احترس من أولاد مبارك

[url=http://digg.com/submit?phase=2&url=http://www.alarabiya.net/views/2011/09/08/165908.html&title=احترسوا.. من أبناء مبارك][/url]






فتش عن أبناء مبارك.. ستجدهم في كل مكان ووراء كل حادث من شأنه تعطيل الثورة. والضغط في اتجاه إفشالها. هم في النهاية ليسوا سوي قلة. لكنهم مخالب لقطط كبيرة تريد أن تخمش وجه الثورة.

نسميهم الفلول.. نطلق عليهم ثورة مضادة.. نصفهم بالقوي الضاغطة من الداخل والخارج. لا تهم التسميات. الأهم أنهم موجودون ويبذلون قصاري جهودهم من أجل تنفيذ أجندة مخطط لها بعناية وخبث.

من هم أبناء مبارك؟ هم العفاريت التي تطلع لنا من تحت الأرض في كل كارثة تحل وكل مصيبة تحل.. عفاريت صبرها طويل. ورهانها معتمد علي الزن في الودان والدخول بالحنجل والمنجل علي المصريين في كل المدن والبلدات حتي يتحقق لها ما تريد.. شعارها "أنه لابد وأن ندوش الدوشة بدوشة أدوش منها علشان ماتدوشناش".
من هنا كان لابد لعفاريت الإنس والجن أن تتفنن في كيفية "دوشة الثورة" والتشويش عليها حتي تفقد بوصلتها وتنحرف عن مسارها وتحيد عن أهدافها.

أولي الخطوات وأبسطها هي تقليص دور الدولة أو الحكومة واختزاله في جعل وظيفتها الأساسية سيارة اسعاف وعربة مطافيء. فتنشغل بالمعارك وتضميد الجراح وإخماد الحرائق. ويشتغل العفاريت بتخطيط الملاعب والإعداد لمسارح لجرائم شيطانية جديدة.. المهم أن تظل الدولة طوال الوقت تلهث وراء كارثة أو مصيبة أو فتنة. حتي يكون عند أبناء مبارك الوقت الكافي لزرع الألغام في كل سنتيمتر بالبلد. وتجنيد ما يستطيعون من الصامتين "وفرمطة رؤوسهم وتغيير السوفت وير" الخاص بهم. فينطقون بعكس ما يؤمنون وبدلاً من أن يهتفوا "يسقط المخلوع ونظامه" يرفعون شعار "فين أيامك فين.. آسفين ياريس".

وصل الأمر أن الشياطين وصلوا إلي الضمائر وتخريب الذمم. فحولوا شهود الإثبات في قضية مبارك والذين معه إلي شهود نفي. وحولوا الذين أقسموا اليمين. وقالوا أمام النيابة كلاماً يدين مبارك وقتلة المتظاهرين والثوار إلي شهود زور يقدمون للمتهمين أطواق نجاة وأدلة براءة.

فتش عن أبناء مبارك.. ستجد الريموت كنترول الذي يحركهم هو الذي يستخدمهم بشكل خبيث لضرب الثوار بالثوار. وفتنة المسلمين بالمسيحيين. والمسلمين بالمسلمين. والمسيحيين بالمسيحيين.

وهو الذي يجعلهم يبذرون بذور الشك لطمس معالم الحقيقة واختلاط الحق بالباطل والأصيل بالخبيث الرديء. فيسوقون السارق القاتل علي أنه ثوري حتي يشوهوا الثوار الحقيقيين والثورة الطاهرة ويروجون للمقتول في واقعة نهب وسرقة علي أنه شهيد. فيسيئون للشهداء الحقيقيين الذين ضخوا دماءهم الطاهرة في شرايين الثورة.
أبناء مبارك هم الذين حركهم الريموت الخبيث للاشتباك مع الثوار الذين ضغطوا وثاروا شهوراً بالميدان حتي يري الكون بأم العين مبارك ونجليه والعادلي وأعوانه في القفص.. فهم الذين ينفخون في الكير خارج الأكاديمية وداخل قاعة المحاكمة ليتطاير الشرر فيحرق الداخل والخارج لتعلو الأصوات والجلبة علي أصوات العدالة.
هم الذين حشدوا لنا محامين مستوردين من الخارج دفاعاً عن المخلوع. فهم ورغم أنهم محامون منظر وديكور. لكنهم يؤدون الوظيفة المحددة. وهي إحداث الفتنة والوقيعة والقيام بعملية التشويش المطلوبة.

أبناء مبارك ومن وراءهم لا يتصرفون مثلنا بالقطعة وسيارات تحت الطلب التي تدفن حالة بعد حالة. وإنما - وكما قلت - عندهم خطة طويلة وأجندة مزدحمة. تعتمد وتراهن علي أنها صاحبة النفس الطويل بينما الدولة "مقطوعة النفس". لذلك فالتفنن في تفريغ بطاريات الدولة وقطع أسباب الشحن عن الحكومة أهم عناصر التكتيك لتنفيذ المخطط وإنجاحه.

فبعد أن دخل مبارك القفص وأعتقد الناس واعتقدت الحكومة أنه وبعد زوال السبب الرئيسي للاعتصام وشغل الميدان. سينصرف المعتصمون ويذهب الجميع إلي عمله لتعود عجلة الإنتاج التي صدأت إلي دورانها ويعود الأمن المفقود إلي سابق عهده.. لكن أبناء مبارك ولأنهم بارون بالقسم قرروا ألا تغمض جفونهم قبل أن يخلقوا مسرحاً جديداً. فظهرت مشكلة سيناء.

والمشكلة معدة جاهزة وكل شيء بها معد للانفجار منذ مدة. وتنقصه فقط إشارة البدء حتي ينتشر فيروس الفتنة بسرعة البرق بين البدو والبدو وبين البدو والدولة. وبين الدولة وإسرائيل.. فهناك إصرار وترصد علي أن ينكسر البلد وألا تقوم له قائمة.
ويشاء الله أن يحفظ مصر ويفوت الفرصة علي الماكرين. فتمر موجة سيناء العاتية بسلام.. لكن الجراب لايزال عامراً. ولايزال أبناء مبارك ومن وراءهم علي العهد والبر بالقسم الذي حلفوا فيه بسماها وترابها. أن ينهكوا البلد ويفشلوا ثورته. فيجربوا نظرية "3 * 1" للتشتيت.. العنصر الأول الفعال هو اضرابات واعتصامات المحلة وإشعال النيران في نسيجها وفي قلوب كل أهلها.. والعنصر الثاني الذي لا يقل فاعلية هو قنابل الألتراس التي انفجرت في مباراة الأهلي وكيما والتي استخدموا فيها المولوتوف والشماريخ. وظهرت لأول مرة القنابل الجرثومية ممثلة في الأكياس الممتلئة بالبول والمخلفات!

أما العنصر الثالث فهو الأكثر خطورة. وهو تفجير مشكلة النوبة. فالفتنة نائمة منذ سنوات. لكنها تبدو كذلك من علي السطح فقط. أما القشرة فتحتها ما تحتها.. فالجهود دائبة ودائمة ومنظمة من قبل تلك الجهات الداهية التي تعد لمثل هذه الأيام وتلك المواقف لاستخدامها أسوأ استخدام.

معني ذلك أن أبناء مبارك ليسوا إلا الواجهة الساذجة لجبال الشر المختبئة التي تريد لمصر وأهلها وثورتها سوءاً.. فالنوبة وسيناء مجهزتان ومعدتان لجعلهما مثل مكعبات لعب الأطفال سهلة الفك والتركيب.. بسهولة يمكن تفكيك النوبة من جسم البلد. وبسهولة يمكن فك سيناء من جسم البلد.. وخريطة جاهزة لكل منهما كدولة مستقلة ذت سيادة عندها شعب يتم تغذيته منذ سنوات بكراهية الأم وسم لبنها ومر العيش تحت سمائها.

أيضاً عند سيناء والنوبة ممثلون بالخارج يجهزون منذ زمن لدعوات الاستقلال وأوراق التأييد والاعتماد من الخارج باعتبار أن سكانها مواطنون من الدرجة الثالثة ويرزحون تحت الاحتلال والظلم وانه لا مفر من الاستقلال التام أو الموت الزؤام.
أيها المصريون انتبهوا.. أبناء مبارك سوف تتعدد صورهم وأشكالهم وألوانهم في الأيام القادمة. فكلما سددنا عليهم طريقاً سيخرجون من ألف. وكلما فوتنا عليهم فرصة خلقوا مليون فرصة. فمن يحركونهم جرابهم عامر. ولن يهدأوا ولن تلين لهم قناة حتي يحققوا مآربهم. فاحترسوا وانتبهوا وحاربوهم حيث ثقفتموهم لكي تبقي مصر وتحيا الثورة.