كان شيخ صيني حكيم لديه الكثير من الخيول القوية والجذابة....ولقد امتاز احدها عن الاخرين بقوته وسرعته وجماله...وكان هذا الحصان هو المفضل ...وطالما تمنى الجيران امتلاك مثل هذا الحصان *الا انه هرب ذات يوم من الاسطبل ودخل الى اعماق الجبال....وساعد الجيران هذا الشيخ الحكيم في عملية البحث عن الحصان ولكن دون جدوى *فما كان منهم الا ان يتعاطفوا معه قائلين (اننا حزنى اثر وقوع هذا الامر المشين )فقال لهم الشيخ الحكيم(لا تأخذوا الامور على ظاهرها فمن يدري اذا ما كان هذا نافعاً أم ضاراً !!
وفي اليوم التالي عاد الحصان ومعه ما يزيد عن خمسين حصاناً في مثل جماله واجتمع الجيران ليظهروا اعجابهم بهذه الخيول وقالوا...: لقد عاد حظك الطيب مرة اخرى**إنك لرجل محظوظ للغاية... فأجابهم الحكيم....لا تأخذوا الامور على ظاهرها *فمن يدري ما اذا كان هذا نافعا ام ضارا!!
وبعدها بقليل حاول ابنه الوحيد ان يقود احد هذه الاحصنة البرية ولكنه سقط وكسرت رجله..........
فقال الجيران...(يالها من مأساة ذلك الحظ التعيس الذي عانيت منه ) ومرة اخرى كرر الشيخ قوله السابق .......
وفي اليوم التالي جاء قائد جيش الامبراطور ليأخذ ابن الحكيم في احد المهام الخطيرة ولكن هذا لم يحدث بسبب رجله المكسورة .....ولذلك تم اختيار احد ابناء الجيران مكانه ....وعاد الجيران فاعتبروا الشيخ الحكيم محظوظا وقالوا...(ان تحول الاحداث كان في صالحه* ومرة اخرى رفض الحكيم حينئذ ما اذا كانت الاحداث تبشر بخير ام بشر.....)
وتستمر هذه القصة فما يراه الجيران حظا طيباً يتضح بعد ذلك عكسه..وما يرونه حظا عاثرا يتضح بعدها انه حظ طيب ..
.........................
(:
آلامنا تنتج من أننا نعطي الفرح والحزن أكبر من حجمها..
ننتظر ساعات الفرح ونتمنى أن تدوم..
ونندب حظنا عند زوال هذه الساعات..
نخاف من مجيء الحزن..
ونعتبر أنفسنا من سيئي الحظ..
نرى أن الحياة لا تعدو أن تكون تناوب بين الفرح والحزن..
وأن سعادتنا أو شقائنا مرهونة بميزان يقيس مقدار لحظات الفرح والحزن..
والكفة التي ترجح تحدد سعادتنا أو شقائنا..
هل هذه هي الحقيقة..
هل الحياة مجرد لحظات فرح وحزن!!
وهل هذه اللحظات هي التي تحدد مقدار سعادتنا؟؟
هذان النقيضان الفرح / الحزن
لماذا لم نفكر فيما يمكن أن نتعلمه منهما..
لماذا لم نعتبرهما مصنع لتنقية أرواحنا..
لماذا لم نعتبرهما وسيلة لاثبات إنسانيتنا..
لماذا لم نفكر بأن الفرح والحزن مجرد محطات في رحلتنا ليس إلا..
لم يصعب علينا التسليم بهذا؟؟
لدينا اليقين.. بل نملك كل اليقين بأن حياتنا مجرد رحلة..
وأن هناك أمور أسمى من هذه اللحظات!!
لحظة ابتسامة تعطيها لطفل..
لحظة احسان تساعد بها مسكين..
لحظة انجاز بعد صبر وعناء..
اللحظات التي تصنعها بنفسك هي التي تجلب السعادة..