الاسلام والغضب

الغضب
الغضب هو ذلك العدو الذى يهدد صحة الانسان بل يهدد عمره وحياته
وذلك لاثاره السلبية البالغة على الانسان
لان انفعال الغضب يؤدى الى افراز العديد من الهرمونات التى تؤثر بخطورة على جسمه وعلى جهاز مناعته
ذلك الجهاز الذى يشكل جيشا داخل الانسان يقوم بحمايته من الامراض
ولا يستطيع ان يسيطر على الغضب الا الانسان القوى المؤمن
وفى هذا الموضوع نرى بعض من هذه الاثار الضارة للغضب وكيفية علاجها وموقف الاسلام من ذلك




الاثار الضارة للغضب

[size=16]روي أن رجلا قال النبي صلى الله عليه وسلم أوصاني قال (لا تغضب) فردد مرارا قال (لا تغضب) رواه البخاري


ثبت
علميا أن الغضب يؤثر على قلب الانسان كتأثيرا العدو أو الجري على القلب و الغضب يزيد من عدد مرات
انقباضات القلب في الدقيقة الواحدة فيضاعف بذلك كمية الدماء التي يدفعها القلب
أو التي تخرج منه إلى الأوعية الدموية مع كل واحدة من هذه الانقباضات وهذا بالتالي يجهد القلب لأنه يجبره على زيادة عمله عن معدلات
العمل الطبيعية التي يفترض أن يؤديها بصفة عادية أو ظروف معينةإلا أن العدو أو الجري تاثيرهما
في إجهاد القلب لا يستمر طويلا لأن الانسان يمكن أن يتوقف عن الجري إن هو
أراد التوقف اما الغضب فلا يستطيع الإنسان أن يسيطر عليه وخصوصا وإن
كان قد اعتاد على عدم التحكم في مشاعره والإنسان الذي اعتاد
على الغضب يصاب بارتفاع ضغط الدم ويزيد عن معدله الطبيعى حيث إن قلبه يضطر
إلى أن يدفع كمية من الدماء الزائدة عن المعتاد المطلوب كما أن شرايينه
الدقيقة تتصلب جدرانها وتفقد مرونتها وقدرتها على الاتساع لكي تستطيع أن
تمرر أو تسمح بمرور أو سريان تلك الكمية من الدماء الزائدة السريعة جدا التي يضخها هذا
القلب المنفعل ولهذا يرتفع الضغط عند الغضب هذا بالاضافة الى الآثار النفسية
والاجتماعية التي تنتج عن الغضب في العلاقات بين الناس والتي تضعف من
الترابط بين الناس
الغضب والسرطان

انفجار موجات الغضب قد
يزيد القلب اشتعالا ويصبح من الصعب التحكم في الانفعال مهما كان ضئيلا فالحالة
الجسمانية للانسان لا تنفصل عن حالته النفسية مما يجعله يسري بسرعة إلى
الأعضاء الحيوية في إفراز عصاراتها ووصول معدل إفراز هذه الغدد إلى
حد سدّ الطريق أمام جهاز المناعة في الجسم وإعاقة حركة الأجسام المضادة
المنطلقة من هذا الجهاز عن الوصول إلى أهدافها الأخطر من ذلك كله أن بعض
الأسلحة الفعالة التي يستخدمها الجسم للدفاع عن نفسه والمنطلقة من غدة
حيوية تتعرض للضعف الشديد نتيجة لإصابة هذه الغدة بالتقلص عند حدوث أزمات
نفسية خطيرة وذلك يفسر احتمالات تحول الخلايا السليمة إلى سرطانية في غيبة
النشاط الطبيعى لجهاز المناعة

الغضب الصريح والمكبوت
ان العلماء كانوا يعتقدون في
الماضي أن الغضب الصريح ليس له أضرار وأن الغضب المكبوت فقط هو المسؤول عن
كثير من الأمراض ولكن دراسة امريكية حديثة قدمت تفسيرا جديدا لتأثير هذين
النوعين من الغضب تشير الى أن الكبت أو التعبير الصريح للغضب يؤديان إلى
الأضرار الصحية نفسها وإن اختلفت حدتها ففي حالة الكبت قد يصل الأمر عند
التكرار إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأحيانا إلى الإصابة بالسرطان أما
في حالة الغضب الصريح وتكراره فإنه يمكن أن يؤدى إلى الإضرار بشرايين
القلب واحتمال الإصابة بأزمات قلبية قاتلة

ولهذه الاضرار البالغة كرر لنبى عليه افضل الصلوات والسلام قوله (لا تغضب) مرارا

متى نغضب؟؟؟؟؟؟؟
قول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تغضب)
لا يعنى عدم الغضب ولكن يعنى عدم التمادى فيه
فهناك اوقات ينبغى الانسان ان يغضب فيها
وهذه اذا انتهكت حرمات الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكن كيف نغضب؟؟؟؟؟؟؟
رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول لمن يغضب واذا غضب أحدكم فليسكت
.. لان أي
سلوك لهذا الغاضب لا يمكن أن يوافق عليه هو نفسه اذا ذهب عنه الغضب
ولهذا
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان

علاج الغضب
قال الرسول صلى الله عليه وسلم
ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب
فقد اعتبر النبى عليه افضل الصلوات والسلام الانسان الذى يملك غضبه بالشديد
لانه عليه الصلاة والسلام يعلم ان مجاهدة النفس اشد بكثير من مجاهدة العدو

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"اذا غضب احدكم وهو قائم فليجلس او ليضجع"

توصل الطب
النفسي الى طريقتين لعلاج المريض الغاضب .. الاولى : من خلال تقليل
الحساسية الانفعالية وذلك بتدريب المريض تحت أشراف طبيب على ممارسة
الاسترخاء مع مواجهة نفس المواقف الصعبة فيتدرب على مواجهتها بدون غضب أو
انفعال .. الثانية : من خلال الاسترخاء النفسي والعضلي وذلك لأن يطلب
الطبيب من المريض أن يتذكر المواقف الصعبة واذا كان واقفا فليجلس أو يضطجع
ليعطيه فرصة للتروي والهدوء
قد ثبت علمياً أن هذه الهرمونات التى ينتجها الغضب تنخفض بالاستلقاء
ولهذا قال رسولنا الكريم عليه افضل الصلوات والسلام فليجلس او ليضجع