من أهلها..
«كنا نتوغل في المدن الفلسطينية على الساعة الثالثة صباحا ونشرع في إطلاق قنابل مدوية في الأزقة، لا لسبب واضح، إلا لزرع الرعب في قلوب الناس... كنا نرى الناس يستيقظون في هلع... كانوا يقولون لنا إن هذا من شأنه أن يطرد الإرهابيين المحتمَلين. مجرد هراء!... وبشكل متناوب، كنا نؤدي هذا «الروتين» كل يوم. كل ما كنا نسمعه، عند إتمام مهامنا، هو «عملية ناجحة»، ولم نكن نفهم معنى ذلك...
عملية سرقة مستشفى
«تلقينا في ليلة من الليالي أمرا بأن نقتحم مستشفى في مدينة الخليل، تابعا لحركة حماس. صادرْنا جميعَ الأجهزة: حواسيب وهواتف وآلات طباعة وأشياء أخرى تُقدَّر بملايين الشيكلات الإسرائيلية. والسبب؟ إضعاف ميزانية حركة حماس قبيل انتخابات البرلمان الفلسطيني، بغية سحقهم. وقد صرح الجيش الإسرائيلي، رسميا، بأنه لن يتدخل في هذه الانتخابات»...
قتلنا شخصا بريئا ظلما وعدوانا !
«كنا نجهل أنه خلال شهر رمضان يخرج المؤمنون في الرابعة صباحا بطبل يقرعون عليه لكي يُفيق الناس ليتناولوا وجبة السحور قبل طلوع الفجر... رأينا شخصا في ممر وهو يحمل شيئا بين يديه، قلنا له «توقف الآن»، وإذا لم يتوقف المشتبه فيه فورا، فإننا نباشر بتحذيره من إطلاق النار، ثم نطلق رصاصة في الهواء وبعدها نصوبها إلى ركبتيه... إلخ. والحقيقة، أننا لم نطبق يوما هذا الإجراء، إذ لا نتوانى في إطلاق الرصاص مباشرة على المشتبهين، وبهذا قتلناه، دون تردد، جهلا منا بالطقوس الرمضانية لدى المسلمين»...
حسرة الفلاحين
«شرع حفارونا في أشغال بناء جدار فاصل وسط حقل للتين في الأراضي الفلسطينية: «لقد تطلب مني زرع هذا البستان عشر سنوات، وقد استغللته لعام واحد فقط، والآن يهدمون كلَّ ما بنيته طيلة هذه المدة». لا توجد أي إمكانية لإعادة زرع هذه الأرض، نستفيد من التعويضات فقط إذا كانت نسبة الأرض المصادرة 41 %، أما إذا كانت 40 %، فليس هناك أي تعويض! بل الأسوأ من ذلك، أنه يمكن أن يقرروا يوما أو يومين بعد ذلك إيقافَ بناء هذا الجدار بكل بساطة»...
تسليم الشارة ! جنود مرة أخرى
«كنا نقيم نقط تفتيش فجائية وفي أي مكان ! لم نعرف يوما السبب! وفجأة، كنا نوقف الجميع ونبدأ في مراقبة رخصهم، ويشمل ذلك الجميع، نساء ورجالا وأطفالا، لساعات طوال، وفي بعض الأحيان، تحت شمس حارقة. كنا نوقف أناسا أبرياءَ في طريقهم لكسب قوتهم اليومي.. لم يكونوا إرهابيين... كان علي أن أقوم بهذا العمل لمدة 5 شهور ولثمان ساعات في اليوم. لقد أحسست بإرهاق شديد، لذا سلمت شارتي كقائد»...
مهمتنا: الإزعاج والمضايقة
نتواجد في مدينة الخليل. وبما أن الإرهابيين يقطنون بالمكان، فإن مهمتنا هي عرقلة أي نشاط إرهابي. وكانت خطة عملنا هي محاصرة المدينة واقتحام المنازل المهجورة أو المسكونة، بشكل عشوائي، فنحن لا نتوفر على جهاز استخباراتي ليرشدنا. كنا نفتش منازلهم.. ولا نجد شيئا: لا أسلحة ولا إرهابيين ! ومع ذلك، فالسكان اعتادوا على هذا الأمر. ورغم أنهم مكتئبون ويعيشون على أعصابهم فإنهم أصبحوا متعودين، فهذا الأمر طال لسنوات عديدة. والهدف؟ بكل بساطة، تضييق الخناق على حياة المدنيين وتحويل حياتهم إلى جحيم. وعلما منا أن هذا بدون جدوى، فإنه يخلق لدينا نوعا من الإحساس بالفشل».
العقوبات الجماعية
«الأفعال الأكثر شناعة التي ارتكبتها؟ تفجير منازل لـ«الإرهابيين» المحتمَلين وتوقيف المئات من الناس وتعصيب أعينهم وربط أرجلهم ونقلهم في شاحنات... اقتحام منازلهم وإخراجهم منها وفي بعض الأحيان، كنا نعود لنفجر المنازل، دون أي سبب وجيه، بل في بعض الأحيان، كنا نتلقى أوامر بأن ندكّ بالجرافات أو المتفجرات مدخل القرية، كعقاب جماعي لسكانها لإيوائهم إرهابيين»...
حماية مستوطنين عدوانيين
«نحط أقدامنا في محافظة نابلس، لكي نضمن سلامة المستوطنين. نكتشف أنهم يتأهبون للهجوم على القرية الفلسطينية المجاورة. إنهم مسلحون ويقذفون بالحجارة، مدعمين من طرف مجموعة من اليهود الأرثوذوكس الفرنسيين، والذين يصورون ما يجري ! وكانت النتيجة أنْ وجدنا أنفسَنا حائرين بين عرب مذعورين ومذهولين وبين واجب حماية المستوطِنين ! وعندما حاول أحد الضباط ردع أحد المستوطنين، هاجمه فتم إطلاق النار! لم نعد نعرف ماذا نفعل! هل نعتقل هؤلاء المستوطِنين أم نحمي الفلسطينيين أم نحمي أنفسنا: كان مشهدا سخيفا ومجنونا!... انتهى بنا الأمر، في آخر المطاف، إلى أن نعيد هؤلاء المعتدين إلى أماكنهم. وقد خلّف ذلك جرح العشرات من العرب»...
قتل رجل أعزل
نحن متمركزون في بيت أخليناه من سكانه، نشك في وجود إرهابيين، كلنا متنبهون، تشير الساعة إلى الثانية عشرة زوالا! رصد أحد قنّاصينا رجلا يمشي فوق السطح. تحققتُ منه باستعمال المناظير: يتراوح سنه ما بين 25 و26 سنة، وهو أعزل. وهكذا، أبلغنا قائدنا عن طريق الراديو، فرد علينا «إنه يراقب! اقتلوه!».. ينفذ القنّاص الأمر... أنا أسمي هذا -بكل بساطة- جريمة قتل، لأنه كان بإمكاننا إيقافه، لكننا لم نفعل، وعلى أي حال، فهذه الواقعة ليست فريدة من نوعها، فنظيراتها لا تُعَدّ ولا تُحصى»!...