ان الحمد لله ,نحمده,ونستعينه,ونستغفره ,ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا ,من يهده الله فلا مضل له ,ومن يضلل فلا هادى له ,ثم أما
بعد.
فهذه رساله يسيره فى فضائل الايام العشر من ذى الحجه وما يستحب بها فيها من الاعمال فأسال الله أن ينفعنى بها واخوانى واخواتى امين
(قال الله تعالى (والفجر ,وليال عشر
والليالي العشر: المراد بها عشر ذي الحجة. كما قاله ابن عباس،وغير واحد من السلف والخلف.
وقد
ثبت في صحيح البخاري، عن ابن عباس ان النبى صلى الله عليه وسلم قال "ما من
أيام العمل الصالح أحب إلى الله فيهن من هذه الأيام" -يعني عشر ذي الحجة
-قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجلا خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك بشيء" (
فهذه ايام مباركه لا يجوز للعاقل ان يضيعها فيما لا ينفعه فى امر دينه ودنياه
وهذه بعض الاعمال الصالحه التى يستحب فعلها فى هذه الايام
اولا المحافظه على الصلوات الخمس فى جماعه فى المسجد
لقول النبى صلى الله عليه وسلم عندما سئل اى الاعمال أفضل قال الصلاه على وقتها كما رواه البخارى عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه
ثانيا صيام الايام التسعه الاولى من ذى الحجه فاذا لم يتيسر لك لذلك فلا تفوت صيام يوم عرفه.
فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم (صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي بعده والسنة التي قبله
رواه مسلم
ثالثا الاكثار من ذكر الله عزوجل ولا سيما التكبير فى كل الايام العشر وليس التكبير مقصورا فقط على ايام العيد .
ومن صيغ التكبير الوارده عن الصحابه (الله أكبر ,الله أكبر ,لا اله الا الله ,الله أكبر الله أكبر ولله الحمد) كما يسن رفع الصوت بها
رابعا
الاكثار من قراءه القران وليجعل كل واحد منا له ورد من القران يوميا كأن
يقرأ كل يوم جزء او ثلاثه او عشرا بحسب ما ييسر الله عزوجل
فان لك بكل حرف تقرأه حسنه والحسنه بعشر أمثالها الى سبعمائه ضعف الى أضعاف كثير نسأل الله الكريم الا يحرمنا من فضله
خامسا الاكثار من الصدقه فى هذه الايام الايام المباركه
فان
النبى صلى الله عليه وسلم يقول (« مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ وَمَا
زَادَ اللَّهُ عَبْداً بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزًّا وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ
لِلّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ
رواه مسلم)
عن أبي
هريرةَ --رضي الله عنه-- قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن
تَصَدَّقَ بعَدْلِ تمرةٍ من كسْبٍ طيّب ـ ولا يَقبلُ الله إلاّ الطيِّبَ ـ
فإنَّ اللهَ يتقبَّلهُا بيمينِه، ثمَّ يُرَبيِّهَا لصاحبها كما يربِّي
أحَدُكم فَلُوَّهُ، حتى تكونَ مِثَل الجبلِ"
أخرجه البخاري في صحيحه. كتاب الزكاة، باب الرياء في الصدقة، رقم الحديث(1344، 2/511).
الفَلُوَّ: المُهر أو ولدُ الحصان (النهاية في غريب الأثر، 3/72).
سادسا المحافظه على اذكار الصباح والمساء فان فيها حفظا للانسان ورفعه فى درجاته وتكفيرا لذنوبه
سابعا الاكثار من صلاه النافله
ولا
سيما السنن المؤكده وهى اثنا عشره ركعه (ركعتان قبل الفجر واربعا قبل
الظهر وركعتان بعد الظهر وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء
وكذلك المحافظه على صلاه الوتر فانها من اكد السنن الثابته عن النبى صلى الله عليه وسلم
ثامنا التضحيه لمن وسع الله عزوجل عليه
ويسن للمضحى ان يتشبه بالحاج فلا يأخذ من شعره ولا من أظافره شيئا حتى ينحر
تاسعا انبه اخوانى على ايام فى غايه الاهميه يغفل عنها كثير من الناس وهى الايام التشريق فهى من أفضل ايام العام
وقد
قال النبى صلى الله عليه وسلم " لا تصوموا هذه الأيام ، فإنها أيام أكل
وشرب وذكر لله عز وجل " رواه أحمد ( 10286 ) وصححه الألباني في السلسلة
الصحيحة ( 3573
عاشرا ...وهذه حقها ان تكون اولا الا وهى الحج والعمره لمن كتبه الله عزوجل له ذلك
واخيرا اوصى نفسى واخوانى بالا نفرط فى هذه الايام المباركه فان العمر قصير والسفر طويل والعاقل من تزود فى هذه الدنيا ليوم القيامه.
فان الدنيا مهما طالت فهى قصيره ومهما عظمت فهى حقيره
هذا
وما كان من توفيق فمن الله وحده وما كان من خطأ او ذلل أو تقصير فمنى ومن
الشيطان والله ورسوله منه براء ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه وأعوذ
بالله ان اكون جسرا تعبرون
عليه الى الجنه ثم يرمى به فى جهنم.وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .