هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المشتاقوون للجنـــــــــة...

اذهب الى الأسفل 
+12
شموخ عزي
**ياسمين**
عابدة الله
*الصـLEGENDـاعق*
♠MORA♠
تراب الارض
بقايا جروح
ЯoŔo❤
MOURAD
Ģ.£.m.Ў
**هزيم الرعد**
منى الراوى
16 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3 ... 7, 8, 9, 10, 11, 12  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالسبت 25 ديسمبر 2010, 9:02 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :


المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Bsmala

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Sigpic41809_8



المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 20mw3


المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 2288qe3ku3
كيف تتحول أحزانك إلى عبادة ؟



ما الذي تحتسبه في صبرك ؟
لماذا أنت حزين هكذا ؟
وما هذه الهموم التي تخفيها بين أضلعك ؟
لقد أتعبك الأرق والسهر، وذوى عودك وذهبت نضارتك000
لماذا كل هذه المعاناة ؟؟
فهذا أمر قد جرى وقدر، ولا تملك دفعه إلا أن يدفعه الله عنك
ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها فلا تكلف نفسك من الأحزان مالا تطيق !!
استغل مصيبتك لصالحك لتكسب أكثر مما تخسر، كي تتحول أحزانك إلى عبادة الصبر العظيمة

– عفواً –
أنها عبادات كثيرة وليست واحدة !
كالتوكل
الرضا
والشكر
فسيبدل الله بعدها أحزانك سروراً في الدنيا قبل الآخرة لأن من ملأ الرضا قلبه
فلن تجزع من مصيبته وهذا والله من السعادة ... ألا تري أن أهل الإيمان أبش الناس
وجوها مع أنهم أكثرهم بلاء !

فكن فطن ... فالدنيا لا تصفو لأحد وكلما انتهت مصيبة أتت أختها ...
وقد قيل : إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
أيها الصابر ربما وجدت نفسك فجأة في بحر الأحزان تغالب أمواج الهموم القاتلة وهي تعصف بزورقك الصغير
بينما تجدف بحذر يمنة ويسرة...
ولكن الأمواج كانت أعلى منك بكثير ولم يبق إلا أن تطيح بك...
وفي تلك اللحظات السريعة أيقنت
بأن لا مفر لك من الله إلا إليه
فذرفت عيناك
وخضع قلبك معها
واتجه كيانك كله إلى الله
يدعوه يا رب .. يا رب ..
يا فارج الهم فرج لي
هنا سكن بحر الأحزان
وهدأت الأمواج العالية
وسار قاربك فوقه بهدوء واطمئنان
إن شيئاً من الواقع لم يتغير سوى ما بداخلك
قال الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } (الرعد: 11)
لقد تحول جزعك إلى تسليم، وسخطك إلى رضى
فاجعل هذه الهموم والأحزان أفراحا لك في الآخرة فهي والله أيامك في الدنيا ولياليك فاصبر واحتسب:
1- أجر الصابرين ، فالصابر يكب عليه الأجر بلا عد ولا حد
قال الله تعالى: { إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } (الزمر:10).
2- أن تفوز بمعية القوي العزيز
قال الله تعالى: { َاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } (الأنفال:46).
3- أن يحبك الله وما أنبلها من غايةقال الله تعالى: { وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ } (آل عمران:146).
4- أن تكون لك عقبى الدار
قال الله تعالى:
{ وَالَّذِينَ
صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا
مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً وَيَدْرءُونَ بِالْحَسَنَةِ
السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (22)

جَنَّاتُ عَدْنٍ
يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ
وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ
بَابٍ (23)

سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} (الرعد:22-24). 5- ا
5-احتسب في صبرك على مصيبتك أن ينصرك الله ويجبر كسرك وأن تكون العاقبة لك
قال الله تعالى: { فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ } (هود:49).
6- أن تكون من المفلحين الناجين
قال الله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }(آل عمران:200). 7-

المغفرة والأجر الكبير قال الله تعالى:
{ إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } (هود:11).
8- أن تنال صلوات من ربك ورحمة وهداية لما يحبه ويرضاه
قال الله تعالى:
{
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ
الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)

الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } (البقرة:155-157).

9- انظر إلى الأشجار في فصل الخريف كيف تتساقط أوراقها ما أروع هذا المنظر!
إن احتسابك للمعصية سيجعل ذنوبك تتساقط كما تحط الشجرة ورقها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله [ به] سيئاته كما تحط الشجرة ورقها"

... كلمة أخيرة ...
الصبر - يا أخي /اختي
ليس فقط على أقدار الله المؤلم
إنما هناك أيضا الصبر على:
طاعة الله وتنفيذ أوامره كذلك الصبر عن فعل المعاصي
فلا تنسى أن تحتسب تلك الأجور في جميع أنوع الصبر
اللهم أنفعنا بما نكتب قولاً وعملاً

المشتاقــــــون الـــى الجنـــــة


عدل سابقا من قبل MOURAD في الثلاثاء 01 مارس 2011, 10:49 pm عدل 2 مرات (السبب : التثبيت)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 10:31 am

[size=21]من ثمرات الاخلاص .. القوة الروحية

والإخلاص يمنح المخلص قوة روحية هائلة، مستمدة من سمو الغاية التي أخلص لها نفسه، وحرر لها إرادته، وهو رضا الله ومثوبته.
فإن الطامع في مال أو منصب أو لقب أو زعامة: ضعيف كل الضعف، إذا لاح له
بادرة أمل في تحقيق ما يطمع فيه من دنيا... ضعيف أمام الذين يملكون إعطاءه
ما يطمح إليه... ضعيف إذا خاف فوات مغنم يرجوه، أما الذي باعها لله، فهو
موصول بالقوة التي لا تضعف، والقدرة التي لا تعجز، ولهذا كان في تجرده
وإخلاصه أقوى من كل قوة مادية يراها الناس.
وقد صور حديث - رَواهُ التّرمذيُّ بسند ضعيف - مقدار القوة الروحية
الهائلة، التي يملكها من أخلص قلبه لله، يقول الحديث الذي رَواهُ أنس بن
مالك:
(لما خلق الله الأرض جعلت تميد، فخلق الجبال،
فألقاها عليها، فاستقرت، فعجبت الملائكة من خلق الجبال، فقالت: يا رب؛ هل
في خلقك شيء أشد من الجبال؟ قال: نعم، الحديد. قالت: يا رب؛ هل في خلقك
شيء أشد من الحديد؟ قال: نعم، النار. قالت: يا رب؛ هل في خلقك شيء أشد من
النار؟ قال: نعم، الماء. قالت: يا رب؛ هل في خلقك شيء أشد من الماء؟ قال:
نعم، الريح. قالت: يا رب؛ هل في خلقك شيء أشد من الريح؟ قال: نعم، ابن آدم
يتصدق بيمينه، ويخفيها عن شماله) ! (رَواهُ التّرمذيُّ عن أنس وقال: غريب
ورواه أيضًا أحمدُ، وعبد بن حميد، وأبو يعلى، والبيهقيُّ، وأبو الشيخ في
العظمة، والضياء في المختارة، كما ذكر الزبيدي في " شرح الإحياء"(265/8).


وهكذا يصور لنا هذا الحديث أن القوة الروحية أعظم من كل القوى المادية،
وأن قوة الإيمان والإخلاص تفوق قوة الجبال التي تمسك الأرض أن تميد، وقوة
الحديد الذي يقطع الجبال، وقوة النار التي تذيب الحديد، وقوة الماء الذي
يطفئ النار، وقوة الريح التي تحرك الماء، أقوى من ذلك كله قلب ابن آدم حين
يخلص لله، فيتصدق بيمينه لا تعلم بها شماله. وهو تصوير نبوي بليغ معبر عن
اجتهاده في إخفاء صدقته بعدًا عن مظنة مراءاة الناس.
وذكر الغزالي في " الإحياء " قصة ترمز إلى هذا المعنى، وهو: ما يمنحه الإخلاص من قوة غير عادية لصاحبه، لا توجد عند غيره.
إنها قصة العابد الذي سمع أن شجرة يعبدها الناس من دون الله، فحمل فأسه،
وذهب مصممًا على أن يقطعها، ويقطع معها دابر فتنة تقديسها وعبادتها، وفي
الطريق قابله إبليس فأراد أن يثنيه فأبى، فتصارعا، فصرع العابد إبليس،
وبدا كأنه ريشة في يده، وهنا بدأ إبليس في مفاوضة ماكرة مع العابد: أن
يعود ويدع الشجرة، فإن قطعها لا يفيد، فقد يعبدون شجرة أخرى، وتعهد أن
يعطيه كل يوم دينارًا، يجده تحت وسادته، فينتفع به، وينفق منه على
المساكين... وما زال إبليس بالرجل، حتى اقتنع، وسلمه مبلغًا مقدمًا، ثم ظل
مدة يتسلم فيها الدينار كل صباح وفق ما اتفقا عليه.
ولكن العابد فوجئ يومًا بأنه لم يجد الدينار تحت الوسادة، كما اعتاد، فصبر
عدة أيام، لعل صاحبه يفي له بما وعده، بيد أنه لم يفعل.. فما كان من
العابد إلا أن حمل فأسه، وذهب ليقطع الشجرة من جديد، فقابله إبليس،
فتحداه، وتنازعا واصطرعا، فصرع إبليس الرجل هذه المرة، وكان كأنه عصفور
بين رجليه !
وهنا سأله العابد: ما الذي جعله يغلبه هذه المرة، بعد أن انتصر على إبليس
بجدارة في المرة الأولى؟ وهنا قال له إبليس: لقد كان غضبك في المرة الأولى
لله، فكان لديك من القوة ما لم يكن لي قِبَل بها، ولا طاقة لمواجهتها،
فهُزمت أمامك بسرعة. أما هذه المرة فكان غضبك لانقطاع الدينار، فلم يكن
عندك من القوة ما كان من قبل، وهزمت أمامي بسرعة البرق.
وهنا ظهر الفرق بين الغضب للدرهم والدينار، والغضب للواحد القهار.
إن المخلص لله لا يلين للوعد، ولا ينحني للوعيد.. لا يذله طمع، ولا يثنيه
خوف.. أسوته في ذلك النبي صلى الله عليه وسلم الذي عرض عليه الملك والشرف
والمال وسائر أعراض الدنيا ليكف عن دعوته، فقال في إصرار وصلابة:
(والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما
تركته، حتى يظهره الله أو أهلك دونه) (رَواهُ بنحوه ابن إسحاق في المغازي
(170/1)، ومن طريقه ابن جرير (67/2)، بإسناد معضل، وروى هذه القصة
الطَّبرانيُّ مختصرًا في الأوسط من حديث عقيل بن أبي طالب بلفظ آخر (انظر:
تخريج فقه السيرة للألباني ص 114، 115).
أما لو كان للنبي صلى الله عليه وسلم شهوة خفية في مال أو ملك أو سيادة
لضعفت مقاومته أمام العروض المغرية، يقدمها له سادة قريش، لكنه عرف غايته
فأخلص لها، وعرف ربه فلم يشرك به شيئًا.


المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 10:32 am

[size=21]فضل التوكل فى القرآن:

وقد جعل الله تعالى الإيمان شرطا للتوكل في قوله:
(وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ
مُؤْمِنِينَ) (المائدة: 23) والمعلق على شرط ينتفي بانتفائه، فإذا انتفى
التوكل انتفى الإيمان.
وقال تعالى في بيان أثر التوكل: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) (الطلاق: 3)،

فجعل نفسه تعالى جزاء للمتوكل وأنه كافيه وحسبه، وكفى بهذا فضلا، فقد قال في السورة نفسها: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا) (الطلاق: 2)، فجعل لها جزاءً معلوما، وجعل نفسه تعالى حسب المتوكل وكافيه.
كما أخبر تعالى أنه: (يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران: 159)،
وأي درجة أعلى من درجة من يحبه الله عز وجل؟ قال الغزالي: وأعظم بمقام
موسوم بمحبة الله تعالى صاحبه، ومضمون كفاية الله تعالى ملابسه، فمن الله
تعالى حسبه وكافيه، ومحبه وراعيه، فقد فاز الفوز العظيم (وفي هذا رد على
العلامة الهروي صاحب " منازل السائرين " في قوله: إنه من أوهى السبل عند
الخاصة، وإن كان من أصعب المنازل على العامة، وقد رد عليه ابن القيم في "
المدارج " فأحسن وأفاد، رحمهما الله)، فإن المحبوب لا يعذب ولا يبعد ولا
يحجب.
وقال تعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) (الزمر: 36) فطالب الكفاية من غيره والتارك للتوكل، هو المكذب بهذه الآية، كما يقول الغزالي، فإنه سؤال في معرض استنطاق بالحق.
وقال عز وجل: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (الأنفال: 49)،
أي " عزيز " لا يذل من استجار به، ولا يضيع من لاذ بجنابه، والتجأ إلى
ذمامه وحماه، و " حكيم " لا يقصر عن تدبير من توكل على تدبيره.
وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ) (الأعراف: 194)، فبين أن كل ما سوى الله تعالى عبد مسخر، حاجته مثل حاجتكم، فكيف يتوكل عليه؟!.
وقال تعالى: (إِنَّ
الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا
فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ) (العنكبوت: 17)

وقال عز وجل: (وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّماَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ) (المنافقون: 7).
قال الإمام الغزالي: وكل ما ذكر في القرآن من " التوحيد " فهو تنبيه على
قطع الملاحظة عن الأغيار، والتوكل على الواحد القهار " (انظر: إحياء علوم
الدين (243/4 / 244) طبع دار المعرفة، بيروت).
فضل التوكل في السنة:
وفي الصحيحين في حديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب من هذه
الأمة، وصفوا بأنهم: (هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى
ربهم يتوكلون) (رَواهُ البُخاريُّ في الطب، ومسلم في السلام عن ابن عباس).
وفي الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
(اللَّهُمَّ لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت،
اللَّهُمَّ إني أعوذ بعزتك - لا إله إلا أنت - أن تضلني. أنت الحي الذي لا
يموت، والجن والإنس يموتون) (رَواهُ مسلم عن ابن عَبَّاسٍ. صحيح الجامع
الصغير وزيادته، (1309).
وفي التّرمذيُّ عن عمر رضى الله عنه مرفوعا: (لو أنكم تتوكلون على الله حق
توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا، وتروح بطانًا) (رَواهُ
التّرمذيُّ في " أبواب الزهد " برقم (2345) وقال: حسن صحيح، وابن ماجه
برقم (4164)، وأحمدُ في مسند عمر برقم (205)، وقال الشيخ شاكر: إسناده
صحيح، وابن حِبَّان في صحيحه " الإحسان " برقم (730) وقال محققه: سنده
جيد، وَالحَاكِمُ في المستدرك (218/4). ومعنى " خماصا " أي فارغة البطون.
وفي السنن عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من قال - يعني إذا خرج من بيته - بِسْمِ الله. توكلت على الله. ولا حول
ولا قوة إلا بالله، يقال له: هديت ووقيت وكفيت. فيقول الشيطان لشيطان آخر:
كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي) (رَواهُ أبو داود في الأدب (5090)،
والتّرمذيُّ في الدعوات (3422) وقال: حسن صحيح غريب، ونسبه المنذري
للنسائي أيضًا).
وفي سنن أبي داود عن أبي مالك الأشعري مرفوعًا: (إذا ولج الرجل بيته،
فليقل: اللَّهُمَّ أسألك خير المولج، وخير المخرج. بِسْمِ الله ولجنا،
وباسم الله خرجنا،وعلى الله ربنا توكلنا، ثم ليسلم على أهله) (رَواهُ أبو
داود في "الأدب " (5092").

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 10:36 am

الصدق


مما لاشك فيه أن أعظم زينة يتزين بها المرء في حياته بعد الإيمان هي زينة
الصدق، فالصدق أساس الإيمان كما إن الكذب أساس النفاق ،فلا يجتمع كذب
وإيمان إلا وأحدهما يحارب الآخر.

الصدق في الظاهر والباطن :
الصدق بمعناه الضيق مطابقة منطوق اللسان للحقيقة ، وبمعناه الأعم مطابقة
الظاهر للباطن ، فالصادق مع الله ومع الناس ظاهره كباطنه ، ولذلك ذُكر
المنافق في الصورة المقابلة للصادق ، قال تعالى : (لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِين..َ)الآية (الأحزاب/24) .

لا صدق إلا بإخلاص :
والصدق التزام بالعهد ، كقوله تعالى : (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)(الأحزاب/23) ، والصدق نفسه بجميع معانيه يحتاج إلى إخلاص لله عز وجل ، وعمل بميثاق الله في عنق كل مسلم ، قال تعالى : (وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً * لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ )(الأحزاب/7 ، 8) ، فإذا كان أهل الصدق سيُسألون ، فيكف يكون السؤال والحساب لأهل الكذب والنفاق ؟
والصدق من الأخلاق الأساسية التي يتفرع عنها غيرها ، يقول الحارث المحاسبي
: " واعلم - رحمك الله - أن الصدق والإخلاص : أصل كل حال ، فمن الصدق
يتشعب الصبر ، والقناعة ، والزهد ، والرضا ، والأنس ، وعن الإخلاص يتشعب
اليقين ، والخوف ، والمحبة ، والإجلال والحياء ، والتعظيم ، فالصدق في
ثلاثة أشياء لا تتم إلا به : صدق القلب بالإيمان تحقيقـًا ، وصدق النية في
الأعمال ، وصدق اللفظ في الكلام " .

الصدق مرتبط بالإيمان :
ولما للصدق من رابطة قوية بالإيمان ، فقد جوّز رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - أن يقع من المؤمن ما لا يُحمد من الصفات ، غير أنه نفى أن يكون
المؤمن مظنه الوقوع في الكذب ؛ لاستبعاد ذلك منه ، وقد سأل الصحابة
فقالوا: (يا رسول الله أيكون المؤمن جبانـًا ؟ قال : " نعم " ، فقيل له :
أيكون المؤمن بخيلاً ؟ قال : نعم ، قيل له : أيكون المؤمن كذَّابـًا ؟ قال
: " لا " ))(رواه الإمام مالك) .

قد يجانب الصدق من يحدث بكل ما سمع :
والأصل في اللسان الحفظ والصون ؛ لأن زلاته كثيرة ، وشرّه وبيل ، فالحذر
منه والاحتياط في استعماله أتقى وأورع ، فإذا وجدت الرجل لا يبالي ، ويكثر
الكلام ، فاعلم أنه على خطر عظيم ، فقد قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : ((كفى بالمرء كذبـًا أن يحدث بكل ما سمع))(رواه مسلم) ؛ لأن كثرة
الكلام مظنة الوقوع في الكذب ، باختراع ما لم يحدث ، حين لا يجد كلامـًا ،
أو ينقل خبر كاذب - وهو يعلم - فيكون أحد الكذَّابين .

يُنال الصدق بالتحري :
وكل خلق جميل يمكن اكتسابه بالاعتياد عليه ، والحرص على التزامه ، وتحري
العمل به ، حتى يصل صاحبه إلى المراتب العالية ، يرتقي من واحدة إلى
الأعلى منها بحسن خلقه ، ولذلك يقول - صلى الله عليه وسلم - : ((عليكم
بالصدق ؛ فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وما يزال
الرجل يصدق ، ويتحرى الصدق ، حتى يُكتب عند الله صدِّيقا)) ، وكذلك شأن
الكاذب في السقوط إلى أن يختم له بالكذب : ((وإياكم والكذب ؛ فإن الكذب
يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وما يزال الرجل يكذب ،
ويتحرى الكذب ، حتى يُكتب عند الله كذَّابا))(رواه البخاري ومسلم) .

الصدق = الطمأنينة والثبات :
ومن آثار الصدق ثبات القدم ، وقوة القلب ، ووضوح البيان ، مما يوحي إلى
السامع بالاطمئنان ، ومن علامات الكذب الذبذبة ، واللجلجة ، والارتباك ،
والتناقض ، مما يوقع السامع بالشك وعدم الارتياح ، ولذلك : ((… فإن الصدق
طمأنينة والكذب ريبة))(رواه الترمذي) كما جاء في الحديث .

الصدق نجاة وخير:
وعاقبة الصدق خير - وإن توقع المتكلم شرًا - قال تعالى : (فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ)(محمد/21)
، وفي قصة توبة كعب بن مالك يقول كعب بعد أن نزلت توبة الله على الثلاثة
الذين خلفوا : " يا رسول الله إن الله تعالى إنما أنجاني بالصدق ، وإن من
توبتي أن لا أحدّث إلا صدقـًا ما بقيت " ، ويقول كذلك : " فوالله ما أنعم
الله علي من نعمة قط ، بعد أن هداني للإسلام ، أعظم في نفسي من صدقي رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - أن لا أكون كذبته ، فأهلك كما هلك الذين
كذبوا … "(رواه البخاري) .
وروى ابن الجوزي في مناقب أحمد أنه قيل له : " كيف تخلصت من سيف المعتصم وسوط الواثق ؟ فقال : لو وُضِع الصدق على جرح لبرأ " .
ويوم القيامة يقال للناس : ( هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُم)(المائدة/119) .

الصادق جريء :
والصدق يدعو صاحبه للجرأة والشجاعة ؛ لأنه ثابت لا يتلون ، ولأنه واثق لا
يتردد ، ولذلك جاء في أحد تعريفات الصدق : القول بالحق في مواطن الهلكة ،
وعبر عن ذلك الجنيد بقوله : حقيقة الصدق : أن تصدق في موطن لا ينجيك منه
إلا الكذب .

لا تكثر من المعاريض :
ولكي تكون حياتك كلها صدقـًا ، ولتحشر مع الصديقين فاجعل مدخلك صدقـًا ،
ومخرجك صدقـًا ، وليكن لسانك لسان صدق ، لعل الله يرزقك قدم صدق ، ومقعد
صدق ، ولا تترك فرصة للشيطان ليستدرجك بالاستكثار من المعاريض ، فالصدق
صراحة ووضوح ، والميل عنه التواء وزيغ ، وحال المؤمن الصدق ، و(إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُون)(النحل/105) .

درر من أقوال الصالحين والعلماء في الصدق:
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
من كانت له عند الناس ثلاث وجبت له عليهم ثلاث ، من إذا حدثهم صدقهم ،
وإذا ائتمنوه لم يخنهم ، وإذا وعدهم وفى لهم ، وجب له عليهم أن تحبه
قلوبهم ، وتنطق بالثناء عليه ألسنتهم ، وتظهر له معونتهم ".
أنشد محمود الوراق:
اصدق حديثك إن في الصـد ـق الخلاص من الدنس
ودع الكــذوب لشــأنه خير مـن الكـذب الخرس
وقيل للقمان الحكيم: ألست عبد بني فلان؟ قال بلى. قيل: فما بلغ بك ما أرى؟
قال: تقوى الله عز وجل ، وصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وترك مالا يعنيني.
وقال بعضهم :من لم يؤد الفرض الدائم لم يقبل منه الفرض المؤقت.قيل: وما الفرض الدائم؟ قال: الصدق.
فنسأل الله الكريم أن يرزقنا الصدق وأن ينزلنا منازل الصديقين.


المشتاقون إلى الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 10:37 am

[size=21]استكمال ما تعجز عنه الأسباب
وثمرة التوكل هنا:

أن المتوكل على الله حين يقدم من الأسباب - التي أمر بها - ما يقدر عليه،
ويدخل في وسعه، تكمل له القدرة الإلهية العليا ما يعجز عنه، ولا يدخل في
وسعه.
انظر إلى موسى عليه السلام، وقد أوحى الله إليه:
(فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ) (الدخان: 23)،
فخرج بقومه في جنح الليل، فارين من فرعون وملئه، متجهين ناحية البحر،
والظاهر أنه خليج السويس. وشعر فرعون وجنوده بخروجهم، فاتبعوهم مشرقين،
يريدون أن يفتكوا بهم، فهم يملكون العدد والعدد، مع الغيظ والغضب:
(إِنَّ هَؤُلاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ *
وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ)
(الشعراء: 54 - 56)، (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ
مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي
سَيَهْدِينِ) (الشعراء: 61 - 62).

لقد نظر أصحاب موسى إلى الأسباب وحدها، فقالوا: (إنا لمدركون)، سيدركنا
فرعون وجنوده، وينكلون بنا، ولا طاقة لنا بهم، ولا نجاة لنا منهم، فالبحر
أمامنا، وهم من خلفنا.
ولكن كليم الله موسى لم يقف عند ظواهر الأسباب، بل رنا ببصيرته إلى ما هو
أعلى منها، إلى خالق الأسباب، وواضع السنن، ومدبر الأمر كله.
لقد فعل موسى ما أمر به وما قدر عليه، وبقى ما لا يقدر عليه، ولا حيلة له
فيه، ولكنه كان موقنا أن الله معه، ولن يتخلى عنه، وسيهديه إلى حل ينقذه
ومن معه، لا يعرف ما هو، إلا أنه مستيقن من وقوعه.
وكيف لا، وقد قال الله له منذ أرسله وأخاه هارون إلى فرعون:
(لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) (طه: 46). لا عجب أن قال موسى بكل اطمئنان:
(إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) (الشعراء: 62).
وقد هداه الله إلى المخرج من المأزق بأمر لم يكن في حسبانه، ولا في حسبان أحد: (فَأَوْحَيْنَا
إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ
فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ *
وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا
الآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً) (الشعراء: 63 - 67).


هذه هي ثمرة التوكل إذا انقطعت الأسباب.
وانظر إلى محمد صلى الله عليه وسلم يوم الهجرة، كيف أخذ بكل الأسباب
الممكنة للبشر، خطط فأحكم التخطيط، ورتب فأحسن الترتيب، وأعد لكل أمر عدته
المناسبة، هيأ من يبيت في فراشه (علي بن أبي طالب)، ومن يرافقه في رحلته
(أبا بكر الصديق)، ومن يدله على الطريق (عبد الله بن أريقط)، واختار الغار
الذي يختفي فيه أيامًا حتى يهدأ الطلب عنه (غار ثور)، ولم يختره ناحية
يثرب تعمية على القوم، وهيأ من يأتي له بالزاد والأخبار (أسماء بنت أبي
بكر)، ومن يعفي على آثارها بغنمه بعد رجوعها (عامر بن فهيرة).
ومع هذا كله استطاع القوم أن يصلوا إلى الغار، وأن يتوقفوا عنده، وهو ما
جعل أبا بكر رَضيَ الله عنه يقول مشفقا على مصير الدعوة إن مس رسول الله
صلى الله عليه وسلم سوء: يا رسول الله؛ لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا !
فيرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: (يا أبا بكر؛ ما ظنك باثنين
الله ثالثهما؟) أو كما قال الله تعالى:
(لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) (التوبة: 40).
لقد فعل الرسول الكريم ما قدر عليه، وبقي ما لم يقدر عليه، فتركه لربه
وراعيه، يدبره بما يشاء من الأسباب الخفية، أو بغير الأسباب أصلا إن شاء:
(فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ
وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ
كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ
عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة: 40).

لقد كان الزمن الذي بين الكليم موسى والحبيب محمد - عليهما الصلاة والسلام
- زمنا طويلا امتد قرونا، ولكن الموقفين متشابهان، وتكاد العبارات تتفق
بينهما؛ عبارة موسى: (إن معي ربي سيهدين)، وعبارة محمد: (إن الله معنا)،
ولا غرو، فهما يصدران من مشكاة واحدة.
بيد أن الله تعالى أنجى موسى بآية حسية منظورة هي " العصا "، وأيد محمدا
بجنود غير مرئية، نظرًا لأن الآيات التي أيد الله بها موسى كانت مادية
حسية ملائمة لتلك المرحلة في أطوار البشرية، والآية الكبرى التي أيد بها
محمدا صاحب الرسالة الخاتمة كانت آية معنوية أدبية هي: القرآن الكريم.
وفي غزوة بدر خرج النبي صلى الله عليه وسلم لملاقاة المشركين، وإن كانوا
أكثر عددا، وأكثر عدة، وأعظم غرورًا، ولكن ذلك لم يضعف من عزمه، وفعل ما
أمكنه فعله من إحكام وتدبير، بعد الاستشارة والاستنارة، ثم ترك ما بعد ذلك
لصاحب الأمر، فأيديهم بألف من الملائكة مردفين، وغشاهم النعاس أمنة منه،
ونزل عليهم من السماء ماء ليطهرهم به، وليربط على قلوبهم، ويثبت به
الأقدام.. ونصرهم الله ببدر وهم أذلة:
(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) (الأنفال: 17).
وفي غزوة الأحزاب، تجمع المشركون لغزو المسلمين في عقر دارهم:
(إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ
أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ
الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ
الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا) (الأحزاب: 10 - 11).

لقد حفر الرسول الخندق حول المدينة لتعويق المغيرين، وبات هو وأصحابه
ليالي عدة في كرب شديد، ونقض يهود بني قريظة العهد، ووقفوا في صف
المهاجمين. وهنا لم يكن أمام الرسول والمؤمنين إلا التوكل على ربهم
والاستغاثة به: (اللَّهُمَّ منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب،
اللَّهُمَّ اهزمهم وانصرنا عليهم) (متفق عليه من حديث عبد الله بن أبي
أوفي).
وهنا تجىء ثمرة التوكل:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا
نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا
عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَم تروها) (الأحزاب: 9)، (وَرَدَّ اللَّهُ
الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ
الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا) (الأحزاب:
25).


المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 10:38 am

[size=21]التوبه
رواية قصه أصحاب الأخدود

موقع القصة في القرآن الكريم:

ورد ذكر القصة في سورة البروج الآيات 4-9، وتفصيلها في صحيح الإمام مسلم.
قال الله تعالى
(( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ وَالْيوْمِ
الْمَوْعُودِ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ
النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا
يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا
أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ الَّذِي لَهُ مُلْكُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنَّ
الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا
فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ))


القصة:
إنها قصة فتاً آمن، فصبر وثبت، فآمنت معه قريته.
لقد كان غلاما نبيها، ولم يكن قد آمن بعد. وكان يعيش في قرية ملكها كافر يدّعي الألوهية.
وكان للملك ساحر يستعين به. وعندما تقدّم العمر بالساحر، طلب من الملك أن يبعث له غلاما
يعلّمه السحر ليحلّ محله بعد موته. فاختير هذا الغلام وأُرسل للساحر.
فكان الغلام يذهب للساحر ليتعلم منه، وفي طريقه كان يمرّ على راهب. فجلس معه مرة
وأعجبه كلامه. فصار يجلس مع الراهب في كل مرة يتوجه فيها إلى الساحر.
وكان الساحر يضربه إن لم يحضر. فشكى ذلك للراهب. فقال له الراهب: إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر.
وكان في طريقه في أحد الأيام، فإذا بحيوان عظيم يسدّ طريق الناس. فقال
الغلام في نفسه، اليوم أعلم أيهم أفضل، الساحر أم الراهب. ثم أخذ حجرا
وقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة
حتى يمضي الناس.
ثم رمى الحيوان فقلته، ومضى الناس في طريقهم. فتوجه الغلام للراهب وأخبره بما حدث.
فقال له الراهب: يا بنى، أنت اليوم أفضل مني، وإنك ستبتلى، فإذا ابتليت فلا تدلّ عليّ.
وكان الغلام بتوفيق من الله يبرئ الأكمه والأبرص ويعالج الناس من جميع الأمراض.
فسمع به أحد جلساء الملك، وكان قد فَقَدَ بصره. فجمع هدايا كثرة وتوجه بها للغلام وقال له:
أعطيك جميع هذه الهداية إن شفيتني. فأجاب الغلام: أنا لا أشفي أحدا، إنما
يشفي الله تعالى، فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك. فآمن جليس الملك، فشفاه
الله تعالى.

فذهب جليس الملجس، وقعد بجوار الملك كما كان يقعد قبل أن يفقد بصره. فقال
له الملك: من ردّ عليك بصرك؟ فأجاب الجليس بثقة المؤمن: ربّي. فغضب الملك
وقال: ولك ربّ غيري؟
فأجاب المؤمن دون تردد: ربّي وربّك الله. فثار الملك، وأمر بتعذيبه. فلم يزالوا يعذّبونه حتى دلّ على الغلام.
أمر الملك بإحضار الغلام، ثم قال له مخاطبا: يا بني، لقد بلغت من السحر
مبلغا عظيما، حتى أصبحت تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل. فقال الغلام:
إني لا أشفي أحدا، إنما يشفي الله
تعالى. فأمر الملك بتعذيبه. فعذّبوه حتى دلّ على الراهب.
فأُحضر الراهب وقيل له: ارجع عن دينك. فأبى الراهب ذلك. وجيئ بمشار، ووضع
على مفرق رأسه، ثم نُشِرَ فوقع نصفين. ثم أحضر جليس الملك، وقيل له: ارجع
عن دينك. فأبى. فَفُعِلَ به كما فُعِلَ بالراهب. ثم جيئ بالغلام وقيل له:
ارجع عن دينك. فأبى الغلام. فأمر الملك بأخذ الغلام لقمة جبل، وتخييره
هناك، فإما أن يترك دينه أو أن يطرحوه من قمة الجبل.

فأخذ الجنود الغلام، وصعدوا به الجبل، فدعى الفتى ربه: اللهم اكفنيهم بما شئت.
فاهتزّ الجبل وسقط الجنود. ورجع الغلام يمشي إلى الملك. فقال الملك: أين من كان معك؟
فأجاب: كفانيهم الله تعالى. فأمر الملك جنوده بحمل الغلام في سفينة،
والذهاب به لوسط البحر، ثم تخييره هناك بالرجوع عن دينه أو إلقاءه.
فذهبوا به، فدعى الغلام الله: اللهم اكفنيهم بما شئت. فانقلبت بهم السفينة
وغرق من كان عليها إلا الغلام. ثم رجع إلى الملك. فسأله الملك باستغراب:
أين من كان معك؟ فأجاب الغلام المتوكل على الله: كفانيهم الله تعالى. ثم
قال للملك: إنك لن تستطيع قتلي حتى تفعل ما آمرك به. فقال الملك: ما هو؟
فقال الفتى المؤمن: أن تجمع الناس في مكان واحد، وتصلبي على جذع، ثم تأخذ
سهما من كنانتي، وتضع السهم في القوس، وتقول 'بسم الله ربّ الغلام' ثم
ارمني، فإن فعلت ذلك قتلتني.
استبشر الملك بهذا الأمر. فأمر على الفور بجمع الناس، وصلب الفتى أمامهم.
ثم أخذ سهما من كنانته، ووضع السهم في القوس، وقال: باسم الله ربّ الغلام،
ثم رماه فأصابه فقتله.
فصرخ الناس: آمنا بربّ الغلام. فهرع أصحاب الملك إليه وقالوا: أرأيت ما كنت تخشاه! لقد وقع، لقد آمن الناس.
فأمر الملك بحفر شقّ في الأرض، وإشعال النار فيها. ثم أمر جنوده، بتخيير
الناس، فإما الرجوع عن الإيمان، أو إلقائهم في النار. ففعل الجنود ذلك،
حتى جاء دور امرأة ومعها صبي لها، فخافت أن تُرمى في النار. فألهم الله
الصبي أن يقول لها: يا أمّاه اصبري فإنك على الحق

صورة للأخاديد ويلاحظ تلاشيها بسبب الأمطار والأتربة والزمن

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Mk7805_DSC00060

صورة اخرى للأخدود

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Mk7805_DSC00058

صور من العظام البالي لأصحاب الأخدود

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Mk7805_DSC00065

صورة اخرى للعظام

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Mk7805_DSC00071

يلاحظ صورة الجمر بعد الأخماد ( الفحم )

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Mk7805_DSC00068

صورة اخرى لآثار الفحم بالاخدود

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Mk7805_DSC00072

صورة من داخل الأخدود ويلاحظ أن التربة مختلطة بفحم وعند لمس المكان أو تحريكة يخرج الرمل مختلط بالفحم كما في الصورة التالية

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Mk7805_DSC00066

صوره اخرى توضح

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Mk7805_DSC00070

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 10:40 am

[size=21]‏هذا نموذج لتوبة الرعيل الأول من هذه الأمة
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم :


عن بريدة رضي الله عنه : أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال : (يا رسول الله إني ظلمت نفسي وزنيت ، وإني أريد أن
تطهرني فرده فلما كان من الغد أتاه فقال : يا رسول الله إني زنيت فرده
الثانية ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه فقال :
(أتعلمون بعقله بأساً ؟ أتنكرون منه شيئاً ؟)
قالوا : ما نعلمه إلا وفيّ العقل ، من صالحينا فيما نرى ،
فأتاه الثالثة ، فأرسل إليهم أيضاً ، فسأل عنه فأخبره أنه لا بأس به ولابعقله ،
فلما كان الرابعة حفر له حفرة ، ثم أمر به فرجم ،
قال : فجاءت الغامدية فقالت : يا رسول الله إني زنيت فطهرني ، وإنه ردها ،
فلما كان الغد ، قالت : يا رسول الله لم تردني ؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزاً ،فوالله إني لحبلى ،
قال : (أما لا ، فاذهبي حتى تلدي) قال : فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة
قالت : هذا قد ولدته قال : (اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه)
فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز
فقالت : هذا يا رسول الله قد فطمته ، وقد أكل الطعام ،
فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ، ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها ، وأمر الناس فرجموها ،
فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضخ الدم على وجه خالد فسبها ،
فسمع نبي الله سبه إياها ، فقال: ( مهلاً يا خالد !
فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس {وهو الذي يأخذ الضرائب} لغفر له ) رواه مسلم . ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت .
وفي رواية فقال عمر يا رسول الله رجمتها ثم تصلي عليها ! فقال :
(لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة وسعتهم ،
وهل وجدت شيئاً أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل) .
رواه عبد الرزاق في مصنفه 7/325 .

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 10:43 am

[size=21]الزهـــد

جاء شخص إلى أحد أئمة أهل البيت عليهم السلام وقال له : ما الزهد في الدنيا ؟
هل نترك الطعام ..!! هل نترك الشراب ..!! هل نترك اللباس الجيد ؟!!
فأجابه الإمام عليه السلام بأن الأمر ليس كذلك، بل [ اترك الحرام ] وكُّل
ما تشاء ..!! واشرب ما تشاء ..!! والبس ما تشاء ..!! واسكن ما تشاء ..!!
واستمتع بما تشاء ..!!
بشرط أن يكون كل ذلك حلالاً، لا حق لله فيه ولا حق للناس فيه :
{ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة } الأعراف 32.

لا بد أن تعيش بهذه الروح، فافعل ما تحب ولكن ليكن ذلك بالحلال. فإن الله
لم يرخص لك في الحرام سواء على مستوى الأمور المادية أو على مستوى الأمور
المعنوية. وهذا ما يجعلنا نشعر بالحاجة إلى أن تكون مواقفنا وانتماءاتنا
طوعا لله. فكما أن الله لا يريدك أن تشرب خمراً ...
كذلك لا يريدك أن تؤيد ظالماً، وكما أنه لا يريد منك أن تلعب قماراً، فإنه
لا يريد منك أن تكون مع الذين يلعبون في مصائر أمتك كما ورد في كتابه
الكريم :
{ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار } هود 113،
وهكذا يريدنا الله أن نواجه أعداءنا الذين قال عنهم :
{ لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ...} المائدة 82.
قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى:
(الزهد فراغ القلب من الدنيا لا فراغ اليد، وهذا
زهد العارفين، وأعلى منه زهد المقربين فيما سوى الله تعالى من دنيا وجنة
وغيرهما، إذ ليس لصاحب هذا الزهد إلا الوصول إلى الله تعالى والقرب منه)

["الفتوحات الوهبية بشرح الأربعين حديث النووية" للشيخ إبراهيم الشبرخيتي].
الدين المعاملة
من يَحمل همَّ الرسالة ... يُبدع في الفكرة والوسيلة
الهي كفى بي عزاً أن أكون لك عبداً, وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً, أ
نت كما أحب فاجعلني كما تحب.
يا قارئ خطي لا تبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب
فإن عشت فإني معك وإن مت فاللذكرى
أمـــوت و يـبـقـى كـل مـا كـتـبـتـــه ذكــرى
فيـا ليت كـل من قـرأ خطـي دعا لي


المشتـاقــــون الى الجنـــــــة

[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 10:44 am

[size=25]
الخوف والرجاء


المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 DSCN1277

ما بين الخوف و الرجاء
ما بين الخوف و الرجاء
يتعلق الشفعاء
ما بين الخوف و الرجاء
يسبح الضعفاء
من يظل لسانهم رطبا إلى الممات بالدعاء
من سال دمعهم حين عز الوفاء
و قالوا حسبنا الله.. لا يضيع عنده النداء
من قالوا الله نور الأرض و السماء
لا نعرف لقلوبنا سواه ضياء

يخشي العاقل غضب الرؤوف
فهل يستوي العاقل و السفهاء؟
يا من قبلت بالإحسان الرجاء
بالعفو تقر عين الشفعاء
هذا قلبي لا يمل من الدعاء
رحمة الود منك له شفاء
أرسله إليك سابحا.. ما بين الخوف و الرجاء.

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 10:44 am

[size=21]بين الخوف والرجاء

إن المؤمن الصادق الإيمان بالله عزوجل ،يجب أن يتوافر فيه الخوف والرجاء
معا،فإذا توافر فيه الخوف وحده كان يائسامن رحمة الله، والله عزوجل يقول
فى سورة يوسف على لسان يعقوب عليهماالسلام:
( إنه لاييأس من روح الله إلاالقوم الكافرون)[سورة يوسف/آية87]
وإذا توافر فى المؤمن الرجاءوحده، كان آمنامكر الله عزوجل ،والله تعالى يقول
((فلايأمن مكرالله إلاالقوم الخاسرون))[سورة الأعراف/99.]
وفى القرآن الكريم آيات تجمع بين الرجاء والخوف:
قال الله تعالى
((غافرالذنب وقابل التوب شديدالعقاب ذى الطول لاإله إلاهوإليه المصير))[سورة غافر/آية3]
ومعنى ذى الطول:ذى الغنى والفضل والنعم.
وقوله عزوجل
((إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفوررحيم))[الأعراف/الآية 167]
وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله {صلى الله عليه وسلم} قال:
(( لوعلم المؤمن ماعندالله من العقوبة ماطمع بجنته أحد،ولوعلم الكافرماعندالله من الرحمة ماقنط من جنته أحد))[رواه مسلم (2755)،أحمد2/334]
وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم }(( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعلة،والنارمثل ذلك ))[رواه البخارى11/275]
اللهم انا نسالك الخوف منك و الرجاء فيك
و المحبة لك و الشوق اليك
و الانس بك و الرضا عنك و الطاعة لامرك
ربنا ظلمنا انفسنا و تبنا اليك قلبا و عقلا
فاستعملنا بعمل يرضيك يا غفور يا رحيم
فاللهم خوفا منك يجنبنا معصيتك و امنا يرجينا رحمتك

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 10:45 am

[size=21]فضل ونعمة الرضا

هيا معًا نبحر في بحار الرضا ونستصحب معنا نماذج من الراضين حتى يكونوا لنانبراسًا يضيء لنا الطريق .
هيا ضعى يدك في يدي ولنبدأ على بركة الله، وقبل أنتبدأ خذى نفسًا عميقًا،
واستشعرى أنَّ الله معك .. يراك ويسمعك، واهتف من أعماق قلبك،وردِّدى مع
النبي الكريم هذه الزفرة المؤمنة الموقنة:
(رضيت بالله ربًّا، وبالإسلامدينًا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً ) .
وتذكرى أنَّ لك جائزةً منالله تعالى أخبرنا بها نبيه صلى الله عليه وسلم حين قال:
( من قَالَ حيَن يُمسيرضيتُ بالله ربَّاً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبيًّا كان حقًّا على الله أن يرضيه ) [رواه الترمذي بسندٍ حسن ] .
فعلى الإنسان أن يقنع بما قدَّره الله عزَّ وجلَّله، فإن كان معافى في
جسده من الأمراض، ويعيش في أمانٍ دون خوف، ويملك قوت يومه فلايبيت جوعان،
وجب عليه -بهذه النعم الثلاث- أن يحمد الله حمد الراضين، وليتذكَّر
قولالنبي صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في
جسده، عنده قوتيومه، فكأنَّما حيزت له الدنيا) رواه الترمذي وقال حديثٌ
حسنٌ .

أريحى نفسك من الهم بعد التدبير :
فالمؤمن الحقيقي لا يفرح بدنيا تصيبه ولا يحزن علىفواتها، ولكنه يفرح
بالطاعة وتحزنه المعصية.. وكما قيل: " كل ما فاتك من الله سوى الله يسير،
وكل حظ لك سوى الله حقير".. { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هوخيرٌ
ممَّا يجمعون } ، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من سرته حسنته
وساءتهسيئته فذلكم المؤمن) رواه الترمذي بسندٍ صحيح.. اللهم اجعلنا منهم .
وفى الحديث القدسي:
(إن اللّه يقول: يا ابن آدم، تفرَّغ لعبادتي أملأ صدرك غنىً وأسدَّ
فقرك،وإن لا تفعل ملأت يديك شغلاً ولم أسدَّ فقرك) رواه الترمذي وقال حديث
حسن
.

وقد قال الله تعالى وهو يخاطب سلم:
{ لا نسألك رزقًا نحن نرزقكوالعاقبة للتقوى } ،
وقال: { وما من دابَّةٍ في الأرض إلا على الله رزقها ويعلممستقرَّها ومستودعها كلٌّ في كتابٍ مبينٍ } .

فالغد أمره بيد الله وليسللإنسان من أمره شيء، فإنه قد يأتي الغد وهذا
الإنسان ليس من أهل الدنيا،فالموت قريبٌ منَّا جميعًا، ويجب أن نؤمن
إيمانًا راسخًا بأنَّ الله تبارك وتعالى لا يقضى إلا بالحق، { والله يقضي بالحقِّ والذين يدعون من دونه لا يقضون بشيءٍ إنَّالله هو السميع البصير } ، فما يقضيه الله للإنسان هو الخير .
إنَّ الله سبحانه وتعالى أعطى كلّ إنسانٍ ما يكفيه، فقد قدَّر الله
الأقوات من الأزل قبل خلقالسماوات والأرض، ولكن الإنسان دومًا يطلب المزيد
وهو لا يعرف ما يفعل به المزيد،فحين يختار الله الغنى أو الفقر لإنسان ما،
فإنه يختار له ما يصلحه، ولكن الإنسانلا يعلم ذلك .
إنَّ الإيمان عبارةٌ عن التصديق بالغيبيَّات والرضا بالقضاءوالقدر، فنحن
لم نر الله ومع ذلك نؤمن به، ونصدق بوجوده، وطالما رضينا بالله ربا،فإنّ
له الحكم وله الأمر وله التصريف وله التدبير، فلا يمكن أن يصدر حكمه أو
أمرهأو قضاءه إلا عن حكمةٍ وإن خفيت عنَّا؛ ولذلك فإننا إذا آمنَّا بالله
حقَّ الإيمانفلا شكَّ أنَّنا سنرضى بكل ما يأتينا من قبل الله تبارك
وتعالى.. فيجب علينا أننستسلم لقضاء الله سبحانه وتعالى وأن نرضى بحكمه،
وأي مصيبةٍ تهون ما دامت فى غير ديننا.
وما أجمل ما قاله ابن القيم رحمه الله: " الرضا باب الله الأعظم، ومستراحالعابدين، وجنة الدنيا، من لم يدخله في الدنيا لم يتذوقه في الآخرة " .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه
أربعين يومًانطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل
إليه الملك فينفخ فيهالروح، ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله،
وشقيّ أو سعيد، فوالذي لا إلهغيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما
يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليهالكتاب فيعمل بعمل أهل النار
فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكونبينه وبينها إلا
ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها) رواهالبخاري ومسلم
.
فماذا نحن فاعلون وقد قدَّر الله تعالى كل شيءٍ وكان له الأمرمن قبل ومن بعد ؟
فماذا بقى للإنسان بعد هذه الأربعة ؟!
لم يبق إلا النية الصالحة والعمل الصالح، وذكر الله عز وجل، واللجوء إليه في كل وقتٍ وحين .. {
إنَّربَّكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستَّة أيامٍ ثمَّ استوى على
العرش يغشيالليل النهار يطلبه حثيثًا والشمس والقمر والنجوم مسخراتٍ بأمره
ألا له الخلقوالأمر تبارك الله ربُّ العالمين }
.

نجومٌ على طريق الرضا

* عمران بن حصين رضي الله عنه وأرضاه، هذا
الصحابي الجليل الذي شارك مع النبي في الغزوات، وإذبه بعد وفاة النبي صلى
الله عليه وسلم يصاب بشللٍ يقعده تمامًا عن الحركة، ويستمرمعه المرض مدة
ثلاثين سنة، حتى أنَّهم نقبوا له في سريره حتى يقضى حاجته، فدخل عليهبعض
الصحابة.. فلما رأوه بكوا، فنظر إليهم وقال: أنتم تبكون، أما أنا فراضٍ..
أحبُّما أحبه الله، وأرضى بما ارتضاه الله، وأسعد بما اختاره الله،
وأشهدكم أنِّي راضٍ .

* عروة بن الزبير، فقد توفى ابنه وفاةً غاية في
الصعوبة إذ دهسته الخيلبأقدامها، وقُطِعت قدم عروة في نفس يوم الوفاة،
فاحتار الناس على أي شيءٍ يعزونه.. على فقد ابنه أم على قطع رجله؟
فدخلوا عليه، فقال: "اللهم لك الحمد، أعطيتنيأربعة أعضاء.. أخذت واحدًا
وتركت ثلاثة.. فلك الحمد؛ وكان لي سبعة أبناء.. أخذتواحدًا وأبقيت ستة..
فلك الحمد؛ لك الحمد على ما أعطيت، ولك الحمد على ما أخذت،أشهدكم أنِّى
راضٍ عن ربي " .

* السيدة صفية بنت عبد المطلب؛ والتي قُتلأخوها
سيدنا حمزة بن عبد المطلب، ومثِّل به ومضغت هند بنت عتبة كبده، وجاء
أبوسفيان ووضع الحربة في فمه وأخذ يدقُّها حتى تشوَّه وجهه رضي الله عنه..
استمع إلىما رواه ابن إسحاق عن هذا المشهد، يقول: وقد أقبلت صفية بنت عبد
المطلب لتنظر إليه،وكان أخاها لأبيها وأمها، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لابنها الزبير بنالعوام: القها فأرجعها، لا ترى ما بأخيها، فقال لها:
يا أمه إن رسول الله صلى اللهعليه وسلم يأمرك أن ترجعي، قالت: ولم؟ وقد
بلغني أنَّه مُثِّل بأخي، وذلك في الله،فما أرضانا ما كان من ذلك، لأحتسبن
ولأصبرن إن شاء الله؛ فلما جاء الزبير إلى رسولالله صلى الله عليه وسلم
وأخبره بذلك، قال: "خلِّ سبيلها"، فأتته فنظرت إليه وصلَّتعليه واسترجعت
واستغفرت .

فهل ترضى أختي بما رضيه الله لك ؟!
أختي الحبيبة :
إن حسن فهم العبد لطبيعة علاقته بربه تعالى يريح قلبه، وإن معرفة العبد
بأنالله الذي خلقه لا يريد به سوء أمر يطمئن فؤاده، وإيمان العبد بأن الله
جعل له هذهالدنيا دار اختبار وامتحان من اجتازه بنجاح عبر إلى دار أخرى
الخير فيها من اللهعميم، ميزها الله وحببها لأهل الخير فقال عنها لأهلها
فيما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ينادي مناد: إن
لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا، وإن لكم أنتحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم
أن تشبوا فلا تهرموا أبدا، وإن لكم أن تنعموا فلاتبأسوا أبدا؛ فذلك قوله
عز وجل: { ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون } رواه مسلم .

وهنا ينتهي مكان الدنيا بما فيها من تعبٍ ونصبٍ ومرضٍ و...، لو أيقنالعبد
بذلك لكان في استقبال البلاء فرحا، إذ هو يرفع درجته عند الله إذا صبر،
أفلاترى إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ عظم الجزاء مع عظم
البلاء، وإنَّ الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي له الرضا، ومن سخط فله
السخط) رواه الترمذي وقالهذا حديث حسن .
فدعنا نردد مع الشاعر قوله :
فليتك تحلو والحيــاة مريرة *** وليتك ترضى والأنام غضابُ
وليت الذي بيني وبينك عامرًا *** وبيني وبين العالمين خرابُ
إذا صحَّ منك الودُّ فالكلُّ هيِّنٌ *** وكل الذي فوقالتراب تراب
ونتضرَّع إلى الله ونقول :
إلهي؛ لا تغضب عليَّ فلست أقوىلغضبك، ولا تسخط
عليَّ فلست أقوم لسخطك، فلقد أصبتُ من الذنوب ما قد عرفتَ، وأسرفتُعلى
نفسي بما قد علمتَ، فاجعلني عبدًا إما طائعًا فأكرمتَه، وإمَّا عاصيًا
فرحمته .. اللهم آمين
.
وفقك الله إلى ما يحبه ويرضاه ..


المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 10:46 am

[size=21]الشكـــــر ... !

كان في بني إسرائيل ثلاثة رجال: أبرص وأقرع وأعمى. وكان كل منهم يدعو الله
أن يزيل ما به من مرض وأن يرزقه المال، فاستجاب الله لهم، وبعث إلى الأبرص
مَلَكًا وضع يده على جلده، فأصبح حسن اللون، وأعطاه ناقة عُشَرَاءَ ولدت
وأصبح لها نسل كثير حتى صار غنيا. وذهب الملَك إلى الأقرع فمسح رأسه فشفاه
الله، وأعطاه بقرة حاملا فولدت، وصار له قطيع من البقر.
ثم ذهب الملك إلى الأعمى فوضع يده على عينه، فشفاه الله، وأعطاه الملك شاة
وولدها فولدت له حتى صار له قطيع من الغنم، وبعد فترة، جاء إليهم الملك
ليختبرهم، هل يشكرون الله -سبحانه-، ويتصدقون على الفقراء أم لا؟
فذهب إلى الأبرص ثم ذهب إلى الأقرع، فلم يعطياه شيئًا، وقالا له: إنا ورثنا المال عن آبائنا، فعادا كما كانا، وأصبحا فقيرين.
ثم ذهب الملك إلى الأعمى وطلب منه صدقة فرحب به، وقال له: قد كنتُ أعمى
فرد الله على بصري، فخذ ما شئتَ ودع ما شئتَ. فقال له الملك: قد رضي الله
عنك. [القصة من حديث متفق عليه]. وهكذا يكون الأعمى قد نجح في الامتحان؛
فشكر ربه وتصدَّق مما رزقه الله؛ فزاد الله عليه النعمة وباركها له، بينما
بخل الأقرع والأبرص ولم يشكرا ربهما؛ فسلب الله منهما النعمة.
***
يحكى أن رجلا ابتلاه الله بالعمى وقطع اليدين والرجلين، فدخل عليه أحد
الناس فوجده يشكر الله على نعمه، ويقول: الحمد الله الذي عافاني مما ابتلى
به غيري، وفضَّلني على كثير ممن خلق تفضيلا، فتعجب الرجل من قول هذا
الأعمى مقطوع اليدين والرجلين، وسأله: على أي شيء تحمد الله وتشكره؟
فقال له: يا هذا، أَشْكُرُ الله أن وهبني لسانًا ذاكرًا، وقلبًا خاشعًا وبدنًا على البلاء صابرًا.
يحكى أن رجلا ذهب إلى أحد العلماء، وشكا إليه فقره، فقال العالم:
أَيسُرُّكَ أنك أعمى ولك عشرة آلاف درهم؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم:
أيسرك أنك أخرس ولك عشره آلاف درهم؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم: أيسرك
أنك مجنون ولك عشرة آلاف درهم؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم: أيسرك أنك
مقطوع اليدين والرجلين ولك عشرون ألفًا؟ فقال الرجل: لا. فقال العالم، أما
تستحي أن تشكو مولاك وله عندك نعم بخمسين ألفًا.
فعرف الرجل مدى نعمة الله عليه، وظل يشكر ربه ويرضى بحاله ولا يشتكي إلى أحد أبدًا.

ما هو الشكر؟
الشكر هو المجازاة على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان.
شكر الأنبياء:
كان الشكر خلقًا لازمًا لأنبياء الله -صلوات الله عليهم-، يقول الله -تعالى- عن إبراهيم -عليه السلام-:
{إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين. شاكرًا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم}.
[النحل: 120-121].

ووصف الله -عز وجل- نوحًا -عليه السلام- بأنه شاكر، فقال:
{ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدًا شكورًا} [الإسراء: 3].
وقال الله تعالى عن سليمان -عليه السلام-:
{قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم} [النمل: 40].
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير الشكر لربه، وقد علَّمنا أن نقول بعد كل صلاة: (اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)
[أبو داود والنسائي].

وتحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان
يقوم الليل، ويصلي لله رب العالمين حتى تتشقق قدماه من طول الصلاة
والقيام؛ فتقول له: لِمَ تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم
من ذنبك وما تأخر؟! فيرد عليها النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: ( أفلا أكون عبدًا شَكُورًا )
[متفق عليه].

أنواع الشكر:
المسلم يشكر كل من قدم إليه خيرًا، أو صنع إليه معروفًا، ومن أنواع الشكر:
شكر الله: المسلم يشكر ربه على نعمه الكثيرة التي أنعم بها عليه، ولا يكفر بنعم الله إلا جاحد، قال تعالى: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} [البقرة: 152].
ويقول تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون} [البقرة: 172].
ونعم الله على الإنسان لا تعد ولا تُحْصَى، يقول تعالى:
{وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} [إبراهيم: 34].
ويقول تعالى: {قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون} [الملك: 23].
ويقول تعالى: {وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون}
[الأنفال: 26].
ويقول تعالى: {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون} [القصص: 73].
ويتحقق شكر الله بالاعتراف بالنعم، والتحدث بها، واستخدامها في طاعة الله، قال تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث} [الضحى: 11].
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (التحدُّث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، ومن
لا يشكر القليل لا يشكر الكثير، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله)
[البيهقي]. وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليرضى عن العبد أن
يأكل الأَكْلَة فيحمده عليها، أو يشرب الشَّربة فيحمده عليها) [مسلم
والترمذي وأحمد].
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده) [أبوداود والترمذي].
وقال عمر بن عبد العزيز عن الشكر: تذكروا النعم؛ فإنَّ ذكرها شكرٌ..
والرضا بقضاء الله شكر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ولد
العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟! فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم
ثمرة فؤاده؟!
فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله:
ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسمُّوه بيت الحمد) [الترمذي وأحمد]..
وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نسجد لله سجدة شكر إذا ما حدث لنا شيء يسُرُّ، أو إذا عافانا الله من البلاء.
شكر الوالدين: أمر الله -عز وجل- بشكر الوالدين والإحسان إليهما، يقول تعالى: {أن اشكر لي ولواديك إلي المصير} [لقمان: 14].
فالمسلم يقدم شكره لوالديه بطاعتهما، وبرهما، والإحسان إليهما، والحرص على مرضاتهما، وعدم إغضابهما.
شكر الناس: المسلم يقدِّر المعروف، ويعرف للناس حقوقهم، فيشكرهم على ما
قدموا له من خير. قال الله صلى الله عليه وسلم: (لا يشْكُرُ اللهَ من لا
يشْكُرُ الناسَ) [أبو داود والترمذي]. وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن
أشكر الناس لله -عز وجل- أشكرهم للناس) [أحمد].
وأحق الناس بأن تقدم له الشكر مُعَلِّمُك؛ لما له عليك من فضل، قال الشاعر:
قُم للمُـعَلِّم وفِّـه التبـجـيـلا
كــاد العلـم أن يكـون رســولا
وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقدم كلمة الشكر لمن صنع إلينا
معروفًا؛ فنقول له: جزاك الله خيرًا. قال الله صلى الله عليه وسلم: (من
صُنِع إليه معروف، فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا، فقد أَبْلَغَ في الثناء)
[الترمذي والنسائي].

فضل الشكر:
إذا تحلى المسلم بخلق الشكر والحمد لربه، فإنه يضمن بذلك المزيد من نعم
الله في الدنيا، ويفوز برضوانه وجناته، ويأمن عذابه في الآخرة، قال تعالى:
{لئن شكرتم لأزيدنكم} [إبراهيم: 7]. وقال سبحانه: {ما يفعل الله بعذابكم
إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرًا عليمًا} [النساء: 147]. وقال الحسن:
كلما شكرتَ نعمة، تَجَدَّدَ لك بالشكر أعظم منها.

عدم الشكر وآثاره:
المسلم ليس من الذين لا يقَدِّرُون المعروف، ولا يشكرون الله -سبحانه- على
نعمه، ولا يشكرون الناس، فإن هؤلاء هم الجاحدون الذين ينكرون المعروف، وقد
ذمهم القرآن الكريم، فقال تعالى: {ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم} [النمل: 40].
وقال الإمام على -رضي الله عنه-: كفر النعمة لؤم. وقال تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} [إبراهيم: 7]. فقد جعل الله الجنة جزاءً للشاكرين الحامدين، وجعل النار عقابًا للجاحدين المنكرين.

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 10:48 am

[size=21]الصـــدق

يحكى أن رجلا كان يعصي الله -سبحانه- وكان فيه كثير من العيوب، فحاول أن
يصلحها، فلم يستطع، فذهب إلى عالم، وطلب منه وصية يعالج بها عيوبه، فأمره
العالم أن يعالج عيبًا واحدًا وهو الكذب، وأوصاه بالصدق في كل حال، وأخذ
من الرجل عهدًا على ذلك، وبعد فترة أراد الرجل أن يشرب خمرًا فاشتراها
وملأ كأسًا منها، وعندما رفعها إلى فمه قال: ماذا أقول للعالم إن سألني:
هل شربتَ خمرًا؟ فهل أكذب عليه؟ لا، لن أشرب الخمر أبدًا.
وفي اليوم التالي، أراد الرجل أن يفعل ذنبًا آخر، لكنه تذكر عهده مع
العالم بالصدق. فلم يفعل ذلك الذنب، وكلما أراد الرجل أن يفعل ذنبًا امتنع
عن فعله حتى لا يكذب على العالم، وبمرور الأيام تخلى الرجل عن كل عيوبه
بفضل تمسكه بخلق الصدق.
ويحكى أن طفلا كان كثير الكذب، سواءً في الجد أو المزاح، وفي إحدى المرات
كان يسبح بجوار شاطئ البحر وتظاهر بأنه سيغرق، وظل ينادي أصحابه: أنقذوني
أنقذوني.. إني أغرق. فجرى زملاؤه إليه لينقذوه فإذا به يضحك لأنه خدعهم،
وفعل معهم ذلك أكثر من مرة.
وفي إحدى هذه المرات ارتفع الموج، وكاد الطفل أن يغرق، فأخذ ينادي ويستنجد
بأصحابه، لكنهم ظنوا أنه يكذب عليهم كعادته، فلم يلتفتوا إليه حتى جري أحد
الناس نحوه وأنقذه، فقال الولد لأصحابه: لقد عاقبني الله على كذبي عليكم،
ولن أكذب بعد اليوم. وبعدها لم يعد هذا الطفل إلى الكذب مرة أخري.

ما هو الصدق؟
الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع. وقد أمر الله -تعالى- بالصدق، فقال:
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} [التوبة: 119].
صدق الله:
يقول الله تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا} [النساء: 122]، فلا أحد أصدق منه قولا، وأصدق الحديث كتاب الله -تعالى-.
وقال تعالى: {هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله} [الأحزاب: 22].
صدق الأنبياء:
أثنى الله على كثير من أنبيائه بالصدق، فقال تعالى عن نبي الله إبراهيم: {واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقًا نبيًا} [مريم: 41].
وقال الله تعالى عن إسماعيل: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيًا} [مريم: 54].
وقال الله تعالى عن يوسف: {يوسف أيها الصديق} [يوسف: 46].
وقال تعالى عن إدريس: {واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقًا نبيًا} [مريم: 56].
وكان الصدق صفة لازمة للرسول صلى الله عليه وسلم، وكان قومه ينادونه
بالصادق الأمين، ولقد قالت له السيدة خديجة -رضي الله عنها- عند نزول
الوحي عليه: إنك لَتَصْدُقُ الحديث..

أنواع الصدق:
المسلم يكون صادقًا مع الله وصادقًا مع الناس وصادقًا مع نفسه.
الصدق مع الله: وذلك بإخلاص الأعمال كلها لله، فلا يكون فيها رياءٌ ولا
سمعةٌ، فمن عمل عملا لم يخلص فيه النية لله لم يتقبل الله منه عمله،
والمسلم يخلص في جميع الطاعات بإعطائها حقها وأدائها على الوجه المطلوب
منه.
الصدق مع الناس: فلا يكذب المسلم في حديثه مع الآخرين، وقد روي أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: (كَبُرَتْ خيانة أن تحدِّث أخاك حديثًا، هو لك
مصدِّق، وأنت له كاذب) [أحمد].
الصدق مع النفس: فالمسلم الصادق لا يخدع نفسه، ويعترف بعيوبه وأخطائه
ويصححها، فهو يعلم أن الصدق طريق النجاة، قال صلى الله عليه وسلم: (دع ما
يُرِيبُك إلى ما لا يُرِيبُك، فإن الكذب ريبة والصدق طمأنينة) [الترمذي].
فضل الصدق:
أثنى الله على الصادقين بأنهم هم المتقون أصحاب الجنة، جزاء لهم على صدقهم، فقال تعالى: {أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} [البقرة: 177].
وقال تعالى:
{قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار
خالدين فيها أبدًا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم} [المائدة:
119].

والصدق طمأنينة، ومنجاة في الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم:
(تحروا الصدق وإن رأيتم أن فيه الهَلَكَة، فإن فيه النجاة) [ابن أبي
الدنيا].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي
إلى الجنة، وإن الرجل ليَصْدُقُ؛ حتى يُكْتَبَ عند الله صِدِّيقًا، وإن
الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل لَيَكْذِبُ،
حتى يكْتَبَ عند الله كذابًا) [متفق عليه].
فأحرى بكل مسلم وأجدر به أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم في صدقه، وأن يجعل الصدق صفة دائمة له، وما أجمل قول الشاعر:
عليك بالصـدق ولــو أنـــه
أَحْـرقَكَ الصدق بنـار الوعـيـد
وابْغِ رضـا المـولي، فأَشْقَـي الوري
من أسخط المولي وأرضي العبيــد
وقال الشاعر:
وعـوِّد لسـانك قول الصدق تَحْظَ به
إن اللسـان لمــا عـوَّدْتَ معــتـادُ

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 10:49 am

[size=21]الكذب:

وهو أن يقول الإنسان كلامًا خلاف الحق والواقع، وهو علامة من علامات
النفاق، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث
كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان) [متفق عليه].
والمؤمن الحق لا يكذب أبدًا، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أيكون المؤمن جبانًا؟ قال: (نعم).
قيل: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: (نعم).
قيل: أيكون المؤمن كذابًا؟ قال: (لا) [مالك].
والكذاب لا يستطيع أن يداري كذبه أو ينكره، بل إن الكذب يظهر عليه، قال
الإمام علي: ما أضمر أحد شيئًا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه.
وليس هناك كذب أبيض وكذب أسود، أو كذب صغير وكذب كبير، فكل الكذب مكروه
منبوذ، والمسلم يحاسَب على كذبه ويعاقَب عليه، حتى ولو كان صغيرًا، وقد
قالت السيدة أسماء بنت يزيد -رضي الله عنها- لرسول الله صلى الله عليه
وسلم: يا رسول الله، إذا قالت إحدانا لشيء تشتهيه: لا أشتهيه، يعدُّ ذلك
كذبًا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (إن الكذب يكْتَبُ كذبًا، حتى تُكْتَبَ
الكُذَيبَة كذيبة) [أحمد].
وعن عبد الله بن عامر -رضي الله عنه- قال: دعتني أمي يومًا -ورسول الله
صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا- فقالت: تعالَ أعطِك، فقال لها: (ما
أردتِ أن تعطيه؟). قالت: أردتُ أن أعطيه تمرًا. فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: (أما إنك لو لم تعطِه شيئًا كُتِبَتْ عليك كذبة) [أبوداود].

الكذب المباح:
هناك حالات ثلاث يرخص للمرء فيها أن يكذب، ويقول غير الحقيقة، ولا يعاقبه الله على هذا؛ بل إن له أجرًا على ذلك، وهذه الحالات هي:
الصلح بين المتخاصمين: فإذا علمتَ أن اثنين من
أصدقائك قد تخاصما، وحاولت أن تصلح بينهما، فلا مانع من أن تقول للأول: إن
فلانًا يحبك ويصفك بالخير.. وتقول للثاني نفس الكلام...وهكذا حتى يعود
المتخاصمان إلى ما كان بينهما من محبة ومودة.
الكذب على الأعداء: فإذا وقع المسلم في أيدي
الأعداء وطلبوا منه معلومات عن بلاده، فعليه ألا يخبرهم بما يريدون، بل
يعطيهم معلومات كاذبة حتى لا يضر بلاده.
في الحياة الزوجية: فليس من أدب الإسلام أن يقول
الرجل لزوجته: إنها قبيحة ودميمة، وأنه لا يحبها، ولا يرغب فيها، بل على
الزوج أن يطيب خاطر زوجته، ويرضيها، ويصفها بالجمال، ويبين لها سعادته بها
-ولو كان كذبًا-، وكذلك على المرأة أن تفعل هذا مع زوجها، ولا يعد هذا من
الكذب، بل إن صاحبه يأخذ عليه الأجر من الله رب العالمين.

المسلم لا يكذب في المدح أو المزاح:
وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم أناسًا منافقين يمدحون مَنْ أمامهم
ولو كذبًا، فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم المداحين فاحثوا في
وجوههم التراب) [مسلم].
وهناك أناس يريدون أن يضحكوا الناس؛ فيكذبون من أجل إضحاكهم، وقد نهى
النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: (ويل للذي يحدِّث بالحديث ليضحك به
القوم؛ فيكذب، ويل له، ويل له) [الترمذي].
وقال صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم بيت في رَبَضِ الجنة (أطرافها) لمن
ترك المراء وإن كان مُحِقَّا، وبيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان
مازحًا، وبيت في أعلى الجنة لمن حَسُن خلقه) [أبوداود].
وكان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- إذا سمع من يمدحه يقول: اللهم أنت
أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون،
واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون.

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 10:50 am

[size=21]الإحسان

مرَّ عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- على غلام يرعى أغنامًا
لسيده، فأراد ابن عمر أن يختبر الغلام، فقال له: بع لي شاة. فقال الصبي:
إنها ليست لي، ولكنها ملك لسيدي، وأنا عبد مملوك له. فقال ابن عمر: إننا
بموضع لا يرانا فيه سيدك، فبعني واحدة منها، وقل لسيدك: أكلها الذئب.
فاستشعر الصبي مراقبة الله، وصاح: إذا كان سيدي لا يرانا، فأين الله؟!
فسُرَّ منه عبد الله بن عمر ، ثم ذهب إلى سيده، فاشتراه منه وأعتقه.

ما هو الإحسان؟
الإحسان هو مراقبة الله في السر والعلن، وفي القول والعمل، وهو فعل الخيرات على أكمل وجه، وابتغاء مرضات الله.

أنواع الإحسان:
الإحسان مطلوب من المسلم في كل عمل يقوم به ويؤديه. وفي ذلك يقول الرسول
صلى الله عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا
القِتْلَة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيحد أحدكم شَفْرته، فلْيُرِح
ذبيحته) [مسلم].

ومن أنواع الإحسان:

الإحسان مع الله: وهو أن يستشعر الإنسان وجود الله معه في كل لحظة، وفي كل حال، خاصة عند عبادته لله -عز وجل-، فيستحضره كأنه يراه وينظر إليه.
قال صلى الله عليه وسلم: (الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) [متفق عليه].
الإحسان إلى الوالدين: المسلم دائم الإحسان والبر لوالديه، يطيعهما، ويقوم بحقهما، ويبتعد عن الإساءة إليهما، قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} [الإسراء: 23].
الإحسان إلى الأقارب: المسلم رحيم في معاملته لأقاربه، وبخاصة إخوانه وأهل بيته وأقارب والديه، يزورهم ويصلهم، ويحسن إليهم. قال الله تعالى: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام} [النساء: 1].
وقال صلى الله عليه وسلم: (من سرَّه أن يُبْسَطَ له في رزقه (يُوَسَّع له
فيه)، وأن يُنْسأ له أثره (يُبارك له في عمره)، فليصل رحمه) [متفق عليه]،
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر،
فَلْيَصِل رحمه) [البخاري].
كما أن المسلم يتصدق على ذوي رحمه، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم ثنتان: صدقة، وصلة)
[الترمذي].
الإحسان إلى الجار: المسلم يحسن إلى جيرانه، ويكرمهم امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننتُ أنه سيورِّثه).
[متفق عليه].
ومن كمال الإيمان عدم إيذاء الجار، قال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فلا يُؤْذِ جاره) [متفق عليه]. والمسلم يقابل إساءة
جاره بالإحسان، فقد جاء رجل إلى ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال له: إن لي
جارًا يؤذيني، ويشتمني، ويُضَيِّقُ علي. فقال له ابن مسعود: اذهب فإن هو
عصى الله فيك، فأطع الله فيه.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن حق الجار: (إذا استعان بك
أعنتَه، وإذا استقرضك أقرضتَه، وإذا افتقر عُدْتَ عليه (ساعدته)، وإذا مرض
عُدْتَه (زُرْتَه)، وإذا أصابه خير هنأتَه، وإذا أصابته مصيبة عزَّيته،
وإذا مات اتبعتَ جنازته، ولا تستطلْ عليه بالبناء، فتحجب عنه الريح إلا
بإذنه، ولا تؤذِه بقتار قِدْرِك (رائحة الطعام) إلا أن تغرف له منها، وإن
اشتريت فاكهة فأهدِ له منها، فإن لم تفعل، فأدخلها سرًّا، ولا يخرج بها
ولدك ليغيظ بها ولده) [الطبراني].
الإحسان إلى الفقراء: المسلم يحسن إلى الفقراء،
ويتصدق عليهم، ولا يبخل بماله عليهم، وعلى الغني الذي يبخل بماله على
الفقراء ألا ينسى أن الفقير سوف يتعلق برقبته يوم القيامة وهو يقول: رب،
سل هذا -مشيرًا للغني- لِمَ منعني معروفه، وسدَّ بابه دوني؟
ولابد للمؤمن أن يُنَزِّه إحسانه عن النفاق والمراءاة، كما يجب عليه ألا
يمن بإحسانه على أصحاب الحاجة من الضعفاء والفقراء؛ ليكون عمله خالصًا
لوجه الله. قال تعالى: {قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم} [البقرة: 263].
الإحسان إلى اليتامى والمساكين: أمرنا النبي صلى
الله عليه وسلم بالإحسان إلى الأيتام، وبشَّر من يكرم اليتيم، ويحسن إليه
بالجنة، فقال: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) وأشار بأصبعيه: السبابة،
والوسطى، وفرَّج بينهما شيئًا.
[متفق عليه].
وقال صلى الله عليه وسلم: (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله) [متفق عليه].
الإحسان إلى النفس: المسلم يحسن إلى نفسه؛
فيبعدها عن الحرام، ولا يفعل إلا ما يرضي الله، وهو بذلك يطهِّر نفسه
ويزكيها، ويريحها من الضلال والحيرة في الدنيا، ومن الشقاء والعذاب في
الآخرة، قال تعالى: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} [الإسراء: 7].
الإحسان في القول: الإحسان مطلوب من المسلم في القول، فلا يخرج منه إلا الكلام الطيب الحسن، يقول تعالى: {وهدوا إلى الطيب من القول}[الحج: 24]،
وقال تعالى: {وقولوا للناس حسنًا} [البقرة: 83].
الإحسان في التحية: والإحسان مطلوب من المسلم في التحية، فعلى المسلم أن يلتزم بتحية الإسلام، ويرد على إخوانه تحيتهم. قال الله -تعالى-: {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} [النساء: 86].
الإحسان في العمل: والمسلم يحسن في أداء عمله
حتى يتقبله الله منه، ويجزيه عليه، قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب
إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) [البيهقي].
الإحسان في الزينة والملبس: قال تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} [الأعراف: 31].
جزاء الإحسان:
المحسنون لهم أجر عظيم عند الله، قال تعالى:
{هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} [الرحمن: 60]. وقال: {إنا لا نضيع أجر من
أحسن عملاً} [الكهف: 30]. وقال: {وأحسنوا إن الله يحب المحسنين} [البقرة:
195].



المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 10:51 am

[size=21]الأمانة

فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، ودخل المسجد الحرام فطاف حول الكعبة،
وبعد أن انتهى من طوافه دعا عثمان بن طلحة -حامل مفتاح الكعبة- فأخذ منه
المفتاح، وتم فتح الكعبة، فدخلها النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام على
باب الكعبة فقال:
(لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده...).
ثم جلس في المسجد فقام على بن أبي طالب وقال: يا رسول الله، اجعل لنا
الحجابة مع السقاية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أين عثمان بن طلحة؟)
فجاءوا به، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (هاك مفتاحك يا عثمان اليوم
يوم برٍّ ووفاء) [سيرة ابن هشام]. ونزل في هذا قول الله تعالى:
{إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} [النساء: 58]. وهكذا رفض النبي صلى الله عليه وسلم إعطاء المفتاح لعلي ليقوم بخدمة الحجيج وسقايتهم، وأعطاه
عثمان بن طلحة امتثالا لأمر الله بردِّ الأمانات إلى أهلها.

ما هي الأمانة؟
الأمانة هي أداء الحقوق، والمحافظة عليها، فالمسلم يعطي كل ذي حق حقه؛
يؤدي حق الله في العبادة، ويحفظ جوارحه عن الحرام، ويرد الودائع... إلخ.
وهي خلق جليل من أخلاق الإسلام، وأساس من أسسه، فهي فريضة عظيمة حملها
الإنسان، بينما رفضت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها لعظمها وثقلها،
يقول تعالى:
{إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنا وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلومًا جهولاً}
[الأحزاب: 72].

وقد أمرنا الله بأداء الأمانات، فقال تعالى:
{إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} [النساء: 58].
وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم الأمانة دليلا على إيمان المرء وحسن خلقه،
فقال صلى الله عليه وسلم: (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد
له)[أحمد].

أنواع الأمانة:
الأمانة لها أنواع كثيرة،منها:
الأمانة في العبادة: فمن الأمانة أن يلتزم
المسلم بالتكاليف، فيؤدي فروض الدين كما ينبغي، ويحافظ على الصلاة والصيام
وبر الوالدين، وغير ذلك من الفروض التي يجب علينا أن نؤديها بأمانة لله رب
العالمين.
الأمانة في حفظ الجوارح: وعلى المسلم أن يعلم أن
الجوارح والأعضاء كلها أمانات، يجب عليه أن يحافظ عليها، ولا يستعملها
فيما يغضب الله -سبحانه-؛ فالعين أمانة يجب عليه أن يغضها عن الحرام،
والأذن أمانة يجب عليه أن يجنِّبَها سماع الحرام، واليد أمانة، والرجل
أمانة...وهكذا.
الأمانة في الودائع: ومن الأمانة حفظ الودائع
وأداؤها لأصحابها عندما يطلبونها كما هي، مثلما فعل الرسول صلى الله عليه
وسلم مع المشركين، فقد كانوا يتركون ودائعهم عند الرسول صلى الله عليه
وسلم ليحفظها لهم؛ فقد عُرِفَ الرسول صلى الله عليه وسلم بصدقه وأمانته
بين أهل مكة، فكانوا يلقبونه قبل البعثة بالصادق الأمين، وحينما هاجر
الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، ترك علي بن أبي طالب -رضي
الله عنه- ليعطي المشركين الودائع والأمانات التي تركوها عنده.
الأمانة في العمل: ومن الأمانة أن يؤدي المرء ما
عليه على خير وجه، فالعامل يتقن عمله ويؤديه بإجادة وأمانة، والطالب يؤدي
ما عليه من واجبات، ويجتهد في تحصيل علومه ودراسته، ويخفف عن والديه
الأعباء، وهكذا يؤدي كل امرئٍ واجبه بجد واجتهاد.
الأمانة في الكلام: ومن الأمانة أن يلتزم المسلم
بالكلمة الجادة، فيعرف قدر الكلمة وأهميتها؛ فالكلمة قد تُدخل صاحبها
الجنة وتجعله من أهل التقوى، كما قال الله تعالى: {ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء} [إبراهيم: 24].
وقد ينطق الإنسان بكلمة الكفر فيصير من أهل النار، وضرب الله -سبحانه- مثلا لهذه الكلمة بالشجرة الخبيثة، فقال: {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار} [إبراهيم: 26].
وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية الكلمة وأثرها، فقال: (إن الرجل
لَيتَكَلَّمُ بالكلمة من رضوان الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغتْ، يكتب
الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله،
ما كان يظن أن تبلغ ما بلغتْ، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه)
[مالك]. والمسلم يتخير الكلام الطيب ويتقرب به إلى الله -سبحانه-، قال
النبي صلى الله عليه وسلم: (والكلمة الطيبة صدقة) [مسلم].
المسئولية أمانة: كل إنسان مسئول عن شيء يعتبر
أمانة في عنقه، سواء أكان حاكمًا أم والدًا أم ابنًا، وسواء أكان رجلا أم
امرأة فهو راعٍ ومسئول عن رعيته، قال صلى الله عليه وسلم: (ألا كلكم راعٍ
وكلكم مسئول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسئول عن رعيته،
والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها
(زوجها) وولده وهي مسئولة عنهم، والعبد راع على مال سيده وهو مسئول عنه،
ألا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) [متفق عليه].
الأمانة في حفظ الأسرار: فالمسلم يحفظ سر أخيه
ولا يخونه ولا يفشي أسراره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا حدَّث
الرجل بالحديث ثم التفت فهي أمانة) [أبو داود والترمذي].
الأمانة في البيع: المسلم لا يغِشُّ أحدًا، ولا يغدر به ولا يخونه، وقد
مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يبيع طعامًا فأدخل يده في كومة
الطعام، فوجده مبلولا، فقال له: (ما هذا يا صاحب الطعام؟). فقال الرجل:
أصابته السماء (المطر) يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
(أفلا جعلتَه فوق الطعام حتى يراه الناس؟ من غَشَّ فليس مني) [مسلم].

فضل الأمانة:
عندما يلتزم الناس بالأمانة يتحقق لهم الخير، ويعمهم الحب، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بحفظهم للأمانة، فقال تعالى:
{والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون} [المعارج: 32]. وفي الآخرة يفوز الأمناء برضا ربهم، وبجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.

الخيانة:
كل إنسان لا يؤدي ما يجب عليه من أمانة فهو خائن، والله -سبحانه- لا يحب الخائنين، قال تعالى: {إن الله لا يحب من كان خوانًا أثيمًا} [النساء: 107].
وقد أمرنا الله -عز وجل- بعدم الخيانة، فقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أمانتكم وأنتم تعلمون} [الأنفال: 27].
وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بأداء الأمانة مع جميع الناس، وألا
نخون من خاننا، فقال صلى الله عليه وسلم: (أدِّ الأمانة إلى من ائتمنك،
ولا تَخُنْ من خانك)
[أبو داود والترمذي وأحمد].

جزاء الخيانة:
بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم أن خائن الأمانة سوف يعذب بسببها في
النار، وسوف تكون عليه خزيا وندامة يوم القيامة، وسوف يأتي خائن الأمانة
يوم القيامة مذلولا عليه الخزي والندامة، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(لكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة) [متفق عليه].. ويا لها من فضيحة وسط
الخلائق ‍!! تجعل المسلم يحرص دائمًا على الأمانة، فلا يغدر بأحد، ولا
يخون أحدًا، ولا يغش أحدًا، ولا يفرط في حق الله عليه.
الخائن منافق:
الأمانة علامة من علامات الإيمان، والخيانة إحدى علامات النفاق، يقول
النبي صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد
أخلف، وإذا ائْتُمِنَ خان) [متفق عليه]. فلا يضيع الأمانة ولا يخون إلا كل
منافق، أما المسلم فهو بعيد عن ذلك.

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 10:52 am

[size=21]بر الوالدين

كان إسماعيل -عليه السلام- غلامًا صغيرًا، يحب والديه ويطيعهما ويبرهما.
وفي يوم من الأيام جاءه أبوه إبراهيم -عليه السلام- وطلب منه طلبًا عجيبًا
وصعبًا؛ حيث قال له:
{يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى} [الصافات: 102]
فرد عليه إسماعيل في ثقة المؤمن برحمة الله، والراضي بقضائه:
{قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين}[الصافات: 102].
وهكذا كان إسماعيل بارًّا بأبيه، مطيعًا له فيما أمره الله به، فلما أمسك
إبراهيم -عليه السلام- السكين، وأراد أن يذبح ولده كما أمره الله، جاء
الفرج من الله -سبحانه- فأنزل الله ملكًا من السماء، ومعه كبش عظيم فداءً
لإسماعيل، قال تعالى:
{وفديناه بذبح عظيم} [الصافات: 107].
يحكي لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة ثلاثة رجال اضطروا إلى أن يبيتوا
ليلتهم في غارٍ، فانحدرت صخرة من الجبل؛ فسدت عليهم باب الغار، فأخذ كل
واحد منهم يدعو الله ويتوسل إليه بأحسن الأعمال التي عملها في الدنيا؛ حتى
يفرِّج الله عنهم ما هم فيه، فقال أحدهم: اللهم إنه كان لي أبوان شيخان
كبيران، وكنت أحضر لهما اللبن كل ليلة ليشربا قبل أن يشرب أحد من أولادي،
وتأخرت عنهما ذات ليلة، فوجدتُهما نائمين، فكرهت أن أوقظهما أو أعطي أحدًا
من أولادي قبلهما، فظللت واقفًا -وقدح اللبن في يدي- أنتظر استيقاظهما حتى
طلع الفجر، وأولادي يبكون من شدة الجوع عند قدمي حتى استيقظ والدي وشربا
اللبن، اللهم إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاء وجهك ففرِّج عنا ما نحن فيه،
فانفرجت الصخرة، وخرج الثلاثة من الغار.
[القصة مأخوذة من حديث متفق عليه].

ما هو بر الوالدين؟
بر الوالدين هو الإحسان إليهما، وطاعتهما، وفعل الخيرات لهما، وقد جعل
الله للوالدين منزلة عظيمة لا تعدلها منزلة، فجعل برهما والإحسان إليهما
والعمل على رضاهما فرض عظيم، وذكره بعد الأمر بعبادته، فقال جلَّ شأنه:
{وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} [الإسراء: 23].
وقال تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وبالوالدين إحسانًا}[النساء: 36].
وقال تعالى: {ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إلى المصير} [لقمان: 14].

بر الوالدين بعد موتهما:
فالمسلم يبر والديه في حياتهما، ويبرهما بعد موتهما؛ بأن يدعو لهما بالرحمة والمغفرة، وينَفِّذَ عهدهما، ويكرمَ أصدقاءهما.
يحكي أن رجلا من بني سلمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول
الله، هل بقي من بر أبوي شيء أبرُّهما به من بعد موتهما؟ قال: (نعم.
الصلاة عليهما (الدعاء)، والاستغفار لهما، وإيفاءٌ بعهودهما من بعد
موتهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما) [ابن ماجه].
وحثَّ الله كلَّ مسلم على الإكثار من الدعاء لوالديه في معظم الأوقات، فقال:
{ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب} [إبراهيم: 41]،
وقال: {رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنًا وللمؤمنين والمؤمنات}[نوح: 28].

فضل بر الوالدين:
بر الوالدين له فضل عظيم، وأجر كبير عند الله -سبحانه-، فقد جعل الله بر
الوالدين من أعظم الأعمال وأحبها إليه، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم:
أي العمل أحب إلى الله؟ قال: (الصلاة على وقتها).
قال: ثم أي؟ قال: (ثم بر الوالدين). قال: ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) _[متفق عليه].

ومن فضائل بر الوالدين:
رضا الوالدين من رضا الله: المسلم يسعى دائمًا إلى رضا والديه؛ حتى ينال
رضا ربه، ويتجنب إغضابهما، حتى لا يغضب الله. قال صلى الله عليه وسلم:
(رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد) [الترمذي]، وقال صلى
الله عليه وسلم: (من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط
الله) [البخاري].
الجنة تحت أقدام الأمهات: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يريد
الجهاد، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع ويبر أمه، فأعاد الرجل
رغبته في الجهاد، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرجع ويبر أمه. وفي
المرة الثالثة، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ويحك! الزم رِجْلَهَا
فثم الجنة) [ابن ماجه].
الفوز بمنزلة المجاهد: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
إني أشتهي الجهاد، ولا أقدر عليه. فقال صلى الله عليه وسلم: (هل بقي من
والديك أحد؟). قال: أمي. قال: (فاسأل الله في برها، فإذا فعلتَ ذلك فأنت
حاجٌّ ومعتمر ومجاهد) [الطبراني].
وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال صلى الله
عليه وسلم: (أحي والداك؟). قال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (ففيهما
فجاهد) [مسلم].
وأقبل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة
والجهاد؛ أبتغي الأجر من الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (فهل من والديك
أحد حي؟). قال: نعم. بل كلاهما. فقال صلى الله عليه وسلم: (فتبتغي الأجر
من الله؟). فقال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (فارجع إلى والديك،
فأَحْسِنْ صُحْبَتَهُما) [مسلم].
الفوز ببرِّ الأبناء: إذا كان المسلم بارًّا بوالديه محسنًا إليهما، فإن
الله -تعالى- سوف يرزقه أولادًا يكونون بارين محسنين له، كما كان يفعل هو
مع والديه، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بِرُّوا آباءكم
تَبرُّكم أبناؤكم، وعِفُّوا تَعِفُّ نساؤكم) [الطبراني والحاكم].

الوالدان المشركان:
كان سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بارًّا بأمه، فلما أسلم قالت له أمه:
يا سعد، ما هذا الذي أراك؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت
فتُعَير بي، فيقال: يا قاتل أمه. قال سعد: يا أمه، لا تفعلي، فإني لا أدع
ديني هذا لشيء. ومكثت أم سعد يومًا وليلة لا تأكل ولا تشرب حتى اشتد بها
الجوع، فقال لها سعد: تعلمين -والله- لو كان لك مائة نَفْس فخرجت نَفْسًا
نَفْسًا ما تركتُ ديني هذا لشيء، فإن شئتِ فكُلِي، وإن شئتِ فلا تأكلي.
فلما رأت إصراره على التمسك بالإسلام أكلت. ونزل يؤيده قول الله تعالى:
{وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفًا} [لقمان: 15].
وهكذا يأمرنا الإسلام بالبر بالوالدين حتى وإن كانا مشركين.
وتقول السيدة أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها-: قدمت على أمي وهي مشركة
في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيتُ رسول الله صلى الله عليه
وسلم، قلت: إن أمي قَدِمَتْ وهي راغبة (أي طامعة فيما عندي من بر)،
أفَأَصِلُ أمي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (نعم، صلي أمَّكِ) [متفق عليه].

عقوق الوالدين:
حذَّر الله -تعالى- المسلم من عقوق الوالدين، وعدم طاعتهما، وإهمال حقهما،
وفعل ما لا يرضيهما أو إيذائهما ولو بكلمة (أف) أو بنظرة، يقول تعالى:
{فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا} [الإسراء: 23].
ولا يدخل عليهما الحزن ولو بأي سبب؛ لأن إدخال الحزن على الوالدين عقوق
لهما، وقد قال الإمام علي -رضي الله عنه-: مَنْ أحزن والديه فقد
عَقَّهُمَا.

جزاء العقوق:
عدَّ النبي صلى الله عليه وسلم عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، بل من أكبر
الكبائر، وجمع بينه وبين الشرك بالله، فقال صلى الله عليه وسلم: (ألا
أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين...) [متفق عليه].
والله -تعالى- يعَجِّل عقوبة العاقِّ لوالديه في الدنيا، قال صلى الله عليه وسلم:
(كل الذنوب يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات) [البخاري].

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 11:04 am

[size=21]القناعـــــة

يحكى أن ثلاثة رجال ساروا في طريق فعثروا على كنز، واتفقوا على تقسيمه
بينهم بالتساوي، وقبل أن يقوموا بذلك أحسوا بالجوع الشديد، فأرسلوا أحدهم
إلى المدينة ليحضر لهم طعامًا، وتواصوا بالكتمان، حتى لا يطمع فيه غيرهم،
وفي أثناء ذهاب الرجل لإحضار الطعام حدثته نفسه بالتخلص من صاحبيه، وينفرد
هو بالكنز وحده، فاشترى سمًّا ووضعه في الطعام، وفي الوقت نفسه، اتفق
صاحباه على قتله عند عودته؛ ليقتسما الكنز فيما بينهما فقط، ولما عاد
الرجل بالطعام المسموم قتله صاحباه، ثم جلسا يأكلان الطعام؛ فماتا من أثر
السم.. وهكذا تكون نهاية الطامعين وعاقبة الطمع.

* أُهْدِيَتْ إلى السيدة عائشة -رضي الله عنها- سلالا من عنب، فأخذت تتصدق
بها على الفقراء والمساكين، وكانت جاريتها قد أخذت سلة من هذه السلال
وأخفتها عنها، وفي المساء أحضرتها، فقالت لها السيدة عائشة -رضي الله
عنها-: ما هذا؟ فأجابت الجارية: ادخرتُه لنأكله. فقالت السيدة عائشة -رضي
الله عنها-: أما يكفي عنقود أو عنقودان؟

* ذهب الصحابي الجليل حكيم بن حزام إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله أن
يعطيه من الأموال، فأعطاه. ثم سأله مرة ثانية، فأعطاه. ثم سأله مرة ثالثة،
فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال له مُعلِّمًا: (يا حكيم، إن هذا
المال خَضِرٌ حلو (أي أن الإنسان يميل إلى المال كما يميل إلى الفاكهة
الحلوة اللذيذة)، فمن أخذه بسخاوة نفس (بغير سؤال ولا طمع) بورك له فيه،
ومن أخذه بإشراف نفس لم يبَارَكْ له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد
العليا (التي تعطي) خير من اليد السفلي (التي تأخذ). [متفق عليه].
فعاهد حكيم النبي صلى الله عليه وسلم ألا يأخذ شيئًا من أحد أبدًا حتى
يفارق الدنيا. فكان أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- يطلبه ليعطيه نصيبه من
المال، فيرفض أن يقبل منه شيئًا، وعندما تولى عمر -رضي الله عنه- الخلافة
دعاه ليعطيه فرفض حكيم، فقال عمر: يا معشر المسلمين، أشهدكم على حكيم أني
أعرض عليه حقه الذي قسمه الله له في هذا الفيء (الغنيمة)، فيأبى أن يقبله.
وهكذا ظلَّ حكيم قانعًا، لا يتطلع إلى المال بعد نصيحة رسول الله صلى الله
عليه وسلم، التي تعلَّم منها ألا يسأل أحدًا شيئًا؛ حتى إنه كان يتنازل عن
حقه، ويعيش من عمله وجهده.
* كان سلمان الفارسي -رضي الله عنه- واليا على إحدى المدن، وكان راتبه
خمسة آلاف درهم يتصدق بها جميعًا، وكان يشتري خوصًا بدرهم، فيصنع به آنية
فيبيعها بثلاثة دراهم؛ فيتصدق بدرهم، ويشتري طعامًا لأهله بدرهم، ودرهم
يبقيه ليشتري به خوصًا جديدًا.

ما هي القناعة؟
القناعة هي الرضا بما قسم الله، ولو كان قليلا، وهي عدم التطلع إلى ما في
أيدي الآخرين، وهي علامة على صدق الإيمان. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقَنَّعه الله بما آتاه) [مسلم].
قناعة الرسول صلى الله عليه وسلم:
كان صلى الله عليه وسلم يرضى بما عنده، ولا يسأل أحدًا شيئًا، ولا يتطلع
إلى ما عند غيره، فكان صلى الله عليه وسلم يعمل بالتجارة في مال السيدة
خديجة -رضي الله عنها- فيربح كثيرًا من غير أن يطمع في هذا المال، وكانت
تُعْرَضُ عليه الأموال التي يغنمها المسلمون في المعارك، فلا يأخذ منها
شيئًا، بل كان يوزعها على أصحابه.
وكان صلى الله عليه وسلم ينام على الحصير، فرآه الصحابة وقد أثر الحصير في
جنبه، فأرادوا أن يعدوا له فراشًا لينًا يجلس عليه؛ فقال لهم: (ما لي وما
للدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها).
[الترمذي وابن ماجه].

لا قناعة في فعل الخير:
المسلم يقنع بما قسم الله له فيما يتعلق بالدنيا، أما في عمل الخير
والأعمال الصالحة فإنه يحرص دائمًا على المزيد من الخيرات، مصداقًا لقوله
تعالى: {وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} [البقرة: 197]. وقوله تعالى:
{وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين} [آل عمران: 133].

فضل القناعة:
الإنسان القانع يحبه الله ويحبه الناس، والقناعة تحقق للإنسان خيرًا عظيمًا في الدنيا والآخرة،

ومن فضائل القناعة:
القناعة سبب البركة: فهي كنز لا ينفد، وقد
أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنها أفضل الغنى، فقال: (ليس الغِنَى عن
كثرة العَرَض، ولكن الغنى غنى النفس) [متفق عليه].
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في
جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا) [الترمذي وابن ماجه].
فالمسلم عندما يشعر بالقناعة والرضا بما قسمه الله له يكون غنيا عن الناس،
عزيزًا بينهم، لا يذل لأحد منهم.
أما طمع المرء، ورغبته في الزيادة يجعله ذليلاً إلى الناس، فاقدًا لعزته،
قال الله صلى الله عليه وسلم: (وارْضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس)
[الترمذي وأحمد].
والإنسان الطماع لا يشبع أبدًا، ويلح في سؤال الناس، ولا يشعر ببركة في
الرزق، قال الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُلْحِفُوا (تلحوا) في المسألة،
فوالله لا يسألني أحد منكم شيئًا فتُخْرِجُ له مسألتُه مِنِّي شيئًا، وأنا
له كاره، فيبارَكُ له فيما أعطيتُه) [مسلم والنسائي وأحمد].
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ
بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعففْ يعِفَّهُ الله، ومن يستغنِ
يغْنِهِ الله) [متفق عليه].
القناعة طريق الجنة: بين الرسول صلى الله عليه
وسلم أن المسلم القانع الذي لا يسأل الناس ثوابُه الجنة، فقال: (من يكفل
لي أن لا يسأل الناس شيئًا وأتكفل له بالجنة؟)، فقال ثوبان: أنا. فكان لا
يسأل أحدًا شيئًا. [أبو داود والترمذي وأحمد].
القناعة عزة للنفس: القناعة تجعل صاحبها حرًّا؛
فلا يتسلط عليه الآخرون، أما الطمع فيجعل صاحبه عبدًا للآخرين. وقد قال
الإمام علي-رضي الله عنه-: الطمع رق مؤبد (عبودية دائمة).
وقال أحد الحكماء: من أراد أن يعيش حرًّا أيام حياته؛ فلا يسكن قلبَه
الطمعُ. وقيل: عز من قنع، وذل من طمع. وقيل: العبيد ثلاثة: عبد رِقّ، وعبد
شهوة، وعبد طمع.
القناعة سبيل للراحة النفسية: المسلم القانع
يعيش في راحة وأمن واطمئنان دائم، أما الطماع فإنه يعيش مهمومًا، ولا
يستقر على حال. وفي الحديث القدسي: (يابن آدم تفرغْ لعبادتي أملأ صدرك
غِنًى، وأَسُدَّ فقرك. وإن لم تفعل، ملأتُ صدرك شُغْلا، ولم أسُدَّ فقرك)
[ابن ماجه].
وقال أحد الحكماء: سرور الدنيا أن تقنع بما رُزِقْتَ، وغمها أن تغتم لما لم ترزق، وصدق القائل:
هـي القنـاعة لا تـرضى بهــا بـدلا
فيهــا النعيـم وفيهــا راحـة البـدنِ
انظـر لمـن ملــك الدنيـا بأجمـعـها
هـل راح منها بغيــر القطـن والكفـنِ

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 11:05 am

[size=21]الاعتدال

* كان أبو الدرداء -رضي الله عنه- كثير العبادة
والصلاة، يصوم النهار، ويقوم الليل. وذات يوم، زاره سلمان الفارسي -رضي
الله عنه- فلما رآه يُرهق نفسه بكثرة العبادة نصحه قائلا: إن لربك عليك
حقَّا، ولنفسك عليك حقَّا، ولأهلك عليك حقَّا، فأعطِ كل ذي حق حقه. فلما
علم الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، قال: (صدق سلمان) [البخاري].

* جاء ثلاثة إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم
يسألون عن عبادته، فلما علموها قالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه
وسلم وقد غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ ثم قال أحدهم: أما أنا فأنا
أصلى الليل أبدًا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أُفْطِر. وقال آخر: وأنا
أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا.
فجاء الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: (أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما
والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلى وأرقد، وأتزوج
النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني) [البخاري].
***
ما هو الاعتدال؟
الاعتدال يعني التوسط والاقتصاد في الأمور، وهو أفضل طريقة يتبعها المؤمن
ليؤدي ما عليه من واجبات نحو ربه، ونحو نفسه، ونحو الآخرين. وقد أمر النبي
صلى الله عليه وسلم بالاعتدال في كل شيء؛ حيث قال: (القَصْدَ القَصْدَ،
تبلغوا (أي الزموا التوسط في تأدية أعمالكم تحققوا ما تريدونه على الوجه
الأتم)) [البخاري وأحمد].
والاعتدال أو الاقتصاد أو التوسط فضيلة مستحبة في الأمور كلها. وهو خلق
ينبغي أن يتحلى به المسلم في كل جوانب حياته، من عبادة وعمل وإنفاق ومأكل
ومشرب وطعام، والمسلم يؤدي ما عليه من فرائض ونوافل من غير أن يكلف نفسه
فوق طاقتها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الدين يُسْرٌ ولن
يُشَادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا
بالغُدْوَة (سير أول النهار) والرَّوْحَة (السير بعد الظهيرة)، وشيء من
الدُّلجة (سير آخر النهار)) [البخاري]. والمقصود: استعينوا على أداء
العبادة بصفة دائمة بفعلها في الأوقات المنشطة.

اعتدال الرسول صلى الله عليه وسلم:
المسلم يأخذ قدوته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان معتدلا
مقتصدًا في كل أمر من أمور حياته؛ فكان معتدلا في صلاته، وكان معتدلا في
خطبته، فلا هي بالطويلة ولا هي بالقصيرة، وكان يصوم أيامًا ويفطر أيامًا،
وكان يقوم جزءًا من الليل، وينام جزءًا آخر.

أنواع الاعتدال:
الاعتدال خلق يدخل في كل أعمال الإنسان، ولذلك فإن أنواعه كثيرة، منها:
الاعتدال في الإنفاق: الاعتدال في الإنفاق يتحقق حينما ينفق المسلم دون إسراف أو بخل، يقول الله تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا} [الإسراء: 29].
والاعتدال في إنفاق المال من صفات عباد الرحمن الصالحين الذين مدحهم الله -عز وجل- بقوله:
{والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا} [الفرقان: 67].
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاقتصاد في النفقة، فقال: (الاقتصاد في النفقة نصف المعيشة) [الخطيب].
فالاقتصاد في النفقة يحمي من الفقر وسؤال الناس؛ فقد روي أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: (ما عال من اقتصد) [أحمد]، أي ما افتقر من اعتدل في
إنفاقه، أما الذي يسرف في إنفاق المال فإن إسرافه سوف يقوده إلى الفقر
وسؤال الناس، ويجعله عالة على غيره.
الاعتدال في الطعام والشراب: يعتدل المسلم في
طعامه وشرابه بأن يتناول منهما على قدر حاجته ولا يخرج عن الحد المطلوب،
وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في الطعام والشراب،
فقال: (ما ملأ آدمي وعاءً شرًّا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يُقِمْنَ
صُلْبَه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسِه)
[الترمذي وابن ماجه].
الاعتدال في الملبس: على المسلم أن يقتصد في
ارتداء ملابسه؛ فلا يسرف فيها بأن يتباهى بها ويختال؛ فيجعل من نفسه
معرضًا للأزياء ليفتخر بها بين الناس. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم
عن ذلك، فقال: (من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوبًا مثله، ثم
تلهب فيه النار) [أبو داود وابن ماجه].
وهذا لا يعني أن يرتدي المسلم الملابس القبيحة المرقعة، وإنما يجب عليه أن
يقتصد في ملابسه من حيث ثمنها وألوانها وكميتها دون إسراف أو تقتير،
وليعمل بقول القائل: البس من ثيابك ما لا يزدريك (يحتقرك) فيه السفهاء،
وما لا يعيبك به الحكماء.
الاعتدال في العمل والراحة: المسلم يعتدل في
عمله، فلا ينهك جسمه ويتعبه، ولا يجعل عمله يؤثر على عبادته أو على
واجباته الأخرى، وإذا ما شعر بالإجهاد الشديد في عمله فعليه أن يستريح؛
حتى يستطيع مواصلة العمل بعد ذلك؛ عملا بالقول المأثور: إن لبدنك عليك
حقًّا.
الاستفادة من الوقت: المسلم يحافظ على وقته،
فينتفع به في تحقيق ما هو مفيد، ولا يضيعـه فيما لا يفيد؛ لأن في الحفاظ
عليه المحافظة على حياته، وهو مسئول عن عمره فيما أفناه، وصدق من قال:
دقـات قلب المـرء قائـلة لــه
إن الحيــاة دقـائــقٌ وثــوان
والمسلم يحافظ على وقته بتنظيمه، وتقسيمه تقسيمًا مناسبًا، بحيث لا يطغى
جانب من جوانب حياته من عمل أو عبادة أو نوم أو لعب على جوانب أخرى. وقد
قيل: حسن نظام العمل يضمن نيل الأمل.
الاعتدال في الكلام: المسلم يجتنب الكلام الزائد عن الحاجة؛ لأن ذلك
يُعَدُّ من قبيل الثرثرة. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال:
(إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحسنكم أخلاقًا، وإن
أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني مجلسًا يوم القيامة الثرثارون (الذين يكثرون
الكلام دون ضرورة)، والمتشدقون (الذين يتحدثون بالغريب من الألفاظ)،
والمتفيهقون). قالوا: يا رسول الله، قد علمنا الثرثارون والمتشدقون، فما
المتفيهقون؟ قال: (المتكبرون) [الترمذي].
والاقتصاد في الحديث يجنب المسلم الوقوع في الخطأ؛ لأن من كثر كلامه كثر
خَطَؤُه، وكما قيل: خير الكلام ما قل ودل. والمسلم يصمت عن الكلام إذا رأى
في صمته خيرًا، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليسكت) [متفق عليه]. وقيل في مدح الصمت وذم
الكلام في غير حينه: الكلام في الخير كله أفضل من الصمت، والصمت في الشر
كله أفضل من الخير. وقيل: الصمت حكم وقليل فاعله.

فضل الاعتدال:
* الاعتدال يجعل صاحبه يعيش عزيز النفس محبوبًا من الله ومحبوبًا من الناس.
* الاعتدال من أخلاق الأنبياء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الهدي
الصالح، والسَّمْتَ الصالح، والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءًا من
النبوة) [أبو داود والترمذي].
* الاعتدال يعين المسلم على تأدية كل جوانب حياته المختلفة، وإذا أسرف
المسلم في تأدية جانب معين فإنه يُقَصِّر في جانب آخر، فمن يسرف في عبادته
مثلا يقصر في عمله، ومن يسرف في عمله يقصر في راحة بدنه. وصدق معاوية إذ
يقول: ما رأيتُ إسرافًا في شيء إلا وإلى جانبه حق مضيع.
* الاعتدال يخفف الحساب يوم القيامة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(وأما الذين اقتصدوا (اعتدلوا وتوسطوا) فأولئك يحاسبون حسابًا يسيرًا)
[أحمد]. والمسلم يحرص على الاعتدال في جميع جوانب حياته؛ حتى يتحقق له
النفع في دينه ونفسه وحياته.

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 11:06 am

[size=21]الكــــرم

بعث معاوية -رضي الله عنه- إلى السيدة عائشة -رضي الله عنها- بمال قدره
مائة وثمانون ألف درهم، فأخذت -رضي الله عنها- تقسم المال، وتوزعه على
الناس حتى تصدقت به كله، وكانت صائمة، فأمرت جاريتها أن تحضر لها الطعام
لتفطر، فأحضرت لها الجارية خبزًا وزيتًا، وقالت لها: أما استطعتِ فيما
قسمتِ اليوم أن تشتري لنا لحمًا بدرهم؛ لنفطر عليه، وهكذا تصدقتْ بهذا
المبلغ الكبير، ونسيتْ أن تبقي درهمًا تشتري به طعامًا لإفطارها.
***
ذات يوم، أحضر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مالا كثيرًا إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم: (ماذا أبقيتَ لأهلك
يا عمر؟)،
فيقول: أبقيتُ لهم نصف مالي.
ويأتي أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- فيحضر ماله كله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندما سأله النبي صلى الله عليه وسلم:
(ماذا تركتَ لأولادك يا أبا بكر؟)، فيقول: تركتُ لهم الله ورسوله.
***
ما هو الكرم؟
الكرم يطلق على كل ما يحمد من أنواع الخير والشرف والجود والعطاء والإنفاق.
وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكرم الناس؟ قال: (أتقاهم لله). قالوا: ليس عن هذا نسألك.
قال: (فأكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن خليل الله) [البخاري].
فالرسول صلى الله عليه وسلم وصف يوسف -عليه السلام- بالكرم لأنه اجتمع له
شرف النبوة والعلم والجمال والعفة وكرم الأخلاق والعدل ورياسة الدنيا
والدين، وهو نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي.

كرم الله سبحانه:
من صفات الله -سبحانه- أنه الكريم، وهو الكثير الخير، الجواد المعطي الذي لا ينفد عطاؤه.
كرم النبي صلى الله عليه وسلم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أكرم الناس شرفًا ونسبًا، وأجود الناس
وأكرمهم في العطاء والإنفاق، فقد أتاه رجل يطلب منه مالا، فأعطاه النبي
صلى الله عليه وسلم غنمًا بين جبلين، فأخذها كلها، ورجع إلى قومه، وقال
لهم: أسلموا، فإن محمدًا صلى الله عليه وسلم يعطي عطاء من لا يخشى الفقر.
[أحمد].
كما تروي عنه السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنهم ذبحوا شاة، ثم وزعوها على
الفقراء؛ فسأل النبي صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة: (ما بقي منها؟)
فقالت: ما بقي إلا كتفها؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بقي كلها غير
كتفها) [الترمذي].
أي أن ما يتصدق به الإنسان في سبيل الله هو الذي يبقي يوم القيامة، ولا
يفنى إلا ما استعمله في هذه الدنيا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما
نقص مال عبد من صدقة) [الترمذي].

أنواع الكرم :
بما أن الكرم يطلَق على ما يحمد من الأفعال؛ فإن له أنواعًا كثيرة منها:
الكرم مع الله: المسلم يكون كريمًا مع الله بالإحسان في العبادة والطاعة، ومعرفة الله حق المعرفة، وفعل كل ما أمر به، والانتهاء عما نهى عنه.
الكرم مع النبي صلى الله عليه وسلم: ويكون بالاقتداء بسنته، والسير على منهجه، واتباع هديه، وتوقيره.
الكرم مع النفس: فلا يهين الإنسان نفسه، أو يذلها أو يعرضها لقول السوء أو اللغو، وقد وصف الله عباد الرحمن بأنهم:
{وإذا مروا باللغو مروا كرامًا} [الفرقان: 72].
الكرم مع الأهل والأقارب: المسلم يكرم زوجه
وأولاده وأقاربه، وذلك بمعاملتهم معاملة حسنة، والإنفاق عليهم، فخير
الإكرام والإنفاق أن يبدأ المسلم بأهله وزوجته. قال الله صلى الله عليه
وسلم: (دينار أنفقتَه في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة (إعتاق عبد)،
ودينار تصدقتَ به على مسكين، ودينار أنفقتَه على أهلك، أعظمها أجرًا الذي
أنفقتَه على أهلك) [مسلم]. وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أنفق
المسلم نفقة على أهله وهو يحتسبها (أي ينوي عند إنفاقها أنها خالصة لوجه
الله)، كانت له صدقة) [متفق عليه].
فالصدقة على القريب لها أجر مضاعف؛ لأن المسلم يأخذ بها ثواب الصدقة وثواب
صلة الرحم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الصدقة على المسكين صدقة، وهي
على ذي الرحم (القريب) ثنتان: صدقة، وصلة) [الترمذي والنسائي وابن ماجه]
إكرام الضيف: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من
كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذِ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو
ليصمت) [متفق عليه].
الكرم مع الناس: طرق الكرم مع الناس كثيرة؛
فالتبسم في وجوههم صدقة، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (لا
تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تلقي أخاك بوجه طلق) [مسلم].
وقد قال علي -رضي الله عنه- وهو يحث على العطاء وإن قَلَّ: لا تستحي من
عطاء القليل؛ فالحرمان أقل منه، ولا تجبن عن الكثير؛ فإنك أكثر منه.
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (كل سُلامَي من الناس عليه صدقة، كل يوم
تطلع فيه الشمس يعدل بين الاثنين صدقة، ويعين الرجل على دابته؛ فيحمل
عليها أو يرفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وكل خطوة يخطوها
إلى الصلاة صدقة، ويميط الأذى عن الطريق صدقة) [متفق عليه]. وقال الله صلى
الله عليه وسلم: (كل معروف صدقة) [البخاري].
الكرم والإنفاق في حوائج المسلمين: المسلم يجب عليه أن ينفق في حوائج
المسلمين، فمثلا في وقت الحروب يجب عليه أن يكثر من الإنفاق لتجهيز جيش
المسلمين، وفي أزمات التعليم ينفق في تيسير التعليم، وإن كان هناك وباء أو
مرض مثلا، فعليه أن يتبرع بالمال مساهمة منه في القضاء على هذا المرض، ولو
علم المسلم بحاجة أخيه المسلم في بلد إسلامي معين إلى دواء أو غذاء، فعليه
أن يسارع إلى معاونته.

فضل الجود والكرم:
* ثواب الجود والإنفاق عظيم، وقد رغَّبنا الله فيه في أكثر من موضع من القرآن الكريم، قال الله -تعالى-:
{مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل
سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} [البقرة: 261].

وقال تعالى: {وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون} [البقرة: 272].
وقال تعالى: {الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرًّا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} [البقرة: 274].
* الكرم يقرب من الجنة ويبعد عن النار، قال الله صلى الله عليه وسلم:
(السخي قريب من الله، قريب من الجنة، قريب من الناس، بعيد من النار.
والبخيل بعيد من الله، بعيد من الجنة، بعيد من الناس، قريب من النار)
[الترمذي].
* الكرم بركة للمال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم يصبح
العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقًا خلفًا،
ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسكًا تلفًا) [البخاري]. وقال الله في الحديث
القدسي: (أنْفِقْ يا بن آدم أُنْفِقْ عليك) [متفق عليه].
* الكرم عِزُّ الدنيا، وشرف الآخرة، وحسن الصيت، وخلودُ جميل الذكر.
* الكرم يجعل الإنسان محبوبًا من أهله وجيرانه وأقاربه والناس أجمعين.
لكل هذه الفضائل فإن المسلم يحب أن يكون كريمًا، قال الله صلى الله عليه
وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في
الحق، ورجل آتاه الله حكمة، فهو يقضي بها ويعلمها) [البخاري].
وعلى المسلم أن يدرب نفسه على خلق الكرم، ويعودها عليه منذ صغره، وعليه أن
يعلم أن المال مال الله، وأنه نفسَه مِلْكٌ لله، وأن ثواب الله عظيم، وأنه
يثق في الله، فلا يخشى الفقر إذا أنفق، وأن يتأسى بالنبي صلى الله عليه
وسلم وبصحابته في إنفاقهم، وعليه أن يكثر من الجود والكرم في جميع أوقات
العام، وخاصة في شهر رمضان، وفي الأعياد والمناسبات التي تحتاج منه إلى
ذلك.

البخل:
المسلم لا يتصف بالبخل؛ لأنه خلق ذميم يبغضه الله -سبحانه- والناس أجمعون،
وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خصلتان لا تجتمعان في مؤمن:
البخل، وسوء الخلق) [الترمذي].

جزاء البخل:
وقد ذم الله البخل من خلال آيات القرآن، وحذرنا منه، فقال عز وجل: {ولا
تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله خيرًا لهم بل هو شر لهم
سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض والله بما
تعملون خبير}.[آل عمران: 180].

وقال تعالى: {والذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما أتاهم الله من فضله وأعتدنا للكافرين عذابًا مهينًا} [النساء: 37].
وجعل الله عاقبة المنفقين الفوز والفلاح؛ حيث قال: {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} [الحشر: 9].
والبخل يرتد على صاحبه، فلا يذوق راحة أبدًا، يقول الله تعالى: {ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء} [محمد: 38].
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من البخل في دعائه، فيقول: (اللهم
إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أُرَدَّ إلى
أَرْذَلِ العمر) [البخاري]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاث
مهلكات: هوًى مُتَّبَع، وشُحٌّ (بخل) مطاع، وإعجاب المـرء بنفسه)
[الطبراني]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (واتقوا الشح؛ فإن الشح أهلك
من كان قبلكم..حملـهم على أن سفـكوا دماءهم واستحلوا محارمهم) [مسلم].
وقال أحد الحكماء: البخيل ليس له خليل. وقال آخر: الجود يوجب المدح،
والبخل يوجب الذم. وقال آخر: طعام الكريم دواء، وطعام البخيل داء. فعلى
المسلم أن يجعل الجود والكرم صفة لازمة له على الدوام، وأن يبتعد عن البخل
والشح؛ حتى يفوز برضوان الله وجنته

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 11:07 am

[size=21]الحلـــم

أسلم الطفيل بن عمرو الدوسي، واستأذن الرسول صلى الله عليه وسلم في أن
يذهب ليدعو قبيلته (دوْسًا) إلى الإسلام، فأذن له الرسول صلى الله عليه
وسلم، لكنهم لم يستجيبوا للطفيل؛ فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال:
إن دوسًا قد عصت وأبت؛ فادع الله عليهم، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه
وسلم القبلة، ورفع يديه، فقال الناس: هلكوا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم
سيدعو عليهم، ودعاؤه مستجاب. فدعا النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (اللهم
اهدِ دوسًا وائتِ بهم) [متفق عليه]. ثم رجع الطفيل إلى قبيلته فدعاهم مرة
ثانية إلى الإسلام، فأسلموا جميعًا. وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم
حليمًا يدعو للناس ولا يدعو عليهم.
***
ذات ليلة، خرج الخليفة عمر بن عبد العزيز ليتفقد أحوال رعيته، وكان في
صحبته شرطي، فدخلا مسجدًا، وكان المسجد مظلمًا، فتعثر عمر برَجُلٍ نائم،
فرفع الرجل رأسه وقال له: أمجنون أنت؟ فقال عمر: لا. وأراد الشرطي أن يضرب
الرجل، فقال له عمر: لا تفعل، إنما سألني: أمجنون أنت؟ فقلت له: لا.
فقد سبق حلم الخليفة غضبه، فتقبل ببساطة أن يصفه رجل من عامة الناس بالجنون، ولم يدفعه سلطانه وقوته إلى البطش به.
***
كان الصحابي الجليل الأحنف بن قيس، شديد الحلم حتى صار يضرب به المثل في
ذلك الخلق، فيقال: أحلم من الأحنف. ويحكى أن رجلا شتمه، فلم يردَّ عليه
ومشى في طريقه، ومشى الرجل وراءه، وهو يزيد في شتمه، فلما اقترب الأحنف من
الحي الذي يعيش فيه، وقف وقال للرجل: إن كان قد بقي في نفسك شيء فقله قبل
أن يسمعك أحد من الحي فيؤذيك.
ويحكى أن قومًا بعثوا إليه رجلا ليشتمه، فصمت الأحنف ولم يتكلم، واستمر
الرجل في شتمه حتى جاء موعد الغداء، فقال له الأحنف: يا هذا إن غداءنا قد
حضر، فقم معي إن شئتَ. فاستحيا الرجل ومشى.
***
ما هو الحلم؟
الحلم هو ضبط النفس، وكظم الغيظ، والبعد عن الغضب، ومقابلة السيئة
بالحسنة. وهو لا يعني أن يرضي الإنسان بالذل أو يقبل الهوان، وإنما هو
الترفع عن شتم الناس، وتنزيه النفس عن سبهم وعيبهم.
حلم الله:
الحلم صفة من صفات الله -تعالى- فالله -سبحانه- هو الحليم، يرى معصية
العاصين ومخالفتهم لأوامره فيمهلهم، ولا يسارع بالانتقام منهم. قال تعالى:
{واعلموا أن الله غفور حليم} [البقرة: 235].
حلم الأنبياء:
الحلم خلق من أخلاق الأنبياء، قال تعالى عن إبراهيم: {إن إبراهيم لأواه حليم} [التوبة: 114]،
وقال عن إسماعيل: {فبشرناه بغلام حليم} [الصافات: 101].
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أحلم الناس، فلا يضيق صدره بما يصدر عن
بعض المسلمين من أخطاء، وكان يعلم أصحابه ضبط النفس وكظم الغيظ.

فضائل الحلم:
* الحلم صفة يحبها الله -عز وجل-، قال صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة: (إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة) [مسلم].
* الحلم وسيلة للفوز برضا الله وجنته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(من كظم غيظًا وهو قادر على أن يُنْفِذَهْ، دعاه الله -عز وجل- على رءوس
الخلائق يوم القيامة، يخيره من الحور العين ما شاء) [أبو داود والترمذي].
* الحلم دليل على قوة إرادة صاحبه، وتحكمه في انفعالاته، فقد قال النبي
صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد بالصُّرْعَة (مغالبة الناس وضربهم)، إنما
الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) [مسلم].
* الحلم وسيلة لكسب الخصوم والتغلب على شياطينهم وتحويلهم إلى أصدقاء،
قال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت: 34]. وقد قيل: إذا سكتَّ عن الجاهل فقد أوسعتَه جوابًا، وأوجعتَه عقابًا.
* الحلم وسيلة لنيل محبة الناس واحترامهم، فقد قيل: أول ما يُعوَّض الحليم عن حلمه أن الناس أنصاره.
* الحلم يُجنِّب صاحبه الوقوع في الأخطاء، ولا يعطي الفرصة للشيطان لكي يسيطر عليه.

الغضب:
الغضب هو إنفاذ الغيظ وعدم السيطرة على النفس، وهو خلق ذميم، فقد جاء رجل
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أوصني. فقال الله صلى الله عليه
وسلم: (لا تغضب). فأعاد الرجل السؤال وردده مرارًا، فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: (لا تغضب) [البخاري].

والغضب نوعان: غضب محمود، وغضب مذموم.
الغضب المحمود: هو الذي يحدث بسبب انتهاك حرمة
من حرمات الله، ويكون هدفه الدفاع عن العرض أو النفس أو المال أو لرد حق
اغتصبه ظالم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو القدوة والأسوة
الحسنة- لا يغضب أبدًا إلا أن يُنْتَهك من حرمات الله شيء.
الغضب المذموم: وهو الذي يكون لغير الله، أو
يكون سببه شيئًا هينًا، فلا يستطيع الإنسان أن يسيطر على نفسه، وقد ينتهي
أمره إلى ما لا يحمد عقباه، ومن الغضب المذموم أن يغضب المرء في موقف كان
يستطيع أن يقابل الإساءة بالحلم وضبط النفس.
ومن مواقف الغضب التي كان يمكن أن تقابل بالحلم وضبط النفس ما يُحْكَى أن
رجلا آذى أبا بكر الصديق بكلام في أثناء جلوسه مع النبي صلى الله عليه
وسلم، فصمت أبو بكر، ثم شتمه الرجل مرة ثانية فسكت أبو بكر، ولما شتمه
-للمرة الثالثة- رد عليه أبو بكر. فقام النبي صلى الله عليه وسلم من
المجلس، فأدركه
أبو بكر وقال له: أغضبتَ على يا رسول الله؟ فأخبره النبي صلى الله عليه
وسلم أن ملكًا من السماء نزل يرد عنه، ويدافع عنه، فلما رد هو انصرف الملك
وقعد الشيطان. ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ليجلس في مجلس فيه
الشيطان.

علاج الغضب: بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم عدة وسائل
لعلاج الغضب، منها:
* السكوت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم فليسكت) [أحمد]. وقال الشاعر:
إذا نطـق السفيـه فـلا تُجِبْـــه
فخيــر مـن إجـابـتـه السـكـوتُ
فـإن جاوبتــَه سَرَّيـتَ عـنـه
وإن خلَّـيْـتَـهُ كَـــمَـــدًا يمـوتُ
* الجلوس على الأرض: قال الرسول صلى الله عليه
وسلم: (ألا وإن الغضب جمرة (أي: مثل النار الملتهبة) في قلب ابن آدم. أما
رأيتم إلى حُمْرَة عينيه وانتفاخ أوداجه (ما أحاط بالحلق من العروق)؟! فمن
أحس بشيء من ذلك فليلصق بالأرض) [الترمذي وأحمد].
* تغيير الوضع الذي عليه: قال الله صلى الله
عليه وسلم: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا
فليضطجع (ينام على جنبه أو يتكئ)) [أبوداود وأحمد].
* الوضوء بالماء أو الاغتسال: قال الله صلى الله
عليه وسلم: (إن الغضب من الشيطان، وإن الشيطان خلق من النار، وإنما
تُطْفَأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) [أبو داود].
* تدريب النفس على الحلم: وهو أهم وسائل العلاج، وقد أمر الله به، فقال سبحانه: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف: 199]، ووصف به عباده فقال: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا} [الفرقان: 63]، وقال: {وإذا ما غضبوا هم يغفرون} [الشوري: 37]، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب) [البخاري والترمذي]. فليجعل المسلم الحلم خلقًا لازمًا له على الدوام

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 11:08 am

[size=21]الرفق

دخل أحد الأعراب الإسلام، وجاء ليصلى في المسجد مع الرسول صلى الله عليه
وسلم، فوقف في جانب المسجد، وتبول، فقام إليه الصحابة، وأرادوا أن يضربوه،
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وأريقوا على بوله ذنوبًا من
ماء -أو سجلاً (دلوًا) من ماء- فإنما بعثتم مُيسِّرِين، ولم تبعثوا
مُعَسِّرين) [البخاري].
***
ما هو الرفق؟
الرفق هو التلطف في الأمور، والبعد عن العنف والشدة والغلظة. وقد أمر الله بالتحلي بخلق الرفق في سائر الأمور، فقال: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} [الأعراف: 199]،
وقال تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.
[فصلت: 34].
رفق النبي صلى الله عليه وسلم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أرفق الناس وألينهم.. أتى إليه أعرابي، وطلب
منه عطاءً، وأغلظ له في القول، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه،
ثم أعطاه حمولة جملين من الطعام والشراب، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم
يلاعب الحسن والحسين ويقبُّلهما، ويحملهما على كتفه.
وتحكي السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن رفق النبي صلى الله عليه وسلم
فتقول: ما خُيرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين قط إلا أخذ
أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم
رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تُنْتَهَك حرمة
الله؛ فينتقم لله -تعالى-. [متفق عليه]. وكان النبي صلى الله عليه وسلم
يقول لأصحابه: (يسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا ولا تُنَفِّروا)
[متفق عليه].

أنواع الرفق:
الرفق خلق عظيم، وما وُجِدَ في شيء إلا حَسَّنَه وزَيَّنَه، قال الله صلى
الله عليه وسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه (حسنه وجمله)، ولا
يُنْزَعُ من شيء إلا شانه (عابه) [مسلم].

ومن أشكال الرفق التي يجب على المسلم أن يتحلى بها:
الرفق بالناس: فالمسلم لا يعامل الناس بشدة أو عنف أو جفاء، وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم أبعد ما يكون عن الغلظة والشدة، قال تعالى: {ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك} [آل عمران: 159]. وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني؟ فقال له: (لا تغضب) [البخاري].
والمسلم لا يُعَير الناس بما فيهم من عيوب، بل يرفق بهم، رُوِي أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: (لا تُظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك
(أي: يصيبك بمثل ما أصابه) [الترمذي].
والمسلم لا يسب الناس، ولا يشتمهم، وقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك فقال: (سباب المسلم فسوف وقتاله كفر) [متفق عليه].
الرفق بالخدم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
رفيقًا بالخدم، وأمر من عنده خادم أن يطعمه مما يأكل، ويلبسه مما يلبس،
ولا يكلفه ما لا يطيق، فإن كلَّفه ما لا يطيق فعليه أن يعينه. يقول صلى
الله عليه وسلم في حق الخدم: (من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعْتِقَه
(يجعله حرًّا) [مسلم].
الرفق بالحيوانات: نهى الإسلام عن تعذيب
الحيوانات والطيور وكل شيء فيه روح، وقد مَرَّ أنس بن مالك على قوم نصبوا
أمامهم دجاجة، وجعلوها هدفًا لهم، وأخذوا يرمونها بالحجارة، فقال أنس: نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تُصْبَرَ البهائم (أي تحبس وتعذب وتقيد
وترمي حتى الموت). [مسلم].
ومَرَّ ابن عمر -رضي الله عنه- على فتيان من قريش، وقد وضعوا أمامهم
طيرًا، وأخذوا يرمونه بالنبال، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال لهم: مَنْ
فعل هذا؟ لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من
اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا (هدفًا يرميه). [مسلم].
ومن الرفق بالحيوان ذبحه بسكين حاد حتى لا يتعذب، يقول النبي صلى الله
عليه وسلم: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم (أي: في الحروب)
فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، ولْيُحِدَّ أحدُكم شَفْرَتَه
(السكينة التي يذبح بها)، ولْيُرِحْ ذبيحته) [متفق عليه]. وقد بين النبي
صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه قد غفر لرجل؛ لأنه سقى كلبًا كاد يموت
من العطش. بينما دخلت امرأة النار؛ لأنها حبست قطة، فلم تطعمها ولم
تَسْقِهَا حتى ماتت.
الرفق بالجمادات: المسلم رفيق مع كل شيء، حتى مع
الجمادات، فيحافظ على أدواته، ويتعامل مع كل ما حوله بلين ورفق، ولا
يعرضها للتلف بسبب سوء الاستعمال والإهمال.

فضل الرفق:
حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الرفق، فقال: (إن الله رفيق يحب الرفق
في الأمر كله) [متفق عليه]، وقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله رفيق،
يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما
سواه) [مسلم].
والمسلم برفقه ولينه يصير بعيدًا عن النار، ويكون من أهل الجنة، قال النبي
صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بمن يحْرُم على النار؟ أو بمن تَحْرُم
عليه النار؟ تَحْرُم النار على كل قريب هين لين سهل) [الترمذي وأحمد].
وإذا كان المسلم رفيقًا مع الناس، فإن الله -سبحانه- سيرفق به يوم
القيامة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو، فيقول: (اللهم مَنْ وَلِي
من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم، فارفق به) [مسلم].

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 11:08 am

[size=21]العـــدل

سرقت امرأة أثناء فتح مكة، وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقيم عليها
الحدَّ ويقطع يدها، فذهب أهلها إلى أسامة بن زيد وطلبوا منه أن يشفع لها
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا يقطع يدها، وكان الرسول صلى الله
عليه وسلم يحب أسامة حبَّا شديدًا.
فلما تشفع أسامة لتلك المرأة تغير وجه الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال
له: (أتشفع في حد من حدود الله؟!). ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم فخطب
في الناس، وقال: (فإنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف
تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله (أداة قسم)، لو
أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يدها) [البخاري].
***
جاء رجل من أهل مصر إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقال له: يا أمير
المؤمنين، لقد تسابقتُ مع ابن عمرو بن العاص وإلى مصر، فسبقتُه فضربني
بسوطه، وقال لي: أنا ابن الأكرمين. فكتب عمر بن الخطاب إلى
عمرو بن العاص: إذا أتاك كتابي هذا فلتحضر إلى ومعك ابنك، فلما حضرا أعطى
عمر بن الخطاب السوط للرجل المصري ليضرب ابن عمرو قائلا له: اضرب ابن
الأكرمين.
***
في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أسلم رجل من سادة العرب، وذهب للحج،
وبينما كان يطوف حول الكعبة، داس رجل على طرف ردائه، فضربه على وجهه ضربة
شديدة، فذهب الرجل إلى عمر بن الخطاب، واشتكى له، فطلب عمر -رضي الله عنه-
إحضار الضارب، فلما حضر أمر عمر الرجل أن يقتص منه بأن يضربه على وجهه
مثلما فعل معه، فقال متعجبًا: وهل أستوي أنا وهو في ذلك؟ فقال عمر: نعم،
الإسلام سوَّى بينكما.
***
يحكى أن رجلا اصطاد سمكة كبيرة، ففرح بها، وفي طريق عودته إلى زوجته
وأولاده، قابله حاكم المدينة، ونظر إلى السمكة التي معه، فأخذها منه، فحزن
الصياد، ورفع يديه إلى السماء شاكيا لله -عز وجل-، طالبًا منه أن يريه
جزاء هذا الظالم.
ورجع الحاكم إلى قصره، وبينما هو يعطي السمكة للخادم لكي يُعِدَّها له،
إذا بالسمكة تعضه في إصبعه، فصرخ وشعر بألم شديد، فأحضروا له الأطباء،
فأخبروه أن إصبعه قد أصابه السم من عضة السمكة، ويجب قطعه فورًا حتى لا
ينتقل السم إلى ذراعه، وبعد أن قطع الأطباء إصبعه، أحس أن السم ينتقل إلى
ذراعه ومنه إلى بقية جسده، فتذكر ظلمه للصياد، وبحث عنه، وعندما وجده ذهب
إليه مسرعًا يطلب منه أن يسامحه ويعفو عنه حتى يشفيه الله، فعفا عنه.
***
ذات يوم، اختلف الإمام على -رضي الله عنه- مع يهودي في درع (يُلبس كالرداء
على الصدر في الحروب)، فذهبا إلى القاضي، وقال الإمام علي: إن هذا اليهودي
أخذ درْعِي، وأنكر اليهودي ذلك، فقال القاضي للإمام علي: هل معك من شهود؟
فقال الإمام علي: نعم، وأحضر ولده الحسين، فشهد الحسين بأن هذا الدرع هو
درع أبيه. لكن القاضي قال للإمام علي: هل معك شاهد آخر؟
فقال الإمام علي: لا.
فحكم القاضي بأن الدرع لليهودي؛ لأن الإمام عليا لم يكن معه من الشهود غير
ولده. فقال اليهودي: أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين فقضى على
أمير المؤمنين ورضى. صدقتَ والله يا أمير المؤمنين.. إنها لدرعك سقطتْ عن
جمل لك التقطتُها؛ أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. فأعطاه
الإمام على الدرع فرحًا بإسلامه.
***
ما هو العدل؟
العدل هو الإنصاف، وإعطاء المرء ما له، وأخذ ما عليه. وقد جاءت آيات كثيرة
في القرآن الكريم تأمر بالعدل، وتحث عليه، وتدعو إلى التمسك به، يقول
تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى} [النحل: 90].
ويقول تعالى: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} [النساء: 58]. والعدل اسم من أسماء الله الحسنى وصفة من صفاته سبحانه.

أنواع الـعـدل:
للعدل أنواع كثيرة، منها:
العدل بين المتخاصمين:

كان صلى الله عليه وسلم مثالا في تطبيق العدل، وقد جاء إليه رجلان من
الأنصار يختصمان إليه، ويطلبان منه أن يحكم بينهما، فأخبرهما النبي صلى
الله عليه وسلم بأن مَنْ يأخذ حق أخيه، فإنما يأخذ قطعة من النار، فبكي
الرجلان وتنازل كل واحد منهما عن حقه لأخيه.
العدل في الميزان والمكيال: المسلم يوفي الميزان
والكيل، ويزن بالعدل، ولا ينقص الناس حقوقهم، ولا يكون من الذين يأخذون
أكثر من حقهم إذا اشتروا، وينقصون الميزان والمكيال إذا باعـوا، وقـد
توَّعـد الله من يفعـل ذلك، فقـال الله تعالى:
{ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون . وإذا كالوهم أو
وزنوهم يخسرون . ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون . ليوم عظيم} [المطففين: 1-5].

وقال تعالى: {وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان} [الرحمن: 9].
العدل بين الزوجات: والمسلم يعدل مع زوجته
فيعطيها حقوقها، وإذا كان له أكثر من زوجة فإنه يعدل بينهن في المأكل
والمشرب والملبس والمسكن والمبيت والنفقة، قال الله صلى الله عليه وسلم:
(من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشِقُّه مائل) [أبو
داود والنسائي والترمذي وابن ماجه].
والميل الذي حذر منه هذا الحديث هو الجور على حقوقها، ولهذا روي أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يقسم بين زوجاته -رضوان الله عليهن- بالعدل،
ويقول: (اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك).
[أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه].
العدل بين الأبناء: فالمسلم
يسوِّي بين أولاده حتى في القُبْلَة، فلا يُفَضِّل بعضهم بهدية أو عطاء؛
حتى لا يكره بعضهم بعضًا، وحتى لا تُوقَد بينهم نار العداوة والبغضاء.
يقول النعمان بن بشير: أعطاني أبي عطيةً، فقالت عمرة بنت رواحة (أم
النعمان): لا أرضى حتى تُشْهِدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أعطيتُ ابني من عمرة بنت رواحة عطية،
فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله. فقال الله صلى الله عليه وسلم: (أعطيتَ
سائر ولدك مثل هذا؟ قال: لا. قال الله صلى الله عليه وسلم: (فاتقوا الله
واعدلوا بين أولادكم) [البخاري].
العدل مع كل الناس: المسلم مطالب بأن يعدل مع جميع الناس سواء أكانوا مسلمين أو غير مسلمين، فالله يأمر بعدم إنقاص الناس حقوقهم، قال تعالى: {ولا تبخسوا الناس أشيائهم} [الشعراء: 138].
وقال تعالى: {ولا يجرمنكم شنأن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} [المائدة: 8] أي: لا تحملكم عداوتكم وخصومتكم لقوم على ظلمهم، بل يجب العدل مع الجميع سواء أكانوا أصدقاء أم أعداء.

فضل العدل:
* العدل له منزلة عظيمة عند الله، قال تعالى: {وأقسطوا إن الله يحب المقسطين} [الحجرات: 9].
وكان الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه- يقول: عمل الإمام العادل في رعيته يومًا أفضل من عبادة العابد في أهله مائة سنة.
* العدل أمان للإنسان في الدنيا، وقد حُكي أن أحد رسل الملوك جاء لمقابلة
عمر بن الخطاب، فوجده نائمًا تحت شجرة، فتعجب؛ إذ كيف ينام حاكم المسلمين دون حَرَسٍ، وقال: حكمتَ فعدلتَ فأمنتَ فنمتَ يا عمر.
* العدل أساس الملك، فقد كتب أحد الولاة إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز
-رضي الله عنه- يطلب منه مالاً كثيرًا ليبني سورًا حول عاصمة الولاية.
فقال له عمر: ماذا تنفع الأسوار؟ حصنها بالعدل، ونَقِّ طرقها من الظلم.
* العدل يوفر الأمان للضعيف والفقير، ويُشْعره بالعزة والفخر.
* العدل يشيع الحب بين الناس، وبين الحاكم والمحكوم.
* العدل يمنع الظالم عن ظلمه، والطماع عن جشعه، ويحمي الحقوق والأملاك والأعراض.

الظلم:
حذَّر الله -تعالى- من الظلم، فقال عز وجل: {ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص في الأبصار} [إبراهيم: 24].
وقال تعالى: {فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم} [_الزخرف: 65].
وقال تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين} [_هود: 18].
وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا من الظلم، فقال: (اتقوا الظلم
فإن الظلم ظلمات يوم القيامة) [مسلم]، وقال الله صلى الله عليه وسلم:
(ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر)
[البيهقي].
وقال الله صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه) [البخاري].

أنواع الظلم:
ظلم الإنسان لربه:
وذلك بألا يؤمن الإنسان بخالقه ويكفر بالله -عز وجل- وقد جعل الله الشرك به -سبحانه- من أعظم الظلم، فقال: {لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم} [لقمان: 13].
ظلم الإنسان للإنسان: وذلك بأن يعتدي الظالم على الناس في أنفسهم أو
أموالهم أو أعراضهم، فشتم المسلمين ظلم، وأخذ أموالهم ظلم، والاعتداء
عليهم ظلم، والمسلم بعيد عن كل هذا.
ظلم الإنسان لنفسه: وذلك بارتكاب المعاصي والآثام، والبعد عن طريق
الله -سبحانه- واتباع طريق الشيطان.

جزاء الظلم:
ذات يوم سأل الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه، فقال: (أتدرون ما
المفلس؟)، قالوا: الْمُفْلِسُ فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال الله صلى
الله عليه وسلم: (إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام
وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب
هذا. فيعْطَي هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيتْ حسناته قبل أن
يقْضِي ما عليه أُخِذَ من خطاياهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار) [مسلم
والترمذي].
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على أداء الحقوق إلى أصحابها، قبل أن
يأتي يوم القيامة فيحاسبهم الله على ظلمهم، قال الله صلى الله عليه وسلم:
(لَتُؤَدَّن الحقوقُ إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقَاد (يُقْتَص) للشاة
الجلحاء من الشاة القرناء) [مسلم].
فكل مخلوق سوف يأخذ حقه يوم القيامة، حتى النعجة التي ليس لها قرون
(جلحاء) إذا ضربتْها في الدنيا نعجة ذات قرون (قرناء)، فإن الأولى سوف
تقتص وتأخذ حقها من الثانية، وقال الله صلى الله عليه وسلم: (من ظلم قيد
شبر من الأرض، طُوِّقَه من سبع أرضين) [متفق عليه].
فكل إنسان يظلم ويأخذ ما ليس حقًّا له فسوف يكون عليه وبالا في الآخرة،
وسوف يعذَّب يوم القيامة عقابًا له على ظلمه في الدنيا، يقول النبي صلى
الله عليه وسلم: (إن الله لَيمْلِي للظالم (أي: يؤخر عقابه)، حتى إذا أخذه
لم يفْلته)
[متفق عليه]، ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} [هود: 102].
وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة: (يا عبادي، إني حرَّمتُ
الظلم على نفسي وجعلتُه بينكم محرَّمًا فلا تَظَالموا) [مسلم].
فعلى المسلم أن يبتعد عن الظلم، ولا يعين الظالمين، وليتذكر دائمًا قول الشاعر:
لا تظــلمنَّ إذا مـا كنـتَ مُقْتَــدِرًا
فالظلـم ترجـع عُقْبَاهُ إلى الـنَّـــدَمِ
تنـام عيـناك والمظلوم مُنْتَبِـــــهٌ
يـدعو عليـك وعَيـنُ الله لم تَـنَــمِ

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 11:10 am

[size=21]الحياء

كان رجل من الأنصار يعاتب أخًا له، ويلومه على شدة حيائه، ويطلب منه أن
يقلل من هذا الحياء، ومرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعهما، فقال
للرجل: (دعه فإن الحياء من الإيمان) [متفق عليه].
***
ما هو الحياء؟
الحياء هو أن تخجل النفس من العيب والخطأ. والحياء جزء من الإيمان. قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من
الإيمان) [متفق عليه]. بل إن الحياء والإيمان قرناء وأصدقاء لا يفترقان،
قال الله صلى الله عليه وسلم: (الحياء والإيمان قُرَنَاء جميعًا، فإذا
رُفِعَ أحدهما رُفِعَ الآخر). [الحاكم].
وخلق الحياء لا يمنع المسلم من أن يقول الحق، أو يطلب العلم، أو يأمر
بمعروف، أو ينهي عن منكر. فهذه المواضع لا يكون فيها حياء، وإنما على
المسلم أن يفعل كل ذلك بأدب وحكمة، والمسلم يطلب العلم، ولا يستحي من
السؤال عما لا يعرف، وكان الصحابة يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم عن
أدق الأمور، فيجيبهم النبي صلى الله عليه وسلم عنها دون خجل أو حياء.
حياء الله -عز وجل-:
من صفات الله تعالى أنه حَيِي سِتِّيرٌ، يحب الحياء والستر. قال الله صلى
الله عليه وسلم: (إن الله حَيي ستير، يحب الحياء والستر) [أبو داود
والنسائي].
حياء الرسول صلى الله عليه وسلم:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد الناس حياءً، وكان إذا كره شيئًا عرفه
الصحابة في وجهه. وكان إذا بلغه عن أحد من المسلمين ما يكرهه لم يوجه له
الكلام، ولم يقل: ما بال فلان فعل كذا وكذا، بل كان يقول: ما بال أقوام
يصنعون كذا، دون أن يذكر اسم أحد حتى لا يفضحه، ولم يكن الرسول صلى الله
عليه وسلم فاحشًا ولا متفحشًا، ولا صخابًا (لا يحدث ضجيجًا) في الأسواق.

أنواع الحياء:
الحياء له أنواع كثيرة، منها:

الحياء من الله: المسلم يتأدب مع الله -سبحانه-
ويستحيي منه؛ فيشكر نعمة الله، ولا ينكر إحسان الله وفضله عليه، ويمتلئ
قلبه بالخوف والمهابة من الله، وتمتلئ نفسه بالوقار والتعظيم لله، ولا
يجاهر بالمعصية، ولا يفعل القبائح والرذائل؛ لأنه يعلم أن الله مُطَّلِعٌ
عليه يسمعه ويراه، وقد قال الله -تعالى- عن الذين يفعلون المعاصي دون حياء
منه سبحانه: {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله} [النساء: 108].
والمسلم الذي يستحي من ربــه إذا فعـل ذنبًا أو معصية، فإنه يخجل من الله
خجلا شديدًا، ويعود سريعًا إلى ربه طالبًا منه العفو والغفران. وقد قال
النبي صلى الله عليه وسلم: (استحيوا من الله حق الحياء)، فقالوا: يا رسول
الله، إنا نستحي والحمد لله، قال: (ليس ذاك، ولكن الاستحياء من الله حق الحياء:
أن تحفظ الرأس وما وَعَى، والبطن وما حَوَى، ولْتذْكر الموت والْبِلَى،
ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا، فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله
حق الحياء) [الترمذي وأحمد].
الحياء من الرسول صلى الله عليه وسلم: والمسلم يستحي من النبي صلى الله عليه وسلم، فيلتزم بسنته، ويحافظ على ما جاء به من تعاليم سمحة، ويتمسك بها.
الحياء من الناس: المسلم يستحي من الناس، فلا
يُقَصِّر في حق وجب لهم عليه، ولا ينكر معروفًا صنعوه معه، ولا يخاطبهم
بسوء، ولا يكشف عورته أمامهم، فقد قال رجل للرسول صلى الله عليه وسلم: يا
رسول الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نَذَرُ؟ فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: (احفظ عورتكَ إلا من زوجتكَ أو ما ملكت يمينكَ). فقال: يا رسول
الله، إذا كان القوم بعضهم في بعض؟ فقال الله صلى الله عليه وسلم: (إن
استطعتَ ألا يَرَيَنَّها أحد فلا يرينَّها)، قال: يا رسول الله، إذا كان
أحدنا خاليا (ليس معه أحد)؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (فالله أحق أن
يُسْتَحيا منه من الناس) [أبو داود].
ومن حياء المسلم أن يغض بصره عن الحرام، وعن كل منظر مؤذٍ، مما يقتضي غض
البصر، ومن الحياء أن تلتزم الفتاة المسلمة في ملابسها بالحجاب، فلا تظهر
من جسدها ما حرَّم الله، وهي تجعل الحياء عنوانًا لها وسلوكًا يدلُّ على
طهرها وعفتها، ودائمًا تقول:
زِينَتِي دَوْمــًا حـيـــائـي واحْـتِشَـامِـي رَأسُ مـَـالِي
وحياء المؤمن يجعله لا يعرف الكلام الفاحش، ولا التصرفات البذيئة، ولا
الغلظة ولا الجفاء، إذ إن هذه من صفات أهل النار، وقد قال النبي صلى الله
عليه وسلم: (الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء،
والجفاء في النار) [الترمذي والحاكم].

فضل الحياء:
الحياء له منزلة عظيمة عند الله -سبحانه-، فهو يدعو الإنسان إلى فعل
الخير، ويصرفه عن الشر، ومن هنا كان الحياء كله خيرًا وبركة ونفعًا لصاحبه
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير) [متفق
عليه]، وقال: (الحياء كله خير) [مسلم].
فليجعل المسلم الحياء خلقًا لازمًا له على الدوام، حتى يفوز برضا ربه -سبحانه- وقد قال الشاعر:
حـياؤك فـاحفـظـــه عَلَيْك وإنمـا
يَدُلُّ على فِعْلِ الكـريــمِ حيــاؤُهُ

وقال آخر:
إذا لـم تَخْــشَ عاقبـة اللَّـيـالي
ولـم تَسْتَحْي فـاصنـعْ مـا تـشــاءُ
فـلا واللـه مـا فـي الْعَيْشِ خيــرٌ
ولا الدنيا إذا ذهـــب الحيـــــاءُ

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 11:10 am

[size=21]الوفــــاء

لم يحضر أنس بن النضر غزوة بدر، فحزن لذلك، ثم قال: يا رسول الله، غبتُ عن
أول قتال قاتلتَ المشركين فيه، ولئن أشهدني الله مع النبي صلى الله عليه
وسلم قتال المشركين ليرينَّ ما أصنع. وهكذا أخذ أنس بن النضر عهدًا على
نفسه بأن يجاهد ويقاتل المشركين، ويستدرك ما فاته من الثواب في بدر، فلما
جاءت غزوة أحد انكشف المسلمون، وحدث بين صفوفهم اضطراب، فقال أنس لسعد بن
معاذ: يا سعد بن معاذ، الجنَّةَ ورَبَّ النَّضْر، إني لأجد ريحها من دون
أحد، ثم اندفع أنس يقاتل قتالا شديدًا حتى استشهد في سبيل الله، ووجد
الصحابة به بضعًا وثمانين موضعًا ما بين ضربة بالسيف أو طعنة بالرمح أو
رمية بالسهم، ولم يعرف أحد أنه أنس بن النضر إلا أخته بعلامة في إصبعه.
[متفق عليه].
فكان الصحابة يرون أن الله قد أنزل فيه وفي إخوانه قوله تعالى: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} [الأحزاب: 23].
***
كانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- زوجة رحيمة تعطف على النبي صلى الله
عليه وسلم، وتغمره بالحنان، وتقدم له العون، وقد تحملت معه الآلام والمحن
في سبيل نشر دعوة الإسلام، ولما توفيت السيدة خديجة -رضي الله عنها- ظل
النبي صلى الله عليه وسلم وفيَّا لها، ذاكرًا لعهدها، فكان يفرح إذا رأى
أحدًا من أهلها، ويكرم صديقاتها.
وكانت السيدة عائشة -رضي الله عنها- تغار منها وهي في قبرها، فقالت للنبي
صلى الله عليه وسلم ذات يوم: هل كانت إلا عجوزًا قد أبدلكَ الله خيرًا
منها؟ فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبًا شديدًا، وقال لها: (والله ما
أبدلني الله خيرًا منها؛ آمنتْ بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس،
وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من
النساء) [أحمد]. وهكذا ظل النبي صلى الله عليه وسلم وفيَّا لزوجته خديجة
-رضي الله عنها-.
***
ضرب صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم من الأنصار (وهم أهل المدينة) أروع
الأمثلة في الوفاء بالعهد، فقد بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على
الدفاع عن الإسلام، ثم أوفوا بعهدهم، فاستضافوا إخوانهم المهاجرين
واقتسموا معهم ما عندهم، حتى تم النصر لدين الله.
فعن عوف بن مالك -رضي الله عنه- قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم
تسعة أو ثمانية أو سبعة، فقال النبي: (ألا تبايعون رسول الله؟). فبسطنا
أيدينا، وقلنا: قد بايعناك يا رسول الله، فعلامَ نبايعك؟ قال: (على أن
تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، والصلوات الخمس، وتطيعوا) وأسرَّ كلمة
خفية، قال: (ولا تسألوا الناس شيئًا). قال عوف بن مالك: فقد رأيتُ بعض
أولئك النفر يسقط سوط أحدهم (ما يقود به الدابة)، فما يسأل أحدًا أن
يناوله إياه. [مسلم].
***
كان عرقوب رجلا يعيش في يثرب (المدينة المنورة) منذ زمن بعيد، وكان عنده
نخل ينتج تمرًا كثيرًا. وذات يوم جاءه رجل فقير مسكين يسأله أن يعطيه بعض
التمر، فقال عرقوب للرجل الفقير: لا يوجد عندي تمر الآن، اذهب ثم عد عندما
يظهر طلع النخل (أول الثمار). فذهب الفقير، وحينما ظهر الطلع جاء إلى
عرقوب، فقال له عرقوب: اذهب ثم عد عندما يصير الطلع بلحًا.
فذهب الرجل مرة ثانية، ولما صار الطلع بلحًا جاء إلى عرقوب، فقال له: اذهب
ثم ارجع عندما يصير البلح رطبًا، وعندما صار البلح رطبًا حضر الرجل إلى
عرقوب، فقال له عرقوب: اذهب ثم ارجع عندما يصير الرطب تمرًا، فذهب الرجل.
ولما صار الرطب تمرًا صعد عرقوب إلى النخل ليلا، وأخذ منه التمر، وأخفاه
حتى لا يعطي أحدًا شيئًا منه، فلما جاء الفقير لم يجد تمرًا في النخل،
فحزن لأن عرقوب لم يفِ بوعده. وصار عرقوب مثلا في إخلاف الوعد، حتى ذم
الناس مُخْلِف الوعد بقولهم: مواعيد عرقوب.
***
ما هو الوفاء؟
الوفاء أن يلتزم الإنسان بما عليه من عهود ووعود وواجبات، وقد أمر
الله -تعالى- بالوفاء بالعهد، فقال جل شأنه: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً} [الإسراء: 34].
وقال تعالى: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم }.[النحل: 91]
.
أنواع الوفاء:
الوفاء له أنواع كثيرة، منها:
الوفاء مع الله:

بين الإنسان وبين الله -سبحانه- عهد عظيم مقدس هو أن يعبده وحده لا يشرك
به شيئًا، وأن يبتعد عن عبادة الشيطان واتباع سبيله، يقول الله عز وجل:
{ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين. وأن
اعبدوني هذا صراط مستقيم} [يـس: 60-61].
فالإنسان يدرك بفطرته السليمة وعقله أن لهذا الكون إلهًا واحدًا مستحقًّا
للعبادة هو الله -سبحانه-، وهذا هو العهد الذي بيننا وبين الله.
الوفاء بالعقود والعهود: الإسلام يوصي باحترام
العقود وتنفيذ الشروط التي تم الاتفاق عليها، وقد قال النبي صلى الله عليه
وسلم: (المسلمون عند شروطهم) [البخاري]، وقد عقد النبي صلى الله عليه وسلم
صلح الحديبية مع الكافرين، ووفَّى لهم بما تضمنه هذا العقد، دون أن يغدر
بهم أو يخون، بل كانوا هم أهل الغدر والخيانة. والمسلم يفي بعهده ما دام
هذا العهد فيه طاعة لله رب العالمين، أما إذا كان فيه معصية وضرر
بالآخرين، فيجب عليه ألا يؤديه.
الوفاء بالكيل والميزان: فالمسلم يفي بالوزن، فلا ينقصه، لأن الله -تعالى- قال: {أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم} [هود: 85].
الوفاء بالنذر: والمسلم يفي بنذره ويؤدي ما عاهد الله على أدائه. والنذر:
هو أن يلتزم الإنسان بفعل طاعة لله -سبحانه-. ومن صفات أهل الجنة أنهم
يوفون بالنذر، يقول تعالى: {يوفون بالنذر ويخافون يومًا كان شره مستطيرًا}.[الإنسان: 7].
ويشترط أن يكون النذر في خير، أما إن كان غير ذلك فلا وفاء فيه.
الوفاء بالوعد: المسلم يفي بوعده ولا يخلفه،
فإذا ما وعد أحدًا، وفي بوعده ولم يخلف؛ لأنه يعلم أن إخلاف الوعد من صفات
المنافقين. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث
كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان) [متفق عليه].

الغدر والخيانة:
الغدر خلق ذميم، والخيانة هي عدم الوفاء بالعهود، وهي الغش في الكيل والميزان.. وما شابه ذلك.
يقول الله -تعالى-: {إن الله لا يحب الخائنين} [الأنفال: 58].
وقال تعالى: {الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون} [البقرة: 27].

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منى الراوى
مشرف منتدي السياحة والآثار مشرف منتدي السياحة والآثار
منى الراوى


انثى
ســآعـتي :
التسجيل : 04/10/2010
المساهمات : 4915
عدد النقاط : 10549
المزاج : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Qatary24
المهنة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow10
الهوايه : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Unknow11
الدولة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Female31
الأوسمة : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 3h210
التميز : المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 1510

المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 Empty
مُساهمةموضوع: رد: المشتاقوون للجنـــــــــة...   المشتاقوون للجنـــــــــة... - صفحة 8 I_icon_minitimeالإثنين 07 فبراير 2011, 11:11 am

[size=21]الشــــورى

قبل معركة بدر، استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في الخروج للقتال
فشجعوه، حتى إن المقداد بن الأسود -رضي الله عنه- قال: يا رسول الله، إنا
لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا
قاعدون، ولكن امض ونحن معك. فانشرح صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأمرهم بالخروج للقتال.
وفي الطريق إلى مكان المعركة، نزل الجيش في مكان قريب من بئر بدر، فقال
الحُباب بن المنذر -رضي الله عنه-: يا رسول الله، أهذا منزل أَنْزَلَكَهُ
الله، فليس لنا أن نتقدم عنه ولا نتأخر، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (بل هو الرأي والحرب والمكيدة).
فقال الحباب: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل. وأشار الحباب على النبي
صلى الله عليه وسلم أن يعسكر الجيش عند بئر بدر، فيشرب منه المسلمون
ويمنعوا منه الكفار، فرضي النبي صلى الله عليه وسلم برأيه وعمل به. وبعد
أن انتهت المعركة، وانتصر المسلمون انتصارًا رائعًا، ووقع في الأسر سبعون
رجلا من المشركين، طلب النبي صلى الله عليه وسلم مشورة أصحابه فيم يصنع
بهؤلاء الأسرى؟
فكان رأي أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أن يعفو عنهم ويطلب منهم
الفداء، وكان رأي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن تُضرب أعناقهم ويقَتَّلُوا، فاختار الرسول صلى الله عليه وسلم رأي أبي بكر الصديق.
***
كانت بلقيس ملكة على مملكة سبأ في عهد نبي الله سليمان -عليه السلام-
وكانت معروفة عند قومها بالعقل والحكمة، وكان قومها يعبدون الشمس من دون
الله، فَبَعث إليها نبي الله سليمان -عليه السلام- رسالة يدعوها فيها إلى
الإيمان بالله الواحد الذي لا شريك له، فقالت بلقيس لقومها:
{يا أيها الملأ إني ألقي إلى كتاب كريم . إنه من سليمان وإنه بسم الله
الرحمن الرحيم . ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين . قالت يا أيها الملأ أفتوني
في أمري ما كنت قاطعة أمرًا حتى تشهدون} [النمل: 29-32].
وهكذا طلبت ملكة سبأ مشورة قومها، ثم ذهبت إلى نبي الله سليمان، فشرح الله صدرها للإسلام.
***

ما هي الشورى؟
الشورى هي أن يأخذ الإنسان برأي أصحاب العقول الراجحة والأفكار الصائبة،
ويستشيرهم حتى يتبين له الصواب فيتبعه، ويتضح له الخطأ فيجتنبه، والحكم في
الإسلام يقوم على ثلاثة أركان أساسية، هي: العدل والمساواة والشورى، مما
يبين أن الشورى لها مكانة عظيمة في ديننا الإسلامي، وقد سمى الله -تعالى-
سورة في القرآن الكريم باسم الشورى.
وأمر الله -تعالى- نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يشاور المسلمين، ويأخذ آراءهم، فقال سبحانه: {فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر}[آل عمران: 159].
وجعل الله -تعالى- الشورى صفة من صفات المسلمين، وجعلها في منزلة الصلاة والإنفاق، قال تعالى: {والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون} [الشوري: 38].
والشورى في الإسلام تكون في الأمور التي ليس فيها أمر من الله، أو أمر من
الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ إنه لا شورى مع وجود نص شرعي، وقد كان
النبي صلى الله عليه وسلم دائم المشاورة لأصحابه في كل أمر يقدم عليه ما
لم ينزل فيه قرآن، فإذا كان هناك وحي من الله طبقه الرسول صلى الله عليه
وسلم دون تأخير.
قال أبو هريرة -رضي الله عنه-: ما رَأَيْتُ أحدًا قَطُّ كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فضل الشورى:
الذي يستشير الناس لا يندم أبدًا، والله -سبحانه- يوفقه للخير، ويهديه إلى
الصواب. قال الله صلى الله عليه وسلم: (من أراد أمرًا، فشاور فيه امرءًا
مسلمًا وفقه الله لأرشد أموره) [الطبراني]. والمشاورة هي عين الهداية، وهي
دليل على الحزم وحسن التصرف والتدبير. وبالشورى يستفيد الإنسان من تجارب
غيره، ويشاركهم في عقولهم، وبذلك يتجنب الخطأ والضرر، ويصبح دائمًا على
صواب.
وقال أحمد شوقي مخاطبًا عمر -رضي الله عنه-:
يا رافعـًا رايــة الشُّـورى وحـارسَهـا
جزاك ربُّكَ خيـرًا عـن مُحِبِّــيـهَا
رَأْي الجماعةِ لا تَشْقَى البـــلادُ بـــهِ
رَغْـَم الخـِلاف ورَأْي الْفَـرْدِ يُشْقِيهَا
وقد قيل: نعم المؤازرة المشاورة.
وقال الشاعر:
وإنْ نـَاصِـحٌ منـك يومـًا دَنَــا
فلا تَنْأَ عنــه ولا تُقْـصـِـــهِ
وإن بَـابُ أَمْــرٍ عَلَيـــكَ الْتـَـــوَي
فشـاورْ لَبِيـبـًا ولا تَعْصِــــهِ
تنأ عنه (تبتعد عنه)، وتقصه (تبعده)، واللبيب (الفطن الراجح العقل).

الاستخارة:
وإذا كان المسلم يأخذ آراء العقلاء من الناس ويستشيرهم في أموره، فإن
الله -سبحانه- أقرب من نلجأ إليه حين تختلط علينا الأمور؛ فنطلب منه
الهداية والرشاد، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الاستخارة،
فإذا أقدم المسلم على أمر فليصلِّ ركعتين، ثم يدعو الله بدعاء الاستخارة:
( اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسألك من فضلك
العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتَقْدِرُ ولا أَقْدِرُ، وأنت علام الغيوب.
اللهم إن كنتَ تعلم أن هذا الأمر (ويذكر حاجته) خيرٌ لي في ديني ومعاشي
وعاقبة أمري فاقدره لـي، ويـسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا
الأمر (ويذكر حاجته) شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني،
واصرفني عنه، واقْدِرْ لي الخيرَ حيث كان ثم رضِّني به) [البخاري]. فعلى
المسلم أن يحرص على تلك الصلاة ويستخير ربه في كل أموره.

المشتـاقــــون الى الجنـــــــة
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المشتاقوون للجنـــــــــة...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 8 من اصل 12انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3 ... 7, 8, 9, 10, 11, 12  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتـــــدي الإسـ ـــ ــــلامــــــي :: القسم العام-
انتقل الى: