وبهذه الآيات الكريمة .. عرف بمدى عظمة هذه الظاهرة..
ولكن هل تفكر أحدنا في هذه الظاهرة ..وعظمتها؟
هل تفكر أحدنا لم اختارها سبحانه .. أن يقسم بها مميزا إياها عن باقي الظواهر..؟؟
هل تفكر أحدنا في السر الذي يكمن وراء هذه الظاهرة؟؟
ظاهرة الشفق .. وما تحتويه من اسرار..
لقد آثرت هنا أن أقدم لكم سر هذه الظاهرة .. ومكنونها ..
مدى العظمة فيها و الإعجاز ..
بديع خلقها و روعتها..
آثرت تقيدمها لكم..ولست بخيركم ولا أفضل منكم..
ولكنه التذكير ..التذكير فقط
(و ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) ( الذاريات : 55 )
علنا بعد هذا التذكير ..نتـأمل معا قدرة الله سبحانه و تعالى ..
في الخلق ..
نستشعر عظمتة سبحانه في الإبداع..
فنخشــــاه حق خشيته سبحانـــــه..
فبعد محاولات و محاولات باءت معظمها بالفشل..
بعد أفكار و اقتراحات و نظريات وضعت ... و تفسيرات..
لهذه الظاهرة الرائعة..
استطاع العلماء أخيرا اكتشاف السر وراءها ..
فما هو سرها ؟؟
/ الإعجاز في ظاهرة الشفق /
سرها يكمن هناك .. في أشعة الشمس ..
نعم .. أشعة الشمس .. الساقطة
على الغلاف الجوي للأرض والتي تخترق بلورات الثلج الصغيرة الموجودة في هذا الغلاف
وكأنه موشور زجاجي فيتحلل الضوء من خلاله إلى ألوان الطيف الضوئي السبعة.
/ الإعجاز في ظاهرة الشفق القطبي /
أما ظاهرة ( الشفق القطبي ) فهي تحدث نتيجة عمليات معقدة.
فالشمس تقذف ملايين الأطنان في الانفجارات الشمسية.. وعندما يصل الحقل المغنطيسي القوي الناتج عن هذه الانفجارات إلى غلاف الأرض الجوي فإنه يتفاعل مع الحقل المغنطيسي للأرض ويتبدد عند منطقة القطبين، ويحدث نتيجة ذلك الشفق القطبي، وهي ظاهرة من روائع الظواهر الكونية وآية تشهد على عظمة وإبداع الخالق تبارك وتعالى.
لقد اكتشف العلماء أن الشمس تطلق ريحاً عاصفة تصل إلى حدود الأرض.. ولكن الله برحمته لم يسمح لهذه الريح أن تقترب منا ولذلك فقد حفظ أرضنا بغلاف مغنطيسي محكم يحيط بالأرض من جميع جوانبها، وتنطلق خطوطه من القطبين وتعود إلى القطبين. إن مهمة هذا الحقل المغنطيسي هي تلقف هذه الريح الشمسية الملتهبة وتبديدها والتفاعل معها وحرقها، مما يؤدي إلى توهج الجزء الخارجي من الغلاف الجوي لنرى هذه الصورة الرائعة.
لكل هذا الحقائق التي تم اكتشافها مؤخرا.. اقسم الله سبحانه و تعالى بالشفق..
اقسم بأحد مخلوقاته التي ابدع في خلقه..
وما الشفق إلا مخلوق وظاهرة واحدة في كون مليء بالظواهر
والمخلوقات..
وكل مخلوق منها .. فيه من عظيم الخلق و القدرة مافيه ..
فيه من غبداع الخالق ما نجهل معظمه و ندرك القليل القليل فيه..
..
وهذا ما دفعني هنا أن .. أتساءل
مع كل ما نراه و نسمعه .. من مظاهر هذا الإعجاز..
مع كل هذه الخوارق و الظواهر ؟
مع كل هذا الإبداع المتمثل في خلق الرحمن ؟؟
ما الذي قدمناه؟
مالذي تحرك فينا وفي أعماقنا ..مع سماعنا لهذه الإعجازات ؟
هل زادتنا إيمانا ؟؟
أم
ظلت قلوبنا على ما هي عليه من غفلة و ضلال؟
هل تمعنا في هذه المخلوقات ..
واستشعرنا عظمة الخالق سبحانه ..
أم انشغلنا عن هذا بالتلذذ بمترفات الدنيا و ملاهيها..
ونسينا خالقنا .. المبدع في خلقنا .. نحن و ما حولنا..
هذه تساؤلات مني ..
ولست بخيركم..
ولكني آثرت تقديمها علنا نصل معا إلى الحق
والرشاد
بعد أن ضللنا السبيل..
وتركنا شهواتنا تحكمنا ..
هلموا معا نتأمل عظمة الخالق ..سبحانه
لنزداد إيمانا و يقينا ونصبح ممن قال الله تعالى فيهم
"إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار ".