النشاط البدني يؤدي إلى تغييرات مفيدة في نشاط الجينات

اكتشف فريق من العلماء أن النشاط البدني يؤدي إلى تغييرات مفيدة في نشاط الجينات، حتى بعد القيام بتمرين واحد فقط.

لفت العلماء إلى الأمور الإيجابية التي تعود على الجسم بعد ممارسة التمرينات الرياضية، والتي يأتي في مقدمتها الدور الذي تلعبه في حرق السعرات الحرارية والمحافظة على الوزن وخفض أخطار الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية وداء البول السكري.
وجاء هذا الجهد البحثي الأخير ليكشف عن فائدة أخرى جديدة تتمثل في القدرة التي يحظى بها النشاط البدني على تغيير الحمض النووي لممارسي التمرينات الرياضية.

وعلى عكس الانحرافات والطفرات الوراثية التي تنجم عن المواد المسرطنة والسموم، فإن التغييرات التي تطرأ على الحمض النووي جراء ممارسة التمرينات الرياضية تكون أشبه بالعمليات التي تعني بضبط الإيقاع، بمساعدتها العضلات على القيام بمهامها بشكل أفضل وبصورة أكثر فعالية. وكان الأمر اللافت في هذا الصدد، وفقاً للباحثين، هو أن تلك التغييرات تحدث حتى بعد ممارسة تمرينات لمدة 20 دقيقة فقط.
وتحدثت جولين زيراث، أستاذ في علم وظائف الأعضاء في معهد كارولينسكا في ستوكهولم، رفقة زملائها، عن تلك التغييرات التي تطرأ على الخلايا العضلية بعد التمرينات.

ومن خلال الدراسة التي أجراها الباحثون في هذا الصدد، واشتملت على 14 شاباً وفتاة من كثيري الجلوس، اتضح مدى الفوائد التي تعود على الجسم بصفة عامة، في أعقاب ممارسة التمرينات الرياضية. وللتأكيد على الدور الذي تؤثر من خلاله التمرينات على النشاط الجيني في العضلات، لجأ العلماء بعد ذلك أيضاً إلى دراسة الطريقة التي يؤثر من خلالها الكالسيوم على الجهاز بأكمله. وتبين أنه حين تتهيأ الخلايا العضلية للقيام بنشاط مكثف كالتمرينات الرياضية، فإنها تفرز الكالسيوم، الذي يدعم عملية الانقباض. وحين أوقف العلماء عملية إفراز الكالسيوم، اختفى التأثير، ولم تنقبض العضلات بشكل كبير. ورغم النتائج التي أكدت على الدور الذي يلعبه الكافيين في حفز إفراز الكالسيوم، إلا أن زيراث رفضت تبديل التمرينات بكوب من القهوة.

وبررت ذلك بقولها :" إن معظم التأثيرات الفسيولوجية للكافيين الذي نشربه يتركز على الجهاز العصبي المركزي ولا ينتقل إلى جميع العضلات. ومن أجل الحصول على نفس التأثير الذي نراه في العضلات، فإنك مطالب بتناول 50 كوباً من القهوة يومياً، وهي الجرعة التي تقترب من الجرعة المميتة بالنسبة للإنسان".

لميس