في يوم من الايام وكباقي الايام اخذت كرسيا وجلست تحت دالية عالية كانت للعنب ممتدة على طول فناء منزلنا
وانشرحت في كتابة قصيدة شعرية حرف بعد حرف جملة تليها جملة بيت يتبع بيت الى ان اثار انتباهي حمامة منبطحة على الارض وقد كانت لأحد اصدقائي من جيراننا لكن الغريب في الأمر ان كل ما اقتربت منها بادرت الى الهرولة دون تحريك جناحيها او محاولة التحليق فتساءلت واستغربت فقلت في نفس لعل عطبا اصابها فأخذت فاحصا لها بيدي وتأملت جيدا وبسطت جناحيها لكن دون جدوى لم اجد ولو حتى خدش فزاد الامر يأخذ مجرى التشويق لمعرفة السر في مكوثها في الارض دون الطيران في السماء فقمت بحملها الى مالكها وطرحت عليه المسالة فأجابني بابتسامة عريضة قائلا ان تلك الحمامة حالة خاصة فرددت عليه محتارا ولماذا قالي تعالى معي نقعد سويا سأسرد عليك قصة تلك الحمامة فذهبت معه واخذ يروي لي قال ان تلك الحمامة تستطيع التحليق في الحقيقة لكن في خيالها هي لا فصحت متعجبا فما السبب يا ترى فأجابني ان تلك الحمامة عندما كانت صغيرة كانت طائشة جدا وكانت اذا طارت في الهواء لا ترجع إلا بعد بحث طويل مني وكان هذا يتكرر دائما الى ان مللت البحث فأخذت قاطعا لجناحيها بالمقص كل بضعة ايام افعل عين الامر فلم تعد تحلق من ذلك الدهر فقد اعتادت المشي عوض الطيران فلما كبرت لزالت تعتقد انها لا يمكن لها الطيران بالرغم من ان سمحت لريشها بالنمو.
الحكمة
الكثير منا أيضاً يمضون في الحياة معلقين بقناعة مفادها أننا لا نستطيع أن ننجز أو نغير شيئاً وذلك ببساطة لأننا نعتقد أننا عاجزون عن ذلك، أو أننا حاولنا ذات يوم ولم نفلح
حاول أن تصنع شيئاً, وتغير من حياتك بشكل إيجابي وبطريقة إيجابية
المؤلف : توفيق اغريس