لقد استوقفني كثيرا حينما اقرا القران الاحظ بان الله
قد ذكر كلمة
اله مره وال
رب مره اخرى و
الله مرة ثالثه فلماذا ؟؟؟؟
ولذلك اردت ان اضيف هذا الموضوع لكي نتعرف عن !!!!!
ما اللمسة البيانية في استخدام كلمة (
الله) و(ال
ربّ) في الآيتين: (
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا) سورة النساء وقوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا
ربكم) سورة النساء؟
لفظ الجلالة
الله هو اللفظ العامّ لله تعالى ويُذكر هذا اللفظ دائماً في مقام التخويف الشديد وفي مقام التكليف والتهديد.
أما كلمة ا
لربّ فتأتي بصفة المالك والسيّد والمربي والهادي والمشد والمعلم وتأتي عند ذكر فضل الله على الناس جميعاً مؤمنين وغير مؤمنين فهو سبحانه المتفضّل عليهم والذي أنشأهم وأوجدهم من عدم وأنعم عليهم. والخطاب في الآية الثانية للناس جميعاً وهو سبحانه يذكر النعمة عليهم بأن خلقهم والذين من قبلهم، ولذا جاءت كلمة (ربكم) بمعنى الربوبية . وعادة عندما تذكر الهداية في القرآن الكريم تأتي معها لفظ الربوبية (ربّ).
الفرق بين كلمة (
رب) وكلمة (
إله)
قال الله تعالى: {
يُنَزِّلُ الْمَلآئِكَةَ بِالْرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ} (النحل:2)
هذا {لاَ
إِلَـهَ إِلاَّ أَنَاْ} - كما يقول
الرب تبارك وتعالى -
هذا توحيد الألوهية ونفس الشيء {فَاتَّقُونِ} دعوة إلى توحيد الألوهية،
لقد اقترن لفظ الجلالة بالذين آمنوا، والرب بعامة الناس فقلت في نفسي قد يكون لأن لفظ الجلالة هو المختص بالله وهو ذوإشعاع وضيء من الرحمة الإلهية ترتاح بنطقه القلوب ولذلك اقترن بالمؤمنين
أن كلمة
رب هي شاملة ، أي تأتي مع كل إسم من أسماء الله الحسنى ، حتى الصفات المضادة لبعضها البعض مثلا : رب شكور ، رب غفور ـ رب رحيم ، رب جبار ، رب منتقم ... وهكذا، فكلمة
الربّ فتأتي بصفة المالك والسيّد والمربي والهادي والمشد والمعلم
لكن
الفرق أن الأول به عرَّف الله تبارك وتعالى، وقلنا إن كلمة (
رب) تفيد توحيد الربوبية، أما كلمة (
إله) تفيد توحيد الألوهية،
وإن الله جل وعلا لما كلم موسى وموسى قدم يبحث عن جذوة من النار - والله يربي عباده على التوحيدين - فلما قدم موسى ليلتمس جذوة من النار - وهو لا يدري أنه نبي ولا أنه موسى الذي سيصبح كليم الله أو صفيه كل هذا كان موسى عليه السلام يجهله - فجاء خائفاً يرقب هذه النار، فالله جل وعلا قبل أن يُملي عليه توحيد الألوهية - وهو مطلب الرب جل وعلا من خلقه - قال له تبارك وتعالى: {...
يَا مُوسَى * إِنِّي أَنَا رَبُّكَ...} فأشعره بالطمأنينة، الآن لم يطلب منه أي طلب؛ لأنه لما قال له: {أَنَا رَبُّكَ} كما يقول لك أبوك وأنت ضائع: أنا أبوك أنا أخوك الأكبر أنا رئيسك أنا مديرك أنا أميرك حتى تشعر بالطمأنينة فقال له ربه جل وعلا: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ} فشعر موسى بالطمأنينة لأنه لا يوجد تكليف، {
إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} لما شعر موسى بالطمأنينة طلب منه الله جل وعلا أن يعبده قال الله جل وعلا: {
إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى} الآن أعطاه توحيد الألوهية قال: {
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} بعد أن مهد بتوحيد الربوبية....
تأملات في سورة النحل
قال الله تعالى في أول سورة العلق: {
اقرأ باسم ربك الذي خلق}
الرب الله جلا جلاله إذا وصف بأنه
رب أو ذكر بأنه رب فإنما يعنى بهذا الذكر عناية الله بالخلق وإحاطته ورأفته ورحمته جل وعلا بخلقه لأن رب كل شئ صاحبه وهو جل وعلا رءوف رحيم بخلقه رباهم بالنعم وأوجدهم من العدم من قبل، فلهذا ذكرت كلمة (
رب) ولم تذكر كلمة (
إله) حتى يشعر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستئناس والطمأنينة وهي نفس الطريقة التي عامل الله جلا وعلا بها موسى عليه السلام يوم أن أوحي إليه في الوادي المقدس قال الله تعالى له: {
إني أنا ربك} ولم يقل له: إني أنا إلهك لأن كلمة (
إله) تعنى التكليف المطالب به العبد
أما كلمة (
رب) فتعنى ما يغدق به الله جلا وعلا على عباده وخيار خلقه من الفضل والمعروف والإحسان والكرامة... فلذلك قال جبريل يتلو على النبي مبلغا عن الله: {
اقرأ باسم ربك الذي خلق}